رواية ما لا تبوح به النساء الفصل الثاني عشر 12 - بقلم عبير حبيب
الفصل الثاني عشر
"كابوس"
ابتلعت ريقها بكل مرارة وقسوة إلى أن أحست باختناق، مضي كل ما رأته لتكون الضربة التي أوجعت قلبها، ولكنها أفاقت عقلها.
لتستيقظ من ذلك الكابوس بفزع شديد وجسد يتصبب عرقًا وكأنها كانت في مواجهة حقيقية لتشعر بجسدها يؤلمها، متعبة غير قادرة على الحراك هنا نظرت حولها لتتأكد أين هي
استقرت نبضات قلبها بعد أن رأت غرفتها حينما أدركت بأنه كابوس أشبه بواقع مؤكد.
حينها تيقنت نغم من أن الصراع القائم لم يكن سوى حلم بشع، أو لعله رسالة من الله تأمرها بالأبتعاد عن ذلك الرجل هذا هو لطف الله.
الأحلام رسائل إلهية ذات معاني تستحق الفهم.
أشياء كثيرة شغلت تفكيرها، ولا تعلم أين كان عقلها حينها.
تابعت نغم
_ لما صحيت وأدركت أني لسه في بيتي حمدت ربنا قومت اتوضيت وصليت ركعتين شكر لله، أن ربنا ينور بصيرتي دي حاجة كبيرة أوي حسيت إن ربنا بيطبطب على قلبي.
بس جسمي كان واجعني جدًا كأن كل إلى حصل في الحلم كان حقيقة عضلات جسمي كلها كانت وجعاني إحساس غريب جدًا حالة عشتها في الحلم بس كأنها واقع مؤلم يااه على رحمة ربنا.
جنى: إلى شوفتيه دا ليه تفسير علمي يطلق عليه (الحلم الجلي أو الصافي)وهو حلم بيكون واضح جدًا حقيقي.
بيكون في إمكانية عالية لصاحب الحلم يغير مجريات إلى بيشوفه ويقدر يتحكم فيه كويس جدًا وتفسير العلماء أن الفص الجداري من الدماغ بيكون نشط جدًا في الوقت دا وبيأكدو إن إلى بيحلم في الوقت دا بيكون واعي ومستيقظ لوقت معين مش نايم زي ما هو فاكر ودا معناه أنك قاومتي في الحلم زي ما كنتِ هتقاومي في الواقع بالضبط
ردة فعلك كانت حقيقية جدًا وبتمثلك عشان كدا حسيتي بالألم دا كلو في جسمك.
نغم بأستعجاب: اول مره اعرف الكلام دا.
تابعت جنى اسألتها
جنى: طب لما الساعة جت ١٢ زي ما اتفقتو حصل أي؟
نغم: ولا حاجة فضلت في بيتي ومبعتش ليه رسالة ولا رنيت عليه اكتفيت بالصمت، لحد ما بقىنا العصر تيلفوني وصلت عليه رسالة منهُ، لقيتهُ بيقولي
"انتى مجتيش ليه، أنتِ كويسه؟"
رديت عليه عشان أنهى الموضوع بطريقة طبيعية.
نغم: الحمد لله بخير، بس أنا حاسة أني بقىت كويسه ومش محتاجة أكمل، حتى سمعت شيخ كبير بيقول إن ممكن الواحد يرقي نفسه والحمد لله بصلي وبقراء قران، أكيد بقى مدام مع ربنا مش هيصيبنى سوء.
محمود: أزاي يعني لازم تيجي الجلسة دي عشان أحصنك بعدها ولا هتعملى دا لوحدك بردو.
نغم: لا أنا كدا كويسه جدًا.
محمود وبعد أن أحس أن خطته فشلت.
محمود: أنا أعرف أكتر منك.
نغم: وأنا بقولك خلاص مش عايزة.
محمود: يا نغم فكري الأول عشان كدا السحر لسه متفكش وأنا عارف نفسك تحملي هترجعي تندمي بس وقتها مش هيكون في أيدي حاجة أعملهالك.
نغم: لو ليا نصيب في حاجة أكيد هشوفها.
محمود بيأس: أنا بحبك.
نغم: تاني وأنا إلى بقول أنك حسيت بالذنب ورجعت لربنا.
محمود: الحب مش ذنب، الذنب الحقيقي إنك تسبيني
أنا بحبك ومش هينفع تبعدي.
نغم: يا شيخ راعي إني متجوزة.
محمود: أطلقي وأنا هتجوزك، هعيشك ملكة على عرش قلبي.
نغم مقاطعة رسائله المتتالية: أسفه مطره أعملك حظر.
بالفعل قامت نغم بحظر محمود من جميع مواقع التواصل الأجتماعي، لقد فاقت من ذلك الكابوس في الخيال وفي الحقيقة.
جنى: وكدا خرج خالص من حياتك.
نغم: بعتلي من أرقام مختلفة، بس المرادي مش حب، وغزل تؤتؤ المرادي تهديدات لو مردتش عليه عنده الطرق إلى يخرب بيها حياتى وأقسم لي أن عندو القدرة يفرقني عن جوزي وهو يتجوزني وبإرادتي.
جنى: الكلام دا من زمان؟
نغم: لا التهديدات دي من كام يوم بس عشان كدا كان لازم أتكلم معاكِ خايفه آوى ومحتاجة حد ينصحني أعمل أي
خايفه لو فادي عرف ممكن يعمل فيا اى وصعبان عليا اكسرو من البداية كان رافض السكة دي وأنا كسرت كلامهُ ليكِ أن تتخيلي رد فعله بالذات عصبيته الفترة الأخيرة تخوف أوي.
جنى: أهدى يا حبيبتي إن شاء الله خير، أحنا هنقسم مشكلتك لقسمين
القسم الأول وهو محمود تهديداته هنعتبرها مش موجودة ومحصلتش أصلًا، عشان لو بأيده حاجة زي ما قالك كان نفع نفسه من البداية لكن دا فخ بيوقعك فيه عشان تخافي فتقربي منه تاني، يعني نقدر نقول إن مفيش مشكلة حقيقة ما إلا وهم بيبعوه لناس.
ثانيًا ودا الأهم هو فادي
كل إللي حكتيه عن علاقتكم آخر سنتين يأكد أن في حلقة مفقودة في علاقتكم.
نغم: ازاى؟
جنى: الراجل الشرقي يا نغم لما يتحط في خانة الربط بين الخلفة والذكورة وإن يكمل مع ست حتى لو سليمة عقلوا بيرفض دا قطعًا، ويبدأ يشوف ست تانية يمكن عقدتهُ تتفك معاها ويخلف فعلًا وهنا مش عشان محتاج ست تانية ولا عشان نفسه في طفل لا رقم واحد بالنسباله عشان يثبت لناس أنه ذكر كامل قادر يثبت وجوده بالخلفة، الحاجه دي بالنسبالهم إنجاز.
نغم: يعني ممكن يكون متغير معايا عشان أتجوز عليا مثلًا جنى: لا متوقعش لو متجوز عليكِ فعلًا هيكون ألطف معاكِ من الأول بكتير عشان يشتت إنتباهك عن علاقته الجديدة
نغم: إللي هتنصحيننى بيه أنا هعمله.
جنى: هطلب منك طلب مهم جدًا، عيزاكِ تروحي معمل التحاليل إللي عملتو فيه تحليل الخصوبة من سنتين وتجيبي النتيجة إللي محفوظة عندهم بأسمك أنتِ وفادي.
نغم: أنتِ شاكة في أي؟
جنى: لما نشوف التحاليل قدمنا هقولك.
نغم: حاضر، أنا هطلع من عندك دلوقتي على المعمل.
جنى: أول ما تخلصي كلميني.
نغم: شكرًا لحضرتك بجد وأسفه ع الوقت الطويل إللي خدته.
جنى: متقوليش كده، سعيدة أني أتعرفت عليكِ ومعاكِ لحد ما تبقى على يقين أن موضوع الحمل دا بإرادة ربنا وحده
نغم: ونعم بالله، عن إذنك
جنى: أتفضلي.
غادرت نغم العيادة بارتياح شق له قلبها،
كانت بحاجة إلى شخص يطمئنها ويزرع بها الثقة مجددًا ما قالته جنى عن محمود، ووصفها له بالضعيف زاد هذه الفتاة قوة وصبرًا على الحياة.
الأشخاص في حياتنا كقطرات المياه. أما أن تقطر عليك برفق فتبتسم، وأما أن تسكب عليك الماء سكبا، فتغمر المياه ملابسك، وتضوج منها وتبحث عن ملابس غيرها.
اللهم اجعلنا ممن يقطر على الناس بالطمأنينة والحب لتزهو القلوب والأرواح.
لم تستطع نغم الأنتظار لليوم التالي
استقلت سيارتها، وأتجهت نحو المركز الطبي الذي يقطن به الدكتور جمال، لم يكن جمال هو وجهتها إنما معمل التحاليل التابع له.
همت بالدخول لم تكن ضعيفة أنها امرأة أخرى تعتليها القوة، كانت أشبه بصقر جامح يبحث عن فريسة
أرادت أن تظهر قوية لتضح أمامها الأمور لم ترد إظهار ضعفها فيستهان بها.
نغم: مساء الخير.
موظف الأستقبال: مساء النور يا فندم، أقدر أخدم حضرتك ازاى؟
نغم: كنت عاملة هنا تحاليل من سنتين وأكيد مسجلة عند حضرتك على الكومبيوتر، محتاجه نسخة منها
الموظف: أكيد يا فندم، بس بطاقة حضرتك أتاكد من الأسم المطابق هنا.
نغم: أتفضل.
الموظف بعد أن أدخل البيانات وتأكد من وجود تحاليل لها ولزوجها أعاد إليها البطاقة، لكن عينيه كانت حائرة تاره تنظر إليه وتارة آخرى تنظر إلى الحاسوب محدثًا نفسه
- هو أي دا؟ طب ازاى دا في نتيجتين للتحليل نفسه؟ اطبعلها أي وأسيب أي؟
طب اعرفها ممكن يكون عندها خلفية وتفهمني ولا تكون هي أصلًا مش عارفة والدكتور يحاسبني ويغلطني؟
حيرة تسيطر على ملامحه إلى أن قاطعته نغم
- حضرتك هو في مشكلة ولا حاجة؟
- الموظف بعد أن اتخذ القرار.
- مش عارف أقول لحضرتك أي بس....
* * *
سيأتي يوم ويرفع الستار ليجرد من الستر.
•تابع الفصل التالي "رواية ما لا تبوح به النساء" اضغط على اسم الرواية