رواية مسك الليل الفصل الثالث عشر 13 - بقلم سارة طارق
الفصل الثالث عشر (وردة بدر )
_________________________________________
ينام على ظهره على ذلك اللوح الخشبي الذى يبرز منه العديد من المسامير الحديده الحاد ينام على نسلها البارز منها ، يفرد ظهره عليها كأنه ينام على على مرتبه أو وساده او شئ من هذا القبيل ، وجه وجهه لسماء يغمض عينيه كأنه يمنع ضوء الشمس من الدخول لعينيه ، ظل هكذا لدقائق ، ثم وقف وهو يحرك جسده بحركات رياضيه مدروسه ، كأنه اعتاد على تلك التمارين الخطيره وأصبحت من عادته ، لم تؤثر تلك المسامير على ظهره الا بعض العلامات الحمراء التى ملئت ظهره من نسلها فقط ولكنه لايشعر بإى شئ غير مجرد ألم بسيط وقد اعتاد عليه
حرك جزعه العارى للاسفل بحركه ماهره ليلعب تمارين الضغط تلك ليقوى قليلا من قوة زراعيه وظهره ، ظل هكذا لفترة طويلة لا يعلم عددها
" , ٤٠٦،٤٠٧,٤٠٨ ....." كان هذا صوت صديقه حاتم العراقي ، الذى يأتى له دائما فى الصباح وهو من اقرب واعز أصدقائه له
وقف جمال عن تمارينه ووقف ليعدل من جسده والعرق يغرق جسده من كثرة تمارينه الصعبه وبسبب تلك الحراره التى تجلبها الشمس عليه ، امسك المنشفه وأخذ يمسح العرق وهو يحيى صديقه
جمال " صباح الفل يا واد عمى "
حاتم " حبيب يا جمال ، طول عمرك رياضى ياجمال وبتحب الرياضه جد عنيك ، بس مش عارف ايه لازمتها الخشبه اللى مليانه مسامير دى يا أبن الناس ، انا خايف فى مره تنام عليها جسمك يخونك ويغرز فى المسامير دى "
ابتسم له جمال وألقى نظره على تلك الخشبه وقال
" اللى تخاف منه ميجيش احسن منه ، وبعدين الخشبه اللى بتجول عليها دى ميغرز فيها اللى خايف منها يعنى لو حست بس انك ارتعشت وانت نائم عليها هتاكلك "
" وهى هتعرف منين انى خايف بس "
" انت اللى هتعرفها ما أنت لما تنام عليها هتحس بخوفك جسم يرخا من الخوف فاهوب تغرز ، ويبقا الله يحرمك واخرتك تبجا على شوية مسامير "
ارتبك حاتم قليلا ونظر لتلك اللوحه بخوف فهو رغم خوفه منها إلا انا فضوله يقتله بتجربتها بسبب حديث جمال عن نومه عليها وكأنه يشعر بسببا بقوة وطاقه لا حسر لها ، ولكن بعد حديث جمال شعر كأنه ينبه الا يستخدمها من ورأه وكأنه يعطيه اشاره أنه يعرف مايدور فى عقله حول تلك اللعبه
" بص سيبك انت من البتاعه دى وجولى ، الأمير هينفذ العميله امتى انت مش شايف أنه اتاخر جوى على التنفيذ انا بدات أجلج من التأخير اللي ملوش مبرر ده حاسس ان فى حاچه وأن العمليه اتلغت "
" ومين قال أن العمليه هتتلغي العملية هتتنفذ بس الخطه هى الا تغيرت ، وتم وضع خطه بديله بس قبل ما العمليه تتنفذ لازم فى حاچه مهمه تتعمل وأنا لازم انفذاه ولو اتنفذت ، ساعتها هثبت ولائى وبجا أنا الأمير المنتظر وانتم هتبقوا جمعتى والجيش بتاعى "
.
جحظت عين حاتم من حديث صديقه ونظر حوله خوفا أن يكون احد سمع ما قاله ويخبر الأمير ويتم قتل هذا الأحمق معاقبتن على حديثه الغبى مثله
"ششش ، اسكت خالص ، ايه الي بتجوله ده ، مش خايف حد يسمعك ويدخل يبلغ الأمير بكلامك الماسخ ده "
نظر له جمال بسخرية فهو لا يهمه اى احد ، فهو الأن مسنود و تحت حماية من هو أكبر. من الأمير هو تحت حماية المؤسس بنفسه والممول لتلك الجماعه
" لاه مش خايف ولو عايز تدخل تجوله بنفسك ادخل ، هو خلاص راحت عليه وكلها العملية الچايه وهيحصل اللى راحوا ، يعنى معادش له عازه ، بعد ما الممول طلب منه يلاجى حجاج ويجتله قبل ما الحكومه توصله وهو مش عارف يوصله أديله اربع شهور "
نظر له حاتم بغيظ قائلا " ما انت عارف أن اخوه خافيه عن عيونا وعيون الحكومه وان محدش عارف يوصله لحد دلوك وطلما مظهرش يبجا أحنا فى السليم ، بلال الأمير جبله وهدده أنه يجول مكان حجاج فين وهو هيساعده ، بس بلال نابه أزرق ، ومحدش يعرف يوصله ويجيب آخره ، ومحدش هيجدر يجرب من حجاج طول ماهو عايش ، ولو حد لمسه بس هيبجا عليه وعلى اعدائه فبلاش حجاج عشان احنا مش جد بلال المنسي وشره ، ابعد انت عن الحوار ده وملكش فيه ، والأمير لا هو عبيط ولا سهل دا البصه من عينه بيجيب جرار الواحد ويعرف من معاه ومين عليه ، دا عشان مصلحتك انت بس صاحبى ، وخلى بالك لو فضلت على فكرتك دى أنا هبجا عليك مش معاك ، عشان انا مهما كان مش هخون أمير جماعتى " قال حاتم بنبره يملأها التهديد والتحذير من تفكير صديقه جمال فهو بأفكاره تلك يلقى نفسه فى الجحيم بيده فهو مهما فعل لن يقدر أن يصل لحجاج مهما فعل
نظر جمال لأثر صديقه بعدما رحل يعلم أنه عنده حق فهو يعلم ناب بلال الأزرق وماكره ، ويعلم خبث وذكاء. أميرهم رغم أنهم لم يعلموا بهويته الحقيقه إلا أنه لديه هيبا تجعل من يرا طلته فقط قوتهم تتراخه ويدب الرعب فى قلوبهم من غضبه الذى ليس له مثيل فغضبه هو الحجيم بحد ذاته ، ولكنه سوف يتجرأ ويكمل ما خطط له وينفذ ما طلبه منه هذا الممول ويصبح هو الأمير ، و لو على حاتم فهو صديقه ويخاف عليه ويعلم أنه لم يفتش سره ابدا مهما حصل
توقف عن التفكير ورجع لتمارينه ليتجهذ لتلك العمليه التى خطط لها لأيام كثيره
دخل داخل مقرهم وهو ينظر أمامه والشرار يكاد يخرج من عينه من كثرة الغضب وقف امام غرفة الأمير وأخرج من جيبه مفتاح وفتح الغرفه ونظر حوله ليتأكد من خلو المكان ودخل الغرفه وفتح الإضاءة ووقف أمام النافذه وهو ينظر لصديقه جمال
قائلا بسخرية " بجا انت يا جمال عاوز تبجا الأمير ، بس الغلط مش عليك الغلط عليا أنا انى صاحبتك واديتك اهميه أكتر من الباقيين ودلوقتى عاوز تخوني. ، الحمد لله اللى مخلنيش أفتش هويتى ليك ، بعد كل تلك السنوات ، الأن تتحالف على لتصبح انت الأمير ، وتريد أن تصل لحجاج قبلنا لتثبت ولاءك وتثبت انك أحق بلأماره ، ولكن لن يحدث هذا ابدا طلما حييت حتى لو على جثتك يا جمال ، الأن يجب تتطهير الجماعه من الخائنين " قالها وهو يخرج هاتفه ويضغط على رقم ما لتنفيذ مايريده ، وهو ينظر لجمال نظرات الوداع الاخيره
" مرحبا بأميرونا ، لقد اشتقت إليك ، .. ، لدى اخبار ليست بعيده إطلاقا ، لا لم ينفع أن احدثك أياها على الهاتف يجب أن نتقابل وغدا فى مكاننا ، .....، حسنا إلى اللقاء... يا ايها الأمير "
_________________________________________
دخل إلى تلك الغرفه التى تكون تحت البيت وتكون مثل السرداب الذى تحت الارض تلك هى الغرفة التى تخبئ فيها أخيه حتى يبعده عن الأعين التى ترصده وتريد قتله بإى طريقه فتلك الغرفه لا يعرف عنها أحد غيره هو و أبيه فقط ، دخل وبحث عنه ولكنه لم يجد سمع صوت تكسير ياتى من زاويه ما ذهب بأتجاها ولكن تفاجأ بخروج أخيه منها وهو يتعثر فى خطواته ويبدو عليه الارتباك والقلق مما جعله يشك فى أمره وتحدث بلال وهو عاقد حاجبيه
" كنت بتعمل ايه جوه ياحجاج "
توتر حجاج من نظراته أخيه المتفحصه له ناطقا " كنت بدور على اى حاچه أسلى بيها نفسى فى التربه اللى حبسني فيها دى ، انا مخنوج ياخوي "
" الاوضه دى أو التربه زى ما حضرتك بتقول هى اللى أوياك ولوللها كان زمانك فى التربه فعلا بس مش دى كان زمانك فى تربه بحق وحقيقة وبتتحاسب ياولد أبوي " قالها بلال بسخريه من أفعال أخيه الهوجاء
امسكه بلال واجلسه بقوة على الكرسي ووضع على الطاوله أمامه لفافه من الطعام الذى خرجت رائحته على انف حجاج جعل لعابه يسيل من كثرة جوعه
" الله عليك يا بلي دا انا كنت هموت من الچوع ولله "
وأثناء تناوله للطعام وقفة اللقمه فى حلقه أثناء سماعه لسؤال أخيه
" أنا عاوز تكملة بقيت الحكايه بعد ما الشيخ عبدالله الله يحرقه مطرح ماراح ، دخل الزفت الجماعه دى "
امسك قطعه اللحم ودسها فى فمه قائلا " بعد ماجبلت الشيخ عبدالله فى الجامع وحكا له عن فضل الجماعه أنهم غرضهم أنهم ينشرو الإسلام بشكل صحيح وعرفه الناس دينهم لأنهم جربه ينسوه وجعد يجولى عن فضل الجماعه والثواب اللى ربنا هيدهولى لما أهدى شاب أو فتاة لطريج الاسلام ، وعن فضل الأعمال اللى من النوع ده ، وفى مره واحنا فى مسجد كانوا بيحكوا عن شاب زيهم فجر كنيسه فى القاهره وأنه صنع القنبله بنفسه وفجر الكنيسه أثناء الاحتفالية بتعتهم ، وقد ايه كانوا فرحتين بشاب ده ونفسهم يبقوا شهده زيه انا في الاول اتخدت وخوفت بس الشيخ عبدالله اخد باله وجدر يدخل أفكاره السامه فى دماغى وجالى أن حاجه زى دى تعتبر جهاد في سبيل الله زى الجهاد كده أيام الرسول وان انا لو عملت كده ابقا زى الصحابه بظبط لما كانوا بيدفعوا عن الدين الاسلام فى الحروب الاسلاميه والغزوات
المهم أنا هنا حاولت اشجع نفسي رغم أن فى حاجه كانت منعانى اتكلم وأجوبهم بس انا جولت أن لازم اعمل حاجه تنفعنى فى اخرتى لأنى عملت معاصى كتير وكنت حابب أكفر عن ذنوبى وجولتلهم انا بعرف أعمل قنابل ومتفجرات واقدر اصنهم وافككهم وان انا اصلا مهندس ، من هنا بدأت علاقتى تقوى بشكل كبير وقابلت الأمير الجماعه ورحب بيا جدا وكان هو السبب أن أنا اصنع اول متفجرات العمليه اللى بيخطولها للأيام الجايه "
سأله بلال ليستفسر أكثر ليتأكد من صدق أخيه فى الحديث
" يعنى أنت قابلت الأمير ، وهو اللى قالك تعمل المتفجرات اللى هيعمله بيها العمليه اللى بتقول عليها دى ، طب العمليه دى هتتعمل فين ومين اللى هيعملها "
رفع حجاج كتفيه علامه على عدم معرفته قائلا " ولله ياخوى انا معرفش هما مره بيجوله أنهم هينفذو العمليه فى محطه الجطر ومره سمعت انهم هيعملوها فى مكان جديد بيتبنى فى الصعيد بس مخبرش هو ايه "
هز بلال رأسه في علامة التيه فهو لايعلم ماذا يفعل وان هذا الغبى قد أوقع نفسه في شبكة كبيره من المجرمين ، ولكن كل هذا كان بسببه نعم فهو كان عليه أن يبقا أكثر حرصاً على أخيه هو كان قادر على أبعاده عن تلك الجماعه قبل وقوع تلك الكارثه
هكذا ظل بلال يلوم نفسه على تقصيره فى حق أخيه
أخرجه أخيه من شروده وهو يطلب منه هذا الطلب الذى جعل غضب بلال يشتعل أكثر منه
" أنا عاوز أشوف امى يابلال " قالها وبعدها ابتعد عددت خطوات عن أخيه بعد أن رأى معالم وجهه تتغير بشكل مخيف جعله يندم الف مره قبل أن يطلب هذا الطلب منه
" خلاص خلاص ياخوي اعتبرنى مجولتش حاچه ، انا بس جولت أكده من شوجى ليها هى برده امى وبجالى ياما ماشوفتهاش ولا هى حتى سمعت صوتى " قال أخر جمله له بأمل أن يحن قلب أخيه عليه ويجعله يرى أمه ولو لدقيقة واحدة فقط هى دقيقه ولا يريد أكثر فقط ضمه منها وينتهى الأمر
ولكن لم يلن بلال بنبرة الرجاء التى سمعها فى صوت أخيه وامسكه من تلباب قميصه وقال بصوت منخفض ولكنه مخيف
" لو سمعتك بتجب سيرة امك تانى أنا اللى هسلمك بنفسي ، لأنى مش دى الأم اللى توحشك ، لأنها السبب فى اللى وصلتله دلوقتى ، لو كانت ربتك صح كان زمانك بنى أدم نضيف والناس كلها بتحترمك لكن طلعتك سكرى وبتاع نسوان من مولد لتانى وكل يوم من خيمه لخيمه " ثم رماه وهو ينظر له قائلا بقرف
" ويوم ماتتعدل وتقرر تتوب تددخل فى التقيل وتتجند وتبقا من ضمن جماعه اسلاميه لا ومش بس كده وتقولهم أنك مهندس وبتصنع متفجرات وقنابل ، ويارتك نفعت حتى معاهم دا انت من اول عمليه خسعت وبقيت شبه العيل التائه اللى ضيع كراسة الواجب وخائف من الأستاذ بتاعك اللى ماسكلك خرزانه وهربت منه على أخوك يلحق قبل ما الاستاذ يضربك ، دا. حتى الليله كلها مجاش فيها اسم حد غيرك انت ياحجاج رغم انك ماقتلتش حد ومين عارف يمكن تكون عملتها قبل كده ومحدش عارف "
هز حجاج رأسه برفض دموعه تنهمر على وجهه قائلا" ولله ماعملت حاچه ولله ماجتلته ولله ماكنت اعرف. حتى أنهم هيعمله أكده ، ولله ماجتلته ولله ماجتلته يابلال " قالها حجاج وهو يرجع للخلف برعب حقيقى حتى كاد يتعثر فى خطواته ولكن امسكه بلال وظل يربط عليه بين أحضانه فشكل أخيه والرعب يتملك منه هكذا يقتله ولا يعرف ماذا يفعل لينقذه من تلك. الفاعله فقط يحتاج لبضه أيام حتى. ينتهى له من أوراق الهجره تلك ليهرب من مصركلها بأسم وشخصيه مختلفه تماماً
________________________________________
سكين دماء متناثره فى كل مكان صدا صرخاتها يجلل فى المكان دموع وخوف ورعب ثم تفرح وتضحك وهى تمسك بذلك السكين وتقتله للمره العشرين وكأن مع كل طعنه ترجع لنفسها من جديد
خرجت منها شهقه عنفيه وهى تكاد تختنق وتمسك رقبتها تحاول أن تتنفس ويدخل الهواء لرئتيها ، فزع من نومه على أثر شهقتها وصراختها تلك وفتح الإضاءة وركض إليها عندما وجدها على وشك الاختناق جعلها تنام وظل يضغط على صدرها لعلها تتنفس وقام لها بتنفس اصنتاعى لأداخل الهواء لها حتى تنفست وبالفعل ولكن بدأت تتنفس ببطء
غز العرق جسدها ووجهها الأصفر الذى أصحب هو واللون الأصفر شئ واحد ، شحب وجهها بسبب ذلك الكابوس الذى جعلها تنتفض أكثر وهى تتذكر ذلك الحلم البغيض وهذا الشخص البغيض الذى رأته فى حلمها ، هى لم ترى وجهه ولكن ذلك الوشم الذى على كتفه من الخلف جعلها تتعرف عليه وصوته الذى لن تنساه ابدا صوته الذى يتردد في. اذنها منذ يوم الذى ذبحت فيه
ررؤيتها فى ذلك الوضع وشحوبها هذا ونظراتها الذى يملأه الذعر جعلته ينتفض وياخذها بين أحضانه ويبث فيها الامان ويخبرها أنها بين أحضانه وانها بخير
" أهدى ، متخفيش انتى فى حضنى ياورد ، متخافيش ياجلب بدر ، متخافيش من حاجه طلما انا حي ووخدك فى حضنى ، متخفيش ، أهدى ياجلب بدر أهدى .....، " ظل بدر هكذا لفترة طويلة يحاول. تهدأتها وبث القوة فيها وأخبارها أنها هنا بين أحضانه أنه لن يسمح لأحد بأذيتها
ظلت على تلك الحاله لفترة لايعلم عددها بدر حتى غفت بين أحضانه وظل يرتل عليها بعض أيات القرآن الكريم حتى تنام بهدوء وراحه يبعد عنها الشر ، هو. حتى لم يحاول أن يسألها بماذا حلمت حتى تشعر بهذا الزعر والخوف الشديد تجنب هذا السؤال خوفا عليها من الدخول فى حالة هستيرية لها ، وخاف أن يجعلها تتذكر بعد أن هدأت ونامت
ضمها بين أحضانه بقوة كأنها طفلته التى يخشى عليها من الهواء الطائر ، ويحاول بثها القوة ويحميها وكأن زراعيه الذان يحاوطان ورد يمثلان سور كبير يحاوط بستان به ورده نعم ورده واحد فقط ولكنها ورده نادر ورائعه لا يوجد لها مثيل لهذا يجب عليه حمايتها وتلك هى قيمة ورد عند بدر فهى بنسبه له ورده نادرة الوجود ، ووجدت على تلك الأرض لتزرع فى بستانه هو فقط بستان قلبه
_________________________________________
تتحسس على بطنها وتغمض عينيها وتشعر أنها تلمس أبنائها ، ثم غلبتها عيونها وانهمرات دموعها لتلك الذكره بينها وبين رشاد ، كانت تتمنى أن يكون بجانبها عندما تلد ويمسك أطفاله ويراهم ويفرح بهم لقد مات وتركها هى وحدها ومعها طفلان مسؤولين منها هى ، كما كانت تتمنا أن تراى فرحته عندما تبلغه عن خبر حملها ولكن ليس كل ما نريده يحصل
فلاش باك
ظلت تدور حول نفسها وهى بغرفتها يكاد القلق والتوتر ينهشان فيها ، فى كل لحظه تمر عليها تنظر. لساعة الحائط ترى أن مر الوقت أم لا ، فهى قرأت على هذا الاختبار الخاص بالحامل أن يجب عليها بعد اتباع الخطوات التى ترشدها كيف تستخدمه أن تتركه بضع دقائق لتظهر لها النتيجه بشكل صحيح ، مرت عليها تلك الدقائق كأنها سنوات حتى انتهت المدة الزمنية المحددة ، وركضت لداخل المرحاض وامسكت هذا الاختبار ودعت بداخلها ثم نظرت لنتيجه وبعدها .... لحظه اثنتين ثلاثة وبعدها صرخه كبيره جعلت أمها تركض بإتجاه غرفة خوفاً أن يكون حصل لها شئ وجدت ابنتها تقفز من فرط السعاده الباديه على وجهها
" بتنطتي أكده ليه يا بت جطعتى خلفي يا بت المجنونه " قالتها هناء و هى تصرخ فى. وجه ابنتها التى توقفت عن القفز ونظرت لأمها باستنكار قائلا
" لا وانتى بعد السنين دى كلها عاوز تخلفى تانى ، انتى مش شايفه الشعر الابيض اللى. على دماغك ياما ، وبعدين ماهو انتى جطعا الخلف فعلا ، ولا هو أبويا رجع من الموت تانى " قالتها وبعدها تأوهت من الألم بسب تلك القرصه التى تلقاتها من والدتها على ذراعها
" بس ياجليلة الحيه ، عيب الكلام ده ، وبعدين الدهن فى العتاجى يابنت بطنى "
" منين ياما هو انتى اتجوزتى تانى وانا مخبراش ولا ايه .... ، يامصبتى يالتكونى عملتيها من ورانا " كادت والدتها تهجم عليها ولكن تراجعت زينه بسرعه قبل أن تمسكها والدتها
صرخت زينه بفزع قائلا _ أما بلاش انى حامل ، والله العظيم حامل " توقفت والدتها ونظرة لها وبعدها استوعبت ماقالتها ابنتها ومره واحده صرخت فى وجهها برعب وأخرجتها من المرحاض ونهرتها قائلا
" تانى مره متحلفيش فى الحمام ،. دا مكان مش طاهر. وما ينفعش يتذكر فيه اسم ربنا " وبعدها نظرة لها بسرعه تحاول استيعاب الجملة التى قالتها ابنتها كامله ورددتها فى نفسها ، ثم نظرة بصدمه بإتجاه ابنتها لاتصدق ما فهمته هل هى حامل فعلاً
" انتى حامل يازينه"
هزت الآخر راسها بنعم وهى تتحسس على بطنها بحركة دائرية حانيه " أيوه ياما أنا لسه عامله الاختيار دلوك وعرفت انى حامل ، انا حامل ياما هبجا ام هبجا أم وهچيب عيل من رشاد " قالتها زينه بفرحه كبيره وهى تحتضن أمها ، فرحة هناء وضحكت ابنتها بسعاده كبيره وهى تربط عليها وتدعوا لها بالخلف الصالح ولكن تلك الفرحه لم تدوم عندما اخرجتها والدتها من بين أحضانها ونظرة لها والخوف دب فى أوصالها
" ورشاد هيوافق انك تكملى الحمل دا وهو متجوزك فى السر "
نظر ت لها زينه بعدم فهم " وهو مش هيرض ليه ياما رشاد أبن حلال ، هيفرح جوى مين ميتمناش يبجا أب "
هزت هناء رأسه بقلة حيلة تخش على ابنتها أن تتحول فرحتها الكبير تلك إلى حزن اكبر بعد ماعرفة زوجها لحاملها هذا
" بس مش فى حالتك أنتى يابنتى ، انتى عارفه ٠جوازك من رشاد دا كان عشان ايه ، هو عمل كل ده عشان يستر عليكى من الفضيحه اللى كانت هتجرالك ،ولولاه كان زمانك مدفونه تحت التراب ، متفكريش أنه هيجبل يخلف منك "
اختفت ضحكتها واختفت معها فرحتها وهى تستمع لحديث والدتها ، ابتلعت ريقها ونظرت لوالدتها وتحدثت بتلعثم بسبب القلق
" لا لا ياما ر رشاد بيحبنى ايوه بيحنى والا مكانش زمانى حامل منه دلوك ، هو كان متفج معايا أنه هيتجوزنى ويعلن الجواز وبعديها بسنه نطلج ، بس هو حبنى وجوزنا بجا شرعي مش على الورج بس ودلوك تشوفى هو لما يوصل وأجوله هيفرح جد ايه ، ااا ايوه هيفرح وهتشوفى " قالت تلك الكلمات لتطمئن والدتها أو كانت معنى أصح تطمئن قلبها وتحاول الا تصدق حديث والدتها وأنه رشاد ليس هذا الرجل الذى من الممكن أن يرفض هذا الحمل ويقتل أبنائه ويطلب منها الإجهاض، هل فعلا سوف يفعلها ، خرجت من شرودها على صوت رشاد هو يدخل الغرفه و ينادى عليها
تجمدت فى أرضها هى وأمها وشعرت بدماء تفر من جسدها بعد أن رأته ودب الرعب فى قلبها ونظرت والدتها التى هزت لها رأسها بمعنى الا تخبره بموضوع حملها منه
نقلت انتظارها من على والدتها لتنظر لرشاد الذى يقف أمامهم لايفهم سبب الخوف الظاهر عليهم هذا
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية