Ads by Google X

رواية جوازة ابريل الفصل العاشر 10 - بقلم نورهان محسن

الصفحة الرئيسية

  

رواية جوازة ابريل الفصل العاشر 10 - بقلم نورهان محسن

     
الفصل العاشر (حماقة المحبون)
 
الحب أعمى ، والمحبون لا يرون الحماقة التي يقترفون.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



في صباح اليوم التالى



داخل فيلا فهمي الهادي



في تمام الساعة العاشرة صباحاً



طرقات على باب غرفة أبريل ، تبعها دخول شاب طويل القامة ، يتميز بشكله الجذاب ، وبنيته القوية ، ترافقها ملامح وجه لطيفة ، ذو عيون بنية داكنة ، وبشرة حنطية مكتسبة من كثرة السفر ، و كما يتمتع بإبتسامة رائعة ، وغمازة على خده الأيسر.



: اوعى كدا يا يوسف!!



استدار يوسف في ذهول ، عندما سمع صوتًا طفوليًا متذ.مرًا يأتي من خلفه ، وهو يصطدم به أثناء دخوله الغرفة ، فأفسح المجال لعمر قائلاً في دهشة : ما علي مهلك ياض!!



هتف عمر باستياء طفولي ، وهو يدب بقدمه على الأرض ، ويلوح له بلا مبالاة : ما اللي انت سادد الطريق؟!



عض يوسف شفته السفلية ، ثم انحنى بحركة مفاجئة ، ورفعه من قميصه ، فحاول الطفل الصغير النزول بطريقة عشوائية وهو يتخبط فى الهواء ، إلا أن يوسف زمجر بامتعا.ض من بين أسنانه : ما انت!! انت بتقولي ما انت يا سفروت .. ياض دا انا خالك!!



نجح عمر في الإفلات من قبضته ، ليركض نحو سرير أبريل ، وهو يصر.خ من الخوف : يا ابريل .. يا ابريل الحقيني!!!



اتسعت عيون يوسف من صراخه ، ليضع كفه أمام فمه ، متمتما بتحذير ، وهو لا يزال واقفاً بعيداً عند باب الغرفة : هششش اسكت ..؟!



فتحت أبريل عيناها فجأة مفزو.عة على صوت عمر العالي الذي قفز على السرير بجوارها ، فيما انتفضت من مكانها ، قائلة بتشوش ممتزج بالنوم : عمر!!



نظر إليها عمر بتعجب من ملامحها المنز.عجة ، ليدير بصره نحو يوسف الذي كان واقفاً مقطباً حاجبيه بعدم فهم ، ثم هتف عمر متسائلاً بدهشة : توته! وشك احمر اوي كدا ليه!!؟



وضعت ابريل كلتا يديها فوق صدرها ، حيث كانت دقات قلبها مرتفعة للغاية ، وكأنها في سباق خطـ*ـير ، والذعر يفرض سيطر.ته على جسدها بالكامل ، حيث رأت أثناء حلمها أنها لا تستطيع التنفس على الإطلاق ، وكأن هناك شيء يعيق تنفسها بشكل غير طبيعي ، وهذا الشعور بضيق التنفس أو الاختنا.ق هو من أسو.أ أنواع المشاعر التي تحاول تجنبها سواء في اليقظة أو في الحلم.

 
          
                
حاولت أبريل أن تبتسم ، لكنها فشلت ، فمسحت رأس عمر بحنان ، وهمست بصوت متهدج : ولا حاجة يا حبيبي .. الحمدلله انكو صحتوني



ظل الطفل الصغير يحدق بها لعدة لحظات قبل أن ينهض من جانبها ويقفز على الأرض ، ثم يخرج من الغرفة دون أن ينطق بكلمة واحدة ، بينما اقترب منها يوسف يربت على وجهها الأبيض الذي أصبح أكثر شحوباً ، ثم جلس مقابلها على حافة السرير ، مستفهماً بقلق حائر : مالك يا حبيبتي .. شوفتي ايه؟!



خرج صوتها بتحشرج لاهثاً بعد أن ابتلعت تلك الغصة التي استقرت في جوفها : كابوس يا يوسف .. كنت حاسة اني مش قادرة اتنفس خالص



تنهدت أبريل بتعب ، وهى تضع يديها فوق وجهها ، بينما كان يوسف يتفحصها لبضع ثوان ، قبل أن يحني جسده للأمام ، ويمد يده نحو الطاولة ، ويلتقط جهاز الاستنشاق ، ويقول بنبرة هادئة : خلاص اهدي وخدي نفسك .. وخدي دواكي!!



هزت أبريل رأسها نافية بسرعة ، وقالت بابتسامة صغيرة ، نجحت فى رسمها على محياها : ماتتخضش كدا يا يوسف .. انا دلوقتي كويسة مفيش حاجة ومافيش داعي للدوا.. 



نظر يوسف إليها لثواني بعين الريبة ، معتدلاً في جلوسه ، وأومأ برأسه على مضض ، ثم ربت على ركبتها ، وسألها مكرراً بفضول : طيب .. شوفتي ايه؟



أدارت ابريل عينيها فى أرجاء الغرفة ، وهي تفكر في سؤاله ، عبـ*ـثت دقات القلق بقلبها النابض بقوة من ذلك الشعور السـ*ـيء ، الذي كان ينتابها أثناء نومها ، لتقوله بنبرة مشتتة تحاول أن تشرح له : مش فاكرة .. بس هو جوا الحلم حسيت ان بتخنق كأن روحي كانت بتتسحب مني .. بس دلوقتي تمام



لانت ملامح يوسف قليلاً ، ثم أمسك كوباً من الماء من فوق المنضدة ليعطيه لها بلطف ، ثم قال لها بنبرة جدية : بقولك ايه باين علي وشك التعب يا ابريل بلاها مشواير انهاردة احسن



ابتلعت أبريل الماء بسرعة ، ثم قالت بنبرة حملت توسلاً خافتاً لا يخلو من الاعترا.ض : لا يا يوسف ماينفعش نأجل عشان خاطري .. ورايا الف حاجة هتتعمل انهاردة .. وحاجات كتير محتاجة اشتريها .. دا غير بروفة الفستان كمان



دقق يوسف النظر فى وجهها ، الذي بدأ الـ*ـدم يفترش قسماته من جديد ، وعاد إلى لونه الطبيعى ، ليمسك يدها الدافئة نوعاً ما بين كفيه ، يخاطبها بمعار.ضة حنونة ، آملاً أن يقنعها : ما هو دا لوحده كوم يا حبيبتي هياخد تلت تربع اليوم!!



همت أبريل أن تجيبه ، لكن قاطعها دلوف سلمى إلى الغرفة ، وهى تنظر إلى أبريل ، قائلة بابتسامة هادئة : صباح الورد 



نظرة متلا.عبة لمعت في عينا يوسف ، ليرد بصوت هادئ مليء بالمرح : صباح النور يا سلومة




        
          
                
أنهى يوسف كلامه بغمزة ، فتجعدت ملامح سلمى بالعبوس ، وهتفت بضجر : بطل رخا.مة علي الصبح



دحرجت سلمى نظراتها نحو ابريل ، ثم سألت بجدية : عمر قالي انك تعبانة يا ابريل حاسة بإيه يا حبيبتي!؟



اعتدلت أبريل بظهرها على السرير بسرعة ، وقالت بنفي هادئ : ابدا ولا حاجة يا سوما انا كويسة و..



قاطعها يوسف على الفور بصوت عالٍ ، وهو يهز رأسه معا.رضاً لها : لا يا ماما ماتصدقيهاش .. دي صحيت تعبانة وعايزة انهاردة تنزل تلف علي اماكن كتير معرفش ازاي!!



حدجته أبريل بإ.ستنكار ، ثم وخز.ته في خصره ، فقفز إلى الأمام ، كاتماً ضحكته بصعوبة ، لتهمس بغيـ*ـظ : يا فتا.ن



عقدت سلمى بين حاجبيها ، وهى تحدق بها ، ثم هتفت مؤيدة ليوسف : عنده حق شكلك باين عليه التعب يا حبيبتي اجليها ليوم تاني احسن



ملامح الانز.عاج ارتسمت على وجهها من هذا الإصرار في حديثهما ، وعدم تصديقهما لها ، فهي بالفعل تشعر أنها بخير ، لترد بجدية ممتزجة بالعنـ*ـاد : بس انا حاسة اني تمام والله .. ومش هينفع أأجل مصطفي بعد كام يوم راجع من السفر و مفيش وقت معايا لازم اجيب اللي ناقصني قبل مايرجع



حدجها يوسف بيأس من عنا.دها ، فهي تستمع دائماً لصوت عقلها فقط ، لذلك كف عن مجاد.لتها.



أما سلمى ، فتوقعت ردة فعلها ، ورغم حنـ*ـقها من تلك العنيـ*ـدة صعبة المـ*ـراس التي تمقـ*ـت كل صفاتها المتمر..دة ، إلا أنها ابتسمت في داخلها برضا على حماسها ، وهذا سيؤدي إلى نجاح خطتها ، وأيضاً سيكون الجميع قد وصل إلى مبتغاه ، فمن ناحية سيتزوجها مصطفى كما يرغب ، مع أنها لم تكن ترى فيها شيئاً يستحق كل هذا الانجذاب منه نحوها ، لكن من الواضح أن إبريل تشعر باللهفة والإستعجال مثله على إتمام تلك الزيجة ، وهذا مبشراً بالخير ، لأنها سوف تتخلص من إقامتها معهم فى البيت ، من ناحية أخرى ، ستعمل على تطوير فندقها بدخول مصطفى شريكًا فيه ، وهذا ما تطمح له منذ وقت كبير.



طردت سلمى تلك الأفكار من ذهنها سريعاً ، لتميل رأسها إلى الجانب ، وكأنها تقلب الكلمات في عقلها بحثا عن حل مناسب ، ثم أخبرتها مع تنهيدة ناعمة : طيب انا عندي اقتراح كويس .. هشوف ريهام قبل ما تروح الاتيليه واخليها تبعتلك بكرا بنت تظبطلك مقاسات الفستان هنا



دعم يوسف والدته بإعجاب بهذا الإقتراح ، محوّلاً بصره إلى أبريل يرى رد فعلها : دا حل كويس جدا



تهدل كتفيها ، ووافقت بإستسلام : ماشي زي ما انتو عايزين



ابتسمت سلمى بإتساع ، وأضافت بهدوء : اوك هروح اشوفها .. وانتو يلا انزلو ماتتأخروش الفطار بيجهز في المطبخ




        
          
                
أنهت سلمى كلامها بالتأكيد عليهم ، ثم خرجت من الغرفة ، ليهتف يوسف من خلفها بنبرة مشا.كسة : حاضر جايين وراكي يا سلومة



تحركت أبريل إلى حافة السرير ، وأصبحت بجواره تمامًا ، ثم أنزلت قدميها إلى الأرض ، وهى تصطدم كتفها في كتفه ، ممَ جعله يتأوه بتصطنع من ضربتها الخفيفة ، فأخبرته بابتسامة سمـ*ـجة : يلا يا حلو اخرج برا .. عايزة احضر نفسي في السريع واتصل بالبنات اشوفهم صحيوا ولا ايه؟!



ارتفع حاجبه في امتعا.ض ، وهو يستقيم فى وقفته ، ثم نفخ خديه ، قائلاً بنبرة مليئة بالتذ.مر : يااااه علي رزا.لة صحابك دول .. بفكر اهرب منكو واريح دماغي



مددت أبريل شفتيها للأمام ، وهي ترفع وجهها إليه ، وأجابته بتبرم لطيف : يعني لو مش اخويا حبيبي المز دا .. هيساعد اخته و يستحمل صحباتها .. مين يستحمل يعني!!؟



أنهت أبريل جملتها بتساؤل مرح ، وهي تضع يديها على خصرها ، فقال يوسف وسط ضحكاته الخفيفة : وفري الصو.ت الشتو.ى دا لعم مصطفى .. ما انا عارفك رشة الحنية دي مش بلوشي .. يلا هسيبك تلبسي براحتك علي الاخر .. عشان علي ما اروح اخد مفاتيح العربية من ريهام يكون اليوم خلص



قال يوسف كلماته الأخيرة ، واختفت ضحكته فجأة ، وهو ينحني عليها ممسكاً بيدها ، وبنظرات متوسلة إستكمل كلماته هامساً بأمل مليء بالضيق ، فسيارته في الصيانة ، وهو يعلم جيداً أن أخته الكبرى لن تعطيه سيارتها إلا بعد أن يسمع منها تعليمات السلامة والأمان للقيادة : ادعيلي ابو.س ايدك توافق بسرعة .. كان مالى انا بس ومال الهم دا يارب توب عليا منه



قال يوسف أخر عبارة بأسى على حاله ، وهو يستدير إلى الخارج بخطوات واسعة ، لتقول أبريل بتضرع من خلفه ، وهى تضحك بشدة عليه : ربنا معاك يا جو



سلمى : زوجة والد ابريل ، محبة للسيطـ*ـرة ، قا.سية لكنها حنونة أحياناً إذا كان هناك إستفادة ، تحب المظاهر ، فيها نز.عة طـ*ـمع وإمتلا.ك ، تفضل ارتداء الملابس الكلاسيكية والتي تتمتع بلمسة من النعومة.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



بعد مرور نصف ساعة



فى فيلا صلاح الشندويلي



داخل غرفة هالة



: مفاجأة



صرخة عالية بصوت أنثوي جعلت هالة تنتفض من نومها الهادئ ، لتتفاجأ بها ، وهى تقفز بقوة على السرير بجانبها ، لتجحظ عيناها بإنشداه ، لعدة ثوانٍ ، ثم احتضنتها هاتفة بسعادة غامرة : لميس يخر.بيتك والله حسيت اني بحلم!!




        
          
                
بادلتها لميس العناق بكل حب ، ثم نظرت إليها ، وقالت بصوت مبتهج : ايه رأيك في المفاجأة الجامدة دي؟



أخبرتها هالة بنبرة صادقة مبحوحة أثر النوم ، بعد أن تنهدت بعمق : احلي مفاجأة .. اقسم بالله .. وحشتيني اوي يا زفـ*ـتة



قالتها هالة مسددة لها وكزة خفيفة في كتفها ، فاتسعت ابتسامة لميس ، لترد الضربة وهي جالسة أمامها بقدمين مربعتين ، وقالت بشوق : وانتي كمان والله وحشاني جدا



فى حين إن ضحكة هالة العالية كانت تدوي بسعادة من أسلوبهما في المزاح ، الذي لم يتغير منذ الطفولة ، لتستفهم بإستغراب : ايه خلاكي تغيري رأيك؟! مش قولتي امبارح انك جاية يوم الاربعاء قبل الخطوبة بيوم



بسطت لميس يديها على الجانبين ، وأجابت بنبرة حماسية مبا.لغ فيها : ماقدرتش افوت عليا عزومة انهاردة بتاعتك دي .. سيبت غضبا.ن ومهرة والفرسة المولودة وقولت اجي واشوف ايه حوار الدكتور والبيست فريند بتاعته دي !؟



هتفت هالة بمحبة ، وهي تربت على ركبتها : حبيبتي يا لموسة .. كويس انك جيتي وهتبقي معايا .. كنت بفكر طول الليل ازاي هقضي اليوم في البيت .. انتي عارفة مش واخدة علي كدا!؟



قالت لميس مستفسرة : واخدة اجازة من المستشفي مش كدا؟!



اجابت هالة بهدوء ظاهرى : ايوه بدأت من انهاردة



تفاجأت لميس بالعبو.س الذى طغـ*ـى في ملامحها ، تقدمت بجذعها أكثر منها ، وسألتها بإرتيا.ب : احكيلي في جديد؟!



زفرت هالة بعمق ، يدل إلى مدى ضيقها ، ثم أضافت على مضض : اسكتي ماتفكرنيش انا طول الليل بشوفها في كوا.بيسي



شهقت لميس بخفة ، لتتساءل بحسرة سا.خرة : يانهار ابيض لدرجة دي هعملالك هسهـ*ـس



اومأت هالة بالإيجاب ، وهى تتنفس بعمق ، ثم أجابتها بحيرة شديدة : واللي مجنني اكتر انه بيتصرف عادي جدا وواخد الموضوع ببساطة .. بس بكون مبسوطة معاه خصوصا انه بيتعامل كويس جدا معايا لما بنكون لوحدنا



وضعت لميس يدها على جبهتها ، وفركتها بخفة ، لتقول بنبرة غير راضية عما تسمعه : ماتكمليش !! الموضوع دا عملي صداع والله ..



أضافت لميس على عجل ، وهي تربت على كتفها بمؤازرة : فكي كدا .. اقولك بلاش نضيع وقت .. انا هدخل اخد شاور سريع من الحر دا واجي نشوف بقي هنلبس ايه!! و بعديها نروح نعمل شعرنا بقي..



انفرجت شفاه هالة بابتسامة رائعة تدل على إعجابها بالفكرة ، وقالت بحماس : وانا حقيقي محتاجة افك 




        
          
                
شاركت لميس حماسها ، وهي تقوم من السرير : اشطا عليكي



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



خلال هذا الوقت



فى منزل عز الشندويلى



وضعت منى الطبق الأخير أمامه على طاولة الطعام بهدوء تام ، بينما كان عز جالسا على الكرسي يراقب كل حركة تقوم بها ، مرتديً بنطالا أسود وقميصًا أبيض ، وعندما أوشكت على الذهاب ، شعرت بيد تمسك معصمها بلطف ، ليسألها بنبرة رجولية لطيفة : مش هتقعدي تفطري معايا قبل ما اروح الشغل!!



حدقت منى بملامح غير مقروءة ، في عينيه الغنيتين بالعسل الخفيف ، بنظرة تحثها على الموافقة ، لكنها بقيت جامدة ، ولم تحاول سحب يدها من يده التي انزلقت قليلاً ، لتتشابك أصابعه مع خاصتها بدفء ، قبل أن يردف بضيق : مني!! يعني مخصماني ومش عايزة تكلمي معايا!؟



أضاف بصوت متحشرج مليء بالحزن : وكمان هتسيبني اكل لوحدي .. من غيرك!!



خرجت منى من قوقعة الصمت تزامنًا مع جذب أصابعها من يده ، لترد بجمود ظاهرى ، على عكس تأثر قلبها بنبرة الأمل في صوته : مفيش حاجة .. بس ماليش نفس يا عز



عقد عز بين حاجبيه ، ودفع كرسيه إلى الخلف حتى يستقيم ، ثم وقف أمامها مباشرة ، وتضاعف شعوره بالحزن ، متسائلاً بصوت خافت : و دا بسببي مش كدا!! 



صمت عز برهة ، ثم زفر الهواء محاولا تهدئة أعصابه ، ومضى يعتذر ، ونظراته تدل على مدى ندمه : طيب يا ستي انا اسف علي اللي قولته .. عارف ان مفيش اي كلام هقوله هيبررلي .. بس انا كنت متعصب من حاجات كتير وكله طلع عليكي انتي



رفعت منى أحد حاجبيها بعدم تصديق ، وقالت بعبوس يتخللها عتاب ، تذكره بما فعله معها بالأمس  : مش المشكلة انك اتعصبت يا عز .. المشكلة انك ثور.ت فيا لمجرد اني جبتلك سيرة الشغل .. ماديتنيش فرصة اتناقش معاك زي الناس!!



أماء عز برأسه ، وهو يرفع كفه إلى الأعلى ، ويضع اليد الأخرى على صدره ، معترفًا بصحة كلامها : عندك حق انا زودتها شوية .. بس خلاص هتناقش بعد كدا من غير عصبيـ*ـة عشان مانتخانقش تاني



سألته منى بنبرة مبطنة بالشـ*ـك ، لأنها تعرف الجواب بالفعل : هتقدر علي كدا يعني؟!



تنهد عز بقلة حيلة من عدم سيطر.ته على غضبـ*ـه ، وهو يلامس ذقنها بأطراف أصابعه ، ليرفع وجهها إليه ، ثم هبطت يديه واستقرت على أكتافها العا.رية ، وهي ترتدي بيجامة بيضاء ناعمة بدون أكمام ، يتحسس بشرة ذراعها المخملية ، محدقاً في عينيها بنظرات تفيض عشقاً ، وأجابها بصوت هامس أجش : غصب عني مابكونش قاصد والله .. اتحمليني الفترة دي في شوية مشاكل في الشغل ودا مخليني متوتر




        
          
                
ختم عز كلامه بابتسامة يتوارى خلفها أشياء لم يريد أن يبوح بها لها حتى لا يز.عجها أكثر ، ثم رفع يديه محتضنًا وجنتيها الممتلئتين مثل تفاحتين ناضجتين ، وصوت مُلح فى عقله يحثه إلى قضمهما بإشتـ*ـهاء عا.رم ، ليسحب رأسها نحوها له قليلاً ، مستشعراً أنفاسها المضطربة ، بينما تهز منى رأسها بالموافقة ، بينما تغمض جفنيها ، ذائبة بلمساته الحانية ، قائلة بصوت ناعم متلعثم : خلاص .. بس لو سمحت .. فكر في موضوع الشغل دا .. انا بجد محتجاه..



قالت منى جملتها الأخيرة بمسحة من الإصرار ، وهي تطالعه بعينيها ذات الشوكولاتة الذائبة في عينيه العسليتين التى تتأملها بشرود ، بينما عقله ركز على الكلمة الأخيرة التي نطقتها ، ليعيدها بصوته الرجولي الأجش ينبعث منه اللهفة ممزوج بالإحتياج ، إذ يغمرها بين ذراعيه بشدة ، وكأنه يستمد منها القوة : وانا كل اللي نفسي فيه .. ومحتاجو اني اكون في حضنك يا مني .. ياريت ماتحرمنيش منه



بادلته منى تلقائيا العناق باستسلام عاشق ، لذلك الطفل الكبير ، سريع الغضـ*ـب والتذ.مر.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى وقت الظهيرة



داخل منزل باسم



تردد صوت الهاتف في أرجاء الغرفة ، يوقظ باسم من نومه ، ففتح عينيه بصعوبة ، ليها.جم جمجمته صداع مزعج ، فرفع وجهه عن الوسادة ببطء ، يلتقط الهاتف من على الطاولة ، وهو يسعل بخشونة ، ثم ضغط على زر الرد بعد أن نظر إلى الشاشة ، فوجد رقماً مجهولاً.



جاءه صوت أنثوي رقيق للغاية من الطرف الآخر : صباح الخير



تمتم باسم بصوت مكتوم يملؤه النعاس ، بعد أن عاد بوجهه ، ليغوص في الوسادة : صباح النور



أخبرته الأخرى بنبرة هادئة : انا هيام جبران .. عامل ايه يا استاذ باسم!!



على الفور رفع باسم وجهه ، وهو يغمغم بصوته المخملي ، وقد ارتسمت على شفتيه ابتسامة جذابة : اهلا اهلا .. يا صباح السكر



اتاه صوتها ممزوج بالحرج : معلش لو كنت قلقتك من النوم او بكلمتك في وقت مش مناسب؟!



استقام باسم رافعاً جذعه العلوي ، ومدد ساقيه ، متكئاً رأسه على ظهر السرير مسترخياً ، وهمس بصوت رجولي مثير : ازاي الكلام دا!! لو مش مناسب اخليه مناسب عشان خاطرك



ردت هيام بصوت مرتبك بعض الشيء ، كافحت من أجل خروجه بشكل طبيعي : ميرسي اوي اوي .. انت بجد في منتهي الذوق يا استاذ باسم



رفع باسم ذراعه فوق رأسه ليمط جسده ، مقوساً فمه بابتسامة ملتـ*ـوية ، قائلاً بصوته الرجولى المنخفض : بلاش تكليف بينا .. مابحبوش .. خليها باسم علي طول مش احلي برده




        
          
                
استمع باسم إلى تنفسها المضطرب بوضوح ، تلاه صوتها الآسر الذى ذبـ*ـذب دواخله : اللي تشوفه..



أنزل باسم يده بجانبه ، واتسعت ابتسامته برضا تام لردها ، بينما حمحت هيام بخفة ، وتحولت نبرتها إلى الجدية : كنت بتصل عشان اسألك اذا فاضي انهاردة ممكن نتقابل !! لأني مستعجلة خالص علي الافتتاح اللي قرب ولحد دلوقتي الدعايا قليلة جدا



وافقها باسم بنبرة ثابتة مخملية : مفيش مشكلة



لمعت عيون باسم ببريق ماكر ، عندما أخبرته برقة : اوك هستناك تبعتلي مسدج بالوقت ولوكيشن اللي هنتقابل فيه



أنهى باسم المكالمة الهاتفية معها ، ثم ألقى الهاتف بجانبه بإهمال ، ثم التقط علبة سجا.ئره من فوق الطاولة ، وأخرج واحدة منها ، ووضعها بين شفتيه ، ثم أشعلها ، ساحباً نفساً ، ثم زفر بتروى ، وبدأ الصداع المصاحب لسكـ*ـره بالأمس يرحل عن رأسه.



وضع يده الأخرى خلف رقبته ، ويستحضر في مخيلته تفاصيل كل شبر من جسدها الفا.تن ، لكن دون تلـ*ـك الملا.بس التي كانت ترتد.يها حينها ، ليغمض عينيه وهو يلعق شفته السفلية بشهـ*ـوة.



بعد مرور دقائق ، عاد إلى الواقع ، وهو يطفأ سيجارته ، ولمعت في ذهنه فكرة خبيـ*ـثة ، ثم أمسك هاتفه ونقر عليه عدة مرات ، ليرسل لها رسالة بعنوان المكان الذي ستأتي إليه فيه.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



في حوالي الساعة الخامسة بعد العصر.



فى متجر الأزياء.



تسير ريهام في المكتب ذهابًا وإيابًا بخطوات غاضبة ، وتعض على شفتيها غيـ*ـظاً من تجاهله المستمر لكل اتصالاتها ورسائلها ، بينما الأفكار تطا.يرها بقوة مثل حبة رمل في أمام عا.صفة ضخـ*ـمة.



من ناحية تفكر في كيفية التخلص من الفتاة الجديدة التي ينوى الارتباط بها ، حتى لو كانت تلك خطة وهـ*ـمية منه ، ليؤكد لها مدى نفو.ره منها ، لكن ما لا يعرفه هو أنها اخـت *ـرقت هاتفه المحمول منذ فترة وتقرأ جميع الرسائل وتتجـ* ـسس على المكالمات الصوتية ، حيث علمت باتفاقه مع صديقه على لعب دور العاشق المز.يف ، فجاءت بكل المعلومات عن تلك المدعوة رزان ، ولم يعد أمامها إلا أن تجد حيـ*ـلة تساعدها على إبعادها عنه تماما قبل أن يتمكن من تقديمها لعائلته ، لكن إذا أخبرتها أنها مجرد أداة مؤقتة سيستخدمها لإلها.ئه عن حبه لها ، فقد تتشبث أكثر به ، ولا تصدقها ، لذا عليها أن ترتب أفكارها جيداً قبل أن تنفذ أي شيء.



أخرجها من دوامة أفكارها صوت هاتفها الذي صدح بإسم صفوت ، فأستقبلت المكالمة على الفور ، قائلة بترقب : ايوه يا صفوت!!




        
          
                
جاءها الرد من الطرف الآخر ، فاستمعت لما يقوله عاقدة حاجبيها، ثم تمتمت بشـ*ـك : متأكد من اللي بتقوله!!



انتظرت ريهام انتهاء إجابته ، وهي تزم شفتيها باستـ*ـياء ، ثم سألت في هدوء ظاهرى : سألت عن شقته وطلعتلوا .. طيب شكلها ايه؟!



فركت ريهام جبهتها بعصـ*ـبية من رده غير الواضح ، هاتفة بضجر : خلاص خلاص .. ابعتلي صورتها واتس اب



نفخت ريهام خدودها من ثرثرته ، وطلبه المُلح للمال ، وقالت بامتعـ*ـاض لتنهى المكالمة : بكرا عدي عليا في الاتيليه .. سلام



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى نفس الوقت



فى منزل باسم



قرعت زر الجرس بشيء من التردد ، يليه فتح الباب ، ليظهر باسم من خلفه ، يستقبلها بابتسامة زادت من وسامته ، وهو يمد يده نحوها ، ليصافحها بلطف ، ثم تنحى باسم جانبا ، وأعطاها الطريق للدخول : اهلا وسهلا يا مدام هيام .. اتفضلي



مرت هيام بجانبه ، وهي توزع عينيها فى المنزل الفسيح بأثاثه العصري الأنيق ، لتغمغم بصوت متفاجئ بعض الشيء : اللوكيشن وصلني هنا..



تبعها باسم بنظرات إعجاب ، وهو يتفحص الجمبسوت الوردي الفاتح بتصميمه الرقيق والجميل وأكتافه العا. رية وأكمامه الطويلة التي أبرزت رشاقة خصر.ها ، وذوقها في اختيار ملابسها وتناسق ألوانها الذي يعكس أناقتها الأنيقة نال إعجابه كثيراً.



: ماقولتليش اننا هنتقابل في بيتك!؟



قالتها هيام بنبرة حائرة ، وهي تسير نحو إحدى الأرائك ، لتجلس واضعة قدماً فوق الأخرى تلقائياً ، وتحدق به بإستغراب ، فأعطاها ابتسامة خفيفة على الفور ليخفف من توترها ، وهو يجلس على الكرسي المقابل لها : مافيش داعي للاستغراب دا كله .. انا متعود ان مقابلاتي تكون هنا .. مابحبش جو الكافيهات والنوادي



تمتمت هيام بهدوء ناعم : تمام .. مفيش مشكلة



سألها باسم بنفس الإبتسامة : تحبي تشربي ايه!؟



أجابته هيام ببساطة : اي عصير فريش لو ممكن .. الجو حر جدا



نهض باسم من مجلسه ، مغمغماً بصوته المخملى : اكيد لحظة واحدة



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند ريهام



فى متجر الأزياء



أمسكت ريهام بحقيبة يدها من فوق المكتب ، ونظرت إلى الهاتف مرة أخرى ، تنوي طلب سيارة أجرة ، لأن سيارتها كانت مع أخواتها ، لكن طرقًا على الباب قاطعها ، فأذنت للطارق بالدخول.




        
          
                
ظهرت من خلف الباب امرأة حسنة المظهر ، تبدو في الثلاثينيات من عمرها ، وقالت بنبرة هادئة : مدام ريهام..!!



قاطعت ريهام حديثها ، وهي تتجه نحوها تنوي الخروج قائلة بإستعجال : بعدين بعدين يا غادة مش فاضية..



قطبت غادة حاجبيها بدهشة ، وأخبرتها بجدية : بس مدام ثرية وصلت ودي زبونة مهمة يا فندم وحضرتك منبهة علينا انك هتسلميها فستان فرح بنتها بنفسك



سألتها ريهام بضجر من ثرثارتها : هي برا دلوقتي!!



أومأت غادة برأسها بالإيجاب ، وعلقت بتهذيب ، وهى تشير بكفها إلى الباب : ايوه يا مدام



قلبت ريهام عينيها بتفكير ، ثم حسمت أمرها وهى تضع حقيبتها على أحد المقاعد ، وغمغمت بهدوء : طيب جاية



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند باسم



تناولت هيام كوب العصير من الطاولة ، وهي لا تزال تضع قدماً فوق الأخرى ، وبدأت ترتشف منه على المهل ، مدحرجة بصرها عليه ، فوجدته يحدق بها مطولاً ، بينما هو كان يجلس قبالتها بهدوء ، ممسكًا بفنجان قهوته في يده ، لتغمغم بإعجاب ، وعيناها تطوف الأرجاء : بيتك جميل جدا علي فكرة



راقب باسم أفعالها بصمت ، خرج منه بعد برهة ، قائلا بنبرته المخملية : عيونك اللي حلوة .. خلينا نتكلم في تفاصيل العرض



نطق باسم كلامه بجدية ، محاولًا التركيز في عمله ، لتحمحم هيام ، وتخبره بنبرة واثقة : اكيد شوف .. انا بحب اكون بيرفكت في كل حاجة .. بيتي وشغلي وحياتي واختيارتي .. وعشان كدا صممت تكون الحملة الاعلانية بتاعت فروع البيوتي سنتر بتاعي في ايدك انت



ابتسم باسم لمجاملتها الرقيقة كصاحبتها ، وهو يمسح على شعره بحركة عفوية ، وشكرها بترفع : ثانكيو علي الثقة دي 



سألته هيام بهدوء ، بعد أن ارتشفت من الكوب الذي في يدها : تحب نبدأ منين!؟



تمتم باسم بصوت عملي متمـ*ـرس : الاصتف جاهز و..



بترت هيام عبارته مسرعة برفض : لا انا حابة اتعامل معاك انت بشكل مباشر .. وانت تمشي امور الشغل زي ماتحب انا مش بفهم فيها



ابتلع باسم ما في فمه ببطء ، مسلطاً رماديتيه عليها بنظرات لم تستطع تفسيرها ، ثم رد بتريث : وانا تحت امرك في اللي انتي عايزاه .. شوفي الميزانية اللي عايزة تشتغلي بيها ونبدأ علي طول



: الميزانية مفتوحة .. المهم الشغل يطلع بيرفكت



قالت له هيام ، وهي مرتبكة نوعاً ما ، لأن هذه هي المرة الثانية التي تشعر أنه يلتـ*ـهم جسد.ها بعينيه الفضية الثاقبة ، كذ.ئـ*ـب يدرس نقاط ضعفها استعداداً لمها.جمتها ، فخفضت قدمها عن الأخرى ، وهى ترتب بأصابعها خصلات شعرها الأسود القصير على كتفيها بتلقائية ، أما باسم فاكتفى بهز رأسه بالموافقة ، فإنحنت بجذعها ، لتضع كوبها على الطاولة ، فسألها في دهشة : معجبكيش!!



أنكرت هيام بحركة سريعة من رأسها ، وشبكت أصابعها ببعضها ، ثم قالت بحرج بسيط : بالعكس جميل .. بس ممكن استخدم الحمام!!



أومأ باسم لها موافقاً ، وأشار بذراعه إلى اليمين ، قائلاً بنبرة هادئة : اتفضلي من هنا



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند هالة



غادرت الاثنتان صالون التجميل بعد أن صففتا شعرهما ، متجهتين نحو سيارة هالة ، بينما تهتف لميس بحماس : خلينا نروح علي البيت بقي عشان نلحق نجهز



نظرت هالة إلى ساعة هاتفها ، لتجد أن الساعة تجاوزت الخامسة والنصف ، فأجابت بابتسامة واسعة : تمام .. يلا اركبي



أنهت هالة كلامها ، وصعدا إلى الداخل ، ثم انطلقا. 



بعد قليل ، في الطريق ، وصل صوت إشعار رسالة على هاتف هالة ، لتميل لميس ممسكة بالهاتف ، وقرأت اسمه من الشاشة الخارجية : دا ياسر!!



اختتمت كلماتها بغمزة ما.كرة لهالة ، التي ضحكت بخفة وأخذت الهاتف من يدها ، وفتحت الرسالة الصوتية ، ليرتفع صوته الرجولي الأجش : مساء الخير يا هالة .. معلش مش هقدر اعدي اخدك .. عشان يارا عربيتها عطلت امبارح .. ف هعدى عليها اجيبها .. ونتقابل كلنا هناك في معادنا



استمعت هالة لتلك الكلمات بملامح جا.مدة ، وتبد.دت ابتسامتها تمامًا ، بينما تطلعت إليها لميس بنظرات متعاطفة ، لا تعرف ماذا تقول لها؟



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



✾نهاية الفصل العاشر✾
#رواية_جوازة_ابريل
#نورهان_محسن

 



google-playkhamsatmostaqltradent