رواية زواج لم يكن في الحسبان الفصل السابع عشر 17 - بقلم امل احمد
" زواج لم يكن في الحسبان" الجزء السابع عشر
بعض الصدمات في الحياة تكون بسبب ألام الأقدار المكتوبة، هكذا كان حال رغد لم تكن تعلم أن يكون قدرها قاسي لهذه الدرجة معها.
رغد بصدمة وانهيار : يعني ايييييه بقيت عاجزة ، مش همشي على رجلي تااااني خلاص كده
نادية وهي تضم رغد : لا يا حبيبتي الدكتور قال وضع مؤقت وهترجعي زي الأول وأحسن كمان ونظرت للطبيب قالت : صح يا دكتور ؟
رغد وهي تبتعد من حضن والدتها وأنفجرت في البكاء أردفت بصوت عال قالت : لو سمحتوا اطلعوا بره عايزة أبقى لوحدي
الطبيب : إهدي يا مدام لأن العصبية غلط عليكي وعلى الجرح اللي في دماغك ، وكمان لازم الحالة النفسية تستقر عشان نبدأ جلسات العلاج الطبيعي
رغد وهي تتجاهل حديث الطبيب وتضع يدها علي الشاش الذي يحاوط رأسها وتغمض عيونها بألم : بره أطلعو بره
الطبيب : معلش يا جماعة سبوها لوحدها ، مراعاه لحالتها اتفضلوا ولم تهدى تقدروا تدخلوا تاني
فسمع الجميع كلام الطبيب وخرجوا من الغرفة عدا يونس
بعد أن خرج الجميع اتجه يونس وجلس بجانبها، رغد تنظر له بعيون حمراء منتفخة من البكاء : أطلع بره مسمعتش ولا مش بتفهم
وحاولت دفعه بيدها السليمة لينهض من جانبها ولكنه كان كالصخر لا يتحرك
أردف بندم : أنا آسف ومد يده ليمسح بقايا دموعها ولكنها ابتعدت بوجهها بعيداً عنه
أردفت رغد :اعتذارك مش مقبول ممكن تمشي
يونس بعند : لا يا رغد مش همشي أنا عارف اني غلطت في حقك وقولت كلام مكنش ينفع أقولة ومعترف اني كنت متسرع وغبي ومقدرتش وضعك ولا وجود أهلك ، بس غصب عني والله سامحيني وانا آسف مره تانيه
رغد بعصبية : اعتذارك مش مقبول ابعد عني يا يونس ..... واطلقت صرخة خفيفه بسبب الألم الذي صدر من رأسها
يونس بهدوء وخوف : ممكن تهدي ونأجل مشاكلنا وخناقتنا لبعدين
رغد كادت أن ترد عليه ولكنه وضع يده على فمها حتي لا تنطق بكلمة
خارج الغرفة
نادية بقلق : لا بقا أنا هدخل اشوف رغد مستحيل أسيبها اكتر من كده لوحدها معاه المفروض اكون معاها مش هو
علي وهو يمسك يدها : أستني هنا ، ده جوزها يا نادية هو راجل من الشارع
نادية بغيظ: بعد كل اللي عمله ولسه بدافع عنه ربنا يعلم من ساعة ما اتجوز رغد وأنا مش مرتاحة ليه واحساسي بعدم الراحة زاد اكتر لم رغد فاقت وهو داخل طوله من طول الباب زي التور مش فاهم حاجة وجرح بنتك ونكد عليها ومقدرش وضعها هو دة العاقل اللي هيحافظ على بنتك
على : أيوة لأني عارف يونس يا نادية انا لو شاكك واحد في المية أنه مينفعش رغد مكنتش وافقت على جوازها منه
في الاسكندرية
تجلس مي في غرفتها تتذكر حديث حبيبة معها
وتسرح بذاكرتها
حبيبة : أول حاجة يا جميلة هنعملها هنستعين بالله ايه اخبار الصلاه معاكي ؟
مي : الصلاه ؟ مش بصلي
حبيبة : معقولة مسلمة ومش بتصلي يا مي مينفعش الكلام ده ده ربنا بيقول في كتابه قال تعالى " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ"
إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (277) (البقرة)
أول حاجة في بداية العلاج النفسي القرب من ربنا يا مي توعديني أنك هتصلي
مي : أوعدك
يقطع شرودها رنين صوت هاتفها وكان الإتصال من آسر
تلتقط مي هاتفها وتقول : أيوة يا آسر
آسر : كنت بتصل أفكرك ميعاد جلستك بكرة يا مي
مي : فاكرة يا آسر متخافش هكمل وهتعالج عشان نفسي مش خوف منك
آسر : واضح كدة أن الدكتورة حبيبة تأثيرها عالي أوي
مي : جدا يا آسر متعرفش كمية الراحة والقبول ، شكرا لك
آسر : العفو
مي بتردد : متعرفش ايه اخبار رغد ؟
آسر بضيق : لاء معرفش ، هقفل عشان ورايا شغل سلام
مي : مع السلامة
بعد أن أغلقت مي الهاتف ووضعته على الفراش اتجهت الي خزانتها وقامت بفتحها وأخرجت " الكاميرا " الخاصة بها ونفضت التراب الموجود عليها وتذكرت حديث حبيبة لها عندما قالت لها أن كل شخص لديه شئ يجعله مميز ليس شرطا أن يكون متميزاً في الدراسة وهي بالفعل تمتلك موهبة تجعلها متميزة غير قليلة
ف مي تمتلك موهبة التصوير الفوتوغرافي بإحتراف
في المستشفى
يونس وهو يبعد يده من فم رغد قال : أنا آسف يا رغد سامحيني ممكن
رغد بوجع : أنت ازاي تفكيرك يوصلك انك تشك فيا بالطريقة دي ،انا مش وحشة اوي كدة انا غلطت اها بس اتعلمت وندمت
يونس : خلاص بقا نعتبر اللي حصل كانت وقفه شيطان وسوء فهم مني وانا معترف واعتذرت
رغد : هحاول أسامحك
زفر يونس بضيق قال : أنا حلمت بيكي ؟
رغد : حلمت بيا ؟ بأيه
يونس : حلمت أننا في مكان مجهول وأنتي قاعدة بتعيطي ورجلك ملفوفة بسلاسل من حديد وأنتي مش عارفة تتحركي ولا أنا عارف أفك الحديد من رجلك مش عارف دة كان معناه ايه ؟ وليه علاقة ب....... وسكت
رغد وهي تنظر لقدميها بحزن وتبكي مره آخري أردفت بضعف : يونس هو انا همشي تااااني صح؟ ومش هكمل بقية عمري كده أنا لو قعدت فترة طويلة كده مش هعرف أعيش الموت أهون عندي أكمل عمري بالوضع ده
يونس بإقتضاب : بس بقا ممكن متجبيش سيرة الموت يا رغد الكلام عنه سهل جدا هل كل شخص بيتمنى الموت مستعد ليه ؟ ولا مجرد كلمة سهله مع كل مشكلة الشخص يقع فيها أو يحصله ابتلاء
أنا عارف ان الموت مش شر لا مفر منه كلنا هنموت الموت ضيف كل بيت بس كل بيت ليه معاده ، عارفة الوجع مش في الموت نفسه ، الوجع في الفراق والأشتياق لروح مبقتش موجودة
رغد : بس الوضع اللي انا فيه مش متعودة عليه هكمل ازاي حياتي كده مش هقدر مش متقبلة فكرة العجز حتى لو فترة مؤقته
يونس بحنية : أنا معاكي وجمبك وهنعدي الأزمة دي سوا وهتخفي وهنقفي على رجلك وهتكوني أحسن من الأول
رغد : أتمني
فيقطع حديثهم صوت ضجيج في الخارج فينهض يونس ليرى ماذا يحدث في الخارج ؟
تتوقعوا هيكون ايه ؟
_ أمل أحمد
•تابع الفصل التالي "رواية زواج لم يكن بالحسبان" اضغط على اسم الرواية