Ads by Google X

رواية مسك الليل الفصل السادس عشر 16 - بقلم سارة طارق

الصفحة الرئيسية

   

 رواية مسك الليل الفصل السادس عشر 16 - بقلم سارة طارق


الفصل السادس عشر (البساطه )
 
_________________________________________



تسللت بهدوء تام وفى كل خطوه تخطيها تنظر حولها لتتأكد أن لا أحد يراها ، تكاد أنفاسها تخرج بصعوبه من شدة خوفها ظلت هكذا حتى وصلت لتلك الغرفه التى يعيش فيها ابنها الوحيد الذى رماه أخيه فيها بحجة أنه يحافظ عليه ، ولكنها لاتصدق ما يقوله فهى تعلم نوياه الخبيثه جيدا فابلال يشبه أباه فى كل شىء حتى فى خبثه ومكره وعشقه المريض للمال حتى لو على حساب أقرب لشخص له 



ترقرقت الدموع بعينيها عندما وجدته ينام وهو ينكمش على نفسه بتلك الطريقه ، وجهه الشاحب وهزلان جسده الذى كان يملاءه العضلات الأن وفى تلك الأشهر أصبحت تلك العضلات مجرد ترهلات من كثرة الخوف والرعب الذى تملك من ابنها وقلة الطعام 



اقتربت منه وسقطت على ركبتيها وأخذته بين أحضانها وظلت تبكى على حال صغيرها وتدعى على من تسبب له فى تلك الحاله المزريه



بعد أن طمئنت على حاله وأخذها بين أحضانه وأفرغ كل ما بداخله بين أحضانها ، وظل يدوع أن يعود لأحضان أمه من جديد بدون. خوف أو رعب



ربطت على كتفيه وهى تبتسم له قائلا " كله هيرجع ياولدى بس الصبر " 



هز رأسه لها وهو ينظر أمامه يعيد حساباته من جديد قائلا 



". فعلا ياما الصبر ، وانا ولله صابر وربنا يستر " ثم استدار لها قائلا بشك 



" عملتى اللى جولتلك عليه ولا معرفتيش " 



أخرجت من جلبابها كيس أسود به أوراق مطويه واعطتها له 



" هما دول اللى لجتهم فى المكان اللى جولتلى عليه ، بس أنا حاولت أعرف دول بتوع ايه بس انت عارف انى مبعرفش أجره وكمان لجيت بتاعه سوده صغيره أكده بس مخبراش بتاعة ايه بس جولت اجبهالك يمكن يكون ليها عوزا ولا حاچه " 



بحث داخل الكيس حتى وجد ذلك الشئ الأسود الذى تتحدث عنه والدته " 



أبتسم بإتساع وأرضف بخبث قائلا" كده تمام أوى ياما ، أنا من بكره هبعتلك كل اللى اتفجنا عليه بس خالى بالك وأنتى بتستلمى الحاجات دى محدش يشوفك ، أنا عاوزها عمليه نضيفه ياما ، أبوس يدك مش عاوز أى غلط ، الغلطة الوحدة هتبجا بعمر ابنك "
دق قلبها من شدة الخوف ولكن رغم كل هذا الخوف الذى ينهش فى. قلبها خوفا على ابنها إلا أنها ستحاول حتى تبعده عن كل شيء قد يأذيه حتى لو على حساب نفسها 



ربطت على كتفيه قائلا " متجلجش ياوالدى ، ربنا هينصرنا أن شاء الله " 



تنهد الآخر بخوف شديد يشعر أن هناك شئ خاطئ سوف يحصل معه ولكنه لن يتنازل عن حلمه أن يهرب من بلدته بإى طريقة كانت 
 
          
                
" أدعيلي ياما " قالها بقلب قرع من شدة الخوف 



بكت تلك المسكينه قائلا" دعيالك يانضرى ، ربنا يسلمك من كل شر ويبعد عنك كل حاچه تأذيك حتى لو كانت نظره ، روح ربنا ينورلك طريجك ، بس انت سلموا امرك وأتوكل عليه " 



هز الآخر رأسه وهو يرمى حموله على ربه ليرحمه من كل هذا العذاب الذى ينهش فيه ، وبعدها أخرج أمه بصعوبه وتأكد بعدها أنها أغلقت الباب عليه كما كان فا من حسن حظه أن أمه تحمل معها نسخ لمفاتيح اى. حجره فى البيت كله دون علم أى أحد غيره هو



رجع كما كان وأخرج الهاتف الذى جلبته أمه له بعد أن اتصل بها من هاتف بلال الذى قد نسيه عنده فى السابق وأخبره بمكانه وان تجلب له هاتف صغير دون أن يشعر أحد 



_________________________________________



" ناوى على أيه " خرجت تلك الجمله من صادق الذى يطالع بعينيه الثاقبه كل تحركات راضوان التى لاتنذر بإى خير بعد الأن 



رد عليه راضوان وعيونه مليئه بجحيم سوف يظيقه لكل من تجرأ على فتاه ومس شرفها ولو بكلمه فقط 
هو يكاد يموت عندما يضع أخته الوحيده مكان تلك الفتيات أمثال ورد و زينه ، فهو حميته كارجل لن تسمح أبدا أن يتعرض أهل بيته لتلك المواقف التى أقل ما يقال عليها قذره ، اقسم على أن يإذى أى. شخص وسوس له شيطانه لمضايقه فتاة سوف يقطع له لسانه ويعلقه على رقبته ليجعله عبره لمن يعتبر



" ناوى. على كل شر ياصادق ، وحق لا اله الا الله ، لرجع حق كل بنت فى البلد ضاع شرفها على أيد شويه (.....) زى دول ، حتى لو كانت على حساب 
حياتى كلها ، حتى لو هطر أجى على حساب مهنتى"
قالها وهو يقوم من جلسته على الأرض ،. وينفض يداه 
وعيناه يملأها الغل والغيره الشديده على عرض بنات بلدته 



أمسكه صادق من تلابيب ملابسه وجعل يستدير له 



" انت تقصد ايه بأنك هتجيب حقهم حتى لو على حساب مهنتك ، أوعا يكون هتعمل اللى فى بالى "



نزع راضوان يده صديقه قائلا وهو ينظر فى عينيه " هو اللى فى بالك ياصاحبى ولو فيها موتى " 



" لاء مش هيبقى فيها موتك ياراضوان دى هيبقا فيها سجنك يا سيادة الرائد " قالها صادق بسخريه 



رد عليه راضوان وهو يسير ويبتعد عنه " كله يهون قصاد انى اطفى النار اللى حرقت كل اب وأم على بنتهم ياصاحبى ، الموضوع بنسبالى دلوقتى بقا اهم من رشاد ، لأنى أتاكدت أن أخويا مات راجل زى ماعاش طول عمره راجل " 



صرخ به الآخر حتى يتوقف " أنا مش هسمحلك بكده ، دا على جثتى ياراضوان ، انت كده بضيع مستقبلك ياغبى " ولكن لم يجد أى رد منه وظل يبتعد حتى اختفى من أمام نظره




        
          
                
جز صادق على أسنانه حتى كادت تتهشم ببعضها ومسح وأرجع شعره بغضب شديد وهو يسبه فهو عندما يكون بهذا العند سوف يدمر كل شئ ، وهو يشعره بقرب النهايه أكثر يخيفه هو هدوء راضوان المثير برعب 
نعم فراضوان عندما يتكلم بهذا الهدوء أعلم بإنه الهدوء ضالذى يصبق العاصفه ولن تكون أى عاصفه عاديه بل عاصفه سوف تكون مبنية على الكره الغل والغيره الشديده عاصفه سوف تمحى كل شئ قذر على وجه تلك الأرض لتنظفها ، ولكن كما لكل حرب ضحايا ، أيضا لكل عاصفه ضحايا ، ولن يكون هو أحد تلك الضحايا هذه حتى لو كانت على حساب صديقه 
_____________________________________



تجلس على سور هذا القصر وتتابع بعيونها لتلك الارضى من حولها فا بعد مده سوف يصبح كل هذا ملكه ، فاهى ليست بالفتاة الغبيه التى تتنازل على كل تلك الثروة ، وترفسها بقدميها بل سوف تحتضنها بين يداها لتشبع رغبتها المريضه فى التملك
كا عريسها العنيد صاحب القلب الحجر واللين فى نفس الوقت فهو يصبح حجر على اى احد إلا على ثلاثه " أمه وأخيه ، و... تلك المسك التى عشقها بطريقه طلما تمنت هى أنت تحصل على ربعها فقط منه 



تنهدت بضيق وهى تحاول تشجيع نفسها بأنها لم تخسر فى اى تحدى مع أحد ، فالن تأتى مثل تلك الفتاة وتجعلها هى تخسر وتحدث نفسها قائلا 



" ايه يا تيا ، من امتى بنخسر ولا حد بيهز شعره فينا ، البنت وهتعرفى ازاى تبعديها عنه واللى مابيفهمش براحه بنفهمه بالعافيه ، وبلال راجل وهتقدرى تملى دماغه بس لازم نشتغلى على نفسك اكتر من كده " قالت اخر جمله وهى تنظر لجسدها الممشوق وتداعب خصلاتها الحرير وترمش بعيونها الساحره 



ناطقا بثقه " مع أنى زى القمر من غير اى حاجه بس كل يهون عشان نرضيه ونميل قلبه " قالتها بصوت يكاد يكون مسموع



" دا لو لاحظ اصلا ان فيكى حاچه متغيره " قالتها 
صفيه والدة حجاج وهى تنظر لها بسخرية متعمده إثارة غيرتها فاهى تكره تلك الفتاة التى تشبه نجوان فى طمعها وحبها للمال



" استدارت تيا لمصدر الصوت وبالفعل كما توقعت صفيه نعم من غيرها يخرج السموم من فمه غيرها هى



ابتسم لها تيا بمكر وتلاعبت بالحديث لترد لها حديثها الازع 



" ايه ده صفيه ، انتى لسه عايشه ، دا انا قولت أن ربنا رحمنا وخدك لعنده لما جيت ومشوفتش وشك ، بس الظاهر أن ملكيش مكان عند ربنا ، طب ماتشوفى فى المتحف المصري كده يمكن ليكى مكان جمب المومياوات الخدم اللى بيكونه مطحنتين جمب الملوك اللى. زيي كده " 



ضحكت صفيه ملئ فمها وهى تنظر لتلك الساذجه التى ظنت أنها سوف تغلبها فى الحديث لاتعرف أن التلاعب بالحديث هى هوايتها المفضله فى الحياة 



" لا يا عنيه أنا يوم ما روح المتحف المصرى هروح ، واتفرج عليكى وأنتى حتت جثه مرميه فى جلب علبه جزاز ( زجاج ) ومحنطينك عشان مفيش تربه رضيت بجتتك العفشه دى " قالتها وهو تستدير لتعود. لغرفتها ولكنها توقفت وأدارت نفسها لها لتزيد من إشعال النار التى اشتعلت فى تيا بعد حديث صفيه عنها 




        
          
                
نطقت صفيه لأثارت غيظها أكثر قائلا " أه بالحق ، جبل ما أنسه ، كنت چايه انصحك نصيحه صغيره أكده ، عمره الحب مكان بالجمال والحلاوه ، الحب ده بينبع من القلب الحبيب ويوصل لقلب المحبوب ، زى الرابط أكده ، واللى بيقيس الحب بشكل الجسم والوش ، ده يبجا مريض وعاوز يتعالج يأما ، بيبقا نوياه خبيثه ناحية اللى عجباه ، وانتى نوياكى مش بس هى اللى خبيثه دا جلبك كمان خبيث ميعرفش غير حب حاچه واحد بس ، وهى المال ، عشان أكده عمرك ما هتعرفى توصلي مع بلال لأى سكه ، وكل ماتحاولى تجمعيه معاكى فى سكه واحد هتلاقيه جفلهالك ضبه ومفتاح ، واحتمال كبير يرمى المفتاح فى البحر لسمك يبلعه عشان متلجهوش تانى ، 
مسك جدرت تكسب كيان بلال كله مش بجمالها ولا شكل جسمها ، هى كسبت عشق بلال ببسطتها فى حياتها وصدقها مع نفسها ومع حياتها ومع بلال ، عشان كده نصيحه بلاش تضيعى وقت على الفاضي وتدمرى حيات بنت ملهاش اى ذنب أن الرچل اللى بتحبيه حبها وهو اللى حفى وراها لحد معلجها بيه "



نظرت لها تيا بغيظ يكاد الحقد يخرج من عينيها وهى تستمع لقصة حب بلال مع تلك الفتاة



" وهى فيها ايه مش عندى عشان يحبها هى اكتر. منى ومع أنه عارفنى قبل منها ، ليه هيا وأنا لاء ايه اللى عندها مش عندى "



" لو على اللى عندك وعنديها ، فا أحب أجولك أنك عندك اللى هى عمرها ما تفكر فى أن يكون عنديها اصلا ، دا لو بتكلمى عن الحاچات اللى بتچيبها وبتشتريها الفلوس اللى طيرت عجولكم ( عقولكم) 
بس لو هتكلمى عن إلى الحاجات اللى منعرفش نشتريها بفلوس الدنيا دى كلها ، فأحب اقولك أن مسك بنت بسيطه اه بس عندها كرامتها وشرفها وجلبها اللى خلا واحد زى بلال بجبروته يقع فى حبها لدرجة أنه ممكن يبيع نفسه لأجل ابتسامه أصغيره منها بس ، ممكن يجتل نفسه عشان ترضى عليه ، يعنى دى واحده لا فارج معها لافلوس ولا ملك وحتى شهرة او سلطه ، دى. واحدة عوزا الستر والكلمه الطيبه من الرجل اللى هيبقا چوزها غير كده ، ميلزمهاش حاچه ، مش زى ناس عندها استعداد تجل من قيمتها وقيمة أهلها ، عشان خاطر الچنيه " صمتت صفيه ونظرة لتلك الواقفه أمامها وثم بصقت فى وجهها وهى تنظر لها بإشمئزاز ثم تركتها ورحلت 



اتسعت عين تيا من تلك الفاعله التى قامت بها صفيه وتقليلها منها بتلك الطريقة المهنيه ، ولكن ماصدمها أكثر أنها لم تستطع أن ترد عليها ، هل علبتها تلك المره وأخذت الجوله الاولى منها لصالحها ، ولكن لأول مره تشعر أنها عاجزه عن الرد على أحد 



استدرات بجسدها عندما سمعت صوت بلال وهو يخرج لشرفه ويسند بكلتا يداه على السور ، ظلت تتابعه وتنظر له وتفكر فى القادم معه كيف سيكون



ام عند بلال فظل يتابع السماء ، ويتخيل أن النجوم ترسم له وجهها أمامه ، ظل يتطلع لذلك الوجه الذي رسمته النجوم له بشوق كبير اشتاقها كثيرا ، نعم لقد أوقعته تلك الفتاة البسيطه فى شباك حبها وليس هناك مفر من تلك الشباك أبدا حتى لو كان هناك مخرجاً له لن يستخدمه مهما حصل لأنه أصبح يهوا شباكها كما يهواها هى ، أخرج هاتفه وبحث به حتى وجد صوره لها قد صورها له منذ بضع اشهر ظل يتطلع لضحكتها ووجهها البسيط والبرئ ، نعم هى بسيطه فى حياتها وجمالها ليست اجمل الفتيات ويوجد من هم اجمل بكثير ، ولكن رغم جمالها العادي هذا استطاعت دون مجهودا منها أن تجعل قلبه يهوى بين قدميها ، جعلت بلال الذى يعرف بقوته وشدته ورأسه المعروف لأعلى أمام الناس يقع تحت قدميها عبدا عاشقا يقول لها ( أؤمرى تطاعى موالتى ) 




        
          
                
اخرج شريحه من جيب بنطاله وادخلها فى هاتفه وكتب رقمها وقام بلأتصال بها فهى وضعته على قائمة المحظورين حتى لايستطيع أن يحدثها ابدا 



لم بجد رد ، فقام بفتح تطبيق الواتساب ، وكتب لها 



" لقد أشتاق قلبى لكى ، كشوق الأب لابنته بعد. سنين بعاد ، واشتياق الأم لأبنها بعد عذاب الحمل ، واشتقت كاشتياق العبد الفقير لبيت الله وزيارته للكعبه الشريفه، وأشتياق الحبيب لمعذبته القاسيه التى تركته وحيدا فى الصحراء الحارقه دون ظلها الحامى وبرودة نسيمها التى تشع منها عطر المسك ، 
الن يلين قلبك لقرينه ام وجد البديل عنى ،
لاتبتعدى عنى بعد أن جعلتى الصلب يلين بين يديك وجعلتى قلبى المالح عذب بعد نبضه لكى " 



*بلال*



كانت تلك رساله بلال لمسك الليل حبيته الوحيده والابديه كما يقول دائما 



_________________________________________



هناك ما يزعجها أثناء نومها ، صوت صراخها وهو يدوى فى كل مكان دماء متناثره على يدها اصوات صراخ اطفال ونساء حتى الرچال يصرخون 
وتقف هى بعيده عنهم تنظر لهم بصدمه تشعر أن لسانها مقطوع فى تلك اللحظه وهى ترى أنعكاسها أمامها يصرخ بقوة الدماء تملاء ثيابها بسبب هذا الجسد الذى بين أحضانها وكانت بقهره كبيره وتهز رأسها بقوة كأنها ترفض الواقع وترفض ماتراه 



كادت تقترب ولكن وجدت من يعيق حركتها بسبب حبل لف حول رقبتها حتى يتخلص منها 



حاولت مسك ان تنجد نفسها وحاولت أن تنادى لانعكاسها ولكن لم يتسمع لها أحد وكأنها شبح لايراه أو يسمعه أحد ولكن ماصدمها هو أن من ينخقها هو لم تصدق ما تراه ولكن وجدت أنفاسها تتلاشى بقوة 



هنا شهقت بقوة وجسدها كله يرتعش وتتحسس على رقبتها بهستيريه وكأنها تحاول أن تنبئ جسدها وعقلها أنها بخير ، أمسكت كوب الماء شربت منه القليل حتى تهدأ ولكن لم تهدئ وصورة الدماء عليها لم تفارق مخيلتها ، ولكن من الذى بين يدها أو من هى نعم هى فهذا الجسد الذى كان يقبع بين أحضانها فى حلمها كانت ترتدى ملابس سيدات ، يعنى أن من كان بداخل أحضانها سيدة أو فتاة ، وطريقتها فى البكاء بتلك الطريقه جعلت جسدها ينتفض تخشى أن يكون هناك شئ يؤذى أمها وأختها ، ولكنها استعاذت بالله من الشيطان وحاولت أن تطمئن نفسها أن هذا مجرد حلم سئ حتى تهدأ من خوفها هذا 



ولكن فاقت على هاتفها يونبأها يوجد رساله لها على أحد التطبيقات التواصل الاجتماعي



اقتربت مسك من فراشها وامسكت الهاتف بتثاقل ولكن تجمدت ملامحها عندما وجدت رسالة بلال أمامها ومن رقم مختلف وجديد 



ترقرقت الدموع في عينيها وكتمت شهقه كانت تخونها وتخرج من فمها ولكنها كتمتها بيدها 



أغمضت عيونها وتنهدت فى نفسها بوجع شديد يملأء قلبها 




        
          
                
" ليه عملت فينا أكده من الأول يابلال ، بعد ما خدعتنى چاى تجول انى وحشتك ، يارتها سهله زى الأول وأنا كنت رجعتلك ، بس دى تانى مره تدوس على جلبي فيها يابلال والمرادى بذات مش هرجعلك حتى لو هعيش على ذكراك أنا وجلبي العمر كله ، مع السلامه ياجلب مسك " قالت اخر جمله وهى تمسك الهاتف وتقوم بحظر رقمه من جديد ولم تكتفى بهذا فقط بل أغلقت هاتفها حتى تمنع أى شئ يأتى منه مجدداً تخش أن تعود إليه من جديد و تتهاون من جديد وتدعس كرامتها تحت قدميها من أجله ، ولكن لن تفعل هكذا بعد الأن ، حتى لو يذوب قلبها به عشقا ، فسوف تجعل من كرامتها وشرفها تاج على رأسها لبقية حياتها فليس هناك أحد يستحق أن تتنازل عن كرامتها مهما كان عزيزاً



_________________________________________



صد أذان الفجر فى جميع أنحاء البلده 



الله اكبر الله اكبر
اشهد ان لا اله الا الله
واشهد أن محمد رسول الله



استيقظت على صوته وقاومت دفئ فراشه لتستجيب لنداء ربها وتقيم فرضها 



بعد أن أدت صلاتها وختمت صلاتها قررت الجلوس عند النافذه لقرأت وردها اليومي 



عند ما بدأ بتلاوة آيات الله ، لمحت بعينيها هذا التائه يسير كالمغيب لمحت ذبلان وجهه وبنيته التى أصبحت ضعيفة جدا ، وتلك الهاله السمراء حول عينيه ، حزن قلبها ودمعت عينها على حال هذا الشاب الذى كان من خيرة شباب البلدة وكان أقواها وأذكها ، وكان من أكثر الشباب أدباً واحترامه لكبير قبل الصغير ،. أهذا هو راضوان الشاب الذى تتحدث عنه البلد كلها عن جماله وأخلاقه فى مساعدته الناس



نادت عليه لتحدث معه فهى عندما بدأت بتعرف عليه شعرت كأنه ابنها الذى لم ترزق به بسبب حديثه الجميل معها وخصوصاً كلمة أمى التى يقولها لها تهز قلبها كأم ، كم تمنت أن يعطعها الله ولدا مثله 



'' راضوان يابنى ، أنا خالتك زينات تعالى "



تابعته بعينيها حتى أتى لها وسلم عليها ، حزنت لرؤيته بتلك الحاله الواهنه



ابتسم له راضوان بتعب " كيفك يا أمى عامله ايه"



طرب قلبها لسماع كلمته قائلا



" بخير ياضنايا ، انت اخبار ايه ، عامل ايه فى الدنيا "



تنهد بحزن " تايه ولله يا أمى ، بس بإذن الله كل حاجه هترجع زى الأول ، متخافيش على بناتك أنا جولتك فداهم رجبتى ، ومتجلجيش محدش عرف حاجه عن ورد أنا عرفت أخفى الخبر عن الناس كلها ، اطمنى يا أمى أنا وعدتك بحمايتهم لأخر نفس فيا "



بكت زينات وربطت على كتفيه 



" روح ربنا يبارك فيك ياولدى ويسلم اللى ربوك وخلوك راچل جد الدنيا ، يارب يطمن جلبك زى مابطمن جلوبنا " مسحت دمعاتها 



" يابختها اللى هتبجا من نصيبك ياولدى ولله أمها هتبجا دعيلها ساعة فجريه بنت المحظوظه دى ولله كفايه أنها هتتنعم ف حنيتك دا كفايه جلبك اللى زى البفتا "



ضحك راضوان ملاء فمه حتى المتهم بطنه من طريقة حديثها قائلا



" مش لدرجادى يا أمى ولله ، دا انا كده أتغر واخد فى نفسي مقلب كبير جدا ، أنا ولله شاب عادى زى أى حد " 



ضربته على كتفيه بضيق مصتنع 



" اسكت ياواد ، انت مش عارف قمتك ، بص لنفسك ياواد ياخايب ... هو انت عندك كام سنه يابنى "



نطق بمراوغه وهو يسند يده على النافذة بجانبها ويغمز لها 



' تدينى كام يا عروسه "



" أديك ٢٧ سنه كده .... ايه عروسه يا جليل الحيا " 



ضحك راضوان" يعنى عامله توصفى فيا وتعكسينى ويسلم جمالك وحلاوتك وتربيتك ويابختها اللى هتجوزها وشويه تقوليلى عندى كام سنه ، وعماله تغزلى فيا ... لا على فكره أنا مهرى غالى ومش هتقدرى عليه "



ابتسمت زينات له بحنان وربطت على كتفيه قائلا" ولله يابنى على لو العروسه هى اللى بتدفع للعريس لكنت دفعتلك كل اللى أقدر عليه بس مش عشانى ، عشان مسك بنتى ، لأنك أنت الراجل الوحيد اللى ممكن اطمن على مسك معاه ، أنا عرفه أنك ممكن تستغرب كلامى وممكن تقول عليا بيعا بنتى ليك أو بعرضها عليك ، بس ربنا يعلم انى قد أيه نفسي أطمن عليها جبل ما ربنا يستلم أمانته ، ربنا يرزقها بواحد ابن حلال زيك ، يا بيك أنت عشان عارفه اللى فى جلبك ليها كفايه عندى لمعت عنيك دى لما جت سرتها " 



ربط راضوان على يدها قائلا بابتسامة باهته " ربنا يديكى طولة العمر وتفرحى بيها ، إنما فكرة أنها تكون ليا أو لغيرى دى بتاعة ربنا ، انا عن نفسي نفسي مسك تبقا فى بيتى النهارده قبل بكره ، 
بس عمرى ماهعمل كده وأنا عارف أن قلبها 
مش معايا أو يكون عندى حتى شك أنها مش هتحبنى ، أنا اه بحبها بس لا يمكن اخدها غصب عنها أنا بخاف حتى اكلمها للاقى ردها وحش فأبعد عنها ". 



ظل يتحدث ويعترف بما فى قلبه واندمج فى حديث 
دون أن يشعر بتلك الواقفه خلفهم وتستمع كل ما يقولونه ،وتسمع بإذنها اعتراف راضوان بحبه لها منذ كان صغير ، حزنت لأجله مسك فهى تشعر ما يقوله ،وتعلم أن ألم الحب ثقيل جدا ، ولكن مهما حصل لن يشعر بما تشعر هى به الأن 



تنهدت بضيق قائلا فى نفسها 



" ابتعد انت الآخر يكفيني ما أنا عليه ، لا اريد حمل ذنبك ، فقلبى لن يتحمل تجربه اخرى ممكن أن تكون فاشله " 



________________________________________
 

google-playkhamsatmostaqltradent