Ads by Google X

رواية اشواك الورد الفصل التاسع عشر 19 - بقلم قوت القلوب

الصفحة الرئيسية

 رواية اشواك الورد الفصل التاسع عشر 19 - بقلم قوت القلوب 

 •• صداقه جديده …••
إستشاطت “ناهد” غضباً بعد معرفتها بسفر “ورد” و”عبد المقصود ” دون علم أى أحد بمكانهما والأدهى هو تصرف “عبد المقصود” الغريب بترك سيارته والسائق “مصطفى” الذى ينقل إليها كل تحركاته …
أخذت تبحث بكل السبل لمعرفه إلى أين ذهبوا لكن كل سبلها ضاعت هباء ولم تتوصل لمكانهما بعد …


شعرت بقله حيلتها وأن”عبد المقصود” إستطاع أن يغلبها وقد ذهبت خططهم سدى وعادوا إلى نقطه الصفر مرة أخرى …
وقفت تعض شفتيها بغيظ وقد إحتدت بإنفعال ..
ام حسام: أكيد أكيد فهم إحنا عايزين إيه ومش حيرجعها إلا لما العدة تخلص … صحيح “عبد المقصود” ده مطلعش سهل أبداً …
حسام بغضب: والله ما سيبهاله … مش حخليه يتهنى بيها …
أمسكت “ناهد” بذراع “حسام” المنفعل قبل أن يتصرف أياً من تصرفاته الحقماء وتخسر برعونته كل ما خططت له …


ام حسام: إستنى هنا متتهورش .. لازم نفكر كويس حنعمل إيه بالضبط .. المهم دلوقتى نحاول نعرف هم راحوا فين … لازم ..
رفع كفيه بوجه والدته إعتراضاً …
حسام: أنا مش حصبر ده كله شوفيلك حل …!!!!
ام حسام: حشوف … لازم ألاقى حل ونعرف هم راحوا فين …
____________________________________

الإسكندريه ….
تمدد “عبد المقصود” بإنهاك فوق الفراش بينما ظلت “ورد” تنظر من نافذه الغرفه تجاه أمواج البحر المتلاطمه بمنظر طبيعى أخاذ للعقول …
إشتمت هواء البحر المنعش الذى ضربت رياحه شعرها الذهبى وهى تهتف ببهجه …
ورد: البحر شكله جميل أوى يا بابا ..
أردف والدها بإعياء شديد وقد إهتزت نبرات صوته المتعبه …
ابو ورد : إنزلى يا بنتى وإفرحى …
إستدارت “ورد” نحو والدها ترفض ذلك بصورة قاطعه …
ورد: لأ طبعاً مش حقدر أسيبك إنت تعبان أوى …
أصر “عبد المقصود” بشدة أن تخرج “ورد” للحياه وتعيش كزهرة يانعه ببستان الزهور ، لن تظل حبيسه الفندق رفيقه لمرضه فقط …
ابو ورد: لا متقلقيش عليا .. أنا حاخد الدوا إللى كاتبه الدكتور ده …و أنام ولو عوزت حاجه حبقى أتصل عليكى … إنتى بس خلى التليفون على طول فى إيدك …


إبتسمت “ورد” ساخرة من نفسها فهى دوماً ما تنسى هذا الهاتف ولا تهتم به على الإطلاق …
ورد: طيب ….ححاول حاضر ..
إطمئنت على والدها أولاً ثم خرجت بهدوء شديد لتجلس بهذا المقهى الكبير بأسفل الفندق …
نظرت بإتجاه البحر تتمتع بنسمه الهواء الصافيه بهدوء وراحه …

شعرت بالسكينه والإنتعاش الذى تبحث عنهما بالفعل و إبتسمت فى نفسها فأخيراً بدأت الدنيا تضحك لها والسعاده بدأت تشرق وتدق بابها …
____________________________________
بعد عده أيام ….
الإسكندريه …
مرافقتها لوالدها بتلك الأيام هو ما تود فعله فقط ، هى تخشى عليه من مرضه ومعاناته التى أصبحت تتكرر كثيراً ، لكن “عبد المقصود” كان دوماً ما يصر عليها ألا تسجن نفسها معه ويطالبها بالخروج والتنفيس عن نفسها …
كانت بالفعل تنصاع له لكن بعد أن يخلد للنوم بعد تناول علاجه الذى يسبب له الوهن والنعاس أكثر فتستغل “ورد” تلك الفرصه لقضاء وقتها بالأسفل بالمقهى الكبير تنظر للبحر عشقها المتيم …


جلست “ورد” ككل يوم تنظر إلى أمواج البحر المتلاطمه تصفى ذهنها تماماً بهدوء وهى تتابع الأجواء من حولها …
إقتربت منها إحدى السائحات لتتحدث معها وكأنها تسأل عن شئ ما …
السائحه “بالفرنسيه”: صباح الخير .. هل يمكنك أن تدليننى كيف يمكننى الذهاب إلى قلعه قايتباى ….؟؟
تحفزت إحدى الفتيات بالطاوله المجاورة بالإستدارة نحوهم وهى تشير بإصبعها تحاول وصف المكان الذى تريد تلك السائحه الذهاب إليه لكن “ورد” كانت أسرع بالإجابه عن سؤالها لتردف بفرنسيه طليقه …
ورد: يجب عليك أن تسيرى بمحاذاه الشاطئ إلى أن تصلى إلى هناك لكنك يجب أن تستقلى إحدى هذه السيارات لأن المسافه بعيده سيراً …
سعدت السائحه للغايه فقد كانت مرشدة لها بدلاً من أن تضل طريقها ببلد غريب عنها لتشكرها بإبتسامه …

السائحه: شكراً جزيلا لكِ …
ورد: لا عليكِ ..
بإعجاب شديد لما أبدته “ورد” من حديث بلغه فرنسيه صحيحه للغايه لم تكن لتتوقعها خارج فرنسا كما إعتادت خاصه هنا بمصر …
تقدمت نحو “ورد” وقد أرتسمت إبتسامه إعجاب واضحه وهى تلقى تحيه الصباح على تلك الفتاه الجميله …
” صباح الخير ..”
ورد: صباح الخير ..
مدت الفتاه بيدها معرفه نفسها أولاً لـ”ورد” قائله …
لامار: أنا “لامار” .. ممكن أقعد معاكى شويه …؟؟
وهذا ما يميز تلك الفتاه السمراء ذات الجاذبيه والرقى أنها تتمتع بروح إجتماعيه مبادرة وجرأه فى إنشاء العلاقات بينها وبين الآخرين …
إندهشت “ورد” من تقدمها والتعرف عليها دون معرفه مسبقه بينهم لكنها تجاوبت معها لما أظهرته من بسمه ودوده طلت بمحياها المريح للنفس …
ورد: أنا “ورد” .. إتفضلى أقعدى …
بدأت “لامار” حديثها بما إسترعى إنتباهها من “ورد” قائله بتساؤل محبب …
لامار: الصراحه مقدرتش أمنع نفسى أنى أسألك … إنتى إزاى بتتكلمى فرنساوى بالشكل المتقن ده …؟!!
ورد: بسيطه … لأن أنا أصلاً تعليمى كله كان فى مدارس فرنساوى عشان كده بحب اللغه دى جداً وبتكلمها كويس …
لامار: ااااه …. جميل أوى …. أصل أنا عايشه فى فرنسا مع بابا وماما … وبشتغل هناك كمان ولفتّى نظرى أوى وإنتى بتتكلمى بطلاقه كدة …

خيال “ورد” المحدود هيأ إليها أنه مثلها والعديد من الفتيات يبقون هنا ولا يسافرون ويغامرون ببلدان جديده ، بل وينتهى طموحهم بزوج وبيت وأولاد ترعاهم …
لكن مقابلتها لفتاه تعيش وتعمل ببلد كفرنسا هو ضرب من الخيال والجنون ربما ، لكنها ما كانت دوماً تحلم بزيارة تلك البلد التى قرأت عنها بالعديد من الكتب والمجلات لتهتف بإنبهار ظهر جلياً على ملامحها الشفافه التى لا تخبئ ما تشعر به مطلقاً …
ورد: بجد عايشه هناك ؟!!!!!! … كان نفسى أروحها بس مقدرش أسافر لوحدى ..
لم تستطع “لامار” تلك الفتاه المنفتحه والتى تعمل وتسافر أكثر مما تجلس بييتها مع أسرتها أن تدرك لم لا تقدر تلك الفتاه أن تسافر بمفردها لتتسائل بإندهاش وعدم فهم السبب وراء ذلك …
لامار: ليه متقدريش تسافرى لوحدك … مش فاهمه …؟؟
ورد: دايماً بخاف من أى حاجه جديده ….
لامار: إنتى دارسه إيه …؟؟
ورد: إداره أعمال …
عادت “لامار” بجزعها للخلف وقد إتسعت عيناها إندهاشاً مرة أخرى لإهدار تلك الفتاه كل تلك الإمكانيات التى تمتلكها ببقائها هنا …
لامار : كمان !!!! … لااااا .. إنتى لازم تسافرى معايا بقى .. أنا عندى شركه هناك ومحتاجه حد معايا يكون فاهم إداره أعمال …
ضحكت “ورد” بخفه وهى ترى مجامله “لامار” اللطيفه لها من زاويه أخرى ، فمحادثه “لامار” اللطيفه والمتحمسه معها لم تتكرر بحياتها كثيراً فهى دوماً بعيدة منبوذه ممن حولها ، لا يتقرب منها أحد أو يبادر بحديث لطيف كهذا معها …

ورد : شكراً ليكى على المجامله دى .. بس أنا طبعاً ورايا هنا حاجات كتييير أوى أهم من الشغل .. أنا مش بحب الشغل أوى ..
تهدلت ملامح “لامار” بصدمه من أن فتاه بعمرها والتى يجب أن تتحلى بالحماس للعمل وتحقيق الذات تكون تلك أفكارها ببساطه …
لامار متعجبه: معقول ده …؟؟
ورد: أه والله … أمال إنتى هنا أجازة بقى ولا إيه …؟؟
لامار: أه ..نزلنا كلنا نطمن على جدى وجدتى يعنى أسبوعين كده ونسافر تانى …
ورد: إن شاء الله …
طريقه “ورد” الهادئه الغير معتاده بالنسبه لـ”لامار” كذلك تفردها عن فتيات كثير تعاملت معهم جذب إنتباهها للغايه لمعرفه شخصيه تتمتع بأفكار بسيطه للغايه ومختلفه تماماً عن آرائها لتستكمل حديثها الشيق معها وتكتشف خبايا تلك الشخصيه الناعمه الرقيقه للغايه التى تحملها “ورد” ….
وبحكم طبع “لامار” الإجتماعى المميز تعرفت كثيراً إلى “ورد” وكانت جلستهم ودوده بالفعل وإتفقتا أن تقضيا معظم الوقت معاً خلال وجودهم بالأسكندريه فقد جذبت “ورد” بطبعها الرقيق الهادئ إعجاب “لامار” لتطمئن إليها وتقترب منها أكثر وأكثر ..
بينما أعجبت “ورد” بقوة شخصيه “لامار” و إستقلالها بذاتها الذى طالما حلمت أن تكون بمثل هذه القوة لكنها لم تستطع ….
____________________________________
مرت الأيام سريعاً …
توطدت علاقه “ورد” و “لامار” بصورة قويه خلال الأسابيع الماضية للقائهم الدائم الذى قرب بينهما بصورة قويه ، إلتمست به كل منهما بالأخرى صديقه وأخت فالإثنتان وحيدتان ووجدت كل منهما بالأخرى حقيقه محبه غير مزيفه إطلاقاً …

تقربت “لامار” بطبعها المقدام بصورة أكبر على “ورد” ووالدها أيضاً بعد إصرارها على زيارته عدة مرات بغرفته للإطمئنان عليه ، كما شعرت “ورد” أخيراً بإحساس مختلف لوجود صديقه من عمرها بحياتها تستطيع تفهمها والحديث معها بأريحيه و ود …
حتى عندما قصت “ورد” لصديقتها “لامار” عما حدث لها وزواجها من “حسام” ومأساتها معه وكذلك إقدامها على زواج آخر بعد أسبوع كانت تشعر بإحساس مختلف عن حديثها مع “سماح” فكانت تخرج ما بصدرها لصديقتها بتعبير مختلف فمهما كانت “سماح” تتعامل معها بجانب مهنى إلى حد كبير خشيه من أن تؤثر بضغط سلبى عليها …
لكن إستماع “لامار” لها كان ودوداً للغايه مريح للنفس بدون تكليف ، بل كانت تستمتع بتعبيراتها المندهشه والمصدومه والحزينه وأيضاً بلعنها لـ”حسام” وأمه بطريقه ساخرة للغايه …
تحضرت “لامار” لسفرها القريب لكن كام عليها لقاء صديقتها أولاً لقضاء بعض الوقت معها قبل سفرها حين أردفت “لامار” بحماس مفرط …
لامار: أنا كان نفسى أوى أوى أحضر الفرح وأشوفك وأنتى مبسوطه بعد كل إللى حكيتى لى عنه ده …
ورد: ما إنتى مش راضيه تطولى أجازتك شويه ومصممه تسافرى بكره ..!!!!
لامار: ظروف شغل بابا .. والشركه بتاعتى مقدرش أغيب أكتر من كده … بس طبعاً حنتواصل مع بعض بالتليفون والنت …
تطلعت بها “ورد” بأعين حزينه فهى بالفعل ستفتقدها للغايه …
ورد: طبعا يا “لامار” … أنا بجد مش حقدر أخسر صديقه زيك بعد ما لقيتك … أنا طول عمرى لوحدى …
لامار: لأ خلاص أنتى دلوقتى مش لوحدك وأنا معاكى فى كل حاجه … ولو إحتجتينى فى أى وقت حجيلك لحد عندك متقلقيش …
ورد بإمتنان : بجد …!!

زمت “لامار” شفاهها معاتبه “ورد” التى مازالت لم تعرفها حق المعرفه لتؤكد عليها ذلك حقاً فهى تعنيه بكل ما يحمل من معنى …
لامار: طبعاً بجد .. إنتى لسه حتعرفينى كويس وتعرفى إن أنا قد كلمتى …
ورد: أنا واثقه فى كده طبعاً …
عقدت “لامار” ذراعيها أمام صدرها وهى تردف بمشاكسه لصديقتها الخجوله بنبره مرحه ذات مغزى …
لامار: وبعدين ده هو باقى أسبوع على فرحك يا جميل وتبقى مش فاضيه لحد خااااالص ….
توردت وجنتا “ورد” بقوة لشدة خجلها لتردف بتهرب كما لو أنها لم تفهم قصدها الشقى …
ورد: اااا … لأ طبعاً … أنا ما صدقت لقيت صديقه تفهمنى زيك ….
لامار: لولا موضوع جوازك ده مكنتش سبتك أبداً تقعدى هنا و أصريت تيجى ونشتغل سوا …
ورد: قلتلك موضع الشغل ده مش فى بالى خالص … أنا بحب البيت وقعدته …
بإستياء واضح من سلبيه وبساطه شخصيه “ورد” المستكينه للظروف من حولها أردفت “لامار” بإمتعاض …
لامار: أهو ده إللى مش عاجبنى فيكى .. إستسلامك كده وإنك تعيشى وخلاص … فين إنتى وفين ذاتك …!!!!!!
بتبرير شديد لمعتقداتها وأفكارها البسيطه ..
ورد: مش معنى أنى أقعد فى البيت يبقى أكنى ماليش ذات ولا تفكير .. بس بحب يبقى مجهودى ده للى بحبهم حواليا … وهو ده إللى بحقق فيه ذاتى بجد ..
لامار بإبتسامه: ربنا يوفقك يا حبيبتى … وبرضه لو حبيتى تشتغلى شركتى موجوده ..فكرى بس …
ورد: ماشى يا ستى …

____________________________________
شركه الأقصى …
بلقاءاتهم القليله لم يكن يظن أنه قد تعلق بها بهذا القدر ، بل ظن أن لطلب والدها عامل كبير بتفكيره به وتجهيزه للزفاف بعد أيام قليله …
لكنه بالفعل إشتاق إليها ، تلهف قلبه لرؤيتها وهى تتسلل لداخل أعماقه دون حول منه ولا قوة …
ملكته بنعومتها التى سيطرت على قلبه ومشاعره لم يتأكد منها إلا بعد غيابها ، تمنى أن تنقضى الأيام سريعاً حتى يجتمعا معاً لكن مازال بقلبه بعض التخوف الذى جعل ذهنه شارداً طوال الوقت بلا تركيز …
إقترب “شريف” من “يوسف” بود شديد يطمئن على تجهيزه لزفافه القريب …
شريف: ها إيه الأخبار جهزت الدنيا …؟؟
أجابه “يوسف” بإقتضاب ومازال ذهنه شارداً للغايه …
يوسف: أه تمام .. خلصنا توضيب الأوضه وبكره حنزل أشترى أوضه نوم جديده …
بتوجس شديد أردف “شريف” متخوفاً من هذا الإقتضاب الظاهر على محيا “يوسف” ليتسائل بتخوف ..
شريف: إنت ليه مش شايفك فرحان كده …؟؟
حمل كبير يجثو على صدره يود بالفعل مشاركته معه ليردف مخرجاً ما بداخله حقيقه …
يوسف: حاسس زى ما أكون قلقان ..
شريف: إنت حاسس إنك إتسرعت ..؟؟

قالها “شريف” ظناً منه أنه مازال يفكر بوضع “ورد” مرة أخرى وبدأ يرفض تقبل أنها كانت متزوجه من قبل ، حين أجابه “يوسف” برفض تام …
يوسف: لا بالعكس … أنا بدأت أرتاح للفكره .. هى مسأله الجواز جت فجأه صحيح … بس نفسى بدأت تهدا من ناحيتها … وكمان فكرت فى كلامك كويس وإن “ورد” لازم تنسى تجربتها إللى فاتت وأنا كمان .. لازم أنسى ده …
شريف: بس مش عارف ليه حاسس إنك مخبى عليا حاجه ….؟؟؟
أعاد “يوسف” جزعه للخلف وهو يزفر بقوة يريد الخلاص مما يثقل قلبه ، يريد من يتحدث معه ويخبره ما بداخله ، يريد من يرشده للصواب ويريح قلبه …
لهذا أسترسل “يوسف” بالحديث فربما يشعر بالراحه …
يوسف: عارف يا “شريف” أنا مكنتش عايز أتكلم فى الموضوع ده …. بس أنت زى أخويا بالضبط وبقالنا مع بعض سنين أهو …
شعر “شريف” أن “يوسف” يخفى أمراً بالفعل ليتسائل بإستراب …
شريف: إيه المقدمه الطويله دى …. فيه إيه قلقتنى …؟!!!
يوسف: الصراحه .. أبو “ورد” لما عرف أنه تعبان وممكن يموت هو إللى طلب منى أتجوز “ورد” … و أعتبرها أمانه فى رقبتى وأنا طبعاً وافقت .. الراجل ده أفضاله عليا كتير وجِميله فى رقبتى .. مقدرش أرفض له طلب …
وقف “شريف” منتفضاً بحدة ينبه صديقه عما يقدم إليه دون أن يشعر ليهتف بإنفعال ..
شريف: طلب…. ؟؟؟!!! ده مش طلب .. !!! ده عمر وعشره وجواز …!!!
يوسف: هو لما طلب منى أنا وافقت .. بس لما راجعت نفسى إرتحت للفكره .. وقلت يمكن أنا عمرى ما كنت أفكر بالإرتباط بيها لأسباب كتير أوى وقلت لك عليها قبل كدة .. لكن كده ربنا قربها منى وحطنى فى سكتها …

تذكر “شريف” حديث “يوسف” بالفرق الإجتماعى الكبير بينهم فكيف لمن بمستواه التفكر بالزواج بفتاه غنيه كـ “ورد” ليتسائل محاولاً التأكد من فهمه الصحيح …
شريف: إنت بتتكلم إنها أغنى منك وكده … صح ….؟؟
يوسف: طبعاً … هى فين وأنا فين …؟!!!
شريف: أنا الصراحه شايف إن ده مش سبب نهائى كان يمنع إرتباطك بيها ….
يوسف: على الأقل عمرى ما كنت أتجرأ و أطلب أيدها وأكيد وقتها كانوا حيرفضونى … إيه إللى يخلي والدها يرضى بواحد على قده حيسكنها مع أمه وأخته فى نفس البيت … وهى كمان …. كان إيه إللى حيخليها ترضى بيا … عشان كدة بقولك إن إللى حصل ده كله بس …. عشان أنا وهى نعرف بعض ونتجوز …..
تفكر “شريف” لبعض الوقت متيقناً من ذلك فلكل شئ سبب فلولا مرض والدها ما كان ليعرض على “يوسف” الزواج منها وما كان لـ”يوسف” أن يطلبها أيضاً خشيه رفضهم له ليهتف بتصديق لإرادة الله بأمورنا …
شريف: تصدق صح !!! … طب بينى وبينك بقى .. الموضوع ده بقى … وطلب والدها بس هو إللى مخليك تكمل … ولا فيه حاجه تانيه …؟!!
دقات قلبه كانت تعلنها قبل لسانه ليردف براحه ..
يوسف: الصراحه لأ … أنا ببقى مرتاح أوى وأنا جمبها .. بحس إنى مبسوط ومش عايز أسيبها …
شريف: يعنى حبيتها …؟؟
هى تلك الكلمه التى لن يهرب منها ، تلك الكلمه التى أسعدته بإدراكها … إنه يحبها … نعم … يحبها حقاً غير عابئ بطلب والدها أو بظروف مرت بها ، لقد إمتلكت قلبه وسلبت فؤاده …

أجابه “يوسف” صراحه ببهجه محببه …
يوسف: أه … حبيتها … أنا محستش كده إلا لما سافرت مع والدها … حاسس أنى عايز أشوفها وأكون قريب منها … حابب أكون معاها …
شريف: طب وهى …؟؟
يوسف: مش عارف ؟!!!!!! … بس إبتسامتها وإحنا مع بعض محسسانى إنها هى كمان مبسوطه لوجودى …
شريف: وهى عارفه إن والدها طلب منك كده ..؟؟
يوسف: لأ طبعاً …
قفز “شريف” بإنفعال إنتفض له “يوسف” لرد فعله المفاجئ وهو يهتف …
شريف : بس يا باشا .. باينه أهى .. أمال يعنى حتكون وافقت عليك ليه ..!!!!
يوسف: تفتكر …!!!
شريف: طبعاً لازم بتحبك … ربنا يتمم لك على خير يا عريس ….
إتسعت إبتسامه “يوسف” حين تخيل موافقه “ورد” وهى تشعر مثله بحب يولد بقلبيهما وليس فرضاً عليها …
____________________________________
يوم الزفاف ….
بعد أيام طوال يأتى اليوم الموعود بإنتظار متلهف وقلوب متنفضه ، تجهز “عبد المقصود” وإبنته للسفر اليوم عائدين إلى القاهرة لإتمام زواج “ورد” و”يوسف” ….

نظر “عبد المقصود” لحقائبهم المغلقه وهو يسأل “ورد” قبل مغادرتهم ..
ابو ورد: إيه يا “ورد” جاهزة خلاص …؟
ورد بقلق: أيوة يا بابا .. بس إوعدنى … من بكرة بقى تروح المستشفى وتبتدى العلاج ..
ابو ورد: أطمن عليكى النهارده ونكتب الكتاب … وبكره إن شاء الله أنا حروح بنفسى للمستشفى لأن أنا فعلاً تعبت …
ورد: ربنا ما يحرمنيش منك أبدا ً يا بابا ..
بالرغم من إعياءه إلا أنه قد رتب كل شئ على ما يجب ليخبر “عبد المقصود” إبنته بما سيفعلونه الآن ليوضح لها ذلك …
ابو ورد: إحنا حنروح على البيت تجهزى من هناك ونروح الفندق تمام …
دق بقلبها توتر خفى ورهبه من تكرار نفس اليوم … يوم الزفاف … شعرت بخوف حاولت ألا تنساق خلفه لتخفى هواجسها خلف إبتسامه كاذبه وهى تومئ بالإيجاب …
ورد : إن شاء الله يا بابا ….
إستقلا مرة أخرى إحدى سياره الأجرة ليعودا بها إلى القاهرة إستعداداً لحفل الزفاف اليوم …
____________________________________
شقه حسام …
إنتبه “حسام ” لتلك المكالمه المنتظره حين دق هاتف والدته برقم المربيه “نجاح” التى تخبر والدته بكل أخبار “عبد المقصود” وإبنته …
ام حسام: أيوه يا “نجاح” إيه الأخبار … ؟!!

نجاح: “محمد” كويس خالص متقلقيش عليه يا ست أم “حسام” والله أنا بحب “محمد” كأنه إبنى إللى مجبتوش و أكتر والله …
زفرت “ناهد” بتملل وهى تنهر “نجاح” عن تلك الوصله المسترسله بإهتمامها بهذا الطفل لتزمجر بقوة …
ام حسام: إخلصى يا “نجاح” … ها … “عبد المقصود” رجع هو و”ورد” ولا لسه ….؟!!!!
نجاح: جايين فى الطريق عشان فرحها النهارده .. هو لسه مبلغنا عشان نجهز البيت …
ام حسام : ماشى يا نجاح حبقى اكلمك تانى .. سلام …
أغلقت الهاتف بغيظ وهى تقضم شفاهها بقوة …
ام حسام: ده مستناش يوم واحد … دى العدة لسه خالصه إمبارح !!!! … يقوم يجوزها النهارده ..!!!!
حسام: دوخنا وراه ومعرفناش نوصل له … إتفضلى حليهالى دلوقتى حنعمل إيه بقى …؟!!!
ام حسام : الجوازة دى لا يمكن تتم .. لا يمكن …
حسام: أيوة حنعمل إيه يعنى …؟؟
بعد تفكير لمعت فى رأسها فكرة جديدة لتخرب هذه الليله المشؤمه المسماه بليله الزفاف لتجيبه بخبث …
ام حسام: أنا حقولك تعمل إيه ….!!
 


  •تابع الفصل التالي "رواية اشواك الورد" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent