رواية اسد الصعيد كاملة بقلم إيمي عبده عبر مدونة دليل الروايات
رواية اسد الصعيد الفصل الاول 1
الفصل الأول
❈-❈-❈
ظهرت والدة جميله من اللامكان ووقفت أمام صقر باكيه راجيه
- الله يرضى عنيك هملها لحالها كفياها اللى چرالها
تدخلت والدته وعلى ما يبدو أنها تريد قتل أحدهم فصوتها الذى لا يرتفع إلا قليلاً يكاد تنشق المنزل من صداه
- جرالها إيه دلعتى مجصوفة الرجبه بتك لحد مبجلهاش كاسر مرت عوض جالتلها الواد مرضان وكل من إطلعله جلها إكده وهيا عامله حالها مفنطه وزعجت فينا وأديه مات لجل ما تنبط وتجعد وأدينى أهه عجولك اللى يهمل نعمة ربنا إكده عتزول من خلجته ولاهياش شايفه ضفر راجل من ضهر صجر تانى
حينها أدرك صقر ما حدث لقد ترك زوجته حاملاً بشهورها الأخيره ويبدو أنها أنجبت الصبى الذى أرادته لكنها لم ترعاه جيداً أو كما يبدو كان ضعيفاً ومات
تنهد صقر لا فائده من الحزن على من لم يعلم بشأنه نهض واقفاً فنظر له الجميع مترقبين ومن بينهم أخاه الذى ظل صامتاً منذ البدايه فقط إحتراماً لصقر
حينها خرجت جميله فقد سمعت صوت والدة صقر يعلو ويبدو أنها ستعاقب وظنت أن دموعها قد تجعله يرحمها ولو فقط أمام الناس لأنها تعلم أن لا دموعها ولا حتى دمائها لها أى تأثير على صقر ولكنها فضلت أن تواجهه بوجود الجميع عل عقابها يكن أهون من مواجهته بمفردها لكنها كغيرها صُعِقَت بهدوئه حين سألهم
- هو مات ميته
هدأ غضب والدته وتشكل الحزن بحلقها وأجابته بصوتٍ واهن : بجاله ياچى سبوع
أومأ بصمت ثم نظر لهم فوجد الجميع متأهباً لثورته القادمه لكنه ظل على هدوئه : الله يرحمه بس على إكده حداكم عشا ولا عتجعدوا تولولو عاللى راح
إستنكرت جميله هدوئه وتركت خوفها ووقفت تصرخ به : إنت محزنانش عليه
- أحزن عليه كيف وأنى مدراش بيه غير دلوك الله چاب الله خد الله عليه العوض
إزداد إشتعال غضب جميله وإقتربت منه صارخه : إنت إيه حچر مفارجش معاك ضناك يامُرك يا چميله
برقت عينا صقر بغضبه الدفين من تلك الحقود : ضنايا اللى جتلتيه من جبل ما ياچى الدايه جالتلك ملكيش حبل دلوكيت لسه جتتك ماريحتش من الولاده لولانيه عملتى بتفهمى لحالك وجطمتى ضهر بتك بدرى لما فطمتيها جبل ما تتم السنه ولما چاكى الواد اللى عتنصعرى عليه محافظتيش عليه جالولك الواد مرضان عملتى أم العريف ومسمعتيش لحد واصل وأدى ربنا خد عطيته ورحمه من عجربه لا ترضى ولا تشكر زييكى عاوزه إيه أزعل عليه إموافج وعاخد بتاره من اللى جتلته تحبى أدفنك چاره ولا أجولك متستهليهاش دمه الطاهر عتنچسيه برجدتك چاره إيه رأيك أشج بدنك وأدور لو كانلك جلب كيه باجى البشر ولا أفتح نفوخك أطلع لو بيها عجل ولا له ولا تاخديها من أصيرها وتغورى على دار أبوكى ومتوريناش خلجتك أبداً
صرخت والدتها راجيه ومالت تمسك بيده تقبلها ذليله : أحب على يدك له لو رچعت وياى أبوها عيجتلها ومين عيرضى بيها بعد ما كبير البلد يهملها
نفض يدها غاضباً مما تفعله فأكثر ما يكرهه الذل
- خاليص فضناها جولى لبتك تلايمها وتخفى من خلجتى ولعلمها حبل جبل أربع سنين معيحصلش
صرخت جميله مجدداً : عتجول إيه عاوز الخلج يجولو بجيت أرض بور
- معيلزمونيش الخلج لو البت حصلت أخوها ، رعيها لو عايزه يبجالك عيشه معاى على ماصحتها الضعفانه تتجوى وصحتك ترد وتجدرى تحبلى ف عيل عفي يتحمل أذاكى ولو حديتى متسمعش لو أمك حبت على رچلى كومان معهملكيش دجيجه ف دارى
صكت أسنانها غيظاً مما يقول ومن مذلة والدتها أمام عائلته وصمتت مجبره حتى لا ينفذ تهديده وظنت أنها إذا حملت مجدداً وأنجبت له صبى سيتراجع عن تهديده لها لكنه لم يكن أحمقاً يعلم أنها ستعيد الكره وتفعل ما برأسها ولكى يمنعها من إيذاء روح بريئه أخرى إمتنع عن الإقتراب منها مهما أغوته فهى بالأساس لا تأثير لها عليه كما أنها فرصته ليبتعد عنها وظلت تحاول حتى يأست وما جعلها تتحمل أن زينه حين حملت بعد أكثر من عام حدث لها إلتواء بقدمها حين كانت تصعد درج المنزل فسقطت مغشى عليها وفقدت الطفل ونصحتها القابله أن تتانى بالحمل فالإجهاض أجهد جسدها بشده وزينه على خلاف جميله إمرأه عاقله تستمع لنصح الآخرين من هم على درايه بمساوئ الأمور فلم تحمل مجدداً
ومرت أربعة سنوات وكم أراد صقر أن يظل الحال هكذا ليته جعلها عشرون عاماً لكان عاش هانئ البال لكن لا مفر من قدره
❈-❈-❈
لم يمر وقتٍ كثير وحملت جميله وكم تباهت بالصبى القادم فى حين أصر صقر أنها حامل بفتاه مما كان يجعلها تشتشيط غيظاً حتى أتمت حملها وبمنتصف ليلة ما أيقظت صقر صارخه فنهض متأففاً فقد كان يوم عمل شاق ويحتاج الراحه بشده لكنها أيقظته ممسكه بكتفه تحركه بعنف فدفع يدها وجلس يسألها
جرى إيه ياحُرمه شوم
- بولد يا راچل إلحجنى
- أبه ما تولدى ولا تتحرجى بچاز أنى مالى
- نادملى عالدايه مجدراش
تنهد بإنزعاج ونهض من فراشه يرتدى جلبابه ثم خرج من الغرفه وتوجه إلى غرفة والدته التى وجدها قد إستيقظت بسبب صراخ زوجته
- چميله عتولد روحيلها يا أمه
أومأت له ثم أسرعت لتجد أن جميله تتألم بشده فخرجت تتاديه
- عچل بالدايه يا ولدى
- دايه ليه كل الل عتعمله عتشد العيل شديه إنتي
- ياولدى البت عتتلوى چوه
- لهى أول مره تولد أنى نعسان ومفيجش للچرى وسط الأرض الساعه دى
تحرك حتى جلس على الأريكه الخشبيه فنظرت له غير مصدقه : انت عتجعد
- له أنى هنعس شجيان طول النهار
تثائب ثم تسطح بالفعل
تفتكروا هتخلف بنوته ولا صبي ولا الخيبه متكونش حامل اصلا ودا انتفاخ
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية اسد الصعيد) اسم الرواية