رواية جوازة ابريل الفصل الثامن عشر 18 - بقلم نورهان محسن
رالفصل الثامن عشر (إمتلاك حارق)
أطبطبوا علي ڤوت او النجمة دي يا قمراتي ⭐
لا تبحث عن الحب ، بل ابحث عن الصدق الذي يغلف الكلمات ، ويلمع فى العيون ، عن الإخلاص الذي يكمن وراء الأفعال...
ابحث عن الثقة التي لا تهزها عواصف الدنيا وهمومها...
ابحث عن اللهفة الدائمة ، والشغف الذي لا ينتهي ، والشوق الذي لا يهدأ...
لا تبحثوا عن الحب ، بل ابحثوا عن السند والثقة ، عن من خلت قلوبهم من القسوة والجحود ، عن من يحنو مودة و يدنو رحمة...
ابحثوا عن الأمان الذي لا يتبعه خوف من الكذب أو الخيانة... ابحث عن الاهتمام الصادق الذي لا يغلفه رغبة أو مصلحة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
عقبت نادية بإنشداه : لا كدا لازم ارقيك لا تتحسد مني .. ايه الدلع دا كله!! اكيد وراها سبب مش كدا؟
تجاهل احمد الرد المباشر على سؤالها ، رافعًا كتفيه بعدم اكتراث مزيف ، عكس حال قلبه الذي يرقص بين ضلوعه بسعادة غامضة ، ووضع يده على وجنتها المحمرة ، وحرك إبهامه عليها ببطء ، مستمتعًا بنعومة بشرتها ، متغزلاً فيها بمشاكسة : يا بت وانا ليا مين غيركو ادلعوا يا ندوشة قلبي
قهقه بخشونة جذابة في نهاية كلامه ، أهلكت قلبها الهادر بإسمه ، وهو يفلتها من حبس ذراعيه ، فغمغمت برقة ، وعيناها تتلألأ بالعشق الجارف والسعادة الغامرة التى تموج في داخلها : شكرا يا حبيبي .. هروح اجهز مش هأخر عليك
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في حوالي الساعة الحادية عشرة ليلاً
دخل عز إلى منزله متعباً بعد يوم طويل مع العمال في موقع البناء.
ذهب مباشرة إلى غرفته ، ليجد منى نائمة ، أو بتعبير أدق ، كانت تستدعى النوم قبل وصوله ، لكنها لم تحصل عليه.
بدأ عز بخلع قميصه ، ليكشف عن صدره العريض الرياضي ذو الجلد البرونزي المكتسب من التعرض لأشعة الشمس معظم الوقت ، ليرميه بلا مبالاة على الأريكة الجانبية ، ثم تقدم بخطوات متوازنة حتى وقف أمام السرير يتأملها في ضوء مصابيح الغرفة الخافتة ، وهي ترتدي ثوب نوم أسود قصير ، راسمًا تفاصيل جسدها ، وبارزاً مفاتنها بإغراء مهلك لرجولته ، وقلبه العاشق لتلك السمراء ، ويصل طوله إلى قبل ركبتيها بقليل ، بحمالات رفيعة جدًا.
اقترب عز منها ببطء ، وهو يتنفس بتثاقل مزدرداً لعابه ، ثم استلقى خلفها ، ليضغط بصدره على ظهرها لاصقاً بها ، وهو ينحني برأسه ثم أخذ يُمرر قبلات خفيفة على ذراعها الناعم تصاعدياً برقة وشوق شديد
ابتسم بخبث رجولي ، حالما أحس بجسدها يرتجف بخفة تحت تأثير لمساته الساحرة.
تعالت وتيرة تنفسه تقطع لحظات الصمت بينهما ، ليهمس بصوت رجولى واثق عندما وصل بجوار أذنها قاضماً شحمة أذنها برفق ، متسببًا فى ارتعاشة أصابت أوتارها رغماً عنها : بلاش الحركات دي عليا انتي مابتعرفيش تنامي غير لما برجع البيت
ظلت منى على وضعها الصامت ، مغمضة عيناها ، ترفض داخلياً الرد عليه.
_مني .. انتي وحشتيني
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
فى نفس الوقت
داخل فيلا فهمي الهادي
دلف يوسف من الخارج ، ليجد أمه جالسة على طاولة الطعام ، فسلم عليها بفتور : مساء الخير
ردت سلمي بإبتسامة : مساء النور
أضافت سلمي بتساؤل عندما رأته يتجاوزها ويتقدم للأمام : انت مش هتقعد تتعشي معايا ولا ايه!!
توقف يوسف عن السير وظهره لها ، ثم استجمع قواه ليتوجه إليها بعد أن أطلق تنهيدة دافئة من أعماقه ، ووقف أمامها ينظر إليها بضيق ، ثم استفسر بصوت أجش مستنكر : هو ممكن افهم ايه اللي بتعمليه دا يا ماما؟! ليه بتقفلي عليها بالمفتاح .. مش معقول كدا التصرفات دي!!
كانت ترفع قطعة اللحم إلى فمها ، لكن الشوكة توقفت في منتصف الطريق عندما استمعت إلى كلامه المليء بالاتهامات ، وكل ما فعلته هو الحفاظ على هدوء أعصابها ، محاولة التهرب من الإجابة ، وهي تخاطبه بنبرة متسلطة : اسكت يا يوسف بليز .. وماتدخلش خالص في اللي مايخصكش .. واياك اعرف انك حاولت تفتحلها او تكسر كلامي يا ابو قلب حنين
أنهت سلمي جملتها بسخرية ، وهي تخفض نظرها نحو طبقها ، فجاء جوابه بنبرة منزعجة ممزوجة بالاعتراض : ايه هو دا يا ماما!! اكيد مش ناوية تحبسيها في اوضتها العمر كله .. بلاش نعمل معاها كدا عشان دا هيخليها تعاند بزيادة .. بالطريقة دي مش هتحلي حاجة زي ما انتي متخيلة
ردت سلمي بعدم اكتراث ممزوج بالإستهزاء ، ووضعت الطعام في فمها : انت بتكلمني كأني شريرة الرواية كدا ليه!! بطل هبل وكلام مالوش معني .. كل الموضوع اني عايزها تهدي اعصابها مش اكتر .. اختك كانت عايزة تسافر المنصورة لحبيبها القديم وتسيب ليا انا الامور هنا متعلقة احتاس فيها لوحدي .. فهمت دلوقتي .. يلا روح نام مش عندك شغل الصبح .. يلا
زفر يوسف في يأس وسخط بالغ من أسلوب والدته المتسلط ، ثم استدار ليصعد إلى غرفته ، تزامنا مع نزول والده من أعلى الدرج ، فواصل صعوده في صمت ، دون أن يرهق نفسه بالحديث معه ، لأنه يعلم جيداً أن ما يحدث بموافقته.
انهى فهمي من الدرج ، وسار نحو طاولة الطعام بخطوات متزنة ، ثم جلس في مقعده ، وهو يحمحم بخفة ، ليقول بنبرة رجولية هادئة : يوسف عنده حق يا سلمي .. غلط تفضل محبوسة ولحد امتي ماهي مصيرها تخرج
لم تجبه سلمي ، بل رفعت رأسها ، واكتفيت بالتحديق فيه ، فتابع التحدث بنبرة تحذيرية : انتي كدا بتخليها تنشف دماغها اكتر علينا زي ما قال
عبست ملامحها ، وعقدت بين حاجبيها غير راضية ، ثم ردت بمكابرة : بالعكس قعدتها لوحدها هتخليها تفكر كويس وتقتنع انها ظلمت مصطفي بالحكم المتسرع دا عليه يا فهمي
ضيق فهمي عينيه عليها ، وهو يحدثها بصوت جاد : انا وانتي عارفين ليه بتعملي كدا؟! مفيش بنت دلوقتي بتتجوز بالغصب لازم بموافقتها .. وايه ذنبها في ديونك والبزنس اللي بينك وبين مصطفي اللي هي دلوقتي بقت رافضة تتجوزه..
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في ذات الوقت
في غرفة نوم عز و منى
فتحت مني عينيها ببطء ، عندما وصلها صوته الهامس بشوق ولهفة ، وقررت على مضض أن تلتفت إليه لتواجهه ، وقالت بصوت خافت : انا تعبانة يا عز
وقعت نظراته لا إراديا على شق نهديها النافرين بشكل مغر من فتحة صدر القميص ، التي وصلت إلى منتصف صدرها ، وأبرزت جمالهم بسخاء.
تومض عيناه بوميض من الرغبة التى إشتعلت في عروقه مثل ألسنة نار الهوجاء ، فابتلع ريقه بصعوبة ، محاولاً السيطرة على نفسه ، وهو يقترب منها يلتهمها بعينيه الجائعتين ، وكم أغراه منظر شفتيها الحمراوتين بشكل لا يطاق في إضاءة الغرفة الخافتة ، ولم يعرف سبب لمعانهما المثير ، هو بكاءها المرير منذ عودتها من منزل أمه ، فلم يمنع حاله برغبته في لمس شفتيها بأطراف أصابعه ، ومرت عيناه على أعلى الشق بين نهديها مجدداً وهو يقترب منهما برأسه ، ويغمس رأسه فيهما ، ويطوق خصرها بقوة ، ليجيبها هامسًا كلمات صريحة مغمورة بالمكر الرجولى : لسه معاد فترتك الشهرية ماجاش يا روح عز
خفق قلبها بقوة ، وليس خجلاً من كلماته ، حيث كان الخجل بينهما في هذه الأمور قد زال منذ وقت طويل ، ولم تستغرب كلماته فهى تعرف أنه شديد الملاحظة في كل ما يعنيها ، لكن تنفسها اضطرب من شدة قربه المهيمن على كل مشاعرها ، فحاولت المقاومة بإستماتة حتى لا تضعف أمام سطوة عشقه الذي يطغى على كامل حواسها كما تفعل دائماً ، وبالرغم من تحذيرات عقلها ، فلم تمنع يدها من التسلل إلى رأسه ، مداعبة خصلات شعره الفحمية بحنان.
_ اخ .. بين ايديك بنسي نفسي .. ماتعرفيش قد ايه مشتاقلك .. مشتاقلك اوي حبيبتي
أردف عز بتلك الكلمات فى شغف ، وثقل من بين أنفاسه المستثارة ، ويداه تجريان بجراءة على جسدها المهلك لرجولته ، وشفتاه تطبع العديد من القبلات الرقيقة على صدرها ، وصولاً إلى رقبتها ، مقبلاً ببطء حارق ترقوتها البارزة ، فتصاعدت تنهداتها وأنينها ، وهذا لم ينفعه بشيئاً إلا أنه زاده إثارة واشتعلت رغبة جسده المُلحة بطريقة أفظع في إمتلاك هذه الأنثى الفاتنة الآن.
رفع عز وجهه إليها ، ينظر إليها فى أجمل صورها فى نظره ، بفمها المنفرج ، وشعرها العسلى المنثور على الوسادة ، وبندقتيها العميقتين تغمره داخلها بدفء ، ظل يتأملها عن كثب وهي تتبادل معه نظرات أثارت ذبذبات لذيذة بداخلها ، وتضاعف إضطرابها حيث اخترق عطره أنفها لينشط خلاياها الحسية بلا رحمة.
مال عز برأسه ينوي أن يتذوق كرزيتها بشوق ، لكنها تململت بجسدها تحته في إغراء عفوي لم تقصده ، بينما تدفعه عنها من كتفيه بلطف قائلة بصوت ناعم أبح : مش قادرة يا عز .. معلش
احتضن عز كفها فوق قلبه ، وتوشوش بالقرب من شفتيها بلحناً ذكورياً مثيراً ، وهو يشعر بجسده كله يحترق بجمرة الرغبة أكثر من مقاومتها الهشة أمام طاغوت شوقه : مش هتعملي اي حاجة يا قلبي .. سيبي كل حاجة عليا .. انا محتاج اقربلك .. مش قادر ابعد المرة دي .. ماتبعدنيش عشان خطري
أنهى عز كلامه بتوسل مغرٍ جعل أطرافها ترتجف بضعف ، ولم ينتظر ردها ، إذ انحنى على وجهها ، قاصداً أن يغزو شفتيها المغريتين ، وفجأة أدارت وجهها عنه ، فاستهدفت قبلته خدها بدلا من فمها ، بعد أن كادت تستجيب في لحظة لتوسلاته ، لكن ما يحدث لها خارج عن إرادتها ، فماذا يتوقع منها وهي في قمة حزنها ، ورغم أنه لا يعرف شيئا عما تشعر به في هذه اللحظة ، إلا أنها لم تمنحه فرصة لفعل أي شيء آخر ، إذ دفعته من صدره بقوة حتى ارتفع من فوقها ، فصرخت بأنفاس متهدجة ، بلهجة حادة مشوبة بالانزعاج ، قد تندم عليها بعد قليل : انت مابتفهمش عربي .. ايه الانانية اللي انت فيها دي .. قولتلك تعبانة .. افهم وسيبني انام .. دا من حقي
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
عودة عند سلمى و فهمى
_وايه ذنبها في ديونك والبزنس اللي بينك وبين مصطفي اللي هي دلوقتي بقت رافضة تتجوزه..
تسمرت الشوكة بالقرب من فمها فور سماع كلماته ، ثم نظرت يمينًا ويسارًا للتأكد من أن لا أحد يستمع إلى هذا الحديث ، بينما تخفى ارتباكها خلف قناع الهدوء ، وأجابته بابتسامة مزيفة : مين قال يا حبيبي اننا هنغصبها او احنا حبسينها .. انتو اوفر جدا .. هي مفيش اي حاجة نقصاها .. كلنا وانا اولكو مهتمة بصحتها واوديتها كمان في مواعيدها وموصية تقي تروح تبص عليها كل شوية
ربتت سلمي بلطف بالغ على ظهر يده ، وبنظرات دافئة كصوتها أخبرته مؤكدة لتجعله يطمئن : ماتقلقش عليها .. اكيد يعني مش هضرها .. انت عارف اني بحبها وعايزة مصلحتها زي ما تهمني مصلحتنا كلنا .. قعدها لوحدها مهم عشان تقدر تفكر وماتتهورش انت عارفها طقة ازاي؟
كانت سلمي تتحدث ، وهي تأخذ سكينًا وشوكة ، لتقسيم قطعتين صغيرتين من اللحم ، ثم رفعت الشوكة إلى فمه فأكل ما فيها قبل أن يسألها في حيرة : طب ومصطفي اللي بيتصل كل شوية بيسأل عليها؟
أجابت سلمي بثقة ، وهي تمطق قطعة اللحمة في فمها بتلذذ : سيبهولي انا هقنعه ان العروسة محتاجة وقت تجهز فيه نفسها ودا ابسط حقوقها من حقها تدلع عليه
_يعني مش ناوية تقوليلو انها خدت خبر بجوازه؟
خرج سؤاله بتلقائية مذهولاً ، ممَ جعلها تشيح بنظرها بعيداً عنه ، متظاهرة بالانشغال بالطعام ، وتمتمت بنبرة مضطربة : لا مش ناوية طبعا .. غير لما تراجع نفسها واعرف قرارها النهائي ايه الاول؟!
وقتها شعر فهمي بالإحباط ، فبعد حديثه مع ابنته في الصباح تأكد أنها لن تقبل بهذا الأمر ، ثم مسح وجهه بيد واحدة قبل أن يسألها بفضول : اللي مستغربلو تصرف مرات مصطفي فضلت ساكتة ليه طول المدة دي وماكلمتش الا دلوقتي .. وانتي ماعرفتيش قالتلها ايه شقلب كيانها كدا؟
ظهر انزعاجها بوضوح علي محياها ، حالما تطرق إلى هذه السيرة ، فتناولت كوب الماء من الطاولة ورشفت منه ببطء ، ثم ردت عليه بنبرة باردة ساخطة : كلام ستات فارغ .. وحدة عرفت ان جوزها اللي بينهم وبين بعض مشاكل وعلي وش طلاق .. هيتجوز بنت جميلة وباشمهندسة كمان .. اكيد الحقد ملا قلبها .. اسألني انا عنها انا اعرفها كويس .. عشان كدا هي حبت تبوظ الجوازة متعشمة انه يرجعلها .. بس ابريل بالغت وزودتها اوي معانا
قالت سلمي جملتها الأخيرة بتبرم عابس ، فنظر إليها فهمي بسخرية تامة ، رافعًا حاجبيه مستغربًا من استخفافها بالأمر ، ومن أين جاءتها تلك الثقة ، ليتحدث باستياء حانق : كنتي متوقعة منها يكون رد فعلها عامل ازاي!! هو دا اللي كنت خايف منه وعامل حسابه وحذرتك من الاول .. بطلي تنكري احنا كمان غلطنا .. ماكنش ينفع نخبي عليها انه متجوز
وضعت الشوكة على الطاولة بقوة ، ورفعت رأسها نحوه ببرود ، ثم هتفت على مضض بعدم رضا : ماتحملنيش المسؤولية لوحدي .. كله كان قدامك وبعلمك وانت اول المستفدين .. منها لله حنين جت بوظت كل حاجة
خرج زفير حار من ضلوعه مليئاً بالحزن ، وتمتم في يأس وبصوت قلق : الموضوع اتعقد علي الاخر .. وثقتها فينا اكيد هتتأثر عشان كدبنا عليها كلنا وماقولناش الحقيقة..
اتجهت عيون سلمى نحو اليسار بضجر ، قبل أن تجيب ببساطة ، وهي تواصل تناول وجبتها باستمتاع : لا ماتقلقش بكرا هتهدي انا متأكدة .. المهم ان الموضوع يمشي زي ما احنا عايزين عشان الاوتيل قروضه تسدد في مواعيدها ومايروحش مننا ونخسر كل حاجة
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
خلال ذلك الوقت
عند عز و منى
_ايه الانانية اللي انت فيها دي .. قولتلك تعبانة .. افهم وسيبني انام .. دا من حقي
تصلب جسده دون رد فعل ، وكانت نظراته مثبتة عليها بعدم تصديق مم قالته ، سرعان ما إعتدل من عليها وهب يقف على الأرض ، وهو يزأر بغضب جامح : خلاص هسيبك تنامي .. وهسيبلك البيت كله و ماشي
قال عز ذلك بأنفاس متسارعة ، وهو يستدير يبحث بمقلتيه عن قميصه حتى وقعت عيناه عليه ، فتحرك نحوه يلتقطه بسرعة البرق تحت انظار منى المصدومة ممَ فعلته به ، فجزت على أسنانها بقهر ، وقامت من السرير تعدل ملابسها ، وذهبت بسرعة خلفه تنادي عليه بعد أن خرج من باب الغرفة : عز .. يا عز
تسارعت خطواتها ، واقتربت منه لتمسك بذراعه ، ووقفت أمامه لتقول بتلعثم خائف : اا انا .. اسفة يا عز .. والله مش قصدي .. بس ماتنزلش .. بلاش تسوق دلوقتي وانت متنرفز اوي كدا .. بعدين لا قدر الله يحصلك حاجة
تعلقت عسليته ببندقيتها المتلألأة بالدموع ، قبل أن يسحبها من رأسها مقربها من وجهه بكلتا يديه ، حتى اختلطت أنفاسه الساخنة ، وتنفسها المضطرب ببعضهما ، ثم هسهس بنبرة مشتتة دون وعي : ازاي خايفة عليا اوي كدا وانتي مش طايقني ؟!
أنهى حديثه بحيرة شديدة ، وأسند جبهته المتجعدة على جبهتها الحارة ، فهمست بقلبٍ يتألم : عز .. لو سمحت
أغمضت مني عينيها محاولة الابتعاد قليلاً ، لكن يديه رفضتا بعناد أن تطلق سراح وجهها ، يود أن يدخل عقلها ، وأحيانًا يراوده شعور بأن يهشم رأسها حتى تنطق بما يجول فيه : عايزة حياتنا تبقي طبيعية ازاي؟! وانتي كل ما اقربلك بتبعديني عنك .. بترفضي لمستي ليكي كأنها بتحرقك!!!
همست مني باسمه بصوت باكى ، وهي تضع يديها على راحتيه ، بينما تتراجع بقدميها في محاولة لفك حصار رأسها ، ليكون وجههما في مواجهة بعضهما البعض ، هز رأسه رافضًا تركها ، والدموع في قلبه نارًا تشعل حريقًا في حدقتيه ، قبل أن يزمجر بنبرة خشنة : ردي عليا ماتهربيش وتعيطي زي عوايدك المستفزة دي
نظرت إلى ملامحه الرجولية الوسيمة الخشنة عن كثب ، لعدة ثواني قبل أن تنفجر ، وتصرخ في وجهه بصوت مبحوح : عشان انا بتحرق من جوايا ومحدش حاسس .. حتي انت مش حاسس بحاجة .. بس انا مليش غيرك .. ولو ليا خاطر عندك ماتخلنيش قلقانة عليك بسواقتك المجنونة بتاعتك دي
ترك عز رأسها ، ليحرك يديه بسرعة في الهواء بحركات عبثية ، ويردد بجنون ، وهو في حالة هياج عصبي شديد ، يريد معرفة ما تشعر به في قلبها ، لكنها تأبى دائما مصارحته ، وقد نسى أنها لا تفعل ذلك ، لأنه سرعان ما يتفاقم غضبه ، ويبدأ بالشجار معها ، فأصبحت تتفادى هذا معه : انتي عايزة تجنيني!! منين قرفانة من لمستي .. وفي نفس الوقت خايفة عليا !! ايه شغل المجانين دا..
صمت عز وهو يلهث بحدة ، ولم تعلق منى ببنت شفة ، ليظل كلاهما ينظران إلى بعضهما البعض لثواني طويلة ، وكلاً منهم يحاول السيطرة على نيران شوقه للأخر ، فمن المؤكد أنها تتوق إلى قربه ، لكن معاناتها الآن كانت أكبر من أن يستوعبها ، تشعر بالخوف من مستقبل لن يكون معها فيه ، والخوف من فقدانه ، والخوف من أن يتخلى عنها ، تصارع بين أمواج كل هذه المشاعر تائهة وسط محيط كبير لا نهاية له.
اقترب عز من وجهها ، وهي غارقة في أفكارها المظلمة ، وظهرت تعابير عذابه على وجهه بوضوح أمام عينيها ، وتابع بصوت أبح : هيجي عليا يوم واطب اموت بسبب تصرفاتك دي
اهتزت حدقتيها بخوف من كلامه والدموع تنساب على وجنتيها ، وهي تضع كفيها على ساعديه ، لتتحدث بعفوية : بعد الشر عليك من الموت يا عز ايه الكلام دا بس؟!
صر عز على أسنانه بقوة ، بينما هو في ذروة ضعفه ، من تأثير لمساتها الرقيقة الحنونة على جسده ، عكس تصرفاتها الحمقاء القاسية معه ، تكلم بصوت رجولي منخفض : الموت عندي ارحم من العذاب اللي معيشاني فيه يا مني .. اكتر حاجة تجرح كرامة اي راجل وتحرق قلبه .. هي ان مراته اللي بيعشقها ومش شايف حد غيرها .. تكون رافضة قربه منها اللي هو بيعبر به عن عشقه ليها
همس عز بجملته الأخيرة وهو يتألم داخلياً ، فارتجفت حدقتاها في اضطراب ، وهزت كلماته كيانها ، وهي تنظر إلى العذاب المستقر داخل قرص العسل الدامع فى مقلتيه ، قبل أن تنكر ذلك بصوت خافت : ومين بس قال اني بعمل كدا يا عز!! كل الحكاية ان اعصابي تعبانة شوية وحاسة بتوتر واكتئاب .. بس والله العظيم انت حياتي كلها .. ازاي تفكر كدا؟!
زفر الهواء الساخن من شفتيه ، ثم أخذ نفسًا عميقًا ببطء ، وحبسه داخل صدره لبضع لحظات ، على أمل تهدئة أعصابه التالفة وإخماد النار المشتعلة بداخله ، ثم تراجع خطوة إلى الوراء قائلاً بتوبيخ : عارفة ليه اعصابك بقت مشدودة بالشكل دا !! كله من الزفت السجاير اللي بقيتي تشربيها يا مني .. ومن الستات جيرانا اللي بقيتي تقعدي معاهم وهما اللي علموكي تعملي كدا
احتجت مني بعناد : محدش علمني حاجة يا عز .. وبالعكس السجاير دي هي اللي بقت بتهديني شوية .. وتخفف التوتر اللي طول الوقت حاسة بيه
_شوفتي رجعتي تقاوحي من تاني .. خلاص انتي حرة اعملي اللي يعجبك .. انا قرفت
اختتم حديثه بحدة نابعة من قلبه الملكوم قبل أن يبتعد عنها ، تاركاً المنزل بأكمله وأغلق الباب خلفه بقوة أفرغ فيها القليل من شحنة غضبه ، فهزت رأسها في قنوط يائس من غضبه الذي يصعب السيطرة عليه ، وكما في كل مرة يحتدم النقاش بينهما يتركها ويهرب من الجدال ، وبعد ذلك يعود بعد أن يهدأ ، ولا يحاول الوصول إلى السبب الرئيسي للمشكلة ليحلها معها ، أو على الأقل يفهمها ، بل يعتذر لها ببضع كلمات لطيفة ، فتنسى ما أزعجها فيه، وتتساهل معه وتسامحه ، ويتكرر ذلك بإستمرار.
مشيت مني إلى غرفتهم ، ودلفت إلى الداخل ، متجهة إلى طاولة الزينة ، التقطت من عليها علبة سجائر ، وأخرجت إحداها بأصابع مرتعشة ، وأشعلتها بالولاعة بعصبية.
أخذت نفسا عميقا ، وزفرته ببطء ، وهي تتجه نحو السرير لتجلس عليه ، وأفكارها تبحر بعيدا ، كل ما أرادته من هذه الحياة هو أن تعيش بشكل طبيعي مع من تحب ، ويشكلون عائلة صغيرة دافئة ومتماسكة ، لكنها فى كل مرة يذهب ، ويتركها وحيدة لا تشعر إلا بالبرودة والخوف من المستقبل.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
أشرقت الشمس معلنة بداية يوم جديد لجميع أبطالنا ،
اليوم الرابع ، وجلبت معه رسالة غامضة مفادها أن اليوم بالنسبة لهم جميعًا ، سيكون مختلفًا عن أي يوم آخر مضى في حياتهم العاطفية ، كل شيء سيتبدل ، كل شيء.
تحديدا فى المنصورة ، داخل غرفة النوم
فتح أحمد عينيه ، عاقدًا حاجبيه بإنزعاج الشديد من أصوات الضوضاء من حوله ، فوضع يده على جبينه من شائعة الشمس ، وتساءل بصوت ناعس : ليه الدوشة دي علي الصبح يا نادية!!
نظرت نادية إليه من فوق الكرسي الخشبي أمام الخزانة المفتوحة أبوابها العلوية علي مصراعيها ، فإلتفتت تغلقها سريعاً ، بينما عيناه تمركزت على ما ترتديه الذى خطف أنفاسه من صدره دفعة واحدة.
ضمت نادية شفتيها ، ووضعت يدها على صدرها البارز من ملابسها محرجة بعض الشيء : يقطعني يا حبيبي انا صحيتك كنت بدور علي حاجة
انتهت من كلماتها ، بينما تنحني بظهرها متكئة بيديها على الكرسي ، فإنكشف ساقيها ممتلئة إلى حد ما بسخاء ، وهي تنزل على الأرض ، بينما كانت عيناه تمشطها بتأني من رأسها إلى أخمص قدميها ، ويطالع ما ترتديه بعيون منبهرة وهو عبارة عن زي تنكري مثير مصنوع من الساتان الحريري ، باللون الأحمر الجذاب ، والجزء العلوي مكون من صدرية بأنصاف أكمام مفتوحة من المنتصف ، مزودة بأربطة منخفضة لإبقائها ثابتة في مكانها في شكل فيونكة ، مع تنورة منقوشة باللون الأحمر والأبيض والأسود من الدانتيل بحزام الخصر المطاطي ، ويصل طولها قبل منتصفه الفخذ ، وابرزت سيقانها الناعمة بإغراء وجراءة ، وهذا جعلها تبدو كأنها طالبة صغيرة فى العمر لكنها مثيرة للغاية ، وتركت شعرها بخصلات الشقراء منسدلة على كتفيها ، وطول ظهرها ، كما لو تخبره أنه سيقضي وقت مثير معها.
ابتلع احمد لعابه ، وهو يراها تحمل الكرسي إلى مكانه في أحد زوايا الغرفة ، وتعاود للنظر إليه ، فابتسم يخبرها بصوته الأجش : انت تعمل اللي نفسك فيه يا بطل .. قربي هنا
غمز احمد لها بخبث في نهاية عبارته ، فإدعت الجهل بنفس نظراته : اجي فين!!
مشيت نادية صوبه حافية القدمين ، ورنة خلخلها الذهبي ، يزيد من تأجج رغباته فيها ، مع تمايل جسدها أمام مرأي عينيه ، فكانت كتلة من الإغواء الساحق لرجولته ، لتقف واضعة يديها على خصرها العاري بجانب أقصى السرير ، وأضافت بحيرة مزيفة : قصدك هنا؟!
_تعالي
كرر كلمته بنبرة حانية ، ونمت ابتسامة ماكرة على جانب فمه ، وكاد أن يلتهمها بنظراته الحارقة ، فالعين تأكل قبل الفم ، أثناء اقترابها أكثر ، تحدق به بنظرة مغوية ، وأضافت برقة ، مشيرة إلى جواره : هنا؟!
مد أحمد ذراعه ، ليمسك يدها ، وسحبها نحوه ، وضحكت بصوت أنثوى عالٍ ، وهي تصعد على السرير بخفة ، بينما امسك ساقها الناعم وجذبها منه ، وهو يميل إلى ظهر السرير ، لتجلس بتمهل فوق فخذيه ، وركبتيها على كلتا الجانبين منه بوضعية الركوع ، وأحاط خصرها بيديه بقوة ليست شديدة ، ولفت ذراعيها على كتفيه للاستناد عليه ، ووجههم متقابلان.
إلتصق أحمد بها ، ورفع وجهه ، هامساً بالقرب من أذنها بنبرته الرجولية المثيرة : ايه الصباح العسل دا يا بت وايه اللي ملبسك كدا؟
قضم شحمة أذنها فى نهاية سؤاله ، فأشعلت كل حواسها من الإثارة ، توصد عينيها لتغمغم بتهدج : صباح الجمال و الحلاوة عليك يا عيوني
سألته نادية بغنج أنثوي ، بعد أن التقت نظراتهم : ايه معجبتكش يا استاذ؟!
تمتم احمد بإعجاب : بالعكس يخبل وتهبل الفكرة دي
استقرت يده على خده ، تتحسس لحيته الخشنة ، وتابعت في حنو بنفس الحديث الهامس بينهما : دا انت صاحي مزاجك عالي اوي يا حبيبي
غمس رأسه في رقبتها ، والتي تنبعث منها رائحة العطر التي تثير الرغبة الحسية عند شمها ، والذى أهداه لها بعد مجيئه من السفر ، فألهبت رغبته ، مجيباً عليها بصوت مكتوم : اوي اوي يا روحي
تحدثت نادية بصوتها الهادئ ، وبنعومة بجوار أذنه مع ضحكات خافتة للغاية في دلال جعلته أكثر اشتعال : من امبارح وانت رايق وحنين اوي .. ياريت تفضل كدا علي طول
رفع وجهه من عنقها ، وتدحرجت نظراته على مفاتنها الفتاكة أمامه بوقاحة كبيرة ، قائلاً ببال صافى : وينفع اشوفك جامدة اوي كدا .. ومابقاش رايق وفايق اوي كمان
قرصت نادية ذقنه بمشاكسة ، لترفع وجهه حتى نظر إليها ، وسألته بابتسامة مغرية : عجبك عليا صحيح
نثر قبلات رقيقة على عنقها ، أججت النار فيها ، نزولاً إلى شق نهديها ، مرددًا بصوت مفعم بالشهوة : عجبني بس !! دا جنني هوسني طير عقلي .. منظره عليكي خلي جسمي يقيد نار .. ومابقتش علي بعضي يا بت
أخفت وجهها الأحمر من الإثارة في عنقه النافر بالعروق ، لتمسد على مؤخرة شعره بأصابعها النحيلة فى رقة بالغة : وانا ملك ايديك يا روح قلبي .. بس ممكن طلب
_دا انتي تطلبي عينيا
_مش ناوي هتقولي ايه مخليكي مبسوط اوي لدرجة دي؟
أخبرها بثقة دون النظر إلى عينيها ، حيث عاد لدفن وجهه بين الرمانتين الناضجتين ، يلعقهما بإنتشاء : بفكر اقعد جنبكوا علي طول وماسافرش تاني
توسعت ابتسامتها بحبور مشوب بإثارة ، لترفع وجهه ناظرة إليه بعيون تتلألأ مثل المفرقعات النارية فى سماء بنيتها الداكنة ، من شدة فرحتها ، وهتفت بأنفاس لاهثة غير مصدقة : بجد والله .. دا احلي خبر يا حمودي
أومأ احمد برأسه ، مؤكدًا لها أثناء وجوده قضمه شفتها السفلية لسحبها إلى الخارج بتباطؤ ، وأمرها بهمس ساخن : قولي حمودي تاني
أحاطت وجهه بيديها وبنظرة مفعمة بالإغواء تهامست حروف اسمه بدلع شديد : حمودي
سلط بصره علي شفتيها ، يشتهي تذوقها أكثر ، ليهمس بصوت محموم من شدة رغبته : حمودك هيموت ويقطف الكريز اللي علي شفايفك الجامدة دول يا فرس جامح
تقهقرت برأسها بتمنع مغري ، لتزيد من شوقه ، وعلقت بضحكة أنثوية جميلة ، بينما نظراتها تفيض بالتلاعب : لسه الكريز ماستواش علي الشجر يا حمودي
داعب أنفه مع أنفها ، ومرر لسانه على طابع الحسن في ذقنها الذي سرعان ما رفعته بإغراء مثير ، ليميل عليها أكثر هامسا بولع : اول ما شافك استوي علي الاخر
ابتسمت له بنظرة سلبت لبه ، لتنطق بتدلل أنثوي : حمو...
قطف بقية اسمه من شفتيها المغوية بطريقة مهلكة لرجولته بامتلاك حارق ، لتبادله قبلاته بشوق وشراسة مماثلة له ، وخفقات قلبها تعانق السماء من ارتفاعها.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
فى نفس التوقيت بالقاهرة
داخل غرفة باسم
_يا باسم قوم مش ممكن هتقضيها نوم كدا ولا انت لسه تعبان!!
هتف باسم منزعج بنعاس : في ايه حد يصحي حد كدا .. ليه المعاملة الناشفة دي علي الصبح يا ماما؟
جلست وسام بجانبه ، وانحنت عليه ، تتفحص حرارة جبهته بفمها ، لتبتعد عنه متنهدة بارتياح قبل أن تقول بنبرة تتسم بالحنان اللامحدود : الحمدلله مابقاش في حرارة ونزلة البرد شكلها راحت .. والناس بتفتح عينها بتقول صباح الخير
تظاهرت بالحنق فى نهاية كلامها ، فقال باسم هازئاً بإستياء : دا في العادي بس لما تفتح عينيها علي المرشح للي كنت نسيته من اعدادي دا بترجع تنام تاني
_اعملك ايه ما انت مغلبني في صحيانك من صغرك وبعدين بقي هي دي كلمة وحشتيني يا ماما بتاعتك .. بعد يوم كامل قلقانة عليك وانت نايم ولا داري بالدنيا من حواليك
_والله كان نفسي اقولك وحشاني اوي يا سوسو ووحشني حضنك .. بس انتي سبقتيني
تلاشت إبتسامة والدته مجعدة ملامحها ، قبل أن تستفسر بدهشة : انت طالع بكاش بشكل دا لمين يا واد انت؟
غمز باسم لها معقباً بمزاح مشاكس : واد!! بقي كل الوسامة والفحولة دي كلها .. وبرده بتقوليلي واد .. وهكون طالع لمين ما هو اكيد لصلاح حبيب القلب يا سمسمة؟!
توسعت أعين وسام دلالة على تعجبها ، وقالت مسرعة بإعتراض : اتأدب يا واد انت .. وعلي سيرة ابوك هو لسه شايط منك وعلي اخره .. وبطل بقي جحود القلب للي عندك دا وماتغيبش عليا .. اذا بتتعب وانت قدام عيني وببقي ملهوفة عليك وهجنن .. مابالك وانت زي القرد بتتنقل من شجرة لتانية ممكن يحصل ايه؟!
باسم بتساءل طريف : انتي ملخبطاني هو دا خوف ولا تهزيق يا ام القرد!!
أخفت وسام ابتسامتها ، ودفعته بقوة في ذراعه ، مما جعله يضحك بتأوهاً ، مضيفاً بصوت مرح : خلاص يا جميل انت يا اشطا .. بس سيبيني شوية وانا هقوم لوحدي انا لسه عيان
رسم باسم على وجهه تعبير التوسل اللطيف ، وهو يقبل كفها برقة ، فهزت رأسها بالرفض ، وجذبت يدها قبضته ، زاجرة إياه بجدية : مش هاكل من حركاتك دي يلا قوم .. انا ورايا مليون حاجة عايزة تخلص عشان خطوبة اختك بليل ولسه ضيوف كتير هيجوا وشغلانة كبيرة .. اسمع خمس دقايق وتكون قدامي تحت في حاجات كتير عايزاك فيها فاهم
_ماشي هفوق كدا وجاي وراكي
استلقى باسم على بطنه بعد أن غادرت الغرفة ، ومد ذراعه إلى طاولة السرير ، والتقط هاتفه من فوقها ، ونقر على الشاشة بنصف عين مفتوحة ، وضغط على رقم رزان ووضعه على أذنه ، وبدأ الرنين حتى النهاية ، ولم يتلق أي رد ، فرماه بجانبه وأغمض عينيه مرة أخرى دون اهتمام.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
في المنصورة
عودة إلى غرفة نوم أحمد
أخد يطعن فمها المحمر بلسانه ، وأمطرتها شفتاه بقبلات عنيفة على الشفاه والرقبة والأذن ، مع عض خفيف ، ويديه تعتصران أردافها بقوة ، مما سبب لها الألم قليلا ، وهو يضربها ضربا خفيفا دون ترك علامات ، قصد معاقبتها على إغوائه بصريًا وجسديًا إلى هذه الدرجة الخطيرة.
فصل أحمد قبلتهما حتى يتمكنوا من التنفس ، وانتقلت نظرته إلى الرمانتين الشهيتين التى تعلو وتهبط بسرعة بسبب دقات قلبها العالية من خلف هذه الصدرية المهلكة ، وحالة نبضه لم تكن أفضل منها قط ، فهى تنجح في كل مرة بجعله يشعر بالمتعة الشديدة والنشوة بأفكارها الشهوانية غير المألوفة ، مما يحفز رغباته إلى أقصى حد.
استطاعت نادية أن ترى الشرر في عينيه مقرونًا بشهوة جامحة ، وزادت نبضات قلبه وجن جنونه ، فمزق حمالة الصدر الحمراء بطريقة عنيفة ومثيرة ، فأفلتت منها شهقة متفاجئة ، ولم ينتظر ردة فعلها حيث أجبرها على الاستلقاء تحته على السرير بقوة ، ولم تمنح نفسها فرصة للحزن على ما مزقه أحمد ، بينما تغلبت عليها مشاعر منتشية واعتزاز بأنوثتها ، حين رأت زوجها مثاراً ولديه شهوة كبيرة اتجاهها ، وهذا أمر طبيعي ، حيث تحب أي امرأة أن تشعر بأنها مرغوبة ومثيرة في نظر زوجها لدرجة تجعله خارج نطاق السيطرة وغير قادر على إيقاف نفسه ، مما يمنح المرأة شعوراً قوياً بالرضا والسعادة ، بل إنها أيضاً تتفنن في الأفكار الجريئة ، لتنال دائمًا الثناء والمدح من زوجها.
عض أحمد طرفي رقبتها ، ومصها ببطء ، ثم نزل بأسنانه ولسانه وأظافره إلى الأسفل والأسفل ، يعض كتفها وصولاً إلى نهديها شهي المذاق يلتهمه بشراهة ، فخرجت منها آهات ناعمة دليل على استمتاعها ، اما هو احتضن خصرها بين ذراعيه ، وتمتم غائب الذهن : ملبن ملغمط بالسكر
دفعته بصعوبة من صدره ذو الشعر الخفيف ، ثم أخرجت من تحت الغطاء وشاحين أحمرين ، ولعبت بهما أمام عينيه اللتين أشرقتا ببريق غريب ، لتغمزه بمكر انوثي ، فضحك لها بعبث ، التقطهما منها ، رافعاً ذراعيها فوق رأسها ، ليربط يديها فى السرير بالأوشحة من الطرفين ، بتقييد غير شديد.
همست نادية مرتجفة ، وهي تنظر إليه بكل ضعف واستسلام مرحبة بالعاطفة العارمة التي كان يمطرها بها فى هذا الوقت : بحب لما بتعمل فيا كدا..
كان لهذه العبارة تأثير سحري على أذنه ، إذ كانت تحرص دائما على أن تشعره بمدى حبها له ورغبتها في إسعاده من خلال تلبية رغباته ، وتركته يعبث بها كيفما يشاء لشعورها المفرط بالعشق والسرور ، كما أنه يفهم متطلبات جسدها ، يسعى لإمتاعه في إطار هذه اللعبة المثيرة ، أثناء تغدقه لها بكلمات الحب والمدح ويثني على جسدها ، فاستطاع من خلال ذلك تحسين علاقته بها حتى لا يشعر بالفشل ، ويصبح عنوان حياته ، وهذا كان مفتاح قلبها المحب ، الذي نجح في الدخول إليه بكل سهولة عبر هذه الطريقة ليفترس جسدها الساحر ، ويستمتع به في السرير.
سألته نادية بنبرة تجمع بين الحب والشهوة : بتحبني زي ما بحبك يا حمودي؟!
كان رده ممزوجا بالهسهسات الخشنة التي تحمل طابعا شهوانيا ، ورؤيته لتفاصيل جسمها زادت من درجات رغباته فيها : بحبك و بموت فيكي .. هموت عليكي وعلي جسمك اللي يدوب الحجر دا .. انتي كل شوية بتبقي اجمد من الاول يا بت .. بتخليني عايز اكلك كل
غمغمت نادية في استرخاء تام وآهات خافتة ، بعد أن تغلغلت همساته في عقلها ، تطرب أذنيها بتدليله لأنوثتها ، وبمغازلته الصريحة لجمالها ، كما أعجبتها تصريحاته الشعبية الرديئة : انت اعمل اللي نفسك فيه يا قلبي .. مبسوط وانت معايا يا حبيبي
_انا فوق السحاب يا روح قلبي
تأوه أحمد من المتعة ، وهو يقبل وجنتيها ، وصولاً إلى شفتيها الحمراء المنفرجة ، بينما هي تئن بتعب من شدة اللذة والألم في نفس الوقت ، تتخللها آهات عالية مثيرة عندما أصبحت الأمور أكثر إثارة.
وضع جبهته على جبهتها ، فاختلط تنفسها السريع مع أنفاسه المشحونة بالعواطف ، وحب غامر يطغى على عقله وقلبه وجسده ، غائب في عالم اللذة ، بعيد كليا عن الواقع : انا دلوقتي في اسعد لحظات عمري .. وانتي بين ايديا .. اوعي تبعدي عني يا عمري .. نفسي افضل جوا حضنك كدا علي طول يا ابريل .. ماتبعديش عني تاني
قال ذلك وعيناه مغمضتان ، دون أن ينتبه للاسم الذي نطق به في غمرة أفكاره الصاخبة ، ولم ير نظراتها المتألمة مباشرة بعد ما قاله ، كما الصدمة الجارحة التى ظهرت بوضوح في ملامحها ، وهو يقيد كل حركتها بجسده ، ويحرك شفتيه ببطء على وجهها ويمرر سبابته على شفتيها بحرارة ، ليشعر بارتعاش جسدها في حضنه من الصدمة وضربات قلبها العالية ، ليستأنف تقبيل شفتيها رغم تململها لإبعاده ، لكنه لم يبالي ، وهناك حرق لذيذ في شرايينه ، جعله يستمر في تقبيلها بشهوة ، ويديه تعبث بجسدها ، مكملاً ما بدأه وصولاً إلى المرحلة الأخيرة.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية جوازة ابريل) اسم الرواية