Ads by Google X

رواية ارهقني عشقها الفصل السابع 7 - بقلم وداد جلول

الصفحة الرئيسية

  

رواية ارهقني عشقها الفصل السابع 7 -  بقلم وداد جلول

ملكي أنا
                                    
                                          
لم يعد بمقدوره تحمل سحر جمالها وعينيها ، كان مغيب عن العالم وهو يحدق بتلك العينان العسليتان الواسعة ، ولتلك الشفتان الممتلئة ، تنهيدة صغيرة منها جعلت هذا الرجل الصارم يغيب عن واقعه تماماً ، كاد أن يلصق شفتيه بشفتيها ولكن صوت والدته الذي صدح منادياً بإسمه أحبط له هذه اللحظة ، أغمض عيناه محاولاً التحكم بنفسه وكور قبضته بغضب ليستدير إلى والدته ويقول بجمود :



"ماذا هناك"



تحدثت والدته بتعجب :
"ما الذي يحدث معكما ولماذا طلبت ليلى ما بكما هل حدث شيء"



تنهد بقوة لينظر إلى ليلى التي كانت مخفضة برأسها إلى الأرض ليقول بحنق :
"لا يوجد شيء أمي"



همهمت والدته لتقول :
"حسناً هيا بنا عزيزتي ليلى فالزفاف لم ينتهي بعد"



تحدث جبل بغضبٍ مكتوم :
"أمي واللعنة ألم تنتهيان بعد ، هيا بنا إلى المنزل لإننا سنعود غداً إلى منزلنا"



أنهى جملته ليتوجه إلى سيارته ويركب بها بينما والدته سلمى حركت رأسها بيأس وهمت بالركوب بجانبه ولم تتجرأ بالتفوه بحرف ، كحال ليلى التي ركبت السيارة بصمت ولم تتفوه بحرف ...



--------



صباح اليوم التالي توجهوا ثلاثتهم عائدين إلى منزلهم وكل منهم يفكر في ما يشغل باله ..



كان جبل ينظر إلى ليلى عبر المرأة الأمامية ولكنها هي لم تكن تنظر له أبداً ..



مضى وقتاً لا بأس به ليصلوا إلى المنزل ويدخلون بصمت ، صدح صوت جبل ليقول بجمود :
"سأذهب إلى الشركة لأتابع الأعمال ، لن تخرج أي واحدة منكما اليوم"



أنهى جملته الآمرة ليخرج من المنزل بصمت ، تنهدت سلمى بيأس بينما ليلى كانت جامدة لا تبدي أي ردة فعل ، كانت تشعر بالنعاس كثيراً فهي لم تشبع من النوم لذلك حملت حقيبتها الصغيرة متوجهة إلى غرفتها لتغير ثيابها ومن بعدها غطت في سباتٍ عميق ..



من الجهة الأخرى جبل ، حالما خرج توجه إلى سيارته والأفكار تأتيه وتجلبه ، كان يقود وهو في قمة قهره وغضبه ، يسأل نفسه لماذا لا تقع بحبه ؟ لماذا لا تريد قربه كما يريد قربها هو ؟ لماذا لا تشعر به ؟ لماذا تخافه وتتجنبه ؟ لماذا تبتعد وتنفر منه بينما هو لا يريد سوى قربها وقلبها ؟ لماذا تكرهه وهو يعشقها ؟ كل هذه الأسئلة كانت تدور في عقله ، لم يعد يستطيع جفائها ..



ركن سيارته على الجانب ليضع رأسه على مقود السيارة بوهن وهو بحالة قهر وحزن ، في الواقع يجب عليه أن يعيد التفكير بتصرفاته وتحكماته بها ومن بعدها يسأل نفسه لماذا ...



---------



استيقظت ليلى قرابة الساعة الخامسة مساءاً ، تعجبت من نفسها كثيراً لإنها ولأول مرة تنام كل هذه المدة ، تنهدت بقوة لتتوجه إلى الأسفل حيث وجدت عمتها جالسة لوحدها في الصالة ، ألقت عليها التحية وجلست بجانبها لتبتسم لها عمتها ابتسامة دافئة وتقول :


  
 
                
"عزيزتي نمتي كثيراً ، ألا تريدين تناول الغداء"



ابتسمت ليلى لتقول :
"أريد إن كنتِ أنتِ تريدين تناول الغداء معي"



ضحكت ضحكة صغيرة لتأمر الخادمة بتحضير الغداء ، وماهو إلا عشرة دقائق حتى جهز الغداء وبدأتان تتناولان الطعام بصمت ...



بينما جبل كان جالس في مكتبه يتابع بعض أعماله المتراكمة عليه منذ ثلاثة أيام ، دخلت عليه السكرتيرة وتوجهت له بخطواتٍ متمايلة لتقول بدلع :



"سيدي السيد رامز يريد رؤيتك في أمرٍ مهم"



لم يكلف نفسه وينظر لها ، اكتفى بإلقاء كلامه بنبرة جامدة :
"دعيه يدخل ، وأرجو أن تبطلي أسلوبكِ القذر هذا وتتحدثي بثبات وليس كفتيات الليل هل فهمتي ، هيا اخرجي"



نظرت له بصدمة وما لبثت حتى ابتلعت ريقها واحتقن وجهها لتخرج من المكتب والدموع متجمعة بعينيها ، دخل بعدها ذلك المدعو رامز ليتحدث بنبرة خافتة :



"كيف حالك سيدي"



نظر له ليحرك رأسه موافقاً بجمود ليبتلع ريقه رامز ويقول بتوتر :
"بصراحة لقد أتيت لأتحدث معك في موضوع مهم وأرجو أن لا تردني خائب"



تنهد جبل بقوة ليقول :
"قل ما لديك"



تحدث رامز بتوتر :
"سيدي أنا أريد أن أطلب يد الآنسة ليلى ، بصراحة لقد رأيتها عدة مرات في الجامعة عندما كنت أوصل شقيقتي إلى جامعتها وهي معها في نفس الجامعة وفي .."



لم يكمل جملته لإنه تلقى لكمة على وجهه جعلت الدماء تنفجر من أنفه ، تسارعت أنفاس جبل ليقترب منه ويمسكه من ياقة قميصه ويقول بحدة :



"بما أنك تعلم بأنها قرابتي وتخصني لماذا كنت تنظر إليها أيها اللعين"



صرخ بآخر كلمته بصوته الجهوري ليلكمه لكمة ثانية ويقول بأنفاسٍ لاهثة :
"من هي شقيقتك هذه ها"



تحدث رامز بوهن وخوف :
"اسمها سماهر ولكن صدقني سيدي لم أكن .."



لم يكمل جملته الثانية لإنه تلقى لكمة ثالثة ليصرخ به جبل :
"أصمت واللعنة لا أريد سماع أي كلمة منك ، أغرب عن وجهي هيااا"



تحرك من أمامه فوراً وحالته مذرية ، بينما جبل كان يفكر بتلك الفتاة التي تدعى سماهر ومن أين تعرف ليلى ، طالما أنه هو من اختار لها صديقاتها فا من أين تعرف ليلى وهل تحادثها أم لا ، يا إلهي على هذا التفكير الذي لديه ، لم يحتمل المكوث أكثر من ذلك في الشركة ، توجه كالإعصار إلى المنزل والغضب يعمي عيناه ...



بينما ليلى بعد ما أنهت طعامها توجهت إلى غرفتها لتشغل نفسها بأي شيء ، لقد قررت وحسمت أمرها ستواجهه اليوم وتفهم منه كل شيء وتطلب منه بعض الحرية التي يمنعها منها ، لن تخاف مثل كل مرة ، ستحاول بأن تكون قوية أمامه وتقف بوجهه ، هي لا تعلم ما سر خوفها ورهبتها منه ، كل ماتعلمه هي بأنها حقاً تخافه وتخاف النظر إلى عينيه ، ولكن مع كل هذا لن تستسلم وستواجهه اليوم لتفهم منه الكثير من الأشياء ...




        
          
                
دخل جبل إلى المنزل والغضب متمكن منه ليتوجه فوراً إلى غرفة ليلى دون أن يلقي التحية على والدته ، دخل عليها بسرعة ليغلق الباب خلفه بقوة ويقفله أيضاً لتجفل هي من حركته ويدب الرعب بأوصالها من هيئته ودخوله عليها بهذه الطريقة ، نظر لها بعينان مشتعلة ليقول :



"هل تعرفين فتاة اسمها سماهر"



ابتلعت ريقها بخوف لتقول :
"أجل إنها صديقتي في الجامعة"



همهم لها ليبتسم ابتسامة شر ويقول :
"ألم أقل لكِ لا تتحدثين سوى مع رهام وسناء"



حركت رأسها موافقة وتجمعت الدموع في عينيها لتقول :
"ما الأمر جبل ، صدقني لا أحتك بها كثيراً فقط مجرد سلام لا أكثر"



لم يجبها وظل ينظر لها بعينان مشتعلة لتردف له بخوف :
"حسناً لن أحادثها مرة أخرى"



اقترب منها بخطوات بطيئة وهو يناظرها بحدة ليقول :
"أتعلمين بأن أخاها طلب يدكِ مني اليوم ، هل أنتِ على معرفة به يا ترى"



حركت رأسها رافضة بسرعة لتقول :
"أقسم لك لا أعرفه ولم أراه في حياتي ، ثم أنك أنت تضع حراس يراقبونني كيف سأتجرأ وآتي بمثل هذه الحركة"



حرك رأسه ببطئ ليقول :
"هذا يعني لو لم أكن أضع الحراس ليراقبونك كنتِ آتيتي بهذه الحركة ، تريدين حريتكِ من أجل أن تقومي بهذا أليس كذلك"



جحظت عيناها من ماسمعته وظلت على حالها ليصرخ بها بأعلى صوته :
"أجيبي أيتها اللعينة"



جفلت من صوته لتبهط دموعها على وجنتها ، أمسكها من شعرها ليتحدث من بين أسنانه :
"لما لا تفهمين علي ها ، لما لا تشعرين بي ، لما لا تستوعبي بأنكِ ملكي أنا فقط"



كانت تبكي وتشهق ولكن جفلت عندما سمعت كلمة ملكي ، لم تصدق ما سمعته لتجحظ عيناها وتقول ببكاء :



"أنت ماذا تقول"



ابتسم ابتسامة شر ليقول بصوت خافت :
"كما سمعتي عزيزتي"



أفلتها من يده ونترها لترتمي على السرير ، لم ترفع رأسها له وإنما اكتفت بالبكاء والانتحاب ، بينما هو ناظرها بحدة وخرج من الغرفة متوجهاً إلى غرفته والنيران تشتعل في صدره ...



بعد قرابة الثلاث ساعات 
كانت ليلى جالسة على سريرها تحدق بالفراغ وعقلها يأتيها ويجلبها بالأفكار الشيطانية لكي تتخلص من جبل وتحكماته ، هي سئمت منه كثيراً ولم تعد تستطيع التحمل أكثر من ذلك ، تريد أن تبتعد عنه وترى حياتها بالشكل الذي تريده ولكن بالطريق الصحيح ، كما أن عمتها لا تستطيع فعل شيءٍ لها ولا تستطيع الدفاع عنها ، تنهدت بقوة لتتمدد على سريرها وتغط في نومٍ عميق ...



--------



صباح اليوم التالي 
استيقظ جبل وهو معكر المزاج بحق ، نهص من فراشه ليتوجه إلى الحمام ويفعل روتينه اليومي ومن ثم هبط إلى الأسفل بحيث وجد والدته وليلى تجلسان على مائدة الفطور بصمت ، توجه إلى كرسيه وألقى تحية الصباح عليهما ، ردت له التحية والدته ولكن ليلى ظلت تحدق بطبقها ولم تتجرأ لرفع نظرها إليه ، نظر لها بجمود ولم يعلق على شيء ، حمحمت والدته لتقول :



"بني لقد علمت بأن هناك شاب تقدم لخطبة ليلى هل هذا صحيح"



نظر إلى والدته بقوة ليقول :
"من قال لكِ"



ابتلعت ريقها بتوتر لتقول :
"لقد علمت فقط"



ضرب بقبضته على الطاولة بقوة لينهض بسرعة ويتحدث بحدة :
"من قال لكِ"



تحدثت ليلى بجرأة :
"أنا"



نظر لها بحدة لتبادله بنظرة جامدة ، تحدث بنبرة حادة :
"وهل أنتِ موافقة مثلاً"



صمتت ولم تجب ليحرك رأسه بحدة ويتوجه إلى الخارج والشياطين تحوم حوله بسبب تلك الفتاة التي تجعله يجن جنونه من تصرفاتها معه ...



--------



دخل إلى مكتبه والشياطين تحوم حوله لتأتي ورائه السكرتيرة وتعطيه جدول المواعيد ، نظر لها بجمود ليأمرها بأن تخبر رامز بأنه تم نقله إلى فرع شركة جبل الثانية ولا يعد يريه وجهه مرة أخرى ، تعجبت من طلبه ولم تعلق لتحرك رأسها موافقة وتخرج من المكتب بصمت ، بينما هو ظل يحدق بالفراغ وهو يتخيل أمامه تلك الصغيرة ليلى ...



في المساء كانت سلمى تجلس في صالة المنزل تشاهد التلفاز ، تلقت اتصال من صديقتها التي كانت حفلة زفاف ابنها في ذلك اليوم ، تنهدت بقوة من بعد ما أنهت اتصالها منتظرة رجوع جبل لكي تحدثه بشيءٍ ما ...



وصل جبل إلى المنزل ونظرته الجامدة لا تفارقه ، كان يريد بأن يتوجه إلى الأعلى لكي يغير ثيابه ويخرج من المنزل ، ولكن صوت والدته أوقفه لتقول :



"جبل بني أريد التحدث معك في أمرٍ مهم"



مشى باتجاهها بخطوات بطيئة ليقف أمامها بجمود ، بللت شفتيها سلمى لتقول :
"لقد هاتفتني صديقتي وقالت بأنها تريد أن تطلب يد ليلى لابنها الثاني وبناءً على طلبه هو لإنها أعجبته كثيراً" ...



"أراك علي أقسى الناس قلباً
وحالي ترق له القلوب
حبيبٌ أنت قل لي أم عدو 
ففعلك ليس يفعله حبيب"



____________________




        




google-playkhamsatmostaqltradent