رواية صعود امرأة الفصل التاسع عشر 19 - بقلم اية طه
**داخل أوضة نجاة ووعد:**
نجاة كانت قاعدة على المكتب، بتذاكر، لكن عينيها كانت سرحانة بره الكتاب. قلبها مش مطمئن، وكل شوية تسمع صوت غريب أو حركة في البيت تخليها تبص حوالينها بقلق. وعد كانت قاعدة على السرير، ماسكة الكتاب، بس عينها على نجاة.
وعد بتنهيدة: “يا نجاة، إنتي مش مركزة خالص، في إيه؟”
نجاة وهي بتحاول تركز: “معرفش… حاسة إن في حد بيراقبني. أي صوت برة بيخليني أتوتر.”
وعد بابتسامة صغيرة: “مفيش حد بيراقبك يا نجاة… كل ده في دماغك.”
نجاة وهي بتقلب في الورق: “ما هو يا وعد، مش بس التهديدات اللي جات لنا… أنا حاسة إن الناس في البلد بتبص لي بشكل غريب، بسمع كلام عن سمعتي في كل حتة.”
وعد بتعاطف: “ما تزعليش نفسك يا نجاة. الناس بتتكلم وخلاص، مش مهم كلامهم.”
نجاة بانفعال: “إزاي مش مهم؟ كلامهم دمر حياتي. كل ما أمشي في الشارع، أحس إني متهمة بحاجة أنا ما عملتهاش. أبويا كان السبب في كل ده.”
وعد وهي بتحاول تهديها: “أبوكي في السجن، خلاص… والناس هتنسا. الوقت كفيل إنه يصلح كل حاجة.”
نجاة بدموع في عينيها: “الوقت؟ الوقت مش هيرجع لي سمعتي، ولا هيشيل مني الأحساس إني مراقبة طول الوقت.”
وعد بحزم: “بصي يا نجاة، إحنا هنركز في اللي قدامنا دلوقتي. الامتحانات دي مهمة، وبعدها نبقى نشوف هنحل المشاكل إزاي.”
نجاة وهي بتمسح دموعها: “عارفة… بس الضغط عليا كبير. أنا خايفة يا وعد، مش عارفة مين اللي ممكن يكون ورا التهديدات دي. وسمعتي في البلد خلتني مش واثقة في حد.”
**في اللحظة دي، سمعوا صوت جاي من برة الأوضة، زي حد بيتحرك في الصالة**
نجاة وهي بتوقف فجأة: “سمعتي؟ في حد برة.”
وعد وهي بتقوم بسرعة: “استني هنا، أنا هروح أشوف.”
نجاة وهي بتشدها: “لا، أنا هاجي معاك. مش هقدر أقعد لوحدي.”
**خرجوا هما الاتنين من الأوضة وبدأوا يبصوا حوالينهم بحذر. البيت كان هادي، لكن كان في إحساس إن في حاجة غلط**
وعد بصوت واطي: “فيه حاجة؟”
نجاة وهي بتهمس: “مش شايفة حد… بس حاسة إن في حد كان هنا.”
**في اللحظة دي، دخل فيصل البيت فجأة**
فيصل وهو بيبص لهم باستغراب: “إيه اللي مخوفكم كده؟ في إيه؟”
نجاة وهي بتحاول تهدي نفسها: “سمعنا صوت، زي حد بيتحرك في البيت.”
فيصل بابتسامة صغيرة: “ده أكيد أنا… كنت جاي أطمن عليكم، وأفتح الباب بهدوء.”
وعد وهي بتتنفس براحة: “الحمد لله… قلبنا كان هيقف.”
فيصل وهو بيبص لنجاة: “إنتي كويسة يا نجاة؟ شكلك متوتر.”
نجاة بصوت منخفض: “مش عارفة… حاسة إن كل حاجة بتوقع عليا مرة واحدة. التهديدات، كلام الناس، الامتحانات… مش عارفة أركز في أي حاجة.”
فيصل وهو بيقرب منها: “بصي، مش هينفع تسيبي الخوف يسيطر عليكي. إحنا هنا عشان نحميكي، والناس هتنسى مع الوقت.”
نجاة بقلق: “بس أنا مش قادرة أنسى… كل ما أمشي في البلد أحس إني متهمة بحاجة مش عملتها. كلامهم زي السكاكين.”
فيصل بحزم: “أنتي قوية يا نجاة، وعدتِ بحاجات أصعب من كده. مش هتسيبيهم يكسروا فيكِ.”
وعد وهي بتقرب: “إحنا جنبك يا نجاة… مفيش حاجة هتأثر فيكي طول ما إحنا مع بعض.”
**قعدوا كلهم في الصالون شوية، لكن الجو كان مليان توتر**
فيصل بنبرة هادية: “أنا هفضل هنا لحد ما الأمور تهدى. مش هسيبكم لوحدكم، مهما حصل.”
نجاة بابتسامة صغيرة: “شكراً يا فيصل… وجودك معانا بيطمني.”
وعد وهي بتحاول ترفع الجو: “طيب يا جماعة، إيه رأيكم نحاول نرجع للمذاكرة؟ الامتحانات على الأبواب، وعايزين نكون جاهزين.”
نجاة وهي بتتنهد: “أيوه، عندك حق… مش عايزة أضيع وقت أكتر من كده.”
**رجعوا كلهم للمذاكرة، لكن نجاة كانت لسه حاسة إن في حاجة غلط. كل شوية تبص حوالينها بقلق، وكأن في حد بيراقبها. فيصل كان بيحاول يطمئنها، لكن قلقها كان بيزيد مع كل لحظة**
فيصل بجدية: “بصي يا نجاة، لو حسيتي بأي حاجة غريبة تاني، لازم تقوليلي على طول. ماينفعش تفضلي عايشة في خوف.”
نجاة وهي بتمسح عينيها: “أنا بحاول، بس الموضوع صعب. كل حاجة حواليا بتحسسني إني في خطر.”
فيصل بحزم: “متخافيش… طول ما أنا هنا، مفيش حد هيقرب منك. وهنتابع مع الشرطة بخصوص التهديدات دي. مش هنسكت لحد ما نلاقي اللي وراها.”
وعد وهي بتحاول تهدي الجو: “طيب يا جماعة، إيه رأيكم ناخد بريك ونشرب حاجة؟ الجو بقى تقيل أوي.”
فيصل بابتسامة خفيفة: “أيوه، فكرة كويسة… لازم نغير الجو شوية.”
**وعد راحت تجيب عصير من المطبخ، ورجعت بيه للصالون**
وعد وهي بتقدم العصير: “يلا، نشرب ونتكلم شوية بعيد عن الامتحانات والتهديدات.”
نجاة بابتسامة صغيرة: “محتاجين فعلاً نغير الجو… نفسي أخرج من كل ده.”
فيصل وهو بيشرب: “هتخرجي، وهتعدي كل ده. بس محتاجة تتحلي بالصبر والقوة اللي جوة قلبك.”
**قعدوا يشربوا العصير ويتكلموا عن حاجات خفيفة، بس نجاة كانت لسه حاسة بالتوتر. بعد شوية، صوت خبط على الباب خلاهم كلهم يبصوا لبعض بقلق**
فيصل بحزم: “مين ده؟ محدش كان المفروض ييجي دلوقتي.”
وعد بقلق: “مش عارفة… استنى، خليني أبص من العين السحرية.”
**وعد بصت من العين السحرية، ولقت شخص غريب واقف قدام الباب**
وعد بقلق: “في واحد واقف برة، مش عارفة مين ده.”
فيصل بحذر: “افتحي بهدوء… أنا هقف جنب الباب.”
**وعد فتحت الباب بحذر، والشخص كان واقف مبتسم، لابس لبس عادي، لكن ملامحه كانت مش مريحة**
الشخص بصوت هادي: “مساء الخير، أنا كنت عايز أسأل عن حاجة.”
فيصل وهو بيبص له بحدة: “مين حضرتك؟ وعايز إيه؟”
الشخص بابتسامة: “آسف لو كنت أزعجتكم… بس كنت بدور على عنوان قريب من هنا.”
وعد بقلق: “العنوان فين بالظبط؟”
الشخص وهو بيبص حوالين البيت: “كنت بدور على بيت حد اسمه إبراهيم.”
نجاة وهي بتتجمد مكانها: “إبراهيم؟ أبويا؟”
الشخص بابتسامة غامضة: “آه، هو ده… كنت عايز أوصله.”
فيصل وهو بيتقدم ناحيته: “أبوها في السجن، حضرتك عايز منه إيه؟”
الشخص بصوت واطي: “مفيش… كنت بس عايز أقول له حاجة بسيطة. لكن طالما هو مش موجود، يبقى خلاص.”
**الشخص مشي من قدام الباب بسرعة، بس كان واضح إنه مش طبيعي. نجاة كانت واقفة مرعوبة، ووعد وفيصل كانوا بيحاولوا يطمنوها**
فيصل بحزم: “أنا هبلغ الشرطة فورًا… مش هينفع نسيب حد زي ده يجي عندنا تاني.”
نجاة وهي بتحاول تستجمع نفسها: “هو كان عايز إيه؟ ليه بيدور على أبويا دلوقتي؟”
وعد وهي بتهديها: “متفكريش في كده دلوقتي… المهم إننا نبقى جاهزين لأي حاجة ممكن تحصل.”
**فيصل وهو بيكمل مكالمته:** “ألو؟ أيوه، في حد غريب كان بيسأل عن إبراهيم اللي في السجن… إحنا محتاجين متابعة من الشرطة في المنطقة، المكان مش آمن دلوقتي.”
**نجاة وهي قاعدة على الكنبة بتلف في طرف حجابها بقلق:** “فيصل، إيه اللي بيحصل؟ الشخص ده كان عايز إيه؟ ليه بيدور على أبويا في الوقت ده؟”
فيصل بعد ما قفل التليفون وحط يده على كتفها ليهديها: “متخافيش يا نجاة… البوليس هيكون هنا قريب، وأنا هفضل موجود طول الوقت. بس واضح إن في حد عايز يفتح مواضيع قديمة، واحنا مش هنسكت.”
نجاة وهي بتحاول تهدي نفسها: “بس الكلام ده بيقلب كل حاجة، أنا فاكرة إني كنت هبدأ صفحة جديدة بعيد عن كل مشاكل أبويا… بس اللي حصل ده بيخليني أحس إني محاصرة تاني.”
وعد وهي بتحاول تداري قلقها بابتسامة صغيرة: “ما تقلقيش، إحنا هنفضل جنبك. مش هتواجهي ده لوحدك.”
**فجأة، الموبايل بتاع وعد بيرن، وبتشوف إنه من رقم غريب. فتحته وهي متوترة، وسمعت صوت راجل غريب بيقول:**
الراجل: “انتِ وعد؟ وصلة نجاة؟ بلغيها إن اللي حصل لأبوها ممكن يحصل تاني… واللي هتحاول تهرب منه هيلاقيها في أي حتة.”
**وعد قفلت الموبايل بسرعة ووشها اتغير، بصت لنجاة وفيصل بقلق شديد. نجاة شافت الرعب في عينيها وسألتها بسرعة:**
نجاة بتوتر: “إيه؟ مين كان بيتكلم؟!”
وعد وهي بتحاول تهدي نفسها، بس عينيها فضلت بتترعش: “في حد… بيهدد. بيقول… بيقول إن اللي حصل لأبوكِ ممكن يحصل تاني!”
**في اللحظة دي، نجاة حسّت إنها مش قادرة تتنفس، وكأن الحيطان بتقرب عليها، مش قادرة تستوعب إن التهديدات دي لسه بتطاردها، وإن حياتها لسه مش آمنة.**
نجاة وهي بتنهار في البكاء: “ليه؟ ليه أنا؟! أنا مش عايزة أعيش في الرعب ده تاني… ما كانش عندي أي ذنب في اللي حصل!”
فيصل وهو بيحاول يهدّيها: “اسمعيني يا نجاة، مهما كان مين اللي ورا التهديدات دي، مش هيسيبك حاجة. إحنا مش هنسكت وهنواجههم، لحد ما نلاقي مين المسؤول.”
**وعد وهي بتحاول تشارك في التهدئة:** “إحنا أقوى منهم يا نجاة… كل واحد فينا هيساعد التاني. مش هيسيبونا لوحدنا.”
**في اللحظة دي، الباب خبط تاني، لكن المرّة دي كان صوت مألوف. سعاد، أم وعد وفيصل، كانت راجعة البيت. فتحت الباب ودخلت بسرعة وهي شايلة أكياس كتير في إيدها.**
سعاد بابتسامة: “السلام عليكم! إيه يا ولاد؟ مالكم؟! ليه الوجوه دي كلها مقلوبة؟!”
فيصل وهو بياخد الأكياس منها: “عليكم السلام يا أمي، مفيش حاجة… بس كنا لسه في موقف مش مريح، واحد غريب كان بيسأل عن إبراهيم.”
سعاد وهي بتعمل وش جدي: “إبراهيم؟ إزاي؟ وهو مش في السجن؟! مين اللي يجي يدور عليه دلوقتي؟”
نجاة وهي بتتكلم بصوت متوتر: “مش عارفة… بس أنا حاسة إن الموضوع أكبر من كده. التهديدات بقت على طول، وكأن في حد مش عايز يسيبني في حالي.”
سعاد وهي بتربت على ظهرها بحنان: “متخافيش يا بنتي، طول ما إحنا موجودين جنبك، مفيش حد هيقرب منك. انتي زي بنتي، وهفضل أدافع عنك لحد آخر يوم في حياتي.”
**بعد ما قعدوا في الصالة شوية، الجو بقى أهدى شوية. وعد وفيصل فضلوا جنب نجاة طول الوقت، وحاولوا يرجعوها تركز في الامتحانات. لكن كل شوية كان ييجي إحساس إن في حاجة غلط، زي ظل بيتحرك حوالين البيت، أو صوت خبط بعيد، كأن في حد بيراقبهم فعلاً.**
**في اليوم اللي بعده، كانوا بيذاكروا في الصالة، وفجأة سمعوا صوت رسائل على الموبايل. وعد فتحت الموبايل وقرأت رسالة جديدة جايالها:**
الرسالة: “فاكرة الكلام اللي قلته لك امبارح؟ بلغي نجاة إنها لازم تبقى حذرة… لأن الخطر أقرب مما تتخيل.”
وعد وهي بتقرا الرسالة بعصبية: “مش معقول! الرسالة دي جات تاني… أنا لازم أبلغ البوليس.”
فيصل وهو بيشد الموبايل من إيدها بسرعة: “أيوه، هنبلغهم فورًا. مفيش داعي نسكت على التهديدات دي. واضح إن في حد عايز يلعب بالنار.”
**فيصل اتصل بالشرطة من تاني، وطلب تحقيق رسمي في التهديدات اللي جات. الشرطة جت في البيت وبدأوا ياخدوا أقوال نجاة ووعد، وسألوا عن تفاصيل الشخص اللي كان واقف قدام البيت.**
الضابط: “مين الشخص اللي كان بيسأل عن إبراهيم؟ عندكم أي وصف دقيق ليه؟”
نجاة وهي بتحاول تتذكر: “كان طويل، شعره أسود وملامحه غامضة، لكنه مبتسم بطريقة مش طبيعية… حسيت إن في حاجة غلط فيه.”
وعد وهي بتؤكد: “وهو كان لابس لبس عادي، بس كان بيبص حوالين البيت زي اللي بيدور على حاجة.”
الضابط وهو بيكتب في دفتره: “هنعمل متابعة على الموضوع ده، وهنزود الدوريات حوالين المنطقة، بس لو حصل حاجة غريبة تاني، اتصلوا فورًا.”
فيصل بحزم: “أكيد… مش هنسيب الموضوع يعدي بالساهل.”
**بعد ما الشرطة مشيت، رجعوا للبيت وحاولوا يهدوا الأجواء، لكن كان واضح إن الموضوع مش هيخلص بسهولة. التهديدات مستمرة، وكل يوم كان في حاجة جديدة بتحصل، سواء حد غريب بيسأل، أو رسائل مريبة بتوصل.**
نجاة وهي بتتكلم بصوت منخفض: “أنا مش عارفة لو كنت هقدر أستحمل ده كتير… كل يوم بيعدي أحس إني محاصرة أكتر.”
وعد بابتسامة حنونة: “هنعدي كل ده مع بعض، وهنبقى أقوى من أي حاجة.”
فيصل وهو بيبص لنجاة بثقة: “مهما كانت التهديدات دي، هنفضل صامدين. لازم نبقى أقوى من الخوف اللي هما بيحاولوا يزرعوه جواكِ.”
**في اللحظة دي، نجاة حسّت بقوة داخلية بترجع ليها، بس برضه كانت عارفة إن اللي جاي ممكن يكون أصعب من اللي فات. التهديدات ما بتخلصش، والقلق مسيطر على كل خطوة. لكنها كانت مصممة إنها مش هتتهزم، وهتواجه كل حاجة مهما كانت التحديات اللي قدامها.**
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية صعود امرأة ) اسم الرواية