رواية انا اولا الفصل السابع عشر 17 - بقلم براءة
Hou ya:
الفصل السابع عشر ...
آدم " عارف أنه يمكن انتي ماتحبينيش وعار..."
ليلى تقاطعه بنفي" لا مش كدة "
آدم باستغراب " ازاي؟"
ليلى وهي تحاول السيطرة على دقات قلبها وعلى خجلها " ماانا بردو بحبك وبحبك من زمان بردو"
انتظرت سماع رده وهي تطرق براسها للاسفل
لكن عندما وجدته صامتا رفعت راسها تنظر له وجدت وجهه قد تلون بالاحمر وليس وجهه فقط بل اذناه حتى .
غطى وجهه براحة يده وقال بنبرة حاول جعلها تخرج هادئة وجادة قدر الامكان عندما رآها تنظر اليه بدهشة
" دقيقة بس ياليلى اعطيني دقيقة وحدة بس "
ليلى بابتسامة دافئة جعلته يبعد يده ليتاملها بوضوح
" خد الوقت يلي عايزه "
قضت ليلى قرابة الساعة وهي تتحدث الى آدم والابتسامة لم تفارق وجهيهما وهما يتذكران كل المواقف التي مرت بهما سويا .
آدم بدهشة " هو كنت وحش للدرجة دي ؟ "
ليلى بضحكة " خلينا مانقولش وحش . هي شخصيتك صعبة شوي خلينا ماننكرش دا خاصة لما يكون الموضوع مربوط بالشغل بس دا مش معناه انك سيئ "
آدم بتساؤل" ازاي دي ؟"
ليلى وقد انتبهت الى هاتف آدم الذي يرن " تلفونك عم يرن "
اخد آدم هاتفه من الطاولة . كان ذلك الدكتور حسين .
ابتسمت ليلى بتفهم وقالت وهي تستعد للذهاب " انا أساسا لازم إروح للسكن رح خليك تحكي براحتك "
نظر آدم الى الساعة " بس الوقت تاخر . خليني اشوفلك تاكسي او اصلك ..."
ليلى " الساعة يادوب خمسة . وبعدين المواصلات بخدمة الشعب دايما فماتقلقش . "
اشارت له بيدها ليرد ثم ودعته .
كانت ستفتح الباب لكنه اوقفها عندما نادى باسمها واكتفى
اخدت نفسا عميقا قبل أن تستدير اليه
وبنبرة حاولت جعلها قدر الامكان " نعم ؟"
آدم وهو يلوح بهاتفها الذي كان في جيبه " مش نسيتي حاجة ؟ "
ليلى بشهقة وهي تعود اليه " ياخبر ! ازاي نسيته ؟"
آدم بحنان " الظاهر انتي ماتنسيش محاضراتك بس "
ليلى وهي تاخده باستياء مزيف " ماانت شغلتني ..."
آدم " مين دا لي شغلك ؟"
ليلى باستغراب " انت !"
آدم " وانا ابقى مين ؟"
ليلى بعدم فهم " ازاي ؟"
آدم " وانا يبقى اسمي ايه ؟"
لم تفهم ليلى مقصده لحظتها . لكنها فور ان رات ابتسامته العابثة حتى تلونت خدودها باللون الوردي وسحبت نفسها للخلف بعيدا عنه من شدة الحرج
آدم " مش ملاحظة انك لحد دلوقتي مش قايلة اسمي ولامرة ؟"
ليلى " بجد ؟"
آدم وهو يحاول مجاراتها " إه بجد "
ليلى بتوتر " مجاتش الفرصة بس وبعدين ماتشوف ثيليفونك ما الرنين وقف "
آدم وهو يتجاهل هاتفه " خليكي منه برجع اكلمه بعد شوي "
ليلى بتوتر " بس انا لازمني إروح "
عادت لآدم جديته فور سماعها فقد كانت محقة ويجب عليها العودة للسكن .
ورغم رفضها الا أنه أتصل بسيارة الاجرة .
سار معها حتى وصلا الى خارج المستشفى الجامعي حيث كانت السيارة تنتظرها
قبل ان يردف بحنان " اهتمي بحالك وبس توصلي اعلميني "
ليلى باستفسار "هااعلمك ازاي . ماتعطيني رقمك لاحفظ عندي "
آدم بضحكة خافتة " هو الظاهر أنه انتي عندك زهايمر . نسيتي أنه انا عندي رقمك وانتي بردو .
" ثم تابع بعد ان توقف عن الضحك " نسيانة انك كنتي متهمة قبل شوي بسبب رقمك "
تجهمت ملامحها رغم عنها وهي تفتح باب الاجرة
" بس توصلي ان شاء الله كلميني اوعك تنسي"
لاتدري لما شعرت بالسخرية في نبرته رغم تلك الابتسامة الجميلة التي يقابلها بها .
جلست في مقعدها ثم فتحت النافذة بسرعة قبل أن تقول بدلال
" تمام ياادم حكلمك انشاء الله دوب مااوصل "
لم تترك له مجالا للرد او لم يكن ليرد من الأساس فبعد ان قالت جملتها تلك وانطلقت السيارة .
ظل واقفا محله ينظر إلى طريقها بابتسامة خجولة
وسعادة اخدت في التضخم داخله .
لقد بدات في التغير ياادم !
لم يستطع مداراة ابتسامته وهو يقوم بزيارة مرضاه ومعاينتهم قبل انتهاء دوامه .
وقد لاحظ الأطباء والممرضات ذلك .
انهم لاينكرون ان الدكتور آدم يتعامل مع مرضاه بلين ورفق شديدين .
لكن هذه المرة أنه يبدو مختلفا ...
وهذا الاختلاف سيستمر في التزايد طالما ليلى موجودة
____
اغلقت باب الغرفة سريعا .
رمت الشال من على راسها قبل أن تشرع في القفز كالمجنونة .
هي لاتصدق كيف يمكن لاحداث هذا اليوم ان تتسارع وتاخد منحا جديدا لم تتوقعه على الاطلاق .
اعتدلت في جلستها فور دخول هدى التي سلمت عليها .
ثم شرعت في تغيير ملابسها والاغتسال لتادية صلاتها .
ماان انتهت حتى اخدت هاتفها وخرجت من الغرفة سريعا .
انها تريد الاتصال به !
انها تريد سماع صوته!
تمهلي ياليلى ...ربما يكون مشغولا الان ...ربما هو يعاين مريضا الان ...
لا تكوني ثقيلة ومتعجلة ...
اخدت تلف على نفسها عدة مرات . تضع رقمه امامها ثم تمسحه .
لقد كانت في صراع بين عقلها الذي يطلب منها التروي والتصرف بعقلانية وقلبها الذي يحثها على الاتصال به أنه حبيبها ومن حقها ذلك
وفي النهاية يبدو ان القلب هو من فاز بهذا الصراع .
قربت الهاتف من اذنها تنتظر رده .
لما هي متوترة الى هذا الحد ؟
" روح آدم وصلت ؟" ماان جاءها صوته حتى ابتسمت تلقائيا
وردت " إه وصلت !" ثم تابعت بفضول " وصلت من شوي .وانت؟ لساتك بالمستشفى تشتغل ؟"
آدم " إه قاعد بعمل دوريتي الاخيرة "
ليلى باسف " شكلي قاطعتك وانت بتشتغل . انا اسفة بجد "
آدم بحنان " ولايهمك ياروح آدم مش مستاهلة اعتذارك أبدا "
ابتسمت ليلى بسعادة من رده قبل أن تمازحه قائلة "انا مش شايفة دكتوري آدم باي حتة ؟ انت عارف ان دكتوري مابيحبش تضييع الوقت أبدا ؟!"و انهت بجدية مزيفة
آدم بحب لم يستطع مداراته " مايمكنش اسمي علاقتي بيكي ياليلى تضييع وقت أبدا . واذا على دكتورك آدم فمكانه بالمستشفى اما معاكي انتي رح يكون في آدم بس"
لم تدري بماتجيبه . فلايوجد اي كلام يستطيع وصف مشاعرها في تلك اللحظة .
تحدثت اليه لبضع دقائق قبل أن تقوم باغلاق الخط .
فبعد كل شيئ هو لديه عمله وعليه العودة الى بيته ليستريح . وهي ايضا لديها دراستها التي لايجب ان تهملها أبدا .
لكن لحظة !!
لقد نست مروة !!
اسرعت في الاتصال بها واخدت تنتظر
قبل أن ترد عليها .
كانت مروة جالسة على السرير تذاكر قليلا ...
قبل أن يرن هاتفها ماان راته هوية المتصل حتى ردت على الفور
" الحمد لله على ظهورك دكتورة ليلى "
" عارفة انك زعلانة مني ياميمي بس اسمعيني بالاول "
" هسمعك بس عايزة سبب مقنع . لانه غير كدة مش هتنازل !"
ليلى بضحكة " هقنعك "
اخدت مروة تستمتع الى ليلى باهتمام ودون تعليق رغم رغبتها الشديدة بذلك فماحدث كان قد فوق توقعاتها بابعاد .
ساد الصمت بعد انتهت ليلى من سرد الأحداث بسعادة بالغة واخدت تترقب ماستقوله مروة التي انفجرت مؤهنة لها بحفاوة
" و تقوليلي من طرف واحد ! دا الواد طلع متعلق بيكي وانتي ولاخبر !!
طب ازاي انا مالاحظتش قبل كدة !!
دا انا ازاي ماشكيتش أنه معجب بيكي يوم جابلي الأدوية ازاي ؟؟"
" ادوية ؟ "
" إه الأدوية من آخر مرة مرضتي فيها فاكراها "
" هو آدم يلي جاب الأدوية ؟!"
" هو انا ماقلتلكيش ؟"
" لا ياقلب خالد لا ماقلتيش "
اخدت مروة تسرد عليها لقائها بالدكتور آدم يوم نزولها لطلب خافض الحرارة من احدى الممرضات .
اذ ساعدها في الحصول على ذلك الكيس المليئ بالادوية بعد ان سمع انها لاجل صديقتها التي تعاني من ارتفاع الحرارة وحتى ان دفع ثمنها بنفسه .
" ماكنتش عارفة بده "
" دا الدكتور طلع كويس مش زي ماكنتي بتقولي "
" وانا امتى قلت أنه مش كويس ؟ "
" ماقلتيش بس اشتكيتي منه ومن تصرفاته . " ثم تابعت بفرح كبير لاجل صديقتها " المهم انك دلوقتي مبسوطة وانشاء الله تفضلي العمر كله كدة ياقلب مروة "
" ان شاء الله كلنا ...كلنا ياقلب ليلى "
" عارفة ياليلى لما قلتيلي انك حبيتي دكتورك يلي كنتي تشتكيلي منه أنه حازم اوي وبيدقق اوي كنت خايفة عليكي . خفت عليكي تحبي مرة ثانية من طرف واحد وتتاذي زي ماحصل زمان . "
ليلى بصدمة " مروة ..."
" طبعا رح كون عارفة ياليلى ...عارفة انك زمان انعجبتي باخوي جاد وعارفة بردو أنه انصدمتي لما سمعتي أنه هو مرتبط وعنده واحدة بحياتي .
شكيت في البداية طبعا بس قدرت مع الاخر اني اتاكد مااحنا البنات بنفهم على بعض كويس "
" كنتي عارفة اني كنت معجبة بيه وماقلتيش؟"
مروة باسف " ازاي عايزاني اتصرف لما اعرف أنه رفيقتي المقربة يلي زي اختي يلي أمي ماجبتهاليش معجبة باخوي وهو مش معبرها خالص ! " ثم تابعت بجدية " هو لو كان بايدي كنت خليته يحبك بالزور عنه .
لأنه مش حيلاقي بنت احسن منك لا باخلاقك ولابجمالك ولابطيبة قلبك واحترامك " " بس الظاهر أنه الجوهرة طاحت بايد ثانية . لهيك انبسطي ياليلى مع آدم طالما بتحبوا بعض والله يكتبلكم الخير "
" مروة والله العظيم رح ابكي!"
" مش وقت البكاء يابنتي دا انتي لازم تفرقعي الدنيا اليوم . "
ليلى " خلينا مني ...انتي قوليلي بسبب العجقة الصبح مالحقتش إفهم منك هو ازاي عدت الخروجة ؟"
مروة بسعادة " كويسة ...كويسة اوي ! "
ليلى بشك" انبسطتي يعني ؟ ماحصلتش خناقة كدة ولاكدة ؟"
" ماتقلقيش ماحصلتش . مخالد تصرف كويس وكان زي الجنتل مان فملحقتش اني اعصب عليه "
ليلى وهي تضحك " الحمد لله "
مرت الايام التي تلت هذا اليوم على ليلى بسعادة
عاشتها مع آدم بطريقة لم تتوقع من قبل أن تجربها
وبقلب لم تظن يوما أنه سينبض لاحدهم بهذه الطريقة.
ورغم انها لم تكن تراه كل يوم وحتى اذا راته كانت تحاول أن تتصرف كالمعتاد فعلاقتهما سرية لايعرف بامرها سوى مروة صديقتها المقربة وشقيق آدم الاصغر اسامة والذي اكتشف الامر سريعا فور رؤيته لوجه اخيه الذي كان يشع سعادة ونورا فالظلام الذي كان يحيط به قد انقشع بعد ارتباطه .فماكان من آدم الا أن يخبره بامر ليلى فبعد كل شيئ هو شقيقه وصديقه المقرب الوحيد ولم يكن ليستطيع اخفاء الامر عنه مطولا خاصة وانه ينوي اتخاد خطوة رسمية قريبا .
الا انها كانت ممتنة فقط لرؤيته . هذا بخلاف المكالمات والتي حتى لو كانت قصيرة بسبب انشغال كليهما إلا انها كانت اكثر من كافية للاطمئنان على احوال بعضهما .
لكن المشكلة الي اصبحت تواجهها ليلى مؤخرا هي خروجها من الغرفة في برودة الليل للحديث معه .
فمن المستحيل لها ان تفعل ذلك امام نور وهدى حتى لو كانت نور معتادة على فعل ذلك امامها .
كانت هذه المرة جالسة مرتدية معطفها على احدى الدرجات تكلمه
" كل دا بيوم واحد ؟!"
كان آدم يحدثها عن يومه وعن عدد المرضى الذي اضطر للاهتمام بهم بالإضافة إلى انشغاله بالطلبة وذلك مااعتاد عليه بطلب منها . فقد اصرت ليلى من قبل أن تستمتع اليه وهو يحدثها عن يومه . وذلك بعد ان لاحظت أنه بالكاد يتكلم عن نفسه وعن حياته معها وهذا ماترفضه هي كليا .
ليلى بدهشة " هو انت ماتتعبش ياادم ؟"
رد عليها آدم بحب وهو مستلقي في سريره يستند على وسادته بشعره المبلل والذي كان قد تركه وشأنه كي يرد على اتصال ليلى " انا معتاد على دا ياروح آدم . معتاد أنه تكون في كتير مهام بحياتي وانجزها "
ليلى تقاطعه " بس دا مش كويس أبدا . مش كويس ابدا أنه يكون الضغط ده كله عليك ..." ثم تابعت بشهقة " وبدل ماتروح تنام حضرتك ساهر معاي "
" روح تنام ياادم وبكرة باذن ربنا بنتكلم " قالت بنبرة آمرة
آدم بصدمة مزيفة " انتي عم تطفيشيني ياليلى ؟!"
" هو انت ليه شايفهة كدة ؟ ليه ماتشوفهاش على اني عم أهتم بيك وبصحتك "
طرح آدم سؤاله " انتي عايزة تهتمي بيا ياليلى فعلا ؟"
ليلى برد سريع " أكيد !"
آدم بجدية " لكان أبقي كلميني وماتسكريش الخط . لو عايزة تهتمي بيا فعلا يبقى اعملي كدة ياليلى "
ماهذا؟! هل ينوي ان يوقف قلبها ام ماذا؟!
كيف يمكنها ان تتحمل وهو يطلب قربها بهذه الطريقة
ليلى بخجل " حاضر "
كان آدم سعيدا لها وبحديثه معها حتى أنه تناسى تعبه وعيائه بغية سماع صوتها .
فهو الذي اعتاد ان ينام فور وصوله بعد تادية صلاته . لكن الامر قد تغير بعد اعترف لنفسه ولها بحبه .فاصبح هذا هو وقتهما الخاص للحديث بعد يوم مليئ بالاشغال
ولايمكنه أبدا ان يضيعه .
كان يستمع إليها باهتمام وهي تخبره عن ماحدث لها في اول يوم بالجامعة عندما وجدت نفسها غير مقيدة
حتى دق بابه ودخل عليه شقيقه اسامة يحمل معه صينية من المقرمشات المالحة
آدم وهو يحدث ليلى" ثواني بس"
ثم اعتدل في جلسته ليسمع شقيقه الذي كان ينظر اليه بسعادة . كيف لا وهو قد اصبح يرى الابتسامة دائمة على وجه شقيقه الاكبر وهو الذي كان يتمنى ذلك دائما في سره .
اسامة " شفت نور غرفتك قلت اشوفك جعان أو لا لاني بصراحة ميت جوع"
ضحك آدم بخفة قبل أن يرد " شكرا ...شكل قواعدي باظت مرة واحدة "
اسامة" وايه فيها مااحنا عايشين مرة أخرى .
بس ماتفكرش أنه دا من غير مقابل "
آدم باستفسار" عايز ايه؟"
" عايز توصلني بكرة للجامعة ماانت عارف اني مش بحب المواصلات اوي "
" حاضر ياسيدي هوصلك "
اسامة بتمني" والله يديم علينا مرات اخويا يلي مخلياه مبسوط وكويس كدة"
آدم بطرد مزيف" ماتخرج يابني حتفضل عندي طول الليل . روح نام او روح تذاكر ليه قاعدلي هنا؟؟"
كانت ليلى تستمتع إليهما باستمتاع . كم كانت سعيدة وهي تتعرف على آدم وعلى عائلة المتمثلة في شقيقه الوحيد .
فبعد وفاة والديه ابيه أولا ثم والده .
انتقل آدم وشقيقه للعيش في منزل عمه ثم خالته ثم عمه وهكذا
فلم يحظيا بحياة مستقرة ولابيت واحد كبقية الناس .
لكن ماان نجح آدم في تجاوز امتحان الثانوية العامة وفاز بالجامعة قرر الخروج من بيت عمه برفقة شقيقه الصغير واستجئار بيت لهما بالمال الذي تركه له والده كحصة من الميراث دون أن يلمس حصة اخيه بالطبع .
فاصبح بذلك مسؤولا عن دراسته من جهة وعن تربية طفل صغير اصبح بمثابة ابن واخ وصديق من جهة ثانية .
وكم كانت فخورة به وهي تستمع اليه وهو يخبرها بهذه التفاصيل .
شاعرة بالراحة الى جانبه وثقتها به تزداد شيئا فشيئا .
آدم بقلق" ليلى نمتي؟"
ليلى " لا عم بسمعك"
آدم " اعذريني خليتك ناطرة "
ليلى " ولايهمك " ثم ضحكت
آدم باستغراب " مالك ؟"
ليلى " مافيش بس فرحانة . فرحانة وانا بشوف علاقتك مع اخوك عاملة ازاي الله يحفظكم لبعض "
آدم وهو الاخر يبتسم " امين يارب . دا ابني ياليلى قبل مايكون أخي . ولما كبر صار صاحبي وسندي وفخري وكل حاجة بحياتي "
ليلى " الله يديمكم لبعض وتفضلوا دايما سند بعض وقوة بعض . "
ثم تابعت بدلال وغيرة مزيفة " طب وانا ؟"
كان على وشك ان يجيبها لكنها اوقفته مستفسرة " دقيقة ! انت ماقلتليش لحد دلوقتي كيف حبيتني وليه ؟"
صمت ...
ليلى باستياء " سكتت ليه ؟ "
آدم بهدوء وقد اخد وضع التفكير بجدية " عم فكر ياليلى عم فكر "
ليلى بشهقة وقد بدات تغضب" هي مستاهلة تفكر ياادم ؟!. "
اعتدل آدم في جلسته وقال " انتي زعلتي ياليلى ؟"
ليلى بغضب " وازعل ليه ؟! مالموضوع مش مهم بالنسبالك فهو بالنسبة ليا كدة بردو"
آدم وهو يحاول ان لايتعصب ويحتد في حديثه " ازاي مش مهم ياليلى وانا قايلك قبل شوي عم فكر "
ليلى بعصبية " كان لازم تكون عارف دا من غير ماتفكر "
آدم بدهشة " مش المهم بالنسبالك اني بحبك ؟!"
ليلى " مهم طبعا! بس دا ماينفعش انك تكون مش عارف انت حبيتني ليه ؟! او أنا ماعنديش حاجة مميزة بتميزني لهيك مش عارف تقول "
آدم " ايه الحكي دا ! ...ليلى بلاهة تكبري القصة زي الصغار وتحوليها زي مانتي عايزة "
ليلى بصدمة " يعني انا صغيرة ؟!" ثم تابعت بغل " تمام ! لكان ما تحكي معي وخليك مع الكبار يلي زيك !"
آدم استنكار " بتقصدي ايه ؟"
ليلى بخبث" بقصد اني مش هكلمك وهقفل بردو "
وانهت المكالمة . تاركة اياه ينظر الى هاتفه بذهول .
من تحولها المفاجئ .
أين كان حديثهم واين انتهى ؟؟
عادت ليلى الى غرفتها بائسة فكل الغضب الذي كانت تشعر به قبل لحظات قد تلاشى وحل محله الحزن من تفكيرها بانها تحبه اكثر منها .
نظرت الى هاتفها وهي متمددة على سريرها على امل ان يعيد الاتصال بها ومراضاتها الا أنه لم يفعل وهذا مازادها حنقا عليه.
هل ربما تكون بالغت بتصرفها مما جعله يظن انها تتصرف كطفلة ؟
هل هي تتصرف كالاطفال فعلا كما يقول ؟
ربما هي كذلك ...فهي الاخرى لاحظت انها تتحول تماما عما هي عادة من هدوء ورزانة عندما تكون معه
فتصبح طفلة صاخبة تضحك بصوت عال , تغضب بسهولة ,وترضى بسهولة
لقد تغيرتي ياليلى ! أن هذا الحب يغيرك بالفعل !
ربما عليها أن تعير فرق العمر بينهما اهتماما اكبر وتتصرف بنضج طالما هي معه وتهتم اكثر بتصرفاتها وكلامها معه
لكنها لاتريد ذلك في اعماقها ...انها تشعر معه بالراحة وتريد ان تكون كما هي
فلتتوقف ياراسي عن التفكير !!
الساعة الثامنة صباحا
كانت ليلى جالسة على طاولتها تمشط شعرها و تتحدث عبر السبيكر مع مروة تخبرها بما حدث أمس باختصار
مروة بتحذير " لازم تاخدي موقف يابنتي ! "
ليلى " عارفة . حتى لو أتصل ستين مرة مش حرد عليه "
مروة " خليها مية ! وبعدين هو ازاي مش عارف حبك امتى او ليه ؟ دي اسئلة بسيطة يقدر اي عاشق يجاوب عليها "
ليلى تضحك " وانتي يامروة بدل ماتهديني قاعدة تولعي فيا والله العظيم انك غريبة ومافيش زيك ! ثم تابعت
باستهزاء" لا الدكتور قادر يجاوب بس على اسئلة طلبته مش على اسئلتي انا !"
لاتدري لما تذكرت سهى امامها . وكان لسانها على وشك ان يزل و تتحدث عنها لكنها اوقفت ذلك فاخلاقها لاتسمح لها بالحديث عن الفتاة بالسوء أبدا .
مروة " ولايهمك يابنتي خليكي على موقفك ورح تشوفي ازاي رح يجي لعندك يترجاك !"
ليلى بانفعال " اجى اجى يامروة !!"
مروة بدهشة " مين ؟!"
ليلى بانفعال " آدم !آدم يامروة برا السكن ناطرني ! اعمل ايه ؟!"
مروة بصدمة " بجد ؟! " ثم استعادت هدوئها وقالت بحزم " ماتنزليش لعنده خليه مكانه "
ليلى باصرار هي الأخرى " مش حنزل !! "
وابعدت هاتفها عنها لتواصل تعديل نفسها غير مبالية به
رن هاتفها عدة مرات دلالة على وصول عدة رسائل لها
( ليلى انزلي انا تحت )
( مش رح إروح لحتى تنزلي )
( لو مااجتيش رح اجي حتى لعندك فانزلي احسن انتي عارفة اني لما تقول حاجة اعملها)
كان بالخارج يستند على سيارته ينتظر قدومها وقد بدا الشك يأكله من الداخل بانها قد لاتاتي فعلا ولاتهمها تهديداته
لكن دق قلبه فور رؤيتها وهي تسير بهدوء نحوه تعانق يديها ببعضهما البعض من شدة البرد .
فقد كان الجو باردا نوعا ما هذا اليوم .
ليلى بتجهم " عايز مني ايه ؟ "
آدم بابتسامة " صباح الخير ياليلى بالاول "
ليلى بشهقة مزيفة " يا !!شفت ازاي انا صغيرة ؟!حتى صباح الخير زي الكبار مش عارفة اقولها !"
تجاهل ردها فهو يعلم أنه لو رد عليها هي لن تصمت وستظل تلدعه وتعلق على مايقوله .
آدم وقد لاحظ انها لاتنظر لعيونه منذ وصولها بحنان " ماتبصي بعيوني ياليلى "
ليلى بتجاهل " مش قلت رح توصل اخوك ؟ جاي لعندي ليه ؟"
آدم بحنان" خليته يروح بالمواصلات . عارفة ليه ؟"
ليلى وهي تعقد يديها " ليه ؟ او اقلك مش عايزة اعرف !"
آدم وهو يحاول ان يتمالك اعصابه ويقرر التعبير عن مايشعر به فعلا " لأنه كنت عايز اشوفك في بداية يومي "
دق قلب ليلى وقد بدات تلين " طب ماانت شفتني وخلصت . خليني إروح مش عايزة أضيع وقتي زي ماانت بتنبه علي دايما " نظرت له بمكر
آدم بلوم خفيف " يعني انتي شايفة وقفتك معاي دلوقتي تضييع وقت ياليلى ؟"
لاتنظر لي بهذه الطريقة ياادم ولاتتحدث بهذه النبرة انك تضعف قلبي !
" ماانت بتقول علي صغيرة ومش بعرف اتصرف "
آدم بصدمة " امتى قلت انك ماتعرفيش تتصرفي ؟!"
ليلى بتاكيد" قلت "
آدم بقلة حيلة " تمام خلينا نقول أنه انا قلت كدة .
طب يابنتي انا غلطان ينفع نحل سوء التفاهم دا ؟"
ليلى بعتاب " نحل ايه ياادم ؟ ازاي نحل مشكلتك انك مش عارف انت بتحبني ليه ؟ او مشكلة انك مش عارف امتى ؟ لا وبتقلي خليني افكر !"
آدم بدهشة " هي انتي لسة بتفكري بده ؟! "
وجدها تنظر للجهة الاخرى بتجهم .
قد تبدو امامه بصورة الفتاة الغاضبة ولكنها وفي اعماقها حزينة وحزينة جدا لأنه لايجيبها عن اسئلتها
آدم بجدية رغم دقات قلبه التي اخدت في التزايد " قلتيلي احبك ليه ؟ في كتير شغلات تخليني احبك
حبيتك وقت ماطردتك ورجعتي حكيتيني بادب وبتطلبي منك تدخلي حصتي . حبيتك لما قلتي انك رح تحققي حلمك في انك تصيري دكتورة رغم اي شئ . حبيتك لما اخدتي تلومي حالك لانك ماعرفتيش تساعدي الولد المريض وانتي ماعندكش علاقة بيه. حبيتك لما اخدتي تدافعي عن حقك وماسكتيش . حبيتك لانك على طول عايزة تسمعي عني وتعرف انا بفكر بايه
لساتني بحبك حتى وانتي بتنكدي علي دلوقتي "
كانت تنظر له بعيون تقطر حبا وفرحا
" باختصار انا بحبك لانك ليلى ياليلى . "
ليلى بضحكة " بجد ؟"
آدم بحنان " إه بجد ! بجد ياروح آدم وعمره يلي ريح يتعبني حياتي كاملة "
ليلى ببراءة" بعيد الشر عنك من التعب"
ثم تابع بمزاح" خلصتي زعل؟ فيني روح لشغلي ولا لسة عايزة تزعلي ؟"
ليلى بنفي " خلاص خلصت مانيش زعلانة "
آدم وهو ينظر لساعته فقد تاخر كثيرا "حلو يبقى بنحكي بالمساء "
فتح باب سيارته ليركبها ثم ودعها و غادر .
الفصل السابع عشر ...
آدم " عارف أنه يمكن انتي ماتحبينيش وعار..."
ليلى تقاطعه بنفي" لا مش كدة "
آدم باستغراب " ازاي؟"
ليلى وهي تحاول السيطرة على دقات قلبها وعلى خجلها " ماانا بردو بحبك وبحبك من زمان بردو"
انتظرت سماع رده وهي تطرق براسها للاسفل
لكن عندما وجدته صامتا رفعت راسها تنظر له وجدت وجهه قد تلون بالاحمر وليس وجهه فقط بل اذناه حتى .
غطى وجهه براحة يده وقال بنبرة حاول جعلها تخرج هادئة وجادة قدر الامكان عندما رآها تنظر اليه بدهشة
" دقيقة بس ياليلى اعطيني دقيقة وحدة بس "
ليلى بابتسامة دافئة جعلته يبعد يده ليتاملها بوضوح
" خد الوقت يلي عايزه "
قضت ليلى قرابة الساعة وهي تتحدث الى آدم والابتسامة لم تفارق وجهيهما وهما يتذكران كل المواقف التي مرت بهما سويا .
آدم بدهشة " هو كنت وحش للدرجة دي ؟ "
ليلى بضحكة " خلينا مانقولش وحش . هي شخصيتك صعبة شوي خلينا ماننكرش دا خاصة لما يكون الموضوع مربوط بالشغل بس دا مش معناه انك سيئ "
آدم بتساؤل" ازاي دي ؟"
ليلى وقد انتبهت الى هاتف آدم الذي يرن " تلفونك عم يرن "
اخد آدم هاتفه من الطاولة . كان ذلك الدكتور حسين .
ابتسمت ليلى بتفهم وقالت وهي تستعد للذهاب " انا أساسا لازم إروح للسكن رح خليك تحكي براحتك "
نظر آدم الى الساعة " بس الوقت تاخر . خليني اشوفلك تاكسي او اصلك ..."
ليلى " الساعة يادوب خمسة . وبعدين المواصلات بخدمة الشعب دايما فماتقلقش . "
اشارت له بيدها ليرد ثم ودعته .
كانت ستفتح الباب لكنه اوقفها عندما نادى باسمها واكتفى
اخدت نفسا عميقا قبل أن تستدير اليه
وبنبرة حاولت جعلها قدر الامكان " نعم ؟"
آدم وهو يلوح بهاتفها الذي كان في جيبه " مش نسيتي حاجة ؟ "
ليلى بشهقة وهي تعود اليه " ياخبر ! ازاي نسيته ؟"
آدم بحنان " الظاهر انتي ماتنسيش محاضراتك بس "
ليلى وهي تاخده باستياء مزيف " ماانت شغلتني ..."
آدم " مين دا لي شغلك ؟"
ليلى باستغراب " انت !"
آدم " وانا ابقى مين ؟"
ليلى بعدم فهم " ازاي ؟"
آدم " وانا يبقى اسمي ايه ؟"
لم تفهم ليلى مقصده لحظتها . لكنها فور ان رات ابتسامته العابثة حتى تلونت خدودها باللون الوردي وسحبت نفسها للخلف بعيدا عنه من شدة الحرج
آدم " مش ملاحظة انك لحد دلوقتي مش قايلة اسمي ولامرة ؟"
ليلى " بجد ؟"
آدم وهو يحاول مجاراتها " إه بجد "
ليلى بتوتر " مجاتش الفرصة بس وبعدين ماتشوف ثيليفونك ما الرنين وقف "
آدم وهو يتجاهل هاتفه " خليكي منه برجع اكلمه بعد شوي "
ليلى بتوتر " بس انا لازمني إروح "
عادت لآدم جديته فور سماعها فقد كانت محقة ويجب عليها العودة للسكن .
ورغم رفضها الا أنه أتصل بسيارة الاجرة .
سار معها حتى وصلا الى خارج المستشفى الجامعي حيث كانت السيارة تنتظرها
قبل ان يردف بحنان " اهتمي بحالك وبس توصلي اعلميني "
ليلى باستفسار "هااعلمك ازاي . ماتعطيني رقمك لاحفظ عندي "
آدم بضحكة خافتة " هو الظاهر أنه انتي عندك زهايمر . نسيتي أنه انا عندي رقمك وانتي بردو .
" ثم تابع بعد ان توقف عن الضحك " نسيانة انك كنتي متهمة قبل شوي بسبب رقمك "
تجهمت ملامحها رغم عنها وهي تفتح باب الاجرة
" بس توصلي ان شاء الله كلميني اوعك تنسي"
لاتدري لما شعرت بالسخرية في نبرته رغم تلك الابتسامة الجميلة التي يقابلها بها .
جلست في مقعدها ثم فتحت النافذة بسرعة قبل أن تقول بدلال
" تمام ياادم حكلمك انشاء الله دوب مااوصل "
لم تترك له مجالا للرد او لم يكن ليرد من الأساس فبعد ان قالت جملتها تلك وانطلقت السيارة .
ظل واقفا محله ينظر إلى طريقها بابتسامة خجولة
وسعادة اخدت في التضخم داخله .
لقد بدات في التغير ياادم !
لم يستطع مداراة ابتسامته وهو يقوم بزيارة مرضاه ومعاينتهم قبل انتهاء دوامه .
وقد لاحظ الأطباء والممرضات ذلك .
انهم لاينكرون ان الدكتور آدم يتعامل مع مرضاه بلين ورفق شديدين .
لكن هذه المرة أنه يبدو مختلفا ...
وهذا الاختلاف سيستمر في التزايد طالما ليلى موجودة
____
اغلقت باب الغرفة سريعا .
رمت الشال من على راسها قبل أن تشرع في القفز كالمجنونة .
هي لاتصدق كيف يمكن لاحداث هذا اليوم ان تتسارع وتاخد منحا جديدا لم تتوقعه على الاطلاق .
اعتدلت في جلستها فور دخول هدى التي سلمت عليها .
ثم شرعت في تغيير ملابسها والاغتسال لتادية صلاتها .
ماان انتهت حتى اخدت هاتفها وخرجت من الغرفة سريعا .
انها تريد الاتصال به !
انها تريد سماع صوته!
تمهلي ياليلى ...ربما يكون مشغولا الان ...ربما هو يعاين مريضا الان ...
لا تكوني ثقيلة ومتعجلة ...
اخدت تلف على نفسها عدة مرات . تضع رقمه امامها ثم تمسحه .
لقد كانت في صراع بين عقلها الذي يطلب منها التروي والتصرف بعقلانية وقلبها الذي يحثها على الاتصال به أنه حبيبها ومن حقها ذلك
وفي النهاية يبدو ان القلب هو من فاز بهذا الصراع .
قربت الهاتف من اذنها تنتظر رده .
لما هي متوترة الى هذا الحد ؟
" روح آدم وصلت ؟" ماان جاءها صوته حتى ابتسمت تلقائيا
وردت " إه وصلت !" ثم تابعت بفضول " وصلت من شوي .وانت؟ لساتك بالمستشفى تشتغل ؟"
آدم " إه قاعد بعمل دوريتي الاخيرة "
ليلى باسف " شكلي قاطعتك وانت بتشتغل . انا اسفة بجد "
آدم بحنان " ولايهمك ياروح آدم مش مستاهلة اعتذارك أبدا "
ابتسمت ليلى بسعادة من رده قبل أن تمازحه قائلة "انا مش شايفة دكتوري آدم باي حتة ؟ انت عارف ان دكتوري مابيحبش تضييع الوقت أبدا ؟!"و انهت بجدية مزيفة
آدم بحب لم يستطع مداراته " مايمكنش اسمي علاقتي بيكي ياليلى تضييع وقت أبدا . واذا على دكتورك آدم فمكانه بالمستشفى اما معاكي انتي رح يكون في آدم بس"
لم تدري بماتجيبه . فلايوجد اي كلام يستطيع وصف مشاعرها في تلك اللحظة .
تحدثت اليه لبضع دقائق قبل أن تقوم باغلاق الخط .
فبعد كل شيئ هو لديه عمله وعليه العودة الى بيته ليستريح . وهي ايضا لديها دراستها التي لايجب ان تهملها أبدا .
لكن لحظة !!
لقد نست مروة !!
اسرعت في الاتصال بها واخدت تنتظر
قبل أن ترد عليها .
كانت مروة جالسة على السرير تذاكر قليلا ...
قبل أن يرن هاتفها ماان راته هوية المتصل حتى ردت على الفور
" الحمد لله على ظهورك دكتورة ليلى "
" عارفة انك زعلانة مني ياميمي بس اسمعيني بالاول "
" هسمعك بس عايزة سبب مقنع . لانه غير كدة مش هتنازل !"
ليلى بضحكة " هقنعك "
اخدت مروة تستمتع الى ليلى باهتمام ودون تعليق رغم رغبتها الشديدة بذلك فماحدث كان قد فوق توقعاتها بابعاد .
ساد الصمت بعد انتهت ليلى من سرد الأحداث بسعادة بالغة واخدت تترقب ماستقوله مروة التي انفجرت مؤهنة لها بحفاوة
" و تقوليلي من طرف واحد ! دا الواد طلع متعلق بيكي وانتي ولاخبر !!
طب ازاي انا مالاحظتش قبل كدة !!
دا انا ازاي ماشكيتش أنه معجب بيكي يوم جابلي الأدوية ازاي ؟؟"
" ادوية ؟ "
" إه الأدوية من آخر مرة مرضتي فيها فاكراها "
" هو آدم يلي جاب الأدوية ؟!"
" هو انا ماقلتلكيش ؟"
" لا ياقلب خالد لا ماقلتيش "
اخدت مروة تسرد عليها لقائها بالدكتور آدم يوم نزولها لطلب خافض الحرارة من احدى الممرضات .
اذ ساعدها في الحصول على ذلك الكيس المليئ بالادوية بعد ان سمع انها لاجل صديقتها التي تعاني من ارتفاع الحرارة وحتى ان دفع ثمنها بنفسه .
" ماكنتش عارفة بده "
" دا الدكتور طلع كويس مش زي ماكنتي بتقولي "
" وانا امتى قلت أنه مش كويس ؟ "
" ماقلتيش بس اشتكيتي منه ومن تصرفاته . " ثم تابعت بفرح كبير لاجل صديقتها " المهم انك دلوقتي مبسوطة وانشاء الله تفضلي العمر كله كدة ياقلب مروة "
" ان شاء الله كلنا ...كلنا ياقلب ليلى "
" عارفة ياليلى لما قلتيلي انك حبيتي دكتورك يلي كنتي تشتكيلي منه أنه حازم اوي وبيدقق اوي كنت خايفة عليكي . خفت عليكي تحبي مرة ثانية من طرف واحد وتتاذي زي ماحصل زمان . "
ليلى بصدمة " مروة ..."
" طبعا رح كون عارفة ياليلى ...عارفة انك زمان انعجبتي باخوي جاد وعارفة بردو أنه انصدمتي لما سمعتي أنه هو مرتبط وعنده واحدة بحياتي .
شكيت في البداية طبعا بس قدرت مع الاخر اني اتاكد مااحنا البنات بنفهم على بعض كويس "
" كنتي عارفة اني كنت معجبة بيه وماقلتيش؟"
مروة باسف " ازاي عايزاني اتصرف لما اعرف أنه رفيقتي المقربة يلي زي اختي يلي أمي ماجبتهاليش معجبة باخوي وهو مش معبرها خالص ! " ثم تابعت بجدية " هو لو كان بايدي كنت خليته يحبك بالزور عنه .
لأنه مش حيلاقي بنت احسن منك لا باخلاقك ولابجمالك ولابطيبة قلبك واحترامك " " بس الظاهر أنه الجوهرة طاحت بايد ثانية . لهيك انبسطي ياليلى مع آدم طالما بتحبوا بعض والله يكتبلكم الخير "
" مروة والله العظيم رح ابكي!"
" مش وقت البكاء يابنتي دا انتي لازم تفرقعي الدنيا اليوم . "
ليلى " خلينا مني ...انتي قوليلي بسبب العجقة الصبح مالحقتش إفهم منك هو ازاي عدت الخروجة ؟"
مروة بسعادة " كويسة ...كويسة اوي ! "
ليلى بشك" انبسطتي يعني ؟ ماحصلتش خناقة كدة ولاكدة ؟"
" ماتقلقيش ماحصلتش . مخالد تصرف كويس وكان زي الجنتل مان فملحقتش اني اعصب عليه "
ليلى وهي تضحك " الحمد لله "
مرت الايام التي تلت هذا اليوم على ليلى بسعادة
عاشتها مع آدم بطريقة لم تتوقع من قبل أن تجربها
وبقلب لم تظن يوما أنه سينبض لاحدهم بهذه الطريقة.
ورغم انها لم تكن تراه كل يوم وحتى اذا راته كانت تحاول أن تتصرف كالمعتاد فعلاقتهما سرية لايعرف بامرها سوى مروة صديقتها المقربة وشقيق آدم الاصغر اسامة والذي اكتشف الامر سريعا فور رؤيته لوجه اخيه الذي كان يشع سعادة ونورا فالظلام الذي كان يحيط به قد انقشع بعد ارتباطه .فماكان من آدم الا أن يخبره بامر ليلى فبعد كل شيئ هو شقيقه وصديقه المقرب الوحيد ولم يكن ليستطيع اخفاء الامر عنه مطولا خاصة وانه ينوي اتخاد خطوة رسمية قريبا .
الا انها كانت ممتنة فقط لرؤيته . هذا بخلاف المكالمات والتي حتى لو كانت قصيرة بسبب انشغال كليهما إلا انها كانت اكثر من كافية للاطمئنان على احوال بعضهما .
لكن المشكلة الي اصبحت تواجهها ليلى مؤخرا هي خروجها من الغرفة في برودة الليل للحديث معه .
فمن المستحيل لها ان تفعل ذلك امام نور وهدى حتى لو كانت نور معتادة على فعل ذلك امامها .
كانت هذه المرة جالسة مرتدية معطفها على احدى الدرجات تكلمه
" كل دا بيوم واحد ؟!"
كان آدم يحدثها عن يومه وعن عدد المرضى الذي اضطر للاهتمام بهم بالإضافة إلى انشغاله بالطلبة وذلك مااعتاد عليه بطلب منها . فقد اصرت ليلى من قبل أن تستمتع اليه وهو يحدثها عن يومه . وذلك بعد ان لاحظت أنه بالكاد يتكلم عن نفسه وعن حياته معها وهذا ماترفضه هي كليا .
ليلى بدهشة " هو انت ماتتعبش ياادم ؟"
رد عليها آدم بحب وهو مستلقي في سريره يستند على وسادته بشعره المبلل والذي كان قد تركه وشأنه كي يرد على اتصال ليلى " انا معتاد على دا ياروح آدم . معتاد أنه تكون في كتير مهام بحياتي وانجزها "
ليلى تقاطعه " بس دا مش كويس أبدا . مش كويس ابدا أنه يكون الضغط ده كله عليك ..." ثم تابعت بشهقة " وبدل ماتروح تنام حضرتك ساهر معاي "
" روح تنام ياادم وبكرة باذن ربنا بنتكلم " قالت بنبرة آمرة
آدم بصدمة مزيفة " انتي عم تطفيشيني ياليلى ؟!"
" هو انت ليه شايفهة كدة ؟ ليه ماتشوفهاش على اني عم أهتم بيك وبصحتك "
طرح آدم سؤاله " انتي عايزة تهتمي بيا ياليلى فعلا ؟"
ليلى برد سريع " أكيد !"
آدم بجدية " لكان أبقي كلميني وماتسكريش الخط . لو عايزة تهتمي بيا فعلا يبقى اعملي كدة ياليلى "
ماهذا؟! هل ينوي ان يوقف قلبها ام ماذا؟!
كيف يمكنها ان تتحمل وهو يطلب قربها بهذه الطريقة
ليلى بخجل " حاضر "
كان آدم سعيدا لها وبحديثه معها حتى أنه تناسى تعبه وعيائه بغية سماع صوتها .
فهو الذي اعتاد ان ينام فور وصوله بعد تادية صلاته . لكن الامر قد تغير بعد اعترف لنفسه ولها بحبه .فاصبح هذا هو وقتهما الخاص للحديث بعد يوم مليئ بالاشغال
ولايمكنه أبدا ان يضيعه .
كان يستمع إليها باهتمام وهي تخبره عن ماحدث لها في اول يوم بالجامعة عندما وجدت نفسها غير مقيدة
حتى دق بابه ودخل عليه شقيقه اسامة يحمل معه صينية من المقرمشات المالحة
آدم وهو يحدث ليلى" ثواني بس"
ثم اعتدل في جلسته ليسمع شقيقه الذي كان ينظر اليه بسعادة . كيف لا وهو قد اصبح يرى الابتسامة دائمة على وجه شقيقه الاكبر وهو الذي كان يتمنى ذلك دائما في سره .
اسامة " شفت نور غرفتك قلت اشوفك جعان أو لا لاني بصراحة ميت جوع"
ضحك آدم بخفة قبل أن يرد " شكرا ...شكل قواعدي باظت مرة واحدة "
اسامة" وايه فيها مااحنا عايشين مرة أخرى .
بس ماتفكرش أنه دا من غير مقابل "
آدم باستفسار" عايز ايه؟"
" عايز توصلني بكرة للجامعة ماانت عارف اني مش بحب المواصلات اوي "
" حاضر ياسيدي هوصلك "
اسامة بتمني" والله يديم علينا مرات اخويا يلي مخلياه مبسوط وكويس كدة"
آدم بطرد مزيف" ماتخرج يابني حتفضل عندي طول الليل . روح نام او روح تذاكر ليه قاعدلي هنا؟؟"
كانت ليلى تستمتع إليهما باستمتاع . كم كانت سعيدة وهي تتعرف على آدم وعلى عائلة المتمثلة في شقيقه الوحيد .
فبعد وفاة والديه ابيه أولا ثم والده .
انتقل آدم وشقيقه للعيش في منزل عمه ثم خالته ثم عمه وهكذا
فلم يحظيا بحياة مستقرة ولابيت واحد كبقية الناس .
لكن ماان نجح آدم في تجاوز امتحان الثانوية العامة وفاز بالجامعة قرر الخروج من بيت عمه برفقة شقيقه الصغير واستجئار بيت لهما بالمال الذي تركه له والده كحصة من الميراث دون أن يلمس حصة اخيه بالطبع .
فاصبح بذلك مسؤولا عن دراسته من جهة وعن تربية طفل صغير اصبح بمثابة ابن واخ وصديق من جهة ثانية .
وكم كانت فخورة به وهي تستمع اليه وهو يخبرها بهذه التفاصيل .
شاعرة بالراحة الى جانبه وثقتها به تزداد شيئا فشيئا .
آدم بقلق" ليلى نمتي؟"
ليلى " لا عم بسمعك"
آدم " اعذريني خليتك ناطرة "
ليلى " ولايهمك " ثم ضحكت
آدم باستغراب " مالك ؟"
ليلى " مافيش بس فرحانة . فرحانة وانا بشوف علاقتك مع اخوك عاملة ازاي الله يحفظكم لبعض "
آدم وهو الاخر يبتسم " امين يارب . دا ابني ياليلى قبل مايكون أخي . ولما كبر صار صاحبي وسندي وفخري وكل حاجة بحياتي "
ليلى " الله يديمكم لبعض وتفضلوا دايما سند بعض وقوة بعض . "
ثم تابعت بدلال وغيرة مزيفة " طب وانا ؟"
كان على وشك ان يجيبها لكنها اوقفته مستفسرة " دقيقة ! انت ماقلتليش لحد دلوقتي كيف حبيتني وليه ؟"
صمت ...
ليلى باستياء " سكتت ليه ؟ "
آدم بهدوء وقد اخد وضع التفكير بجدية " عم فكر ياليلى عم فكر "
ليلى بشهقة وقد بدات تغضب" هي مستاهلة تفكر ياادم ؟!. "
اعتدل آدم في جلسته وقال " انتي زعلتي ياليلى ؟"
ليلى بغضب " وازعل ليه ؟! مالموضوع مش مهم بالنسبالك فهو بالنسبة ليا كدة بردو"
آدم وهو يحاول ان لايتعصب ويحتد في حديثه " ازاي مش مهم ياليلى وانا قايلك قبل شوي عم فكر "
ليلى بعصبية " كان لازم تكون عارف دا من غير ماتفكر "
آدم بدهشة " مش المهم بالنسبالك اني بحبك ؟!"
ليلى " مهم طبعا! بس دا ماينفعش انك تكون مش عارف انت حبيتني ليه ؟! او أنا ماعنديش حاجة مميزة بتميزني لهيك مش عارف تقول "
آدم " ايه الحكي دا ! ...ليلى بلاهة تكبري القصة زي الصغار وتحوليها زي مانتي عايزة "
ليلى بصدمة " يعني انا صغيرة ؟!" ثم تابعت بغل " تمام ! لكان ما تحكي معي وخليك مع الكبار يلي زيك !"
آدم استنكار " بتقصدي ايه ؟"
ليلى بخبث" بقصد اني مش هكلمك وهقفل بردو "
وانهت المكالمة . تاركة اياه ينظر الى هاتفه بذهول .
من تحولها المفاجئ .
أين كان حديثهم واين انتهى ؟؟
عادت ليلى الى غرفتها بائسة فكل الغضب الذي كانت تشعر به قبل لحظات قد تلاشى وحل محله الحزن من تفكيرها بانها تحبه اكثر منها .
نظرت الى هاتفها وهي متمددة على سريرها على امل ان يعيد الاتصال بها ومراضاتها الا أنه لم يفعل وهذا مازادها حنقا عليه.
هل ربما تكون بالغت بتصرفها مما جعله يظن انها تتصرف كطفلة ؟
هل هي تتصرف كالاطفال فعلا كما يقول ؟
ربما هي كذلك ...فهي الاخرى لاحظت انها تتحول تماما عما هي عادة من هدوء ورزانة عندما تكون معه
فتصبح طفلة صاخبة تضحك بصوت عال , تغضب بسهولة ,وترضى بسهولة
لقد تغيرتي ياليلى ! أن هذا الحب يغيرك بالفعل !
ربما عليها أن تعير فرق العمر بينهما اهتماما اكبر وتتصرف بنضج طالما هي معه وتهتم اكثر بتصرفاتها وكلامها معه
لكنها لاتريد ذلك في اعماقها ...انها تشعر معه بالراحة وتريد ان تكون كما هي
فلتتوقف ياراسي عن التفكير !!
الساعة الثامنة صباحا
كانت ليلى جالسة على طاولتها تمشط شعرها و تتحدث عبر السبيكر مع مروة تخبرها بما حدث أمس باختصار
مروة بتحذير " لازم تاخدي موقف يابنتي ! "
ليلى " عارفة . حتى لو أتصل ستين مرة مش حرد عليه "
مروة " خليها مية ! وبعدين هو ازاي مش عارف حبك امتى او ليه ؟ دي اسئلة بسيطة يقدر اي عاشق يجاوب عليها "
ليلى تضحك " وانتي يامروة بدل ماتهديني قاعدة تولعي فيا والله العظيم انك غريبة ومافيش زيك ! ثم تابعت
باستهزاء" لا الدكتور قادر يجاوب بس على اسئلة طلبته مش على اسئلتي انا !"
لاتدري لما تذكرت سهى امامها . وكان لسانها على وشك ان يزل و تتحدث عنها لكنها اوقفت ذلك فاخلاقها لاتسمح لها بالحديث عن الفتاة بالسوء أبدا .
مروة " ولايهمك يابنتي خليكي على موقفك ورح تشوفي ازاي رح يجي لعندك يترجاك !"
ليلى بانفعال " اجى اجى يامروة !!"
مروة بدهشة " مين ؟!"
ليلى بانفعال " آدم !آدم يامروة برا السكن ناطرني ! اعمل ايه ؟!"
مروة بصدمة " بجد ؟! " ثم استعادت هدوئها وقالت بحزم " ماتنزليش لعنده خليه مكانه "
ليلى باصرار هي الأخرى " مش حنزل !! "
وابعدت هاتفها عنها لتواصل تعديل نفسها غير مبالية به
رن هاتفها عدة مرات دلالة على وصول عدة رسائل لها
( ليلى انزلي انا تحت )
( مش رح إروح لحتى تنزلي )
( لو مااجتيش رح اجي حتى لعندك فانزلي احسن انتي عارفة اني لما تقول حاجة اعملها)
كان بالخارج يستند على سيارته ينتظر قدومها وقد بدا الشك يأكله من الداخل بانها قد لاتاتي فعلا ولاتهمها تهديداته
لكن دق قلبه فور رؤيتها وهي تسير بهدوء نحوه تعانق يديها ببعضهما البعض من شدة البرد .
فقد كان الجو باردا نوعا ما هذا اليوم .
ليلى بتجهم " عايز مني ايه ؟ "
آدم بابتسامة " صباح الخير ياليلى بالاول "
ليلى بشهقة مزيفة " يا !!شفت ازاي انا صغيرة ؟!حتى صباح الخير زي الكبار مش عارفة اقولها !"
تجاهل ردها فهو يعلم أنه لو رد عليها هي لن تصمت وستظل تلدعه وتعلق على مايقوله .
آدم وقد لاحظ انها لاتنظر لعيونه منذ وصولها بحنان " ماتبصي بعيوني ياليلى "
ليلى بتجاهل " مش قلت رح توصل اخوك ؟ جاي لعندي ليه ؟"
آدم بحنان" خليته يروح بالمواصلات . عارفة ليه ؟"
ليلى وهي تعقد يديها " ليه ؟ او اقلك مش عايزة اعرف !"
آدم وهو يحاول ان يتمالك اعصابه ويقرر التعبير عن مايشعر به فعلا " لأنه كنت عايز اشوفك في بداية يومي "
دق قلب ليلى وقد بدات تلين " طب ماانت شفتني وخلصت . خليني إروح مش عايزة أضيع وقتي زي ماانت بتنبه علي دايما " نظرت له بمكر
آدم بلوم خفيف " يعني انتي شايفة وقفتك معاي دلوقتي تضييع وقت ياليلى ؟"
لاتنظر لي بهذه الطريقة ياادم ولاتتحدث بهذه النبرة انك تضعف قلبي !
" ماانت بتقول علي صغيرة ومش بعرف اتصرف "
آدم بصدمة " امتى قلت انك ماتعرفيش تتصرفي ؟!"
ليلى بتاكيد" قلت "
آدم بقلة حيلة " تمام خلينا نقول أنه انا قلت كدة .
طب يابنتي انا غلطان ينفع نحل سوء التفاهم دا ؟"
ليلى بعتاب " نحل ايه ياادم ؟ ازاي نحل مشكلتك انك مش عارف انت بتحبني ليه ؟ او مشكلة انك مش عارف امتى ؟ لا وبتقلي خليني افكر !"
آدم بدهشة " هي انتي لسة بتفكري بده ؟! "
وجدها تنظر للجهة الاخرى بتجهم .
قد تبدو امامه بصورة الفتاة الغاضبة ولكنها وفي اعماقها حزينة وحزينة جدا لأنه لايجيبها عن اسئلتها
آدم بجدية رغم دقات قلبه التي اخدت في التزايد " قلتيلي احبك ليه ؟ في كتير شغلات تخليني احبك
حبيتك وقت ماطردتك ورجعتي حكيتيني بادب وبتطلبي منك تدخلي حصتي . حبيتك لما قلتي انك رح تحققي حلمك في انك تصيري دكتورة رغم اي شئ . حبيتك لما اخدتي تلومي حالك لانك ماعرفتيش تساعدي الولد المريض وانتي ماعندكش علاقة بيه. حبيتك لما اخدتي تدافعي عن حقك وماسكتيش . حبيتك لانك على طول عايزة تسمعي عني وتعرف انا بفكر بايه
لساتني بحبك حتى وانتي بتنكدي علي دلوقتي "
كانت تنظر له بعيون تقطر حبا وفرحا
" باختصار انا بحبك لانك ليلى ياليلى . "
ليلى بضحكة " بجد ؟"
آدم بحنان " إه بجد ! بجد ياروح آدم وعمره يلي ريح يتعبني حياتي كاملة "
ليلى ببراءة" بعيد الشر عنك من التعب"
ثم تابع بمزاح" خلصتي زعل؟ فيني روح لشغلي ولا لسة عايزة تزعلي ؟"
ليلى بنفي " خلاص خلصت مانيش زعلانة "
آدم وهو ينظر لساعته فقد تاخر كثيرا "حلو يبقى بنحكي بالمساء "
فتح باب سيارته ليركبها ثم ودعها و غادر .
•تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية