رواية انا اولا الفصل الرابع عشر 14 - بقلم براءة
Hou ya:
الفصل الرابع عشر
لم تعد هناك اسباب كثيرة تدفع ليلى للالتقاء بالدكتور آدم .
ورغم انها اصبحت تبحث عن كل فرصة لرؤيته من بعيد
الا أن فرصها قليلة جدا .
ومرت الايام عليها دون رؤيته .فماكان منها الا أن تنشغل بدراستها و حياتها
....
ومع بداية فصل الشتاء ..
وحيث كانت ليلى جالسة رفقة جماعة من غروبها تتناقش عن مجموعة من المعلومات التي درسوها في المنهج .
توقفت عن الحديث واخدت تستمتع باهتمام لاحدى الطالبات . لكنها توقفت فور رؤيتها له .
وخلفه سهى .
انقبض قلبها وهي تراها تسير الى جانبه تحدثه مع ابتسامتها الخجولة المعتادة .
انها سهى ياليلى مابكي؟ حدثت نفسها قائلة
لكنها شعورها بالقلق لم يختفي خاصة وهي تتذكر ماسمعته في الحمام قبل ايام
اذ سمعت عدة فتيات يتحدثن عن العلاقة الفجائية التي اصبحت تجمع بين الطالبة سهى من الغروب الاول و الدكتور آدم .
اذ اصبح الجميع يشاهد سهى من حين إلى اخر بجانبه .
كما أنها اصبحت تبقى لنهاية الحصة لطرح الاسئلة عليه
وتبحث عنه في كل فرصة لمساعدته في الدراسة .
ظنت انها مجرد إشاعات خاصة وانها تعرف سهى شخصيا وتعرف ان سهى تحب احدا على حسب مروة .
وعلى حسبها ايضا فلقد راتها اكثر من مرة وهي تنتظر احدهم بشوق ولهفة
لذلك حاولت عدم تصديقها ...لكنها لم تعد قادرة على ذلك خاصة في هذه اللحظة
ظلت تراقبهما في صمت وفي ضيق حتى اختفيا من امامها .
ظل مزاجها معكرا طوال اليوم وصورتهما لم تختفي أبدا من امام عينيها .
مروة "تفضلي "
ليلى وقد انتبهت الى مروة التي تناولها كاس العصير الذي طلبته
" إه شكرا ياروحي "
مروة " حاتفضلي شاردة كدة لامتى؟"
" لا مانيش شاردة "
" إه إه ماانا مابعرفكيش "
" مافيش تعبانة بس شكلي واخدة برد مش اكثر "
وضعت مروة يدها سريعا على جبين ليلى لتتفحص حرارتها .
" والله معك حق حرارتك مرتفعة شوي "
ليلى ببمازحة " بجد ؟ وبتنصحيني بدواء ايه يادكتورة مروة؟"
مروة بجدية " انصحك تضلي مكانك رح شوف لك خافض حرارة واجيكي "
ليلى وهي تحاول ايقافها " ماتعبيش حالك يامروة برجع للسكن واخدلي الدواء "
مروة " بتعب كرمالك عادي وبعديها مش كويس أبدا تلعبي بصحتك "
لتمسكها من ذراعها وتقودها ناحية الكرسي تجلسها عليه . ثم تضع حقيبتها في حضنها
" ثواني وراجعتلك "
ابتسمت ليلى واخدت تنتظر في صمت . وضعت يدها على جبينها تتحسس حرارتها .
" بتهول الامور دايما "
اسندت راسها على الكرسي تستريح ثم اغمضت عينيها.
غافلة عن ذلك الذي كان يصعد على السلالم رفقة مجموعة من الزملاء متجهين الى الاعلى لتناول طعامهم .
ماان رآها حتى اعتذر منهم واتجه ناحيتها .
كان الارهاق باديا على ملامحها وهي غافية حتى ان جبينها اخد يتصبب عرقا . راقبها قليلا قبل أن يقرر تركها والنزول للاسفل .
استيقظت بعد مدة قصيرة على حركة فوق وجهها
كانت تلك مروة التي تنظر إليها بابتسامة
ليلى بصدمة " هو انا نمت ؟!"
مروة " وفيها ايه ؟"
ليلى وهي تحاول النهوض " ازاي نمت كدة قدام الرايح والجاي؟!"
مروة " ماتاخدي حبة الدواء وبعديها عصبي براحتك ياختي "
ليلى " شكرا"
تناولت ليلى حبة الدواء
مروة " بالشفاء عليكي يابنتي"
ليلى " تسلميلي ياقلبي"
مروة " طلبتنا طاكسي هيا ناطرتنا برا خلينا نلحقها دلوقتي" ثم اخدت حقيبتها وحقيبة صديقتها
" الحقي!"
سارت مروة للامام ولم تستمع لنداء ليلى التي توبخها على شرائها للعديد من علب الأدوية
التي كانت موضوعة داخل موضوع كان الى جانبها ولم تلحظه فور استيقاظها .
داخل سيارة الاجرة ...
لاحظت ليلى تجاهل مروة للرسائل التي كانت تردها واستمرارها في الحديث معها
" ماتردي ياميمي على الرسايل "
نظرت مروة بطرف عينها الى هاتفها ثم ردت" مش مهم بعدين برد "
ضحكت ليلى" ايه الثقل دا ؟"
" مش قضية ثقل ...عايزة اشوف رده هيكون عامل ازاي لما مااعطيهش اهتمام ."
ليلى " حيزهق طبعا "
" دا لي عايزة اوصله . عايزة اشوف اذا هو رح يزهق بمجرد اني مااحكيش معاه او مااهتمش بيه وبرسايله "
" بس أنتم مش بعلاقة ياقلب ليلى وهو متوقع منكي دا وراضي بدا . "
حدقت فيها مروة بامعان وانصتت باهتمام
الى ليلى التي تابعت بمنتهى الجدية
" اسمعيني كويس وبلاهة تقاطعيني و تقوليلي انتي بصف مين لانكي أكيد معاكي .
بس الولد يامروة طلب منكي فترة تعارف . انتي عم تتعرفي عليه مش اكثر من كدة مش حبايب يعني . والولد حسب كلامك عنه مبين ولد كويس ومتخلق .
بيدرس وبيشتغل عم يبني حاله .و
بردو هو متحمل لحد دلوقتي شخصيتك الغربية يلي مش اي حد قادر يتحملها
ضحكت مروة
مروة هو عارف عايز ايه وعم يستنى موافقتك . وانا أكيد مش اطلب منك تدخلي معاه علاقة بالحرام لاني مارضاهاش ليكي قبلك .
بس انتي عايزة ايه بالضبط ؟"
صمتت مروة وبدا عليها التفكير
" انتي بتحبيه يامروة أو لا دا المهم ؟ عايزاه أو لا ؟ "
ثم اخدت هاتفها وقرات رسالته
(خلصت محاضراتي ورايح على الشغل لو عايزة اطلبلك حاجة لتيجي تلاقيها جاهزة وبلاش تستني قوليلي )
ارت الرسالة سريعا الى ليلى التي ابتسمت لحظ صديقتها .
قبل أن تقول " قرري "
____
لم تذهب الى السكن هذه المرة فور نزورها من سيارة الاجرة بل اتجهت سريعا الى الكشك
احساس غريب وجميل يتملكها .
تشعر بقلبها يكاد ينفجر في داخلها .
كانت سعيدة باهتمامه وهي لاتنكر ذلك
فمنذ بدا تعرفها عليه وعلى حياته وهي تلاحظ مدى اهتمامها به اكثر .
ورغم انها حاولت اخفاء ذلك اكثر من مرة بعصبيتها .
الا انها لم تعد قادرة على فعل ذلك الان .
لقد قررت ...
سوف تعطي فرصة لكليهما .
وسوف تسمح لنفسها بالثقة به .
وسترى الى أين سيتجه بهما الطريق .
دخلت الى الكشك بعينيها أولا التي تبحث عنه في كل مكان .
كان تريد رؤية ابتسامته اكثر من اي شيئ والتي اعتاد ان يقابلها بها كلما رآها .
لم تجد احد فنادت باسمه
ماان نادت باسمه حتى سمعت فوضى جاءت من الداخل .
تلاها صرخة قصيرة كانت لرجل
دفعت بنفسها فورا الى الداخل بهلع .
توقفت من صدمتها وهي تراه واقفا يرتدي مئزره الطويل وإلى جانب قدميه توجد مقلاة والزيت منتشر بكل مكان .
" خالد انت كويس؟!"
استدار إليها فورا
" مروة ؟ هو انتي قلتي رح تجي ؟"
مروة وهي تنظر للارجاء" حصل ايه هنا ؟"
خالد بابتسامة خجولة وهو يعبث بشعره " عملت كارثة وبس "
لاحظت مروة يده المحمرة فقالت بشهقة " حرقت حالك ياخالد !!"
ثم تقدمت
خالد بقلق" حاذري يامروة الزيت سخنة "
مروة وهي تشير باصبعها الى يده
" اتركك مني شوف ايدك . " ثم تابعت " اخلعلي هالمئزر وقوم نلحق على اقرب صيدلية "
خالد " مش مستاهلة "
مروة بعصبية " يلا عجل ! " ثم تابعت وهي تاخد طرفا للتمكن من الخروج
" هي ايه قصتكم ؟؟ ماحد يهتم بحاله !"
ذهبا سويا الى الصيدلية سيرا على الاقدام بعد عودة صاحبه .وذلك لان مروة رفضت اقتراح خالد بالركوب معه في دراجته النارية
تمكنت مروة من الاطمئنان عليه . وان الحرق على يده لم يكن خطيرا كما ظنت .
عادت معه الى الكشك وساعدته في الترتيب رغم رفضه المتواصل ورفض صاحب الكشك ايضا.
نظرت الى الساعة في هاتفها فانتبهت لتأخر الوقت
" لازم إروح "
لم يرد خالد الاعتراض لذلك قال " خليني اروحك "
" لابلاهة السكن مش بعيد اساسا . "
" ولو ..."
" لا ياخالد خليك . " ثم قالت بنبرة آمرة وهي تشير الى الكريم الموضوع فوق الطاولة
" ماتنساش تدهن ايدك زي ماقال الصيدلاني فاهم !"
رد بابتسامة" ماتقلقيش "
كانا يقفان خارج الكشك بلحظات
" بعتذر ."
مروة باستغراب" على ايه ؟"
" كنت جاية تطلبي قمت خربتلك طلبك "
ضحكت مروة ثم قالت " مش مشكلة "
توقفت عن الضحك وهي تراه ينظر لها بعيون تشع بالامل .
بدت عليه السعادة وهو يتحدث إليها .
وهي الاخرى كانت سعيدة بجواره .
ظنته سيغادر لكنه ظل في مكانه ينتظر ذهابها أولا .
كانا واقفين في صمت احدهما ينظر الى الاخر ويفكر
اخدت مروة تنهيدة قبل أن تقول بمنتهى الجدية رغم ضربات قلبها التي اخدت ازداد شيئا فشيئا مع كل كلمة نطقت بها
" خلينا نشوف آخرتها معاك عاملة ازاي."
استفاق من شروده بها على جملتها التي لم يتوقع سماعها في تلك اللحظة
" بتقصدي ايه ؟"
" هي عايزة شرح اكثر من كدة "
خالد بصدمة قبل أن يضحك" قصدك أنه عدينا مرحلة الاصحاب ؟!"
اكتفت مروة بهز راسها مع ابتسامة خجولة ارتسمت على شفاهها الملونة باللون الاحمر الخفيف .
خالد وهو لايزال غير مصدق " يعني حفضل حبيبك وحتفضلي حبيبتي ؟!!"
مروة " إه بس شروطي رح تضل موجودة . "
كانت على وشك ان تعددها له مرة أخرى لكنه قاطعها وهو يرددها بدلا منها بجدية
" لقاء باماكن خالية ممنوعة .
مكالمات فون قليلة .
تجاوزات جسدية ممنوعة . "
مروة " كويس انك عارفهم "
خالد " لاماتخافيش ياقلب خالد انا مسجلهم حتى "
ابتسمت مروة ثم قالت بعد ان انتبهت على نفسها " لازم إروح دلوقتي بجد . يلا سلام "
خالد يناديها " مروة !"
مروة بقلة حيلة مع عصبية خفيفة " خير هالمرة دي ؟!"
خالد مع ابتسامته المعتادة الجميلة " بحبك "
توقفت مكانها لثوان مدهوشة من كلمته التي اسرتها وجعلتها تكاد تتوقف عن التنفس .
قبل أن تهم مندفعة بعيدا عنه بخطوات سريعة
" يلا سلام !!"
تركته يضحك بصوت عال على حالتها.
حتى وهي خجلة تكون عصبية .
_
الثالثة صباحا ...
ومع ظلمة الليل كان الجميع نائما في سكن ليلى .
اخدت ليلى تتحدث أثناء نومها بسبب ارتفاع درجة حرارتها مرة أخرى
استيقظت نور والتي لم تكن قد خلدت للنوم منذ وقت طويل .
اشعلت مصباحها واقتربت من سرير شقيقتها هدى فوجدتها نائمة بعمق وهي تعانق وسادتها
ثم اتجهت الى سرير ليلى فوجدتها نائمة . لكن كان وجهها محمرا وخصلات شعرها ملتصقة بجانبيه بسبب العرق .
وضعت يدها برفق على جبينها فوجدت حرارتها مرتفعة .
سارعت لتبحث عن دواء للحرارة في ادراجها لكنها لم تجده .
الحمدلله انها انتبهت للكيس الموضوع على مكتب ليلى .
بحثت داخله عن الدواء .
هدى بانزعاج " ليه هالفوضى واحنا نايمين ؟" ثم لاحظت شقيقتها التي كانت تحاول مساعدة ليلى الغائبة عن الوعي تقريبا على شرب الدواء .
هدى وهي تنهض من سريرها بفزع " نور ايه يلي حاصل؟"
نور " البنت مرضانة شكلها . "
كانت ليلى تتمتم
نور " هدى جيبيلي الغطاء القطني يلي تحت السرير "
هدى " حاضر"
احضرت هدى الغطاء الذي قامت نور باخده سريعا منها وتغطية ليلى المرتجفة به .
هدى " اعمل ايه انا ؟!"
نور " اعملي كمادات . " ثم تابعت وهي تضع يدها على جبين ليلى " البنت حرارتها عالية اوي انشاء الله تقدر الكمادات تخفضها "
هدى بقلق" ولو مانزلتش؟! ...ايه رايك نكلم المديرة احسن ؟! "
نور باستياء" مفكرة انه المديرة حتصحى من النوم كرمالها ! يلا روحي اعملي يلي قلتلكي عليه "
قضت نور وهدى تلك الليلة مستيقظتان تنتظران انخفاض حرارة ليلى والتي اخدت في التناقص تدريجيا بفضل الكمادات .
غفت هدى بعد ساعتين تقريبا من الانتظار بينما ظلت نور مستيقظة بعدها
حتى طلع النهار واشرقت الشمس .
لم تظن ليلى يوما ان ترى نور نائمة على الكرسي الى جوارها .
لاحظت الأدوية المبعثرة الى جانبها وصحن الكمادات .
ابتسمت امتنانا لها
قبل أن تقرر النهوض من سريرها و الخروج في هدوء بعد ان تحسنت حالها لاحضار الفطور لهن .
____
عادت ليلى سريعا الى الغرفة حيث وجدت نور مستيقظة تستخدم هاتفها
" صباح الخير "
" صباح النور ...عاملة ايه ؟"
" كويسة الحمد لله . " ثم تابعت بامتنان شديد " متشكرة ليكي بجد ولهدى بردو "
" العفو الحمد لله على سلامتك "
" الله يسلمك . "
ثم قالت بعد ان وضعت علب الطعام التي احضرتها من مطعم السكن
" تعالي تفطري أكيد رح تكوني جيعانة "
بدا على نور التردد وتوقعت ليلى ان تقوم برفض طلبها لذا اصرت عليها
" كلي معاي لو سمحتي . "
__
قررت ليلى التغيب عن الجامعة واخد راحة هذا اليوم
وبسبب خروج نور وهدى ظلت وحيدة بالسكن .
ولكن رغم ذلك لم تكون حزينة أبدا .
فقد لازمت السرير لمشاهدة حلقات مسلسلها المفضل والتي كانت قد تراكمت عليها
_
" بجد قصتك انتي ايه ؟! مش حتخلصي ؟! ماانا قلتلك خلاص هو انتي ماتفهميش!!"
كان ذلك الشاب الذي راته ليلى ذلك اليوم يسال عن الدكتور آدم يتحدث بعصبية شديدة خلف الجامعة الى سهى التي كانت تنظر اليه بابتسامة خبيثة
" ومين قالك اني عايزة ارجع معاك ؟! ماهي خلصت عندي انا بردو !"
" ورايحة لادم ليه ؟! بتقربي منه ليه ؟!"
سهى بصدمة مزيفة " هو انت غيران ولاايه يااسامة ؟!"
" اغير عليكي ليه ؟! عم اقلك بتقربي من اخويا ليه ؟! عايزة تنتقمي ياسهى ؟! عايزة ايه فهميني!!"
" مافيش ...هو انت ليه مكبرها كدة ؟ ناسي أنه بيكون دكتوري !"
" ماتعمليش فيها البريئة انا حافظك كويس ! انتي عم تعملي كدة لتنتقمي مني . مفكرة اني مش حلاحظ تقرباتك وحركاتك منه .
سهى بعصبية " فكر زي ماانت عاوز مش حضل اقنع فيك .
بيكفي اني واقفة اتكلم معاك بعد كل كلامك يلي سمعتهولي "
كانت على وشك المغادرة لكنه شدها من ذراعها قائلا بحدة شديدة ارعبتها
" طلعي اخوي من لعبة الانتقام بتاعك ! وماتنسيش أنه انا يلي قادر آذيكي مش انتي !"
ثم دفعها بعيدا وغادر .
انفجرت باكية قبل أن تتوعده قائلة " والله لخليك ترجعلي وبتشوف !"
قبل فترة ظنت سهى انها تمكنت من تجاوز علاقتها التي دامت قرابة السنة والنصف مع اسامة
خاصة بعد ان انشغالها بالدراسة للامتحانات والتقرب من ليلى ومروة وخاصة ليلى التي تاثرت بتصرفاتها .
الا أنها وماان راته في ذلك اليوم برفقتها
حتى اختلطت جميع احاسيسها ببعض البعض .
واخدت تبحث في جميع حساباته
هل تعرف على اخرى غيرها ؟
هل هو سعيد بدونها ؟
لم تترك صورة الا وتفحصت من ورائها عدد الاجابات والتعاليق .
حتى تذكرت ماقاله له في احد المرات
أنه يملك اخا أكبر منه يعمل كدكتور سيكون مشرفا على احد الغروبات
وللصدفة كان مشرفا على الغروب الخاص بها .
أنه الدكتور آدم .
ورغم انها لم يسبق لها الحديث معه ماعدا المرة التي راته فيها يبحث عنه .
الا أنها اعتزمت التقرب منه .
هي لاتزال لاتدري السبب الحقيقي الذي يدفعها الى الاقتراب من الدكتور آدم بعد
ورغم أنه يتحدث معها عن الدروس ويجيب على الاسئلة التي توجهها له فقط الا أنها شعرت بالراحة الى جانبه
لذلك استمرت في الاقتراب منه .
لكنها لم تتوقع أن يأتي إليها اسامة جريا بسبب هذا الامر.
ظنت ان الامر سياخد بعض الوقت وستكون سعيدة بغيرته .
لكنها لم تكن سعيدة وهو لم يكن غيورا عليها بل قلقا منها .
خائفا ان تفعل شيئا يؤثر على شقيقه الاكبر الذي يحبه ويقدره والذي لاعلاقة له باي شيئ .
كيف امكنه ان يظن بها بهذه الطريقة ؟!
الفصل الرابع عشر
لم تعد هناك اسباب كثيرة تدفع ليلى للالتقاء بالدكتور آدم .
ورغم انها اصبحت تبحث عن كل فرصة لرؤيته من بعيد
الا أن فرصها قليلة جدا .
ومرت الايام عليها دون رؤيته .فماكان منها الا أن تنشغل بدراستها و حياتها
....
ومع بداية فصل الشتاء ..
وحيث كانت ليلى جالسة رفقة جماعة من غروبها تتناقش عن مجموعة من المعلومات التي درسوها في المنهج .
توقفت عن الحديث واخدت تستمتع باهتمام لاحدى الطالبات . لكنها توقفت فور رؤيتها له .
وخلفه سهى .
انقبض قلبها وهي تراها تسير الى جانبه تحدثه مع ابتسامتها الخجولة المعتادة .
انها سهى ياليلى مابكي؟ حدثت نفسها قائلة
لكنها شعورها بالقلق لم يختفي خاصة وهي تتذكر ماسمعته في الحمام قبل ايام
اذ سمعت عدة فتيات يتحدثن عن العلاقة الفجائية التي اصبحت تجمع بين الطالبة سهى من الغروب الاول و الدكتور آدم .
اذ اصبح الجميع يشاهد سهى من حين إلى اخر بجانبه .
كما أنها اصبحت تبقى لنهاية الحصة لطرح الاسئلة عليه
وتبحث عنه في كل فرصة لمساعدته في الدراسة .
ظنت انها مجرد إشاعات خاصة وانها تعرف سهى شخصيا وتعرف ان سهى تحب احدا على حسب مروة .
وعلى حسبها ايضا فلقد راتها اكثر من مرة وهي تنتظر احدهم بشوق ولهفة
لذلك حاولت عدم تصديقها ...لكنها لم تعد قادرة على ذلك خاصة في هذه اللحظة
ظلت تراقبهما في صمت وفي ضيق حتى اختفيا من امامها .
ظل مزاجها معكرا طوال اليوم وصورتهما لم تختفي أبدا من امام عينيها .
مروة "تفضلي "
ليلى وقد انتبهت الى مروة التي تناولها كاس العصير الذي طلبته
" إه شكرا ياروحي "
مروة " حاتفضلي شاردة كدة لامتى؟"
" لا مانيش شاردة "
" إه إه ماانا مابعرفكيش "
" مافيش تعبانة بس شكلي واخدة برد مش اكثر "
وضعت مروة يدها سريعا على جبين ليلى لتتفحص حرارتها .
" والله معك حق حرارتك مرتفعة شوي "
ليلى ببمازحة " بجد ؟ وبتنصحيني بدواء ايه يادكتورة مروة؟"
مروة بجدية " انصحك تضلي مكانك رح شوف لك خافض حرارة واجيكي "
ليلى وهي تحاول ايقافها " ماتعبيش حالك يامروة برجع للسكن واخدلي الدواء "
مروة " بتعب كرمالك عادي وبعديها مش كويس أبدا تلعبي بصحتك "
لتمسكها من ذراعها وتقودها ناحية الكرسي تجلسها عليه . ثم تضع حقيبتها في حضنها
" ثواني وراجعتلك "
ابتسمت ليلى واخدت تنتظر في صمت . وضعت يدها على جبينها تتحسس حرارتها .
" بتهول الامور دايما "
اسندت راسها على الكرسي تستريح ثم اغمضت عينيها.
غافلة عن ذلك الذي كان يصعد على السلالم رفقة مجموعة من الزملاء متجهين الى الاعلى لتناول طعامهم .
ماان رآها حتى اعتذر منهم واتجه ناحيتها .
كان الارهاق باديا على ملامحها وهي غافية حتى ان جبينها اخد يتصبب عرقا . راقبها قليلا قبل أن يقرر تركها والنزول للاسفل .
استيقظت بعد مدة قصيرة على حركة فوق وجهها
كانت تلك مروة التي تنظر إليها بابتسامة
ليلى بصدمة " هو انا نمت ؟!"
مروة " وفيها ايه ؟"
ليلى وهي تحاول النهوض " ازاي نمت كدة قدام الرايح والجاي؟!"
مروة " ماتاخدي حبة الدواء وبعديها عصبي براحتك ياختي "
ليلى " شكرا"
تناولت ليلى حبة الدواء
مروة " بالشفاء عليكي يابنتي"
ليلى " تسلميلي ياقلبي"
مروة " طلبتنا طاكسي هيا ناطرتنا برا خلينا نلحقها دلوقتي" ثم اخدت حقيبتها وحقيبة صديقتها
" الحقي!"
سارت مروة للامام ولم تستمع لنداء ليلى التي توبخها على شرائها للعديد من علب الأدوية
التي كانت موضوعة داخل موضوع كان الى جانبها ولم تلحظه فور استيقاظها .
داخل سيارة الاجرة ...
لاحظت ليلى تجاهل مروة للرسائل التي كانت تردها واستمرارها في الحديث معها
" ماتردي ياميمي على الرسايل "
نظرت مروة بطرف عينها الى هاتفها ثم ردت" مش مهم بعدين برد "
ضحكت ليلى" ايه الثقل دا ؟"
" مش قضية ثقل ...عايزة اشوف رده هيكون عامل ازاي لما مااعطيهش اهتمام ."
ليلى " حيزهق طبعا "
" دا لي عايزة اوصله . عايزة اشوف اذا هو رح يزهق بمجرد اني مااحكيش معاه او مااهتمش بيه وبرسايله "
" بس أنتم مش بعلاقة ياقلب ليلى وهو متوقع منكي دا وراضي بدا . "
حدقت فيها مروة بامعان وانصتت باهتمام
الى ليلى التي تابعت بمنتهى الجدية
" اسمعيني كويس وبلاهة تقاطعيني و تقوليلي انتي بصف مين لانكي أكيد معاكي .
بس الولد يامروة طلب منكي فترة تعارف . انتي عم تتعرفي عليه مش اكثر من كدة مش حبايب يعني . والولد حسب كلامك عنه مبين ولد كويس ومتخلق .
بيدرس وبيشتغل عم يبني حاله .و
بردو هو متحمل لحد دلوقتي شخصيتك الغربية يلي مش اي حد قادر يتحملها
ضحكت مروة
مروة هو عارف عايز ايه وعم يستنى موافقتك . وانا أكيد مش اطلب منك تدخلي معاه علاقة بالحرام لاني مارضاهاش ليكي قبلك .
بس انتي عايزة ايه بالضبط ؟"
صمتت مروة وبدا عليها التفكير
" انتي بتحبيه يامروة أو لا دا المهم ؟ عايزاه أو لا ؟ "
ثم اخدت هاتفها وقرات رسالته
(خلصت محاضراتي ورايح على الشغل لو عايزة اطلبلك حاجة لتيجي تلاقيها جاهزة وبلاش تستني قوليلي )
ارت الرسالة سريعا الى ليلى التي ابتسمت لحظ صديقتها .
قبل أن تقول " قرري "
____
لم تذهب الى السكن هذه المرة فور نزورها من سيارة الاجرة بل اتجهت سريعا الى الكشك
احساس غريب وجميل يتملكها .
تشعر بقلبها يكاد ينفجر في داخلها .
كانت سعيدة باهتمامه وهي لاتنكر ذلك
فمنذ بدا تعرفها عليه وعلى حياته وهي تلاحظ مدى اهتمامها به اكثر .
ورغم انها حاولت اخفاء ذلك اكثر من مرة بعصبيتها .
الا انها لم تعد قادرة على فعل ذلك الان .
لقد قررت ...
سوف تعطي فرصة لكليهما .
وسوف تسمح لنفسها بالثقة به .
وسترى الى أين سيتجه بهما الطريق .
دخلت الى الكشك بعينيها أولا التي تبحث عنه في كل مكان .
كان تريد رؤية ابتسامته اكثر من اي شيئ والتي اعتاد ان يقابلها بها كلما رآها .
لم تجد احد فنادت باسمه
ماان نادت باسمه حتى سمعت فوضى جاءت من الداخل .
تلاها صرخة قصيرة كانت لرجل
دفعت بنفسها فورا الى الداخل بهلع .
توقفت من صدمتها وهي تراه واقفا يرتدي مئزره الطويل وإلى جانب قدميه توجد مقلاة والزيت منتشر بكل مكان .
" خالد انت كويس؟!"
استدار إليها فورا
" مروة ؟ هو انتي قلتي رح تجي ؟"
مروة وهي تنظر للارجاء" حصل ايه هنا ؟"
خالد بابتسامة خجولة وهو يعبث بشعره " عملت كارثة وبس "
لاحظت مروة يده المحمرة فقالت بشهقة " حرقت حالك ياخالد !!"
ثم تقدمت
خالد بقلق" حاذري يامروة الزيت سخنة "
مروة وهي تشير باصبعها الى يده
" اتركك مني شوف ايدك . " ثم تابعت " اخلعلي هالمئزر وقوم نلحق على اقرب صيدلية "
خالد " مش مستاهلة "
مروة بعصبية " يلا عجل ! " ثم تابعت وهي تاخد طرفا للتمكن من الخروج
" هي ايه قصتكم ؟؟ ماحد يهتم بحاله !"
ذهبا سويا الى الصيدلية سيرا على الاقدام بعد عودة صاحبه .وذلك لان مروة رفضت اقتراح خالد بالركوب معه في دراجته النارية
تمكنت مروة من الاطمئنان عليه . وان الحرق على يده لم يكن خطيرا كما ظنت .
عادت معه الى الكشك وساعدته في الترتيب رغم رفضه المتواصل ورفض صاحب الكشك ايضا.
نظرت الى الساعة في هاتفها فانتبهت لتأخر الوقت
" لازم إروح "
لم يرد خالد الاعتراض لذلك قال " خليني اروحك "
" لابلاهة السكن مش بعيد اساسا . "
" ولو ..."
" لا ياخالد خليك . " ثم قالت بنبرة آمرة وهي تشير الى الكريم الموضوع فوق الطاولة
" ماتنساش تدهن ايدك زي ماقال الصيدلاني فاهم !"
رد بابتسامة" ماتقلقيش "
كانا يقفان خارج الكشك بلحظات
" بعتذر ."
مروة باستغراب" على ايه ؟"
" كنت جاية تطلبي قمت خربتلك طلبك "
ضحكت مروة ثم قالت " مش مشكلة "
توقفت عن الضحك وهي تراه ينظر لها بعيون تشع بالامل .
بدت عليه السعادة وهو يتحدث إليها .
وهي الاخرى كانت سعيدة بجواره .
ظنته سيغادر لكنه ظل في مكانه ينتظر ذهابها أولا .
كانا واقفين في صمت احدهما ينظر الى الاخر ويفكر
اخدت مروة تنهيدة قبل أن تقول بمنتهى الجدية رغم ضربات قلبها التي اخدت ازداد شيئا فشيئا مع كل كلمة نطقت بها
" خلينا نشوف آخرتها معاك عاملة ازاي."
استفاق من شروده بها على جملتها التي لم يتوقع سماعها في تلك اللحظة
" بتقصدي ايه ؟"
" هي عايزة شرح اكثر من كدة "
خالد بصدمة قبل أن يضحك" قصدك أنه عدينا مرحلة الاصحاب ؟!"
اكتفت مروة بهز راسها مع ابتسامة خجولة ارتسمت على شفاهها الملونة باللون الاحمر الخفيف .
خالد وهو لايزال غير مصدق " يعني حفضل حبيبك وحتفضلي حبيبتي ؟!!"
مروة " إه بس شروطي رح تضل موجودة . "
كانت على وشك ان تعددها له مرة أخرى لكنه قاطعها وهو يرددها بدلا منها بجدية
" لقاء باماكن خالية ممنوعة .
مكالمات فون قليلة .
تجاوزات جسدية ممنوعة . "
مروة " كويس انك عارفهم "
خالد " لاماتخافيش ياقلب خالد انا مسجلهم حتى "
ابتسمت مروة ثم قالت بعد ان انتبهت على نفسها " لازم إروح دلوقتي بجد . يلا سلام "
خالد يناديها " مروة !"
مروة بقلة حيلة مع عصبية خفيفة " خير هالمرة دي ؟!"
خالد مع ابتسامته المعتادة الجميلة " بحبك "
توقفت مكانها لثوان مدهوشة من كلمته التي اسرتها وجعلتها تكاد تتوقف عن التنفس .
قبل أن تهم مندفعة بعيدا عنه بخطوات سريعة
" يلا سلام !!"
تركته يضحك بصوت عال على حالتها.
حتى وهي خجلة تكون عصبية .
_
الثالثة صباحا ...
ومع ظلمة الليل كان الجميع نائما في سكن ليلى .
اخدت ليلى تتحدث أثناء نومها بسبب ارتفاع درجة حرارتها مرة أخرى
استيقظت نور والتي لم تكن قد خلدت للنوم منذ وقت طويل .
اشعلت مصباحها واقتربت من سرير شقيقتها هدى فوجدتها نائمة بعمق وهي تعانق وسادتها
ثم اتجهت الى سرير ليلى فوجدتها نائمة . لكن كان وجهها محمرا وخصلات شعرها ملتصقة بجانبيه بسبب العرق .
وضعت يدها برفق على جبينها فوجدت حرارتها مرتفعة .
سارعت لتبحث عن دواء للحرارة في ادراجها لكنها لم تجده .
الحمدلله انها انتبهت للكيس الموضوع على مكتب ليلى .
بحثت داخله عن الدواء .
هدى بانزعاج " ليه هالفوضى واحنا نايمين ؟" ثم لاحظت شقيقتها التي كانت تحاول مساعدة ليلى الغائبة عن الوعي تقريبا على شرب الدواء .
هدى وهي تنهض من سريرها بفزع " نور ايه يلي حاصل؟"
نور " البنت مرضانة شكلها . "
كانت ليلى تتمتم
نور " هدى جيبيلي الغطاء القطني يلي تحت السرير "
هدى " حاضر"
احضرت هدى الغطاء الذي قامت نور باخده سريعا منها وتغطية ليلى المرتجفة به .
هدى " اعمل ايه انا ؟!"
نور " اعملي كمادات . " ثم تابعت وهي تضع يدها على جبين ليلى " البنت حرارتها عالية اوي انشاء الله تقدر الكمادات تخفضها "
هدى بقلق" ولو مانزلتش؟! ...ايه رايك نكلم المديرة احسن ؟! "
نور باستياء" مفكرة انه المديرة حتصحى من النوم كرمالها ! يلا روحي اعملي يلي قلتلكي عليه "
قضت نور وهدى تلك الليلة مستيقظتان تنتظران انخفاض حرارة ليلى والتي اخدت في التناقص تدريجيا بفضل الكمادات .
غفت هدى بعد ساعتين تقريبا من الانتظار بينما ظلت نور مستيقظة بعدها
حتى طلع النهار واشرقت الشمس .
لم تظن ليلى يوما ان ترى نور نائمة على الكرسي الى جوارها .
لاحظت الأدوية المبعثرة الى جانبها وصحن الكمادات .
ابتسمت امتنانا لها
قبل أن تقرر النهوض من سريرها و الخروج في هدوء بعد ان تحسنت حالها لاحضار الفطور لهن .
____
عادت ليلى سريعا الى الغرفة حيث وجدت نور مستيقظة تستخدم هاتفها
" صباح الخير "
" صباح النور ...عاملة ايه ؟"
" كويسة الحمد لله . " ثم تابعت بامتنان شديد " متشكرة ليكي بجد ولهدى بردو "
" العفو الحمد لله على سلامتك "
" الله يسلمك . "
ثم قالت بعد ان وضعت علب الطعام التي احضرتها من مطعم السكن
" تعالي تفطري أكيد رح تكوني جيعانة "
بدا على نور التردد وتوقعت ليلى ان تقوم برفض طلبها لذا اصرت عليها
" كلي معاي لو سمحتي . "
__
قررت ليلى التغيب عن الجامعة واخد راحة هذا اليوم
وبسبب خروج نور وهدى ظلت وحيدة بالسكن .
ولكن رغم ذلك لم تكون حزينة أبدا .
فقد لازمت السرير لمشاهدة حلقات مسلسلها المفضل والتي كانت قد تراكمت عليها
_
" بجد قصتك انتي ايه ؟! مش حتخلصي ؟! ماانا قلتلك خلاص هو انتي ماتفهميش!!"
كان ذلك الشاب الذي راته ليلى ذلك اليوم يسال عن الدكتور آدم يتحدث بعصبية شديدة خلف الجامعة الى سهى التي كانت تنظر اليه بابتسامة خبيثة
" ومين قالك اني عايزة ارجع معاك ؟! ماهي خلصت عندي انا بردو !"
" ورايحة لادم ليه ؟! بتقربي منه ليه ؟!"
سهى بصدمة مزيفة " هو انت غيران ولاايه يااسامة ؟!"
" اغير عليكي ليه ؟! عم اقلك بتقربي من اخويا ليه ؟! عايزة تنتقمي ياسهى ؟! عايزة ايه فهميني!!"
" مافيش ...هو انت ليه مكبرها كدة ؟ ناسي أنه بيكون دكتوري !"
" ماتعمليش فيها البريئة انا حافظك كويس ! انتي عم تعملي كدة لتنتقمي مني . مفكرة اني مش حلاحظ تقرباتك وحركاتك منه .
سهى بعصبية " فكر زي ماانت عاوز مش حضل اقنع فيك .
بيكفي اني واقفة اتكلم معاك بعد كل كلامك يلي سمعتهولي "
كانت على وشك المغادرة لكنه شدها من ذراعها قائلا بحدة شديدة ارعبتها
" طلعي اخوي من لعبة الانتقام بتاعك ! وماتنسيش أنه انا يلي قادر آذيكي مش انتي !"
ثم دفعها بعيدا وغادر .
انفجرت باكية قبل أن تتوعده قائلة " والله لخليك ترجعلي وبتشوف !"
قبل فترة ظنت سهى انها تمكنت من تجاوز علاقتها التي دامت قرابة السنة والنصف مع اسامة
خاصة بعد ان انشغالها بالدراسة للامتحانات والتقرب من ليلى ومروة وخاصة ليلى التي تاثرت بتصرفاتها .
الا أنها وماان راته في ذلك اليوم برفقتها
حتى اختلطت جميع احاسيسها ببعض البعض .
واخدت تبحث في جميع حساباته
هل تعرف على اخرى غيرها ؟
هل هو سعيد بدونها ؟
لم تترك صورة الا وتفحصت من ورائها عدد الاجابات والتعاليق .
حتى تذكرت ماقاله له في احد المرات
أنه يملك اخا أكبر منه يعمل كدكتور سيكون مشرفا على احد الغروبات
وللصدفة كان مشرفا على الغروب الخاص بها .
أنه الدكتور آدم .
ورغم انها لم يسبق لها الحديث معه ماعدا المرة التي راته فيها يبحث عنه .
الا أنها اعتزمت التقرب منه .
هي لاتزال لاتدري السبب الحقيقي الذي يدفعها الى الاقتراب من الدكتور آدم بعد
ورغم أنه يتحدث معها عن الدروس ويجيب على الاسئلة التي توجهها له فقط الا أنها شعرت بالراحة الى جانبه
لذلك استمرت في الاقتراب منه .
لكنها لم تتوقع أن يأتي إليها اسامة جريا بسبب هذا الامر.
ظنت ان الامر سياخد بعض الوقت وستكون سعيدة بغيرته .
لكنها لم تكن سعيدة وهو لم يكن غيورا عليها بل قلقا منها .
خائفا ان تفعل شيئا يؤثر على شقيقه الاكبر الذي يحبه ويقدره والذي لاعلاقة له باي شيئ .
كيف امكنه ان يظن بها بهذه الطريقة ؟!
•تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية