رواية انا اولا (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم براءة
رواية انا اولا الفصل الاول 1 - بقلم براءة
أثناء حركة المواصلات في منتصف النهار
ومع تدافع العديد من الراكبين وصياح بعضهم .
حاولت " ليلى" ان تسحب بنفسها بعيدا وبحقيبة سفرها لعلها تسلم من كل مايحصل .
ابتعدت الحقيبة عنها بسبب تغيير الحافلة لمسارها فمدت بذراعها لتمسك بها.
ليلى وهي تحدث نفسها" امتى رح اوصل! الله يسامحك يابابا!"
هذه ليلى . طالبة سنة ثالثة تخصص الطب . فتاة محجبة ولباسها كله محتشم .
من يراها للوهلة الاولى يعتقد انها متكبرة بسبب هدوئها الشديد وقلة كلامها . لكن من يعرفها جيدا يعرف كم هي مرحة وبريئة .
نشأت ليلى في أسرة مقتدرة ماليا في محافظة صغيرة .
مكونة من اب وام واخت أصغر منها بثلاث سنوات .
وبعد نجاحها في امتحان الثانوية العامة .تحتم على ليلى السفر خارج محافظتها الى القاهرة لمتابعة دراستها وتحقيق حلمها بان تصبح طبيبة اطفال ناجحة.
تهتم ليلى بدراستها ودرجاتها . تحب ان ترى نفسها من الاوائل والحمد لله هي كذلك .
واليوم وبسبب انشغال والدها بعمل مفاجئ
قدر لها ان تسافر بمفردها وبرفقة اشيائها الكثيرة الى السكن .
__
جرت ليلى حقيبتها بيدها اليمنى وباليد الاخرى كانت تمسك بقية الحقائب .
لتتوقف امام مكتب سيدة السكن .
حيث كانت العديد من الطالبات متجمهرات للحصول على مفاتحهن .
تصاعد صوت رنين الهاتف .
كانت نغمة هادئة .
تركت كل شيئ من يديها واخدت تبحث في اعماق حقيبتها الصغيرة عن هاتفها .
وضعت سماعة الأذن لتتمكن من السماع جيدا بسبب الفوضى القائمة .
انها فوضى اليوم الاول بالسكن .
ابتسمت عند رؤية الاسم ثم ردت " الو . كيفك يا مروة؟"
مروة بانفعال" بخير وانتي كيفك . وينك بنتي ؟ استنيتك كتير "
ليلى بعد تنهيدة طويلة" اشكري زحمة الصبح وشوفير الاتوبيس يلي كل شوي يوقف خايف يعمل حادث "
مروة بتساؤل" شوفير ايه يابنتي؟ مش قلتي رح يوصلك ابوكي لما قلتلك يلا نطلع سوا للسكن "
" هيك كان المقرر بس بتعرفي اشغال بابا يلي تطلع من الارض وقت حاجتي . " انتبهت ليلى على تزايد عدد الطالبات وانها ان لم تسرع وتدفع نفسها داخل ذلك الزحام لن تحصل على مفتاحها أبدا . "
" اسمي يامروة انا لازم اقفل دلوقتي . رح حصل المفتاح واجي"
" اوكي يلا بعدين ناطرتك "
اغلقت ليلى الخط .
ثم حملت اشيائها وتقدمت الامام .
مروة طالبة سنة ثالثة طب . تعرفت عليها ليلى أثناء بحثها عن شريكة للغرفة ومنذ ذلك الوقت وهما معا .
ورغم إختلاف شخصياتهما ومبادئهما . الا أن مروة وليلى متفقتان خاصة فيما يتعلق بدراستهما .
_
ليلى بصدمة " ازاي؟!! "
" ماني سجلت ودفعت الحقوق "
"بابنتي شوفي اسمك مش موجود بالسجل " قالت سيدة السكن وهي امراة في الخمسينات من عمرها . بهالات سوداء . وترتدي خمارا اسود مليئا بالغبار .
" ياامدام فريدة انتي عارفة انو انا صارلي ساكنة بهالسكن سنتين واكيد مش رح اخرج منو وانا جامعتي هون"
" اكيد بعرف بس مش هينفع . انتي مش مسجلة بهالسكن "
" بس..." كانت ليلى يائسة وقلبها يخفق من شدة التوتر حتى ان يديها بدآتا في الارتعاش .
" السجل بيقول ياحبيبتي
شوفي اذا مش مصدقاني"ابتسمت السيدة فريدة محاولة مواساة المصدومة .
امسكت ليلى بيديها المرتعشتين السجل واخدت تدقق في السجل اسما باسم .
لكن اسمها لايوجد !
" هاعمل ايه دلوقتي ؟! " قالت بغصة
" والله بابنتي ماني عارفة . حتا موقع التسجيل انغلق زمان .
اطلعي شوفي مع الإدارة وخلاص ...والله يستر "
ليلى بتوسل " ياامدام فريدة رح خلي عندك اشيائي اطلع اشوف وارجعلك على طول "
" روحي يحبيبتي ولايهمك "
_
امسكت ليلى بحجابها الطويل والفضفاض بلون زهري فاقع واخدت تصعد الدرجات درجتين درجتين لتصل الى المكتب .
تناقشت ليلى مطولا مع الاداري حول تسجيلها
وكم كان التناقش صعبا عليها وخاصة وهي تعود الى عند السيدة فريدة
من اجل الحصول على الاوراق التي تثبت تسجيلها .
الاداري " شكلو وقع غلط هنا "
ليلى بنفاذ صبر" ماني عم اشرح لحضرتك انو وقع غلط ماانا أساسا دافعة المستحقات "
قلب الاداري الاوراق بسرعة
" بس مافي مكان اعملك انا ايه دلوقتي "
ليلى بصدمة " يعني ايه بكلامك؟!"
ثم تابعت بنبرة حاولت ان تبعث من خلالها الهدوء والاطمئنان الى نفسها
" ماانا غرفتي موجودة وشريكتي موجودة يعني عندي مكان من الأساس "
" اي لي موجود ؟ في بنت ناقلة لغرفتك أساسا "
" يعني ايه؟!"
" يعني ماضل النا مكان نسكنك فيه مع الاسف . كل الاوض مشغولة . "
شعرت ليلى بالاستهزاء من كلامه . كانت على وشك البكاء لكنها تمالكت نفسها . فليلى ليست من النوع الذي يبكي بسبب الآخرين على الاطلاق .
انها لاتبكي الا عندما تشاهد مسلسلاتها وافلامها فقط ولطالما كان هذا شيئا تفخر به .
لن ينزع لها هذا المهمل فخرها أبدا !!!!
وقفت ليلى من الكرسي واخدت تنظر للاداري بنظرات حادة تدل على نفاذ صبرها " هاعمل ايه دلوقتي انا ؟ "
وانا شو بيعرفني
هذا ماقرأته به ليلى من نظراته كرد على سؤالها
أنه يريد التخلص منها في اقرب وقت على الارجح .
" هنعملك نقل وخلاص "
كان هذا ماوجده الاداري كحل اخير لهذه المشكلة التي جاءت اليه في اول يوم من العمل .
كم كان يتمنى لو أنه ضل في البيت نائما ولم يستيقظ هذا الصباح ليقابل هذه المزعجة .
ليلى بحيرة " نقل لوين ...بس انا معتادة على السكن هنا ومافيني ...."
قاطعها بغيظ" اذا بدك ترجعي لبيت اهلك مافي ولا مشكلة "
صممت ليلى واخدت تستمتع اليه وهو يجري مكالماته مع مدير سكنها الجديد .
خرجت ليلى من عند الاداري بعد ان علمت بموقع السكن وكم كان حظها سيئا
الا يمكن لهذه المشاكل المزعجة ان تتوقف ؟!!
على حسب كلام الاداري .اتضح ان السكن يبعد عن جامعتها وعن المستشفى الجامعي قرابة الساعة .
ليس ذلك فقط فهذا السكن هو السكن الذي طالما سمعت من صديقاتها عن سوء ادارته . وعن غياب الرقابة فيه .
وعن مايحدث فيه من أمور لا اخلاقية .
كم يمكن لهذا ان يحدث؟!!!
نظرت الى هاتفها الذي تجاهلت رناته في وقت سابق .
ثلاث اتصالات من مروة .
اتصال من والدها . واتصال آخر من والدتها .
اعادت الاتصال بمروة
التي ردت على الفور وبغضب
" قوليلي فينك بالله عليكي ! شو يلي عم يصير ! "
ليلى بنبرة باردة " هدي يامروة . كنت عند الاداري "
" تخيلي شو صار ! في بنت هون عم تقول انها رفيقتي بالغرفة الجديدة . تصدقي!؟"
ليلى بسخرية" ايه بصدق لانو انطردت من السكن"
مروة بصدمة" ياخربيتك ليه !! شو عملتي !!"
تابعت ليلى السخرية" هيك قرار عشوائي ضحيتو انا "
مروة بقلق" وهتعملي ايه هلأ !"
" رح انتقل بكرة لسكن جديد " نظرت الى امتعتها التي اخدتها من عند السيدة فريدة التي نظرت إليها نظرة تفاؤل قابلتها ليلى بعبوس
" ولايهمك حبيبتي ! " قالت السيدة فريدة بخفوت وسط ازعاج الطالبات " انا جاية ابات عندك الليلة يامروة ...تخيلي صرت ضيفة عند حالي "
" يلا بسرعة عم استناكي "
سلمت ليلى على مروة التي عانقتها بقوة .
وعلى الفتاة الجديدة .
ثم اخدت تتصل بوالدها .
بعد ان اغتسلت وصلت فرضها .
ولم تنسى التوكل على الله في امرها .
وضعت ليلى الهاتف على وضع السبيكر فوق طاولة مروة المليئة بمنتجات العناية والمكياج
بعد خروج الفتاتين لشراء بعض الأغراض سوية.
واخدت تضع كريم الترطيب على البشرة .
" الو كيفك ياليلى !" كان ذلك والدها الذي رد بعد وقت
" بخير يابابا . "
" كيف استقريتي بالسكن ؟"
ليلى بتوتر" بابا في شغلة عايزة احكيهالك "
الاب بقلق وحيرة" خير انشاء الله ؟ في حد دايقك شي ؟ في حد عملك حاجة ؟"
ردت بسرعة" لا والله بس شغلة متعلقة بالسكن وهيك "
الاب " احكي بابنتي حيرتيني معك"
قصت ليلى لوالدها ماحدث بالتفصيل
والذي لم يفاجئها برده الغاضب والذي كما توقعته .
" وكل هاد ومافكرتي ترني علي ! انتي عم تقولي انو السكن مش منيح شو واخدك لهنيك !! مش المفروض تتصلي فيني وتسأليني بالاول"
ليلى وهي تحاول اقناعه " يابابا مش قضية السكن مش منيح هوا بعيد بس . "
الاب باستياء" ولو !"
كم مر من الوقت على ليلى وهي تحاول اقناع والدها بالموافقة .
ربما كل هذا الجهد المبذول كان لاقناع نفسها أولا .
___
وحيث كانت الفتاتان ليلى ومروة جالستان على سرير مروة تاكلان الشوكولاته و الشيبس
مروة. وهي تغمس اصابعها في باكيه الشيبس " وهالغبي مالقى غير هذاك السكن . !! على القليل يتذكر تخصصك !!"
" شو دخل التخصص بالنص؟"
" لتكوني ناسية انك طالبة طب بابنتي ! تخصصنا الو قيمتو في هالبلد "
ضحكت ليلى ثم ردت " مش بالضرورة"
ثم نظرت الى السرير المقابل والذي كان فارغا فالفتاة الجديدة ليست موجودة
" وبعدين زميلتك وينها"
" وانا شو بيعرفني ؟ اا قالت رح تلتقا برفقاتها تذكرت"
هزت ليلى راسها وقالت" مبينة البنت كويسة فبلاش تخوفيها "
مروة بصدمة مزيفة " شو قصدك !!"
" وبعدين انا مروة بنتي مروة بتعرفي شو مروة الجمال والذكاء .ايه على فكرة شفت من شوي فيديو لبنت بتعمل ميكب بيجنن "
ليلى بنفي " مارح جرب "
مروة وكانها تتوسل " يابنتي المكياج خفيف مش اوفر خالص! كلها قصة كونسيلر يلي بتحطيه وشوية برونزر "
" بفكر ..."
مروة بخبث" بابنتي فكري دا مستقبل وعلى القليلة خلينا نعيشو حلو"
" قصدك ايه ؟"
مروة باحلام كبيرة " بابنتي بكرة او بعدو رح نروح المستشفى الجامعي وفي كتير دكاترة فخلينا نشوف قسمتنا عاملة ازاي!"
ليلى بصدمة ممزوجة بسخرية " دكاترة ايه يابت ؟! رح تلاقيهم اكبر من ابوكي وابوي!!"
مروة برفض قاطع " لاء مش ضرورة !! مش بتشوفي مسلسلات انتي ... اا ( تتذكر) الطبيب المعجزة فاكرتيه مش شفتي الدكاترة عاملين ازاي !!"
ليلى تضحك " والله خيالك واسع ياصاحبتي !!"
مروة بثقة " اكيد!!"
ثم قالت باستياء ممزوج بالحزن " تعرفي حاسة بوجع بقلبي انك رح تتركيني ..." ثم عدلت جلستها وقالت " ياليلى اي رايك اكلم بابا احكيلو على شو صارلك انتي عارفة انو عندو معارف بالجامعة "
ليلى بجدية " لا! شكرا يامروة ! وبعدين خلاص انا قررت إروح . والبنت الغلبانة يلي معك بتروح لوين ! ( واشارت الى السرير الفارغ) "
مروة بلا اهتمام." تصطفل! تروح هيا وتضلي انتي !"
ابتسمت ليلى ابتسامة خافتة .
كم هي محظوظة بوجود مروة في حياتها .
هي لم تكن تتوقع أن تصبح صداقتهما قوية الى هذا الحد.
مرت الساعات واحدة تلو الاخرى و الفتاتان ساهرتان .
لم تنتبها للوقت الا بعد دخول سهى .
كانت الساعة الثانية ونصف صباحا .
سهى بدهشة وهي تغلق الباب " لساتكم صاحيين ؟!"
مروة باستغراب" انتي بابنتي يالي وين كنتي لهلأ"
نكزت ليلى مروة بمرفقها
سهى وهي تتقدم ناحية السرير وتتجهز للنوم " كنت مع رفقاتي ساهرة بغرفتهم
ثم قالت بعد ان وضعت راسها على الوسادة" تصبحو على خير يابنات . "
ليلى ومروة " وانتي من اهلو "
ليلى باستياء " بتعرفي لازمني حط عشر منبهات لاصحا بكرة "
" نامي نامي ! مافيها شي لو غبنا يوم . حصل خير!"
وضحكت الفتاتان .
ومع تدافع العديد من الراكبين وصياح بعضهم .
حاولت " ليلى" ان تسحب بنفسها بعيدا وبحقيبة سفرها لعلها تسلم من كل مايحصل .
ابتعدت الحقيبة عنها بسبب تغيير الحافلة لمسارها فمدت بذراعها لتمسك بها.
ليلى وهي تحدث نفسها" امتى رح اوصل! الله يسامحك يابابا!"
هذه ليلى . طالبة سنة ثالثة تخصص الطب . فتاة محجبة ولباسها كله محتشم .
من يراها للوهلة الاولى يعتقد انها متكبرة بسبب هدوئها الشديد وقلة كلامها . لكن من يعرفها جيدا يعرف كم هي مرحة وبريئة .
نشأت ليلى في أسرة مقتدرة ماليا في محافظة صغيرة .
مكونة من اب وام واخت أصغر منها بثلاث سنوات .
وبعد نجاحها في امتحان الثانوية العامة .تحتم على ليلى السفر خارج محافظتها الى القاهرة لمتابعة دراستها وتحقيق حلمها بان تصبح طبيبة اطفال ناجحة.
تهتم ليلى بدراستها ودرجاتها . تحب ان ترى نفسها من الاوائل والحمد لله هي كذلك .
واليوم وبسبب انشغال والدها بعمل مفاجئ
قدر لها ان تسافر بمفردها وبرفقة اشيائها الكثيرة الى السكن .
__
جرت ليلى حقيبتها بيدها اليمنى وباليد الاخرى كانت تمسك بقية الحقائب .
لتتوقف امام مكتب سيدة السكن .
حيث كانت العديد من الطالبات متجمهرات للحصول على مفاتحهن .
تصاعد صوت رنين الهاتف .
كانت نغمة هادئة .
تركت كل شيئ من يديها واخدت تبحث في اعماق حقيبتها الصغيرة عن هاتفها .
وضعت سماعة الأذن لتتمكن من السماع جيدا بسبب الفوضى القائمة .
انها فوضى اليوم الاول بالسكن .
ابتسمت عند رؤية الاسم ثم ردت " الو . كيفك يا مروة؟"
مروة بانفعال" بخير وانتي كيفك . وينك بنتي ؟ استنيتك كتير "
ليلى بعد تنهيدة طويلة" اشكري زحمة الصبح وشوفير الاتوبيس يلي كل شوي يوقف خايف يعمل حادث "
مروة بتساؤل" شوفير ايه يابنتي؟ مش قلتي رح يوصلك ابوكي لما قلتلك يلا نطلع سوا للسكن "
" هيك كان المقرر بس بتعرفي اشغال بابا يلي تطلع من الارض وقت حاجتي . " انتبهت ليلى على تزايد عدد الطالبات وانها ان لم تسرع وتدفع نفسها داخل ذلك الزحام لن تحصل على مفتاحها أبدا . "
" اسمي يامروة انا لازم اقفل دلوقتي . رح حصل المفتاح واجي"
" اوكي يلا بعدين ناطرتك "
اغلقت ليلى الخط .
ثم حملت اشيائها وتقدمت الامام .
مروة طالبة سنة ثالثة طب . تعرفت عليها ليلى أثناء بحثها عن شريكة للغرفة ومنذ ذلك الوقت وهما معا .
ورغم إختلاف شخصياتهما ومبادئهما . الا أن مروة وليلى متفقتان خاصة فيما يتعلق بدراستهما .
_
ليلى بصدمة " ازاي؟!! "
" ماني سجلت ودفعت الحقوق "
"بابنتي شوفي اسمك مش موجود بالسجل " قالت سيدة السكن وهي امراة في الخمسينات من عمرها . بهالات سوداء . وترتدي خمارا اسود مليئا بالغبار .
" ياامدام فريدة انتي عارفة انو انا صارلي ساكنة بهالسكن سنتين واكيد مش رح اخرج منو وانا جامعتي هون"
" اكيد بعرف بس مش هينفع . انتي مش مسجلة بهالسكن "
" بس..." كانت ليلى يائسة وقلبها يخفق من شدة التوتر حتى ان يديها بدآتا في الارتعاش .
" السجل بيقول ياحبيبتي
شوفي اذا مش مصدقاني"ابتسمت السيدة فريدة محاولة مواساة المصدومة .
امسكت ليلى بيديها المرتعشتين السجل واخدت تدقق في السجل اسما باسم .
لكن اسمها لايوجد !
" هاعمل ايه دلوقتي ؟! " قالت بغصة
" والله بابنتي ماني عارفة . حتا موقع التسجيل انغلق زمان .
اطلعي شوفي مع الإدارة وخلاص ...والله يستر "
ليلى بتوسل " ياامدام فريدة رح خلي عندك اشيائي اطلع اشوف وارجعلك على طول "
" روحي يحبيبتي ولايهمك "
_
امسكت ليلى بحجابها الطويل والفضفاض بلون زهري فاقع واخدت تصعد الدرجات درجتين درجتين لتصل الى المكتب .
تناقشت ليلى مطولا مع الاداري حول تسجيلها
وكم كان التناقش صعبا عليها وخاصة وهي تعود الى عند السيدة فريدة
من اجل الحصول على الاوراق التي تثبت تسجيلها .
الاداري " شكلو وقع غلط هنا "
ليلى بنفاذ صبر" ماني عم اشرح لحضرتك انو وقع غلط ماانا أساسا دافعة المستحقات "
قلب الاداري الاوراق بسرعة
" بس مافي مكان اعملك انا ايه دلوقتي "
ليلى بصدمة " يعني ايه بكلامك؟!"
ثم تابعت بنبرة حاولت ان تبعث من خلالها الهدوء والاطمئنان الى نفسها
" ماانا غرفتي موجودة وشريكتي موجودة يعني عندي مكان من الأساس "
" اي لي موجود ؟ في بنت ناقلة لغرفتك أساسا "
" يعني ايه؟!"
" يعني ماضل النا مكان نسكنك فيه مع الاسف . كل الاوض مشغولة . "
شعرت ليلى بالاستهزاء من كلامه . كانت على وشك البكاء لكنها تمالكت نفسها . فليلى ليست من النوع الذي يبكي بسبب الآخرين على الاطلاق .
انها لاتبكي الا عندما تشاهد مسلسلاتها وافلامها فقط ولطالما كان هذا شيئا تفخر به .
لن ينزع لها هذا المهمل فخرها أبدا !!!!
وقفت ليلى من الكرسي واخدت تنظر للاداري بنظرات حادة تدل على نفاذ صبرها " هاعمل ايه دلوقتي انا ؟ "
وانا شو بيعرفني
هذا ماقرأته به ليلى من نظراته كرد على سؤالها
أنه يريد التخلص منها في اقرب وقت على الارجح .
" هنعملك نقل وخلاص "
كان هذا ماوجده الاداري كحل اخير لهذه المشكلة التي جاءت اليه في اول يوم من العمل .
كم كان يتمنى لو أنه ضل في البيت نائما ولم يستيقظ هذا الصباح ليقابل هذه المزعجة .
ليلى بحيرة " نقل لوين ...بس انا معتادة على السكن هنا ومافيني ...."
قاطعها بغيظ" اذا بدك ترجعي لبيت اهلك مافي ولا مشكلة "
صممت ليلى واخدت تستمتع اليه وهو يجري مكالماته مع مدير سكنها الجديد .
خرجت ليلى من عند الاداري بعد ان علمت بموقع السكن وكم كان حظها سيئا
الا يمكن لهذه المشاكل المزعجة ان تتوقف ؟!!
على حسب كلام الاداري .اتضح ان السكن يبعد عن جامعتها وعن المستشفى الجامعي قرابة الساعة .
ليس ذلك فقط فهذا السكن هو السكن الذي طالما سمعت من صديقاتها عن سوء ادارته . وعن غياب الرقابة فيه .
وعن مايحدث فيه من أمور لا اخلاقية .
كم يمكن لهذا ان يحدث؟!!!
نظرت الى هاتفها الذي تجاهلت رناته في وقت سابق .
ثلاث اتصالات من مروة .
اتصال من والدها . واتصال آخر من والدتها .
اعادت الاتصال بمروة
التي ردت على الفور وبغضب
" قوليلي فينك بالله عليكي ! شو يلي عم يصير ! "
ليلى بنبرة باردة " هدي يامروة . كنت عند الاداري "
" تخيلي شو صار ! في بنت هون عم تقول انها رفيقتي بالغرفة الجديدة . تصدقي!؟"
ليلى بسخرية" ايه بصدق لانو انطردت من السكن"
مروة بصدمة" ياخربيتك ليه !! شو عملتي !!"
تابعت ليلى السخرية" هيك قرار عشوائي ضحيتو انا "
مروة بقلق" وهتعملي ايه هلأ !"
" رح انتقل بكرة لسكن جديد " نظرت الى امتعتها التي اخدتها من عند السيدة فريدة التي نظرت إليها نظرة تفاؤل قابلتها ليلى بعبوس
" ولايهمك حبيبتي ! " قالت السيدة فريدة بخفوت وسط ازعاج الطالبات " انا جاية ابات عندك الليلة يامروة ...تخيلي صرت ضيفة عند حالي "
" يلا بسرعة عم استناكي "
سلمت ليلى على مروة التي عانقتها بقوة .
وعلى الفتاة الجديدة .
ثم اخدت تتصل بوالدها .
بعد ان اغتسلت وصلت فرضها .
ولم تنسى التوكل على الله في امرها .
وضعت ليلى الهاتف على وضع السبيكر فوق طاولة مروة المليئة بمنتجات العناية والمكياج
بعد خروج الفتاتين لشراء بعض الأغراض سوية.
واخدت تضع كريم الترطيب على البشرة .
" الو كيفك ياليلى !" كان ذلك والدها الذي رد بعد وقت
" بخير يابابا . "
" كيف استقريتي بالسكن ؟"
ليلى بتوتر" بابا في شغلة عايزة احكيهالك "
الاب بقلق وحيرة" خير انشاء الله ؟ في حد دايقك شي ؟ في حد عملك حاجة ؟"
ردت بسرعة" لا والله بس شغلة متعلقة بالسكن وهيك "
الاب " احكي بابنتي حيرتيني معك"
قصت ليلى لوالدها ماحدث بالتفصيل
والذي لم يفاجئها برده الغاضب والذي كما توقعته .
" وكل هاد ومافكرتي ترني علي ! انتي عم تقولي انو السكن مش منيح شو واخدك لهنيك !! مش المفروض تتصلي فيني وتسأليني بالاول"
ليلى وهي تحاول اقناعه " يابابا مش قضية السكن مش منيح هوا بعيد بس . "
الاب باستياء" ولو !"
كم مر من الوقت على ليلى وهي تحاول اقناع والدها بالموافقة .
ربما كل هذا الجهد المبذول كان لاقناع نفسها أولا .
___
وحيث كانت الفتاتان ليلى ومروة جالستان على سرير مروة تاكلان الشوكولاته و الشيبس
مروة. وهي تغمس اصابعها في باكيه الشيبس " وهالغبي مالقى غير هذاك السكن . !! على القليل يتذكر تخصصك !!"
" شو دخل التخصص بالنص؟"
" لتكوني ناسية انك طالبة طب بابنتي ! تخصصنا الو قيمتو في هالبلد "
ضحكت ليلى ثم ردت " مش بالضرورة"
ثم نظرت الى السرير المقابل والذي كان فارغا فالفتاة الجديدة ليست موجودة
" وبعدين زميلتك وينها"
" وانا شو بيعرفني ؟ اا قالت رح تلتقا برفقاتها تذكرت"
هزت ليلى راسها وقالت" مبينة البنت كويسة فبلاش تخوفيها "
مروة بصدمة مزيفة " شو قصدك !!"
" وبعدين انا مروة بنتي مروة بتعرفي شو مروة الجمال والذكاء .ايه على فكرة شفت من شوي فيديو لبنت بتعمل ميكب بيجنن "
ليلى بنفي " مارح جرب "
مروة وكانها تتوسل " يابنتي المكياج خفيف مش اوفر خالص! كلها قصة كونسيلر يلي بتحطيه وشوية برونزر "
" بفكر ..."
مروة بخبث" بابنتي فكري دا مستقبل وعلى القليلة خلينا نعيشو حلو"
" قصدك ايه ؟"
مروة باحلام كبيرة " بابنتي بكرة او بعدو رح نروح المستشفى الجامعي وفي كتير دكاترة فخلينا نشوف قسمتنا عاملة ازاي!"
ليلى بصدمة ممزوجة بسخرية " دكاترة ايه يابت ؟! رح تلاقيهم اكبر من ابوكي وابوي!!"
مروة برفض قاطع " لاء مش ضرورة !! مش بتشوفي مسلسلات انتي ... اا ( تتذكر) الطبيب المعجزة فاكرتيه مش شفتي الدكاترة عاملين ازاي !!"
ليلى تضحك " والله خيالك واسع ياصاحبتي !!"
مروة بثقة " اكيد!!"
ثم قالت باستياء ممزوج بالحزن " تعرفي حاسة بوجع بقلبي انك رح تتركيني ..." ثم عدلت جلستها وقالت " ياليلى اي رايك اكلم بابا احكيلو على شو صارلك انتي عارفة انو عندو معارف بالجامعة "
ليلى بجدية " لا! شكرا يامروة ! وبعدين خلاص انا قررت إروح . والبنت الغلبانة يلي معك بتروح لوين ! ( واشارت الى السرير الفارغ) "
مروة بلا اهتمام." تصطفل! تروح هيا وتضلي انتي !"
ابتسمت ليلى ابتسامة خافتة .
كم هي محظوظة بوجود مروة في حياتها .
هي لم تكن تتوقع أن تصبح صداقتهما قوية الى هذا الحد.
مرت الساعات واحدة تلو الاخرى و الفتاتان ساهرتان .
لم تنتبها للوقت الا بعد دخول سهى .
كانت الساعة الثانية ونصف صباحا .
سهى بدهشة وهي تغلق الباب " لساتكم صاحيين ؟!"
مروة باستغراب" انتي بابنتي يالي وين كنتي لهلأ"
نكزت ليلى مروة بمرفقها
سهى وهي تتقدم ناحية السرير وتتجهز للنوم " كنت مع رفقاتي ساهرة بغرفتهم
ثم قالت بعد ان وضعت راسها على الوسادة" تصبحو على خير يابنات . "
ليلى ومروة " وانتي من اهلو "
ليلى باستياء " بتعرفي لازمني حط عشر منبهات لاصحا بكرة "
" نامي نامي ! مافيها شي لو غبنا يوم . حصل خير!"
وضحكت الفتاتان .
•تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية