رواية على القلب سلطان الفصل الثاني عشر 12 - بقلم آية العربي
بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلى العظيم
البارت الثانى عشر من رواية ❤ على القلب سلطان ❤
بقلم آية العربي
قراءة ممتعة .....
ثقتى بك كانت مثل منزل
بنيَ فى شهور وانهار فى لحظات ...
...... نعم احببتكِ ... ولكن الا كرامتى .
&&&&&&&&&
نظر لعيونها بعجز ولم يستطع الصمود امام نظراتها فنظر ارضاً يغمض عيناه بينما تقف والدته لا تفهم شيئاً مما يحدث حولها ..
صرخت سيلين حتى بُحّ صوتها مردفة وهى تضربه بقبضتها على صدره بقوة _اااانطق ... تعرفهاااا ؟
اومأ وهو يتطلع ارضاً لا يقوى على النظر لها بينما هى جحظت عيناها وهى تبتعد عنه مردفة بذهول وبطئ مميت _ دى كانت خطة بينك وبين عمي ؟ ... دي خطيبتك ؟
رفع رأسه ببطء يطالعها بعيون نادمة زابلة تكاد تفقد رؤيتها يردف بندم وقلبٍ يتمزق اشلاء _ سيلين ... اسمعيني الاول ... انا هفهمك كل حاجة ... انا اسف .. انا ... .
صرخت تقاطعه وهى تقترب منه حد الالتصاق وتضع كفها على فمه امام اعين الجميع المصدومة مردفة بضحك هستيري _ أسف ! ... ههههههههه ... أسف ايه بس استنى .... بتتأسف على ايه !... ههههههه انت معملتش حاجة تتأسف عليها .
ابتعدت عنه تنظر حولها تتطلع لعيون الجميع بتشتت وضياع مردفة بنبرة قوية تحمل من الألم ما يمزق الصخور _آااااسف ! ... لاء لاء لاء ... انا اللى غبية ... ايوة ... انا اللى غبية .... انا اللي قال ايه حبيتك ! ...
كانت تلتفت حولها بزهول غير مدركة ما يحدث وكأنها فى حالة جنون ... توقفت امامه تتطلع عليه ثانياً مردفة بقهر ووجع _ ليه ؟... ليه كدة ! ... دانا قلت لك ان انت الوحيد اللى بثق فيه ! ... قولت ان انت الوحيد اللى مختلف عن كل اللى حواليا ... قلت الغريب اكيد احسن من اهلى ! .
هزت رأسها بعنف وكأنها فى حالة ضياع بين القوة والضعف مسترسلة بصراخ _ لاء لاء لاء ... انت صح ... انا اللى غلطت غلطة كبيرة اوى ... حبيت واحد لا ليه اصل ولا عيلة ولا اهل ووثقت فيه وعاليته واتجوزته وسلمته نفسي من غير اي ضمان .
كان يقف كالصنم بينما داخله كالجدار الذى يحطمه احدهم بمطرقة قوية شيئاً فشيئاً ... أتت اللحظة التى خشاها ... أتت امام الجميع واولهم والدته .
كان ادم يقف يتابع ما يحدث بعيون شامتة بينما جميع الموظفين حزنوا عليها وانصدموا من خبر زواجها كذلك والدة سلطان التى تقف مكبلة وكأنها عارية ولا تستطع الاختباء من افعال ابنها ...
اما وداد تقف خلفها تبكي من مرارة ما يحدث مع رفيقتها ..
اكملت سيلين بألم وصوت حاد عالى تكاد تفارقه الروح وهى تقترب منه وتنظر لعيناه _ انا المتأسفة الوحيدة فى الحكاية دي ... انا اللى أمنت لواحد خاين حقير متفق مع عمى وعاملين عليا سيناريو عظيم زى ده علشان خاطر شوية املاك ... كنت ناوى تمضيني علي اوراق تنازل صح ؟ ... امتى بقى ! ... وانا فى حضنك ولا وانا ببكى وبشتكيلك من اهلي اللى خدعونى ؟.
نظرت له بألم ودموع انسابت كأنها نار تحرق قلبه وهى تعاتبه _ بتعملوا كدة ازاي ؟ ... بتقدروا تمثلوا ببراعة كدة ازاااي ..
اتسعت عيناها مسترسلة _ دانا حبيتك ! ... يااااااه دانت مش ممثل دانت ساحر ... ايوة ساحر عظيم .... اقنعتنى بالدور كويس اووووى ... ياااا .... دانا فكرتك مختلف ... قلت ابن بلد وجدع ومتربي كويس ... بس انت اثبت لي انك تربية رخيصة فعلا ..
اكملت بوجع وصلابة مدعية القوة الزائفة _ تعرف .... عمى مقدرش يكسرنى ... موت اهلى مكسرنيش ... ولا انت ولا مليون نسخة واطية منك هتقدروا تكسروا سيلين الحلوانى ...
اشارت بيدها مسترسلة بنار مشتعلة فى صدرها _ هتاخد الست اللى معاك دى اللى اكيد ليها دور عظيم فى المسلسل ده وتخرج برا الشركة وبرا حياتى للابد ...
اما هو فلو كان احدهم احرق جسده حياً لكان ارحم له من ما يشعر به الآن ... لاول مرة يُهان ولا يستطع الرد ... وليس هذا فقط ... بل اهينت والدته بسببه .... اهين مِن مَن هي اكثرهن قرباً لقلبه .
تحولت نظرة الحزن والخزلان من عيناه الى غضب واردف بجمود وقسوة تحول اليها _ لحد هنا واقفى ... امى لاء ... تمام يا سيلين هانم .... امى لااااء ... املاكك عندك ... ومافيش اي مليم نقص منها .
اردفت بصوت عالى وهى تطالعه بقهر ودموع _ براااا .
نظر لها نظرة اخيرة ثم جر والدته التى تقف متجمدة تماماً وخطى للخارج يريد الاختفاء والابتعاد الى ما وراء الشمس ...اما هي أردفت صارخة من خلفه _ طلقنى .
توقف عن المشي وتوقف قلبه اللعين الذى ينبض لها ... اردف وهو يواليها ظهره حتى لا ترى عيناه ولكى لا يهان اكثر من ذلك _ انتى طالق .
غادر هو ووالدته من امام اعين ادم المبتسمة والمتشفية بينما هى نظرت لاثره الا ان اختفي واختفى معه الأمل من حياتها ... كأنه كان يربط روحها بيده والان سحبها معه ..
نظرت حولها للجميع بتشتت وتيه ثم اندفعت للخارج ومنه الى سيارتها مردفة بنبرة لا تحمل نقاشاً _ متجيش ورايا لا انت ولا الامن .
اومأ رأفت بطاعة وحزن على حالتها فالاعتراض ليس حلاً الان وركبت هى مكان القيادة وقادت بقوة وسرعة الى المجهول .
اما هو فابتعد قليلاً ثم توقف يلف جسد والدته المتيبس مردفاً بعز وضياع وأسف _ امى ... انا أسف .
قاطعته بصفعة قوية نزلت على خده من يدها لاول مرة مردفة بقهر وحزن _ احنا معدلناش قعاد هنا ... انا هاخدك لجدك فى الصعيد ... هو اللى هيعرف يعيد تربيتك ... لان واضح ان بعد العمر ده كله معرفتش اربيك صح .
كان ينظر ارضاً عاجزاً تماماً عن فعل اي شئ ... يريد ان يحطم الصخور بيده ولكنه مكبل بسلاسل حديدية متينة ... داخله نار ان اطلقها احرقت ما هو مزدهر فجعلته صحراءاً قاحلة ..
غادرت والدته وتركته فقرر الذهاب الى مكان يستطيع الوقوف فيه دون رؤية بشراً حتى يخرج تلك المرارة التى بداخله .
&&&&&&&&&&&
بدأت تلملم الشمس اشعتها وتوقفت سيارة سيلين امام المقابر حيث مدفن والدها ووالدتها ..
ترجلت ببطء ووجه ذابل وعيون حمراء من اثر البكاء ... دلفت الى المقابر فقابلها ذلك المسئول عن القبور مردفاً بتعجب _ سيلين هانم ! ... خير يا هانم ايه اللى جايبك هنا دلوقتى ؟
اردفت وهى تتطلع على مقبرة والديها _ افتح المدفن وامشي انت .
اردف الرجل معترضاً _ مينفعش يا هانم دلوقتى .
قاطعته مردفة بقوة وكأنها تحولت الى وحش _ افتح المدفن وامشى .
نظر لها قليلا ثم اومأ واتجه يفتح لها المدفن الذى دلفته واغلقته عليها واتجهت تجلس القرفساء بين قبرين اهلها ثم وضعت رأسها بين قدميها واستكانت تماماً كالاموات .
اما سلطان الذى غادر الى ان وصل مكان شبه مجهور والذي عبارة عن بيت تم هدمه ولم يبقى منه الا بعض الجدران المتآكلة ..
توقف امام ذلك الجدار ... يعيد كلماتها بعقل سلطان تمت اهانته ... كان ينظر للجدار وكأنه المتسبب فى كل هذا ... تذكر نعتها له بالحقير والرخيص وقد استخدمت اكثر الكلمات ألماً حتى تطعنه بها ... ماذا فعل ! ... ماذا فعل غير انه وافق على تلك الخطة اللعينة ثم احبها ... احبها حد النخاع ... احب طيبتها وحنانها وضعفها ... اما قسوتها ... ويا لها من قسوة ... فلم يرى لها مثيل ... لقد ظن ان قسوتها ستنحدر من حنانها ... ولكنها انحدرت من بركان مدمر ... دمر قصتهما قبل ان تبدأ ... دمر قلبها وقلبه .... اما نظره والدته ... ويالها من نظرة انكسار وخيبة وخجل لم يراهم طوال حياته ...
هز رأسه بقوة ثم ما لبث ان كور قبضته ولكم الجدار لكمة قوية وكأنه بذلك يعاقب كل من تسبب فى ذلك ولكنه عاقب يده التى بدأت الدماء تندفع منها وهو لا يبالي تماماً ... بل كان هذا الالم بالنسبة له هو العقاب .
ظل يلكم الجدار مرة تلو الاخرى صارخاً بصوت رجولي قوى وحاد يكاد يحطم هذا الجدار حتى بدأت قواه تخور فباغته بضربة قوية من قدمه ادت الى تساقط بعض قوالب الطوب منه .
ثم خر هو ساقطاً معها على ركبتيه يصرخ ويخرج ما بداخله .... ااااااه خرجت من اعماقه الممزقة ... بكى ولاول مرة يبكى سلطان السوهاجى .
بكى يغسل جراحه بتلك الدموع الساخنة حد الغليان ... تنهد بقوة واكمل فى بكاؤه الى ان جفت دموعه ... ظل يتنهد بقوة وكأنه يركض في الرمال ... نااار داخل صدره ... نااارٌ لن تنطفئ وكأنها شعلة بترولية ..
بعد حوالي ساعة من التنهيد توقف ... وها هي تتحول نظرته الى السواد والقتامة ثم وقرر العودة ... سيعود الى والدته ويخبرها بكل شئ ... سيحاول اصلاح ما افسده ... لن يبقى سلطان السوهاجى ان لم يتنقم من عائلة الحلوانى بأكلمها ... الا واحدة بينهم ..
&&&&&&&&&
اما تلك المسكينة التى تبكى بصمت مستكينة تماماً ... تتحدث حديثاً صامتاً مع نفسها وكأنها تخبر والديها به ...
( لما ! ... لما لم تأخذانى معكما ! ... لما تركتونى فى هذه الدنيا وحدي ! ... اتعتقدان اننى الآن بخير ! ... ها انا انظرا اليا كيف حالي ! ... قلبي ينزف وروحى تحترق وعظامى تفرك كحبات الرمال ... انظرتما لما حدث معي ! ... اتنامان براحة الآن ! ... كنتما اخذتمانى الى تلك الرحلة حيث الذهاب بلا عودة ... كنت حينها هنا معكم ولكن ليس كما انا الآن ... تركتانى وتركتا معى همٌ لا يحصى ... لا اريد لا حياة ولا ثروة ... اريد النوم فى سلام ... النوم الى الابد ) .
&&&&&&&&&
ليلا فى منزل وداد تجلس مع زوجها مصطفى تبكى مردفة بعجز _ اعمل ايه يا مصطفى ... تليفونها مقفول ومعرفش عنها اي حاجة ومش فى القصر ... انا هتجنن راحت فين بس .
ربت مصطفى على ظهرها بحنو مردفاً يهدأها _ اهدى يا وداد متقلقيش ... هى اكيد حابة تريح عقلها شوية ... اللى انتى بتحكيه مش سهل ابداا ..
تطلعت بغضب مردفة _ كله من الكلب اللى اسمه سلطان ... يالهوى عليه ... ازاي قدر يعمل فيها كدة ! .
تنهد مصطفى مردفاً بشرود _ بس فيه حاجة مش فاهمها ! ..
نظرت له متسائلة _ حاجة ايه يا مصطفى ؟
اردف بتفكير _ انتى بتقولي ان خطيبته هى اللى جت وقالت الكلام ده وادم هو اللى جايبها ... لما ده اتفاق بينهم واكيد خطيبته عارفة وموافقة ... يبقى ليه جت واقالت على الحوار من اوله ... الا اذا ؟
اردفت بتساؤل وترقب _ الا اذا ايه يا مصطفى ما تتكلم ! .
اردف بتعجب _ تفتكرى ممكن يكون سلطان حب سيلين فعلا ! ... يعنى اعتقد كدة ... لانه اتجوزها وكان يقدر يمضيها على الاوراق بسهولة وهو معملش كدة ... وطبعا خطيبته لما اكتشفت انها طلعت من الحكاية خسرانة حبت تنتقم منه وجت حكت لسيلين على الخطة اللى بينه وبين عمها .
نظرت له وداد قليلاً ثم تابعت _وليه متقولش ان ادم اغواها بقرشين وحكت عن الخطة ! .
ضحك مصطفى مردفاً بذكاء _ وتفتكرى واحد زى ادم يعمل كدة ليه ؟ ... مصلحته ايه ؟ ... هو متأكد ان سلطان حب سيلين بجد وخاف لكل حاجة تروح من ايدهم ... فكرك يعنى ان ادم ميعرفش بالخطة دى من بدرى ! ... ده ادم الحلوانى يا وداد ... يعنى اخبث من ابوه .. احنا عرفينه كويس بس للاسف سلطان ميعرفوش ... استهان بيه .... انا ده احساسي ...
هزت رأسها مردفة بحدة _ لاء ... لاء يا مصطفى ... كان ممكن يصارح سيلين ويقولها كل حاجة ده لو حبها فعلاً ... حتى لو خدع خطيبته فهو اكيد كان عايز يلهف كل حاجة لواحده ... ده واحد حقير .
تنهد مصطفى مردفاً _ مش عارف بس انا حاسس ان دى مؤامرة ضد سيلين وضد سلطان هو كمان ... المهم دلوقتى هتعملي ايه وهتعرفي مكان سيلين ازاي ؟
هزت رأسها مردفة بتشتت _ مش عارفة ... مش عارفة يا مصطفى اعمل ايه ؟
اردف مصطفى بترقب _ انا من رأي كلمى سلطان ... هو اللى هيقدر يعرف مكانها ... ووقتها هتعرفي هو خاين ولا لاء .
اتسعت عيناها مردفة _ نعم ! ... انت بتقول ايه يا مصطفى ! ... اكلمه اقوله ايه بعد كل ده ؟
اردف مصطفى بتفهم _ يا وداد افهمى ... سلطان هو الوحيد اللى يقدر يعرف مكانها ... كلميه واسأليه .... متتسيش انه كان حارس شخصي ليها .
نظرت له بحيرة ثم اردفت _ طب كلمه انت ... انا المهم عندى سيلين ... كلمه انت واسأله ... مع انى متأكدة ان بعد كل ده مش هيهمه هى فين ولا حصلها ايه ؟
&&&&&&&&&&&
وصل سلطان الحارة ويده ما زالت تنزف ولكن نزيف روحه اقوى ... رن هاتفه فأخرجه بيده الاخرى ينظر له بغضب وترقب ..
رقم غير مسجل تعجب له واخبره قلبه اللعين بالاجابة عليه ... فتح الخط دون ان يتكلم وانتظر بترقب .
اتاه صوت مصطفي على الطرف الأخر مردفاً _ الو ! ... سلطان ؟
اجاب بصوت صارم _ مين ؟
اجاب مصطفى _ انا مصطفى جوز وداد .
اردف سلطان بتساؤل قلق وصلابة _ خير ؟
تحمحم مصطفى مردفاً وهو يتطلع الى وداد بترقب _ بصراحة احنا مش لاقيين سيلين ... وتليفونها مقفول ... ومروحتش القصر لحد دلوقتى ... وانت عارف ان هى ملهاش حد تروح له ... لو تعرف يعنى ....؟
كان سلطان يستمع لكلامته بصمت تام ولكن قلبه اللعين ما زال ينبض لها ... لما لا يخبره انه ليس له شأن بها بعد الآن ! ... لما لا يعنفه ويغلق ولتفعل ما تريد ولتذهب الى اى مكان هذا ليس من شأنه ! ... لما بعد كل تلك الاهانة ما زال يهتم لامرها ويحمل مسئوليتها ! .
اردف مصطفى متسائلا بترقب _ سلطان ! ... انت معايا ؟
اردف سلطان بعد وقت _ هكلمك تانى .
اغلق معه والتفت عائدا يغادر الحارة ويعبث بهاتفه بترقب وتركيز الا ان اوقف سيارة اجرى مردفاً بصلابة _ اطلع ع مقابر **** ياسطا .
اومأ السائق وغادر بالفعل بينما سلطان شرد يفكر وقلبه الذى انفطر لاجلها يتساءل بقلق ( ماذا تفعل فى المقابر فى هذا الوقت ! ) .
لولا برنامج المراقبة الخاص بال GBS المحمل على سيارتها والمتصل بهاتفه نظراً لانه حارسها الشخصي لما عرف مكانها .
نزل فى العنوان المنشود فوجد سيارتها ... اسرع اليه حارس القبور يسأله بترقب _ انت مين ؟
اردف سلطان بجمود _ سيلين الحلوانى فين ؟
اشار له الرجل مردفاً _ دخلت المدفن وقفلت عليها يا باشا وانا مش معايا ارقام حد اعرفه ييجي ياخدها بس انا واقف هنا مردتش امشي واسيبها .
نظر له بصمت ثم خطى من جانبه ووصل لمدفن عائلتها ... توقف امام بوابته ونظر منها ..
اهتز داخله من هيأتها ... كانت ساكنة تماماً تبدو فى حالة تفطر الصخر لاجلها ...
نظر لها بألم يحرق روحه ... هل يدلف اليها وينتشلها ! .. يعلم انه ان دلف اليها ثم حملها وعانقها بقوة ضارباً بكل شئ عرض الحائط سيخسر كرامته التى حطمتها هى اليوم ... يعلم انها ان رأته الآن ربما تصرخ وتسئ حالتها ولن يجدى الامر نفعاً ... نعم حطمت جدار كرامته الصلب ولكن قلبه يؤلمه لهيأتها ... هى الآن فى اسوء حالتها وهذا بسبب تلك الخطة اللعينة الذى كان هو بطلها ... لذلك قرر الآتى ..
ابتعد قليلاً وتناول هاتفه وتحدث مع مصطفى مردفاً بلغة آمرة _ سيلين فى المقابر ... تعالى بسرعة انت ومراتك ... انا مستنيك هنا .
اغلق الخط ووقف ينتظر مجيئهما وقد قرر انه لن يتزحزح بعيداً عنها ... يقف امام المدفن وهى فى الداخل لا يفصلهما الا تلك البوابة ولكن فى الحقيقة المسافة بين قلوبهما المتألمة كالتى بين المشرق والمغرب .
&&&&&&&&&&&&
فى صعيد مصر
تحديداً فى محافظة قنا
تجلس سهيلة تتحدث مع شقيقتها فاطمة عبر الهاتف بعدما نام اطفالها وتنتظر هى زوجها مردفة بمرح _ ههههه اباي عليكي يا فاطمة ... وعملتيها كيف دي يابت ابوي ؟
اردف فاطمة ضاحكة _ ابدا ... كيف الناس ياختى ... بس بعدها حرّم يحط عينه فى عيني ... انا لو كان راجلى أهنة كان عرفه شغله بصحيح .
اردف سهيلة باعجاب _ والله براوة عليكي ... بت ابوكى بصحيح .
فُتح بابها فجأة دون اذن ودلفت ام زوجها دليلة تردف بحدة وغضب _ بتكلمى مين يا بت فى نص الليل ؟
انفزعت سهيلة ووقع منها الهاتف فوقفت تردف بحدة _ انتى كيف تدخلى اكدة من غير ما تخبطي ؟ ... مش عيب اكدة يا مرات عمي ؟
اردفت دليلة بغضب وهى تقترب منها تكاد تضربها _ ايوة ايوة ... اتحججى فى دخلتى علشان تدارى عملتلك المنيلة .. انطجى يا فاجرة كنت بتكلمى مين ؟... اني سمعاكى بودانى .
اردفت سهيلة وهى تبعدها بغضب _ فيه ايه !... اكلم اللى اكلمه ... عايزة منى ايه عاد ؟
باغتتها دليلة بصفعة قوية على وجهها جعلته يلتفت الجهة الاخرى مما اشعل الغضب فى قلب سهيلة ونظرت لها مردفة بقوة وهى تدفعها من صدرها _ انتى بتضربيني ! ... كيف تمدى يدك دى عليا ! .
وفجأة اندفع محروس الذى رآى المشهد الاخير بغضب وامسك سهيلة يبعدها عن امه مردفاً بغضب وهو يصفعها صفعات متتالية _ بتمدى يدك على امي يا بت ال*** .
ظل يصفعها ويلكزها بقدمه وهى لا تستوعب ما يحدث ولا تقدر على الدفاع بينما دليلة تقف تتابع بشماتة مردفة بتمثيل _خلاص يا ولدى سيبها بدل ما تموت فى يدك .
ابتعد يلهث وهو يتطلع عليها متكورة على نفسها ثم بصق عليها بقوة واندفع للخارج بغضب تاركاً اياها فى حالة يثرى لها .
اما دليلة فنظرت لها مردفة _ علشان بعد كدة تعرفي زين كيف تتصرفي معايا .... انتى هنا تحت امرى اني وبس .
خرجت وتركتها تجهش فى بكاء وتلملم جسدها المكدوم بألم .
&&&&&&&&&&&&
وصلت سيارة مصطفى امام المقابر ونزل وتبعته وداد ..
دلفا للداخل باحثان عن سلطان الذى رآهما واشار لهما ... توقفا امامه فأردف بصلابة وهو ينظر لمصطفى متجاهلاً وداد _ هي جوة ... خلى مراتك هي اللي تدخل تجبها ... انا همشي ... الاحسن انها متشوفتيش دلوقتى ... خلي بالكوا منها .
غادر هو دون ان يسمع منهما اي حديث ونظر مصطفى الى وداد بحزن بينما وداد اسرعت تمد يدها تفتح تلك البوابة من الداخل من خلال القضبان الحديدية ثم اندفعت للداخل تنادى بصوت باكى متحشرج _ سيلين ! ... سيلين يا حبيبتى !.
وصلت لعندها ولمستها فوجدت بشرتها باردة كالثلج ... حزنت كثيراً ورفعت وجهها الباهت فنظرت لها سيلين من بين دموعها وشحوب وجهها ثم ارتمت فى حضنها تكمل بكاؤها الذى لم يتوقف .
احتضنتها وداد بقوة وهى تربت على ظهرها بحنو ... ظلتا مدة على حالتهما وبعدها اوقفتها وداد وبدأت تسحبها للخارج وسيلين تنقاد معها باستسلام تام الى ان وصلتا لعند مصطفى الذى ينتظرهما فى الخارج والذى اصطحبهما الى سيارته .
ركبت سيلين فى الخلف ووداد بجانبها تحتضنها بأمومة وسيلين فى حالة سكون تام بينما ركب مصطفى فى الامام وقاد يغادر الى منزله حيث قررت وداد اصطحابها معها وعدم تركها فى تلك الحالة ابدااا.
اما سلطان فعاد الى حارته ودلف منزله بعد عناء وجده ساكناً تماماً ولكنه علم بوجود والدته حيث ان حذاؤها يصطف امام الباب من الداخل ..
دلف ببطء وترقب ووقف امام غرفتها يتنهد بعمق ... فتح الباب ودلف ينظر لها فوجدها تواليه ظهرها وتنام على الفراش يغطى جسدها ذلك الغطاء الرق .
جلس على طرف الفراش يردف مباشرةً دون مقدمات _ هي كانت خطة حقيرة ودفعت تمنها غالي ... كانت بدايتها خطة ياما ... بس نهايتها عذااااب ... عذااااب ووجع مدقتوش ابدااا ...
تنهد بألم مسترسلاً _ عارف انى خزلتك .. وخيبت املك فيا .... بس انا محتاج تسمعيني ... انا هحكيلك كل حاجة وبعدها اعملي فيا اللى انتى عيزاه .
كانت ساكنة ولكنها تسمعه جيداً حين استرسل _ انا مش حقير ياما ولا واطى ... انا راجل وابن وصعب عليا اوى اشوفك كدة وانا مش قادر اريحك ... نفسي اعيشك زى ما ابويا كان بيعمل ... نفسي اجبلك كل وسائل الراحة ومش قادر ... طلبتى منى اخطب لمياء ... وخطبتها علشانك وعلشان ارضيكي وافرح قلبك ... بقالي سنتين خاطبها وكل شغلى والفلوس اللى اخدتها اتصرفت عليها وده برضاكى ... ولما كنت اعترض تقوليلي انها زى اي واحدة مخطوبة ونفسها فى هدايا وشئ وشويات ... بقيت ارضا بكدة بردو علشانك وعلشان اريحك ... مع انى مكنتش حابب كدة ولا حابب الوضع على بعضه ...
تنهد يفكر ثم اكمل _ محستش معاها بأي حب ولا حسيت منها اي خوف عليا ... بس قلت معلش يا سلطان اهى امك بتحبها وهى من نفس حارتك وهترضى تعيش معاك ع الحلوة والمرة ... بس لاء ياما ... لمياء طماعة ... دايماً عايزة ...
انا لما اتعرض عليا الخطة دى ياما انا رفضت ... انا قلت لعم سيلين انى مش هعمل كدة ... ايوة عرض عليا فلوس خلت دماغى تلف والشيطان يلعب لعبته بس انا ابنك وكنت محتاج بس حد يقفلي ... حد واحد بس يفوقنى ...
بس لما قولت للمياء هى بدل ما تفوقنى غرقتنى ... فرحت وقالتلى وافق واهو نتجوز وتعمل مشروع ونعيش ... خلت الشيطان يعلب فى دماغى وشوفتك وانتى مرتاحة ومش متبهدلة ... وافقت انى اضحك علي سيلين واخد الفلوس وخلاص على كدة ... عارف انى وقتها كنت عيل وعملت كدة وانا مش راضي عن نفسي بس كملت
بس لما عرفت سيلين ياما واتقربت منها لقيتها عكس اللى عمها قالوا عنها خااالص ... لقيتها طيبة وحنينة ومحتاجة حماية ... كل يوم بيعدى كنت بقرب منها اكتر وبعرف عنها اكتر ..
عمها طلع خاين ونصاب واولاده زيه وحتى اهل امها مبيسألوش عنها ... حسيتها شبهي ومنى ياما وقلت لازم احميها منهم ... مفكرتش هحميها ازاي ولا رسمت خطة لده بس دخلت الطريق ده بقلبي ... مشيت ورا قلبي المرة دي ... قلت يمكن اقدر اعوضها ... قلت يمكن اعرف اعمل حاجة حلوة تفرح قلبك بيا ... كنت عايز احميها علشان هى تستاهل وعلشان اخليكي فخورة بيا وعلشان اثبت لاهل ابويا انى زي ابويا .
اتجوزتها ياما ... اتجوزتها من يومين بس ... كنت ناوى اصارحها واعرفك عليها ... كنت ناوى اصلح كل حاجة ... كنت ناوى ابدأ صح معاها وبيكي ... بس ملحقتش اعمل اي حاجة ... خزلتك وهنت نفسي وحرقت قلبها ... وده عقاب ربنا لطمعى ... ودرس قاسي اوى ليا يعلمنى ...
تنهد يكمل بضيق احتل صدره _ سامحيني ياما ... سامحيني علشان اقدر اقف تانى ... انا دلوقتى حاسس ان ماليش اي قيمة ... لا قدرت احميها ... ولا عرفت احمى كرامتى ... حقك عليا ... حقك عليا ياما ... صدقيني يامّا كنت ناوى اصلح كل حاجة ... اتجوزتها من وراكى لأنك كنتى هترفضي علشان لمياء اللى محبتنيش ... اتجوزتها لانى لقيت عندها راحتى وسعادتى ... حقك عليا ياما غصب عنى ... صدقيني غصب عنى اوى ... كنت عايز احميها واعوضها ... نسيت فلوسها واملاكها ... صدقيني كل املاكها مهمتنيش وقت اتجوزتها ... ارجعى شوفيني زي الأول علشان متكسرش اكتر من كدة .
كانت منيرة تسمتع له بدموع حزن على حاله وما وصل اليه ... تصدقه وتعرف غايته ولكنه اخطأ ... اخطأ فى حق نفسه اولاً ثم حق تلك اليتيمة المسكينة ثم حقها هى حينما كان السبب فى اهانتها اليوم .
قاطع حالتهما تلك رنين هاتف سلطان ... اخرجه بثقل وعيون يشوبها البكاء ينظر له فوجده ايضاً رقماً غير مسجل .
اجاب بترقب ظناً منه ان امر خاص بها فوجد المتحدثة تردف بصوت باكى_ سلطااان ! ... انا سهيلة اختك .
يتبع ...
•تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية