رواية مسك الليل الفصل الرابع عشر 14 - بقلم سارة طارق
يقف على عتبة الغرفه ينظر لهم بريبه فهم عندما سمع صوته ارتجفوا كأنهم رأو حيه أو وحش مفترس
نظر لزوجته التى تحتضن نفسها بيدها كأنها تحتمى من شئ وأمها التى ابتسمت له أو جاهدت أن تبتسم له كأنها تخفى شئ ما عنه وبتلك الابتسامه تشغله عنها ، اقترب منهم وقطع حديث حماته وهو ينظر لزوجته زينه التى كانت ترتعش مع كل خطوه يخطوها نحوها
تحدث رشاد بشك وهو يقف أمام زينه
" مالك يازينه وشك أصفر وبتترعشي أكده ليه ، أنتى تعبانه ولا فيكى حاچه ، أچبلك دكتوره " لمحت تلك النظر الخائفة التى ظهرت فى عينيه ونبرته الخائفة عليها كادت تلين له وترتمى فى أحضانه وتخبره أنها تحمل بين احشائها قطعه منها ومنه قطعه أتت خصيصاً لتجمع بينهم العمر كله كادت تخبره
ولكن لحقتها والدتها وابتسمت قائلا بكذب
" مفيش يابنى أصلها تعبانه ...، ضغطها نزل عشان مفطرتش وعملت شغل البيت من غير اى لجمه تنزل بطنها تسندها ، ما أنت عارف انها بتسهى عن الأكل وبتنسا نفسها " قالت هناء لتدارى على عملت ابنتها الغبيه التى كادت أن تتحدث وتخبره أنها حامل تخشى أن يفعل بأبنتها شئ ما فهو أخبرها أن زوجهما سوف يكون فى السر الا ان يعلنه هو فى الوقت المناسب وبعدها ينفصلان ولكن لم يكن فى الحسبان هو حمل ابنتها هذا
" طب ياحماتى ، ممكن نتعبك وتجبلنا أنا وزينه حاچه نكولها وأنا وعد منى أكلهالك وخليها تصلب طولها " قالها رشاد ليخرجها من الغرفه كى يستطيع أن يتحدث مع زوجته التى كادت عينيها تسقط على الأرض من كثرة إطالة النظر أسفل قدمها بدلا من النظر فى وجهه هو ، هنا علم أن هناك ما يخفيانه عنه وسوف يعرف
ابعد نظره عن زوجته ووجد هناء مازالت معهم فى الغرفه ولم تتحرك من مكانها
أردف بمكر وهو ينظر ويبتسم لها " ايه ياست هناء ، انتوا معندكوش حاچه تتاكل ولا ايه ، اروح أچيب أكل من بره يعنى " هزت هناء رأسها وامتلست لطلبه وخرجت وهى تدعوا الله أن تستجيب ابنتها لها ولا تخبره بإى شئ ، قبل أن تغلق الباب ورأها نظرة لأبنتها بتحذير وبعدها أغلقته وذهبت لتعد لهم طعام الغذاء
فى الداخل استجابة تلك المسكينه لنظرات والدتها وذهب للفراش وأدعت الأعياء حتى تهرب من اى سؤال يخرج منه لأنها بلكاد تقرأ كل ما يجول بخاطره من نظرة عينه لها
ظل يرمقها بنظرة مطوله وبعدها خلع حذائه واقترب من الفراش وجلس بجانبها وأمسك يدها وقبلها وابتسم لها بسمه أثرتها دون أى حديث فما بالكم أن تحدث
" مخبيه عنى أيه يا زينه ومش عاوزانى أعرفه ، احنا مش اتفجنا أننا نكون صرحا مع بعض ". حاول أن تكون نبرته لينه ليجعلها تخرج كل ما بداخلها
هزت رأسها تلك المسكينه بنعم وهى توافقه على حديثه
امسك طرف ذقنها وجعلها تنظر فى عينيه قائلا
" طب ليه چايه دلوك تخبى عليه يازينه ، دا انا رشاد چوزك يازينتى " وكأن بتلك الكلمات جعلها تجبر لسانها على. قول ما لاتحمد عقباه
ابتلعت ريقها وحاولت اخراج الكلمات منها وهى تخرج من جيب جلبابها الواسع أختبار الحمل الخاص بها
نطقت بنبره مرتعشة وجاهدت لإخراج الكلمات من فمها
" أنا.. حامل ... يارشاد" قالتها وهى تريه الاختبار وتضعه فى يده
ومع انتهاء كلماتها سمعوا صوت تكسير خارج غرفتهم لم تكن غير أمها التى أتت لهم بكوبين من العصير ولكنها وقع من أثر ما استمعت له من ابنتها
أغمض عينيه وضغط عليها بيده قائلا بجمله واحد
" جومى البسي هدومك وأنا مستنيكى بره " رما لها تلك الكلمات وتركها وخرج من البيت وجعل تلك المسكينه تنهار فى نوبة بكاء وهى تتخيل نفسها فى أسواء المشاهد هى وجنينها
وجدت نفسها تقف أمام مشفى خارج بلدتهم نظرت له وكادت تحدث ولكنه قاطعها قائلا
" انزلى " قالها وهو يخرج من سيارته وينتظرها لتنزل هى أيضا ، نظرت له تلك المغلوبه على أمرها ومسحت تلك الدمعات التى هربت لوجنتبها واحتضنت معدتها وكأنها تودع جنينها
قائلا بحسرة فتاة تمنت أن تكون أم ولكن القدر لم يكن فى صفها وبعد أن أهدى لها ما تمنت وحلمت به
أستكتر عليها فرحتها هاهو يأخذ ما تمنت وليس اى امنيه لا فهو جنينها الذى يسكن الأن بين أحشائها
خرجت ومشت بجانبه حتى وجدت نفسها بداخل غرفة ، لم يلفت نظرها اى شئ هى فقط كانت تبكى وتحتضن ابنها وتنظر للأرض كم تمنت أن تنشق الأرض وتبتلعها على أن تقتل ابنها بيدها أو تموت معه ويذهبان معاً للعالم الأخر يذهبان لدار الحق وخالق الحق والرحمه
انحبست أنفاسها وهربت الدماء منها عندما وجدت طبيبه تدخل من الباب وبعدها لم تشعر بنفسها ال وهى تغمض عينيها ويرتطم رأسها بلأرض ولا تشعر بنفسها
وبعد مدة طويلة كانت تجلس معه بوهن والتعب ظاهر على وجهها طلبت منه أن يتوقف بسياره تريد أن تستنشق الهواء أوقف سيارته بجانب الطريق
وأخذها فى أرض زراعية يجلسان فيها مايسهل عليهم الأمر هو أنهم خارج قريتهم بمسافه كبير
نظر لها بجمود قائلا " محتاجه حاچه أچبهالك "
هزت الأخرى رأسها بمعنى لا عندما وجدته يدير ظهر لها نظرت لملامحه التى لايظهر منها أى شئ فقط جامده وبارده مثل الثلج
كانت تنظر لحالها ولنفسها وتلعن غبائها الذى أوصلها لتلك المرحله وتلعن ضعفها الذى كان سبباً فى أيذائها
وايذاء كل من حاول مد يده لها لمساعدتها
لم تشعر بنفسها الا وهى تنقضى عليه وتدفن نفسها بين أحضانها ونتهال عليه بكل عبارات الاعتذار له وتسب نفسها لغبائها وضعفها وكل هذا تفعله وهى باكيه بين أحضان زوجها رشاد الذى كان لها خير الأزواج الموجودين على الأرض فى عينيها هى
لم يستطع أن يقاوم ضعفها هذا وبكائها فقط ضمها بقوة بين أحضانه ويضع رأسه على كتفها يريد لومها وعتابها ولكن حالتها وانهيارها بين أحضانه شعره بضعف والصمت ، ظل يهدأ ويمسح على شعرها وهو يتنهد بحزن على ظنها به أنه قد يحزن أن يكون بينهم طفل ، مسكينه لا تعلم أنه طلما تمنا أن يكون له قطعه منه تمشى على الأرض لا تعلم أن أجمل ما فى الأمر أن تلك القطعه الصغيره سوف تأتى منها هى وقد تشبها فى وجنتيها الممتلائتين الذى يكسوهم الحمرا الطبيعيه وشخصيتها الهادئه فهو كلما تمنا أن يرزقه الله بزوجه صالحه هادئه وها هى تسكن بين أحضانه وسوف يأتى عما قريب الرابط القوى الذى يجعله لا يندم أبدا من جعلها زوجته
حملها بين يديه وهو. يسير إلى سيارته ليعيدها إلى المنزل وهو ينوى على إشهار زواجهم أمام الناس كلها ويضرب تلك المعتقدات ضرب الحائط فهو فقط يريدها وأمام الناس ولكن بعد أن يأتى لها بحقها أولا
لا يعرف هذا العاشق أن هذا الحق هو من سوف يقوده إلى الموت ، رغم إحساسه بهذا ولكن رشاد من الرجال التى لا يفرق معها حياتها أمام رد حق زوجته مهما كلفه الأمر حتى
امسك يدها وقبلها وأردف بصدق
" زينه انا بحبك وجلبي اتعلج بيكى ، وعاوزك تعرفى حاچه واحد بس أنك ، أنتى فى عنيه يا زينه فأوعى تخافى من حاجه طول ما انتى شايفه نفسك فى عنيه " قالها وهو يمسك يدها يقبلها ويقبل رأسها ومسح دموعها وانطلق بسياره ليعيدها لبيت والدتها
_______________________________________
" ماخلاص بقا ياعم صادق قولتلك جاى ، أعمل ايه يعنى أطير " ثم اكمل بسخريه " معلش اصلى مش مركب جنحات ... ، بقولك ايه متزعقش انا على على أخرى فلم نفسك بدل ماجى اديك بوكس يخليك تشوف الدنيا مغيمه و بتمطر كمان فى عز الصيف " ختم حديثه ثم ابتسم ابتسامه كبير ثم حدث صديقه صادق قائلا " طب اقفل أنت ياصادق عشان شكلها كده بتمطر فراوله عندى " قالها وهو يضع الهاتف فى جيبه وينظر لتلك الواقفه بجانب أمها فى السوق يشترون مستلزمات البيت ، طبعاً لم تلك الفتاة غير مسك الليل فتاته التى عشقها لسنوات
وقف مكانه وهو يشاهدها تقف بجانب أمها زينات وتنقى الخضروات الطازجة ، فأراد أن يلفت انتباهها له رغم قصر المسافة بينهم إلا أنها لم تراه من الاثات
ابتسم بمكر عندما وجد مبتغاه ولمعة فى عقله فكره ما
" عم مصلحي ، عم مصلحي " ناد راضوان هذا الرجل الذى يجلس أمام طاوله صغيره لبيع العطور والبخور ومستلزماته ، رفع الرجل رأسه وابتسم له بود قائلا
" تعالا يابنى ، عاش من شافك أكده تنسي عمك مصلحى" ذهب له راضوان. وامسك المقعد الذى بجانب عم مصلحي وعدل مكانه حتى يجلس فى مواجهة تلك الحسناء السمراء كما يلقبها هو
" على البال ولله ياعم مصلحى ، ومجبنيش ليك غير الشوق الشوق وبس ولله " قالها بصوت مرتفع جدا لدرجة أنه لفت له الأنظار كل من بسوق معادها هى
نظر له عم مصلحى باستغراب شديد بسبب علو صوته رغم جلوسه بجانبه " انت بتعلى صوتك ليه يا والدى ، ما انا جاعد جمبيك اهو " لم يعيره راضوان اى اهتمام ونظر لمسك التى لم تلتفت ولم تسمعه من الأساس بسبب تركيزها فيما تفعله
نظر له بغيظ قائلا " هى طرشه ولا ايه دا السوق كله سمعنى " فأعد جملته مره اخري قائلا " مجابنيش ليك ياعم مصلحى غير الشوق الشوق ياعم مصلحى بص بقا يخربيت أبوك " انتبه له الجميع معادها لدرجة أن الناس ظنوه مجنونه أو به شئ ما وبعضهم ظنه تعاطى الممنوعات وافعاله تلك من تأثيرها عليه
كانت تتأفف من هذا الشخص الذي يتحدث بصوت عالى بهذا الشكل ، ولكنها لم تعيره اهتمام وظنته أحد الشباب العابثين يحدث أحد على مسافه كبيره عنه
نظر لوالدتها التى تقوم بسرد قفص الطماطم أمامه لتنقية منها الصالح لطعام
" أما أنا هروح اجيب الموز من عم حسن لحد ماتخلصى "
رفضت والدتها وقالت دون أن تنظر لها " لاء روحى هتيه من خالتك لوزه غالبنه هى أوله من عمك حسن "
اخذت المال من محفظة أمها وذهبت لشراء الموز من الست لوزه كما أخبرتها والدتها ، وكانت لوزه تجلس بجانب عم مصلحى بمسافة قصيره بمعنى أن لوزه بينها وبين عم مصحلى بائعين فقط
تهالالت أسارير راضوان عندما وجدها تذهب لتلك السيدة التى بالقرب منه بمسافة قصيره
لمحت هى ذلك الجالس الذى ينظر لها ببلاها لدرجة ازعجتها فقامة برد النظره له ولكن بطريقه جعلته يستشعر أنها تسبه بداخلها
" يالهوى على القرف بوز النحس هنا ، الواد ده من ساعة ماعرفته والمصايب نزله ترف على دماغى اقسم بالله" قالتها وتشعر بضيق لرؤيتها له أمامها
وقفت أمام بائعه الموز ونظرت للموز الذى أمامها بفرق فحالته سئ جدا فعلمت أنه السرده الأخيره منه
" ايه دا ياخالتى لوزه ، الموز ماله دبلان كده ليه "
رد ت عليه لوزه " ما انتى اللى جايه فى الاخر يامسك يابنتى لو كنتى جيتى الصبح كنت هتلاجى شوية. موز مفيش زيهم فى السوق ....، بس انا كنت عاينه شويه لسوق بتاع بكره هقوم اجبهملك تنقى منهم " ذهبت السيدة لجلب الموز لها وانتظرتها مسك
علم راضوان أنها فرصه لتربية تلك المغروره على نظراتها له بتلك الطريقه الغاضبه كأنه رأت عدو لها
فأبتسم بمكر قائلا وهو ينظر لها " الا قولى ياعم مصلحى معندكش ازازة مسك أصلى زى اللى قدام عينى دى " قالها بابتسامة عابثه وهو يغمز لها بعد أن نظرت بإتجاهه بوجه يملأه الصدمه من وقاحته فهى علمت مقصدمه
رد عليه مصلحي بعد فهم " هى فين دى يابنى "
" ملكش دعوه ... ، قصدى يعنى عنك مسك اصلى ، عشان انا قدامى نوع كويس فالو مش عندك أروح اجيبه فقولت اسألك ، حكم العطور دى بذات ليها زبون معين كده يقدر قمتها كويس ، أصل مش كل من حط ريحة يبقا بيفهم فيها "
وافقه مصلحى على جملته الاخيره " عندك حق يابنى فى ناس بتيجى تختار ازارة الريحة من شكلها وبس يهمها الشكل الحلو من بره ، وناس زيك أكده ميهماش غير المضمون وبس "
كان ينظر له وكأنه يبعث له رسالة ما ، سمعت كل ما قاله هو وعم مصلحي وفهمت أنه يقصد علاقته السابقه مع بلال وان بلال لم يعرفه مضموانها فكانت له مجرد فتاة أعجبته وأحبها وارادها ولكن مع اول مشكله تركها وكان سبب فى سلب عطر الحب الذى اشتمته معه
رأها شارده فعلم أن كل كلمه قالها وصلتها وعلم من اكتساء الحزن على معالم وجهها فأراد أن يخرجها من نوبة التفكير تلك فأردف بمكر
" مردتش عليا ياعم مصلحى عند مسك اصلى ولا أروح اجيب الازازه اللى قدامى ، حكم المسك اللى قدامى أصل الأصلى نفسه "
" لا عيب عليك دا أنا جايلى مسك أصلى من السعوديه انما ايه هيعجبك اوى حاجه كده مستورده أصل بلادها "
نظر لها وهو يغمز بطرف عينه " مفيش احسن من المحلى ياعم مصلحى البلدى يكسب دائما ولله "
احمر وجهها وكان أشبه بقطعة الطماطم من كثرة احمرارها بسبب مغزى حديثه لها ، الا تلك الدرجة وصلت به الوقاحه ليغازلها أمام العامه ، تريد أن تقطع له لسانه ولكن تخش من الناس أن يشعروا أن الحديث لها هى فقررت الصمت وشغلت نفسها بتنقيت الموز الذى أمامها
لاحظ احمرار وجهها وأبتسم بخبث فهو وصل لمراده وهو إحراجها رغم أنها لا تنظر اتجاهه ولكنه يعلم جيدا أنها تستمع لكل كلمه يقولها وتفهم معنها جيدا
" كان عندى حق ولله لما قولت أن السماء بتمطر فراوله حمرا " قالها بسبب أحمرار وجنتيها
نظر له هذا الجالس بجانبه الذى فقد عقله من حديثه الغير موزون حتى ظنه أن عقله مغيب من شرب الممنوع ولكنه يعرف أن رضوان ليس من هؤلاء الشباب العابثين الذين يشربون الممنوعات ولكنه اخس أنه سوف يفقد عقله من ذلك الشاب فنطق بسخريه ردا على حديثه الأخير
" السماء بتمطر فراوله وحمرا كمان ، ياااه تصدق كنت مفكر أن الفراوله لونها اصفر كل ده وان السماء. بتمطر مايه شوف الدنيا ياجدع الجهل وحش برده "
ضحك راضوان ملئ فمه على سخريه عم مصلحى له
" برده مرضتش عليا ياعم مصلحى ،عندك مسك أصلى ولا اجيب انا واحده من بره "
صرخ فيه مصلحى " يابنى ما أنا قولتك عندى واحدة سعوديه لسه جايه من بره على هنا طاظه لسه بشوكها"
" تؤ... أما أنا ميلزمنيش السعوديه انا عايزها مصريه وبنت بلد صعيديه ومن عيله لما تحتاجه تلقيها سداده ، على رأى الست دنيا سمير غانم الله يمسيها بالخير ... ها عندك ولا أروح أجيب الازازه اللى قدامى ولله ازازة مسك ياعم مصلحى اصلى على. أبوها لاء دى المنبع المسك نفسه ، اه ، دى لو الواحد نقعها فى شوية ميه بس ولله هنكسب من وراها دهب لدرجة أن مصر هتبقا الأوله على العالم فى صنع عطر المسك وهتبقا ريحة ثابته ثبات محصلش "
_ وانت بقا اتثبت من الريحه دى " قالها مصلحى بمكر عندما لمح عينيه التى لا تزال على مسك
رد بتوهان قائلا " دا أنا أتثبت تثبيته مثبتهاش أمين شرطه لحرامى جذم فى الجامع " قال جملته وبعدها رنت ضحكتها بصوت عالى لدرجة أنها لفت الأنظار لها ولكن تمالكت نفسها بسرعه حتى لا يشك أحد بها أو حاولت أن تقنع نفسها بهذا ولكنها لم تقدر أن تمسك نفسها على مزحته السخيفه تلك
صفق الآخر قائلا " لا أنا أروح أجيب الازازه اللى قدامى أحسن ... عم مصلحى أتصل بمأذون البلد قالها وكاد يذهب لها بعد أن رآها تذهب بخطى سريعه بإتجاه والدتها وكأنها تحتمى بها منه هو
ضحك بقوة عليها على سرعتها تلك فعلم أنها تهرب منه فنطق بسرعه قائلا " مسيرك يامسك تيجى بين ايديا واتعطر بيك"
ولكن امسكه مصلحى قائلا أنت اتجنيت يابنى. مأذون ايه عيب اللى بتعمله ده احنا فى السوق الناس واجفا هتفضح البنيه "
تنهد بخيبة أمل قائلا " ولله مقصد ياعم مصلحى بس بت الجذمه طيرة البرج اللى فضلى من نفوخى ماهو يا اما هتجوزها يقتلها وحسرها على عمرها قبل ماتحسرنى انا ولقيها فى الكوشه جنب راجل تانى "
تحدث مصلحى بتعقل" طب ماتروح تطلبها من أمها ايه رأيك بقا فى الحل ده "
" تصدق كانت فايته عنى دى ، ما انا لو ضامن أنها هتوافق عليا كنت طلبتها من زمان ، بس القلب ومايريد بقا ياعم مصلحى وهى قلبها مش ملكى "
" اومال ملك مين يابنى " نطقها مصلحى بحزن على حال هذا الشاب الذى تغيرت مالمحه المشاكسه لأخرى حزينه هو من الشباب الذى حظها قليل فى كل مايتمنو حتى أخيه الذى كان كل شىء له مات وتركه وحيد وايضا عندما أحس يحب ولكن حتى عندما دق قلبه لفتاة وأراد حبها وقلبها وجدهت قد سلمتهم لغيره أليس هذا سوء حظ
خرج عم مصلحى من دوامه تفكيره على صوت راضوان الضاحك
" لا ياعم مصلحى انت فهمت أيه أنا أقصد أنها متعرفش أنى عاوزها يعنى فعشان كده قلبها مش ملكى وأن رحت اتقدملها مش هتوافق عليا "
علم مصلحى كذبته ابتسم لتربية هذ الرجل الذى أمامه نعم رجل طلما حافظ على سر أو شرف فتاة مثل مسك يبقا رجل فهو لايريد أن يسوء سمعتها حتى أمامه رغم معرفة راضوان له أنه لن يتحدث عنها أو يفتش سره ولكن أراد أن يجعلها متصانه كما يقولون
" راجل يابنى طلما بتحافظ على سمعت بنات الناس تبجا راجل من دهر راجل ، بس خالى عندك يقين بربنا أنه عمره مابيرد دعوه لمؤمن ابدا ، وانت أبن حلال وربنا عمره ماهيخيب ظنك ابدا بس انت اصبر وادعى "
حاول راضوان تغيير الأجواء والمزاح كعادته قائلا " ولله صابر وبدعى ياعم ، بس دى مينفعهاش دعوه وسلام اللى زى دى محتاجه دعوه منى قصاد الكعبه يمكن تحن وتلين وتنسى " ختم حملته مع ارتفاع ضحكات مصلحى بقوة على مزاح وعه وربط على كتفه قائلا
" رب الكعبه هو رب كل مكان بس انت محتاج تكثف الدعاوى شويه يمكن تأثر فيها ولا حاچه "
غمز له راضوان بعينيه بمشاكسه " ماشى ياعم مصلحى هكثفه ، يلا أطير انا بقا عشان ورايا مشوار "
". طب وازازة المسك " قالها مصلحى بصوت عالى
" لاء الازازة دى متلزمنيش انا قولتك عايزها أصلى ... او يمكن استناها منك هديه فى الفرح " قالها وهو يودعه ويذهب لصديقه صادق الذى سوف بدفنه بالحى بعد أن يذيقه من العذاب الوان وانواع بعد تأخره كل هذا عليه
_________________________________________
تجلس بكل كبرياء وهى تضع قدم فوق الأخرى وهى تنظر لمنزل الزوجيه الذى سوف تسكن فيه عم قريب
فكان المنزل مساحة كبيرة وبه غرف كثيره وأساس المنزل حديث جدا وديكورات المنزل عصريه جدا وجذابه تجعلك تظن أنك بأحد القصور الفخمه فى القاهره ، ولكن أكثر ما يشغل بالها الان هو كيف سيكون جناحها الذى سوف تسكن فيه مع زوجها المستقبلى
قاطع تفكيرها على صوت حماتها المتسقبليه نجوان والدته بلال التى هى خالتها وحماتها مستقبلا
" ها ياروحى السفر كان صعب عليكى ولا كانت رحله لطيفه "
ردت بلطف وصوت ناعم يناسب مع هيئتها " لا يانوجا كانت رحله صعبه أوى انت عارفه أن مبحبش الصفر فى العربيات بس زى ما بيقوله لأجل الورد يتسقى العليق "
ضحكت نجوان على حديثها الاخير ناطقا " لا متقلقيش من ناحية الورد فاهو دبلان خالص ومحتاج اللى يرويه بماية الحب عشان يرجع زى الأول"
" متقلقيش على الورد ، دا أنا هراعيه أوى واخليه شبعان ومش هيحتاج اى راعيه من اي حد تانى بس خليكى معايا على الخط بس "
قطع حديثم دخول بلال المفاجئ الذى جعل تلك الفتاة تقف على قدميها تنظر لهيئة هذا الرجل الذى أسرها منذ طفولتها
نظرة له وهى تتأمله بعيون ماكره ، فهو طوله مناسب لها كثيرا وذو جسد قوى وذو بشره بيضاء اللون وعيون سمراء. تخبئ وراها الكثير والكثير غير مركزه كاطبيب وشهرته الواسعه رغم عمله فى الصعيد ولكنها لم تجعله يجلس هنا طويلا وسوف تقنعه بالعمل فى القاهره فهذه فرصه لتوسيع شهرته وكسب المال أكثر ، هذا مكان يدور فى عقلها ولكنها انتبهت على صوت عالى بجانبها جعلها تنتفض وتخرج من دوامه أفكارها لزواجها المستقبلى
فاقت على هزا من خالتها نجوان " تيا حبيبتي مالك ، بلال بيسلم عليكى وانتى مش بتردى عليه "
نظرت لهذا الواقف أمامها يبتسم بعمليه ويبادلها نظراتها بالمثل
" ايه يا تيا انا حلو اوى كده لدرجة أنك تسرحي فيا ومتسمعنيش " أردف بمكر فهو عندما رآها فورا علم بملعوبها هى والدته يظنون أنه سوف يقع فى حبها ولكن مساكين لا يعلمون أنه قد وقع قلبه اسير لفتاة واحدة فقط ولن يكون لغيرها مهما كلفه الأمر
نظرت له الآخرى والقت نظرة اولا على خالتها التى تركتهم لتعد لهم مشروب بارد
اردفت بدلع وهى تبادله نظراته بخبث " إذا كان الواحد ميسرحش فيك انت يا بيلى هيسرح فين معقوله الحلاوة دى كلها تقف قصاد بنت ومتسرحش فيها دى حتى. تبقا عاميه ومحتاجه تكشف نظر "
ضحك ملاء فمه وهو يقترب منها وجعل مسافه قصيره بينهم قائلا " يبقا انتي لازم تكشفى نظر يا روحى عشان انتي مش شايفه كويس "
" تؤ، دا انا نظرى سته على سته ولما بشوف ، بشوف صح اوى ومبختارش أى حد ، والا مكنتش أخترتك ، يا بيلى " قالتها وهى تقرب يدها من وجهه ولكنه علقت يدها فى الهواء بعد أن امسكها بلال وهو يبعدها عنه وينظر لها بتحزير من لمسه مجددا ولكنها لم تؤثر فيها ومازالت تبتسم له وتنظر لعينها ولكنها انتبهت لحديثه الازع لها
" كان عندى حق لما قولتك انك لازم تكشفى نظر ، لانك المرادى نظرك خانك وخلاكى تشوفى وتحاولى تقربي من حاجه مش ملكك ولا عمرها هتكون ملكك يا تيا " قالها وهو يتركها ويذهب لغرفته ولكن أوقفته كلماتها المليئه بالغرور مثلها
" تيا لما بتحط عينيها على حاجه بتبقا بتعتها بكل سهوله يعنى اللى مش ملكى بخليه ملكى أنا وبس يا بيلو " قالتها وهى ترسل له قبله فى الهواء
ضحك ملىء فمه قائلا وهو يصعد على السلم " نجوم السما اقربلك يا قلب بيلو " نطقها بسخرية من حديثها الجرئ ، فأتى فى مخيلته مسك وحديثها معه فرغم حبها له لم تتجاوز حدودها معه ابدا رغم تلك السنوات التى قاضوها سويا ظلت تحافظ على نفسها لاخر لحظه ، لا لا يوجد وجه مقارنه بين تيا ومسك
تيا جرئيه جدا وجرأتها تلك تجعله يتقزز منها رغم جمالها ولكن مسك قلبه ليس لها مثيل أبدا ولن يكون يكفيه برأتها التى تجعله يتمنها أن تكون ملكه فقط ويترك تلك البلده ويهرب بها لبعيد ، ولكن الصبر فقط وسوف يأخذها لبعيد لمكان لا يعرفهم فيه احد ليعيشا سويا براحه وسعادة ولن يكون هناك أحد لعوق زواجهم من بعض فها هو قد اقترب من إنهاء موضوع أخيه وبعدها سيكون شاغله الشاغل هى مسك الليل *مسكه*
_________________________________________
وقف على أعتاب بيتها وأخذ نفس عميق يحفذ نفسه لما يسمعه منها بعد أن طلبت منه أن يأتى لها لأن عندها ما تريد أخباره شىء بخصوص أخيه رشاد
وهاهو يجلس أمامها ينتظر لما ستقوله له بخصوص أخيه نظر لها بعيون خبيره فرؤيتها وهى تفرك يدها والتوتر والخوف ظاهران عليها هكذا يجعل حدثه ينذره بخطورة ما سوف تقوله له
حاولت التحدث بنبره هادئه ويعطيها الأمان لتتحدث معه بحريه تامه
" زينه انتى اكيد مش جيبانى هنا الا عشان حاجه مهمه وانا حاسس انها تخص موت رشاد فالو عندك حاجه مهمه فعلا قوليها لو يهمك أن حق جوزك وأبو ولادك يرجع ، بس قبل دا كله عاوزك تطمنى ومتخافيش من حاجه انتى فى عنيه يا زينه وعيالك دول ولاد أخويا يعنى ولادى "
رفعت رأسها عند نطق جملته لها" انتى فى عنيه * وهنا انهمرت دموعها على وجنتيها وهى تتذكر تلك الجمله التى كان زوجها يقولها لها دائما ، فهو عندما يريد طمئنتها كان يخبرها أنها فى عينيه ولن يتركها ابدا أتت تلك الذاكره على بالها الأن
فلاش باك
" بحبك يا رشاد بحبك وهفضل فى خدمتك لأخر العمر بعد ماسترتنى ، وختني وأنا أرض بور مانفعش لحاچه ، وچيت انت وخليت الأرض البور الناشفه دى لأرض زراعيه فيها كل الخير والأرض دى دلوقتى جوها جزء منك يارشاد وشايله بدل الزرعه اتنين "
قالتها وهى تحتضن بطنها وتبكى بفرحه كبير وكان الله عوضها وجعل بعد العسر يسر وها هى بين أحضان رجل قد تجمعت كل الطيبه والحنان ليصبح زوجها
هزت رأسها له وكأنه تؤكد له ما جال له بخاطره قائلا فرحة عارمة " ايوه يارشاد انا حامل فى تؤام "
صدم رشاد بما سمعه منها وهو ينظر لها ببلاهه " طب ازاى واحنا كشفنا فى المستشفى والدكتوره جالت انك حامل فى عيل واحد "
أجابت زينه قائلا " انا روحت انا وأمى عند الدكتورة فى المستشفى فى بلد چمبينا وجالتلى أن سعات الكيس التانى مبيظهرش فى الأول وادينى اهو حامل فى توأم وهتبجا أبو العيال وتنسانى "
ضحك رشاد ملئ فمه قائلا وهو يحتضنها " مجدرش انساكى يا ام العيال ، أنتى فى عنيه يازينه " قالها وهى يكاد يشعر أنه يحلق فى السماء من فرحته"
عوده للوقت الحالي
" زينه .... زينه.... زينه انتي سمعانى " خرجت على تلك الندائات من فم راضوان ليجعلها تستفيق من شرودها هذا
خرجت تلك المسكينه البائسه من ذكرياتها الجميله على الحقيقه المره ونظرت لأخو زوجها الحبيب
" أنا هجولك على كل حاچه يارضوان بس عاوزك تحلفلي برحمة أخوك انك هتحمينى مش عشانى دا عشان عياله '' قالتها وهى تشير على بطنها
هز رضوان رأسه قائلا " أوعدك يازينه انا قولتك أنتى وعيالك فى عنيه "
" لاه متجولش أكده تانى أنا محبش اسمع الجمله دى غير من رشاد ، عاوزه رنتها فى دماغى تبجى من صوته هو مش من حد تانى "
_________________________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية