رواية مسك الليل كاملة بقلم سارة طارق عبر مدونة دليل الروايات
رواية مسك الليل الفصل الاول 1
الفصل الأول (عشرون طعنه )
_________________________________________
كانت تجلس بجانب جثته والدماء يملئ المكان ، ويملاء ثيابها كانت تنظر لدماء من حولها براحه كبيره
وشكل جسده الممزق من الطعنات كان يدخل عليها السعادة ، فهذه نهاية كل رجل سولت له غريزته القذره بكسر فتاة أخرى ، وقتل برأتها وعقابه منها كان عشرون طعنه
ولكنها استدارت عندما سمعت صراخه ، نظرت له وهى تبتسم وشاورت له باسكين ، ووضعت يديها الأخرى فى الجسد الممزق أمامها واخرجتها وهى ممتلائه بدماء ، وقالت وهى تبكى بفرحه شديدة
" كده نبقا خالصين "
****************************************
كانت تهرول فى الطريق بسرعه فاهى تأخرت فى العمل اليوم ، كانت خائفة من والدتها فاهى تعلم أنها سوف توبخها لتأخرها لهذا الوقت رغم أن الساعة لم تتجاوز التاسعه إلا أن أهل هذه البلد ينامون مبكرا
كانت تنهج من كثرة سرعتها فى المشى ولكنها لم تتوقف ألا عندما سمعت هذا الأنين يأتى من تلك الغرفه الصغيره المصنوعه من الخوص
توقفت قدمها وهى تقترب من مصدر هذا الصوت فقد توقف قلبها من الخوف لأنها ظنت أن هناك أحد يطالع فى الروح
****************************************
فى أحد البيوت البسيط. كانت سيده تجلس بجانب بنتها وكان القلق ظاهر على وجهها لتأخر أبنتها فقد اقتربت الساعه من منتصف الليل
مسك :" أما ، أنا جلجانا (قلقانه) جوى (قوى) على ورد ، الوقت اتأخر أوى ياما ، وهى مش من عوايدها تتأخر أكده ، أنا جلبي (قلبى ) مش مطمن حاسه أن فى حاجه عفشه حصلتلها "
كانت أمها ينهشها القلق هى الآخرى ولكنها حسمت أمرها أن تذهب وتبحث عنها فى الخارج لعلا حصل لها شئ في الطريق يعوقها على العوده
زينات :" بت يامسك ، خلى بالك من نفسك أنا هخرج أدور على اختك لو حد خبط اوعى تفتحى وأنا هاخد المفتاح معايا وما.............. "
ولكنها صرخت عندما وجدت باب البيت يفتح و ابنتها تقف على عتبة الباب وفستانها ممزق وجسدها أيضا والدماء تسيل من بين قدميها وشعرها مبعثر و شفتيها مليئه بالدماء ووجهها مليئ باكدمات
وقعت ورد على الأرض وهنا صرخت اختها مسك وذهبت لها وهى تحاول أن تجعلها تقف على قدميها
ولكن ورد كانت فقط تنظر لوالدتها و هى تبكى كأنها تقول لها لاتنظرى لى
انهارت مسك بالبكاء وهى تحاول أن تساعد أختها على الوقوف :" جومى (قومى) على حيلك ياورد ، جومى ياختى " ظلت ورد على هذا الوضع ونظرت لأختها ونظرت لدموعها وكانت فى حالة لايسرى لها فقط تنظر لهم بنظرات خاليه من الحياة
صرخت مسك فى والدتها التى تقف مكانها لم تتحرك كانت فى حالة صدمه وهى ترى ابنتها بهذا الشكل كانت تبكى وتتمنى. الموت أهون من أن ترى ابنتها فى هذا الوضع
مسك :" ياما تعالى ، مش وجدته (وقته) ياما أبوس يدك تعالى شليها معايا ندخلها الأوضه لاول (الأول) ياما " صرخت بها حتى تتحرك وتساعدها على حمل اختها
ركضت زينات لأبنتها وساعدتها على حمل ورد وأدخلاها على غرفتها ، واجلستها اختها على سريرها حتى ترتاح
نظرت زينات لابنتها وظلت تشهق وتبكى وهى ترى أبنتها تنزف الدماء من بين قدميها دون توقف
هزت مسك أمها وهى تقول لها :" أما جومى روحى هاتى الدكتورة اللي فى المصتوصف بسرعه عشان توجف الدم ده بسرعه ياما جوام (بسرعه) ولا أروح أنى وخليكى معاها "
زينات ببكاء:" لاء انتى لاء أنا. هروح ، مش مستغنيا عنك انتى كمان يابتى ، خليكى معاها "
ركضت زينات من المنزل ، وهى تبكى لاتعرف ماذا حصل لها ولكنها تعلم أن ابنتها ضاعت وقتلوا روحها وأخذوا برائتها ، فكل أنش فى جسد ابنتها وتلك الجروح العميقه التى بها تقول أن ابنتها ضاع شرفها لا محاله
كانت مسك تجلس بجانب اختها ورد التى فى حالة صدمه ولكنها أصرت أن تقص عليها ما حدث معها
مسك :" ورد جوليلى مين اللي عمل فيكى أكده ، جوليلى ياحبيبتى ، ولله لجبلك حجك بس أنتى اتكلمى وجوليلى مين عمل أكده ياورد اليمن مين "
كانت تنظر لها ورد بنظرات خاليه من اى تعبير كأنها جسد بلا روح ولكنها انهارت بين أحضان أختها وهى تتذكر ماحصل معها وهى عائدة من عملها
كانت تركض بسبب تأخرها كانت خائفة من مشاجرة امها معها بسبب هذا التأخير فأهل قريتهم ينامون. مبكرا جدا بسبب استيقاظهم فى وقت الفجر لصلاة والعمل بالحقل
كانت تلهث من كثرة السرعه ولكنها توقفت عندما استمتعت لصوت أنين شخص يأتى من داخل كوخ صغير
ورد:" أيه ده ، دا شكل حد بيطلع فى الروح ، طب أمش واعمل نفسي مسمعتش ولا ادخل "
كانت خائفه من الدخول ، ولكن كأى إنسان طبيعى يسيطر عليه مشاعر الفضول ويريد استكشاف أى شىء مريب بنسبة له
حسمت أمرها وقررت الدخول لتهدأت رغبة الفضول لديها ، بالفعل اقتربت من الكوخ بقدم ترتجف من الخوف وفتحت الباب وهاجمها سحابه كثيفه من الدخان الذى يملئ الغرفه ، ملاء الدخان صدرها مما جعلها تسعل بقوة ، ولكنها توقفت عندما سمعت صوت شخص يطلب المساعدة
دخلت الكوخ وفتحت كشاف هاتفها ليزيد من إضائة الكوخ الخفيفه ، فالم يكن فيها اى مصدر لضوء غير المصباح الزجاجى الذى ينير بشريط قماش يتوسط تلك الزجاجه المليئه بجاز
ظلت تبحث عن مصدر الصوت وهى تنير بكشاف هاتفها جميع أنحاء هذا الكوخ ولكنها انتفضت بفزع عندما وجدت يد تملأها الدماء تتحرك وهى تستند على مقعد منقلب على أحد جانبيه
شهقت عندما رأت الدماء تسيل من يديه ، ولكنها تمالكت نفسها وحاولت استجماع ماتبقى من قوتها
واقتربت من المقعد وأنارت لنفسها وجدت جسد شخص ملقى على الأرض يطالع فى الروح ويغطى جسده بالكامل الدماء التى امتزجت مع الاتربه التى تملاء الأرض
؟؟:" اه اه ....، بموت ، مايه عاوز مايه ، ريقى ناشف اوى م.ا.ي.ه "
انتفضت ورد وهى تسمع لأنينه هذا ويكفى منظر. دمائه التى تقطر من كل ناحيه بجسده ولاكنها ظلت تبحث له عن أى قطرة ماء يشربها ولكن لم تجد فى هذا الكوخ اى شئ لشربه
نظرت له ورد بخوف واقتربت منه بقدم تملكت منها الرجفه من كثرة الخوف وهمست له
ورد :" انا هخرج اچبلك مايه من الترومبه (شئ مصنوعه من الحديد يجلب الماء التى تكون. فى جوف الأرض ) ، اللي بره فى الارض مش هتأخر عليك "
خرجت ورد للبحث عن الماء حتى تبحث عن اى. شىء تجلب فيها الماء لهذا الشخص
ولكنها اتفضت و عادة من ذكرياتها وهى تنظر لدخول والدتها و معها طبيبة المصتوصف الخاص بقريتهم
انتفضت ورد عندما رأت الطبيبه تقترب منها وذادت من ارتعاشة جسدها وظلت تصرخ وتحرك قدميها بهستيريه وظلت تقذف الطبيبه بإي شئ بجانبها
ارتعبت الطبيبه منها وخرجت بسرعه من البيت بسبب حالة الجنون التى إصابة ورد
حاولت مسك و والدتها امساك ورد والسيطرة عليها حتى تهدأ
ظلت ورد تصرخ حتى هدأت صرخاتها ولكن شهقاتها أبت أن تصمت أبدا
ظلت شهقاتها مستمره تخرج منها على شكل أنين داخلى ، أنين من يسمعه بتمزق قلبه من الحزن ، فهذا الأنين يشبه أنين فقدان الشخص لروحه ولكنه مازال على قيد الحياة ويشعر بكل شيء حصل معه ومازال فى ذاكرته وسوف يتكرر أمامه للأبد ، وهذا هو أسوء أنواع القتل أن تقتل شخص دون أن تنهى حياته لأنك تقتل فيه برأته ونقائه وتكسر روحه وتجعله يشبه الأموات
كانت زينات تجلس على الأرض وتسند رأسها على حرف السرير وتضع كلتا يدها على رأسها وتبكى بقهر على فتاتها التى كانت تشبه الورود التى تتفتح مع دخول فصل الربيع كانت أسمًا على مسمه ، ولكن الان أصبحت تشبه ورقة الشجر الصفراء التى تقع على الأرض من كثرة زبلانها
كانت مسك تحتضن أختها وتربط على ظهرها وهى. تبكى على حالة أختها ، أختها التى كانت تشع بهجه وسعاده ، الأن تقع بين أحضانها مكسوره وحالة القهر تملكت منها ، لاتعلم حتى الأن ما حصل مع أختها ولكنها لن تصمت ولن تهدأ حتى تعرف من فعلها من أطفئ لمعة عينيها
****************************************
كان يقف فى شرفته وينفس عن غضبه فى سجارته كان وجهه مقفهر من الغضب فأخيه الأحمق خرج منذ الصباح ولم يعد حتى الأن ، ولا يرد على اتصاله يخش أن يكون حصل معه شئ ، تنهد بضيق على حظه العسر الذى يمنعه من دخول تلك البلد الذى ذهب فيها أخيه لطلب حبيبته لزواج ، كان يتمنا أن يكون معه ليحمه ولكنه رفض خوفاً عليه ورفض أيضا أن يكون هناك أى رجال معه لحمايته فقط طلب الخصوصيه له ولحبيبته
رمى أخر ما تبقا من سجارته ، ومسح وجهه وهو يحاول التفكير فى أى طريقة لتوصله لأخيه
قرر الاتصال برجاله الذى بعثهم للبحث عن أخيه ولكنه تأفف بغضب عندما تذكر أنه نسي هاتفه بلأسفل
نزل ليبحث عن هاتفه وخرج من منزله للحديقه ، وسأل أحد رجاله عن هاتفه وبالفعل دله عليه وأخبره أنه كان سيجلبه له ولكنه هو سبقه وأتى
نظر رضوان حوله بيأس يلعن نفسه أنه وعد أخيه لعدم الذهاب ورأه خرج من البيت وقرر السير قليلا حتى يهدأ ذلك القلق الذى ينهش فيه دون رحمه
رضوان :" افتح البوابه دى يابنى "
خرج من البيت وسار قليلا وهو يضرب تلك الحجاره الملقى على الأرض بقدمه ويفكر فى أخيه ولكنه توقف عندما لمح شئ ملقى بالقرب من سور. منزلهم
أقترب منه وجده كيس كبير من القماش (شوال) لايعلم لما تملكه الخوف وهو يفتح ذلك الكيس
حاول فك ربطة الكيس وفتحه ولكنه تجمد بأرضه عندما وجد جثة أخيه أمامه ، كانت حالته لايثر بها كان يريد الصراخ والبكاء ولكن تلك الصدمه جمدته جعلته لايقوى على فعل أى شئ
رأى أحد الحراس رضوان وهو يجلس على الأرض فذهب إليه ليسأله عن سبب جلوسه بتلك الطريقة
الحارس :" رضوان بيه أنت قاعد كد...، ولكن صدم الحارس وهو يرى رضوان يمسك برأس أخيه بين يده ليست مقطوعه ولكن الرأس هى التى تظهر من الكيس
صرخ الحارس بقوة ودخل وهو ينادى على رب عمله
"حاج جابر ياحاج جابر الحق " هكذا ظل يصيح الحارس
حتى خرج جابر من غرفته ونزل للاسفل ليعرف سبب هذا الصراخ
جابر بخوف :" ف أيه يامنصور ، الدنيا اتهدت والجيامه جامت (القيامه قامت) عشان تصرخ كيف النسوان أكده ليه "
منصور برعب قائلا:". هى فعلا الجيامه قامت ياجابر بيه "
قص منصور كل مارأه وكان يبكى بهستيريه ... ، تيبست أطراف جابر هو يسمع أن ابنه البكرى قتل وملقى فى كيس بجانب بيته ،. اشتعل جسده بنار الفقدان هو يستند على حارسه فقدميه لم تعد تساعده بعدما فقد أحد عكازيه وهو أبنه ، كان يسير وهو يدعوا الله أن يكون كل هذا كابوس ويستيقظ منه قبل أن يري جثة ابنه ملقاه أمامه لانه لايعرف ماذا سوف يحصل له عندما يرى ذلك الجسد الذى طالما عانه فى المرض ملقى أمامه بل روح
كان ممسك برأس أخيه وهو لايري كل هؤلاء الرجال الذين ألتفوا حوله لم يشعر بصراخهم الذى لف المكان كله لا يسمع ولا يرى ولا يشعر بأى شىء غير جسد أخيه الملقى أمامه لا حياة فيه فقط ينظر له من يراه يقول أن رضوان أصبح تمثال لا يتحرك من كثرة تجمده من هول المشهد الذى يراه لم تفر حتى دمعه منه لم يتحرك فقط ينظر لأخيه الوحيد بين يديه
أتى جابر ورأى تجمع الرجال هذا وسمع همهماته وبكائهم أغمض عينيه بقوة يحاول تمالك نفسه ويحاول السيطرة على نفسه ويقول إن كل هذا سيكون حلم وسوف يستيقظ منه على الفور ولكن كيف
هوى جابر على الأرض فالأول مره تخونه قدامه ولا تستطيع حمل جسده ، وكأنها فاقدة الروح عندما رأت ذلك الجسد الذى طلما استندت عليه ملقى أمامها فقد انتهى صاحبها ولم يبقا منه غير جثته الملقاه أمامهم
رفع جابر يديه المرتعشه ووضعها على وجه أبنه ليتأكده أنه ليس هو وأنه مجرد أحد يشبه ولكن هيهات من هذا القدر المؤلم الذى ضربه بقوة فى أحد واهم عكازاته الذى طلما استند عليها، هنا وبالفعل اعترف لنفسه أنه قد كسر ظهره وبقوة
لم يشعر جابر بنفسه فقد انتزع جسد رشاد ابنه من بين يد رضوان وأخذه فى أحضانه وصرخ بكل معاني الوجع والحزن والغضب قائلا :" والدااااااااااى
****************************************
انتفضت بفزع من نومها كان آثار النوم مازال عليها وتلك الرجفه التى سيطرة على جسدها بأكملها
أستعاذت بالله من الشيطان الرجيم ومسحت وجهها بكلتا يدها وحاولت تهدأت نفسها والسيطرة على قلقها وامسكت بكوب الماء الذى بجانبها وكادت ترتشفه منه أول رشفه ولكنه وقع منها وتهشم بالأرضيه إلى قطع صغيرة بعد أن استمعت لصراخ زوجها ، ركضت بقوة وهى تصرخ وتردد كلمة زوجها
رجاء :" والدى ، والدى يارب والدى يارب "
كانت تكرر هذه الكلمات وهى تركض من غرفتها إلى خارج بيتها وهى تركض باتجاه هذا التجمع ولكن توقفت عن قرب ولكن توقفت قدمها وتوقف العالم كله من حولها ، عندما رأت زوجها جابر وهو يحتضن جثة أبنها البكرى رشاد ، انقضت على زوجها وهى تبعده وتأخذ ابنها بين أحضانها وتصرخ وتولول قائلا :
" والدى يارب ، أول فرحتى يارب ، حرمتنى منيه بدرى جوى ، لا يارب متعملش فيا أكده رجهولى ، لاه لاه رشا جوم ياوالدى ، اصحى و رد على أمك ياحبيبى رد عليا وردلى روحى ياوالدى ، جوم ياوالدى متوجعش جلب أمك عليك يا بنى ، جوم يا أول فرحتى جوم ياجلب أمك جوم ، اااااااااه ، أاااااااه يارب اااااااه يا رشااااااااااد يا والداااااى "
كان كل هذا الصراخ لا يسمعها فقط ينظر لجسد أخيه الملقى أمامه دون كلمه ، ولكنه أحس أن الهواء نفذ من حوله وتشوشت الصوره من أمامه واسودت وأغمض عيونه واستسلم لكل شئ أتن وفقد وعيه
جعل والديه ينتفضن عندما سمعوا ، ارتطام جسده على الأرض
صاحت رجاء بكل قوة :" والدى رضوان "
★★★★★★★★★★★★★★★★★★★★
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية