رواية احببت حبيبة ابني الفصل الثامن 8 - بقلم وداد جلول
أُريدُ شفتيكِ
يتأمل ضحكتها الجميلة ونظراتها البريئة، سعادتها المفرطة برفقته، يناظرها بهيام وعينان ضاحكة، تلك الفتاة التي لم تعطي أهمية لتلك الترهات الغبية، يعلم علم اليقين كم هو محظوظ بها، ليست كأي فتاة وليست كأي امرأة، هي مميزة بالنسبة له، مميزة بتفكيرها العميق، مميزة بوعيها، مميزة بطلاقة لسانها، مميزة بتعاملها مع الأمور الصعبة، هذا ماجعله يحبها ويتعلق بها.
كان جالس برفقتها في ذلك المطعم الفاخر ومن الطبقة الراقية، ممسكان بأيدي بعضهما ويتبادلان النظرات المحبة، لم يخلو جوهما من المزاح والضحك وكلمات الغزل من قبل إياس ونظرته العاشقة لها عندما يرى خجلها وتورد وجنتيها، حدثها بابتسامة:
"أتعلمين لا أصدق متي سنتزوج ونبقى بجوار بعضنا إلى الأبد"
ابتسمت بخجل لتقول:
"وأنا أيضاً صدقني"
رفع يدها ليقبلها قبل متتالية بينما هي تناظره بابتسامة خجلة، تبدل حالها بعد دقائق لتعقد حاجبيها بحزن بينما إياس نظر لها باستغراب ليقول:
"ما بكِ"
تحدثت بقلق:
"خائفة جداً إياس، خائفة من أن تنجح خلود في تفرقتنا بعد الآن"
ابتسم بخفة ليتحدث بإصرار:
"صدقيني لا هي ولا ألف مثلها ستستطيع أن تبعدنا عن بعضنا مهما حدث"
نظرت له بتردد لينظر لها نظرة تشجيع وإصرار، ابتسمت بخفة لتحرك رأسها موافقة ومن ثم سرحت قليلاً لتسترجع أحداث تلك الليلة:
Flash back:
نظرت لهما سارة بصدمة، لم تصدق ما رأته بأم عينها، هي تعرف إياس جيداً فهو يستحيل أن يخونها أو يجرحها بهذه الطريقة، حسناً هي ليست غبية بل ذكية جداً وقد علمت بمخطط خلود الدنيء، نهض إياس بسرعة متوجهاً لها بينما خلود وقفت ببرود وصمت، ابتلع إياس ريقه ليقول وهو ينظر لسارة برجاء:
"سارة صدقيني لا ذنب لي هي هي من.."
بتر جملته ولم يستطع أن يتحدث بينما سارة ظلت تنظر له ببرود ومن ثم وجهت نظرها لخلود، ناظرتها بحدة لتقترب منها ببطئ ومن ثم صفعتها بقوة، نظرت لها خلود بصدمة وما لبثت حتى استفاقت لتتحدث من بين أسنانها:
"أيتها اللعينة لن أرحمكِ"
أرادت خلود أن تصفعها وترد لها الصفعة ورفعت يدها في وجهها ولكن ذلك الصوت الذي أتاها جعلها تتسمر في أرضها وتمتنع عن فعلتها، استدارت سارة للصوت لتجد سامح يقف بجانب إياس وعلامات الغضب على وجهه، اقترب منهما عدة خطوات ليقف بوجه خلود ويقول:
"هلا أعطيتني تفسير لما تريدين فعله ياخلود"
نظرت له بصدمة ولم تستوعب ما قاله ومافعله، أساساً هي لم تستوعب إلى الآن هو ما الذي يفعله هنا، ابتلعت ريقها لتتحدث ببكاء مصطنع:
"عمي خطيبة ابنك صفعتني وأهانتني في منزلك"
احتدت نظرة إياس ليتحدث بصراخ:
"ألا تريدينها أن تصفعكِ وأنتِ فعلتي ما فعلتيه ها"
تحدثت خلود بصراخٍ مماثل:
"وما شأني أنا ألست أنت من بعث لي رسالة على الهاتف وطلبت مني المجيء إلى غرفتك"
نظرت له سارة بصدمة وكذلك سامح، بينما إياس جحظت عيناه ليقول بعدم استيعاب:
"أنا لم أبعث لكِ أية رسالة، وصلت إلى هنا ونمت فوراً ولم أعي لأي شيء"
ضحكت بسخرية ولم تتحدث بينما سامح تدخل بالحديث ليقول:
"أين هاتفك إياس، دعنا نتأكد وأثبت لنا صحة كلامك هيا"
نظر إياس لأبيه بصدمة، أحقاً يشك به أم ماذا؟ وجه نظره لسارة التي كانت لا تبدي أي ردة فعل سوى البرود والجمود، استسلم لهم ليمسك هاتفه ويتصفح الرسائل وإذ به يجد رسالته التي بعثها لخلود وقد كان محتواها:
"حبيبتي عند منتصف الليل تعالي إلى غرفتي، سأنتظركِ بفارغ الصبر"
جحظت عينان إياس عندما رأى هذه الرسالة موجودة في هاتفه ومرسلة إلى رقم خلود، نظر لأبيه ليحرك رأسه رافضاً بينما خلود ابتسمت بخبث، توجهت الأنظار جميعها لسارة التي كانت واقفة ببرود لا تبدي أي ردة فعل، تحدثت خلود بتعالي:
"أرأيتي ياسارة ها هي الرسالة مرسلة من هاتف إياس إلى هاتفي وهو من أرسلها"
حسناً هذه الجملة بالذات تحمل كل معالم الاستفزاز الموجهة إلى سارة، ناظرتها سارة بتحدي وهي تضيق عينيها لتقول:
"ولما يكون إياس من أرسلها، لما لا يكون شخصٌ آخر مثلاً"
جحظت عينان خلود بينما سامح كور قبضته بغضب أما إياس نظر لها بعدم تصديق ومن ثم ابتسم ببلاهة لإنها صدقته ووثقت به، مرت حالات من الهرج والمرج على أربعتهم وخصوصاً بالنسبة لخلود، أردفت لها سارة بحدة:
"أتظنين بأنني لا أعلم بأنكِ تريدين أخذه مني وافتعال المشاكل بيننا ها"
ابتلعت ريقها بصعوبة لتحمحم ومن ثم قالت بحدة مماثلة:
"أنا لا أكذب وهذا ماحدث فعلاً"
تحدثت سارة بتحدي:
"أقسم لكِ بأنني سأكشتف أمركِ عما قريب وسترين ما أنا فاعلة بكِ"
نظرت لها خلود بغضب لتقول:
"هل تهددينني مثلاً"
تحدثت سارة بثقة:
"اعتبريها كما شئتي وصدقيني سأجعلكِ تندمين"
جاءت لتتحدث ولكن سامح تدخل بالحديث ليقول:
"كفى أنتِ وهي، خلود عودي إلى غرفتكِ وغداً سيكون حسابكِ عسير هل فهمتي"
نظرت له بصدمة لتقول:
"ولكن عمي هي من."
قاطعها بصراخه:
"عودي إلى غرفتكِ هياا"
كزت على أسنانها بغضب ومن ثم خرجت من الغرفة متوجهة إلى غرفتها، بينما إياس تحدث:
"أبي هذه الفتاة يجب أن تخرج من منزلنا لا أحتمل وجودها هنا"
ابتسم سامح بخفة ليقول:
"لا تقلق بني هي لن تتجرأ على فعل شيء لكما بعد الآن ثق بي"
حرك رأسه بإيجاب ليوجه سامح نظره إلى سارة ويردف قائلاً:
"بالمناسبة حقاً أهنئك على خطيبتك، الآن أثبتت لي بأنها تستحق أن تحمل لقب عائلتنا كونها وقفت بجانبك ووثقت بك"
ابتسم إياس باتساع بينما سارة ابتسمت بخجل ليبادلهما الابتسامة ومن ثم توجه إلى غرفته ممسكاً نفسه من أن يصب موجة غضبه أمامهما والشياطين تتراقص حوله، تنهد إياس بقوة ليمسك بيدي سارة ويقول:
"حقاً أشكركِ حبيبتي"
قبل يدها وهو ينظر لعينيها مباشرة، بينما سارة ابتسمت بخفة لتقول:
"أنا أثق بك جداً إياس وأعلم لما ترمي له خلود فأنا لست غبية لأتوه عن مغامراتها ومخططاتها"
اتسعت ابتسامته ليحتضنها وتبادله الحضن، ابتعد عنها ليقبلها بشغف وتبادله بشغف مماثل وكأنهما يتذوقان رحيق الجنة وطبعاً وللمرة الثالثة غير عالمان بجوز العيون الذي يناظرهما بحدة وغضب وقد كان مستمع لكل حديثهما، كور قبضته بغضب وكز على أسنانه ليحرك رأسه بحدة ومن ثم توجه إلى غرفته..
_______________________
كانت تأخد غرفة مكتبه ذهاباً وإياباً منتظرة قدومه بفارغ الصبر، هي منذ ذلك اليوم لم تراه ابداً أو بالأصح هو لم يرغب برؤيتها كي لا يحطم وجهها ويصب عليها جحيمه، دخل إلى غرفة مكتبه الموجود في منزله ليراها تنتظره، رفع حاجبه ليبتسم من أنفه ويتوجه إلى وراء مكتبه ويجلس بأريحية غير آبهاً لها، تنهدت خلود بحدة لتقول:
"ما الذي حدث ها"
كان مرجعاً برأسه إلى الخلف ومغمض عينيه، راقبته وهي مكتفة يديها إلى صدرها منتظرة إجابته ولكنه ظل على وضعيته ولم يتحدث، تعجبت من وضعه لتقول:
"ما بك هل كل شيء على مايرام"
ابتسم بسخرية وهو مغمض العينين ليقول:
"لا يوجد شيء على مايرام"
عقدت حاجبيها لتقول متسائلة:
"لماذا"
فتح عيناه ليعتدل بجلسته ويقول:
"لا أعلم كيف أفرقهما، هي تثق به جداً وأنا لا أعلم ماذا أفعل، كيف سأجعلها تكون لي لا أعرف"
ابتسمت بسخرية لتقول:
"لم أعهدك هكذا لطالما كنت دائماً العقل المدبر ماذا حدث الآن"
همهم لها وهو يحك لحيته ليقول:
"مم معكِ حق ولكن هناك فتاة غبية هي من خربت علينا كل شيء ولم تجيد فعلتها جيداً"
تحدثت بانزعاج:
"أنا لا شان لي كما أنك انت من أنهيت هذه المهزلة بسرعة وصرخت علي لكي أعود إلى غرفتي"
صمتت لوهلة لتتحدث باهتمام:
"بالمناسبة لما أنهيت الحديث فوراً كان بإمكاننا أن نفتعل مصيبة كبيرة"
ضحك بسخرية ليقول:
"ستظلين غبية طوال عمركِ"
تأفأفت بانزعاج ولم تتحدث ليردف لها:
"لقد أنهيت النقاش والموقف لكي لا أدعهما يشكان بي، أريد أن يثقان بي ويعلمان بأنني واقف لصفهما دائماً، حتى عندما نفتعل أي مصيبة ثانية لا أكون أنا محور الشك"
همهمت له بتفهم ليردف لها أيضاً:
"لا أريد أن يعلم إياس بأي شيء، أريد سارة أن تأتي إلي بقدميها دون أن يعلم إياس بأنني أنا وراء كل شيء، أما أنتِ فلا ضرر منكِ لإنهما يعلمان بأنكِ تفتعلين المصائب ولن يتعجبان منكِ أبداً"
حركت رأسها موافقة بتفهم ومن ثم ضيقت عيناها لتقول:
"ماذا يعني، هل تعني بحديثك بأنني لن أشارك في خطط إبعادهما عن بعضهما"
ابتسم بسخرية وهو يطرق على المكتب طرقات خفيفة ليقول:
"بالطبع ستشاركين وستأخذين إياس لكِ أيضاً"
لمعت عيناها بالحماس لتقول:
"إذاً"
أراح جسده على الكرسي ليقول:
"دعيني أفكر بخطة محكمة هذه المرة ومن ثم سننفذ وصدقاً هذه المرة سأدع ثقة سارة بإياس تتزعزع وتتلاشى، ثقي بي"
حركت رأسها موافقة وتلك الابتسامة الماكرة بانت على وجهها منتظرة من العقل المدبر الأوامر والتنفيذ..
______________________
كانت جالسة بغرفتها ببرود تام، لا تبدي أي ردة فعل سوى البرود والشرود في قصة من عذب فؤادها وأقلق نومها، منذ أن اعترف لها بحبه وهي لم تراه أو تلمحه، حتى أنه لم يكلف خاطره ويهاتفها أو يسأل عنها مع العلم بأنها هي اتصلت به فوق المئة مرة ولم يرد عليها نهائياً، لا تعلم ما الذي حدث معه، ولا تعلم ما الذي يمر به، تلك الرسالة التي وصلتها منه جعلتها تتسمر بمكانها وتُصدم حقاً، لم تفهم لماذا أرسلها لها وتراجع عن قراره بشأن خطبته لها، حاولت مهاتفته لتفهم منه ما السبب ولكن لم يجيب، تجاهلها كلياً، لو كانت تعرف أين يقع منزله لكانت ذهبت إليه فوراً، حاولت أن تسأل عليه أخيها هجرس بشكل غير مباشر ولكنه لم يجيبها بالجواب الشافي والذي يريح بالها، هي حزينة جداً، يائسة منه جداً، وغاضبة منه جداً، وتحبه جداً، تحبه هه لا لا بل تعشقه، هو حب طفولتها، عشق مراهقتها، وشغف شبابها، لما يفعل ذلك بها؟ لما اعترف لها ومن ثم ابتعد؟ إن كان ليس حمل لمسؤولية كلماته ووعوده فلما اعترف لها ومن بعدها ابتعد ولم يسأل عنها؟ ألهذه الدرجة هانت عليه! ألهذه الدرجة وصل به الحال! كيف تفسر رحيله وتراجعه؟
تنهدت بقوة لتنهض وتجلس أمام مرآتها وتنظر لنفسها عبر المرآة بشرود، شاردة بنفسها، شاردة بحياتها، شاردة به، وشاردة بحبه، حقاً تحبه وتموت به، فلما يفعل كل هذا بها، أمسكت بالمشط لتبدأ بتسريح شعرها الناعم وهي لا تنفك عن التفكير به، فهو قد شغل بالها وعقلها وقلبها وروحها، اللعنة على حبه وابتعاده، قاطع ازدحام أفكارها دخول أخيها أحمد عليها ليبتسم لها بخفة ويقترب منها ليجلس بجانبها وقال:
"حبيبتي ما الأمر لما لم تهبطين لتتناولين الغداء معنا"
ابتسمت بتكلف لتعود وتسرح شعرها وتقول:
"لست جائعة"
ابتسم بسخرية ليتحدث بحاجب مرفوع:
"كل هذا لأجله هو"
جفلت لوهلة لتقول بعدم فهم:
"ماذا تقصد"
بلل شفتيه ليقول:
"لقد رأيتكِ منذ عدة أيام عندما ذهبتي برفقته إلى الجامعة وأعلم بأنه اعترف بحبه لكِ وأعلم أيضاً بأنكِ اعترفتي له بحبكِ ولكن.."
قطع جملته ليمسك بيدها الصغيرة ويقبلها قبل متتالية ويقول:
"لما أنتِ حزينة ببعده عنك الآن، صدقيني هو لا يستحقكِ أبداً، لقد تخلى عنكِ ولم يبرر لكِ تراجعه، كيف ستفسرين أمر تراجعه المفاجئ دون أن يعلمكِ أو يبرر لكِ ها"
نظرت له بعمق قائلة:
"وأنت كيف علمت بأنه تراجع عن قراره، أنا لم أخبر أحد بشأنه"
زاغت نظراته وأجاب بتوتر:
"أنا فقط خمنت، ثم أنني رأيت السعادة بادية على وجهيكما وتوقعت أنه سيتقدم لخطبتكِ، أعلم بشأن حبه لكِ منذ زمن، لذلك عندما لم يأتي توقعت أنه تراجع"
أشاحت بوجهها عنه وترقرقت عيناها بالدموع لتقول:
"ولكن أنا لا."
قاطعها بقوله:
"لا يوجد لكن بما أنه ابتعد دون أدنى مبرر أو سبب فلا داعي لإن تحزني أو تسألي عنه"
ابتلعت ريقها بصعوبة لتحرك رأسها موافقة بيأس وحزن، ابتسم بخبث ليخفي ابتسامته سريعاً ويحتضنها بقوة وهو يطبطب عليها وابتسامته الخبيثة لم تفارقه وهو يتذكر ماذا فعل عندما بعدما رأى شقيقته مع رامي:
Flash back:
بعدما عاد رامي إلى منزله وقد كان في أتم السعادة لإنه وأخيراً تقرب من ملاكه وسيتقدم لخطبتها في هذا اليوم وبالتحديد كما وعدها الآن، ولكن الذي حدث معه جعله يعود مئة درجة إلى الوراء ويتراجع عن قراره، في وقتها قاطع تفكيره بملاكه قرع جرس منزله، نهض بتكاسل ليفتح الباب وإذ به يرى أحمد أمامه، تعجب من مجيئه ولكنه كان على أتم اليقين بأن هذا الشاب لا يأتي من ورائه سوى المصائب وخصوصاً معه.
تحدث بتعجب:
"ماذا تريد"
ابتسم أحمد بمكر ليقول:
"كل خير"
ابتسم رامي بسخرية ليقول:
"أنت بالذات لا يأتي منك الخير"
ضحك أحمد ليقول من بين ضحكاته:
"ألن تقول لي تفضل"
امتعض رامي بوجهه ليقول بتملل:
"تفضل"
ابتسم له بمكر ومن ثم دخل، أغلق رامي الباب وتوجه للصالة ومن دون مقدمات تحدث أحمد فجأة:
"ابتعد عن ملاك"
صمت قليلاً ومن ثم ابتسم باستفزاز ليقول:
"أنا أحبها وسآتي اليوم لكي أتقدم لخطبتها"
تمالك أحمد نفسه بصعوبة كي لا ينقض على رامي ويبرحه ضرباً ليقول بتهديد:
"صدقني عندها ستندم"
ضحك رامي بسخرية ليقول:
"وما الذي ستفعله مثلاً، اسمعني جيداً أيها المدلل لا وقت لدي لكي أضيعه معك لذلك إذهب من هنا"
همهم له أحمد ليقترب ويجلس بجانبه وينظر له بمكر ومن ثم قال:
"إذاً سأضطر لإن أفتح في الدفاتر القديمة وأكشف سرك أمام ملاك وأقول لها كل شيء عنك، سأعلمها بحقيقتك وعندما تعلم بكل شيء هي من ستتركك"
نظر له رامي بعدم فهم ليقول:
"ما الذي تقصده"
ابتسم بمكر ليريح بجسده على الأريكة ويقول:
"سأقول لها عن علاقتك السابقة مع تلك المدعوة مها"
أدار وجهه ونظر له أحمد بقوة ليقول بحاجب مرفوع:
"سأقول لها عن زواجك العرفي منها"
نظر له رامي بصدمة ليقول:
"ما الذي تهذي به أنت"
ابتسم أحمد باستفزاز ليقول:
"كما سمعت والدليل بيدي وصدقني لن أتهاون معك ابداً وسأقول لها كل شيء"
ابتلع ريقه بصعوبة ليقول رامي:
"ولكن أنا أنهيت ذلك الزواج مند زمن صدقني لم أعد على علاقة بها نهائياً"
همهم له أحمد ليقول:
"ولكنك لم تقل لملاك عن علاقتك السابقة وأنا بدوري سوف أكشف أمرك أمامها إن لم تبتعد عنها"
تحدث رامي بعصبية:
"ولكنك تضعني بين خياران صعبان جداً علي، إما الموت أو الجحيم ما بك"
رفع كتفيه بلا مبالاة ليبتسم باستفزاز بينما رامي ينظر له بقلق من الآن ومن القادم، تنهد أحمد ليقول:
"صدقني أنت لا تناسب ملاك أبداً ابتعد عنها ولا تقترب منها أبداً، دعها تعيش بالجانب الذي يريحها هل فهمت رامي، سأدعها تنساك لا تخاف ستنساك وستعيش حياتها من دونك وبالتالي أنت أيضاً ستعيش حياتك بعيداً عنها"
أنهى جملته ونهض ليرحل ولكن رامي استوقفه قائلاً بتحدي:
"هل تفعل كل ذلك بسبب ابنة خالتي جنى"
طرق قلبه بعنف وتسمر بمكانه ليردف رامي:
"هل لإنني كنت السبب ببعدها عنك تفعل كل هذا يا أحمد"
استدار أحمد بعد أن تمالك نفسه ليقول ببرود:
"تلك الغبية التي تتحدث عنها أنا شخصياً لا أتشرف بها، ولا شأن لها بكل ما أفعله، كل ما أريده هو مصلحة أختي، وأنت لا تناسبها أبدا، لذلك اسمع كلامي وابتعد عنها وإلا سترى المصائب تهبط فوق رأسك"
انسحب ببرود عكس النيران التي تشتعل بصدره تاركاً إياه في دوامته الكبيرة وقوقعته السوداء المحيطة به والمأزق الذي وضع به والذي لا يعلم إن كان له مخرج أم لا..
End flash back.
_______________________
بعد مرور ثلاثة أيام
وتحديداً عند منتصف الليل
كان سامح جالساً بصالة منزله يرتشف من كأس النبيذ الخاص به والأفكار تأخذه وتجلبه، سحقاً لها ولقلبه المتعلق بها، لا يريد من الدنيا شيئاً سواها، يريدها هي فقط، يريد الاستيلاء عليها، يريد أن يجعلها ملكه، يريد أن يدعها تهمس باسمه وتكون له، هو حقاً يائس من الحال الذي وصل لها، يعلم بأن سارة خطر كبير عليه ولكنه طوال عمره كان يحب المخاطرة، يحب أن يأخذ كل ما هو محبب إلى قلبه، حسناً إن كانت لن تحبه فهو سيمتلكها وسيجعلها ملكه غصباً عنها وغصباً عن الجميع، فلتذهب الخطط للجحيم لا يريد أية خطط ولا يريد أن يفعل شيء سوى أن يأخذها ويذهب بها بعيداً عن الجميع لإن هي ملكه هي له وحده.
تنهد بقوة ليضع كأس النبيذ على الطاولة ومن ثم توجه إلى الأعلى ليرى ملاكه الصغير، دخل عليها ليراها نائمة بعمق وهدوء، اقترب منها بحذر ليجلس بجانبها ويمرر يده على وجنتها الطرية ويبتسم ببلاهة، لامس جميع أنحاء وجهها إلى أن وصل إلى شفتيها ليتلمسها ويشعر بمشاعر قوية وقلبه يقرع كالطبول، ابتلع ريقه وهو يقاوم رغبته لكي لا ينقض على شفتيها، حاول وحاول ولكنه فشل ليقترب بهدوء وخدر ويضغط بشفتيه على شفتيها الطرية، لوهلة شعر بأنه في الجنة ذاتها، أجل هي لا تبادله ولكن فكرة أنه يمتلك شفتيها الآن فهذا هو النعيم بذاته، ابتعد عنها ولم يفصل بينهما سوى إنشان ليتأمل ملامحها ويبتسم بوهن، ظل ينظر لها وهو شارد بها وبملامحها البريئة، بينما سارة تململت بانزعاج شاعرة بأنفاس ساخنة على وجهها، فتحت عيناها بوهن وما لبثت حتى جحظت عيناها عندما اتضح لها بأن عمها أمامها، ابتلعت ريقها بصعوبة لتقول:
"ما الذي تفعله هنا"
ابتسم بتخدر ووهن ليقول:
"أُريدُ شفتيكِ"....
"دعينى أرتشفُ من رحيقِ شفتيكِ و لا تمنعيني
دعينى أتجرعُ خمرُ هواكِ كأساً ولا تلوميني
فأنتِ التي أهواها
وأهيمُ بِها حباً لمّا أراها "
_________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية احببت حبيبة ابني) اسم الرواية