رواية انا اولا الفصل التاسع عشر 19 - بقلم براءة
Hou ya:
الفصل 19
كانت مروة جالسة تتناول طعامها رفقة سهى داخل الغرفة قبل أن يرن هاتفها .
كانت تلك والدتها التي تتصل تسال عن اخبارها وتطمئن عليها .
وجدت مروة نفسها تسال هي الأخرى عن احوال اسرتها واجوائهم في البيت قبل أن تنهي المكالمة بتوصياتها المعتادة حول ضرورة الاهتمام بصحتها وعدم القيام بأنشطة تتسبب في اتعابها .
عادت للأكل فورا بشهية اكبر ثم توقفت لتجيب على سؤال سهى الذي طالما راودها واخدت تؤجل في طرحه على مروة .
" هي مامتك تعبانة يامروة ؟ ...ثم تابعت بتبرير لاني بسمعك طول الوقت بتقولي ماتتعبيش او انتي كويسة فقلت اسالك اطمن عليها "
ابتسمت مروة ابتسامة متفهمة قبل أن تردف بهدوء رغم الغصة التي تشكلت في حلقها " ماما مريضة قلب ياسهى !"
ارتسمت الصدمة على ملامح سهى للحظات قبل أن تتحول الى ابتسامة عطوفة " الله يحفظها يارب . بس ان شاء الله مايكونش خطير لدرجة كبيرة "
مروة " مش خطير طول ماهي ملتزمة بادويتها زي مابيقول الدكتور المسؤول عن حالتها . بس انتي عارفة ...مرات تجيها نوبات ديق تنفس من العدم . ودا يلي يخوفني بصراحة بالموضوع "
سهى " ماتقلقيش ياقلبي رح تكون كويسة دائما ان شاء الله "
" ان شاء الله "
كانت مروة الابنة الوحيدة لوالديها بعد شقيقها جاد .
وبحكم انشغال والدها ومرض والدتها المزمن تعودت على تحمل المسؤولية منذ الصغر .
ولان والدتها تتعب بسهولة رغم محاولاتها العديدة في ان تكون الام المثالية لطفليها وجدت مروة نفسها تتعلم من سن مبكر ان لاتضايق والدتها او تتعبها .
فمنعت عن نفسها القيام باي تصرف طائش قد يزعج والدتها . القيام بجميع الأعمال المنزلية بالإضافة إلى الاهتمام بدراستها بنفسها .
فلم يكن يوجد احد يستطيع مساعدتها . وفي كل مرة كانت والدتها تحاول مساعدتها ترفض ذلك وتعكف على الدراسة بنفسها .
انها لاتريد ان تتعب والدتها باي طريقة فيكفيها تعبها من المرض .
مروة " سهى ! ايه رايك تروحي معاي بكرة نعمل شوبينج . في كتير شغلات نقصاني وعايزة اجيبها وانتي بردو جيبي يلي ناقصك ؟"
سهى باعتذار " اسفة مابقدرش بكرة قولي لليلى تروح معاي وانا بروح معاكي المرة الجاية "
مروة " ليلى نازلة للبيت ...بس ولايهمك رح اشوف حد ثاني يروح معاي .مش عايزة أصر عليكي واضح أنه عندك مذاكرة ومشغولة "
سهى " مش مذاكرة " ثم تابعت والاستياء قد لون ملامحها " زملائي بالسنة الماضية عازميني على الغذاء ولازم إروح معاهم "
مروة باستغراب" طب مالك زعلانة ؟ "
سهى بانكار " مش زعلانة ...بس للصراحة انا مابحبش التجمعات اوي لهيك متوترة شوية "
مروة وهي تواصل تناول طعامها الذي نسته بسبب حديثها مع سهى " اذا مش عينك في الخروجة ماتروحيش . اعتذري منهم او شوفي لهم حجة "
" كنت عملتها لو انا مش عاملاها قبل . "
" ياحبيبتي روحي وانبسطي ذي تعتبر تصبيرة فاحنا يادوب رح يكون عنا نفس نخرج بعد امتحانات الفصل ذي"
سهى بشك" قولتك روح ؟"
مروة بتاكيد ممزوج بحماسها " طبعا روحي وانبسطي مااحنا عايشين مرة واحدة على قولت اخوي "
_
اعتذرت سهى من مروة بعد انتهاء المحاضرة واتجهت الى احد المطاعم الصغيرة التي لاتبعد كثيرا عن الجامعة حيث كان ينتظرها زملاء العام الماضي .
تاكدت من مظهرها قبل أن تدخل وتجلس الى جوارهم .
ورغم ان البراءة التي كانت تظهر في وجهها قد اختفت بسبب المكياج الذي اصبحت تضعه بشكل مبالغ الا أن سحرها و جمالها لم يختفي خاصة وهي ترتدي فستانها الاسود قصير .
كانت عازمة ان تظهر بكامل اناقتها حتى لاينتقد احد مظهرها .
" ازيك ياسهى ؟ طمنينا عنك ؟ والله فكرنا انك مش رح تيجي ..."
سهى بابتسامة مزيفة " ليه مااجيش؟ المرات يلي فاتوا ماكنتش اقدر لاني كنت مشغولة بس اليوم ماعندي حاجة مهمة "
" عارفة ياحبيبتي مقدرة ظروفك . بس انتي حتى بالصيف ترفضي تطلعي معانا ..."
صمتت سهى قليلا قبل أن تقرر تغيير الموضوع وتسال بابتسامة ودية" طب ازيكم انتوا ؟ عاملين ايه مع الدراسة و الجامعة ؟ "
كانت تحدث جميع زملائها والذي كانوا عبارة عن ولدين وثلاث فتيات .
اخدت تستمع إليهم جميعا . تشارك مرة أو مرتين في اعطائها رأيها وتنتهي ان يمضي الوقت .
قبل أن تسال احدى الفتيات " هو اسامة مش رح يجي اليوم ؟"
رفعت سهى راسها سريعا عن كأس كريما الشكولاتة الذي كانت تتناول منه ببطء مستفسرة .
رد احد الشباب قائلا وهو يشير الى هاتفه " خبرته أنه رح نلتقى واقل أنه رح يجي .
تلاقيه انشغل شوية ..."
لم تكن سهى تعلم ان اسامة سياتي لهذا الاجتماع . ثم كيف ستعلم؟ فقد انقطعت اخباره عنها منذ مدة .
قالت احدى الفتيات بخبث" انا فكرت رح يجوا سوا . سهى واسامة ."
فتاة اخرى " انا بردو فكرت كدة "
احد الشباب " اسامة قال انهم تركوا . وانتوا عارفين فبلاهة تحرجوا البنت "
استاءت سهى وهي ترى تلك الفتاتان تضحكان بسخرية وتتظاهران بالجهل .
لقد كانت تعلم انهما تعرفان بخبر انفصالهما
سهى باستياء" اسامة قالك أنه تركنا ؟ "
" إه هو قال "
سهى باستياء" وايه قال بردو ؟"
كان ذلك الشاب سوف يرد لكنه توقف وهو يرى اسامة يسير ناحيتهم بثقة .
" السلام عليكم الشباب ! عاملين ايه؟"
سحب الكرسي البعيد عن سهى التي تجاهل النظر إليها ثم جلس عليه وهو منشغل بالحديث مع الجميع بحماس .
كانت تنظر اليه باستياء رغم انها لاتنكر ان دقات قلبها اخدت في التزايد ...ربما لم يعد حبا كونهما انفصلا لكن اعجابها به لم يختفي بعد خاصة وهي تراه إجتماعي بهذه الطريقة يضحك ويمزح ويعبر عن رايه بوضوح وصراحة .
كانت تلك هي صفاته التي جعلت سهى تقع في حبه فورا .
انتبهت احدى الفتيات الى هدوء سهى الشديد ففكرت بالحديث لازعاجها .
انها تريد ان تشتم بها وقد دعتها ودعت اسامة بشدة لتحقيق ذلك .
انها تلك الفتاة التي اخدت الشاب الذي احبته منذ الثانوية منها في لمح البصر .
لكن بماانهما تركا فستريها كيف تكون عاقبة الغرور
" سهى مالك ساكتة ؟" قالت بدهشة مزيفة قبل أن تتابع باسف مزيف " شكلك مش قادرة تتصرفي براحة واسامة موجود فاهماكي ياقلبي" وربتت على كتفها برفق رغم انها كانت تتمنى لو تدخل اظافرها الطويلة المزينة فيه بدل التربيت عليه .
نظر اسامة سريعا هذه المرة الى سهى التي أصفر وجهها بعد ان سمع اسمه
ثم قال بلامبالاة " وماتكونش حرة ليه ؟ شايفاني مقيدها مالبنت عايشة طول حياتها كدة ساكتة . "
صدمت سهى كلامه وزاد اصفرار وجهها وهي تسمع الفتيات يضحكن بنعومة مبالغة فيها .
" مايصحش تقول كدة حتى لو انفصلتوا يااسامة . " قالت الفتاة وهي تنظر بخبث لسهى المتجمدة في مكانها .
تجاهلها اسامة وكانها لم تقل شيئا وعاد للحديث مع صديقه .
لكنه توقف على الفور بعد ان فجرت سهى اليائسة منه ومن تصرفاته قنبلة في وجهه
" السكوت يلي ماكانش عاجب حضرتك بيعجب غيرك على الأقل "
اسامة ببرود" بتقصدي ايه؟"
سهى باستفزاز هذه المرة " انت عارف قصدي كويس ! وعارف بردو على مين بحكي؟"
اسامة بابتسامة ساخرة" العبي غيرها ياسهى مش ادخل بلعبتك زي المرة ليفاتت "
الفتاة بصدمة " انتي ارتبطتي ياسهى ؟"
ابتسمت سهى في وجهها بخبث هذه المرة .
لقد قررت ان لن تصمت كما اعتادت ان تفعل .
ستريهم جميعا معنى السخرية والشماتة منها . حتى لو اضطرت ان تكذب ...
" شكله الكلام يلي بينقال صحيح ؟ "
هذه المرة سهى هي التي اصابتها الحيرة اكثر من غيرها .
ماذا يقصد هذه المرة هذا ماسالته سهى لنفسها لكن الإجابة جاءتها سريعا وهي تسمع
" سهى انتي مرتبطة بالدكتور آدم يلي بيدرسك حقيقي؟!"
هنا تغيرت ملامح اسامة كليا ...وقال بغضب " مافيش حاجة زي كدة "
رد احد الشباب بدهشة ممزوجة بالسخرية " هي الدكاترة صايرة بتقرب لطلبتها ولاايه ؟ ...بس والله بهنيكي ياسهى درتي درتي وجبتي ليكي دكتور مش زي هالاهبل يلي قاعد سنجل على طول "
لكزته الفتاة الثرثارة ونظرت اليه نظرة جعلته يصمت رغم أنه رفع حاجبه يسالها في صمت " ماذا؟!"
قبل أن تقول بعد نفس عميق وهي ترى الأجواء قد شحنت كليا من حولها .
اسامة الغاضب من ذكر اسم اخيه وتشويه سمعته وسهى التي رغم رعبها من ما آلت اليه الامور اخدت ترد على نظاراته الحادة بابتسامة استفزاز كأنها تقول " ماذا توقعت ؟ لقد حذرتك "
" الدكتور آدم يبقى اخوه الكبير لاسامة ياغبي!"
صدم الشاب والذي سرعان مااعتذر لاسامة " والله ماكنتش عارف أنه اخوك . لو كنت عارف ماكنتش راح احكي كدة طبعا "
رغم ان اسامة كان مستاءا من كلامه طبعا وكان على وشك ان يضربه ايضا الا أنه حاول ان يظهر بمظهر الهادئ الرزين فهو لن يسمح لتلك الكاذبة بان تعتقد انها قد فازت عليه
" ولايهمك ! أساسا مافيش حاجة من يلي بتقولها ! هي سارحة بخيالها زي العادة ومتوقعة أنه تتحقق على أرض الواقع"
سهى باستياء من استهزائه " ماتحكيش علي كدة ! انا وآدم مع بعض صرلنا فترة . هو حتى واعدني بالجواز ولو مش مصدقني يبقى اساله "
لقد بالغت وهي تعلم ذلك . لكنها ليست خائفة من ان يساله . هي تعلم أنه لن يتجرأ على سؤال اخيه .
ماذا سيقول له ؟ هل حبيبتي السابقة تواعدك ؟
يستحيل عليه ذلك ...
هنا في هذه اللحظة وقف اسامة وصاح بها رغم محاولات الجالسين لجواره ايقافه وتذكيره بان الجميع في المطعم ينظرون اليه .
" بتقولي ايه ياكذابة ؟! " ثم تابع رغم ارتجافها " مش قايلك قبل مرة انك ماتذكريش اسم اخوي على لساني ! ...مش معناها اني ساكت عليكي طول المدة ليفاتت يبقى تكذبي زي مابدك . أساسا اخوي ..."
كان على وشك ان يكشف أمر إرتباط شقيقه بفتاة أخرى يعرف اسمها فقط .
لكنه توقف في اللحظة الاخيرة وعاد ليجلس على الكرسي ...
" ماتهدى ياابني ! "
" اسامة عيب الناس بتتفرج"
" خلاص ياجماعة "
سهى بثقة كما لو كانت تقول الحقيقة " انا مش كذابة يااسامة والايام رح تثبتلك . " ثم تابعت باستفزاز وهي تنهض من على الطاولة تحمل اشيائها توجه نظراتها اليه وهو يبادلها نظراته " وقف غيرة مش معناها أنه احنا تركنا يبقى وقف حياتي ! وانت بردو عيش حياتك مع الشخص يلي بتحبه زي ماانا عايشة دلوقتي "
كانت على وشك المغادرة والابتعاد عن الطاولة لكنه اوقفها وهو يقول بنبرة جادة مع ابتسامة عابثة " وصورك يلي معايا رح تعملي بيها ؟!"
نظرت اليه بصدمة وقد توقفت ارجلها عن الحركة
" ماتعبيش حالك ياروحي وتبعتيله صور زي ماكنتي تبعتيلي . رح اوريهاله دوب ماارجع البيت ومتاكد انها رح تعجبه لأنه يلي عندي انا أكيد اجمل "
كانت الانظار مسلطة عليها هذه المرة ...لم يتوقع احد أن يصل الامر الى هذا الحد .
لقد اكتشفوا للتو حقيقة إرتباط سهى بشقيق حبيبها السابق . لا وليس فقط بل هذا الحبيب الان يهددها بصورها التي الله وحده يعلم مانوعها .
غادرت سهى المكان فورا هاربة تاركة الجميع يتحدث في بعضه .
كانت دموعها تنزل دون توقف وهي تسير وتسحب فستانها القصير تندم على كلامها .
مالذي فعلتيه ياسهى؟ لما تحدثتي واوصلتي الامر الى هذه الدرجة ...
كانت تعلم ان الامر سينتشر بالفعل في الجامعة .
فتلك الفتاة رونق لن تترك الامر يمر بسلام ...
لم تستطع سهى النوم ورغم ان الساعة لاتزال مبكرة وقد استغربت مروة ذلك أيضا. ...اخدت تتقلب في الفراش وفي كل مرة تغمض فيها عينيها تضغط على نفسها للنوم قسرا تجد صورته تظهر امامها وهو يهددها علنية بصورها التي ظنت أنه قام بمسحها عندما طلب منها الانفصال .
هي متاكدة ان الصور التي يملكها عليها هي ذات الصور التي في هاتفها ...إضافة الى بعض صور التقطوها سويا
ومع ذلك كان عليها مسحها .
وهي الان أيضا قد ادخلت الدكتور آدم في لعبتها .
وجعلته يبدو بمنظر الدكتور الذي يتقرب من طالبته ويعدها بالزواج رغم أنه لم يكن كذلك أبدا.
فلقد كان الدكتور آدم يحافظ على المسافة بينهما ويعاملها باحترام شديد .
ولم يكن ينظر إليها أبدا بتلك النظرة
لكنها الان قد صنعت قصة بينهما ستكون على لسان الجميع . لقد اكدت الشائعات بنفسها ...
لقد جعلت من نفسها حبيبته دون علمه .
ماذا لو سمع اهلها ؟
تلك هي الكارثة الحقيقية كيف لن تفكر بذلك قبل أن تقول ماقالته .
فالعائلة التي كبرت فيها سهى من النوع المحافظ جدا ولو ان الظروف كانت خارجة عن نطاقهم ماكانوا ليسمحوا لها بالدراسة في مدينة اخرى .
فمابالك مصاحبة احدهم و ادعاء الزواج من اخر ...
كان آدم جالسا في مكتبه ينظم اوراقه قبل أن ترده رسالة منها
ترك الاوراق من يده وخلع نظارته لتظهر عينيه المتعبتين قبل أن يقرأها
( مشغول؟)
( لا خلصت شغلي )
( ازيك ؟ لو تعبان يمكن ابعتلك بكرة )
( انا كويس وانتي ) ( لاخلينا نحكي)
( كويسة ) ( آدم عايز اقولك على حاجة )
( قولي ياروح آدم )
لقد اصبح يستمتع كلما قالت بانها تريد اخباره بشيئ ما . حيث يبدا عقله في توقع الموضوع الذي ستناقشه معه في كل مرة.
( انا خبرت ماما عنا )
هنا ابعد راسه عن الكرسي الذي كان يستند عليه واعتدل في جلسته
لاينكر أنه شعر بالتوتر لحظتها ...ليس لانها اخبرت والدتها بالطبع بل بالتوتر من ردها على موضوعهما
( قلتيلها ايه وهي قالتلك ايه ؟)
( خبرتها انه صار عندي حدا مهم بحياتي بحبه وهو بردو بيحبني . وانه صرلنا فترة بنحكي و نتعرف على بعض )( هي ماقالتش حاجة بالاول بس بعديها سالت عنك اسمك وعمرك وشغلك وكده وللصراحة هياستغربت انك صغير بالعمر لأنه هي بالنسبالها كل الدكاترة بيكونوا كبار اوي )
( وماقالتش حاجة
لو قالت حاجة عنا أنه احنا بالسر مثلا وهي مش قابلة فخبريها حالا اني جاي اتقدم بكره )
لما هو متوتر الى هذا الحد ؟
( هدي ياادم! . ماما متفهمة وواثقة فيا طبعا وعارفة اني مش رح اعمل حاجة عكس تربيتي . هي مش ضد الموضوع بس بردو بتسال رح يعمل خطوة امتى و من الكلام ده )
( عارف ياقلبي عارف بس بردو هي ام وبتخاف على بنتها لهيك طمنيها اني رح اتقدم )
( امتى؟! مش قلت نأجل شوي لانك مشغول ودوب ماتنقل على مستشفى اكبر رح نتكلم)
( لو تجي تشوفي انا رح اكون مشغول طول حياتي فخليني على الأقل انشغل وانتي جنبي )
( بجد ؟ طب ورح تتقدم امتى ؟)
( انتي رح تخلصي امتحاناتك امتى؟)
( بعد اسبوعين ليه؟)
( بعد اسبوعين ان شاء الله رح اكون مع ابوكي بالصالة )
( اسبوعين ؟! دي قريبة جدا!!)
ضحك على حالها وعلى صدمتها قبل أن يرد ( ولو كنت جاي اطلبك بكرة كنتي رح تعملي ايه؟)
( كنت رح تعلمها بجد ياادم ؟ )
( وبرايك )
واصلا الحديث قليلا ان تتمنى له ليلى ليلة سعيدة وتعاود الجلوس على مكتبها لمواصلة الدراسة وقلبها يكاد يقفز من مكانه من شدة الفرح فالرجل الذي تحبه وتحترمه وتثق به اكثر من اي شيئ سيتقدم لخطبتها من والدها بعد اسبوعين .
لم تكن قادرة على التركيز لذلك قررت ان ترسل رسالة سريعة الى مروة تشاركهها حماسها لعله يقول قليلا هي الأخرى كانت غاطسة في كتبها تذاكر بجد غير مهتمة بمشاعر الضيق التي تراودها من حين لآخر بعد حديثها مع خالد قبل ساعة ونصف والذي قد اتهمها فيه بانها لاتحبه كما يحبها هو ولاتزال حتى الان غير قادرة على الثقة به بعد .
نظرت الى هاتفها فورا بعد مجيئ إشعار ظنتها رسالة منه يراضيها بها كما اعتاد دائما ان يفعل .
لكن لم يكن هو بل ليلى التي تقول( عندي ليكي خبر نار)
سرعان مااستلقت على السرير لترد
( اجلوا الامتحانات كم يوم زيادة ؟)
( لا! وماتحلميش بده أبدا)( آدم جاي بعد اسبوعين لبيتنا يتقدم !!!!!)
كانت على وشك الصراخ من شدة الحماس لكنها اغلقت فمها براحة يدها فسهى نائمة ولايجوز ان توقظها
كتبت على الفور
( هو قال كدة؟! طب امتى قالك؟ ازاي!! فهميني !! ) ( يااا نسيت اقولك مبروك ياقلبي الله يهنيكم سوا دايما )
( ههههه عقبالك انتي ياقلبي ويااغلى رفيقة عندي)
( ان شاء الله . بس احكيلي )
انتهى الامر بكلتاهما تتركان دراستهما وتنشغلان بالحديث عبر الرسائل حتى الثالثة فجرا .
كانت ليلى غير قادرة على السيطرة على مشاعرها وحماسها والشكر لمروة التي اخدت تزيد من حماسها حماسا وقد بدآتا تقرران ماسترتديانه من ملابس واكسسوارات وتسريحة شعر يوم الخطبة فمروة ستكون حاضرة في ذلك اليوم بالتأكيد . انها الأخت التي لم تنجبها والدتها كما تقول هي دائما .
في مساء اليوم التالي ...
خرجت مروة وسهى ناحية مقصف السكن لاحضار طعام الغذاء . ..
مروة بدهشة " المقصف مافيهش زحمة متخيلة !"
سهى بضحكة" مالكل تقريبا تنزل لاهلها في الويكند . ضلينا وانا وياكي وشوية بنات على فكرة"
كانت مروة لاتغادر الى منزلها الا نادرا حتى لاتزيد الحمل على والدتها فقد التزمت بتحمل مسؤوليتها منذ الصغر ولاضرر ان تستمر في ذلك . اما سهى فقد كانت تكره العودة الى المنزل كرها شديدا كونها منذ ان تعود لاتستطيع التصرف كما يحلو فلايمكنها الخروج الا نادرا ويكون ذلك برفقة والدتها طبعا لذلك فهي قد وجدت الحرية في بقائها هنا .
مدينة كبيرة وجميلة .
يمكنها ارتداء ماتشاء . الاستيقاظ و الخروج بحرية . كل هذا غير متوفر في بيتها .
الفصل 19
كانت مروة جالسة تتناول طعامها رفقة سهى داخل الغرفة قبل أن يرن هاتفها .
كانت تلك والدتها التي تتصل تسال عن اخبارها وتطمئن عليها .
وجدت مروة نفسها تسال هي الأخرى عن احوال اسرتها واجوائهم في البيت قبل أن تنهي المكالمة بتوصياتها المعتادة حول ضرورة الاهتمام بصحتها وعدم القيام بأنشطة تتسبب في اتعابها .
عادت للأكل فورا بشهية اكبر ثم توقفت لتجيب على سؤال سهى الذي طالما راودها واخدت تؤجل في طرحه على مروة .
" هي مامتك تعبانة يامروة ؟ ...ثم تابعت بتبرير لاني بسمعك طول الوقت بتقولي ماتتعبيش او انتي كويسة فقلت اسالك اطمن عليها "
ابتسمت مروة ابتسامة متفهمة قبل أن تردف بهدوء رغم الغصة التي تشكلت في حلقها " ماما مريضة قلب ياسهى !"
ارتسمت الصدمة على ملامح سهى للحظات قبل أن تتحول الى ابتسامة عطوفة " الله يحفظها يارب . بس ان شاء الله مايكونش خطير لدرجة كبيرة "
مروة " مش خطير طول ماهي ملتزمة بادويتها زي مابيقول الدكتور المسؤول عن حالتها . بس انتي عارفة ...مرات تجيها نوبات ديق تنفس من العدم . ودا يلي يخوفني بصراحة بالموضوع "
سهى " ماتقلقيش ياقلبي رح تكون كويسة دائما ان شاء الله "
" ان شاء الله "
كانت مروة الابنة الوحيدة لوالديها بعد شقيقها جاد .
وبحكم انشغال والدها ومرض والدتها المزمن تعودت على تحمل المسؤولية منذ الصغر .
ولان والدتها تتعب بسهولة رغم محاولاتها العديدة في ان تكون الام المثالية لطفليها وجدت مروة نفسها تتعلم من سن مبكر ان لاتضايق والدتها او تتعبها .
فمنعت عن نفسها القيام باي تصرف طائش قد يزعج والدتها . القيام بجميع الأعمال المنزلية بالإضافة إلى الاهتمام بدراستها بنفسها .
فلم يكن يوجد احد يستطيع مساعدتها . وفي كل مرة كانت والدتها تحاول مساعدتها ترفض ذلك وتعكف على الدراسة بنفسها .
انها لاتريد ان تتعب والدتها باي طريقة فيكفيها تعبها من المرض .
مروة " سهى ! ايه رايك تروحي معاي بكرة نعمل شوبينج . في كتير شغلات نقصاني وعايزة اجيبها وانتي بردو جيبي يلي ناقصك ؟"
سهى باعتذار " اسفة مابقدرش بكرة قولي لليلى تروح معاي وانا بروح معاكي المرة الجاية "
مروة " ليلى نازلة للبيت ...بس ولايهمك رح اشوف حد ثاني يروح معاي .مش عايزة أصر عليكي واضح أنه عندك مذاكرة ومشغولة "
سهى " مش مذاكرة " ثم تابعت والاستياء قد لون ملامحها " زملائي بالسنة الماضية عازميني على الغذاء ولازم إروح معاهم "
مروة باستغراب" طب مالك زعلانة ؟ "
سهى بانكار " مش زعلانة ...بس للصراحة انا مابحبش التجمعات اوي لهيك متوترة شوية "
مروة وهي تواصل تناول طعامها الذي نسته بسبب حديثها مع سهى " اذا مش عينك في الخروجة ماتروحيش . اعتذري منهم او شوفي لهم حجة "
" كنت عملتها لو انا مش عاملاها قبل . "
" ياحبيبتي روحي وانبسطي ذي تعتبر تصبيرة فاحنا يادوب رح يكون عنا نفس نخرج بعد امتحانات الفصل ذي"
سهى بشك" قولتك روح ؟"
مروة بتاكيد ممزوج بحماسها " طبعا روحي وانبسطي مااحنا عايشين مرة واحدة على قولت اخوي "
_
اعتذرت سهى من مروة بعد انتهاء المحاضرة واتجهت الى احد المطاعم الصغيرة التي لاتبعد كثيرا عن الجامعة حيث كان ينتظرها زملاء العام الماضي .
تاكدت من مظهرها قبل أن تدخل وتجلس الى جوارهم .
ورغم ان البراءة التي كانت تظهر في وجهها قد اختفت بسبب المكياج الذي اصبحت تضعه بشكل مبالغ الا أن سحرها و جمالها لم يختفي خاصة وهي ترتدي فستانها الاسود قصير .
كانت عازمة ان تظهر بكامل اناقتها حتى لاينتقد احد مظهرها .
" ازيك ياسهى ؟ طمنينا عنك ؟ والله فكرنا انك مش رح تيجي ..."
سهى بابتسامة مزيفة " ليه مااجيش؟ المرات يلي فاتوا ماكنتش اقدر لاني كنت مشغولة بس اليوم ماعندي حاجة مهمة "
" عارفة ياحبيبتي مقدرة ظروفك . بس انتي حتى بالصيف ترفضي تطلعي معانا ..."
صمتت سهى قليلا قبل أن تقرر تغيير الموضوع وتسال بابتسامة ودية" طب ازيكم انتوا ؟ عاملين ايه مع الدراسة و الجامعة ؟ "
كانت تحدث جميع زملائها والذي كانوا عبارة عن ولدين وثلاث فتيات .
اخدت تستمع إليهم جميعا . تشارك مرة أو مرتين في اعطائها رأيها وتنتهي ان يمضي الوقت .
قبل أن تسال احدى الفتيات " هو اسامة مش رح يجي اليوم ؟"
رفعت سهى راسها سريعا عن كأس كريما الشكولاتة الذي كانت تتناول منه ببطء مستفسرة .
رد احد الشباب قائلا وهو يشير الى هاتفه " خبرته أنه رح نلتقى واقل أنه رح يجي .
تلاقيه انشغل شوية ..."
لم تكن سهى تعلم ان اسامة سياتي لهذا الاجتماع . ثم كيف ستعلم؟ فقد انقطعت اخباره عنها منذ مدة .
قالت احدى الفتيات بخبث" انا فكرت رح يجوا سوا . سهى واسامة ."
فتاة اخرى " انا بردو فكرت كدة "
احد الشباب " اسامة قال انهم تركوا . وانتوا عارفين فبلاهة تحرجوا البنت "
استاءت سهى وهي ترى تلك الفتاتان تضحكان بسخرية وتتظاهران بالجهل .
لقد كانت تعلم انهما تعرفان بخبر انفصالهما
سهى باستياء" اسامة قالك أنه تركنا ؟ "
" إه هو قال "
سهى باستياء" وايه قال بردو ؟"
كان ذلك الشاب سوف يرد لكنه توقف وهو يرى اسامة يسير ناحيتهم بثقة .
" السلام عليكم الشباب ! عاملين ايه؟"
سحب الكرسي البعيد عن سهى التي تجاهل النظر إليها ثم جلس عليه وهو منشغل بالحديث مع الجميع بحماس .
كانت تنظر اليه باستياء رغم انها لاتنكر ان دقات قلبها اخدت في التزايد ...ربما لم يعد حبا كونهما انفصلا لكن اعجابها به لم يختفي بعد خاصة وهي تراه إجتماعي بهذه الطريقة يضحك ويمزح ويعبر عن رايه بوضوح وصراحة .
كانت تلك هي صفاته التي جعلت سهى تقع في حبه فورا .
انتبهت احدى الفتيات الى هدوء سهى الشديد ففكرت بالحديث لازعاجها .
انها تريد ان تشتم بها وقد دعتها ودعت اسامة بشدة لتحقيق ذلك .
انها تلك الفتاة التي اخدت الشاب الذي احبته منذ الثانوية منها في لمح البصر .
لكن بماانهما تركا فستريها كيف تكون عاقبة الغرور
" سهى مالك ساكتة ؟" قالت بدهشة مزيفة قبل أن تتابع باسف مزيف " شكلك مش قادرة تتصرفي براحة واسامة موجود فاهماكي ياقلبي" وربتت على كتفها برفق رغم انها كانت تتمنى لو تدخل اظافرها الطويلة المزينة فيه بدل التربيت عليه .
نظر اسامة سريعا هذه المرة الى سهى التي أصفر وجهها بعد ان سمع اسمه
ثم قال بلامبالاة " وماتكونش حرة ليه ؟ شايفاني مقيدها مالبنت عايشة طول حياتها كدة ساكتة . "
صدمت سهى كلامه وزاد اصفرار وجهها وهي تسمع الفتيات يضحكن بنعومة مبالغة فيها .
" مايصحش تقول كدة حتى لو انفصلتوا يااسامة . " قالت الفتاة وهي تنظر بخبث لسهى المتجمدة في مكانها .
تجاهلها اسامة وكانها لم تقل شيئا وعاد للحديث مع صديقه .
لكنه توقف على الفور بعد ان فجرت سهى اليائسة منه ومن تصرفاته قنبلة في وجهه
" السكوت يلي ماكانش عاجب حضرتك بيعجب غيرك على الأقل "
اسامة ببرود" بتقصدي ايه؟"
سهى باستفزاز هذه المرة " انت عارف قصدي كويس ! وعارف بردو على مين بحكي؟"
اسامة بابتسامة ساخرة" العبي غيرها ياسهى مش ادخل بلعبتك زي المرة ليفاتت "
الفتاة بصدمة " انتي ارتبطتي ياسهى ؟"
ابتسمت سهى في وجهها بخبث هذه المرة .
لقد قررت ان لن تصمت كما اعتادت ان تفعل .
ستريهم جميعا معنى السخرية والشماتة منها . حتى لو اضطرت ان تكذب ...
" شكله الكلام يلي بينقال صحيح ؟ "
هذه المرة سهى هي التي اصابتها الحيرة اكثر من غيرها .
ماذا يقصد هذه المرة هذا ماسالته سهى لنفسها لكن الإجابة جاءتها سريعا وهي تسمع
" سهى انتي مرتبطة بالدكتور آدم يلي بيدرسك حقيقي؟!"
هنا تغيرت ملامح اسامة كليا ...وقال بغضب " مافيش حاجة زي كدة "
رد احد الشباب بدهشة ممزوجة بالسخرية " هي الدكاترة صايرة بتقرب لطلبتها ولاايه ؟ ...بس والله بهنيكي ياسهى درتي درتي وجبتي ليكي دكتور مش زي هالاهبل يلي قاعد سنجل على طول "
لكزته الفتاة الثرثارة ونظرت اليه نظرة جعلته يصمت رغم أنه رفع حاجبه يسالها في صمت " ماذا؟!"
قبل أن تقول بعد نفس عميق وهي ترى الأجواء قد شحنت كليا من حولها .
اسامة الغاضب من ذكر اسم اخيه وتشويه سمعته وسهى التي رغم رعبها من ما آلت اليه الامور اخدت ترد على نظاراته الحادة بابتسامة استفزاز كأنها تقول " ماذا توقعت ؟ لقد حذرتك "
" الدكتور آدم يبقى اخوه الكبير لاسامة ياغبي!"
صدم الشاب والذي سرعان مااعتذر لاسامة " والله ماكنتش عارف أنه اخوك . لو كنت عارف ماكنتش راح احكي كدة طبعا "
رغم ان اسامة كان مستاءا من كلامه طبعا وكان على وشك ان يضربه ايضا الا أنه حاول ان يظهر بمظهر الهادئ الرزين فهو لن يسمح لتلك الكاذبة بان تعتقد انها قد فازت عليه
" ولايهمك ! أساسا مافيش حاجة من يلي بتقولها ! هي سارحة بخيالها زي العادة ومتوقعة أنه تتحقق على أرض الواقع"
سهى باستياء من استهزائه " ماتحكيش علي كدة ! انا وآدم مع بعض صرلنا فترة . هو حتى واعدني بالجواز ولو مش مصدقني يبقى اساله "
لقد بالغت وهي تعلم ذلك . لكنها ليست خائفة من ان يساله . هي تعلم أنه لن يتجرأ على سؤال اخيه .
ماذا سيقول له ؟ هل حبيبتي السابقة تواعدك ؟
يستحيل عليه ذلك ...
هنا في هذه اللحظة وقف اسامة وصاح بها رغم محاولات الجالسين لجواره ايقافه وتذكيره بان الجميع في المطعم ينظرون اليه .
" بتقولي ايه ياكذابة ؟! " ثم تابع رغم ارتجافها " مش قايلك قبل مرة انك ماتذكريش اسم اخوي على لساني ! ...مش معناها اني ساكت عليكي طول المدة ليفاتت يبقى تكذبي زي مابدك . أساسا اخوي ..."
كان على وشك ان يكشف أمر إرتباط شقيقه بفتاة أخرى يعرف اسمها فقط .
لكنه توقف في اللحظة الاخيرة وعاد ليجلس على الكرسي ...
" ماتهدى ياابني ! "
" اسامة عيب الناس بتتفرج"
" خلاص ياجماعة "
سهى بثقة كما لو كانت تقول الحقيقة " انا مش كذابة يااسامة والايام رح تثبتلك . " ثم تابعت باستفزاز وهي تنهض من على الطاولة تحمل اشيائها توجه نظراتها اليه وهو يبادلها نظراته " وقف غيرة مش معناها أنه احنا تركنا يبقى وقف حياتي ! وانت بردو عيش حياتك مع الشخص يلي بتحبه زي ماانا عايشة دلوقتي "
كانت على وشك المغادرة والابتعاد عن الطاولة لكنه اوقفها وهو يقول بنبرة جادة مع ابتسامة عابثة " وصورك يلي معايا رح تعملي بيها ؟!"
نظرت اليه بصدمة وقد توقفت ارجلها عن الحركة
" ماتعبيش حالك ياروحي وتبعتيله صور زي ماكنتي تبعتيلي . رح اوريهاله دوب ماارجع البيت ومتاكد انها رح تعجبه لأنه يلي عندي انا أكيد اجمل "
كانت الانظار مسلطة عليها هذه المرة ...لم يتوقع احد أن يصل الامر الى هذا الحد .
لقد اكتشفوا للتو حقيقة إرتباط سهى بشقيق حبيبها السابق . لا وليس فقط بل هذا الحبيب الان يهددها بصورها التي الله وحده يعلم مانوعها .
غادرت سهى المكان فورا هاربة تاركة الجميع يتحدث في بعضه .
كانت دموعها تنزل دون توقف وهي تسير وتسحب فستانها القصير تندم على كلامها .
مالذي فعلتيه ياسهى؟ لما تحدثتي واوصلتي الامر الى هذه الدرجة ...
كانت تعلم ان الامر سينتشر بالفعل في الجامعة .
فتلك الفتاة رونق لن تترك الامر يمر بسلام ...
لم تستطع سهى النوم ورغم ان الساعة لاتزال مبكرة وقد استغربت مروة ذلك أيضا. ...اخدت تتقلب في الفراش وفي كل مرة تغمض فيها عينيها تضغط على نفسها للنوم قسرا تجد صورته تظهر امامها وهو يهددها علنية بصورها التي ظنت أنه قام بمسحها عندما طلب منها الانفصال .
هي متاكدة ان الصور التي يملكها عليها هي ذات الصور التي في هاتفها ...إضافة الى بعض صور التقطوها سويا
ومع ذلك كان عليها مسحها .
وهي الان أيضا قد ادخلت الدكتور آدم في لعبتها .
وجعلته يبدو بمنظر الدكتور الذي يتقرب من طالبته ويعدها بالزواج رغم أنه لم يكن كذلك أبدا.
فلقد كان الدكتور آدم يحافظ على المسافة بينهما ويعاملها باحترام شديد .
ولم يكن ينظر إليها أبدا بتلك النظرة
لكنها الان قد صنعت قصة بينهما ستكون على لسان الجميع . لقد اكدت الشائعات بنفسها ...
لقد جعلت من نفسها حبيبته دون علمه .
ماذا لو سمع اهلها ؟
تلك هي الكارثة الحقيقية كيف لن تفكر بذلك قبل أن تقول ماقالته .
فالعائلة التي كبرت فيها سهى من النوع المحافظ جدا ولو ان الظروف كانت خارجة عن نطاقهم ماكانوا ليسمحوا لها بالدراسة في مدينة اخرى .
فمابالك مصاحبة احدهم و ادعاء الزواج من اخر ...
كان آدم جالسا في مكتبه ينظم اوراقه قبل أن ترده رسالة منها
ترك الاوراق من يده وخلع نظارته لتظهر عينيه المتعبتين قبل أن يقرأها
( مشغول؟)
( لا خلصت شغلي )
( ازيك ؟ لو تعبان يمكن ابعتلك بكرة )
( انا كويس وانتي ) ( لاخلينا نحكي)
( كويسة ) ( آدم عايز اقولك على حاجة )
( قولي ياروح آدم )
لقد اصبح يستمتع كلما قالت بانها تريد اخباره بشيئ ما . حيث يبدا عقله في توقع الموضوع الذي ستناقشه معه في كل مرة.
( انا خبرت ماما عنا )
هنا ابعد راسه عن الكرسي الذي كان يستند عليه واعتدل في جلسته
لاينكر أنه شعر بالتوتر لحظتها ...ليس لانها اخبرت والدتها بالطبع بل بالتوتر من ردها على موضوعهما
( قلتيلها ايه وهي قالتلك ايه ؟)
( خبرتها انه صار عندي حدا مهم بحياتي بحبه وهو بردو بيحبني . وانه صرلنا فترة بنحكي و نتعرف على بعض )( هي ماقالتش حاجة بالاول بس بعديها سالت عنك اسمك وعمرك وشغلك وكده وللصراحة هياستغربت انك صغير بالعمر لأنه هي بالنسبالها كل الدكاترة بيكونوا كبار اوي )
( وماقالتش حاجة
لو قالت حاجة عنا أنه احنا بالسر مثلا وهي مش قابلة فخبريها حالا اني جاي اتقدم بكره )
لما هو متوتر الى هذا الحد ؟
( هدي ياادم! . ماما متفهمة وواثقة فيا طبعا وعارفة اني مش رح اعمل حاجة عكس تربيتي . هي مش ضد الموضوع بس بردو بتسال رح يعمل خطوة امتى و من الكلام ده )
( عارف ياقلبي عارف بس بردو هي ام وبتخاف على بنتها لهيك طمنيها اني رح اتقدم )
( امتى؟! مش قلت نأجل شوي لانك مشغول ودوب ماتنقل على مستشفى اكبر رح نتكلم)
( لو تجي تشوفي انا رح اكون مشغول طول حياتي فخليني على الأقل انشغل وانتي جنبي )
( بجد ؟ طب ورح تتقدم امتى ؟)
( انتي رح تخلصي امتحاناتك امتى؟)
( بعد اسبوعين ليه؟)
( بعد اسبوعين ان شاء الله رح اكون مع ابوكي بالصالة )
( اسبوعين ؟! دي قريبة جدا!!)
ضحك على حالها وعلى صدمتها قبل أن يرد ( ولو كنت جاي اطلبك بكرة كنتي رح تعملي ايه؟)
( كنت رح تعلمها بجد ياادم ؟ )
( وبرايك )
واصلا الحديث قليلا ان تتمنى له ليلى ليلة سعيدة وتعاود الجلوس على مكتبها لمواصلة الدراسة وقلبها يكاد يقفز من مكانه من شدة الفرح فالرجل الذي تحبه وتحترمه وتثق به اكثر من اي شيئ سيتقدم لخطبتها من والدها بعد اسبوعين .
لم تكن قادرة على التركيز لذلك قررت ان ترسل رسالة سريعة الى مروة تشاركهها حماسها لعله يقول قليلا هي الأخرى كانت غاطسة في كتبها تذاكر بجد غير مهتمة بمشاعر الضيق التي تراودها من حين لآخر بعد حديثها مع خالد قبل ساعة ونصف والذي قد اتهمها فيه بانها لاتحبه كما يحبها هو ولاتزال حتى الان غير قادرة على الثقة به بعد .
نظرت الى هاتفها فورا بعد مجيئ إشعار ظنتها رسالة منه يراضيها بها كما اعتاد دائما ان يفعل .
لكن لم يكن هو بل ليلى التي تقول( عندي ليكي خبر نار)
سرعان مااستلقت على السرير لترد
( اجلوا الامتحانات كم يوم زيادة ؟)
( لا! وماتحلميش بده أبدا)( آدم جاي بعد اسبوعين لبيتنا يتقدم !!!!!)
كانت على وشك الصراخ من شدة الحماس لكنها اغلقت فمها براحة يدها فسهى نائمة ولايجوز ان توقظها
كتبت على الفور
( هو قال كدة؟! طب امتى قالك؟ ازاي!! فهميني !! ) ( يااا نسيت اقولك مبروك ياقلبي الله يهنيكم سوا دايما )
( ههههه عقبالك انتي ياقلبي ويااغلى رفيقة عندي)
( ان شاء الله . بس احكيلي )
انتهى الامر بكلتاهما تتركان دراستهما وتنشغلان بالحديث عبر الرسائل حتى الثالثة فجرا .
كانت ليلى غير قادرة على السيطرة على مشاعرها وحماسها والشكر لمروة التي اخدت تزيد من حماسها حماسا وقد بدآتا تقرران ماسترتديانه من ملابس واكسسوارات وتسريحة شعر يوم الخطبة فمروة ستكون حاضرة في ذلك اليوم بالتأكيد . انها الأخت التي لم تنجبها والدتها كما تقول هي دائما .
في مساء اليوم التالي ...
خرجت مروة وسهى ناحية مقصف السكن لاحضار طعام الغذاء . ..
مروة بدهشة " المقصف مافيهش زحمة متخيلة !"
سهى بضحكة" مالكل تقريبا تنزل لاهلها في الويكند . ضلينا وانا وياكي وشوية بنات على فكرة"
كانت مروة لاتغادر الى منزلها الا نادرا حتى لاتزيد الحمل على والدتها فقد التزمت بتحمل مسؤوليتها منذ الصغر ولاضرر ان تستمر في ذلك . اما سهى فقد كانت تكره العودة الى المنزل كرها شديدا كونها منذ ان تعود لاتستطيع التصرف كما يحلو فلايمكنها الخروج الا نادرا ويكون ذلك برفقة والدتها طبعا لذلك فهي قد وجدت الحرية في بقائها هنا .
مدينة كبيرة وجميلة .
يمكنها ارتداء ماتشاء . الاستيقاظ و الخروج بحرية . كل هذا غير متوفر في بيتها .
•تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية