رواية مسك الليل الفصل الخامس عشر 15 - بقلم سارة طارق
الفصل الخامس عشر ( ضحيه جديده)
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى على شفيعك يوم القيامة
_________________________________________
انزعلت عن العالم وهى تتذكر ماحصل لها كانت تشبه الورود البيضاء التى تتفتح فى فصل الربيع وينهال عليها الناس لشرائها من كثرة جمالها
كانت شابه صغير تبلغ من العمر تسع عشر عام فى ريعان شبابها جميله هادئه تعشق الحياة إلا أن انقلبت حياتها صدفه غريبه جمعتها معه فى مكان واحد أو كما كانت تظن هى أنها صدفه وبعدها علمت أنها صدفه مدبره لكن علمت بعد فوات الاوان
تسير بهدوء ناحية جامعتها وتمسك بيدها حقيبة صغيره وضعتها على كتفها بعد أن مرت بتفتيش وبعدها دخلت وهى تزين فمها بسمه صغيره فاهو حلمها يتحقق وتلتحق بالجامعة كما تمنت طول حياتها ويعطيها الله فرصه لتكمل تعليمها وتلتحق بكلية التجارة
هرولت بسرعه تريد أن تتفقد الجامعه تريد مشاهدة كل مكان بها تريد حفظ كل طرقاتها لتشعر أنها ليست نائمه وان هذا ليس حلم بل حقيقة ، ولكن أثناء مشاهدتها لأركان جامعتها وجدت نفسها تلقى على الأرض أثر دفعة فتاة لها أثناء سيرها
رفعت زينه يدها لأعلى تتحسس كوها الذى أصيب أثر دفعة تلك الفتاة التى تسير بطريقة عشوائية ولا تأبى لأى أحد
وجدت زينه أثار الدماء على كوعها وظلت تلعن وتسب فى تلك المجهوله التى أصابتها بهذا الشكل ولكن خرجت من دوامة سبابها على صوت تلك الفتاة
" أنا أسفه بجد ، مختش بالى منك أنتى كويسه " قالتها راوية وهى تمد لها يدها لتساعدها على النهوض
لم تسمك زينه يدها ونظرة لها شرزا وهى تكاد تموت وجعا بسبب أصابتها
" وأنا أعمل ايه بأسفك ده بعد ما بهدلتينى بشكل ده حتى بلوزتى اتبهدلت دم ، ابقى خالى بالك المره الجايه يا انسه وبصى جدامك بدل متخبطى فى الناس أكده ولو نظرك ضعيف ابلبس نضاره " قالتها زينه بعصبية وهى تتحسس كوعها وتحاول كدم الدماء منعا لتلويث ثيابها التى كات مكونه من بلوزه بيضاء وجيبه من اللون الاسود وتغطى شعرها بطرحه لونها أسود
تركت راويه تنظر لها بضيق تعلم أنها مخطئه ولكن هى لم تقصد حتى تهينها بهذا الشكل
تحركت راويه لتبحث عن كليتها فهذا يومها الأول فى الجامعه فهى نقلت من جامعتها لتلك الجامعه فهى فى الفرقه الثانيه كلية أداب فرنساوي
بينما زينه ظلت تسأل بعض الفتيات عن مكان المرحاض حتى دلتها أحد الفتيات عن مكانه
دخلت ولكن تجمدت ونظرت بصدمه لما تراه تفتح فمها حتى كاد فمها يصل للأرض على أثر صدمتها
فكانت تشاهد بعض الفتيات يقفان أمام المرأه وكلا منهما تحمل حقيبة كبيرة بها جميع انواع المنتجات الخاصة بتجميل بكل أشكالها وأنواعها
وكانت المحادثه مع تلك المجموعة الصغيره المكونه من ثلاث فتيات يتزين أمام المرأه
'' بت يافردوس معاكى ايلانير عشان اللى معايا شكله خلص " نطقت بها أمل وهى تضع احمر شفاه لونه أحمر صارخ من شدة ثقل لونه
نظرت لها فردوس التى توقفت يدها عن وضع الماسكرا على رموش عينيها قائلا بدهشه
" انتى لحقيتى يا أمل تخلصيه دا انتى لسه جيباه الاسبوع اللى فات "
لم تنظر. لها وهى تردف " اه ياختى خلص الحاجات مبقاش فيها بركه خالص "
ردت عليها صديقتهم الثالثة ماهى قائلا بسخرية من أفعال فردوس
" ياشيخة حرام عليكى دا أنتى بتمسكى الحاجه وتحطى منها بافترى ولا كأنك بتحطى فى اخر زاتك
دا انتى امبارح رسما الايلاينر رسمه قد صباعي "
ردت عليها فردوس بزدراء" وانتى ايش فهمك انتى عن المكياج ، دا الواحده أن مكانش الأيلاينر يترسم على عينيها كده ويخليها واسعه زى عين الجاموسه مايبقاش له لازمه "
وهى الجاموسه بتحط ايلاينر " لم تخرج تلك الجمله من الثلاث فتيات بل خرجت من فم زينه التى مازلت تستمع لهم وهى تكاد تجن مما ترا وما تشاهده فهى الان تشاهد بعض العرائس الحلوة المزينه بعدد كبير من الألون الغير لائقه على بعضها جعلها تظن نفسها فى سرك ما وتشاهد مجموعه من البهلونات يقومون بعرض ولكن لم يكن مضحكن على الإطلاق بل كان عرض يثير الاشمئزاز
نظرت لها فردوس من أعلى لأسفل تتفحص تلك الدخيله كما تظنها وجدتها فتاة جميلة وجهها لم يلمس اى نوع من مستحضرات التجميل وهذا ما جعلها جميله جمال هادئ فاوجهها لم يتشوه بتلك المستحضرات غير فى مرات قليلة وفى مناسبات مهمه بنسبه لها وكانت تضع القليل فقط
ردت عليها فردوس بتعالي " وأنتى ايش فهمك انتى عن عيون الجاموسه طب دا انا الواد بتاعى مايعرفش ينام كده ولا يرتحله بال غير وهو شايف الأيلاينر وهو مرسوم على عينى ولو رفضت اقبله بيقلب فى صور يشفهم عشان يتكيف "
نطقت تلك الزينه التى تكاد تكون معلوماتها عن الميكاب تتلخص فى أحمر. الشفاه الخاص بها منذ الابتدائيه الذى تضع منه على شفتيها ووجنتيها وباعصبعها حتى لا ينتهى ويبقا معها لأطول فترة ممكنه
" لا احنا عندنا فى البلد جاموسه بس مبتحطش الايلاينر ده " نطقتها باستغراب شديد
نظر الفتيات الثلاثه لبعضهم وبعدها وانفجرا فى الضحك على تلك الحمقاء التى اخذت الجمله بجديه فهم لم يقصد المعنى الحرفي للجمله وانما هذا مجرد تعبير مجازى ليس إلا
اقتربت منها فردوس بخبث قائلا" تعالى ياحلو وأنا افهمك "
اخذتها فردوس وأوقفتها أمام المرأة وكادت ترسم لها عينيها ولكن اوقفتها يد ماهى التى نطقت بصدق
" بلاش يافردوس ولله شكلها كده احلى من غير حاجه ، متبوظيش شكلها "
نظرت لها فردوس بغيظ تحسها على الصمت حتى تستطيع تشويه ذلك الوجه الجميل وجعلها يشبه وجهها الذى تشوه من كثرة مستحضرات التجميل التى تضعه على وجهها بشكل دوري على مدار اليوم
فافردوس رغم أنها جميله إلا أن ثقتها المنعدمه بنفسها جعلتها تضع تلك الكميه المريبه ظنن منها أنها هكذا ستصبح الأجمل كاذب من أخبرها هذا بل جعلت نفسه تشبه البهلوان الذى يضع تلك الكمية حتى. يضحك الناس عليه وعلى شكله فهى قد أضاعت جمالها الطبيعي بتلك الادوات الأصتناعيه
كادت تقرب القلم لترسم عين زينه ولكن هربت زينه من أمامها ودخلت أحد المراحيض الخاليه وأغلقت بابها عليها وهى تأخذ أنفاسه بصعوبه فنظرات تلك الفتاة لها لم تكن بريئه ابدا
أخرجت زينه هاتفها لتحدث والدتها قائلا بغباء
" أما هو احنا مش بنحط ايلاينر لجاموسه بتاعتنا ليه "
خرجت من دوامة ذكرياتها على هز قوية من والدتها
" سرحتى فى. ايه تانى يازينه ، انتى مش خلاص جولتى راضوان على اللى تعرفيه "
ردت تلك الضائعه " سرحانه فى خيبتى ياما ، سرحانه فى عقاب ربنا ليا ، كنت مفكره أن خلاص خت عقابى من حاتم بالعمله فيا اترينى خته فى رشاد ياما وراح وعمره ماهيرجع تانى راح بسببي ياما راح بسببي هورى وشي ازاى لعيالو لما ييجوا على وش الدنيا هقولهم ابوكم مات بسبب امكم اللى هى انا اقولهم مات عشان يجيب حقى من اللى. خد شرفى ياما اقولهم ايه اقلوهم ايه " قالتها وهى تضرب نفسها وتبكى يكاد قلبها يخرج من فرط حزنها على حبيبها رشاد الذى قتل غدراً من بعض الذئاب البشريه التى تقتل وتنهش بلا رحمه ولا شفقه
أمسكت والدتها يدها بقوة حتى تستطيع أن تسيطر على تلك النوبه التى تأتيها كلما تتذكر رشاد زوجها
" استهدى بالله يابنتى واستغفر ربك دا عمره ومكتوبله هيموت ازاى من قبل حتى ماينولد ، دا نصيب " ظلت هناء. تهدأ ابنتها حتى استكانت بين يدها
نطقت بحنان لتهون على ابنتها التى تخرج شهقات أن سمعها كافر قلبه من حديد لأنخلع قلبه من شهقاتها تلك التى تعبر عن مدى الحزن والحاله البائسه التى بها تلك الضائعه التائه فى حياتها
" أهدى ياضنايا ، أهدى ، اسمع ياحبيبتى احنا موجودين فى الدنيا دى عقاب من ربنا وأى حاجه بتحصلنا دى بتبقا امتحان كبير ربنا بيختبر صبرنا فيه ، موت رشاد مش بسببك دا مقدر ومكتوب واحنا مجرد أسباب يابنتى ، انا مش بقولك كده عشان متعاتبيش نفسك لاه عتبيها على الغلط اللى عملتيه بس اوعى تعتبيها على موت رشاد عشان ده قضاء ربنا ، أنتى غلطى وتوبتى وربنا غفور رحيم ، هيقبل توبتك دى وهيردلك حقك من كل اللى ظلمك وبكره تشوفى ولادك لما ييچوا بسلامه هيعوضوكى عن كل حاچه عفشه حصلتلك ، جومى صلى لرب وهو جادر يشفى چرحك نزلى دموعك دى وأنتى بتصلى وبين ايدين ربنا هو احن عليكى حتى منى ومن اى حد "
سندتها حتى دخلت واغتسلت لترتمي بين أحضان خالقها تشكوه همها ضعف حالها
_________________________________________
تائه ضائع خائف يخش كل شىء يبكى أمام قبر أخيه
يشكيه من الهم الذى يحمله فوق ظهره ، يخبره أنه خائف من كل شىء يخش أن يتأذى أحد من أهل البلد يخشى على أبيه وأمه ومن قبلهم زوجته وأبنائه يخش الا يكون كتفيه قويان بما في الكفايه لحمل تلك الأمانات فوق كتفيه نعم هى ليست أمانه واحد بل أكثر بكثير أمانه ليست فقط مستقره على أهله لا بل أمانه بعدد أفراد بلدته وسكان مصر كلها نعم فاقوات الجيش المصرى يحملان أمانه كل شخص فى مصر كلها حتى يطمئن أهل البلد لايخشون شئ مقابل قلقهم هم وعدم نومه براحه بال مثلهم هم.. كما يلقبون حراس المحروسه وراضوان أحد هؤلاء الحراس فعل المستحيل ليلقب بحارس المحروسه
لمس قبر أخيه بيده وهو يتذكر لقائه مع زينه
فلاش باك
" أنا كنت فى كلية تجارة ، وجابلت واحد هناك اسمه
حاتم ذكى نعمان ، كان دكتور عندينا فى الجامعه واتعرفنا على بعض و حبينا بعض أو زى ماكنت مافكره أن ده حب "
رغم الضيق الذى اعتلى صدر راضوان ولكنه لم يظهر هذا على وجهه لقد كتمه كى تكمل ولا تخاف منه
تنهدت بضيق قائلا
" لما اتعرفنا على بعض قالى أنه بيحبنى الأول استغربت أنه حبنى بسرعه كده واحنا منعرفش بعض غير من اسبوعين ، سبته ومشيت مردتش عليه بعدها مره فى مره طلب أنه يتجوزنى بس لما طلب منى أن احنا نتجوز فى السر لحد مايكون نفسه ويقدر يجى يتقدملى وطلب أن جوازنا يبقا فى السر لحد مايقدر يقنع أهله ويتجوزنى ونسافر لأخوه بره " هنا حاولت كتم شهقاتها ولكنها لم تستطع وانهمرت دموعها
" فضل ورايا وضحك عليا باسم الحب وأنه مش قادر يبعد عنى وأنه مش حابب يعمل اى حاجه حرام ، لما لاقانى رفضت وقطعت علاقتى بيه حتى محاضراته مابجيتش أحضرها ، بطل يكلمنى جولت أنه يأس منى ومبقاش يكلمنى أو حتى. يسأل بعدها روحت الجامعه السنه اللى بعديها لقيت مكالمه من حد على تليفونى وكان رقم غريب
فلاش باك
أنهت محاضراتها وكانت تشعر بتعب فكان يوم مرهقاً جدا ، لها وكان كل ما تريده هو أن ترتمى فى حضن وسادتها وتنام بعمق حتى تنتهى من ارهاقها هذا
وجدت هاتفه يعلم عن اتصال لرقم غير مسجل عندها لم تعره انتباهها ولكن وجدته يتصل مره اخرى تنهدت بتعب وقامت برد
" السلام عليكم" صمتت عندما وجدته حاتم
" ازيك يا زينه عامله ايه ، أنا كنت بكلمك بس عشان عاوزه اقابلك وأقولك خبر حلو "
نطقت زينه بضيق
" حاتم أنا مفيش بينى وبينك أى حاچة حلوه او وحشه احنا اللى بنا كان غلطه وأنتهت "
رد الآخر بسرعه قبل أن تغلط الهاتف
" استنى بس يازينه واسمعينى أنا كنت حابب اقولك أن ظروفى خلاص اتحسنت وهقدر اتقدملك واتجوزك قدام الناس كلها بس كل اللى محتاجه منك نتقابل فى أى حته "
ترددت الاخره من مقابلته فقلبها ينذرها الا تفعل
وبالفعل رفضت وأغلقت المكالمه معه وأخبرته أنه إن كان يريد مقابلتها فاليأتى لبيتها أمام أهله ويبلغها مايريد
وأثناء خروجها وجدت من يمسكها ويدخلها سياره أجرى وينطلق بها قبل أن يمسكه أحد رجال أمن الجامعه وكان ملثم حتى لايعرف أحد وكانت السياره بل أرقام حتى لا يعرفه من صاحبها
خلع هذا الملثم شاله وكشف عن وجهه وهو يبتسم بخبث قائلا
" اللى ميجيش بالحب تجيبه بالعافيه " قالها حاتم وهو ينظر لجسد تلك المسكينه النائمه بسبب ذلك المهدئ الذي وضعه على وجهها حتى يمنعها من الصراخ
وهاهو حاتم نجح فى أن يضيع طريق السيارات التى كانت تركض ورائه يعلم أنها مخاطره كبيره ولكنه فعلها كثيرا وليست تلك أول مره
عوده للوقت الحالى
صدم راضوان بسبب ماسمعه منها ، كيف وصلت حقارة هذا الشاب لتجعله يخطف فتاة وأخذها بالغصب لأنها رفضت أن تكون زوجة له فى السر
ولكن ماشتت انتباهه هو مادخل أخيه بتلك القصه
فسألها راضوان ليستفسر أكثر
" طب رشاد دخله أيه فى اللى بتقوليه ده ، وأيه اللى حصل ليكى "
ظفرت الدموع فائلا بقهر
هكملك وتعرف دخل رشاد ايه "
فلاش باك
كانت ممدده لا حول لها ولا قوه ، بسبب تأثير المخدر
الذى اشتمته ، ملابسها ممزقة شعرها مبعثر تكاد تشبه الأموات بسبب هيئتها وشحوب وجهها الملفت
تمللت فى نومته وحاولت فتح عينيها ولكن أغلقتها بسبب ألام رأسها التى تجعل الرؤية مشتته لديها قررت الفعلى أكثر من مره حتى استطاعت فتح عيونها وهنا انكمشت ملامحها عندما وجد.ت نفسها فى غرفة غريبه عليها ، نعم هذه ليست غرفتى ولا هذا سريرى و... هنا أستفاق عقلها ويتذكر ماحصل لها وأن هناك من أختطافها
وجدت نفسها تلقائين تنظر لجسدها وهنا انكمشت على نفسها وعندما وجدت أنها فقضت أعز ما تملك علمت أنها فقدت نفسها
كادت تصرخ ولكن سمعت شجار أحد بالخارج وهذا ما جعلها ترتعد أكثر من السابق
" أنت أكيد اتجننت ياحاتم ، انت البلوه اللى عملتها دى أنا مش هشلها معاك ، أفرض دلوقتى اتعرفت عليك وبلغت عنك ، ساعتها هتودينا كلنا فى دهيا "
نطق حاتم بضجر
" كنت عاوزنى أعمل أيه يعنى أنا حاولت معاها اكتر من مره وهى رفضت ، أنا كنت عاوزها ، وهى اللى نشفت دماغها يبقا تستاهل بقا ، اسمع أنا جايبك هنا عشان البت دى هى اللى هتجبلنا المعونه بتاعة الجماعه بعد ما اتمنعت "
نظر له الأخر بابستفسار
" ازاى ، زينه اللى هترجع المعونه اللى ممنوعه علينا بقالها اكتر من شهر ، دا ماحدش قدر يرجعها أبدا "
غمز له الأخر بخبث قائلا
" نخليها من حريم الأمير الجديد ، وأهى بت حلو وجميله وتجذب أى راجل ليها من أول نظره ، وهى اللى هتجبلنا داغ الأمير ويمكن كمان تساعدنا أننا نتخلص منه وساعتها تبقا انت أو انا الامير الجديد ''
" أنا لا عايز ابقا أمير ولا غيره خلينا بس فى المهم دلوقتى ، ازاى هنقدمها للأمير وازاى هنقنعها بدا "
غمز له حاتم قائلا بعبث
" هنقدمها ازاى دى لعبتك انت ، أنت مش دكتور نسا برده ، هنقنعها ازاى بقا فاسبها عليا أنا يا دكتور بلال "
ظل يتحدثان تحت أنظار تلك المسكينه التى تستمع لخطتهم القزره لقتلها مجدداً ، وأنها ستصبح كبش فداء لأوغاد مثلهم ، كتمت شهقاتها وضعت يدها على فمها تمنع خروج اى صوت لها حتى لايعرفوا أنها استيقظت واستمعت لهم
خرجت من توهانها ، على صوتهم
" انت عملت أيه فى الفيديوهات اللى صورتهالك ، والورق اللى بعتهولك على التليفون"
ابتلع حاتم المياه التى كانت فى حلقه وترك زجاجة المياه أمامه قائلا
" متقلقش جمعتهوملك كلهم ، على فلاشه وخبتها جوا فى الكتب بتاعتى " ثم تنهد بضيق
" أنا قرفت يابلال ، بقالنا قد أيه بنصور العمليات اللى بنعملها عشان تنيل ونبعتها للبوليس ونبلغ عن الزفت الأمير معتصم ونخلص منه ، معتصم لو اتقبض عليه يا أنا يا أنت هنبقا مكانه وفى الحالتين احنا الكسبانين ، بس أنا مش عارف أنت مستني أيه "
جلس بلال جواره وترك الأوراق التى كانت بيده ونطق بذكاء ثعلب يملأه المكر
" لو بتكره واحد وعاوز توديه فى نصيبه هتستنا لما يعمل مشكله وتبلغ عنه ولا تستنا لما تجمعله كذا مصيبه حلوه كده عشان يروح بلا رجعا ، لو اتقبض عليه تضمن منين أنه ميجبش سرتك فى الموضوع انت و الجماعه بتاعتك ، أنا ممكن أجاريك فى الكلام ، وأعمل الأنت عاوزه وابعت الفلاشه ، بس لو معتصم اتقبض عليه من اول قلم هيجركوا وراه زى الفراخ الديخه ، وأنا كده بره. اللعبه مش عليا حاجه ولا حد يعرف بيا "
هنا احتدت عين حاتم قائلا بضجر
" بس انت معانا يابلال وهتجر معانا يابلال"
هنا علت ضحكات بلال قائلا بسخرية
" وأنا مين بقا اللي هيعترف عليا ، وأنا محدش بيشوفنى ولا يعرفنى غيرك ، حتى لما بعالجكم ، ببقا متخفى ، متقلقش عليا أنا واخد كل الاحتياطات اللى تحمينى منكم ولو حد فكر بس أنه يجيب أسمى هنهيه هو عائلته كلها ، الا لو. انت غدرت بيا وجبت سيرتى ساعتها هطلع منها زى الشعره من العجين واسيبك انت تلبس لوحدك يا حلاوه "
رغم غضب حاتم من أن حديث بلال صحيح و يعلم أنه ثعلب ولا يتسطيع أحد أن يوقعه بسهوله
ومن يفكر فى أن يغدر ببلال سوف يقع فى جحيم غضبه الشديد الذى يجعلك تتمنا الموت افضل من بأى طريقة افضل من. أن تموت على يده
اخرج بلال من حقيبته حقنه ويسحب بها سائل من زجاجه صغيره وهو يبتسم من جانب شفتيه
" أحنا هندهلها دلوقتى"
نطق بلال دون أن ينظر له قائلا " لا أنت اللى هتدهلها انا مش لازم أظهر عشان هى عارفه شكلى كويس " ثم نظر فى ساعته
" فاضل عشر دقائق ومفعول المخدر ينتهى ، فلا زم تخدها قبل ما تصحا وتعملنا قلق "
رد حاتم عليه بمكر " طب ما تخليها زى ماهيا يمكن تحمل واهو تولد.ونبيع العيل. لناس اللى بتتعامل معاهم ، الدنيا مزنقه مع اخوك اليومين دول على الأخر "
أخذ بلال حقيبته ورد عليه وهو يتجه للخارج
" العيون اليومين دول متفتحه على الدكاتره ، وأنا مش هغامر بسمعتى عشان خاطر واحد مفلس زيك "
خرج من الشقه وترك حاتم ينظر له بضيق ولكنه رغم غضبه من ذلك الرجل سليط اللسان إلا أنه لن يستطيع أن يتفوه بكلمه م مع هذا البلال
أخذ الحقنه واتجه للغرفه ليحقنها لها حتى لا تستطيع أن تحمل منه
_________________________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية