رواية انا اولا الفصل الثامن عشر 18 - بقلم براءة
Hou ya:
الفصل 18
داخل المكتبة ...
حيث كانت ليلى ومروة وسهى جالسات تذاكرن بجد
بسبب كثرة المحاضرات .
ورغم ان ليلى حاولت قدر الامكان ان لا تهمل دروسها إلا أنها لاتنكر ان مسارها قد تراجع بسبب تفكيرها الدائم بآدم والخطط التي اخدت تجهز لها بشأن مستقبلهما معا . خاصة وانها تعاني من الحفظ .فكلما تحفظ معلومة ما تجد نفسها نستها بعد مرور وقت قصير وهذا مااتعبها .
بينما مروة لم تواجه اي مشكلة فمكالماتها مع خالد قد قلت بسبب انشغاله مع امتحاناته وقد تفهمت هي ذلك .
المفاجئ في الامر ان سهى اصبحت تدرس بهوس . فكلما راتها ليلى او مروة وجدنها تدرس .
مروة بتعب " مش قادرة خلاص " ثم قالت وهي تقف وتاخد بحقيبتها تاركة خلفها جميع ادواتها " رح قوم جيبلي كافيين لاصحى "
القت بنظرة خاطفة على سهى فوجدتها تضع السماعات تتابع باهتمام عبر شاشة هاتفها الدكتور الذي يشرح .
قبل أن تردف بجدية " ليلى تعالي معاي "
ليلى باستغراب " ماتروحي يامروة انا مش عايزة حاجة "
مروة باصرار "تعالي معايا لو سمحتي ياليلى "
انتبهت إليهما سهى وابتسمت عندما اخبرتها ليلى انها ستذهب مع مروة لاحضار القهوة لهن .
سارتا معا حتى خرجتا من المكتبة .
ليلى " ماتقوليلي مالك يامروة ؟"
نظرت مروة الى الخلف لتنظر لسهى البعيدة عنها
قبل أن تقول وهي تسحب ليلى من يدها بعيدا لتجلسا
" في حاجة لازم تعرفيها ياليلى "
" يلي هي ؟"
" بصي انا مش متاكدة ومش انا يلي قلت أكيد دا بردو بس سامعاه من اكثر من مكان فقلت اخبرك "
" ماقولي يامروة . هي حصلت حاجة ؟!"
" قبل ماخبرك عايزة اسالك اذا حسيتي أنه في حاجة بين سهى و الدكتور آدم حبيبك "
ثم تابعت بتاكيد عندما رات ملامح صديقتها قد تغيرت وتجهم وجهها " مش عم أقول أنه بينهم حاجة عم اسالك مانتي عارفة احساس المرأة ازاي بيكون لما تحب. بس في كتير طلبة خاصة بنات لاحظوا انه هما ماخدين على بعض اوي وكل مرة يشوفوهم مع بعض فطلعوا حكي وانتي عارفة انه الاخبار يلي زي كدة يكون انتشارها سريع . "
انتظرت من ليلى الرد التي فكرت قليلا قبل أن تقول بجدية " انا عارفة بدة يامروة "
مروة بدهشة " عرفتي ؟ طب ازاي ؟"
ليلى " في مرة سمعت بنات بيحكوا بالموضوع "
مروة " وماقلتيش ليه ؟"
ليلى " لأنه مش مهم بالنسبالي . مش كل واحد يحكي حاجة حاناخد بكلامه "
مروة بتساؤل " طب ومش حتعملي حاجة ؟ انتي هي حبيبته ياليلى و ماينفعش تسمحي أنه يتقال أنه حبيبك مرتبط ببنت غيرك ولو حتى اشاعة ! ماتعيشيش زي الهبلة حتى لو بتحبيه "
ليلى " انا عم اراقب يامروة . صرلي فترة كدة عم شوف! هي إه ماانكرش أنه لاحظت اكثر من مرة وجودهم مع بعض بس هما مش عم يعملوا حاجة يامروة . هي بتساله زي ماكل الطلبة بتساله فبقدرش قول حاجة بصراحة لأنه سهى تروح وبتضل طالبته و ده شغله بالنهاية . "
مروة " ولو هي مش شايفة الموضوع كدة ؟ ولو هي شايفة أنه الاسئلة هي طريقتها الوحيدة لتقرب منه حتعملي ايه ؟
ليلى وعاد إليها الشك " مش عارفة يامروة . وحتى لو حصل مش رح اعمل حاجة . مش رح إروح ليها واقولها بعدي عنه دا حبيبي ماتقربيش حتى لو عايزة اعمل كدة بردو . "
ثم تابعت بعد ان تذكرت " هي مش على اساس عندها حد في حياتها رح تعمل بيه ايه ؟"
مروة " بعتقد انهم تركو " ثم تابعت بتفكير " ملاحظتيش أنه البنت صارت يااما معانا او لحالها دا بعيد عن انها بتروح ركض لحبيبك كلما تشوفه فما اعتقدش انها لسة مرتبطة "
" اسمعي ياليلى انا برأيي تكلمي الدكتور آدم في الموضوع ده . "
ليلى باستنكار " بتمزحي " ثم تابعت " استحالة أقوله "
" بس ليه ؟؟"
" لأنه مش متخيلة نفسي إروح ليه أقول له العالم عم تحكي عنك وعن سهى ولاني حبيبتك مش عايزة دا فبطل تساعدها . عارفة حيقول علي ايه ؟! حيقول علي عيلة وتفكيرك صغير زي ماحضرته قايلي امبارح "
ثم تابعت كمحاولة لانهاء هذا الحوار الذي قد ازعجها رغم انها تحاول انكار ذلك .
ففكرة وجود اسم فتاة الى جانب اسمه رغم عدم وجود شيئ بينهما وهي متاكدة جدا من ذلك لاتطيق سماعها .
هي الوحيدة التي يحق ان يذكر اسمها الى جانب اسمه. لكن يبدو انه يجب عليها ان تنتظر قليلا حتى يتحقق ذلك .
" ولاكون صريحة معك مش عايزة اسمعه يقولي كدة مرة ثانية لاني بالاساس مش كدة . فأنا بالعادة انسانة واعية وبتفكر قبل ماتحكي مش بتعصب على اتفه الاسباب وعلى كلمة تعمل مشكلة .
بس كل ده تغير مرة واحدة من يوم ماقابلته. كانه جابوا بنت مكاني . شخصيتي تغيرت 180 درجة . فاهماني يامروة ؟!"
مروة بابتسامة متفهمة" فهماكي كويس يابنتي ! بس بردو حبيبك لازم يفهمك . و انتي بردو لازم تشرحيله بتفكري بايه وطالبة منه ايه لأنه مش حيدرى من تلقاء نفسه
و بالنسبة لقصة التغيير .انتي مش متغيرة يابنتي وشخصيتك زي ماهي .الموضوع أنه انتي قاعدة مع حد بتحبيه حد بترتاحي معاه ولو عرفتيه لمدة قصيرة .
قاعدة معاه بروحك . عارفة ايه يعني بروحك ؟
يعني لما تجيكي الرغبة انكي تضحكي بتضحكي ولما تجيكي الرغبة انك تزعلي بتزعلي كل ده صاير لانك بتحبيه .
وقصة عيلة ومش عيلة ! مش عارفة انه البنت لما تحب بتصير زي العيلة الهبلة مهما كان سنها ياربي لو حتى كان عمرها خمسين سنة . فيبقى هو دوره يحافظ على العيلة يلي معه ويبسطها مش ينتقدها ويزعلها . لانه مش حيلاقي عيلة حلوة زيها أبدا . "
ليلى بابتسامة سعيدة " مش عارفة اقولك ايه ؟ الله يخليكي ليا انتي بتريحيني بجد "
____
مر اليوم بسلام على ليلى التي نامت فور وصولها للسكن من شدة التعب .
فقد قضت قرابة الست ساعات محجوزة بالمكتبة تدرس لتقرر المغادرة فور تأخر الوقت وقرابة تسكيرها .
وجدت نفسها تفكر فيما سمعت من مروة اليوم تلقائيا
هل ربما هي بحاجة للحديث مع آدم وطمأنت عقلها الذي اخد يؤلف لها العديد من السيناريوهات ؟
لكن ماذا لو أعتقد آدم انها لاتثق به ...او انزعج من ذلك ؟
انها تعلم مسبقا الرد الذي سياتيها منه .
فسهى بالنسبة له ليست سوى اكثر من طالبة كحالها من الطالبات .
او ربما هي ليست كذلك في الحقيقة ...
ليلى ليس عليك اخباره بالموضوع أنه لايستحق .
ثم ان الفتيات دوما هكذا يحببن الحديث بهذه الامور واضفاء طابع الاثارة والتشويق وليس كل مانسمعه نصدقه اليس هذا ماتقولينه دوما .
هذا ماحدثت ليلى به نفسها قبل أن تنزل لتناول العشاء في مطعم الجامعة رفقة هدى فقد رفضت نور الذهاب معهما بحجة حديثها بالهاتف .
لم تلاحظ هاتفها الذي رن بسبب انشغالها في الحديث مع هدى . وماان انتهتا من الاكل حتى قررتا الجلوس قليلا للاستمتاع بهواء الليل البارد قبل أن يرن من جديد.
حبيبها يتصل !
ابتسمت تلقائيا فور رؤيتها لاسمه . لكنها كانت على وشك رفض مكالمته فهي لاتريد ترك هدى بمفردها خاصة وان علاقتهما قد تحسنت كثيرا .
لكن هدى فهمت مايجري وقررت العودة الى غرفتها تاركة لها المساحة للرد
وقبل ان تتجه الى الغرفة قالت بخبث" ماتطوليش حكي وشوية والحقيني فأنا بصراحة مش عايزاكي تاخدي برد ثاني !"
ردت عليه فور ابتعاد هدى عنها . وقد ادهشها تذمره على تاخرها في الرد عليه
هل اصبح هو الاخر يتصرف كالاطفال ام مالذي حدث؟
شرحت له ماحدث فاخبرها أنه يمزح وانه يقدر ظروفها دوما كما هي تفعل .
ليشرع في سرد احداث يومه كما اعتاد على ان يفعل او بالاحرى كما عودته ليلى .
وفي منتصف ذلك قال " سامحيني ياليلى لاني مقصر معاكي بوقتي . عارف أنه احنا صرنا مانشوفش بعض خالص وبكلمك بالليل بس بوعدك أنه رح حسن كل ده "
ليلى بتفهم " ولايهمك ياادم انا عارفة انه شغلك بياخد يومك ازاي ومقدرة ده فماتفكرش كدة ثاني خالص " ثم تابعت بدلال وهي تحاول أنه لاتشعره بالذنب " وبعدين انت ناسي انك جيتني الصبح ولايه ؟"
آدم " مش ناسي طبعا . بس بردو ..."
ليلى تقاطعه "لابردو ولاحاجة ! غير الموضوع ياادم ! ...عارف انا عايزة اسالك في حاجة "
آدم بحنان " اسئلي أكيد ياروح آدم "
ليلى " يعني احنا صايرلنا فترة مع بعض مش كدة ؟"
آدم بموافقة"ايه كدة . "
ليلى " يعني انت عرفت عني شغلات بشخصيتي وانا عرفت عنك شغلات بشخصيتك . السؤال يبقى انت عندك حاجة مدايقاك بشخصيتي وعايز مني اغيرها أولا ؟ جاوبني بصراحة ..."
آدم بدهشة " قبل مااكون صريح عايز بس اعرف انتي بتجيبي الاسئلة دي منين ؟"
ليلى باستياء " مش عايز تجاوب ياادم ؟ لو مش عايز بلاهة مش جابراك على حاجة "
آدم " رح جاوبك طبعا . " ثم تابع بحنان وهو يحاول ان يعبر عن مايشعر به نحوها في تلك اللحظة
" بظن اني الصبح بس قايلك اني بحبك لانك ليلى . يعني انا بحب ليلى بكل صفاتها .
مافيش شغلة بشخصيتك اكرهها .
لانه ده الحب ببساطة ياروح آدم . أنه لما تحب بتصير قابل الشخص يلي معك زي ماهو مش عايز تغير فيه حاجة لانك لو غيرت فيه رح يصير يشبه شخص ثان انت أساسا مابتحبه . فهماني ؟ فهماني بقصد ايه ياليلى ؟"
ليلى بنقد " بس دا كلام نظري . لانه لما نرجع للواقع مش حيكون الوضع كدة أبدا "
قرر آدم الرد عليها بهدوء . فهو لايريد ان تحدث مشكلة بينهما مرة أخرى كلما فتحت هي نقاش بينهما خاصة وانهما قد تصالحا هذا الصباح فقط .
" طب بيكون الوضع ازاي؟ "
شعر آدم بانها تريد ايصال رسالة اليه من خلال ماتقول فهي بالطبع تقصده بكلامها لكنه وجد نفسه يجاريها فهي ستخبره عاجلا غير اجلا بما تريد
" مافيش حدا مابيكرهش تصرف او ثنين من تصرفات الشخص يلي معه حتى لو بيكون بيحبه اوي اوي اوي "
" وهالحدا بيكره فيكي ايه مثلا ؟"
" بس انا مش عم احكي عنك ياادم . انا عم اشرحلك بس أنه الكلام النظري يلي بنسمعه بالافلام و المسلسلات والكتب أنه انا بحبك زي ماانتي ! وعايزك تفضلي زي ما انتي مش قابل للتطبيق بالواقع. "
" طب ماتقوليلي انتي انا بكره فيكي ايه ؟ مادام مش مصدقاني لما قلتلك انا بحبك زي مانتي وعايزك تفضلي زي ماانتي " قالها بغيظ وهو يقلد طريقتها في الكلام
ثم تابع " فشكلك عارفة الإجابة ومحضراها بدالي !"
ليلى باستياء" مش قادرة إفهم انت ليه مش عاوز تقول بتكره ايه فيني ماانت قايلها قبل كدة ؟ ...ثم سالته باستفسار " هي بتصعب معاك تلاقي إجابة لما انا اجي اسالك ولاايه ؟!"
ادم بصدمة " هو انا سبق وقلتلك انا أكره حاجة فيكي ؟! طب امتى حصل ؟!"
ليلى بتفسير " انت ماقلتهاش بصريح العبارة انا مايعجبنيش فيكي كدة . لاماقلتش كدة .
انت قلت ..." وتابعت بلوم وعتاب وهي تقلد نبرة صوته" انت قلت انتي صغيرة ياليلى . انتي بتتصرفي زي الصغار ياليلى . يعني انت بتكره ده فيني ... "
آدم بدهشة وهو لايصدقها ولايصدق ماتقول " يعني انتي لفيتي ودرتي ورجعتي لهالقصة بردو ؟! " " مش على اساس صالحتك وبطلتي زعلانة ؟ "
" مش زعلانة بس انا عايزة اعرف حاجة " ثم تابعت بعد ان اخدت نفسا عميقا لتساله وتترقب اجابته لاحقا هذا ان كان سيجيبها وسيكون جوابه قادرا على طمانتها
" انت بتكره لما اتصرف معاك كدة ؟ بقصد انت بتكره لما اتصرف معاك بدلع زي الصغار ...بعصب كتير وبضحك كتير وهالاشياء . "
فهم آدم أخيرا ماكانت تريد الوصول اليه من فتحها لهذا النقاش
وقال بحنان شديد " لو كنت عالم أنه هالكلمة راح تدايقك للدرجة دي والله العظيم ماكنت رح قولها . "
" ياليلى ياروحي انا لما قلتلك انتي صغيرة او انك عم تتصرفي زي الصغار كانت في لحظة عصبية مني لاني عم حاكيكي وانتي مش راضية تسمعيني . زي مااقول لاخوي اسامة لما يعاندني كبر عقلك ياولد . مش معناها انك صغيرة او تفكيرك صغير لا أبدا !
واذا على انك بتعصبي او بتضحكي او تتقلبي كل شوي دا مايزعجنيش أبدا لا بالعكس بيفرحني "
ليلى باستغراب" بيفرحك ؟ ازاي؟"
آدم بحب" لأنه انتي معايا بس بتكوني كدة انا الوحيد يلي يكون قادر يشوف مشاعرك وهي عم تتغير من حب لعصبية لمزاح . مافيش حد غيري !"
ليلى بحب " بجد ؟"
آدم بابتسامة " إه بجد ! " قبل أن يتابع بمزاح " وارجوكي ياليلى لو عايزة تخبريني بشغلة قوليها على طول ماتفتحيش نقاش ممكن يوديني في داهية ولاني بصراحة بردو مابحبش النقاشات اوي فاعملي زي ماقلتلك لو سمحتي "
ليلى بدلال " حاضر من عيوني "
اردف آدم بجدية
" انا بحكي بجد ياليلى . مش عايز منك تخبي عني اي حاجة دايقتك ولو شايفتيها بسيطة . احكيلي كلشي وانا مستعد اني افضل ابررلك واشرحلك لحد ماتقتنعي "
أنه بالفعل يريد منها ان تكون شفافة وصريحة معه .
أنه لايريد منها ان تخفي عنه اي شيئ يقلقها او يحزنها سواء كان بسببه او بسبب غيره
فقد وعد نفسه سابقا يوم اعترف لها أنه لن يسمح باذيتها ولااذية مشاعرها .
انها الشخص الذي يريد حمايته والحفاظ عليه والذي لايستطيع ان يتخلى عنه .
ورغم ان ليلى قد قررت تجاهل احاديث البنات عن الوضع بين سهى او آدم كلما رآوهما معا .
الا أنها لم تتوقف عن المراقبة من بعيد .
تراقب تصرفاته وتصرفاتها بتدقيق شديد .
لعلها تجد خطأ واحد يسمح لها بالحديث عن الموضوع .
فهي قد عزمت على وضع الحدود لو وجدت الامر كذلك .
ليلى التي طلبت من آدم لاحقا الحضور الى صفه بحجة تأخرها عن صف الدكتورة مي وهي حجة كاذبة . فقد حضرت الحصة وسجلت حضورها .
لكنها قررت الدخول لمراقبته فورا بعد ان سمعت سهى وهي تخبر مروة انها لديها العديد من الاسئلة التي ستطرحها للدكتور آدم بعد نهاية الحصة .
كانت مروة قد اصرت على ليلى ان تبقا معهما ولاتتركهما بمفردهما . ومع ان ليلى قد رفضت ذلك بالبداية إلا أنها وجدت نفسها واقفة تنتظر خروج سهى من الصف بعد طرحها للاسئلة .
اخدت هاتفها تعبث به من اجل أن يمر الوقت سريعا وهي تنتظر لكنها وجدت نفسها تفكر فيهما .
كانت مستاءة وهي ترى نفسها بعيدة عنه وأخرى تقف الى جانبه .
في ذلك الوقت كان آدم منشغل بشرح اسئلة سهى بمنتهى العملية لكنه مرة على مرة كان يلقي بنظرة خاطفة على تلك الواقفة التي تعطيه بظهرها .
انتهى من الشرح لسهى التي شكرته وابتعدت مع ليلى وكم تمنى لو ان باستطاعته الحديث معها ولو قليلا ...
وجد نفسه يرسل لها رسالة يطلب منها القدوم لخمس دقائق . فلم يعد قادرا على تحمل عدم رؤيتها . خاصة وانه كان يحاول منع نفسه من النظر إليها أثناء الدرس لأنه متاكد أن نظراته ستفضحه بالتاكيد
انتظر للحظات قبل أن يجدها تدخل الى القاعة تتقدم ناحيته تنظر له بتساؤل .
سألته بصوت خافت " حصل ايه ياادم ؟"
آدم بابتسامة " ماحصلتش حاجة بس كنت عايز اشوفك قبل ماارجع لشغلي "
ارتسمت ابتسامة خجولة على شفاه ليلى الصغيرة قبل أن ترد عليه بدلال
" مش كنت شايفني قبل شوي ياادم هي لحقت تعوز تشوفني ثاني !"
ضحك آدم بخفة ورد " انا ماقدرتش حتى اشوف وشك كويس وانتي قاعدة في آخر صف .
ولما كنت عايز اشوفك براحتي جات سهى وسألتني فمالحقتش اشوفه زي مابدي "
ليلى بحدة " الدكتورة سهى ياادم "
استغرب آدم حدتها ورد " مالك ياليلى ؟"
تداركت ليلى نفسها قبل أن تقول في هدوء واعصاب حاولت السيطرة عليها من التوتر
" مافيش . "
لم يرد ان يجادلها رغم أنه كان في اعماقه يريد ان يعرف سبب حدتها الفجائية . لكنه اكتفى بهز راسه بشك .
سرعان مااختفى وهو يحادثها بشغف .
كانت مروة جالسة داخل الكافيتيريا تنتظر قدوم خالد الذي ابتسم فور رؤيتها رغم الارهاق الشديد
الذي كان ظاهرا عليه .
لاحظت مروة ذلك فناولته كاس الشاي الذي يحبه
اخد رشفة منه ثم شكرها .
كان ينظر إليها بتمعن دون أن يتكلم قبل أن تساله باستغراب
" مالك ياخالد ؟"
" عارفة انك واحشاني بجد يامروة "
ابتسمت مروة تلقائيا فور سماعه قبل أن ترد بتساؤل مزيف " ولما انا وحشاك كدة زي ماانت بتقول حتعمل ايه ؟"
خالد بحماس " نخرج سوا! " ثم سالها " ايه رايك نخرج اليوم سوا يامروة ؟ نروح الساحل او حتة انتي عايزاها !"
مروة بجدية " لاياخالد "
خالد بدهشة" ليه لا يامروة ؟ "
مروة بحزم " لأنه احنا متفقين أنه مانخرجش دايما ياخالد .مش كل مرة إروح معاك لحتة ! لا أكيد لا ياخالد !"
خالد باستياء لم يستطع مداراته " هي مالحقتش دايما يامروة . لو تجي تحسبي تلاقي أنه احنا خارجين سوا مرتين أو ثلاث .
ولو مش عايزة مش رح اجبرك ماتخافيش"
مروة " هي بالنسبالك مرتين أو ثلاث قليلة بس بالنسبالي كتيرة ياخالد . فبتمنى تتفهم ده وتتذكر وعدك ليا "
خالد " انا ماخلفتش الوعد يامروة . انا طلبت وانتي وافقتي فأنا ماجبرتكش على حاجة . "
استاءت مروة من رده وكانت على وشك الرد عليه بطريقتها اللاذعة . ولكنها قررت التغاضي في نهاية الامر خاصة وانها تعلم أنه متعب .
الفصل 18
داخل المكتبة ...
حيث كانت ليلى ومروة وسهى جالسات تذاكرن بجد
بسبب كثرة المحاضرات .
ورغم ان ليلى حاولت قدر الامكان ان لا تهمل دروسها إلا أنها لاتنكر ان مسارها قد تراجع بسبب تفكيرها الدائم بآدم والخطط التي اخدت تجهز لها بشأن مستقبلهما معا . خاصة وانها تعاني من الحفظ .فكلما تحفظ معلومة ما تجد نفسها نستها بعد مرور وقت قصير وهذا مااتعبها .
بينما مروة لم تواجه اي مشكلة فمكالماتها مع خالد قد قلت بسبب انشغاله مع امتحاناته وقد تفهمت هي ذلك .
المفاجئ في الامر ان سهى اصبحت تدرس بهوس . فكلما راتها ليلى او مروة وجدنها تدرس .
مروة بتعب " مش قادرة خلاص " ثم قالت وهي تقف وتاخد بحقيبتها تاركة خلفها جميع ادواتها " رح قوم جيبلي كافيين لاصحى "
القت بنظرة خاطفة على سهى فوجدتها تضع السماعات تتابع باهتمام عبر شاشة هاتفها الدكتور الذي يشرح .
قبل أن تردف بجدية " ليلى تعالي معاي "
ليلى باستغراب " ماتروحي يامروة انا مش عايزة حاجة "
مروة باصرار "تعالي معايا لو سمحتي ياليلى "
انتبهت إليهما سهى وابتسمت عندما اخبرتها ليلى انها ستذهب مع مروة لاحضار القهوة لهن .
سارتا معا حتى خرجتا من المكتبة .
ليلى " ماتقوليلي مالك يامروة ؟"
نظرت مروة الى الخلف لتنظر لسهى البعيدة عنها
قبل أن تقول وهي تسحب ليلى من يدها بعيدا لتجلسا
" في حاجة لازم تعرفيها ياليلى "
" يلي هي ؟"
" بصي انا مش متاكدة ومش انا يلي قلت أكيد دا بردو بس سامعاه من اكثر من مكان فقلت اخبرك "
" ماقولي يامروة . هي حصلت حاجة ؟!"
" قبل ماخبرك عايزة اسالك اذا حسيتي أنه في حاجة بين سهى و الدكتور آدم حبيبك "
ثم تابعت بتاكيد عندما رات ملامح صديقتها قد تغيرت وتجهم وجهها " مش عم أقول أنه بينهم حاجة عم اسالك مانتي عارفة احساس المرأة ازاي بيكون لما تحب. بس في كتير طلبة خاصة بنات لاحظوا انه هما ماخدين على بعض اوي وكل مرة يشوفوهم مع بعض فطلعوا حكي وانتي عارفة انه الاخبار يلي زي كدة يكون انتشارها سريع . "
انتظرت من ليلى الرد التي فكرت قليلا قبل أن تقول بجدية " انا عارفة بدة يامروة "
مروة بدهشة " عرفتي ؟ طب ازاي ؟"
ليلى " في مرة سمعت بنات بيحكوا بالموضوع "
مروة " وماقلتيش ليه ؟"
ليلى " لأنه مش مهم بالنسبالي . مش كل واحد يحكي حاجة حاناخد بكلامه "
مروة بتساؤل " طب ومش حتعملي حاجة ؟ انتي هي حبيبته ياليلى و ماينفعش تسمحي أنه يتقال أنه حبيبك مرتبط ببنت غيرك ولو حتى اشاعة ! ماتعيشيش زي الهبلة حتى لو بتحبيه "
ليلى " انا عم اراقب يامروة . صرلي فترة كدة عم شوف! هي إه ماانكرش أنه لاحظت اكثر من مرة وجودهم مع بعض بس هما مش عم يعملوا حاجة يامروة . هي بتساله زي ماكل الطلبة بتساله فبقدرش قول حاجة بصراحة لأنه سهى تروح وبتضل طالبته و ده شغله بالنهاية . "
مروة " ولو هي مش شايفة الموضوع كدة ؟ ولو هي شايفة أنه الاسئلة هي طريقتها الوحيدة لتقرب منه حتعملي ايه ؟
ليلى وعاد إليها الشك " مش عارفة يامروة . وحتى لو حصل مش رح اعمل حاجة . مش رح إروح ليها واقولها بعدي عنه دا حبيبي ماتقربيش حتى لو عايزة اعمل كدة بردو . "
ثم تابعت بعد ان تذكرت " هي مش على اساس عندها حد في حياتها رح تعمل بيه ايه ؟"
مروة " بعتقد انهم تركو " ثم تابعت بتفكير " ملاحظتيش أنه البنت صارت يااما معانا او لحالها دا بعيد عن انها بتروح ركض لحبيبك كلما تشوفه فما اعتقدش انها لسة مرتبطة "
" اسمعي ياليلى انا برأيي تكلمي الدكتور آدم في الموضوع ده . "
ليلى باستنكار " بتمزحي " ثم تابعت " استحالة أقوله "
" بس ليه ؟؟"
" لأنه مش متخيلة نفسي إروح ليه أقول له العالم عم تحكي عنك وعن سهى ولاني حبيبتك مش عايزة دا فبطل تساعدها . عارفة حيقول علي ايه ؟! حيقول علي عيلة وتفكيرك صغير زي ماحضرته قايلي امبارح "
ثم تابعت كمحاولة لانهاء هذا الحوار الذي قد ازعجها رغم انها تحاول انكار ذلك .
ففكرة وجود اسم فتاة الى جانب اسمه رغم عدم وجود شيئ بينهما وهي متاكدة جدا من ذلك لاتطيق سماعها .
هي الوحيدة التي يحق ان يذكر اسمها الى جانب اسمه. لكن يبدو انه يجب عليها ان تنتظر قليلا حتى يتحقق ذلك .
" ولاكون صريحة معك مش عايزة اسمعه يقولي كدة مرة ثانية لاني بالاساس مش كدة . فأنا بالعادة انسانة واعية وبتفكر قبل ماتحكي مش بتعصب على اتفه الاسباب وعلى كلمة تعمل مشكلة .
بس كل ده تغير مرة واحدة من يوم ماقابلته. كانه جابوا بنت مكاني . شخصيتي تغيرت 180 درجة . فاهماني يامروة ؟!"
مروة بابتسامة متفهمة" فهماكي كويس يابنتي ! بس بردو حبيبك لازم يفهمك . و انتي بردو لازم تشرحيله بتفكري بايه وطالبة منه ايه لأنه مش حيدرى من تلقاء نفسه
و بالنسبة لقصة التغيير .انتي مش متغيرة يابنتي وشخصيتك زي ماهي .الموضوع أنه انتي قاعدة مع حد بتحبيه حد بترتاحي معاه ولو عرفتيه لمدة قصيرة .
قاعدة معاه بروحك . عارفة ايه يعني بروحك ؟
يعني لما تجيكي الرغبة انكي تضحكي بتضحكي ولما تجيكي الرغبة انك تزعلي بتزعلي كل ده صاير لانك بتحبيه .
وقصة عيلة ومش عيلة ! مش عارفة انه البنت لما تحب بتصير زي العيلة الهبلة مهما كان سنها ياربي لو حتى كان عمرها خمسين سنة . فيبقى هو دوره يحافظ على العيلة يلي معه ويبسطها مش ينتقدها ويزعلها . لانه مش حيلاقي عيلة حلوة زيها أبدا . "
ليلى بابتسامة سعيدة " مش عارفة اقولك ايه ؟ الله يخليكي ليا انتي بتريحيني بجد "
____
مر اليوم بسلام على ليلى التي نامت فور وصولها للسكن من شدة التعب .
فقد قضت قرابة الست ساعات محجوزة بالمكتبة تدرس لتقرر المغادرة فور تأخر الوقت وقرابة تسكيرها .
وجدت نفسها تفكر فيما سمعت من مروة اليوم تلقائيا
هل ربما هي بحاجة للحديث مع آدم وطمأنت عقلها الذي اخد يؤلف لها العديد من السيناريوهات ؟
لكن ماذا لو أعتقد آدم انها لاتثق به ...او انزعج من ذلك ؟
انها تعلم مسبقا الرد الذي سياتيها منه .
فسهى بالنسبة له ليست سوى اكثر من طالبة كحالها من الطالبات .
او ربما هي ليست كذلك في الحقيقة ...
ليلى ليس عليك اخباره بالموضوع أنه لايستحق .
ثم ان الفتيات دوما هكذا يحببن الحديث بهذه الامور واضفاء طابع الاثارة والتشويق وليس كل مانسمعه نصدقه اليس هذا ماتقولينه دوما .
هذا ماحدثت ليلى به نفسها قبل أن تنزل لتناول العشاء في مطعم الجامعة رفقة هدى فقد رفضت نور الذهاب معهما بحجة حديثها بالهاتف .
لم تلاحظ هاتفها الذي رن بسبب انشغالها في الحديث مع هدى . وماان انتهتا من الاكل حتى قررتا الجلوس قليلا للاستمتاع بهواء الليل البارد قبل أن يرن من جديد.
حبيبها يتصل !
ابتسمت تلقائيا فور رؤيتها لاسمه . لكنها كانت على وشك رفض مكالمته فهي لاتريد ترك هدى بمفردها خاصة وان علاقتهما قد تحسنت كثيرا .
لكن هدى فهمت مايجري وقررت العودة الى غرفتها تاركة لها المساحة للرد
وقبل ان تتجه الى الغرفة قالت بخبث" ماتطوليش حكي وشوية والحقيني فأنا بصراحة مش عايزاكي تاخدي برد ثاني !"
ردت عليه فور ابتعاد هدى عنها . وقد ادهشها تذمره على تاخرها في الرد عليه
هل اصبح هو الاخر يتصرف كالاطفال ام مالذي حدث؟
شرحت له ماحدث فاخبرها أنه يمزح وانه يقدر ظروفها دوما كما هي تفعل .
ليشرع في سرد احداث يومه كما اعتاد على ان يفعل او بالاحرى كما عودته ليلى .
وفي منتصف ذلك قال " سامحيني ياليلى لاني مقصر معاكي بوقتي . عارف أنه احنا صرنا مانشوفش بعض خالص وبكلمك بالليل بس بوعدك أنه رح حسن كل ده "
ليلى بتفهم " ولايهمك ياادم انا عارفة انه شغلك بياخد يومك ازاي ومقدرة ده فماتفكرش كدة ثاني خالص " ثم تابعت بدلال وهي تحاول أنه لاتشعره بالذنب " وبعدين انت ناسي انك جيتني الصبح ولايه ؟"
آدم " مش ناسي طبعا . بس بردو ..."
ليلى تقاطعه "لابردو ولاحاجة ! غير الموضوع ياادم ! ...عارف انا عايزة اسالك في حاجة "
آدم بحنان " اسئلي أكيد ياروح آدم "
ليلى " يعني احنا صايرلنا فترة مع بعض مش كدة ؟"
آدم بموافقة"ايه كدة . "
ليلى " يعني انت عرفت عني شغلات بشخصيتي وانا عرفت عنك شغلات بشخصيتك . السؤال يبقى انت عندك حاجة مدايقاك بشخصيتي وعايز مني اغيرها أولا ؟ جاوبني بصراحة ..."
آدم بدهشة " قبل مااكون صريح عايز بس اعرف انتي بتجيبي الاسئلة دي منين ؟"
ليلى باستياء " مش عايز تجاوب ياادم ؟ لو مش عايز بلاهة مش جابراك على حاجة "
آدم " رح جاوبك طبعا . " ثم تابع بحنان وهو يحاول ان يعبر عن مايشعر به نحوها في تلك اللحظة
" بظن اني الصبح بس قايلك اني بحبك لانك ليلى . يعني انا بحب ليلى بكل صفاتها .
مافيش شغلة بشخصيتك اكرهها .
لانه ده الحب ببساطة ياروح آدم . أنه لما تحب بتصير قابل الشخص يلي معك زي ماهو مش عايز تغير فيه حاجة لانك لو غيرت فيه رح يصير يشبه شخص ثان انت أساسا مابتحبه . فهماني ؟ فهماني بقصد ايه ياليلى ؟"
ليلى بنقد " بس دا كلام نظري . لانه لما نرجع للواقع مش حيكون الوضع كدة أبدا "
قرر آدم الرد عليها بهدوء . فهو لايريد ان تحدث مشكلة بينهما مرة أخرى كلما فتحت هي نقاش بينهما خاصة وانهما قد تصالحا هذا الصباح فقط .
" طب بيكون الوضع ازاي؟ "
شعر آدم بانها تريد ايصال رسالة اليه من خلال ماتقول فهي بالطبع تقصده بكلامها لكنه وجد نفسه يجاريها فهي ستخبره عاجلا غير اجلا بما تريد
" مافيش حدا مابيكرهش تصرف او ثنين من تصرفات الشخص يلي معه حتى لو بيكون بيحبه اوي اوي اوي "
" وهالحدا بيكره فيكي ايه مثلا ؟"
" بس انا مش عم احكي عنك ياادم . انا عم اشرحلك بس أنه الكلام النظري يلي بنسمعه بالافلام و المسلسلات والكتب أنه انا بحبك زي ماانتي ! وعايزك تفضلي زي ما انتي مش قابل للتطبيق بالواقع. "
" طب ماتقوليلي انتي انا بكره فيكي ايه ؟ مادام مش مصدقاني لما قلتلك انا بحبك زي مانتي وعايزك تفضلي زي ماانتي " قالها بغيظ وهو يقلد طريقتها في الكلام
ثم تابع " فشكلك عارفة الإجابة ومحضراها بدالي !"
ليلى باستياء" مش قادرة إفهم انت ليه مش عاوز تقول بتكره ايه فيني ماانت قايلها قبل كدة ؟ ...ثم سالته باستفسار " هي بتصعب معاك تلاقي إجابة لما انا اجي اسالك ولاايه ؟!"
ادم بصدمة " هو انا سبق وقلتلك انا أكره حاجة فيكي ؟! طب امتى حصل ؟!"
ليلى بتفسير " انت ماقلتهاش بصريح العبارة انا مايعجبنيش فيكي كدة . لاماقلتش كدة .
انت قلت ..." وتابعت بلوم وعتاب وهي تقلد نبرة صوته" انت قلت انتي صغيرة ياليلى . انتي بتتصرفي زي الصغار ياليلى . يعني انت بتكره ده فيني ... "
آدم بدهشة وهو لايصدقها ولايصدق ماتقول " يعني انتي لفيتي ودرتي ورجعتي لهالقصة بردو ؟! " " مش على اساس صالحتك وبطلتي زعلانة ؟ "
" مش زعلانة بس انا عايزة اعرف حاجة " ثم تابعت بعد ان اخدت نفسا عميقا لتساله وتترقب اجابته لاحقا هذا ان كان سيجيبها وسيكون جوابه قادرا على طمانتها
" انت بتكره لما اتصرف معاك كدة ؟ بقصد انت بتكره لما اتصرف معاك بدلع زي الصغار ...بعصب كتير وبضحك كتير وهالاشياء . "
فهم آدم أخيرا ماكانت تريد الوصول اليه من فتحها لهذا النقاش
وقال بحنان شديد " لو كنت عالم أنه هالكلمة راح تدايقك للدرجة دي والله العظيم ماكنت رح قولها . "
" ياليلى ياروحي انا لما قلتلك انتي صغيرة او انك عم تتصرفي زي الصغار كانت في لحظة عصبية مني لاني عم حاكيكي وانتي مش راضية تسمعيني . زي مااقول لاخوي اسامة لما يعاندني كبر عقلك ياولد . مش معناها انك صغيرة او تفكيرك صغير لا أبدا !
واذا على انك بتعصبي او بتضحكي او تتقلبي كل شوي دا مايزعجنيش أبدا لا بالعكس بيفرحني "
ليلى باستغراب" بيفرحك ؟ ازاي؟"
آدم بحب" لأنه انتي معايا بس بتكوني كدة انا الوحيد يلي يكون قادر يشوف مشاعرك وهي عم تتغير من حب لعصبية لمزاح . مافيش حد غيري !"
ليلى بحب " بجد ؟"
آدم بابتسامة " إه بجد ! " قبل أن يتابع بمزاح " وارجوكي ياليلى لو عايزة تخبريني بشغلة قوليها على طول ماتفتحيش نقاش ممكن يوديني في داهية ولاني بصراحة بردو مابحبش النقاشات اوي فاعملي زي ماقلتلك لو سمحتي "
ليلى بدلال " حاضر من عيوني "
اردف آدم بجدية
" انا بحكي بجد ياليلى . مش عايز منك تخبي عني اي حاجة دايقتك ولو شايفتيها بسيطة . احكيلي كلشي وانا مستعد اني افضل ابررلك واشرحلك لحد ماتقتنعي "
أنه بالفعل يريد منها ان تكون شفافة وصريحة معه .
أنه لايريد منها ان تخفي عنه اي شيئ يقلقها او يحزنها سواء كان بسببه او بسبب غيره
فقد وعد نفسه سابقا يوم اعترف لها أنه لن يسمح باذيتها ولااذية مشاعرها .
انها الشخص الذي يريد حمايته والحفاظ عليه والذي لايستطيع ان يتخلى عنه .
ورغم ان ليلى قد قررت تجاهل احاديث البنات عن الوضع بين سهى او آدم كلما رآوهما معا .
الا أنها لم تتوقف عن المراقبة من بعيد .
تراقب تصرفاته وتصرفاتها بتدقيق شديد .
لعلها تجد خطأ واحد يسمح لها بالحديث عن الموضوع .
فهي قد عزمت على وضع الحدود لو وجدت الامر كذلك .
ليلى التي طلبت من آدم لاحقا الحضور الى صفه بحجة تأخرها عن صف الدكتورة مي وهي حجة كاذبة . فقد حضرت الحصة وسجلت حضورها .
لكنها قررت الدخول لمراقبته فورا بعد ان سمعت سهى وهي تخبر مروة انها لديها العديد من الاسئلة التي ستطرحها للدكتور آدم بعد نهاية الحصة .
كانت مروة قد اصرت على ليلى ان تبقا معهما ولاتتركهما بمفردهما . ومع ان ليلى قد رفضت ذلك بالبداية إلا أنها وجدت نفسها واقفة تنتظر خروج سهى من الصف بعد طرحها للاسئلة .
اخدت هاتفها تعبث به من اجل أن يمر الوقت سريعا وهي تنتظر لكنها وجدت نفسها تفكر فيهما .
كانت مستاءة وهي ترى نفسها بعيدة عنه وأخرى تقف الى جانبه .
في ذلك الوقت كان آدم منشغل بشرح اسئلة سهى بمنتهى العملية لكنه مرة على مرة كان يلقي بنظرة خاطفة على تلك الواقفة التي تعطيه بظهرها .
انتهى من الشرح لسهى التي شكرته وابتعدت مع ليلى وكم تمنى لو ان باستطاعته الحديث معها ولو قليلا ...
وجد نفسه يرسل لها رسالة يطلب منها القدوم لخمس دقائق . فلم يعد قادرا على تحمل عدم رؤيتها . خاصة وانه كان يحاول منع نفسه من النظر إليها أثناء الدرس لأنه متاكد أن نظراته ستفضحه بالتاكيد
انتظر للحظات قبل أن يجدها تدخل الى القاعة تتقدم ناحيته تنظر له بتساؤل .
سألته بصوت خافت " حصل ايه ياادم ؟"
آدم بابتسامة " ماحصلتش حاجة بس كنت عايز اشوفك قبل ماارجع لشغلي "
ارتسمت ابتسامة خجولة على شفاه ليلى الصغيرة قبل أن ترد عليه بدلال
" مش كنت شايفني قبل شوي ياادم هي لحقت تعوز تشوفني ثاني !"
ضحك آدم بخفة ورد " انا ماقدرتش حتى اشوف وشك كويس وانتي قاعدة في آخر صف .
ولما كنت عايز اشوفك براحتي جات سهى وسألتني فمالحقتش اشوفه زي مابدي "
ليلى بحدة " الدكتورة سهى ياادم "
استغرب آدم حدتها ورد " مالك ياليلى ؟"
تداركت ليلى نفسها قبل أن تقول في هدوء واعصاب حاولت السيطرة عليها من التوتر
" مافيش . "
لم يرد ان يجادلها رغم أنه كان في اعماقه يريد ان يعرف سبب حدتها الفجائية . لكنه اكتفى بهز راسه بشك .
سرعان مااختفى وهو يحادثها بشغف .
كانت مروة جالسة داخل الكافيتيريا تنتظر قدوم خالد الذي ابتسم فور رؤيتها رغم الارهاق الشديد
الذي كان ظاهرا عليه .
لاحظت مروة ذلك فناولته كاس الشاي الذي يحبه
اخد رشفة منه ثم شكرها .
كان ينظر إليها بتمعن دون أن يتكلم قبل أن تساله باستغراب
" مالك ياخالد ؟"
" عارفة انك واحشاني بجد يامروة "
ابتسمت مروة تلقائيا فور سماعه قبل أن ترد بتساؤل مزيف " ولما انا وحشاك كدة زي ماانت بتقول حتعمل ايه ؟"
خالد بحماس " نخرج سوا! " ثم سالها " ايه رايك نخرج اليوم سوا يامروة ؟ نروح الساحل او حتة انتي عايزاها !"
مروة بجدية " لاياخالد "
خالد بدهشة" ليه لا يامروة ؟ "
مروة بحزم " لأنه احنا متفقين أنه مانخرجش دايما ياخالد .مش كل مرة إروح معاك لحتة ! لا أكيد لا ياخالد !"
خالد باستياء لم يستطع مداراته " هي مالحقتش دايما يامروة . لو تجي تحسبي تلاقي أنه احنا خارجين سوا مرتين أو ثلاث .
ولو مش عايزة مش رح اجبرك ماتخافيش"
مروة " هي بالنسبالك مرتين أو ثلاث قليلة بس بالنسبالي كتيرة ياخالد . فبتمنى تتفهم ده وتتذكر وعدك ليا "
خالد " انا ماخلفتش الوعد يامروة . انا طلبت وانتي وافقتي فأنا ماجبرتكش على حاجة . "
استاءت مروة من رده وكانت على وشك الرد عليه بطريقتها اللاذعة . ولكنها قررت التغاضي في نهاية الامر خاصة وانها تعلم أنه متعب .
•تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية