رواية مسك الليل الفصل الحادي عشر 11 - بقلم سارة طارق
الفصل الحادي عشر (زواج فى السر )
__________________________
لم ينم فى تلك الليله بعد رحيله من عندها لم تعرف جفونه طريق النوم ولو لدقيقة واحدة ، دخل بيته وسار لطريق يحفظه عن ظهر قلب منذ صغره
توقفت قدمه عندما وجده أمامه ، ابتسم له بشوق كبير ، وزادت ابتسامته عندما سمع صوت صهيل حصانه بعد رؤيته كأنه يعبر عن شوقه لصاحبه
اقترب منه رضوان ومسح على ظهر حصانه قائلا " أنت كمان وحشتنى اوى يا سلطان ، أيه نفسك فى جوله زى بتاعة زمان " ثم تنهد بحزن قائلا
" أنا كمان نفسى فى الجوله دى اوى عاوز أطير ياسلطان ... أصل صحبك زهق من العيشه على الأرض فانفسه يرجع يطير من تانى " قالها وهو يخرج حصانه من أسطبله ، ولكن توقف عندما سمع صهيل حصان أخيه رشاد ، كأنه ينادى عليه يسأله عن صاحبه
خطى رضوان نحو حصانه أخيه الأسود فطلما عشق أخيه هذا اللون غير رضوان الذى كان حصانه لونه أبيض
اقترب من حصان أخيه وربط عليه بحنان كان يلمس مكان جلوس أخيه على الحصان ، بكى وهو يتذكر أخيه وهو يتسابق معه كان أخيه أكثر مهاره منه فى ركوب الأحصانه هو من علمه وهو من شجعه على الركوب من صغره ، أه يا اخى كم أشتقت أليك
سمع صهيل حصان أخيه كأنه يسأله عن رشاد
خرجت نبرة رضوان باكيه " صاحبك معادش موجود معانا يا أصلى ، صاحبك مشي وسابنا مشي حتى من غير مايسلم ....." ترك رضوان الحصان أصلى وذهب الحصانه رغم صهيل حصان أخيه كأنه يصرخ وينادى صاحبه ، ركب رضوان حصانه وخرج به وظل يركض بالحصان بسرعه كبيره جدا لم يشعر لم يسمع اى شئ غير صهيل حصان أخيه
انهمرت دموعه بوجع شديد ، الا تلك الدرجه الحيوان يكون وفي لصاحبه أكثر من وفاء بنى أدم لبعضهم ، كم يؤلمه أن يرى الوفاء فى عين الحيوان ولا يراه فى عين أنسان مثله.يشعر بوجعك لديه قلب مثلك شيء ورغم كل هذا يأذيك فى أعز ما تملك ابتسم بسخرية هو يسمع صهيل الحصانه كم تمنى أن يرى أخيه الرحمه فى عيون قاتله لكنه لم يرى إلا الغدر والكره ، لقد غدر به غدرو بأخيه وهو على قيد الحياة
كان من يرى رضوان فى تلك اللحظه يقول إنه يطير بحصانة فى الهواء وليس فقط يركض بسرعة ، كانت سرعته تجعل الحصان عندما يقفز يطير عالياً فى الهواء ثم ينزل بقدمه على الأرض بكل ثلاثه ومهاره كان شعر رضوان يتتطاير مع الهواء بسبب سرعته وكلما نزلت خصلات شعره على وجهه يرجعها للخلف مجددا ، هنا ظهر شبح إبتسامة صغيره على ثغره عندما تذكر أخيه وهو هو يتشاجر معه
رشاد هو يركض بحصانه يحاول أن يسبق رضوان
" يابنى جولتلك احلج ( احلق) شعرك ده عيب ولله دا انت خلاص شهادة الثانوية هتطلع وهنجدملك فى الچيش هتروحلهم بشعرك ده ازاى
كان شعر رضوان كبير وناعم جدا يغطى رقبته فهو منذ طفولته وهو يكره أن يحلق شعره يحبه طويل وخصلته كبيره فهو كان وسيم جدا فيه
نظر له رضوان بضيق وهو يحاول أن يسبق أخيه ولكن شعره يعوقه قليلا بسبب الهواء و ماء المطر تأتى خصلات شعره تنزله على عينيه ويعوقه على السير بشكل جيد بحصانه
" سبنى الله يباركلك يا رشاد عشان انا مش شايف جدامى أصلا وممكن اقع بسبب شعرى ده من على الحصان واتكسر وساعتها لا هطول جيش ولا شرطه "
هنا توقف رشاد حصانه بسرعه ملفته وأشار له أن يتوقف مثله ، ونزل أخيه من على حصانه ووقف أمامه
" اوعك تخلى حاجه تفها زى. دى تمنعك عن حلمك لو شعرك ده هيكون سبب أنك تبعد عن حلمك أحلجه ، وبعدين بلاش تفول على نفسك أكده بكره أن شاء الله هتبجا ظابط جد الدنيا كلها والبدله اللى هتلبسها هتديك هيبا فوق هبتك وساعتها هتلقينى چايلك وبشتكيلك وبجولك الحجنى ياحضرة الظابط فلان الفلاني جه عليا وهتلى حجى منه " ضحك رضوان على حديث أخيه
" لا عاش ولكن اللى يچى عليك ياخويا وانا موجود ، دا انا هجبلك حجك تالت ومتلت كمان ، بس حد بس يفكر يقرب منك وساعتها محدش هيجبلك حجك غيرى وبكره تشوف "
ربط رشاد على. ظهر أخيه قائلا " يعنى أطمن أن لو جرالى حاجه هيبجا فيه راجل من بعدى بجبلى حجى "
قبل رضوان رأس أخيه قائلا " ربنا يديك طولة العمر يا خوى متجولش أجده وبعدين احنا اللى طول عمرنا بنتحام فيك ، بس عشان اطمنك فأنت وراك راچل ياخوى أوعى فى يوم تجلج (تقلق) "
خرج رضوان من ذكرياته على صوت أحد الغفر وهو ينادى عليه ، فأوقف حصانه واقترب من الغفير قائلا بصوت مختنق
" فى حاجه يا رضا بتنادى "
" ايوه يابيه دا أنا وأجف بنادى عليك بجالى ساعه وانت فى دنيا تانيه خالص"
هز رأسه رضوان بتعب ناطقاً " فى حاجه"
" ايوه يا بيه فى. واحده بره عاوزه تجبلك ضرورى يتجول مش هتمش غير لما تشوفك "
استغرب رضوان كثيرا فآمن تلك التى تريده فى هذا الوقت المبكر نظر لساعة يده وجدها السادسه والنصف صباحا وأى شئ ضرورة تريده منه فى هذا الوقت
تنهد رضوان بتعب فهو لا طاقة له لأى شئ ولكنه ضغط على نفسه وأمره أن يحضرها له بداخل
أعاد رضوان حصانه لمكانه وألقى نظره على الحصان أصلى وجده ساكن فى مكانه فعلم أنه قد تعب من كثرة صهيله ، كأنه قد أستسلم للأمر الواقع
خرج من هذا الاسطبل الصغير ودخل بيته وذهب لغرفته بتثاقل وتعب كبيره فهو يحمل هم كبير فوق كتفيه دخل الغرفه واغتسل وأرتدى ثياب غير التى كان يرتديها وارجع شعره للخلف وهو ينظر للمرأه فكان رضوان طويل القامه وشعره الاسود الذي شبه لون عينيه أصبح قصير عن ذى قبل بحكم عمله فى الجيش
نزل رضوان بتثاقل فهو كل مايريده الان هو أن يرى ماذا تريد تلك المجهوله وبعدها يريد قسط كبير من الراحه له ولعقله الذى أنى من كثرة التفكير فى كل شئ فهو أصبح الولد الوحيد لعائلته وكل يشى أصبح على عاتقه بعد أخيه
" رضوان بيه الست اللى طلبتك جوه فى المكتب "
" تمام ياسعاد انا هدخلها ، بس لو سمحتى عاوز منك نفجان قهوة تقيل وساده عشان مش قادر أفتح عينى"
أومت له باحترام وذهبت لتعد القهوه كما طلبها
ذهب رضوان باتجاه مكتب والده وفتح الباب ولكن علت الدهشه وجهه عندما وجد والده مستيقظ ويجلس على. مكتبه وأمامه سيده لم يرى ملامحها جيدا بسبب هذا الشال الذى تضعه على رأسه ويغطى اغلب وجهها
" صباح الخير يابا ، ايه اللى صحاك دلوك "
جابر " صباح النور ياولدى تعالى اجعد "
جلس رضوان كما طلب والده ونظر لتلك التى تجلس أمامه ولا يفصل بينهم غير طاوله صغيره
هنا تحدثت جابر. وقطع لحظات الصمت تلك
" البنت دى عاوزه تجولنا حاجه مهمه أنا وأنت وأصرت على وجودك أنت بذات "
نظر له رضوان بريبه فهى تنزل رأسها لأسفل وتفرك كلتا يدها ببعضها يبدو عليها بعض الخوف والتوتر الشديد
تحدث جابر ليطمئنها قائلا " اتكلمى يابتى وجولى عاوزه ايه واه رضوان موچود أهة زى ماطلبتى "
حاولت تشجيع نفسها قليلا ورأفعت رأسها ونظرت لرضوان مما جعله يستغرب وجودها هنا فى بيته وإصرارها على وجوده
هنا تحدثت رضوان " أنتى ، انتى أيه اللى جابك هنا ، وعاوزه ايه " قالها ببعض الحيره
نظر له والده ونهره " رضوان ميتا بنكلم ضيوفنا بشكل ده ها " ثم نقل نظره للفتاة التى رمقت رضوان ببعض الضيق على طريقه حديثه معها
ابتلعت ريقها وأخرجت بعض الهواء لتهدأ هذا الصراع الذى بداخلها فهى تعلم أن ماستقوله لن يكون هيننا ابدا عليهم ، نظرت لجابر قائلا بنبره مرتعشه قليلاً
" ياحاج جابر أنا أبجا زينه فتحى أمى بتجا الست هناء ، أنا اللى لحجتونى من أيد الشيخ عبدالله وهو بيضربنى فى السوق لما كان عاوزانى أئسلم بالغصب"
هنا تذكرها جابر " أيوه صح انتى زينه ، كيفك يابتى وازى امك واخوكى كلكم بخير صح "
ردت عليه بصوت متقطع " بخير ياحاج ، بس بس أنا اللى مش بخير ، وعاوزه ، عاوزه " ابتلعت ريقها وهى تقول " عاوزه حج (حق) ابنى ياحاج "
دهش رضوان حديثها كثيراً " حقك ابنك هو انت عندك عيل ، انتى متجوزه " كان هذا سؤال رضوان لها
" أيوة متجوزه وجوزى انت عارفه كويس يارضوان بيه "
مل جابر من حديثها هذا فحثها على الحديث بكل ما بداخلها مره واحده حتى يفهم " معلش يابنتى جوللنا كل اللى جواكى عشان نفهم ، بس الأول أنتى اهلك عارفين بجوزاك ده ولا لاء "
زينه " عارفين ياحاج أمى. عارفه أنى متجوزه وعارفه مين جوزى بس أهل چوزى هما اللى مش عارفين أنه ابنهم متجوزنى ، ودلوقتى أنا حامل فى الشهر الرابع وبطنى جربت تكبر والناس هتاخد بالها أنى حامل ، فكل اللى. عاوزه أن ملجيش حد يجول عليا ماشيه مع حد فى الحرام ويطلع علينا سمعه رغم انى متجوزه على سنة الله ورسوله ، فكل اللي عاوزها أن أهل چوزى يعترفه بيا أنا وابنى ويجوله جدام الناس كلها أنى مرات ابنهم "
رضوان " طب وجوزك ميعترفش بدا ليه "
ابتلعت غصه مره فى حلقها قائلا " چوزى مش هيجدر يعمل كده لأن خلاص ماعدش ليه كلمه ، أهله بس اللى يجدره يعمله كده "
تنهد جابر بحزن دفين فهى بحديثها هذا فتحت له جرح كان يظن أنه ألتئم منذ سنين ولكنه مازال حى. قد شعر به بحديث تلك الفتاة التى تشبه عمر ابنته وقصتها تشبها بعض الشئ معاده أنها أخفت زواجها عن الناس ولكن الأختلاف أن ابنته هربت لتتزوج بدون علمهم ، أما هذه تزوجت بعلم أهلها فقط
جابر" جولى اسم جوزك يابنتى وهاتى عقد جوزكم ، ربنا يعمل اللى فيه الخير ، وان شاء الله ابنك هيكتب بأسم أهله وهيعترفه بيه غصب عنهم "
هزت راسه وخرجت ورقه مطويه وأعطتها لجابر ولكن رضوان أمسكها منها وفتحها ليقرأ مابداخلها ويعرف إذا كانت شهاده أصليه ام مزيفه
كان يقرأ اسم الزوجه وبعدها انتقلت عينها لاسم الزوج مما جعل يهب واقف وهو ينظر لها بصدمه كبيره هو ينظر لها وكأن القط أكل لسانه ولم يقوى الحديث ، وصدمته الكبيره بما قرأه
امسك جابر الورقه ليرى ما بها ليجعل ابنه على تلك الحاله
قرأ جابر أسم الزوج قرأ بصدمه وبصوت كاد يكون. عالى
" أسم الزوج رشاد جابر النمر ، أبنى " قالها وهو يقع على كرسيه وتقع الورقه من يده ونظر للأمام بصدمه كبير كيف كيف يتزوج ابنه من ورائه نظر لزينه التى تجلس وجهه فى الارض وتفرك يدها ببعضها فهى كانت تخشى من تلك المواجهه منذ موت رشاد زوجها
عم الصمت المكان لم يتحدث أحد منهم ، حتى قطع هذا الصمت صوت رجاء التى دخلت وجدتهم وجههم مضطربه ، جابر يجلس الكرسي وينظر أمامه ورضوان يقف وينظر لتلك الفتاة بنظرات كادت تحرقها
" فى ايه مالكم ، ومين دى "
_________________________________________
وقفت تنتظره فى مكانهم المخصص الذى يتقابلان فيه بعيدا عن عيون أهل بلدتهم
وجدته يأتى بخطواط بطيئه ويلتف حول عينه السواد بسبب قلة النوم واصفرار وجهه ملفت جدا
لكل من يراه ، حزنت لرؤيته بتلك الحاله المتهالكة
خرجت أفكارها على إلقائه التحيه لها ، ردت بفتور وحاولت التدخل فى الموضوع الذى أتت من أجله
" اسمع يا بجا يابلال أنا مش هستنا لما تروح فى داهيه ويتقبض عليك وتروح منى بسبب أخوك وعمايله المهببه زى وشه ، أخوك على عينى وعلى راسى بس لازم تتصرف بالعقل مش تتستر عليه وتخلى البلوه تبجا اتنين لما يتقبض عليكم "
احتدت عين بلال وتتطاير الشر من عينيه وامسكه من معصم يداها وضغط عليها بكل قوته وجعله تقترب منه أكثر حتى أصبح لايفصلهم غير مسافه قليله
" وأنتى عرفتى منين بقا موضوع أخويا يا مسك ،. من اللى قالك وانا مجبتش ليكى سيره وأكيد مش اختك اللى قالتلك عشان هى اصلا مشفتش حجاج بعد اللى حصلها فى الليله أياها " قالها وهو يجز على أسنانه
جحظت عين مسك ولم تهتم للألم يدها بعد أن استمعت ما قاله بلال
" انت كنت تعرف باللى حصل لأختى بسبب أخوك كل ده ومجولتليش ، يعنى أنت مهرب. أخوك وأنت عارف أنه السبب فى اللى حصل لأختى ورغم كده خبيته دا انت حتى كان جدامك فرصه انك تساعده و تساعد اختى ونعرف مين اللى عمل فيها كده وأنت ولا أنت هنا ، كنت أنانى وخبيت أخوك على حساب أختى وشرفها اللى ضاع ، أنا بس عاوزه اسألك سؤال لو ليك أخت وحصل معها كده كنت تتمنا أن يجى حد ويعمل اللى عملته ويخفى الحقيقة زى ماعملت ويضيع معها كمان حقها كنت هتبقا مبسوط لما يحصل فى بنات البلد زى ماحصل ما اختى
رد عليا سكت ليه " أمسكته من لياقة قميصه قائلا وهى تصرخ بوجهه " سكت ليه اتكلم كنت معايا كل ده وأنت عارف أن أخوك اللى عارف مين اللى اغتصب اختى وماشى معايا ومكمل عادى من غير ما تفكر فيا ولا حتى ضميرك يوجعك ، يعنى كنت بتضحك عليا كل ده " مسح دموعها قائلا " كان عنده حق رضوان لما جالى وقالى أنى مش هاينوبنى منك غير وجع القلب ليا ولا لأهلى " كادت تتحرك ولكن امسكها بلال مره اخرى وعند ذكرها لرضوان جعلته يفقد اى ذرة صبر له وزاد غضبه لدرجة جعلت مسك تبتلع ريقها وارتعش جسدها بسبب نظرات الناريه الموجهة لها حاولت الإفلات منه والركض بعيدا عنه ولكنها لم تستطع فهو أحكم قبضته عليها
" وأنتى ايه اللى جاب رضوان ليكى ، عرفتيه منين ، وكلمتيه أمتى و ازاى أنطقى قبل ما أدفنك مكانك أنطقى "
حاولت التماسك والتحلى ببعض الشجاعه أمام نبرته
الشرسه لتلك
" أوعى بعد عنى ، والا ولله أصوت وألم عليك الناس سبنى "
ضحك بلال بصوت عالى ونظر لها بسخريه " طب ماتجربى كده صوتى ، لما حد يجى يلحقك هتقوليله ايه لما يسألك ايه اللى جابك هنا فى الحته المقطوعه دى ، ها مظنش انك غبيه لدرجة أنك تفضحى نفسك وتفضحى أمك واختك معاكى بعد ما ربنا سترها عليها "
وجدها هدأت وتوقف جسدها عن التحرك بعد أن كانت تعافر للفرار منه ، وتصنمت مكانها
" أيوه جدعه يا مسكي ، أهدى كده وخلينا تفاهم بالعقل كده بدل الهليله بتاعتك دى اللى ملهاش اى تلاتين لازمه ومش هينوبك منها غير الفضيحه ، وتقوليلى بقا قبلتى رضوان فين وأتفقتوا على أيه "
كانت مسك تنظر له بصدمه كبيره وتهز رأسها برفض كأنها لاتصدق ما تسمع ومن من تسمعه من الرجل الذى كلما حلمت أن يكون زوجها الرجل الذى وهبته قلبها وحبها وأصبح له مكانه كبيره بحياتها أكثر منها هى شخصياً ، لتلك الدرجة كانت غبيه وعمياء حتى لا ترى كل هذا الشر فى عينيه ، وايضا يشك بها أنها تحالفت مع رضوان ضده
" أنا مش جادره أصدج انت ، انت يطلع منك كل ده طب ليه عملتلك ايه عشان تخدعنى بشكل ده توهمنى انك بتحبنى لدرجة دى طلعت رخيصه بنسبالك ، يعنى اهددك انى هصوت تجولى صوتى وأفضحى نفسك ، لدرجادى سمعتى ملهاش جيمه عندك ، اخس عليك يابلال ، ومنك لله على حرقت جلبي وجلب اختى وامى بشكل ده "
وقف أمامها قبل أن تتركه وتبتعد عنه مانعاً ايها من الذهاب قائلا بنبره هادئه " استنى بس يا مسك متزعليش منى ولله انا ماقصدت حاجه من اللى قولتهالك ، أنا بس لما جت سيرة حجاج اتعصبت بس انتى السبب انتى عارفه أن حجاج نقطه خطر فى حياتى ومحبش اى حد يقرب منها ممكن أموته ، دا اخويا وخايف عليه يعنى المفروض تقدرى ده "
" يعنى انت عاوزنى أجدر أن ده أخوك وبتخاف عليه ، وأنت ماتجدرش أن ورد واختى ومن حاجى أچبلها حجها من اللى عمل فيها أكده ، لاه يا يا بلال أنا من هنا ورايح مش هقدر حاچه ، وأخوك عمره ماهيبجا أحسن من أختى وهتشوف أنا هعمل ايه ، ويامين بالله لخلى البلد كلها تتف عليك انت وأخوك ، وهجدم فيه بلاغ فى الجسم ( القسم ) وهجولهم أنه هو اللى اغتصبها وأجهر جلبك عليه زى ماجهرت (قهرت) جلبي على اختى ورد أكده "
ذهبت وتركته ولكن توقفت عندما سمعته يقول
" لو سيرة أخويا جت فى اى حاجه يامسك هقول أن اختك اللى جتله برجليها وخلى الفضيحه ليها هى مش لحجاج وأنا اقدر اعمل كده وأنتى عارفه كويس فأعقلى كده وحافظى على اختك وخلى الطابق مستور عشان لو اتكشف ممكن تطرده من هنا ، واختك هتطلق أصل جوزها عمره ماهيستحمل الفضيحه برده ولا أهله هيرضوا بيها بعد كده ، فكرى كويس يابنت زينات وشغلى مخك بدل ما .... انتى عارفه بقا من غير ما اقول الفلوس بتعمل العجب "
ذهب هو و تركها على وضعيتها الصامته تلك تنظر أمامها لاتعرف من هذا الذى يتحدث ، هذا ليس بلال ، هذا شخص آخر هذا شيطان تجسد على شكله بتأكيد هو. ليس بلال الرجل الذى عشقته وعرفت الحب عند رؤيتها له وتعلقت به من اول محادثه لهم معاً
وقعت على الأرض وظلت تبكى وتصرخ بداخلها على مرارة ماسمعته منه ، هى من فعلت بنفسها كهذا ، هى من سلمته قلبها رغم عدم وجود أى رابط لهم يجمعهم سويا أمام الناس والعالم بأكمله وبعد كل هذا يأتى ويهددها أنه سوف يخرب عليها حياتها وحيات من يخصها لو دافعت عن أختها ، أى بلد تلك التى تجعل الناس يزورون الحقائق من أجل بعض المال تدوسون على شرف فتاه من أجل بعض المال ، أليس تلك نهاية العالم ، ولكن هل ستخاف وتصمت ، هل سيتغلب عليها حزنها وتنسى حق أختها ، أه شعور أن ليس عندك شخص بحياتك يجلب لك حقك هو شهور مؤلم جدا
" وأنا مليش غيرك يارب ، مليش الا انت يارب ، أنا عارفه أنى غلط كتير ، بس محتاجك تسامحنى ، محتجالك تجبلى حقى يارب ، انا ضعيفه مش عارفه اعمل ايه ،. أنا اللى كنت فكره نفسى أجدر على أى حد ، كلمتين منه هدونى وخلونى صغيره جوى جدامك وجدام نفسى، عاوز حق أختى منهم يارب ، يااااااارب " تلك الكلمه الاخيره التى اخرجتها مسك بصراخ كأنها خرجت من اعماق قلبها الذى يأن الآن من صدمته فى حبه الأول الذى طلما ظنته أنه الاول والأخير ، الأن هذا القلب عرف أنه هو الأحمق لأنه شعر بشئ بإتجاه هذا الشيطان
_________________________________________
ظلت تدور حول نفسها وهى تكاد تختنق من كثرة قلقها على ابنتها فهى استيقظت ولم تجدها على فراشها ، والآن الساعه العاشره وقد تمت مسك فى الخارج مايقارب الثلاث ساعات ، ولم تأت وبحثت عنها والدتها ولم تجدها ، تخشى أن يكون حصل شئ ما ، فزينات أصبحت تقلق بصوره غريبه بعد ما حصل مع ورد ابنتها فى تلك الليله السوداء عليهم جميعا
تثائبت ورد التى تجلس وتنظر لوالدتها بعينين ناعستين
" ياما جولتلك ماتجلجيش مسك مايتخفش عليها تلجيها بتتمش شويه ولا حاجه ، أهدى بس وهتلجيها جايه "
لم تستطع زينات السماع لابنتها ولمعت فى عقلها فكرتن ما
" بت ياورد انتى بت فوجى يابت الچذمه ، فوجى يابت انتى لحجتى تنامى ، انتى لسه كنتى بتتحددى معايا ، الله يخربيتك يابعيده يابت جومى وانتى شبه دكر. البط اللى لسه بايض بيضه ونايم على نفسه أكده "
" أيه ياما ، عاوزه منى ايه ، مش كفايه مصحيانى من النجمه ومخليانى چيالك وش الصبح ، وكمان مش عاوزانى اريح هبابه "
" يابت الجذمه اخت ومش لجينها وانتى كل اللى همك انك تنامى أيه معندكيش دم ، خلى عندك حبه من الاحمر وصحصي معايا أكده "
هبت من مكانها وفركت عينيها بإنزعاج وهى تنظر إلى والدتها بضيق " اهو صحيت اهو "
ضربت زينات فخذها وهى تكاد تفقد عقلها " يابتى أنا جلبي مش مطمن حسه انه فيها حاجه عفشه حصلتلها ، أنا جلبي وجعنى عليها ، وحسه أن ضنايا وبيتوجع ومش عارفه اعمل ايه ولا مكانه فين ، "
هنا أنتاب ورد القلق فأمها لن تقول مثل هذا الحديث وتكون مخطئه فيها دائمة الشعور بها هى وأختها
" طب أهدى ياما وتعالى نروح ندور عليها تانى ويمكن نلجيها "
" ايوه احنا ندور عليها من تانى ، وتكلمى بدر چوزك وتخليه يدور عليها ، معانا ، يالا البسى شالك وأنا كمان هدخل اجيب شالى وندور عليها على الله بس نلقيها وبعدها هديها بصرمه على دماغه هى واللى خلفتها بس اشوفها واطمن بس "
_________________________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية