رواية الاختبار الجزء الثاني 2 الفصل الثامن عشر 18 - بقلم لولو طارق
الإختبار 18
*************
فرعون حين قال : " أنا ربكم الأعلى " ..
كيف كان رد الله سبحانه ؟!
قال الله سبحانه وتعالى لموسى وهارون "
" إذهبا إلى فرعون إنّه طغى فقولا له قولاً ليناً لعله يتذكر أو يخشى" ..
قال أحد الصالحين وهو يسمع هذه الآية :
سبحانك يا رب إذا كان هذا هو عطفك بفرعون الذي قال :
" أنا ربكم الأعلى " ..
فكيف يكون عطفك بـ عبد قال :
"سُبحانك ربي الأعلى " !!
وإذا كان هذا عطفك بفرعون الذي قال :
" ما علمت لكم من إله غيري " ..
فكيف يكون عطفك بعبدٍ قال :
" لا إله إلا الله " !!
اللهم إنك عفوٌّ كريم تُحب العفوَ فاعفُ عنا
لا إله إلا الله محمد رسول الله
❤❤❤💙💙💙💙💚💚💚💛💛💛💛
سيلا برقت وبخوف بترجع لورا أول ما الراجل رفع إيده عليها وإيد مسكته كانت هاتكسرها فى وسط فرجة الناس ..
السواق : أوعى إيدى ياراجل أنت
راجل قرب على الخمسين جسمه جرم وقوى قرب إداله بالروسيه .. وسيلا قربت عليه وبعلو صوتها : خلاص ياعمو أنس أرجوك خلاص
أنس زق الراجل وبعلو صوته : العيب على إللى محسوبين على رجولتنا شنبات واقفين يتفرجو على بقف يمد إيده على بنت من بناتنا وشدها وطلع بيها وهو ماسك الشنط .. بص لسيلا .. بطلى عياط إقلعى إلا فى رجلك وإديلو بيه ما تستنيش يمد إيده عليكى إحنا ستاتنا رجاله وقدها أنشفى
سيلا بعياط وجعوره صعبت على أنس وفى نفس الوقت ضحك عليها : كان عايز يضربنى ياعمووو وسط كل هذه الجماهير المتفرجه يا له من وغد .. سكلته أمه .. وضربه أبوه
أنس ضحك ومسد عليها : ماتزعليش طول ما جوز عمتك عايش على وش الدنيا محدش هايقرب منك بأزى إن شاء الله اتصلى قولى يا عمى انس ها اقولك شوبيك لوبيك .. راحه فين بالشنط دى على الصبح كدا وإشمعنا ماشيه من الطريق دا
سيلا دموعها نزلت أكتر وبشهقات موجعه : أصلى مليش حد ومش عارفه رجلى موديانى على فين مكانى بقى الشارع خلاص من بعد ابويا وأمى من بعدهم مفيش حضن ولا سند يارب فى شارع بس حسبى الله ونعمه الوكيل
أنس تنح ومسك إيديها وراح قعد على السور وحط الشنط قدامه : فى إيه حد عملك حاجه وهربتى من عند عمك مصطفى
سيلا هزت راسها وزدات مرارتها وبعياط أكتر لدرجه إنها مش قادره تاخد نفسها وأنس بيطبطب عليها .. وفين وفين على ما أتكلمت وحكت له كل حاجه حصلت ..
أنس قام من غير ولا كلمه ونطر إيده : قومى ياله معايا بيت عمتك وعمك أنس مفتوحين ليكى طول العمر حتى بعد ماعريسك ياخدك ها يفضل بيتك ومفتوحلك .. منهم لله .. منهم لله
سيلا : بس ياعمو أنا مش عايز أتقل عليكو وكمان سمعت إنهم خدو منك المحل إلا حيلتك
أنس : ياخدو كل حاجه يابنت وليد وأغطيكى بهدومى دانتى لحمنا نرمى عروسه فى الشارع تنهش فيها الكلاب الله ينتقم منهم .. ياله لسا عمك أنس ربنا مديله الصحه والعافيه ويعرف يجيب القرش بفضل الله .. تعالى .. وخدها وراح لفاطمه إلا أستقبلتها أستقبال باهر .. وبعد ماعرفت إلا حصل قعدت تعيط بحرقه ..
أنس : خلاص يا فاطمه بدال ما أروح أكومهملك فوق بعض بولادهم وأديهم علقة موت وأفرج عليهم الشارع جاتهم الأرف إلا يقرفهم كلهم
فاطمه : مش كفايه إلا عملوه معايااا وأنا أختهم الوحيده والله حرام طيب دى ذنبها إيه تعيش المرار دا كله بعد ما كلو حقها .. دا لو شياطين مش ها يعملو عمايلهم دي
سيلا بعياط : خلاص ياعمتووو منهم لله أنا مش مسامحهم قلبى مش مسامحهم أزاى كنتى عايشه أنتى وبابا وماما وسطهم
فاطمه أتنهدت وبتمسح مناخيرها : أبوكى كان عارف ربنا وبيخاف منه .. أمال هو مات فى عز شبابه ليه هو وأمك الله يرحمهم كانو أيه يابنتى فى الأخلاق والأدب .. الوحيد إلا كان بيهتم بيااا ويحبنى ويحتوينى ماكنتش أتكسف اقوله على حاجه فى حياتى .. عيطت قوووى.. اااه يا وليد قطعت بيا وببنتك يا حبيبى يا إلا الفلوس كانت أخر همك والدنيا بمتعتها ولا على بالك .. لو قولتلك هات جنيه تدينى عشره وتقولى خدى ياختى ربنا يرزقنى عشان تتبسطو .. كنت الحضن الحنين وكأنك أب برغم سننا قريب من بعض بينا سنتين بس .. الله يرحمه وإلا أمك يابنتى ما شفتش حب ولا ها أشوف زى إلا كانت بتحبهولى وحبها لوليد كل كلامها معايا إحنا حبينا بعض يا فاطمه وداخلنا عيشنا سوا وها نخرج منه سوا ..
سيلا بعياط وزعل : ربنا يرحمهم كان نفسى أشبع منهم يا عمتو ورمت نفسها فى حضن فاطمه وفاطمه ضمتها قوووى .. كان نفسى أحس بوجودهم فى أهلى بس لاء مفيش حاجه بتعوضهم .. غيرك يا عمتو والله
أنس قرب وبعلو صوته : والله لأعوضك يابنت وليد .. انا أبوكى ولا تشيلى هم ولا تزعلى نفسك .. قومى ياله أنا عملت الفطار
سيلا : ربنا يديك الصحه يا عمو
فاطمه : قومى أفطرى ياله عشان ماتتعبيش
سيلا بتمسح دموعها : مليش نفس
فاطمه وطت صوتها : قومى لعمك انس يطربقها فوق دماغهم صحيح ياما مسك فيهم بسببى عشان كدا مقاطعهم
سيلا : وانتى ليه مش مقاطعهم
فاطمه : عشان أخواتى مهما عملو أخواتى يوم ما أنس طربق الدنيااا وكان عايزنى أقاطعهم قولتله لاء الضفر ما يطلعش من اللحم يا أنس وأنا حاجه وأهلى حاجه .. أنا فى بيتك وتحت طوعك إنما أهلى بحلوهم بمرهم إحنا مع بعض وخلاص .. قالى ماجيش فى يوم الاقيكى قالبها مناحه بسببهم وتقولى ماعرفش إيه .. وطت صوتها أكتر .. بقيت أكتم جوايااا وأعيطلى الدمعتين برا البيت أهدى نارى إلا قايده وأروح ولا كأن فى حاجه وأهو عايشين بالطول والعرض عايشين بس ها أخلى كريم إبنى يمسك يسرى يبهدله ويطلع عينه لو شافه المنيل ها تطلع أفعاله لمين .
سيلا : هو كريم بيجى هنا ياعمتو
فاطمه : والله كل فين وفين إن كان هو وإلا أخته الجواز لهيهم وبقى لهم حياتهم يا سيلا عقبال ما نسترك يابنتى فى بيت جوزك
سيلا بأعتراض شديد : لا لا لا لا مفيش الكلام دا تخيلى كدا وأنا أهو وفى راقبتهم وأهلى بيعملو فيا كدا إمال الغريب ها يعمل إيه .. أنا مصره أشتغل وأثبت ذاتى وأقف على رجلى لحد ما أبقى سيدة أعمال كبيره جدا .. وأقع بقى فى واحد زى ثائر يدلعنى ويجيبلى طياره خاصه وياخدنى طول الوقت فى حضنه ياعمتووو
فاطمه ضحكت : هم يضحك وهم يبكى .. من ثائر دا ومين وإلا وقعت فيه دا يا حبيبتى طموحك مش موجود على الأرض للأسف ..
سيلااا أبتسمت : أكيد موجوده يعنى الشخصيات إلا بيكتبو عنها أكيد أكيد موجوده فى الواقع
فاطمه : بيكتبو .. هما لو كانو لقو حقيقى وإلا شافو نص ثائر بتاعك كانو كتبوه كانو حنطوه وحطوه فى المتحف عبره للرجاله إلا زيه يمكن يتعظو ويقلدوه وإلا حاجه .. قومى لعمك أنس ليجى يثور ويجور علينااا ونبقى عبره لمن يعتبر زى أثر بالظبط بس بالعكس
سيلا ضحكت : ضحكتينى يا عمتو فكرتينى بالراجل الأفعوى إلا شغالين عنده اليومين دول .. يووواه حوريه نسيت حوريه
أستنى ها أطلع أكلمها وأقولها أنا ها أروح على المصنع على طول لو هاتروح إنهارده وطلعت برا عشان هما قاعدين فى شقه دور أرضى .. أتصلت على حوريه
حوريه بعصبيه : قلقتينى يا سيلا أتفلقت أتصالات عليكى يابنتى حتى البنات ما بترديش ولا معبره حد
سيلا : معلش يا حوريه أنا أسفه عندى ظروف صعب أقولها فى الفون .. فى شغل إنهارده وإلا ممكن ما أجيش
حوريه : طمنينى عليكى وسيبك من الشغل انتى بخير
سيلا : الحمد لله بخير بس عند عمتو ها أقعد عندها وهى بعيده شويه عنك فاعشان كدا ها أستأذنك لو فى شغل أروح على طول من برا برا ونتفق هناك
حوريه : مفيش حاجه مهمه إنهارده ولا بكرا ممكن تيجى بكرا نقعد ونتكلم مع بعض عشان اطمن عليكى
سيلا بأستسلام : خلاص ماشى .. لاء ربنا يخليكى مع السلامه وقفلت معاها وقعدت تفطر مع عمتها وجوز عمتها ..
************
فهد بعد ما قام من النوم لقى يوسف قاعد على كرسى جمبه ونايم رايح فى سابع نومه بسبب إنه طول الليل من قلقه عليه وعلى تعبه الواضح ما نامش خالص اكتفى بالساعه إلا نامها وخلاص .. فهد فضل شويه باصص عليه لحد ما الممرض دخل وفهد قاله هششش براحه عشان ما يصحاش
الممرض بصوت هامس : عامل إيه دلوقت .. وبيحطلو حقنه فى المحلول الجديد
فهد بتعب لسا مازادش عليه بفضل المسكنات إلا بياخدها فى المحلول : الحمد لله بس بدأت أحس بشد فى رجلى وتعب
الممرض : عشان البنج أنسحب من جسمك خالص والمسكنات كمان بتاعت أمبارح .. الحقنه دى مش هاتحسسك بحاجه إن شاء الله .. أول ما المحلول يجى لهنا وبيشاور على المكان دوس على الزرار إلا وراك دا ها أجيلك .. حمدالله على سلامتك
فهد هز راسه : الله يسلمك
يوسف بيعدل راسه .. مسك راقبته وفتح عيونه : اااه .. أنت فوقت أمتى
فهد أبتسم : لسا مش شويه صغيره .. ما قولتليش عكيت الدنيااا وإلا إيه طمنى من تعبى ما سألتكش إمبارح .. مال راقبتك
يوسف بيلفها : نمت نومه غلط .. الحمد لله فكت أهه .. وبصله بنص عين وبينفض إيده فى بعض بهزار .. أنت مالكش تاخد بنج تانى فاهم أخر مره إن شاء الله
فهد ضحك بصوت مسموع : وربنا ماعايز لا بنج ولا مستشفيات ربنا يبعدنا عنها ويبارك فى صحتنا
يوسف : اللهم أمين .. بص فى ساعته .. ياااه دانا مكملتش نص ساعه نايم بس الحمد لله حسيت إنى نمت كتيررر قوى وشبعت نوم وقايم يغسل وشه
فهد بصوت عالى : أوسه ياعسل أنا جعان
يوسف لف براسه : نعم .. المفروض إن مفيش أكل إنهارده ولا حمام حضرتك
فهد تخن صوته : يعنى إيه يعنى انا ماكلتش من إمبارح مليش دعوه أكلونى كرشى يا جدع ما بيتحملش
يوسف : هههههه يابنى هاتتنظر أنت لسا خارج من عمليات باليل ورجليلك بالصلاه على النبى متلقحه على المصوره ورافعنها تلاته متر لفوق خلى عندك دم هاناخدك بالسرير ندخلك الحمام وإلا نعملك واحد تحتك
فهد ضحك جاامد : طب أى حاجه عنبايه .. بلاحيه .. جوافيه .. مانجيه
يوسف : لما يجى الدكتور بردو ويقول وبينشف وقعد قدامه
فهد : طيب أرغى معايا فى أى حاجه عشان أنسى هو أنت سمعتنى فى حاجه وإلا حاجه وبيمد إيده ياخد عصير يشربه .. شكلك سمعت قول قول
يوسف رفع إيده : معلش دى أسرار مهنه ومش لازم أقولك .. بس ممكن تسئل أى حد فى المشفى هما عارفين كل حاجه
فهد برق عيونه : قول وربنا
يوسف ضحك : ماشاء الله أنت مش عندك صوت أنت عندك جرس .. جرسه وفضيحه كانت نايمه على السرير إمبارح .. يابنى شردت مراتك .. وإيه هاتروحى النار دى انت كنت بتتحاسب وإلا بتعمل عمليه
فهد فضل يضحك : أصل كلامك كان فى دماغى وكل تفكيرى إن لسانها طوله مترين وما بتتهدش وعايز اقولها كلامك يمكن تتعظ
يوسف وهو بيضحك : ياعم نتعظ إحنا الأول دانت قاعدتك مصيبه
فهد : مش واخد أنت على الجو دا عارف .. بقولك إيه أنا ها أخرج أمتى
يوسف : لما يجى الدكتور هانعرف .. أبوك ما بطلش رن من ساعة ما فتحت التليفون
فهد : اتصل عليه وهاته أكلمه أطمنه عليااا وفعلا اتصل طمنه وكلم نوال طمنها وقفل على طول .. تليفونه رن تانى وكان أحمد .. كلمه طمنه بردو وقاله بيهرب يومين من الكل مع واحد صاحبه وقفل .. رن تالت ورد كان الواد إلا شغال معاه فى المعرض وقاله إن فى زبون لعربيه وفهد كلمه واتفق معاه بعد ما الزبون أتفرج عليها وعجبته .. وقاله أسبوع بالكتير ويخلص معاه ورقها بس يسيب عربون لو عنده نيه فعلا للشرا وياخد بالمبلغ إلا ها يسيبه وصل .. وقفل ..
فهد بصوت مسموع : إيه دا هى الناس بتفتكرنى مره واحده
يوسف شاور : رد يا حبيبى
فهد بص للفون وبص ليوسف .. يوسف هز راسه إيه أطلع برا
فهد بإرتباك : لاء خليك .. ألووو أزيك يا حوريه
حوريه : الحمد لله يا فهد أنت عامل إيه ورجلك عامله إيه
فهد : الحمد لله ماشى الحال
حوريه : طبعا مستغرب أتصالى
فهد الصراحه : أيوا
حوريه : أنا عارفه عشان كدا ها أدخل فى الموضوع على طول كنت عايزا عربيه تنجزنى شويه وأعرف أركبها أنا والبنات بدال ما بندفع اد كدا إيجار بس تكون رخيصه يعنى فيت لو أمكن وتكون حالتها حلوه
فهد بدون تفكير : عنيه حاضر يعنى نويتى تستغنى عن زوبه
حوريه أبتسمت : الصراحه لاء هاتفضل معايااا .. العربيه دى هاتكون للشغل والمشواير الكبيره فاهمنى وكمان معايا أكتر من بنت نركب كلنا مع بعض بس إلا جاهزين معايا حاليا ١٥ ألف بس وإن شاء الله فى عميل ها يجيبلى خمسه أخر الأسبوع ينفع وإلا صعب
فهد : ينفع جدا ما تشغليش بالك أحلى عربيه ها تبقى تحت رجلك من بكرا لحد ما أرجع .. ونتفق ونكتبلك العقد ونظبط الدنيا ..
حوريه بأستغراب : أنت مش هنا ويوسف عمله هشش
فهد : لاء قررت أعيش يومين من غيركو كلكو وأسيب العريس إلا عايش فى الدور فى حاله
حوريه ضحكت : عمى عمار وخالتو نوال دول عسالات أصلا يابنى جوز عصافير بجد
فهد : أيوا منا عرفت بس متأخر إلا عمك كوم عسل كبيرررر أد كداهو وعصفور كانريه كبير .. لا ربنا معاكى .. مع ألف سلامه .. وحط الفون جمبه .. وقبل ما يحطه والله لأقفلك وقفله ..
يوسف : أنت بتستهبل هاتجيب لها عربيه ليه
فهد بعدم فهم : مش بدال ما حد يجيب لها عربيه أى كلام ويضحك عليها
يوسف : سيبك من حد يضحك عليها أنت عارف بتسوق أزاى .. دى مصيبه متحركه على الأرض اخرها العربيه إلا معاها دى ما تجريش على طريق يا فهد .. كل إلا حواليها فى خطر .. وهى أفرد جرالها حاجه بسبب سواقتها أنا مش عارف عدت من المرور أزاى دى
فهد أبتسم وفهم خوفه عليها : خدوم العيله جلاب الهوا أحمد بن عمى هو السبب وهو إلا فضل معاها لحد ما خلصت الرخصه .. بس انت عرفت سواقتها منين
يوسف بأنفعال نوعا ما : ماهى إلا دمرتلى العربيه إلا أنت بعتها
فهد ضحك بصوت عالى جدا لحد ما وشه أحمر ويوسف ضرب دراعه وضحك هو كمان وبعدين أتكلم : والله يابنى فضلت ورايا تنقرنى ومقتنعه إن أنا إلا غلطان وأنا إلا مابعرفش أسوق .. دى سواقتها خطر عليها وأنت وإبن عمك بتستهبلو الصراحه
فهد : ماتقلقش هى دلوقت اتحسنت عن الأول كتير وبعدين بيا من غيرى هاتجيبها .. وغير الموضوع خاف يوسف يسئله عنها .. هانروح أسكندريه مع بعض زى ما أتفقنا
يوسف : إن شاء الله لما تقوم بالسلامه والدكتور يقول لنا أتفضلو
فهد : مش هاتقولى إيه الحكايه إلا تخليك تسيب بيتك وحياتك وقاعد معايا وقافل الفون يدوب تفتحه تعمل مكالمه وتقفله أنا لسا عند وعدى ها أروحله أظبطه لو مش غالى عليك
يوسف : كنت محتاج أرتاح شويه وحسيت إنك أنسب واحد ممكن أقضى اليومين دول معاه .. وما أنكرش إنى بسيب مساحه للكل يعيد حسابته حتى مراتى مش عايز أخسرها ساعات البعد بيكون أفضل وبيقطم كلام ها يشوه نفسيتنا فى ساعة غضب
فهد : ربنا معاك
يوسف : يارب .. محتاج أخلص موضوع حوريه ومنتظر ترد عليا زى ما قالتلى بس ولا فى دماغها ... أخر مره كان كلامها معايا لطيف جدا وأستغربته قولت فاقت لنفسها بس رمتلى قمبله فى وشى ومش فاهم منها حاجه بحسها بتقول الكلام وعكسه وفى حاجه مخبياها عليا كبيره .. إيه بقى مش عارف أصل مكتوب علياا أعيش فى فوازير معاها بالذات
فهد كل كلمه يوسف بيقولها بتوقع قلبه .. وتفكيره ياترى شعوره إيه لو عرف إنها أتخطبت وخلاص هو صفحه وأتقفلت من حياتها دا إلا ها يوصل ليوسف للأسف .. طيب هى مستنيه ايه عشان تفسخ الخطوبه .. يوسف زقه .. روحت فين مفيش رد لكلامى .. يوسف أتعدل وبأهتمام .. أنت تعرف حاجه ومخبيها عليا ... وبتحذير .. بلاش أنت يا فهد لو عارف حاجه قولها خليها تيجى منك
فهد أتنهد وبص الناحيه التانيه بخنقه ورجع بص ليوسف : أوعدنى تفضل معايا وتطلعنى برا الموضوع وتفهمه كويس
يوسف : مش فاهم .. هو فى حاجه بينك
فهد بسرعه : لاء مليش دعوه بس ها أقولك السبب
الدكتور دخل يفحص فهد ويوسف فضل واقف قلقان وبيفكر وبيقول يارب مايكون إلا فى دماغى صح ..
حوريه بردو قاعده وحاسه بقلق شديد .. البنات جوا المشتل قاعدين مع بعض وهى لوحدها مش عارفه مخنوقه قوووى ليه .. بتلف راسها شافت نجلاء واقفه قدامها أتخضت جدا وحطت إيديها على صدرها
نجلاء بسخريه واضحه : إيه اتخضيتى .. سلامتك ما اتوقعتيش تشوفينى صح بقالك أد إيه أنتى مستنيه اللحظه دى وانا زيك
حوريه بأرتباك وخوف منها نوعاا ما شكلها مش طبيعى : لا ابدا أتفضلى يا نجلاء كويس إنك عرفتى الطريق وجيتى أكيد محمد إلا قالك
نجلاء ضحكت وقعدت : هو ما بيقوليش على حاجه دايما يفاجئنى .. بس أنا بعرف كل حاجه لوحدى إيه رأيك
حوريه مستغربه حديثها : على العموم مش مهم المهم إنك نورتينى
نجلاء هزت راسها ولفت بإيديها فى المكان : وهو بقى إلا جابلك دا كله .. أنا عارفه إنه بيحبك ومايقدرش يسيبك ولا يبعد عنك وطلباتك أوامر
حوريه تنحت : وهو ها يجيبلى ليه دا يدوب لسا عارفين بعض .. وبعدين دا شغلى .. أقعدى أنتى واقفه ليه .. نجلاء بتقرب عليها وحطت إيديها فى الشنطه بتاعتها وحوريه بصلها ومش مديه خوانه .. فاطمه طلعت من جوا ..
فاطمه : حوريه أعمل إيه فى ال... أسفه
نجلاء بارتباك : أنتى معاكى حد مش تقولى
حوريه بصلها بأستغراب شديد واتكلمت بجديه : هو أنتى سألتينى وانا ما قولتش .. تجاهلت فاطمه وأصرت إنها تعرف إيه ورا نجلاء بذكائها .. مسكت الفون .. الأفضل أتصل بمحمد عشان يطمن إنك هنا او وصلتى بالسلامه
نجلاء بخوف : لاء .. خليه مرتاح بصى ها أجيلك وقت تانى تكونى لوحدك هااا .. عشان نعرف نتكلم عندى ليكى كلام كتيررر أول ما الظروف تسمح ها أجيلك وقربت وبهمس خليه سر بينا محدش يعرف إنى جيتلك خصوصا هو .. سلام .. سلام وطلعت جرى من قدام حوريه .. حوريه خدت نفسها وحطت إيديها على صدرها .. وبهمس .
- إيه البنى أدمه الغريبه دى .. وممكن تقولى إيه أكيد كلام يخض محمد والأفضل فعلا أسكت لحد ما أشوف اخرهم إيه عشان أخلص من الحوار دا أنا مش ها أفضل رابطه نفسى بخطوبه تخنق زى دى
********
يوسف قاعد على أعصابه والتوتر بان على حركاته الأنفعاليه والسريعه فى هز رجله وإيده وهو قاعد .. أول ما الدكتور ما خرج على طول أتعدل لفهد وخد نفس : فى إيه وما تخبيش عليا حاجه
فهد بتوتر أكبر وبيقولها وراسه محنيه وعينه فى الأرض : حوريه أتخطبت ..
الكلمه نزلت على يوسف قسمته نصين وبصوت محشرج : أنت بتقول إيه يا فهد .. هز راسه .. قولى إنك بتهز أو أنا سمعت غلط .. شاور على برا .. دا لسا قايلالى وأبتسم بوجع رهيب .. معقول الكل للدرجه دى بايعنى
فهد بيحاول يتعدل : يوسف أنت ما تعرفش حاجه
يوسف قام وقف وبيخبى دموعه : أنا فعلا ما أعرفش .. بس طلعت ماعرفش حد نطر إيده فى الهوا ..ولا حد أعرفه وساب فهد وخرج وفهد بينادى عليه بس ماردتش .. ماشى فى الطرقه شايف الدنيا طاشش من دموعه إلا متكومه فى عيونه .. نزل جرى على السلم ووقف مره واحده حط إيده على بطنه بألم رهيب .. دكتور طالع شافه فا وقف وقرب عليه مسك كتف يوسف : أنت كويس
يوسف هز راسه ودموعه نزلت وما ردش مش قادر يرد حتى وشه أحمر من الألم
الدكتور : تعالى معايا
ويوسف ماشى معاه تايه .. يطلع سلمه ويقف ياخد نفسه ..أخيرا طلع فوق دخل مع الدكتور إلا كشف عليه وعمله أشاعه تليفزيونيه على بطنه
الدكتور : أنت عندك الكولون كنت بتشتكى منه وإلا حاجه
يوسف بوجع : لاء
الدكتور : طيب حد مدايقك عشان مش ظاهر قدامى أى مشاكل الحمد لله وشاكك انه الكولون واكيد هو
يوسف دموعه نزلت وبيمسحها : الحمد لله مفيش غير إنى أسأت الفهم
الدكتور أتعدل وبيمش ايده بضغط معين على أماكن فى بطنه : القولون عندك ملتهب جدا أنت مش متحمل لمسة إيدى .. وغلط تتغط على نفسك وأعصابك لدرجة إنه ممكن ينفجر بسبب الضغط الرهيب إلا أنت فيه واضح عليك
يوسف بألم : سيبها على الله إن شاء الله خير بس إدينى أى حاجه تريح وجع بطنى ..
الدكتور رن الجرس ودخلو ممرضه : لو سمحتى هاتيلى حقنه ال .... والبرشام دا بسرعه وأدفعى حسابهم
يوسف طلع متين جنيه أدهالها وخدتها ونزلت .. خد الحقنه والبرشامه والدكتور قاله خليك شويه وبعدين أنزل ونصحه وكتبلو روشته وقاله على نظام أكله .. لحظات ويوسف نزل
فهد ضرب على إيده بغيظ وبصوت مسموع : غبى أنت مالك كنت سكت وريحت نفسك ها يفضل يتعذب بسببك يا غبى هو ناقص .. خليكى يا حوريه أشربى من كاس بتصبيه بإيدك ها يعذبك من تانى ..أتنهد .. يارب عديها على خير ولو هما خير لبعض قربهم من بعض وسهل أمورهم وحياتهم .. وإهدى مروه اللهم ألف بين قلوبنا وأصلح ذات بيننا ..ربنا يهديكى يا مروه أنتى وحوريه ربنا يهديكو .
يوسف نزل تحت ودخل المسجد جسمه متخشب وكأنه فى دنيااا تانيه .. أتوضى وطلع وقف فى جمب بعيد عن إلا داخل وطالع وقف صلى ودموعه نازله بيحاول يفرغ كل إلا جواه ويشكى لربنا قلة حيلته وضعفه ووجعه من كل إلا حواليه .. قعد وسند راسه على الحيطه وبصوت مسموع هامس قال الدعاء دا
اللَّهُمّ إنْي أَشْكُو إِلَيْكَ ضِعْف قُوَّتي وَقِلَّة حِيلَتي وَهَوَانِي عَلَى النَّاس يَا أَرَحِم الرَّاحِمِينَ أَنْتَ رُبَّ الْمُسْتَضْعِفِينَ وَأَنْتَ رَبِّيٌّ إِلَى مَنْ تَكِلنِي إِلَى بِعِيد يَتَجَهَّمنِي أَمْ إِلَى عَدُوّ مَلِكَته أَمَرّي إِنْ لَمْ يَكُن بِكَ غَضَب عَلِيّ فَلَا أُبَالِي وَلَكِنَّ عَافِيَتكَ هِي أوْسَع لِي أَعَوَّذ بِنُور وَجْهكَ الَّذِي أَشْرَقَت بِهِ الظُّلْمَات وَصُلْح عَلَيْهُ أَمْر الدُّنْيَا وَالْآخِرَة مِنْ أَنْ يَحُلّ بِي غَضَبكَ أَوْ يَحُلّ عَلِيّ سُخْطكَ لَكَ العتبى حَتَّى تَرْضَى وَلَا حَوْلَ وَلَا قُوَّة إِلَّا بِكَ.
بعد فتره حط إيده فى جيبه وطلعها بالموبيل إلا نسيه مفتوح وعمله صامت عشان بيرن .. رد أخيرا على فهد بصوت بيحاول يبين إنه متماسك
فهد بالهفه : أنت فين سيبتنى ومشيت
يوسف بتعب : أنا فى الجامع شويه وطلع
فهد : ماتزعلش منى .. والله زعقتلها وبهدلتها ..صدقنى هى غلطت وعملت كدا بعد ما مروه هانتها وبهدلتها أنا متأكد عايزا تثبت لمروه إن مفيش فى دماغها حد وخصوصا أنا .. انت ما تعرفش مراتى قالت لها إيه جرحتها قوى يا يوسف فى كرامتها وأخلاقها
يوسف أتخنق ودموعه نازله مش قادر يمنعها وبكسره نوعا مااا : ربنا يوفقها .. ما تشغلش بالك مش ها أخد أكتر من إلا أستحقه الحمد لله ربنا يسخرلى الطيبين من حوليا وينسينى كل إلا وجع قلبى فى يوم
فهد : وأنت تستحق كل خير والله أنا متأكد إن صبرك دا وراه حاجه حلوه وكبيره قوووى على قد ما أستحملت من الكل .. يمكن أنت ما بتحكيش كتيررر بس إحساسى بيقولى إنك صابر ومتحمل حمل جبال وبتدارى وجعك وبتهرب منه طول الوقت
يوسف أبتسم ومسح دموعه وبإحراج : ها نتكلم فى الفون وأنا جمبك قولتلك ما تقلقش .. رب الخير لا يأتى إلا بالخير .. وكل إلا على لسانه الحمد لله يمكن أتأخرت كتير مش من حقى أتكلم دلوقت ياله أقفل ما تضيعش رصيدك وانا تحت
فهد بإصرار : مش مهم .. المهم أطمن عليك وأحس فعلا إنى جمبك وأشيل عنك زى ما شيلت عنى كتير ولسا شايل دا حقك عليااا
يوسف : الحمد لله إنك معايا عشان فعلا أنت ربنا جعلك سبب إنه يشيل عنى .. خلاص بقى ها نحب فى بعض .. أقفل أنا طالع
فهد : أطلع وانت بخير ومش زعلان مش عايز أحس إنك أتكسرت وأتحملت فوق طاقتك
يوسف : تأكد إنى مش ها أتحمل فوق طاقتى لو أكتر من كدا الحمد لله.. أنا على يقين .. أن لا يكلف الله نفساإلا وسعها ..خد نفسه ... شويه وها أطلع محتاج أقرء قرأن فى الجامع
فهد : فى الميكرفون وعلى الصوت خلينا كلنا نرتاح
يوسف ابتسم وقفل مع فهد وفعلا أستأذن وبدء يقرء سورة البقره والجامع كل إلا كان خارج منه قعد وبيسمعه ماشاء الله ربنا وهبه صوت هادى وجميل والتلاوه بتزيده جمال مفهوش ذره واحده من الإزعاج ..لدرجه إن ناس فى المشفى بقت تنزل عايزين يشوفو مين بيقرء والدكتور إلا كان بيعالجه كان نازل يصلى قبل الفرض ما يفوته وسمعه وفضل بعد ما صلى قاعد يسمع فى هدوء وأتبسط وحس فى نفسه براحه ليوسف غريبه .. بعد ما خلص جزء كبير فى سورة البقره .. طلبو منه يدعى لهم وللحالات إلا معاهم طلب منهم جميعا يتوضو وصلى بيهم ركعتين قضاء حاجه وفضل يدعى كتيررر قوى وهما يرددو من وراه بأمين ... خلص وراح لأمام المسجد .. شكره وسلم عليه من باب الأدب وحسن المعامله بيلف لقى الدكتور فى وشه مبتسم طلع كارت .. خد دا رقمى الشخصى مش اى حد بياخده ها أبقى مبسوط لو سمعت صوتك تانى
يوسف أبتسم : إن شاء الله جازك الله خير الجزاء لوقفتك جمبى أنا الحمد لله مش حاسس بألم
الدكتور : دا ما يمنعش إنه ممكن يرجع فى أى وقت لو ما ألتزمتش با إلا قولته بعد إذنك بيرنو عليا
يوسف شاور على برا : أتفضل ربنا يعينك ويقويك وطلع لفهد .. فضل جمبه ..
فهد : ها تفضل ساكت كدا ماتزعلش منى
يوسف : وأنت ذنبك إيه وإلا ها أزعل منك ليه ..اتنهد وبيهرب من حصار فهد وخوفه عليه .. إيه رأيك نكمل قصة سيدنا موسى عليه السلام
فهد ابتسم : ياريت
يوسف جاب الكتاب وقعد قدام فهد : بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله أما بعد ..
بدء موسى بتبليغ رسالة الله عز وجل لفرعون كما امره ربه جلا وعلا .. وواجه موسى فرعون بلين ورفق كما أمره الله. وحدثه عن الله. عن رحمته وجنته. عن وجوب توحيده وعبادته. حاول إيقاظ جوانبه الإنسانية في الحديث. ألمح إليه أنه يملك مصر، ويستطيع لو أراد أن يملك الجنة. وكل ما عليه هو أن يتقي الله. استمع فرعون إلى حديث موسى ضجرا شبه هازئ وقد تصوره مجنونا تجرأ على مقامه السامي. ثم سأل فرعون موسى ماذا يريد. فأجاب موسى أنه يريد أن يرسل معه بني إسرائيل.
ويعجب فرعون وهو يرى موسى يواجهه بهذه الدعوى العظيمة، ويطلب إليه ذلك الطلب الكبير. فآخر عهد فرعون بموسى أنهم ربوه في قصره بعد أن التقطوا تابوته. وأنه هرب بعد قتله للقبطي الذي وجده يتعارك مع الإسرائيلي. فما أبعد المسافة بين آخر عهد فرعون بموسى إذن وهذه الدعوى العظيمة التي يواجهه بها بعد عشر سنين! ومن ثم بدأ فرعون يذكره بماضيه. يذكره بتربيته له فهل هذا جزاء التربية والكرامة التي لقيتها عندنا وأنت وليد؟ لتأتي الآن لتخالف ديانتنا، وتخرج على الملك الذي تربيت في قصره، وتدعوا إلى إله غيره؟!
ويذكره بحادث مقتل القبطي في تهويل وتجسيم. فلا يتحدث عنها بصريح العبارة وإنما يقول (وَفَعَلْتَ فَعْلَتَكَ الَّتِي فَعَلْتَ) فعلتك البشعة الشنيعة (وَأَنتَ مِنَ الْكَافِرِينَ) برب العالمين الذي تقول به اليوم، فأنت لم تكن وقتها تتحدث عن رب العالمين! لم تتحدث بشيء عن هذه الدعوى التي تدعيها اليوم؛ ولم تخطرنا بمقدمات هذا الأمر العظيم؟!
وظن فرعون أنه رد على موسى ردا لن يملك معه جوابا. إلا أن الله استجاب لدعاء موسى من قبل، فانطلق لسانه: (قَالَ فَعَلْتُهَا إِذًا وَأَنَا مِنَ الضَّالِّينَ) فعلت تلك الفعلة وأنا بعد جاهل، أندفع اندفاع العصبية لقومي، لا اندفاع العقيدة التي عرفتها اليوم بما أعطاني ربي من الحكة. (فَفَرَرْتُ مِنكُمْ لَمَّا خِفْتُكُمْ) على نفسي. فقسم الله لي الخير فوهب لي الحكمة (وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُرْسَلِينَ).
ويكمل موسى خطابه لفرعون بنفس القوة: (وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدتَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ) فما كانت تربيتي في بيتك وليدا إلا من جراء استعبادك لبني إسرائيل، وقتل أبنائهم، مما دفع أمي لوضعي في التابوت وإلقاءه في اليم، فتلتقطه فأتربى في بيتك، لا في بيت أبويّ. فهل هذا هو ما تمنه علي، وهل هذا هو فضلك العظيم؟!
عند هذا الحد تدخل الفرعون في الحديث.. قَالَ فِرْعَوْنُ وَمَا رَبُّ الْعَالَمِينَ
قال موسى: رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا إن كُنتُم مُّوقِنِينَ
التفت فرعون لمن حوله وقال هازئا: أَلَا تَسْتَمِعُونَ
قال موسى متجاوزا سخرية الفرعون: رَبُّكُمْ وَرَبُّ آبَائِكُمُ الْأَوَّلِينَ
قال فرعون مخاطبا من جاءوا مع موسى من بني إسرائيل: إِنَّ رَسُولَكُمُ الَّذِي أُرْسِلَ إِلَيْكُمْ لَمَجْنُونٌ
عاد موسى يتجاوز اتهام الفرعون وسخريته ويكمل: رَبُّ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَمَا بَيْنَهُمَا إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ
نلاحظ أن فرعون لم يكن يسأل موسى عن رب العالمين أو رب موسى وهارون بقصد السؤال البريء والمعرفة. إنما كان يهزأ. ولقد أجابه موسى إجابة جامعة مانعة محكمة (قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى). هو الخالق. خالق الأجناس جميعا والذوات جميعا. وهو هاديها بما ركب في فطرتها وجبلتها من خواص تهديها لأسباب عيشها. وهو الموجه لها على أي حال. وهو القابض على ناصيتها في كل حال. وهو العليم بها والشاهد عليها في جميع الأحوال.
لم تؤثر هذه العبارة الرائعة والموجزة في فرعون. وها هو ذا يسأل: (فَمَا بَالُ الْقُرُونِ الْأُولَى) لم تعبد ربك هذا؟
لم يزل فرعون ماضيا في استكباره واستهزائه. ويرد موسى ردا يستلفته إلى أن القرون الأولى التي لم تعبد الله، والتي عبدته معا، لن تترك بغير مساءلة وجزاء. كل شيء معلوم عند الله تعالى. هذه القرون الأولى (عِلْمُهَا عِندَ رَبِّي فِي كِتَابٍ). أحصى الله ما عملوه في كتاب. (لَّا يَضِلُّ رَبِّي). أي لا يغيب عنه شيء. (وَلَا يَنسَى). أي لا يغيب عن شيء. ليطمئن الفرعون بالا من ناحية القرون الأولى والأخيرة وما بينهما. إن الله يعرف كل شيء ويسجل عليها ما عملته ولا يضيع شيئا من أجورهم.
ثم استلفت موسى نظر فرعون إلى آيات الله في الكون. ودار به مع حركة الرياح والمطر والنبات وأوصله مرة ثانية إلى الأرض، وهناك افهمه أن الله خلق الإنسان من الأرض، وسيعيده إليها بالموت، ويخرجه منها بالبعث، إن هناك بعثا إذن. وسيقف كل إنسان يوم القيامة أمام الله تعالى. لا استثناء لأحد. سيقف كل عباد الله وخلقه أمامه يوم القيامة. بما في ذلك الفرعون. بهذا جاء موسى مبشرا ومنذرا.
لم يعجب فرعون هذا النذير، وتصاعد الحوار بينه وبين موسى. فالطغيان لا يخشى شيئا كخشيته يقظة الشعوب، وصحوة القلوب؛ ولا يكره أحدا كما يكره الداعين إلى الوعي واليقظة؛ ولا ينقم على أحد كما ينقم على من يهزون الضمائر الغافية. لذلك هاج فرعون على موسى وثار، وأنهى الحوار معه بالتهديد الصريح. وهذا هو سلاح الطغاة عندما يفتقرون للحجج والبراهين والمنطق: (قَالَ لَئِنِ اتَّخَذْتَ إِلَهًا غَيْرِي لَأَجْعَلَنَّكَ مِنَ الْمَسْجُونِينَ).
إلا أن موسى -عليه السلام- لم يفقد رباطة جأشه. كيف يفقدها وهو رسول الله، والله معه ومع أخيه؟ وبدأ الإقناع بأسلوب جديد، وهو إظهار المعجزة (قَالَ أَوَلَوْ جِئْتُكَ بِشَيْءٍ مُّبِينٍ) فهو يتحدى فرعون، ويحرجه أمام ملأه، فلو رفض فرعون الإصغاء، سيظهر واضحا أنه خائف من حجة موسى (قَالَ فَأْتِ بِهِ إِن كُنتَ مِنَ الصَّادِقِينَ).
ألقى موسى عصاه في ردهة القصر العظيمة. لم تكد العصا تلمس الأرض حتى تحولت إلى ثعبان هائل يتحرك بسرعة. ثم أدخل يده في جيبه وأخرجها فإذا هي بيضاء كالقمر
وتبدأ الجولة الثانية بين الحق والباطل. حيث شاور فرعون الملأ من حوله فيما يجب فعله. والملأ لهم مصلحة في أن تبقى الأمور على ما هي عليه، فهم مقربون من فرعون، ولهم نفوذ وسلطان. فأشاروا أن يرد على سحر موسى بسحر مثله، فيجمع السحرة لتحدي موسى وأخاه.
حدد الميقات، وهو يوم الزينة. وبدأت حركة إعداد الجماهير وتحميسهم فدعوهم للتجمع وعدم التخلف عن الموعد، ليراقبوا فوز السحرة وغلبتهم على موسى الإسرائيلي! والجماهير دائما تتجمع لمثل هذه الأمور.
أما السحرة، فقد ذهبوا لفرعون ليطمئنون على الأجر والمكافأة إن غلبوا موسى. فهم جماعة مأجورة، تبذل مهارتها مقابل الأجر الذي تنتظره؛ ولا علاقة لها بعقيدة ولا صلة لها بقضية، ولا شيء سوى الأجر والمصلحة. وهم هم ألاء يستوثقون من الجزاء على تعبهم ولعبهم وبراعتهم في الخداع. وها هو ذا فرعون يعدهم بما هو أكثر من الأجر. يعدهم أن يكونوا من المقربين إليه. وهو بزعمه الملك والإله!
وفي ساحة المواجهة. والناس مجتمعون، وفرعون ينظر. حضر موسى وأخاه هارون عليهما السلام، وحضر السحرة وفي أيديهم كل ما أتقنوه من ألعاب وحيل، وكلهم ثقة بفوزهم في هذا التحدي. لذا بدءوا بتخيير موسى: (إِمَّا أَن تُلْقِيَ وَإِمَّا أَن نَّكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَلْقَى) وتتجلى ثقة موسى -عليه السلام- في الجانب الآخر واستهانته بالتحدي (بَلْ أَلْقُوا) فرمى السحرة عصيهم وحبالهم بعزة فرعون (فَأَلْقَوْا حِبَالَهُمْ وَعِصِيَّهُمْ وَقَالُوا بِعِزَّةِ فِرْعَوْنَ إِنَّا لَنَحْنُ الْغَالِبُونَ).
فهد باستغراب : عزة فرعون
يوسف نطر إيده : تخيل عزة فرعون ها تنقلب على فرعون نفسه بقدرة الله وعزته .. رمى السحرة بعصيهم وحبالهم فإذا المكان يمتلئ بالثعابين فجأة (سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ وَاسْتَرْهَبُوهُمْ وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ). وحسبنا أن يقرر القرآن الكريم أنه سحر عظيم (وَجَاءوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ)، لندرك أي سحر كان. وحسبنا أن نعلم أنهم (سَحَرُواْ أَعْيُنَ النَّاسِ) وأثاروا الرهبة في قلوبهم (وَاسْتَرْهَبُوهُمْ) لنتصور أي سحر كان. فنظر موسى عليه السلام إلى حبال السحرة وعصيهم وشعر بالخوف.
في هذه اللحظة، يذكّره ربّه بأن معه القوة الكبرى. فهو الأعلى. ومعه الحق، أما هم فمعهم الباطل. معه العقيدة ومعهم الحرفة. معه الإيمان بصدق الذي دفعه لما هو فيه ومعهم الأجر على المباراة ومغانم الحياة. موسى متصل بالقوة الكبرى والسحرة يخدمون مخلوقا بشريا فانيا مهما يكن طاغية جبارا.
لا تخف (وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ) وستهزمهم، فهو سحر من تدبير ساحر وعمله. والساحر لا يفلح أنى ذهب وفي أي طريق سار، لأنه يعتمد على الخيال والإيهام والخداع، ولا يعتمد على حقيقة ثابتة باقية.
اطمأن موسى ورفع عصاه وألقاها. لم تكد عصا موسى تلامس الأرض حتى وقعت المعجزة الكبرى. وضخامة المعجزة حولت مشاعر ووجدان السحرة، الذين جاءوا للمباراة وهم أحرص الناس على الفوز لنيل الأجر. الذي بلغت براعتهم لحد أن يشعر موسى بالخوف من عملهم. تحولت مشاعرهم بحيث لم يسعفهم الكلام للتعبير: (فَأُلْقِيَ السَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوا آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى).
إنه فعل الحق في الضمائر. ونور الحق في المشاعر، ولمسة الحق في القلوب المهيأة لتلقي الحق والنور واليقين. إن السحرة هم أعلم الناس بحقيقة فنهم، ومدى ما يمكن أن يبلغ إليه. وهم أعرف الناس بالذي جاء به موسى. فهم أعلم إن كان هذا من عمل بشر أو ساحر، أو أنه من القدرة التي تفوق قدرة البشر والسحر. والعالم في فنه هو أكثر الناس استعدادا للتسليم بالحقيقة حين تتكشف له، لأنه أقرب إدراكا لهذه الحقيقة، ممن لا يعرفون في هذا الفن إلا القشور. ومن هنا تحول السحرة من التحدي السافر إلى التسليم المطلق، الذي يجددون برهانه في أنفسهم عن يقين.
هزت هذه المفاجأة العرش من تحته. مفاجأة استسلام السحرة -وهم من كهنة المعابد- لرب العالمين. رب موسى وهارون. بعد أن تم جمعهم لإبطال دعوة موسى وهارون لرب العالمين! ولأن العرش والسلطان أهم شيء في حيات الطواغيت، فهم مستعدون لارتكاب أي جريمة في سبيل المحافظة عليهما.
تسائل فرعون مستغربا (آمَنتُم بِهِ قَبْلَ أَن آذَنَ لَكُمْ) كأنما كان عليهم أن يستأذنوه في أن يعودوا للحق. لكنه طاغية متكبر متجبر أعمى السلطان عينيه عن الحق. ويزيد في طغيانه فيقول (إِنَّ هَـذَا لَمَكْرٌ مَّكَرْتُمُوهُ فِي الْمَدِينَةِ لِتُخْرِجُواْ مِنْهَا أَهْلَهَا) إن غلبته لكم في يومكم هذا إنما كان عن تشاور منكم ورضا منكم لذلك، وهو يعلم وكل من له عقل أن هذا الذي قاله من أبطل الباطل. ويظل الطاغية يتهدد (فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ) ويتوعد (لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلاَفٍ ثُمَّ لأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ) لكن النفس البشرية حين تستيقن حقيقة الإيمان، تستعلي على قوة الأرض، وتستهين ببأس الطغاة، وتنتصر فيها العقيدة على الحياة, وتختار الخلود الدائم على الحياة الفانية. (قَالُواْ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ) إنه الإيمان الذي لا يتزعزع ولا يخضع.
ويعلن السحرة حقيقة المعركة (وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءتْنَا) فلا يطلبون الصفح والعفو من عدوّهم، إنما يطلبون الثبات والصبر من ربهم (رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِين). فيقف الطغيان عاجزا أما هذا الوعي وهذا الاطمئنان. عاجزا عن رد هؤلاء المؤمنين لطريق الباطل من جديد. فينفذ تهديده، ويصلبهم على جذوع النخل.
.......
مر اكتر من تلات تيام .. وفهد راح شقته .. ومازال خبر العمليه محدش يعرف بيه حاجه أما سيلا بتطلع تقابل حوريه والبنات من برا برا .. ومتابعه شغلها كويس جدا وباين عليها الاهتمام والتفريغ للموضوع تماما وحاولت تنسى إلا حصل عشان تكمل حياتها براحه .. عايزا تحقق ذاتها بجد ..كانو بيشتغلو فى جنينة المصنع .. وأنسحبت ورجعت ورا بين اشجار كبيره .. فتحت شنطتها وطلعت مرايه معاها ..وقلعت الحجاب خالص واتأكدت إنها بعيد عن عيون الكل سبتت المرايه بين اغصان شجره وحطت الشنطه على حجر كبير فى الجمب ومش واخده بالها من إلا مراقبها بعيونه ... واقفه بتعدل الحجاب وشافت وشه فى المرايه ولفت برعب .. وبدأت تعيط .. اهئ أهئ .. .. والله ما ها أعملك حاجه بس أمشى أرجوك سيبنى اخد شنطتى .. أنا بخاف منكم .. ااه يا لها من وقعه تكاد أن تفتك بيكى يا سيلا .. كلب أسمر كبيررر.. واقف باصص لها ما بيتحركش من مكانه دايس على حاجه برجله .. وبصوت مسموع منا لو جريت بمنظرى دا مش ها ينفع وها تجرى ورايا وتقرمنى .. ليه تقرمنى انا عملتلك حاجه .. حرام عليك .. حرام عليك وعلت صوتها وهى بتقول كدا فى الوقت إلا مؤمن بيلف فيه وخارج من باب المصنع إلا ورا وسمعها ..اتخض وافتكر حد من المصنع بيرخم على البنات وراح عليها جرى .. وقف قدامها وهى بشعرها .. وبيتلفت حواليه يبعد نظره عنها تماما .. حطت الطرحه بسرعه وربطتها ربطة فوزيه فى مسرحية سك على بناتك بشنقه يعنى .. وشاورت .. إلحقنى يا مؤمن ها يعضنى .. يا له من شنقيط
مؤمن بيلف بايده وباستغراب : مين وسمع الكلب وهو بيزوم .. فرد إيده .. وبيقول ما تخافيش مش ها يعمل حاجه دا واخد علينا بيجى ياكل ويمشى ..
سيلا مره واحده صوتت أول ما الكلب رفع حاجه فى بوئه ومؤمن بيزعق لها وبيقول : اخرسى اتجننتى ها تعملى لنا فضيحه
سيلا مبرقه وبتشنهف شدت مؤمن من قميصه قطعته وهى بتقول تعبان بهستريااا ومره واحده اعصابها سابت ووقعت أغمى عليها ومؤمن قومها وبيمسكها والبنات وحوريه وعمال كانت برا راحو جرى على صوت الصريخ .. ومؤمن باصص لهم وصدره مفتوح وسيلا طرحتها وقعت وبين إيديه ..هو باندهاش : إيه مش انا دا الكلب اهو وبيلف بسيلا ملقاش حاجه وبصوت مسموع .. يابن الكلب هرب
الكل واقف بيظن ما يظن
........
توقعاتكم للأحداث القادمه وياترى ها تبقى شكل المواجهه بين يوسف وحوريه إيه بالظبط .. ها يتقبل بعدها وخطوبتها لغيره وإلا لاء ومؤمن ها يطلع من الورطه دى أزاى وموقف أمال ها تحسمه وتحل مشكلتها مع يوسف وإلا ها تتعقد أكتر
الروايه باقى فيها عشر حلقات أو ١٢ بالكتيررر قوى إن شاء الله
❤❤❤🧡🧡🧡💛💛
بقلم : لبنى طارق
💚💚💚💙💙💙💜💜💜🤎🤎
إن اصبت فمن الله وإن أسأت فمنى والشيطان
•تابع الفصل التالي "رواية الاختبار الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية