رواية انا اولا الفصل العاشر 10 - بقلم براءة
Hou ya:
الفصل العاشر
اصبحت ليلى اكثر جدية خلال هذه الفترة وقد لاحظ الجميع ذلك
فالامتحانات على الابواب
مروة ايضا اغلقت باب غرفتها واصبحت مركزة اكثر على اتمام مراجعتها .
كانتا تدرسان بجد فهما تريدان اثبات نفسيهما والظفر بعلامات ممتازة
كان طموحهما واحد لذا تمكنتا من الصمود معا .
اصبحتا تدرسان في كل وقت تقريبا . في الغرفة في المكتبة واحيانا في الكافيتيريا .
الا أن سهى من جانب آخر لم تكن قادرة على التركيز .
فمنذ انفصالها السري عن حبيبها والذي لم تخبر به احد
باتت اكثر انطوائية واكثر هدوءا من سابق عهدها
ورغم محاولتها الاتصال به اكثر من مرة وارسال العديد من الرسائل في اليوم الواحد
الا أنه كان يتجاهلها كليا .
لقد اخرجها من حياته كليا ...لكن هي لم تستطع اخراجه من حياتها أبدا .
كانت تريد معرفة السبب اكثر من اي شيئ .
مالذي ينقصها حتى يتركها ؟!
الم تكون حنونة كفاية ؟ الم تكن متفهمة اكثر ؟
هل أخطأت في شيئ ما ؟ هل قالت شيئا ليس ضروريا مرة اخرى؟
كانت تفكر طيلة الوقت ...
وكلما حاولت الاتصال به لسؤالها قوبلت بالرفض فماكان منها الا أن تختبأ داخل سريرها وتشرع في البكاء .
" سهى ! ياسهى ان بكلمك !"
نادتها مروة الجالسة على مكتبها وجميع اغراضها مبعثرة حولها وهي تدرس
" ايه؟!"
" عم ناديكي صرلي ساعة ازاي ماسمعتينيش"
" قلتي ايه؟"
" عم اسالكي عن ملاحظات دكتور بالمحاضرة الاخيرة"
اخدت سهى تفتش باوراقها في ضياع لاحظته مروة
" اذا ماعندك.."
" لا لقيتها . تفضلي"
" شكرا سهى" ثم عادت لدراستها قبل أن تلتفت مرة أخرى الى تلك التي تحاول تنظيم اشيائها
" سهى مالكي؟ "
" مافيني شي ليه؟"
" بنتيلي قلقانة ومضطربة ...فيكي شي ؟"
" لا " ثم تابعت بابتسامة مزيفة" ماتقلقيش علي ياروحي انا بخير."
" اوكي الحمد لله "
_
ليلى ...
من اليوم يلي تخاصمت فيه مع نور وهدى مازدت حكيت معهم .
كنت بضل ساكتة على طول لااسالهم ولايسالوني .
ولاني كنت مشغولة بماذكرتي مااهتممتش خالص بالموضوع .
مادريش كيف الساعات كانت بتمر وانا غارقة بعالمي
ناسية كل شي ومابفكر الا اني كيف رح احفظ دا او إفهم دا .
بس لما كنت بخلص واحط راسي على المخدة لانام ساعتين قبل الفجر
احساس غريب كان يجيني وافكار كلها مخربطة ببعض
حسيت بالوحدة ماانكرش .
مش معاي حد يهون علي قلقي .
مش معاي حد يقلي أنه كل شي رح يفوت . أنه مجرد امتحان كغيره ورح تع
مش معاي يقلي اكلتي ... شربتي ...لحقتي تخلصي ...
حد يقلي انتي كويسة ؟!
مابنكرش أنه اهلي طول الوقت يتصلو فيني يطمنوني بس هالمرة كنت محتاجاه جنبي مش بعيد عني .
شكلي اتاثرت بالوحدة لاني ماعنديش حد احكي معه بهالسكن .
يلا حاولي تنامي ياليلى رب العالمين معاكي ...
_
خالد...
كانت ايامي بتمرر بملل ورغم اني ماانكرش أنه كنت انتاجي خلالها .
مابين الجامعة وشغلي عندي صاحب بابا ويلي كنت على اساس رح اكمل الشهر ووقف
بس كل شي تغير وقت عرفتها انها بتجي لعندنا ...وانها زبونة دايما ...
بس هالايام صرت مااشوفهاش خالص .
ماعدتش تجي .
اوعه تكون وقفت القدوم بسببي!!
_
كانت مروة مستلقية على سريرها تحدث والدتها عبر الهاتف بينما سهى جالسة على الارض تعبث بهاتفها في ضياع
مروة باقناع" والله العظيم ياماما انا عم آكل كويس ...صح مش صحي بس على القليل طيب . هاا وبالدليل كنت رح اطلبلي العشاء ديليفري بس انتي دقيتي علي "
جاءها صوت والدتها القلق عبر الهاتف" حاتقضيها حياتك كلها ديليفري ولاايه ميمي !
لاكدة مش كويس أبدا . بتعرفي رح شوف اخوكي يجيبلك الاكل لعندك ."
" ليه الغلبة ياماما ؟؟ ...كلها اسبوع وهانت ! "
" غلبة ايه ؟! ...انا كويسة على فكرة وعادي اطبخلك ."
" بعرف انك كويسة ياحبيبتي ياماما بس عم قول بلاها نتعب جاد انتي عارفاه اديش بيكره السفر . "
" سفر ايه يابنتي كلها قصة ساعة بالسيارة !"
" يوه ! اديشك عنيدة ياماما . تمام اعملي يلي يرحك بس بلاها الاكلات الصعبة ويلي تخليكي واقفة طول الوقت بالمطبخ ."
الام بسعادة" تمام ياروحي ولايهمك . وبعدين ابوكي بيسلم عليكي وبيقولك اذا خلصولك المصاري يشحنلك "
" لا مافيش داعي مش حصرف أساسا ...بس طمنيني هو عامل ايه ؟ وجاد بردو ؟"
كانت تضع ساقا فوق الاخرى تحرك اصابع قدمها وهي لاتزال مستلقية تستمتع باهتمام لوالدتها
" ابوكي ساهر معاي بنشاهد مسلسلي واخوكي طلع من شوي قال عنده صاحبه مستنيه "
ضحكت مروة" زي العادة"
" إه زي العادة " ثم صمتت قليلا قبل أن تقول "طب يلا ياروحي قومي تعشي واكلمك بكرة ان شاء الله . "
" ان شاء الله! اهتمي بحالك ياماما وبوسيلي بابا وجاد . "
ثم اغلقت الخط . قبل أن تشرع في الضغط على الارقام مرة أخرى ...
توقفت لحظتها لتسال سهى
" سهى عايزة اطلبلك معايا ايه؟"
سهى" لا بلاها تعبي حالك "
" تعب ايه يااختي؟! مافيش تعب ابدا . قولي رح اطلب لنفسي أساسا مش سامعة ماما وهي بتنبه علي من شوي"
ضحكت سهى " اوكي اطلبيلي كشري . "
مروة بتفكير" عايزة كشري؟ شكلي رح اطلب زيك وخلاص ..." ثم تعدلت في جلستها " في عم قريب بيعمل كشري بيجنن "
" بجد ؟!"
" إه طعمته خيال وسعره رخيص مش زي الباقيين . رح اج..."
لاتدري لما توقفت فور رؤيتها لصورة خالد المبتسم امام عينيها .
لما تذكرته الان ؟!
سهى" مروة !"
انتبهت مروة إليها بعد ان حاولت ان تنسى أمره
" لحظة أتصل واطلبلنا . "
بعد ربع ساعة
جاءها اتصال برقم آخر ...هو ليس بالرقم المدون عندها لكنها ردت عليه وكما توقعت كان الموصل الذي قد جاء وهو ينتظرها الان خارج السكن .
ارتدت حجابها سريعا ثم خرجت رفقة سهى لاخد طلبهما .
كانت الساعة التاسعة والنصف ليلا ...
و بينما كانت تقف امام حارس البوابة وإلى جانبها
سهى تضع قبعة على راسها وتضم ذراعيها الى صدرها
الحارس" عم يقول ثنين كشري ؟"
مروة وهي تهز براسها وتقبض على الاموال وهاتفها بيديها
" إه هي طلبيتي "
تقدمت ناحية الموصل لتتحدث معه عبر النافذة المفتوحة والتي تطل على الخارج
" طلبيتي لو سمحت "
كان سيناولها اياها لكنه توقف فجأة .
استغربت من تصرفه لكن استغرابها سرعان مااختفى وهي تراه يخلع خوذة دراجته
ليتحول الى صدمة .
ماهذه الصدف؟!!
كان خالد بشعره المبعثره ووجه الشاحب من شدة البرد يقف امامها .
ثم قال بابتسامة " تفضلي طلبيتك !"
اخدتها بسرعة منه ثم دفعت له المال وغادرت بسرعة دون أن تقول اي كلمة او تساله السؤال المعتاد " انت بتعمل ايه هنا؟؟"
وخلفها سهى التي تحاول مجاوراة خطواتها
مروة وهي تسرع " عجلي شوي ياسهى ! مش عايزة الاكل يبرد ! "
سهى بدهشة" اعجل اكثر من كدة!! طب ازاي؟!"
انتهت من الاكل ... كانت على وشك ان تخرج لرمي القمامة لكن سهى اوقفتها لتاخدها هي وتخرج وهي تحمل هاتفها مدعية استنشاق الهواء .
رمت مروة نفسها من جديد على السرير
وهي تفكر ...
هو ازاي يظهرلي من العدم كل شوي؟
هو ليه كل ماافكر فيه الاقيه قدامي .
نامت على جانبها الايمن ثم ضربت جبتهتها لتغير تفكيرها .
انها طريقتها المعتادة والتي تفعلها دائما كلما ارادت التوقف عن التفكير في امر لاتريد تذكره
اخدت هاتفها من جديد واخدت تتصفح الفايسبوك ...ثم دخلت على اليوتيوب ...
لم تجد شيئا يسليها .
كانت على وشك إرسال رسالة الى ليلى لكنها توقفت قبل أن تكتب اي شيئ هي لاتريد ازعاجها .
كانت على وشك ان تضع جانبا لكنها توقفت عندما ظهرت امامها رسالة ...
رسالة جاءتها من العدم ...
(ماتوقعتش اشوفك اليوم . بس فرحت كتير بشوفتك .)
جلست سريعا على سريرها .
وهي تقرا الرسالة مرتين ثم ثلاث
نظرت سريعا الى الرقم .
لم تعرفه في البداية ...لكنها تذكرته بعدها
خالد! خالد حصل على رقمي !
هل هي الكارثة؟!
لم تكن سترد عليه . حتى أنها وضعت الرسالة جانبا بعد ان مسحت الرقم .
لكن لحظات قليلة واعادت اخده من على الطاولة الصغيرة المجاورة لها من جديد
دهشت من نفسها وهي تنتظر منه إرسال رسالة اخرى
" عم تستنيه؟!"
" هو ليه ماعملتلوش بلوك زي ماتعملي عادة!!"
رنين ! رنين !
كادت ان توقع هاتفها ! أنه رقمه ! أنه يتصل بها !
" هو ازاي يكون وقح لدرجة دي؟!!'
إستمر هاتفها في الرنين . قررت الرد والصراخ عليه مثل العادة
لكنها قالت بنبرة جادة هادئة " نعم؟"
" مروة ازيك دا انا خالد "
" عايز ايه بالوقت دا ؟" ثم تابعت بعد ان اخدت نفسا عميقا
" امحيه الرقم ! امحي رقمي ياخالد !"
" ليه بس؟ "
" ليه؟! ...امسحه طبعا دا رقمي ومش عايزاه يكون عندك !"
" رح امسحه ...بس لانك ماجاوبتيش على الرسالة قلت أتصل "
" شفتها وماكنتش عايزة ارد "
" لهالدرجة ..."
" إه ! ويلا امسح رقمي قبل مااعصب ! "
" تمام ...بس بشرط ؟"
" لاشرط ولا حاجة ! رح سكر يلا امسحه احسن مالاقيك وبهدلك !"
تجاهلها وسال" مروة هو انتي لي بطلتي تجي الكشك ؟ لأنه انا بشتغل هناك مش كدة ؟"
نبرته اليائسة والحزينة جعلتها تبتسم غصبا عنها .
فكرت بكم هو بريئ ليشغل نفسه بالتفكير بهذه الطريقة .
لكنها ردت بعصبية مزيفة " هو انت مين مفكر حالك ؟!متوقع اني رح تغادر مكان بسبب حدا دي مستحيلة "
رد بانفعال وحماس" يعني مش بسببي !!"
ضحكت رغما عنها ثم قالت بسخرية" انا وين وانت وين "
غافلة عن ذلك المتجمد في الخارج وهو يستند على دراجته يحدثها . والذي ارتفعت درجة حرارته مرة واحدة فجاة بسبب ضحكة واحدة منها .
" اكيد ؟"
هزت راسها وكأنه يراها " اكيد مش بسببك . "
رد عليها بسرعة" ينفع سؤال؟"
مروة بابتسامة ساخرة" هو احنا بالروضة ؟ ايه ينفع سؤال دي؟" ثم تابعت " عايز ايه ؟ يلاقول قبل ماسكر الخط "
" لكان ليش ماعم تجي ؟"
كم هو فضولي!
" مشغولة " ثم اضافت بحرية وهي تشعر انها تحمست للحديث معه اكثر
" عندي مذاكرة . امتحاناتي الأسبوع الجاي ومش قادرة اطلع من الاوضة غير اني مش غنية لدرجة اني كل يوم اطلبلي اكل "
قال " اذا هذا هو السبب ؟"
" ما انا خبرتك أنه مش بسببك . والله مش عارفة جايب الثقة بالنفس دي منين "
رد بجدية " مش حكاية ثقة بالنفس ...كل الموضوع أنه فكرت أنه لما شفتيني يومها بالكشك بشتغل قررتي ماترجعي تشتري منه لحتى ماتقابليني "
لما يتحدث بهذه الطريقة؟! ...أنه يبدو بريئا جدا بالنسبة لها رغم نبرته الجادة التي يتحدث بها الان
ابعدت الهاتف قليلا عن اذنها بعد ان سمعت صوت خطوات اقدام تقترب
سهى قادمة !
لتقول بعجل قبل أن تنهي المكالمة " رح سكر يلا سلام !!"
الفصل العاشر
اصبحت ليلى اكثر جدية خلال هذه الفترة وقد لاحظ الجميع ذلك
فالامتحانات على الابواب
مروة ايضا اغلقت باب غرفتها واصبحت مركزة اكثر على اتمام مراجعتها .
كانتا تدرسان بجد فهما تريدان اثبات نفسيهما والظفر بعلامات ممتازة
كان طموحهما واحد لذا تمكنتا من الصمود معا .
اصبحتا تدرسان في كل وقت تقريبا . في الغرفة في المكتبة واحيانا في الكافيتيريا .
الا أن سهى من جانب آخر لم تكن قادرة على التركيز .
فمنذ انفصالها السري عن حبيبها والذي لم تخبر به احد
باتت اكثر انطوائية واكثر هدوءا من سابق عهدها
ورغم محاولتها الاتصال به اكثر من مرة وارسال العديد من الرسائل في اليوم الواحد
الا أنه كان يتجاهلها كليا .
لقد اخرجها من حياته كليا ...لكن هي لم تستطع اخراجه من حياتها أبدا .
كانت تريد معرفة السبب اكثر من اي شيئ .
مالذي ينقصها حتى يتركها ؟!
الم تكون حنونة كفاية ؟ الم تكن متفهمة اكثر ؟
هل أخطأت في شيئ ما ؟ هل قالت شيئا ليس ضروريا مرة اخرى؟
كانت تفكر طيلة الوقت ...
وكلما حاولت الاتصال به لسؤالها قوبلت بالرفض فماكان منها الا أن تختبأ داخل سريرها وتشرع في البكاء .
" سهى ! ياسهى ان بكلمك !"
نادتها مروة الجالسة على مكتبها وجميع اغراضها مبعثرة حولها وهي تدرس
" ايه؟!"
" عم ناديكي صرلي ساعة ازاي ماسمعتينيش"
" قلتي ايه؟"
" عم اسالكي عن ملاحظات دكتور بالمحاضرة الاخيرة"
اخدت سهى تفتش باوراقها في ضياع لاحظته مروة
" اذا ماعندك.."
" لا لقيتها . تفضلي"
" شكرا سهى" ثم عادت لدراستها قبل أن تلتفت مرة أخرى الى تلك التي تحاول تنظيم اشيائها
" سهى مالكي؟ "
" مافيني شي ليه؟"
" بنتيلي قلقانة ومضطربة ...فيكي شي ؟"
" لا " ثم تابعت بابتسامة مزيفة" ماتقلقيش علي ياروحي انا بخير."
" اوكي الحمد لله "
_
ليلى ...
من اليوم يلي تخاصمت فيه مع نور وهدى مازدت حكيت معهم .
كنت بضل ساكتة على طول لااسالهم ولايسالوني .
ولاني كنت مشغولة بماذكرتي مااهتممتش خالص بالموضوع .
مادريش كيف الساعات كانت بتمر وانا غارقة بعالمي
ناسية كل شي ومابفكر الا اني كيف رح احفظ دا او إفهم دا .
بس لما كنت بخلص واحط راسي على المخدة لانام ساعتين قبل الفجر
احساس غريب كان يجيني وافكار كلها مخربطة ببعض
حسيت بالوحدة ماانكرش .
مش معاي حد يهون علي قلقي .
مش معاي حد يقلي أنه كل شي رح يفوت . أنه مجرد امتحان كغيره ورح تع
مش معاي يقلي اكلتي ... شربتي ...لحقتي تخلصي ...
حد يقلي انتي كويسة ؟!
مابنكرش أنه اهلي طول الوقت يتصلو فيني يطمنوني بس هالمرة كنت محتاجاه جنبي مش بعيد عني .
شكلي اتاثرت بالوحدة لاني ماعنديش حد احكي معه بهالسكن .
يلا حاولي تنامي ياليلى رب العالمين معاكي ...
_
خالد...
كانت ايامي بتمرر بملل ورغم اني ماانكرش أنه كنت انتاجي خلالها .
مابين الجامعة وشغلي عندي صاحب بابا ويلي كنت على اساس رح اكمل الشهر ووقف
بس كل شي تغير وقت عرفتها انها بتجي لعندنا ...وانها زبونة دايما ...
بس هالايام صرت مااشوفهاش خالص .
ماعدتش تجي .
اوعه تكون وقفت القدوم بسببي!!
_
كانت مروة مستلقية على سريرها تحدث والدتها عبر الهاتف بينما سهى جالسة على الارض تعبث بهاتفها في ضياع
مروة باقناع" والله العظيم ياماما انا عم آكل كويس ...صح مش صحي بس على القليل طيب . هاا وبالدليل كنت رح اطلبلي العشاء ديليفري بس انتي دقيتي علي "
جاءها صوت والدتها القلق عبر الهاتف" حاتقضيها حياتك كلها ديليفري ولاايه ميمي !
لاكدة مش كويس أبدا . بتعرفي رح شوف اخوكي يجيبلك الاكل لعندك ."
" ليه الغلبة ياماما ؟؟ ...كلها اسبوع وهانت ! "
" غلبة ايه ؟! ...انا كويسة على فكرة وعادي اطبخلك ."
" بعرف انك كويسة ياحبيبتي ياماما بس عم قول بلاها نتعب جاد انتي عارفاه اديش بيكره السفر . "
" سفر ايه يابنتي كلها قصة ساعة بالسيارة !"
" يوه ! اديشك عنيدة ياماما . تمام اعملي يلي يرحك بس بلاها الاكلات الصعبة ويلي تخليكي واقفة طول الوقت بالمطبخ ."
الام بسعادة" تمام ياروحي ولايهمك . وبعدين ابوكي بيسلم عليكي وبيقولك اذا خلصولك المصاري يشحنلك "
" لا مافيش داعي مش حصرف أساسا ...بس طمنيني هو عامل ايه ؟ وجاد بردو ؟"
كانت تضع ساقا فوق الاخرى تحرك اصابع قدمها وهي لاتزال مستلقية تستمتع باهتمام لوالدتها
" ابوكي ساهر معاي بنشاهد مسلسلي واخوكي طلع من شوي قال عنده صاحبه مستنيه "
ضحكت مروة" زي العادة"
" إه زي العادة " ثم صمتت قليلا قبل أن تقول "طب يلا ياروحي قومي تعشي واكلمك بكرة ان شاء الله . "
" ان شاء الله! اهتمي بحالك ياماما وبوسيلي بابا وجاد . "
ثم اغلقت الخط . قبل أن تشرع في الضغط على الارقام مرة أخرى ...
توقفت لحظتها لتسال سهى
" سهى عايزة اطلبلك معايا ايه؟"
سهى" لا بلاها تعبي حالك "
" تعب ايه يااختي؟! مافيش تعب ابدا . قولي رح اطلب لنفسي أساسا مش سامعة ماما وهي بتنبه علي من شوي"
ضحكت سهى " اوكي اطلبيلي كشري . "
مروة بتفكير" عايزة كشري؟ شكلي رح اطلب زيك وخلاص ..." ثم تعدلت في جلستها " في عم قريب بيعمل كشري بيجنن "
" بجد ؟!"
" إه طعمته خيال وسعره رخيص مش زي الباقيين . رح اج..."
لاتدري لما توقفت فور رؤيتها لصورة خالد المبتسم امام عينيها .
لما تذكرته الان ؟!
سهى" مروة !"
انتبهت مروة إليها بعد ان حاولت ان تنسى أمره
" لحظة أتصل واطلبلنا . "
بعد ربع ساعة
جاءها اتصال برقم آخر ...هو ليس بالرقم المدون عندها لكنها ردت عليه وكما توقعت كان الموصل الذي قد جاء وهو ينتظرها الان خارج السكن .
ارتدت حجابها سريعا ثم خرجت رفقة سهى لاخد طلبهما .
كانت الساعة التاسعة والنصف ليلا ...
و بينما كانت تقف امام حارس البوابة وإلى جانبها
سهى تضع قبعة على راسها وتضم ذراعيها الى صدرها
الحارس" عم يقول ثنين كشري ؟"
مروة وهي تهز براسها وتقبض على الاموال وهاتفها بيديها
" إه هي طلبيتي "
تقدمت ناحية الموصل لتتحدث معه عبر النافذة المفتوحة والتي تطل على الخارج
" طلبيتي لو سمحت "
كان سيناولها اياها لكنه توقف فجأة .
استغربت من تصرفه لكن استغرابها سرعان مااختفى وهي تراه يخلع خوذة دراجته
ليتحول الى صدمة .
ماهذه الصدف؟!!
كان خالد بشعره المبعثره ووجه الشاحب من شدة البرد يقف امامها .
ثم قال بابتسامة " تفضلي طلبيتك !"
اخدتها بسرعة منه ثم دفعت له المال وغادرت بسرعة دون أن تقول اي كلمة او تساله السؤال المعتاد " انت بتعمل ايه هنا؟؟"
وخلفها سهى التي تحاول مجاوراة خطواتها
مروة وهي تسرع " عجلي شوي ياسهى ! مش عايزة الاكل يبرد ! "
سهى بدهشة" اعجل اكثر من كدة!! طب ازاي؟!"
انتهت من الاكل ... كانت على وشك ان تخرج لرمي القمامة لكن سهى اوقفتها لتاخدها هي وتخرج وهي تحمل هاتفها مدعية استنشاق الهواء .
رمت مروة نفسها من جديد على السرير
وهي تفكر ...
هو ازاي يظهرلي من العدم كل شوي؟
هو ليه كل ماافكر فيه الاقيه قدامي .
نامت على جانبها الايمن ثم ضربت جبتهتها لتغير تفكيرها .
انها طريقتها المعتادة والتي تفعلها دائما كلما ارادت التوقف عن التفكير في امر لاتريد تذكره
اخدت هاتفها من جديد واخدت تتصفح الفايسبوك ...ثم دخلت على اليوتيوب ...
لم تجد شيئا يسليها .
كانت على وشك إرسال رسالة الى ليلى لكنها توقفت قبل أن تكتب اي شيئ هي لاتريد ازعاجها .
كانت على وشك ان تضع جانبا لكنها توقفت عندما ظهرت امامها رسالة ...
رسالة جاءتها من العدم ...
(ماتوقعتش اشوفك اليوم . بس فرحت كتير بشوفتك .)
جلست سريعا على سريرها .
وهي تقرا الرسالة مرتين ثم ثلاث
نظرت سريعا الى الرقم .
لم تعرفه في البداية ...لكنها تذكرته بعدها
خالد! خالد حصل على رقمي !
هل هي الكارثة؟!
لم تكن سترد عليه . حتى أنها وضعت الرسالة جانبا بعد ان مسحت الرقم .
لكن لحظات قليلة واعادت اخده من على الطاولة الصغيرة المجاورة لها من جديد
دهشت من نفسها وهي تنتظر منه إرسال رسالة اخرى
" عم تستنيه؟!"
" هو ليه ماعملتلوش بلوك زي ماتعملي عادة!!"
رنين ! رنين !
كادت ان توقع هاتفها ! أنه رقمه ! أنه يتصل بها !
" هو ازاي يكون وقح لدرجة دي؟!!'
إستمر هاتفها في الرنين . قررت الرد والصراخ عليه مثل العادة
لكنها قالت بنبرة جادة هادئة " نعم؟"
" مروة ازيك دا انا خالد "
" عايز ايه بالوقت دا ؟" ثم تابعت بعد ان اخدت نفسا عميقا
" امحيه الرقم ! امحي رقمي ياخالد !"
" ليه بس؟ "
" ليه؟! ...امسحه طبعا دا رقمي ومش عايزاه يكون عندك !"
" رح امسحه ...بس لانك ماجاوبتيش على الرسالة قلت أتصل "
" شفتها وماكنتش عايزة ارد "
" لهالدرجة ..."
" إه ! ويلا امسح رقمي قبل مااعصب ! "
" تمام ...بس بشرط ؟"
" لاشرط ولا حاجة ! رح سكر يلا امسحه احسن مالاقيك وبهدلك !"
تجاهلها وسال" مروة هو انتي لي بطلتي تجي الكشك ؟ لأنه انا بشتغل هناك مش كدة ؟"
نبرته اليائسة والحزينة جعلتها تبتسم غصبا عنها .
فكرت بكم هو بريئ ليشغل نفسه بالتفكير بهذه الطريقة .
لكنها ردت بعصبية مزيفة " هو انت مين مفكر حالك ؟!متوقع اني رح تغادر مكان بسبب حدا دي مستحيلة "
رد بانفعال وحماس" يعني مش بسببي !!"
ضحكت رغما عنها ثم قالت بسخرية" انا وين وانت وين "
غافلة عن ذلك المتجمد في الخارج وهو يستند على دراجته يحدثها . والذي ارتفعت درجة حرارته مرة واحدة فجاة بسبب ضحكة واحدة منها .
" اكيد ؟"
هزت راسها وكأنه يراها " اكيد مش بسببك . "
رد عليها بسرعة" ينفع سؤال؟"
مروة بابتسامة ساخرة" هو احنا بالروضة ؟ ايه ينفع سؤال دي؟" ثم تابعت " عايز ايه ؟ يلاقول قبل ماسكر الخط "
" لكان ليش ماعم تجي ؟"
كم هو فضولي!
" مشغولة " ثم اضافت بحرية وهي تشعر انها تحمست للحديث معه اكثر
" عندي مذاكرة . امتحاناتي الأسبوع الجاي ومش قادرة اطلع من الاوضة غير اني مش غنية لدرجة اني كل يوم اطلبلي اكل "
قال " اذا هذا هو السبب ؟"
" ما انا خبرتك أنه مش بسببك . والله مش عارفة جايب الثقة بالنفس دي منين "
رد بجدية " مش حكاية ثقة بالنفس ...كل الموضوع أنه فكرت أنه لما شفتيني يومها بالكشك بشتغل قررتي ماترجعي تشتري منه لحتى ماتقابليني "
لما يتحدث بهذه الطريقة؟! ...أنه يبدو بريئا جدا بالنسبة لها رغم نبرته الجادة التي يتحدث بها الان
ابعدت الهاتف قليلا عن اذنها بعد ان سمعت صوت خطوات اقدام تقترب
سهى قادمة !
لتقول بعجل قبل أن تنهي المكالمة " رح سكر يلا سلام !!"
•تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية