Ads by Google X

رواية على القلب سلطان الفصل التاسع عشر 19 - بقلم آية العربي

الصفحة الرئيسية

 

 رواية على القلب سلطان الفصل التاسع عشر 19 - بقلم آية العربي 

 بسم الله ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم 

البارت التاسع عشر من رواية ❤ على القلب سلطان ❤ 

بقلم آية العربي 

قراءة ممتعة 

سأختاره دائما ❤ ليس لأنه يرمم حزنى .. بل لانه يبترهُ ....

&&&&&&&&&&

فى الغرفة التى خصصها الجد لنعمان وابنته لمياء ..

تجلس على فراش صغير تردف بترقب _ تفتكر سلطان هيوافق بسهولة كدة يابا ؟

اردف نعمان بضجر وهو يجلس على فراش آخر _ مافيش قدامه حل تانى ... ده حكم جده ... وبيتهيألي مش هيسيب العز ده كله ويرجع تانى للفقر ... دي تمثيلية بيعملها علشان يخلع من الجوازة .

شردت لمياء تردف بغل _ ايوة يابا بس شكله حب البت الغنية دى اوى ... انت مشوفتوش بيقول ايه !.

اردف نعمان بحدة ساخراً _ سلطان يحب ! ... هو حب فلوسها وبس ... وانتى علشان عبيطة خدعك وسابك ... هيعوز منك ايه ... هو احنا حيلتنا حاجة ! ... بس لازم يدفع تمن طمعه ويتجوزك ..

اردفت بترقب متسائلة _ طب لو عرض علينا مبلغ يعنى رأيك ايه ؟

نظر لابنته بغضب واردف _ مبلغ ايه يا غبية ... هو يتجوزك ويكتبلك مهر ومؤخر علشان لو حب يطلق يبقى بالسلامة وحقك مضمون ... لكن تاخدى مبلغ ونمشي كدة شكلنا وحش اوى قدامهم وهيبقى معاهم حق .... انما بقى لو بقيتي مراته حتى لو اطلقتى نعرف بعدها ناخد منه اي مبلغ نحتاجه ... اسمعى كلامى هتكسبي .

اومأت تفكر فى الاحداث التى تنسجها فى عقلها لمستقبلها مع سلطان التى تمنته زوجاً لها منذ زمن .

&&&&&&
فى الثانية صباحاً .

تململت سيلين التى لم تغفو ببطءٍ شديد من بين يدى سلطان الذى ينام بعمق وراحة وقد نجحت فى الابتعاد عنه .

نزلت من على الفراش بهدوء وتطلعت عليه بأسف واشتياق لملامحه التى تعشقها .

دلفت المرحاض واغلقته خلفها بهدووء.... بعد ربع ساعة خرجت ترتدى ملابس آخرى وحجاب يغطى رأسها وتناولت حقيبتها ثم اخرجت منها جواب كانت اعدته مسبقاً ووضعته على الطاولة تغطى طرفه بتلك المزهرية ثم تطلعت عليه نظرة اخيرة وكأنها تغادر روحها .

ثم تسللت بهدوء تخرج من الغرفة التى اغلقت بابها دون اصدار اي صوت ..

نزلت للاسفل بهدوء حيث الجميع نيام ... استمرت الى ان وصلت للخارج ومنه الى الطريق الذى ينتظرها في آخره رأفت .

كان هناك غفير يحرس المكان ولكن بسبب البرد الشديد غلبه النوم ولم يشعر بتسحبها هذا .

وصلت لعند رأفت الذى يقف لها امام السيارة ينظر لها بشفقة بسبب هيأتها وملامحها الحزينة .

ركبت السيارة وغادرت تاركة خلفها وجع وجرح فتحته ربما لم يلتئم بسهولة .

انطلقت السيارة فى طريقٍ طويل واسندت هي رأسها للخلف تظن بذلك انها حابسة لتلك الدموع الحارقة ولكن هيهات فهى تتساقط كالشلالات على بعدها عنه مجبرة ... امامها خياران وكلهما مميتان ... اما ان تبقى وتراه وهو يُخير بين الزواج او عائلته ... واما ان تغادر وتسافر دون علمه وقد قررت الاسهل بينهما ... 

اما عن سلطان ... فسلطان النوم يسحبه ... ينام بعمق وهو يراها امامه فى احلامه ... يستمتع بكلماتها التى خدرت عقله واعضاؤه فلم يشعر بشئٍ من حوله ... وكيف يشعر وهو الذى حصل على نصيبه من السعادة لايام وايام ...

&&&&&&&&&&&

بعد سفرٍ دام لساعات حل الصباح .

ووصلت السيارة الى قصر سيلين .

فأردف رأفت بترقب _ سيلين هانم ! ... وصلنا .

كانت هى مستيقظة تستند برأسها على النافذة وتتطلع بعيون زابلة تماماً دون اي صوت .

اغمضت عيناها تتنهد بعمق ثم ابتعدت عن الزجاج وفتحت الباب وترجلت بهدوء ودلفت الى القصر تجر قدماها بصعوبة وكأنها فقدت النطق والروح ايضاً ..

كانت لا تزال علية نائمة فصعدت الى ان وصلت الى غرفتها التى دلفتها واغلقت خلفها واتجهت تلقي بجسدها على الفراش مستسلمة للنوم تماما ...

تظن بذلك انها هاربة ! .

&&&&&&&&&

فى نفس اللحظة استيقظ سلطان للتو بتكاسل يبتسم بسعادة من آثر ليلته وكلامتها التى ما زالت تتردد على مسامعه ..
ما زالت عيناه مغمضة ولكنه فتحهما عندما لم يشعر بثقلها على ذراعه ... وعندما لم يشتم رائحتها .

نظر جانبه فوجد الفراش خالى ... تعجب لذلك فهو الذي يستيقظ اولاً منذ ان تصالحا واردف متسائلاً ينادى بحب _ سيلين ! .

لم يأتيه رد فقام من مكانه متجهاً الى المرحاض يطرق بابه ويردف بترقب _ سيلين انتى جوة ! .

لا رد ايضاً ففتح الباب ينظر للداخل فلم يجدها ... شرد يفكر هل يمكن ان تكون ف الاسفل ! ... لا .... لا يمكن نزولها بدونه .

تصنم جسده وضيق عينه حينما رآى ذلك المظروف الابيض الموضوع على الطاولة ... هل ذهبت ! .

خطى ناحيته ببطء وخوف وكأنه لغمٍ سينفجر ... تناوله بيدٍ متصلبة وفتحه ينظر لمحتواه ..

قرأ عقله وفمه صامت يترقب كباقي اعضاؤه حينما خطّت

(سلطان ...
سلطاني ... سلطان قلبي وزماني ... ربيع قلبي ووجدانى ... تعلم انى احبك ولن احب سواك واعجز عن وصف مشاعرى الآن وانا فى تلك الحالة ولكن هناك شيئاً واحداً اود ان تعلمه .
اننى اتسمت بصفات عدة الا الانانية ... لم اعرف لها طريق يوماً الا عندما وقعت فى حبالك ... بتُ انانية بشدة في حبي لك ... اريدك لي وحدي ... اريدك غطائي وعالمي دون غيري ... لذلك سأرحل الآن واعود حين تنتهى من هذا العقد ... لا اتحمل البقاء .... لقد جربتُ جميع انواع العذاب وتحملتها الا ان اراك مع غيري ... لن اتحملها ... لذا سأرحل ... ان اخبرتك بأمرى فلن تتزوج ... ووقتها ستفقد فخر عائلتك وخصوصاً جدك الذى يراك دائما كوالدك ... لن اسمح بأن تبتعد مجدداً عن عائلتك ... لقد رأيت السعادة في عينك حينما رددت اليهم ... اعلم انهم مصدر قوتك وصلابتك ... لذا عليك بتنفيذ مهمتك والانتهاء فى اسرع وقت ... حينها ستجدنى في انتظارك ... لا تأتى خلفي ... لا تحاول ... احبك ... سأنتظرك ... سأفتقدك ... 

امضاء :طفلتك ) 

طبق المكتوب بين قبضته واردف بزهول وعدم استيعاب يحدث حاله بقلبٍ متألم _ ليييه ... لييه عملتى كدة ليييه ؟ .

دخل المرحاض مسرعاً ثم خرج بعد دقائق يبدل ثيابه ثم اسرع الى الاسفل حيث استيقظ الجميع .

رآهُ جده الذى ناداه متسائلاً عندما رآى حالته وهو يسرع للخارج _ سلطان ... رايح فين يا ولدى .

اردف وهو يغادر دون ان يعير اي احد اهتمام _ هجيب سيلين وراجع يا جدي .

خرج وترك خلفه تساؤلات الجميع 

ركب سيارته التى تصطف امام المنزل وبدأ يقود بسرعة ويتمنى بداخله لو ان المسافة بين سوهاج والقاهرة كتلك المسافة التى كانت بينهما امس ..

كتلك الليلة التى لن يمحوها من ذاكرته اي شيئاً او قوة ... اليلة التى رآى وشعر بعشقها له ... هل كانت تودعه !... اهكذا يا روح فؤادي ! ... كيف هان عليكِ قلبي ! ... هل ظننتِ ان بعد كلماتكِ سأحيا بدونكِ ! ... ف حرامٌ عليا العيش الا فى حُضنكِ ... وحرامٌ عليا النوم الا فى ثنايا عنقكِ ... وحرامٌ عليا الراحة الا برؤية وجهكِ ... فأنا اليتيم بدونكِ .

اما عند منزل عائلته فأردف جده متسائلاً بتعجب _ وه ... وهي مرته وين عاد ! ...

اردفت منيرة بقلق وحزن _ معرفش يا عمي ... محدش شافها من امبارح ..

اما سهيلة فنظرت بشرود واردفت _ جيب العواجب سليمة يارب .

اما عن لمياء ووالدها اللذان سمعا الخبر تطلعا لبعضهما بخبث يبتسمان بمكر وتشفي بينما روايح تتابعهما بترقب وصمت خبيث .

&&&&&&&&

عند سيلين التى استيقظت على رنين هاتف وداد تسحبت تلتقطه مردفة بحزن واستسلام _ ايوة يا وداد ... الاوراق جاهزة !.

اردفت وداد بحزن وقلة حيلة _ جاهزة يا سيلين ... والطيارة قدامها ساعتين .

اومأت سيلين بهدوء وهى تقف مردفة _ تمام يا وداد ... انا تقريباً جاهزة ... ابعتيلي الاوراق مع رأفت .

اغلقت معها واتجهت تبدل ثيابها ولكن طرقات الباب اوقفتها فاتجهت تفتح الباب بترقب فإذا بعلية تردف بحنو _ سيلين يا حبيبتى ... جيتي امتى ! ... انتى كويسة ؟ 

اومأت سيلين بهدوء _ كويسة يا دادا ... جيت من شوية صغيرين ... لانى مسافرة الصين كمان شوية .

تعجبت علية مردفة بترقب _ الصين ! ... خير يابنتى ؟ ... وسلطان فين ؟

تنهدت سيلين بعذاب حين سمعت اسمه واردفت بعجز _ ميعرفش يا دادا ... انا هسافر لوحدي وهرجع كمان اسبوع بالكتير ... الموضوع خاص بالشغل .

تنهدت علية بقلة حيلة واردفت _ طيب يا بنتى ... ادم ابن عمك تحت وعرف انك جيتي وعايزك .

تعجبت مردفة بتساؤل وقلق _ ادم ! ... جاي ليه ده يا دادا ! ... هما الحرس تحت صح ؟ .

اومات علية فتابعت سيلين بقلق وخوف _ طيب يا دادا ... قوليله انى نازلة ... بس خلى الحرس قريبين منى .

دلفت تبدل ثيابها وبعد دقائق كانت تنزل من اعلى الدرج تحمل حقيبة صغيرة بها بعض الملابس والمتعلقات .

نزلت للاسفل فوجدت ادم يجلس مطأطأ الرأس ينتظرها ... نظرت له بقلق واردفت بترقب وهى على مسافة مناسبة منه كي تؤمن نفسها _ خير يا ادم ... جاي ليه ! وعرفت ان انا هنا ازاي ؟ 

رفع ادم نظره يتطلع عليها فوجدت عيناه دامعة فتعجبت بصمت ... وقف هو واردف وهو يطالعها _ كنت فى الشركة وكنت رايح اسأل وداد عنك سمعتها وهى بتكلمك وعرفت انك جاية فى الطريق ع القصر .... انتى مسافرة الصين فعلاً ! 

نظرت له بقلق واومأت بصمت فتابع وهو يمد لها بعض الاوراق _ انا كمان كنت مسافر من غير ما اعرف انك هتسافرى ... كنت رايح اتكلم مع الشركة الصينية واقنعهم ما يلغوش التعاقد .

نظرت له بشك ثم تناولت منه الاوراق ونظرت بها فوجدتها تذكرة سفرة والجواز الخاص به .

هزت رأسها بعدم تصديق واردفت ساخرة _ تسافر تقنعهم ما يلغوش العقود ازاي ! ... انت يا ادم ! ... ايه اللى يخليك تعمل حاجة زي دي ؟... دي حاجة هتخسرنى انا مش انتوا ... يعنى متقلقش ومافيش داعى تتصرف ... انا هسافر واتكلم معاهم .

تنهد ادم يردف بألم وارهاق ظاهر على معالمه _ لنفس السبب انا كنت هسافر ... يعنى بحاول اكفر عن ذنوبي اللى ارتكبتها فى حقك ..

وقف يطالعها ويتابع بندم وصدق _ صدقيني يا سيلين انا بحاول اعمل حاجة صح فى حياتى ... انا عارف انى غلطت فى حقك كتير اوى ... انا وابويا وكلنا غلطتنا معاكي كتير اوى ... ابويا اللي للاسف ربانى ع الطمع والغدر ... ابويا اللى ظلمك وظلمنى وظلم كل اللى حواليه بطمعه وجشعه ..

تطلع اليها يتابع بأسف _ كنت قلتلك ان سلطان عمل كدة علشان مكشفوش على حقيقته ... انا كذبت عليكي ... سلطان مكانش يعرف ... هو ضربنى لانه كان خايف عليكي منى ... لانه كان بيحميكي فعلاً .

نظرت له بتعجب ... شبكت ايديها امام صدرها متسائلة بتهكم _ عايز تقنعنى ان فجأة كدة ضميرك صحى ! ... ولا دى خطة جديدة عاملها انت وابوك عليا ! .

اومأ ودنى من مقعده يلتقط احدى الملفات ثم ناولها اياه مردفاً بنبرة متألمة نادمة _شوفي ده وانتى هتعرفي .

تطلعت عليه لدقيقة ثم تناولت منه الملف بتعجب وفتحته تتطلع على محتواه بترقب ثم ما لبثت ان اتسعت عيناها مردفة وهي تهز رأسها بعدم تصديق _ مش معقووول ! .... ادم ؟ ... ازاي ومن امتى ؟ 

اردف ادم بحزن شديد _ من كام يوم بس ... انا قبلها تعبت وصحيت من النوم لقيت بقع دم ع المخدة ... روحت عملت تحاليل واشعة وطلع اللى كنت خايف منه ... انا عندى كانسر ع الرئة وفي مرحلة تانية ... وده بسبب المشروب ... يعنى انا بعيش آخر ايامي ... عرفتى ليه عايز اعمل حاجة كويسة ! ... يمكن وقتها تخفف عذابي شوية .

ادمعت عيناها تطالعه بحزن وشفقة وهى تهز رأسها مردفة _ لا اكيد في حل ... اكيد فى علاج ... طيب عمى رأيه ايه ؟

هز رأسه بعنف يردف _ محدش يعرف غيرك ... ومحدش هيعرف يا سيلين ... انا بس قلتلك لانك اكتر حد انا ظلمته ... علشان تتأكدى ان ربنا عادل ... هو ده جزائي ... اما عن ابويا بيتهيألى مش هيهمه اموت او اعيش ... هو كل همه الفلوس وبس ... 

كانت تبكى حزناً وشفقةً عليه ثم اردفت زاهلة لا تصدق ان أدم الجبروت هو هذا الذى امامها _ متقولش كدة يا ادم ... عمى بيحبك انت واختك ... عمى مهما كان قاسي فدة معايا انا .... لازم يعرف ولازم يكون جنبك فى الوقت ده .... انت محتاجه .

هز رأسه يردف معترضاً _ لاء ... مش هيعرف عنى اي حاجة ... مش محتاج منه اي عطف او شفقة ... اقولك حاجة ... مش اللى معروف ف العيلة ان امى انتحرت بسبب تعبها النفسي ... لاء ... الحقيقة ان امى ولعت فى نفسها بسبب ابويا ... انا شفت كل حاجة وقتها ... فضل يضرب فيها ويعذبها ومكنش راضي يطلقها وبيتهمها انها خاينة ... هى للاسف متحملتش وفضّلت تموت ربنا غضبان عليها عن انها تعيش معاه ... ماتت محروقة قدام عيني وبتصرخ وانا مش قادر اعملها حاجة .... عمرى ما هسامحه ابدا ... ابدااا .. علشان كدة محدش هيعرف غيرك ... 

كانت تطالعه بعجز وحزن وزهول من هذا العم ... هل يوجد بشرٍ هكذا ! ...
استرسل ليخرجها من حزنها الذى رآه فيها ولم يراه في غيرها _ يالا علشان نلحق الطيارة ... انا هاجي معاكى .

نظرت له تطالعه بقلق وتفكر بحيرة ... كيف لها ان تسافر معه !!!! .

بعد ساعة ونصف تجلس سيلين فى المقعد على متن الطائرة المغادرة للصين بشرود تفكر فيما آلت اليه الامور وكيف ستكون ردة فعل سلطان على فعلتها تلك .... تعلم انها مخطأة ... وربما هذه المرة ستكون العواقب جسيمة ... تعلم انها هذه المرة هي المخادعة ... لقد هيأت له من الرماد حياة وجعلته يعيش ليلة تمناها واعترفت له بكل ما بداخلها ثم غادرت فجأة ...نعم مخطأة ... ولكن ليس امامها خيار .

اقلعت الطائرة ولم يعد للرجوع سبيل بينما طيلة هذا الوقت وسلطان يحاول الاتصال بها اثناء قيادته ولكنها بالطبع لا تجيب ..

&&&&&&&

مرت ساعة آخرى 

وصل سلطان الى قصر الحلوانى آخيراً بعدما احسَّ انه يقود لسنوات .

نزل متجهاً الى الباب وبدأ يطرقه بحدة .

فتحت علية تطالعه بتعجب ولكنه لم يعطيها فرصة الحديث حيث اردف مسرعاً وهو يتطلع للداخل _ سيلين فين ! .

تطلعت عليه بصمت فاحتدت ملامحه وتخطاها يولج وينادى بصوت عالى _ سيليييين ... سيليييين اطلعى نتكلم .

اوقفته علية مردفة _ سيلين مش هنا يا سلطان .

وقف متعجباً يتساءل بترقب _ اومال فين ! ... راحت عن وداد ؟

هزت رأسها تردف بترقب _ سيلين سافرت الصين هي وادم ابن عمها من حوالي ساعتين .

ضيق عيناه يردف باستفهام وعدم تصديق _ ايه ! ... الصين ؟ ... ومع ادم ! ... مستحيل طبعا ... مين اللى كدب عليكي وقالك كدة ؟

اردفت بتفهم _ يابنى محدش كدب عليا ... سيلين جت الصبح وقالت انها مسافرة الصين لموضوع خاص بالشغل والشركة ... وجه ادم قالها انه كان مسافر هو كمان وانه هيروح معاها .

هز رأسه يرفض سماعها ... مؤكد ان زوجته لن تفعل امراً هكذا مستحيل ... مؤكد ان هناك سوء تفاهم ... يبدو ان سيلين كذبت عليها لتخفي عنه مكانها ...

اندفع يغادر بغضب بعدها قرر الذهاب للشركة الذى آخذ عهداً على نفسه بعدم الذهاب الى هناك ولكن للضرورة احكام . 

وصل الشركة فى وقت قياسي ونزل فوجد الحرس ينظرون اليه بتعجب ... تجاهل نظراتهم وخطى للداخل ولكن ما ادهشه هو عدم منعه من الدخول ... هو كان يتوقع حدوث شجار يخرج بيه غضبه وناره التى تحرق السنتها قلبه ..

اتجه للمصعد وصعد الى مكتب سيلين ... توقف المصعد وخرج بهيأته الرجولية الصلبة التى لا تبشر بخير بل ترعب كل من يتطلع عليه .

دلف مكتب وداد وجدها منكبة على العمل فأردف بصوت انتفضت على اثره _ سيلين فين ! .

وقفت وداد مزعورة من هيأته ولم تجيب فتساءل صارخاً بغضب _ قلت سيلييين فين ؟

هزت رأسها بخوف واردفت بتوتر _ سيلين مش هنا ... هي سافرت الصين فى رحلة عمل وهترجع كمان اسبوع .

تألم قلبه لسفرها المفاجئ دون علمه ... سفرها المفاجئ ! ... ضيق عيناه وتسائل بترقب وفحيح وهو يقترب منها _ سافرت !... لوحدها ؟ 

ولاول مرة ترتعب وداد من هيأته مما جعلها تردف بتلعثم _ لاء ... مم .. مش لوحدها ... معاها ادم .

بركان يغلي فى نظراته قابل للانفجار ... يود حرق كل ما امامه فى تلك اللحظة ... كيف تفعلها ! ... متى واين ولماذا وكل ادوات الاستفهام تدور فى رأسه .... لما فعلتها ! ... أ بعدما حلقته فى السماء وفوق السحاب ... تركت يده ليسقط فى سابع ارض بمنتهى القسوة والعنف ؟ 

لما فعلتيها يا قلبي وعذابي ؟ ... هل استحق هذا ! ... هل هذا عقابكِ لي على خداعى ؟ ...اولم تسامحيني ؟ ... اولم نعد بعضنا بالبداية مجدداً ! ... اذا لما ؟ ... عقلي سيجن حتماً ... افكارى تتسارع بجنون ... اخبريني السبب ثم غادرى ... لا تتركيني هكذا .

نظر لوداد بقوة ثم اندفع يغادر قبل ان يرتكب شيئاً يندم عليه ... نزل للاسفل وركب سيارته ورحل لمكانٍ ما خالي من المارة ... توقف ينظر للامام ويهز رأسه بعدم استيعاب ... ظل يلكم فى طارتها ويصرخ بألم وغضب بأسمها حتى كاد ان يخلعها من مكانها ... كانت صرخته صرخة رجل عاشق حد النخاع ... متألم حد الموت ... غيووور حد التآكل .

وضع رأسه علي الطارة التى كادت ان تبكي لاجله ... آثر الصداع الذى راوده بسبب شتات افكاره .... ظل لفترة لا يعلمها يجلس بسيارته امام الشركة ... ربما غفل او غاب عقله عن التفكير لا يعلم .... قلبه يستنزف جرحاً عميقاً هى سببته ... كيف اُسامح هذه المرة يا طفلتى كيف ! .

&&&&&&&&&&&

مساءاً وصلت سيلين الي العاصمة الصينية بكين .

نزلت من الطائرة تجر حقيبتها خلفها ويجرها الحزن والألم والندم ... تعلم خطؤها ... تنهدت تسحب نفساً بارداً لتبرد به نارها .

خطت للداخل واتمت اجراءات السفر وبعدها انطلقت الى حيث الفندق الذى تم حجز غرفة مسبقة لها من خلال الشركة الصينية بعدما علموا بمجيئها .

وصلت الفندق وصعدت غرفتها ....

جلست على الفراش وتناولت هاتفها ثم اخرجت منه شريحة الهاتف المصرية وبدلتها بآخرى صينية كانت قد ابتاعتها من المطار .

اعادت تشغيله وهاتفت وداد التى علمت هوية المتصل واجابت على الفور تردف بترقب _ سيلين ! ... وصلتى بالسلامة ؟ .. عاملة ايه ؟

تنهدت سيلين بقوة ثم اردفت _ كويسة يا وداد ... كويسة .

اردفت وداد بحذر _ سيلين ... سلطان جه الشركة وعرف انك سافرتى مع ادم .

انقبض قلبها بشدة وتملكها اليأس والألم ... اغروقت عيناها بالدموع فلم تستطع الحديث لذا اغلقت الهاتف وبدأت فى بكاء مرير علها تخفف به ذاك الحمل الموضوع على صدرها وهى تعود بذاكرتها لما حدث قبل مجيئها ..

فلاش باك 

فى سيارة سيلين التى يقودها رأفت ويجلس ادم جواره يميل رأسه بألم وحزن وسيلين فى الخلف .

اردفت هى بتصميم _ ادم احنا مش هنسافر مع بعض .

لف نظره لها بتعجب واردف متسائلاً _ اومال ايه ! 

اردفت وهى تطالعه _ انت هتروح المستشفي تتعالج .

هز رأسه برفض يردف باصرار _ لاء يا سيلين ... مافيش علاج ... انا ف المرحلة التانية .

نظرت له بغضب معنفة _ بطل بقى اسلوبك ده وخلى عندك ثقة فى ربنا ... انت هتروح المستشفي تتعالج ومافيش اي حد هيعرف ... وانا هبلغ وداد انك مسافر معايا علشان توصل الخبر لعمى ... ومتقلقش في مستشفى خاصة مديرها صاحب بابا الله يرحمه وهو هيحللنا الموضوع ... انا هوصلك لهناك وبعد كدة هروح ع المطار .

نظر لها بحيرة فأسترسلت باطمئنان _ اعمل اللى عليك والباقي على ربنا 

نكس رأسه يومئ بهدوء بينما اكملا طريقهما للمشفى حيث اصطحبته لهناك ..

صف رأفت السيارة وترجلت سيلين مع ادم للداخل .

اتجهت لغرفة مدير المستشفي تطرق بابا وهو خلفها ف سُمح لها بالدخول ..

دلفت تتطلع بترقب مردفة _ ازيك يا اونكل ! .

رفع الطبيب نظره ثم اردف بتفاجؤ وفرحة _ اهلاااا سيلين ... اتفضلي .

دلفت هى وتبعها ادم وجلسا سويا فأردف سيلين بود _ ازيك يا عمو مصطفى ... عامل ايه ؟

اردف مصطفى باعجاب _ انا كويس جداا ... انتى اتحجبتى امتى ؟

اردفت بهدوء مبتسمة _ من كام يوم ... معلش انا مسافرة الصين حالا وكنت جيالك فى طلب سريع .

اومأ يتسائل _ طبعا اتفضلي .

نظرت لادم واردفت _ ده ادم ابن عمى ... للاسف عنده كانسر ع الرئة فى المرحلة الآخيرة ومكنش يعرف ... انا عايزاه يفضل هنا تحت اشراف حضرتك ويتلقى العلاج المناسب ... بس من غير ما اي حد يعرف ... قولت ايه يا عمو ! .

نظر الطبيب لادم مردفاً بتساؤل _ وانت عملت الفحوصات اللى اكدتلك ده ؟

اومأ ادم ومد يده للطبيب يناوله الملف الذى التقته منه وفتحه ينظر بدقة ثم اغلقه واردف متنهداً _ تمام يا سيلين ... احنا هنعمل اللى علينا والباقي على ربنا ... والاهم الاستاذ ادم يكون عنده امل وتشجيع للعلاج ... وطبعا اكيد محدش هيعرف طول ماهو حابب كدة .

نظرت للطبيب بشكر مردفة على استعجال _ شكراً جدا يا عمو ... وبالنسبة للفلوس هتوصل على حساب المستشفي فى اسرع وقت .

اردف الطبيب مشاكساً _ من قبل ما تسافرى لازم تدفعى ... يابنت الغالي .

ابتسمت سيلين مردفة بامتنان _ متشكرة اوى يا عمو .

ثم نظرت لادم وتابعت _ ادم ... انا همشي ... وهخلي رأفت يجبلك كل اللى هتحتاجه هنا ... ولو احتجت حاجة معينة اطلبها منه ... ومتقلقش سرك فى بير .

نظر لها ادم بخزى مردفاً بألم _ شكراً يا سيلين ... شكراً .

ابتسمت له بطيبة ثم اسرعت للخارج حيث السيارة التى صعدتها واسرع رأفت يوصلها للمطار قبل ان يفوتها موعد الطائرة  ..

انتهى الفلاش باك 

ونامت سيلين ودموعها على وجنتيها ..

&&&&&&&&&&&
رواية على القلب سلطان بقلم آية العربي حصري على الواتباد والفيس وممنوع نقلها لاي مدونة 
&&&&&&&&&&&

فى ساعات الليل وصل سلطان الى سوهاج وتحديداً الى منزله حيث قضى اليوم خارجاً حتى يخرج غضبه وألمه بعيداً عن بشر ..

دلف وجد الجميع نيام ... صعد لغرفته ودلف واغلقها واتجه يتمدد على الفراش الذى يحمل رائحتها ... نام حابساً بداخله عذاب وعبء ثقيل ... ربما لن يسامحها ابدااا ... هذه المرة ما فعلته زعزع علاقتهم وهز عرش كرامته ... واشعل نار غيرته .

اغمض عينه ربما غفلت هي ولكن عقله لم ينم ولن ينم دونها لحظة واحدة ... هذا عهده الذى قطعه على نفسه .... لو كان باستطاعته لذهب الى الصين فى الحال ولكن المعاملات الرسمية تقيده 

&&&&&&&&&

صباحاً استيقظت سيلين وقد عزمت امرها على تكملة ما جاءت من اجله والعودة سريعاً حتى ترى ما يمكن ان تفعل ..

وضبت حالها وادت فرضها كما اخبرتها بوصلة هاتفها ثم ارتدت ملابس مرتبة محتشمة وارتدت حجابها بشكل مرتب هادئ ونزلت للاسفل بعدما اخذت حقيبتها وبعض الاوراق .

طلبت قهوة وشطيرة وجلست فى بهو الفندق تتناولهما بشرود ... انتهت ووقفت مغادرة فى الحال حيث ارسلت لها الشركة سيارة خاصة لتذهب بها ..

كانت تتطلع من النافذة على هذا الزحام الشديد والجميع على قدم وساق حتى الاطفال .
المبانى شاهقة جداً بشكل يحبس الانفاس وجميعها عبارة عن لوح زجاج ... اخذت نفساً عميقاً ثم تابعت الطريق تفكر فى سلطانها الذى تراه على كل بناء وعلى وجه كل المارّة جميعهم ... يبدو انه احتلالٌ ابدي لن يزول الا بزوالها وهذا ما تريده وترحب به بكل حب ..


  •تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent