رواية زواج السوشيال ميديا (كاملة جميع الفصول) حصريا عبر دليل الروايات بقلم سهام احمد
رواية زواج السوشيال ميديا الفصل الاول 1 - بقلم سهام احمد
في قديم الزمان كان العريس لا يرى عروسه سوى ليلة زفافهما، وإن رآها قبل ذلك تكون مرة واحدة كفيلة من أن يقبل بالزواج بها أو يرفض، كانت القيم والمبادئ لا تتحول ولا تتحرف، العادات والتقاليد بمثابة القوانين التي لا يجرؤ على مخالفتها أحد وتطبق على الجميع دون استثناء، وذلك قبل أن يتطور الزمن وتتبدل الأجيال.
في زمن كثرة فيه الفتن وتبدلت المبادئ وأصبحت سلع تباع وتشترى وكل منها لديها ثمنها الخاص، أصبحت الضمائر مخدرة والعقول مغيبة والقلوب كصخرة متحجرة.
أصبح الاستغلال هو السلعة الأكثر مبيعا وشهرة على الاطلاق، له عدة طرق وجوائزه عديدة، بل أصبح كالدورات التعليمية التي تمكنك من الحصول على ما تريد عبر استغلال نقاط ضعفه، وهذا ما حدث مع سهيلة.
"سهيلة" هي فتاة في الصف الثالث الجامعي، فتاة مهذبة متوسطة الجمال خمرية اللون، ذات ملامح بريئة وبسيطة، كانت ذات شخصية مميزة ولها طابع خاص، طيبة قلبها ونقاء روحها يجذب إليها كل من يعرفها، بالإضافة إلى روحها المرحة والتي دائما ما كانت تضفي البهجة والسرور في مكان تواجدها، مرحها الذي لم يتوقف قط إلا بعدما كسر قلبها.
وجهها بشوش، جمال روحها كان يغطي على جمال وجهها البسيط والذي كان يتنكر عليه البعض، لكن ثقتها بنفسها لم يكسرها شيء.
تلك الفتاة البسيطة والأنيقة التي حملت من الهموم ما لا يطيق تحمله احد، التي عانت الكثير رغم صغر سنها بداية من زواج والدها بأخرى وكره جدها والد ابيها لها والدتها بالرغم من أن والدتها هي ابنة اخيه المتوفي، إلى حبها الذي كسر قلبها وهشم مشاعرها وحطم نفسيتها.
كان يعتمد عليها في الكثير من الامور داخل المنزل وخارجه، هي الأقرب لوالدتها واخواتها، لديها صديقتان مقربتان ليس فقط من الناحية المعنوية وانما تربطهم قرابة دم أيضاً، كانت رفقتهم يقسم بها من في الشرق والغرب، يحسدهم عليها كل من يراهم سويا.
فتاة قوية بكل ماتحتويه الكلمة من معان، تسقط وتقوم، تسقط وتقوم لكن بالرغم من صلابة الجبال الا انها تهدم في وقت ما، بالرغم من قسوتها وتحجرها الا انها تخترق بأجهزة من صنع الإنسان مهما كان عمرها.
في مكالمة عبر الهاتف:
يصرخ آثر بصوت مرتفع وغاضب بنبرة تهديد يتحدث:
-ان لم تفعلي ذلك يا سهيلة لن تري وجهي مرة أخرى، ماذا افعل لك اكثر من ذلك؟! ماذا افعل لترضي عائلتكِ، وها أنت الآن ترفضين البقاء معي، كنت اعلم انك ستتأثرين بحديثهم يوما ما.
بصوت حزين وباكِ يحطم القلب:
-تعلمين كم عانيت لأجلك يا سهيلة، وكم تحملت من الإهانات؛ كي اكون بجانبك، لكن إلى هنا وكفى، لقد اكتفيت وعلمت مكانتي لديك الآن.
بصوت حزين ومتوتر:
-آثر توقف عن قول ذلك ارجوك، ليس الأمر كما تعتقد، لكن لا فائدة مما سنفعله، ما تطلبه الان لن يعود بالنفع علينا بشيء، بل ربما متأذى منه اكثر، رجاءا اهدأ؛ حتى نستطيع التفكير بعقلانية والتحدث بالامر.
بصوت مرتفع ونبرة تهديد قاسية، فهو يعلم في نهاية الأمر أنه سيحصل على مايريد، بالطبع تلك الثقة يكتسبها الشخص عندما يتمكن من معرفة نقاط ضعف الطرف الآخر ويعلم كيفية استغلالها، ذلك الخبيث جعلها تعشقه حد الموت وكان عشقه هو قاتلها الوحيد:
-لن اهدأ يا سهيلة، فقط اريد سماع شيء واحد منكِ، تريدين الزواج بي ام لا؟
تريدين البقاء معي ام لا؟
بلا تردد قالتها بحب وصفاء نية:
-بالطبع اريد، ولكن.
بتر حديثها حتى يتمكن من إكمال تأثيره عليها، ذاك السحر الخفي الذي ألقاه عليها فجعلها كأداة بين يديه يستعملها وقتما يشاء:
-ليس هناك بكن، إن كنت تريدين البقاء معي فلنتزوج الآن، ولتكوني زوجتي أمام الله؛ حتى لا يستطيع اهلك اجباركِ على الزواج من آخر، وحتى أطمئن انك معي وانك ملكي انا فقط.
بتنهيدات حارقة، مغلوبة على أمرها، تستسلم أمام حديثه الذي سيطر على عقلها كليا:
-حسنا يا آثر كما تريد ان كان هذا ما سيريحك ويجعلك تطمئن سأفعله، قل لي الآن ماذا تريد مني أن افعل، ولكن قبل ذلك .
بتر حديثها ليجعلها تطمئن ذلك الشيطان الذي يخفي حقيقته خلف وجه رجل عاشق وضحية للحب، ابتسم تلك الابتسامة الخبيثة، لقد حصل على ما يريد ولكن هناك زر بسيط لابد من الضغط عليه برفق حتى تكتمل مهمته:
-اعلم ماذا ستقولين.
تحدث بصوت حنون وطيب، بحب وهدوء:
-انا احبك اكثر من نفسي، أحافظ عليك كما احافظ على قطعة من جسدي، بالإضافة إلى انك بمكان وانا بآخر، كيف ساقترب منكِ اذا؟ افعل ذلك من أجل الحفاظ عليك يا سهيلة.
تنهدت مستسلمة للأمر:
-حسنا يا آثر، لكن عدني بانك ستحافظ على ذلك ولن تخذلني؟
-اعدك بأني لن اخذلكِ ابدا، وستظلين زوجتي أمام الله حتى تتقبل هائلتك ارتباطنا، ويقبل والدك بزواجنا.
في محاولة أخرى من عقله الشيطاني لاقناعها برغبته الكامنة، يعتقد أنه سيجعلها تقبل كما قبلت رغبته الآن:
-لقد طلبت منك أن نتزوج سابقا دون علم أحد ونضعهم أما الأمر الواقع لكنك لم تقبلي ذلك، بالرغم من أنه كان الحل الأمثل لما نحن به الآن، كان يستقبل والدك الأمر مع مرور الوقت وسيتقبل الجميع.
بترت حديثة بانفعال وضيق:
-بالطبع لا لن افعل ذلك يا آثر ولا تتجرأ على التحدث معي بهذا الأمر والا ستخسرني إلى الابد، لن اكون تلك الفتاة التي تخذل اهلها وتجلب لهم العار، إن كنت حقا تحبني لا تتحدث بهذا الأمر مجددا، او ساعلم اني سلعة رخيصة بالنسبة إليك تباع وتشترى.
-حسنا حسنا انسيّ الأمر، هيا قولي ورائي يا حبيبتي، زوجتك نفسي…
عودة بالزمن
~~~
قبل عدة أشهر رن جرس الهاتف، اخرجت "سهيلة" هاتفها من حقيبة يدها واذا برقم ليس ضمن جهات الاتصال الخاصه بها، اجابت:
-سلام عليكم.
صوت شاب يتحدث:
-وعليكم السلام، أستاذة سهيلة تتحدث؟
-اجل سيدي تفضل، من انت؟
-انا آثر، لقد اخبرتني أستاذة رباب ان اتواصل معكِ بخصوص العمل وتفاصيله.
-نعم حسنا، من اين انت سيد آثر؟
-انا من القاهرة، لكن اتواجد حاليا بالقرب منك في المنصوره.
-ممتاز إذا لنتقابل بعد نصف ساعة إن كان ذلك يناسبك.
-اااه لااا لا يمكنني ذلك انا منشغل الان ولدي عمل انجزه، دعينا نتواصل عبر الهاتف ونحدد معاد اخر في يوم لاحق.
لاحظت سهيلة التوتر والقلق في حديثه، لكنها لم تعرفه انتباه وتخطت الأمر بلا مبالاة قائلة:
-حسنا كما تريد، معذرة، سعدت بالتعرف اليك، وداعاً.
-وانا أيضا وداعاً.
اغلقت سهيلة الهاتف وقامت بالاتصال برباب صديقتها المقربة والتي تقربها قرابة دم من جهة والدتها، فهو ابنة خالتها، تحدثت بجدية وضيق بعض الشيء:
-رباب لما تعطِ رقم هاتفي لمن كان؟ الم نتحدث بأن تخبريني اولا؟
اجابت رباب عبر الهاتف بانفعال قائلة:
-وهل يقف العملاء بالصف على عتبة بابك أستاذة سهيلة، تعلمين أننا ملتزمين بإعادة تلك الأموال التي اخذناها من أجل العمل في هذا الشركة المشؤومة، ولا نعلم متى سنربح وإن كنا سنفعل ام لا.
التقطت انفاسها بهدوء تحاول استعادة حالتها الطبيعية:
-حسنا انسي الأمر، من هذا آثر؟ وكيف تعرفت عليه؟
-تحدثتي إليه؟ وماذا فعلت؟
-اجيبي اولا؟
-لقد تعرفت عليه عبر الفيس بوك وتحدثت معه عن العمل واعطيته رقم هاتفك ليتواصل معك، الست المسؤولة؟
-رباب استمعي الي جيدا، ليس كل الأشخاص اللذين تتحدثين معهم عن العمل يريدون العمل، هناك أشخاص تجعلها حجة لهم لخوض الأحاديث التي بلا جدوى.
-واذا، ليس هناك مايشغلنا عزيزتي، لنرفع عن أنفسنا قليلا.
ضحكت سهيلة قائلة:
-اعلم انك تريدين الزواج بأقصى سرعة أيتها الفتاة الحمقاء، لكن عليك أن تحسني الاختيار.
-فليأتوا اولا واعدك باني ستختار بدقة هههههه.
-ههههه حسنا انسب الأمر سأذهب الآن علي العودة إلى المنزل لقد تأخر الوقت، لم اجد وسيلة مواصلات تقلني إلى القرية الآن.
-حسنا هيا اذهبي، تحدثي الي بعد رجوعك.
حسنا، إلى اللقاء..
اغلقت رباب الهاتف وسهيلة ايضا، تلك هي الصديقة المقربة لسهيلة "رباب" تكبرها بثلاثة أعوام، مرحة وزكية وفتاة اجتماعية، أنيقة ومهندمة متوسطة الجمال لكنها اجمل من سهيلة بعض الشي، وافتح منها من حيث لون البشرة، كانت القائد لفريق الاصدقاء، كانو يسمونهم الثلاثي المرح، رباب وسهيلة واسيل.
~~~
جلس آثر في المساء على فراشه بجوار شقيقه التوأم اكرم، الذي يشبهه كثيرا من ناحية الشكل ولكن ليست جميع الطباع، بل كان اكرم يفوقه مكرا وخداعا.
لاحظ اكرم أن آثر منزعج، يمسك هاتفه ويحاول الاتصال بأحد لكنه لم يصل إليه، قال بمزاح وحب استطلاع:
-ماذا هناك يا رجل، فتاة أخرى؟! لا تعرك انتباهها، ماذا يا بطل هل وقعت في المصيدة؟!
زفر آثر بضيق وقال:
-انا لست بمزاج لمزاحك الآن، دعني وشأني.
تحدث بهدوء ليعلم مايخفيه آثر قائلاً:
-ما الأمر يا اخي لما اراك بهذه الحالة؟ أخبرني ماذا هناك ربما نجد حلا سويا؟
تنهد آثر بحزن وتوتر وقال:
-لقد تعرفت على فتاة منذ عدة أيام لكنها ليست كباقي الفتيات، لا تجيب على هاتفي ولا على رسائلي الالكترونية، انها حادة الطباع وجدية دائما، تتحدث في العمل فقط.
سأله باستغراب:
-وهل انت تبحث عن عمل، ما معنى هذا لا افهم؟
-انا تعمل بإحدى شركات المساهمة وتعرفت على صديقتها من خلال العمل، ومنها تعرفت عليها، اتخذت العمل حجة كي اتقرب منها.
ابتسم اكرم بلئم وقال:
-يا لك من ماكر كبير، حسنا ولم لا تجيب عليك؟
-لأ اعلم عندما اتحدث معها تخبرني بأنها ليست تلك الفتاة التي تحب الأحاديث التي بلا معنى أو التلاعب بمشاعرها.
-حسنا انها بسيطة جدا، سأجعلك تمتلكها في ثانية.
انتفض آثر معتدلا ينظر إلى اكرم بحماس ويقول:
-حقا؟! وكيف ذلك؟
-انا فتاة محترمة كما يتضح، وانت ايضا شاب محترم وهذا ماستفعله، أخبرها بانك تريد التعرف عليها وعلى عائلتها بغرض شريف؛ إلا أن تحصل عليها.
-هل سيجدي هذا نفعاً؟ لا اعتقد ذلك؟
-حسنا لن تخسر شيئاً جرب الأمر، او تخلى عنها فهناك الكثير حولك.
قام اكرم وخرج من الغرفة وترك آثر بين أفكاره شاردا، امسك بهاتفه وترك رسالة على الماسنجر الخاص بها، كانت تلك الرسالة هي مفتاح لباب عقلها ومشاعره.
في زمن كثرة فيه الفتن وتبدلت المبادئ وأصبحت سلع تباع وتشترى وكل منها لديها ثمنها الخاص، أصبحت الضمائر مخدرة والعقول مغيبة والقلوب كصخرة متحجرة.
أصبح الاستغلال هو السلعة الأكثر مبيعا وشهرة على الاطلاق، له عدة طرق وجوائزه عديدة، بل أصبح كالدورات التعليمية التي تمكنك من الحصول على ما تريد عبر استغلال نقاط ضعفه، وهذا ما حدث مع سهيلة.
"سهيلة" هي فتاة في الصف الثالث الجامعي، فتاة مهذبة متوسطة الجمال خمرية اللون، ذات ملامح بريئة وبسيطة، كانت ذات شخصية مميزة ولها طابع خاص، طيبة قلبها ونقاء روحها يجذب إليها كل من يعرفها، بالإضافة إلى روحها المرحة والتي دائما ما كانت تضفي البهجة والسرور في مكان تواجدها، مرحها الذي لم يتوقف قط إلا بعدما كسر قلبها.
وجهها بشوش، جمال روحها كان يغطي على جمال وجهها البسيط والذي كان يتنكر عليه البعض، لكن ثقتها بنفسها لم يكسرها شيء.
تلك الفتاة البسيطة والأنيقة التي حملت من الهموم ما لا يطيق تحمله احد، التي عانت الكثير رغم صغر سنها بداية من زواج والدها بأخرى وكره جدها والد ابيها لها والدتها بالرغم من أن والدتها هي ابنة اخيه المتوفي، إلى حبها الذي كسر قلبها وهشم مشاعرها وحطم نفسيتها.
كان يعتمد عليها في الكثير من الامور داخل المنزل وخارجه، هي الأقرب لوالدتها واخواتها، لديها صديقتان مقربتان ليس فقط من الناحية المعنوية وانما تربطهم قرابة دم أيضاً، كانت رفقتهم يقسم بها من في الشرق والغرب، يحسدهم عليها كل من يراهم سويا.
فتاة قوية بكل ماتحتويه الكلمة من معان، تسقط وتقوم، تسقط وتقوم لكن بالرغم من صلابة الجبال الا انها تهدم في وقت ما، بالرغم من قسوتها وتحجرها الا انها تخترق بأجهزة من صنع الإنسان مهما كان عمرها.
في مكالمة عبر الهاتف:
يصرخ آثر بصوت مرتفع وغاضب بنبرة تهديد يتحدث:
-ان لم تفعلي ذلك يا سهيلة لن تري وجهي مرة أخرى، ماذا افعل لك اكثر من ذلك؟! ماذا افعل لترضي عائلتكِ، وها أنت الآن ترفضين البقاء معي، كنت اعلم انك ستتأثرين بحديثهم يوما ما.
بصوت حزين وباكِ يحطم القلب:
-تعلمين كم عانيت لأجلك يا سهيلة، وكم تحملت من الإهانات؛ كي اكون بجانبك، لكن إلى هنا وكفى، لقد اكتفيت وعلمت مكانتي لديك الآن.
بصوت حزين ومتوتر:
-آثر توقف عن قول ذلك ارجوك، ليس الأمر كما تعتقد، لكن لا فائدة مما سنفعله، ما تطلبه الان لن يعود بالنفع علينا بشيء، بل ربما متأذى منه اكثر، رجاءا اهدأ؛ حتى نستطيع التفكير بعقلانية والتحدث بالامر.
بصوت مرتفع ونبرة تهديد قاسية، فهو يعلم في نهاية الأمر أنه سيحصل على مايريد، بالطبع تلك الثقة يكتسبها الشخص عندما يتمكن من معرفة نقاط ضعف الطرف الآخر ويعلم كيفية استغلالها، ذلك الخبيث جعلها تعشقه حد الموت وكان عشقه هو قاتلها الوحيد:
-لن اهدأ يا سهيلة، فقط اريد سماع شيء واحد منكِ، تريدين الزواج بي ام لا؟
تريدين البقاء معي ام لا؟
بلا تردد قالتها بحب وصفاء نية:
-بالطبع اريد، ولكن.
بتر حديثها حتى يتمكن من إكمال تأثيره عليها، ذاك السحر الخفي الذي ألقاه عليها فجعلها كأداة بين يديه يستعملها وقتما يشاء:
-ليس هناك بكن، إن كنت تريدين البقاء معي فلنتزوج الآن، ولتكوني زوجتي أمام الله؛ حتى لا يستطيع اهلك اجباركِ على الزواج من آخر، وحتى أطمئن انك معي وانك ملكي انا فقط.
بتنهيدات حارقة، مغلوبة على أمرها، تستسلم أمام حديثه الذي سيطر على عقلها كليا:
-حسنا يا آثر كما تريد ان كان هذا ما سيريحك ويجعلك تطمئن سأفعله، قل لي الآن ماذا تريد مني أن افعل، ولكن قبل ذلك .
بتر حديثها ليجعلها تطمئن ذلك الشيطان الذي يخفي حقيقته خلف وجه رجل عاشق وضحية للحب، ابتسم تلك الابتسامة الخبيثة، لقد حصل على ما يريد ولكن هناك زر بسيط لابد من الضغط عليه برفق حتى تكتمل مهمته:
-اعلم ماذا ستقولين.
تحدث بصوت حنون وطيب، بحب وهدوء:
-انا احبك اكثر من نفسي، أحافظ عليك كما احافظ على قطعة من جسدي، بالإضافة إلى انك بمكان وانا بآخر، كيف ساقترب منكِ اذا؟ افعل ذلك من أجل الحفاظ عليك يا سهيلة.
تنهدت مستسلمة للأمر:
-حسنا يا آثر، لكن عدني بانك ستحافظ على ذلك ولن تخذلني؟
-اعدك بأني لن اخذلكِ ابدا، وستظلين زوجتي أمام الله حتى تتقبل هائلتك ارتباطنا، ويقبل والدك بزواجنا.
في محاولة أخرى من عقله الشيطاني لاقناعها برغبته الكامنة، يعتقد أنه سيجعلها تقبل كما قبلت رغبته الآن:
-لقد طلبت منك أن نتزوج سابقا دون علم أحد ونضعهم أما الأمر الواقع لكنك لم تقبلي ذلك، بالرغم من أنه كان الحل الأمثل لما نحن به الآن، كان يستقبل والدك الأمر مع مرور الوقت وسيتقبل الجميع.
بترت حديثة بانفعال وضيق:
-بالطبع لا لن افعل ذلك يا آثر ولا تتجرأ على التحدث معي بهذا الأمر والا ستخسرني إلى الابد، لن اكون تلك الفتاة التي تخذل اهلها وتجلب لهم العار، إن كنت حقا تحبني لا تتحدث بهذا الأمر مجددا، او ساعلم اني سلعة رخيصة بالنسبة إليك تباع وتشترى.
-حسنا حسنا انسيّ الأمر، هيا قولي ورائي يا حبيبتي، زوجتك نفسي…
عودة بالزمن
~~~
قبل عدة أشهر رن جرس الهاتف، اخرجت "سهيلة" هاتفها من حقيبة يدها واذا برقم ليس ضمن جهات الاتصال الخاصه بها، اجابت:
-سلام عليكم.
صوت شاب يتحدث:
-وعليكم السلام، أستاذة سهيلة تتحدث؟
-اجل سيدي تفضل، من انت؟
-انا آثر، لقد اخبرتني أستاذة رباب ان اتواصل معكِ بخصوص العمل وتفاصيله.
-نعم حسنا، من اين انت سيد آثر؟
-انا من القاهرة، لكن اتواجد حاليا بالقرب منك في المنصوره.
-ممتاز إذا لنتقابل بعد نصف ساعة إن كان ذلك يناسبك.
-اااه لااا لا يمكنني ذلك انا منشغل الان ولدي عمل انجزه، دعينا نتواصل عبر الهاتف ونحدد معاد اخر في يوم لاحق.
لاحظت سهيلة التوتر والقلق في حديثه، لكنها لم تعرفه انتباه وتخطت الأمر بلا مبالاة قائلة:
-حسنا كما تريد، معذرة، سعدت بالتعرف اليك، وداعاً.
-وانا أيضا وداعاً.
اغلقت سهيلة الهاتف وقامت بالاتصال برباب صديقتها المقربة والتي تقربها قرابة دم من جهة والدتها، فهو ابنة خالتها، تحدثت بجدية وضيق بعض الشيء:
-رباب لما تعطِ رقم هاتفي لمن كان؟ الم نتحدث بأن تخبريني اولا؟
اجابت رباب عبر الهاتف بانفعال قائلة:
-وهل يقف العملاء بالصف على عتبة بابك أستاذة سهيلة، تعلمين أننا ملتزمين بإعادة تلك الأموال التي اخذناها من أجل العمل في هذا الشركة المشؤومة، ولا نعلم متى سنربح وإن كنا سنفعل ام لا.
التقطت انفاسها بهدوء تحاول استعادة حالتها الطبيعية:
-حسنا انسي الأمر، من هذا آثر؟ وكيف تعرفت عليه؟
-تحدثتي إليه؟ وماذا فعلت؟
-اجيبي اولا؟
-لقد تعرفت عليه عبر الفيس بوك وتحدثت معه عن العمل واعطيته رقم هاتفك ليتواصل معك، الست المسؤولة؟
-رباب استمعي الي جيدا، ليس كل الأشخاص اللذين تتحدثين معهم عن العمل يريدون العمل، هناك أشخاص تجعلها حجة لهم لخوض الأحاديث التي بلا جدوى.
-واذا، ليس هناك مايشغلنا عزيزتي، لنرفع عن أنفسنا قليلا.
ضحكت سهيلة قائلة:
-اعلم انك تريدين الزواج بأقصى سرعة أيتها الفتاة الحمقاء، لكن عليك أن تحسني الاختيار.
-فليأتوا اولا واعدك باني ستختار بدقة هههههه.
-ههههه حسنا انسب الأمر سأذهب الآن علي العودة إلى المنزل لقد تأخر الوقت، لم اجد وسيلة مواصلات تقلني إلى القرية الآن.
-حسنا هيا اذهبي، تحدثي الي بعد رجوعك.
حسنا، إلى اللقاء..
اغلقت رباب الهاتف وسهيلة ايضا، تلك هي الصديقة المقربة لسهيلة "رباب" تكبرها بثلاثة أعوام، مرحة وزكية وفتاة اجتماعية، أنيقة ومهندمة متوسطة الجمال لكنها اجمل من سهيلة بعض الشي، وافتح منها من حيث لون البشرة، كانت القائد لفريق الاصدقاء، كانو يسمونهم الثلاثي المرح، رباب وسهيلة واسيل.
~~~
جلس آثر في المساء على فراشه بجوار شقيقه التوأم اكرم، الذي يشبهه كثيرا من ناحية الشكل ولكن ليست جميع الطباع، بل كان اكرم يفوقه مكرا وخداعا.
لاحظ اكرم أن آثر منزعج، يمسك هاتفه ويحاول الاتصال بأحد لكنه لم يصل إليه، قال بمزاح وحب استطلاع:
-ماذا هناك يا رجل، فتاة أخرى؟! لا تعرك انتباهها، ماذا يا بطل هل وقعت في المصيدة؟!
زفر آثر بضيق وقال:
-انا لست بمزاج لمزاحك الآن، دعني وشأني.
تحدث بهدوء ليعلم مايخفيه آثر قائلاً:
-ما الأمر يا اخي لما اراك بهذه الحالة؟ أخبرني ماذا هناك ربما نجد حلا سويا؟
تنهد آثر بحزن وتوتر وقال:
-لقد تعرفت على فتاة منذ عدة أيام لكنها ليست كباقي الفتيات، لا تجيب على هاتفي ولا على رسائلي الالكترونية، انها حادة الطباع وجدية دائما، تتحدث في العمل فقط.
سأله باستغراب:
-وهل انت تبحث عن عمل، ما معنى هذا لا افهم؟
-انا تعمل بإحدى شركات المساهمة وتعرفت على صديقتها من خلال العمل، ومنها تعرفت عليها، اتخذت العمل حجة كي اتقرب منها.
ابتسم اكرم بلئم وقال:
-يا لك من ماكر كبير، حسنا ولم لا تجيب عليك؟
-لأ اعلم عندما اتحدث معها تخبرني بأنها ليست تلك الفتاة التي تحب الأحاديث التي بلا معنى أو التلاعب بمشاعرها.
-حسنا انها بسيطة جدا، سأجعلك تمتلكها في ثانية.
انتفض آثر معتدلا ينظر إلى اكرم بحماس ويقول:
-حقا؟! وكيف ذلك؟
-انا فتاة محترمة كما يتضح، وانت ايضا شاب محترم وهذا ماستفعله، أخبرها بانك تريد التعرف عليها وعلى عائلتها بغرض شريف؛ إلا أن تحصل عليها.
-هل سيجدي هذا نفعاً؟ لا اعتقد ذلك؟
-حسنا لن تخسر شيئاً جرب الأمر، او تخلى عنها فهناك الكثير حولك.
قام اكرم وخرج من الغرفة وترك آثر بين أفكاره شاردا، امسك بهاتفه وترك رسالة على الماسنجر الخاص بها، كانت تلك الرسالة هي مفتاح لباب عقلها ومشاعره.
•تابع الفصل التالي "رواية زواج السوشيال ميديا" اضغط على اسم الرواية