رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل الثامن عشر 18 - بقلم سولييه نصار
رفقاً بي يا قاتلي
الفصل الثامن عشر (أرفض حبك)
وتأتينا الأشياء التي انتظرناها دوما عندما تزول لهفتنا عليها.....هكذا حبك أتى متأخراً!!
♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡♡
كادت أن تستلم ...أن تضعف ...تنسى كل ما مرت به على يده ...ولكن لا ...عقلها صرخ بها أن تدفعه ...الا تستلم له ...الا تكون ضعيفة ....وبالفعل دفعته عنها بقوة حتى كاد أن يقع ولكنه تمالك نفسه وهو ينظر إليها بصدمة ...كانت تمسح شفتيها بقرف ....يظهر عليها الاشمئزاز ووجهها محمر من الغضب....بهت وهو ينظر إليها ...لا يعرف ما هو الخطأ ...لقد اعترف بحبه للتو ...
-منار مالك ..؟!
قالها مقتربا منها وهو يمسك ذراعها ويضغط عليه برفق إلا أنها نفضت ذراعه وقالت :
-ابعد عني ...متقربش ...متقربش ...
-منار ...
-خلاص يا مراد...ابعد مش عايزة اشوفك ...
كان غضبها من نفسها اولا ...غضب من تلك المشاعر التي بدأت تعصف بها بقوة ....الضعف الذي بدأ يتسرب داخلها ..ولكن لا ...هي لا يمكنها أن تضعف الآن...لو ضعفت سيعتبر مراد ان هذا تسليم بالواقع...وهي لن تتقبل هذا الواقع...لن تتقبل أن تأخذ شئ منقوص ...أما أن يكون كاملاً أو تتركه نهائياً!!!
-منار أنا بحبك ...بحبك ليه مش قادرة تفهمي ؟!
قالها وهو يقترب منها مرة آخرى. ..يؤلمه انه ترفضه بتلك الطريقة ...ولكنها ظلت تبتعد عنه....
-مبقاش ينفع خلاص ...
قالتها بنبرة منكسرة فرد بعصبية :
-ايه اللي مبقاش ينفع ؟!
-حبك ..حبك مبقاش ينفع ...انت اتأخرت يا مراد ...اتأخرت اوووي أنا مبقتش محتاجة حبك خلاص ...لو من شهر قولت الكلمة دي كنت هموت من الفرحة لكن دلوقتي انت اتأخرت ...اتأخرت اووي ...
قالتها منار والدموع تطفر من عينيها...نظر إليها بصدمة وقال:
-ياااه للدرجة يا منار ...
هزت رأسها والدموع تنفجر من عينيها اكثر :
-ايوة للدرجادي ...انت مش دوست على رجلي يا مراد ...انت اتجوزت عليا وقهرتني ...حملتني نتيجة فشلك عشان مقدرتش تنسى هنا ...مديت ايديك عليا ...مستحيل انسى ده كله ...كلمة بحبك اللي قولتها دي ملهاش أي قيمة بلها وأشرب ميتها ...
ثم رفعت رأسها واكملت بقوة :
-حبك مرفوض يا أستاذ مراد !!
ثم تجاوزته وهي تخرج من الغرفة تاركا اياها شاحباً كالأموات....
جلس على السرير بإنهيار وهو يتذكر ما فعله بها...تلك الأشياء الفظيعة التي قالها ...كان أعمى بالفعل ...لقد ظن انه يحب هنا ...وفي سعيه المستمر خلف هنا لتشعر به حطم قلب منار ...
وضع كفيه على وجهه وهو يشعر انه في دوامة لا نهاية لها !!
......
في الحمام ...
كانت منار تقف تحت صنبور المياه الساخن ...المياه الساخنة كانت كالبلسم على جرحها الذي ينزف ...شعرت ان تعبها كله يختفي ...قررت ان تغلق عقلها تماما والا تفكر بمراد ...سوف تخطو خطوتها الثانية في التحرر من قيوده ...ستقف على أرض صلبة ...ستطير بعيدا ولن تسمح لأحد بقص أجنحتها !!
.....
بعد نصف ساعة كاملة أخذتها لتستحم خرجت وهي ترتدي منامتها الحريرية البنية بينما تجفف شعرها ...ولجت للغرفة وعبست وهي لا تجد مراد ...
هل يمكن أن يكون ذهب الى هنا ؟!
فكرت بضيق ثم هزت رأسها وقالت بغضب :
-وأنتِ مالك ؟!يروح ميروحش انتِ مالك !!! ليه بتفكري فيه ..خلاص انسيه طلعيه من دماغك بقا ...متفكريش فيه تاني ...
زفرت بضيق وقررت ان تمشط شعرها وتنام براحة ...اتجهت الى المرآة وبدأت بتمشيط شعرها بحركات سريعة وعنيفة ...ثم ربطته في تسريحة ذيل فرس وقررت ان تطمئن على ابنتيها قبل ان تنام ...فتحت الباب وتوقفت وهي ترى مراد وهو نائم بجوار ماسة وهو يضمها إليه بحنان ...أسندت على الباب وابتسمت بحزن وهي تراه ...احتشدت الدموع بعينيها وانسابت ...مسحتها بقوة وهي تقول :
-خسارة يا مراد ...خسارة !!!
ثم انسحبت من الغرفة وذهبت لتنام ....
.....
في اليوم التالي .....
اخبر مراد منار انه سوف يوصلها اليوم أيضاً...فلم تعترض ...
...
خرجا.من.شقتهما السكنية وكل واحد منهما ممسك بكف.فتاة ...مراد يمسك كف ماسة ومنار كف ملك ثم نزلا الدرج ...
-مراد ابني تعالوا افطروا قبل ما تروح الشغل والحضانة...
قالها وائل والده ثم أكمل وهو ينظر الى منار ببرود.:
-هنا الله يباركلها من النجمة صاحية تحضر الفطار.مع أمك ...والله معرفش من غيرها كنا هنعمل ايه ؟!
بادلته منار نظراته الباردة ولم تعلق ولكن مراد تدخل وقال:
-من غيرها يا بابا كانت منار بتساعد في البيت وبتنزل من الصبح بدري بس مشوفتكش قولتها تسلم ايديكي او طيبت خاطرها بكلمة حتى. ...
صمت وائل ونظر الى ابنه الذي أخذ صف منار ...
تدخلت هنا وقالت برقة :
-مراد تعالى عشان تفطر ميصحش تروح الشغل على لحم بطنك...انت بتحب البيض بالبسطرمة صح ؟!أنا عملتهولك بإيدي ....
ادارت منار عينيها بملل ثم نظرت الى مراد وقالت :
-مش مشكلة نفطر وبعدين نمشي ...
هز مراد رأسه بأسف...فهو اراد ان يفطرا بالخارج وقد وعد الفتاتين بهذا ...
..
جلس كل منهم على الطاولة وبدأ مراد بالأكل ...
وقفت هنا خلف مقعد مراد ووضعت كفها على كتفه وقالت برقة شديدة :
-ايه رأيك في البيض عجبك ..
-حلو تسلم ايديكي ..
قالها بتوتر وهو ينظر الى منار التي ادعت انها تطعم.فتياتها ...
...
بعد دقائق ..
نهض مراد وهو يمسح كفه بالمحرمة وقال لمنار :
-خلصتي يا حبيبتي ...
هزت منار رأسها وهي تمسح كفها وفم.ابنتيها ثم غادروا...
بينما بقت هنا وكلمة حبيبتي التي نطقها مراد لمنار تمزقها من الداخل
..........
بعد ان اوصل.زوجته وطفلتيه لرياض الأطفال ذهب لعمله وعقله يفكر بحل لأزمته ...
.......
مرت الساعات بسرعة وهنا تلازم حماتها ..تفعل كل ما تطلبه وقبل موعد قدوم مراد بنصف ساعة ذهبت إلى صابرين وقالت بلطف مصطنع :
-ماما أنا عملت كل حاجة ممكن اطلع بقا عشان مراد قرب يجي ومحتاجة اتجهزله...وكمان ياريت تخلي عمر معاكي النهاردة...عارفة طبعا النهاردة يومي وكده ...
هزت صابرين رأسها موافقة فذهبت هنا مسرعة الى شقتها ...نظرت صابرين الى اثرها وقالت :
-البت دي مش سالكة ...
........
أتى مراد للمنزل مع منار والطفلتين وبدل من الذهاب لهنا بقا مع منار وطفلتيهما ...
....
كان جالس بغرفة الفتيات وهو يضم كل منهما إليه ويقص عليهما قصة ...كان يقلد شخصيات القصة بطريقة لطيفة تجعلهما يضحكان بقوة ....
كانت منار تراقبهم عن بعد وهي تبتسم ...كان يسعدها ان ترى السعادة على وجه اطفالها ....
ذهبت إلى. المطبخ لكي تحضر.لهم شئ ليأكلوه ...
ولكن فجأة رن هاتفها ..نظرت إليه لتجد المتصلة تقى ...فتحت الهاتف وهي تقول :
-وحشتيني مشوفتكيش النهاردة يعني ..
ضحكت تقى وقال :
-ده عشان بحضرلك مفاجأة...حزري فزري ايه هي المفاجأة ..
عبست منار وقالت:
-ايه هي يا آخر صبري ؟!
-أنا لقيتلك شغل....وشغل حلو اووي ...خلينا نتقابل بكرة واقولك التفاصيل ماشى ...
هزت منار رأسها بتوتر ...تلك الخطوة التي تخاف ان تخطوها وهي يجب أن تستأذن مراد ..بالطبع لن تعمل دون علمه ....
أغلقت مع تقى وبدأت بصنع طبق الفواكه المفضل لهم ...
وبعد ان انتهت أمسكت الطبق وخرجت من المطبخ لتجد مراد امامها ينظر إليها بتوتر ...نظرت إليه بإستفهام فقال بتلعثم :
-النهاردة يوم هنا واتصلت كذا مرة و....
هزت كتفيها وقالت:
-ما تروحلها هو حد ماسكك ؟!.
نظر إليها بتعب ولكنه أخيرا ابتسم وقبلها بسرعة على وجنتها وقال:
-تصبحي على خير يا حبي الوحيد ..
ثم غادر وتركها ... ضحكت بسخرية وقالت:
-قال حبه الوحيد قال وبعدين يروح يترمي في حضن مراته التانية...
...........
في شقة هنا السكنية ..
ولج مراد إليها ليجد هنا تقف أمامه بهيئة جميلة....ترتدي فستان أحمر بدون أكمام وبفتحة كبيرة تظهر كامل ساقها البيضاء الشاحبة ثم اقتربت منه وهي تمسك كفه وتقول:
-وحشتني ليه اتأخرت عليا..
ثم رفعت نفسها لتقبله الا انه ابعد وجهه وقال :
-انا عايز...
ولكنها قاطعته وقالت:
-انا عايزاك النهاردة تكون جمبي...تنسيني كل اللي عمله فيا علي يا مراد ...عايزك تحميني من كل حاجة وحشة حصلتلي في حياتي ...أنا بحبك يا مراد ..وعايزاك تكون ليا كل حياتي !!
-أنا آسف يا هنا .
قالها بصوت مرتعش لتعبس برقة وتقول:
-بتعتذر ليه ؟!
-عشان مش هقدر اكون زي ما انتِ عايزة ...
أغمض عينيه وأكمل بصعوبة:
-أنا اكتشفت اني مبحبكيش!!!
يتبع
#رفقا_بي_يا_قاتلي
#سولييه_نصار
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية رفقا بي يا قاتلي) اسم الرواية