رواية و للنصيب رأي أخر الجزء الثاني 2 الفصل السادس و الثلاثون 36 - بقلم لوليتا محمد
و للنصيب رأى آخر ( قسوة الحنين )...
الجزء الأخير ل روايه ( و مرت الأيام )....
بقلمي/ لوليتا محمد...
《 الحلقه ٣٦ 》....
ليليان بصدمه و دموع و قهر أول ما شافته بالشكل ده بس بالألماني: أنا.... أنا آسفه يا زياد.... آسفه....
زياد ساكت مش بينطق بكلمه واحده بس بيبصلها بوجع و حزن و دموعه غصب عنه بتلمع ف عيونه وهو بيبلع ريقه بالعافيه وهو حاسس ب نغزه وجع ف زوره و غصه ف قلبه... و هي بتكمل كلامها بدموع الندم و هي بتقرب منه بهدوء: عشان خاطري سامحني.... أنا كنت غلطانه لما عاندت معاك و سافرت غصب عنك.... زياد مش قادر يبلع ريقه و دموعه خانته و نزلت منه غصب عنه..... لحظات و قالها بالألماني وهو بيمسك إيديها: تعالي معايا يا لي لي.....
ولاء شدت سدره من دراعها وهي بتقولها بغضب مكتوم: ترجمي و قولي بتقوله إيه....
سدره ب حزن علي أخوها: مش وقته يا ماما... سبيها تقول له كل إللي جواها....
ولاء بصتلها بحده: عارفه لو مانطقتيش مش هعدي يومك علي خير... سامعه.... إنطقي... بتقوله إيه مقصوفة الرقبه دي....
سدره ب تأفف: هف.... حاضر... هقولك....
ليليان بقهره و دموع و هي بتسيب إيده و كأنها خايفه منه ليخرجها بره: لأ يا زياد مش هروح معاك ف حته.... لازم تسمعني الأول.... زياد بلع ريقه بوجع و هي بإنهيار و مهمهاش شكلها قصاد الناس: أنا غبيه أوي يا زياد.... غبيه عشان سيبتك و بعدت عنك.... غبيه عشان سمعت كلام صاحبتي إللي مكنش المفروض أسمعلها....
زياد لسه ساكت و دموعه علي خده... و ليليان قربت أوي منه و هي بتبص ف عنيه بحب و ندم: أنا غلطانه.... بدل ما أطمنك و أخليك ماتخافش مني.... خليتك تشك و تخاف أكتر.... بس و الله بحبك أوي يا زياد...
زياد غمض عينه بوجع و قهر و دموعه بتنزل منه بغزاره و هي بحرقه الحبيب علي حبيبه: أنا ماحبتش حد غيرك يا زياد.... و مش عايزه حد غيرك.... مكنتش أعرف إني غبيه أوي كده.... كنت ههد بيتي و سعادتي ب إيدي... بس مش هعمل كده تاني.... و الله ما هبعد عنك تاني....
زياد فتح عينه و بصلها بحب و شوق و نظرات العتاب ف عنيه.... و هي بإنهيار: بس عشان خاطري ما تسبنيش.... سامحني و خليك معايا.... ه... هعمل كل إللي أنت عايزه... مش عايزنا نجيب بيبي.... خلاص أنا كمان مش عايزه.... بس عشان خاطري... بلاش تطلقني و تتجوز عليا....
زياد غصب عنه ضحك أوي علي كلامها و ف نفس الوقت دموعه بتنزل منه بغزاره... و محسش ب نفسه غير وهو واخدها فحضنه و ضمها جامد أوي ليه بحب و شوق من كتر ماهو مفتقدها.... و همس ف ودانها بكل حب: مش قادر أحب واحده تانيه غيرك يا لي لي.... مفيش واحده تانيه تقدر تحتل قلبي غيرك.... مش هقدر أتجوز واحده تانيه عشان مفيش ف قلبي غير ليليان و بس....
ليليان غمضت عنيها و دموعها فضلت تنزل منها بغزاره من كتر الفرح و هي بتضمه أوي بشوق و حب.... لحظات و زياد خرجها بره حضنه وهو بيبص ف عنيها بشوق و حب وهو بيمسح دموع عنيها ب إيده وهو بيهديها و يطمنها و بيطلب منها تبطل عياط... و هي مش قادره....
سدره تنحت و إتصدمت من كل كلمه سمعتها من ليليان.... و عرفت و فهمت كل إللي حصل ل أخوها الفتره إللي فاتت و سفر مراته فجأة...
ولاء كانت كل شويه تبص ل سدره بغيظ... و سدره قالتلها بس مش كل حاجه عشان نفسيتها ما تتحملش من ناحية ليليان...
طبعآ هي مش مصدقه بنتها.... بس غصب عنها سكتت عشان ماتبوظش اليوم عليهم....
لحظات... و ليليان قالت ل زياد بشحتفه: يعني... يعني أنت مش هتتجوز يا زياد؟؟؟
زياد ضحك أوي من قلبه... و قالها وهو بيبص ف عنيها بشوق: أطمني يا حبيبتي... مش هتجوز تاني خلاص.... هي مره واحده و بس....
ليليان بحيره: أمال إيه الحفله دي؟؟؟؟
زياد إبتسم أوي... و سدره بإبتسامه عريضه و هي بتقرب منها و بتحط ف إيديها بيبي صغنن: ده سبوع آيه... بنتي....
ليليان بفرحه و سعاده: إيه ده؟؟؟ إنتي جبتي بنت و دي حفله عشانها؟؟؟
سدره بإبتسامه هاديه: أها...
ليليان بحيره: بس إزاي؟؟؟ متهيألي إنك ولدتي بدري...
سدره بإبتسامه هاديه: فعلآ... ولدت ف السابع....
ليليان هزت راسها ب تمام... و سدره سابت آيه معاها و طلبت من ال دي چي يكمل... و زياد بدأ يفهمها السبوع و إللي بيحصل فيه...
عند آسر....
آسر بعد ما إتكلم مع أبوه و سابله البيت و الشغل..... قعد كام يوم ف بيته و بعد كده بدأ ينزل و يروح كل الأماكن إللي كان بيروحها مع ندي... كل مكان كان بيروحه يقعد فيه شويه و هو بيفتكر كل حاجه جمعتهم ببعض ف المكان ده.... و كأنه بيودع كل ذكرياته و حياته معاها.... كل كلمه و كل همسه و كل ضحكه.... كل خناقه و كل خصام و كل صلح.... شويه يبتسم.... و شويه يضحك.... و شويه يكشر و شويه يتخنق و يتضايق و دموعه تنزل منه بغزاره غصب عنه...
خد نفس جامد وخرجه بالراحه بس بوجع وهو بيفتكر آخر كلام سمعه من حبيبه عمره لما كان ف أمريكا.... كل كلمه و كل حرف كانت بتدخل جوه قلبه كأنها سكي^نه بتتغرز فيه... مش قادر يصدق ولا يستوعب إنها خلاص... خلصت خلاص.... خلصت الحكايه و مبقتش ليه...
بص وراه و دخل آخر مكان جمعهم ببعض قبل نهاية حكايتهم....
《 فلاش بااااااك 》.....
جنينه ف شارع أل سعود... قبل كوبري جامعة القاهرة.... كانوا دايمآ بيروحوها و ياما زوغوا من محاضراتهم عشان يقعدوا فيها... أول ما تدخل تلاقي بينچات قصاد النيل و الشجر حواليهم... مكان جميل و هادي...
قبل شهد ما تتصل ب ندي ب كام يوم... ندي طلبت منه إنهم يروحوا المكان ده.... كانت مفتقده المكان ده بالذات... مفتقداه بكل حاجه فيه.... ذكرياتهم و جنانهم... كانت وحشاها أوي أيامهم مع بعض فتره الجامعة... و الغريب المره دي.... إنه مرفضش... بالعكس.... وافق علي طول و عن طيب خاطر و إبتسم أوي أول ما شاف فرحتها ف عنيها و إبتسامتها إللي ملت شفايفها و وشها إللي نور من كتر الفرحه و حضنها ليه إللي كان نابع من جوه جوه قلبها.... و كأنها رجعت بنوته صغيره حبيبها مستنيها علي باب المدرسة عشان يفسحها.... راحوا هناك و هما ف قمة سعادتهم و حبهم.... إفتكروا كل حاجه و أي حاجه حصلت ما بينهم....
إفتكروا أيام ما كان بيذاكر لها و يشرحلها المواد إللي كانت صعبه عليها....
كان بيبقا عارف و متأكد إنها بتتلكك و بتستعبط و تعمل نفسها مش فاهمه عشان ياخدها هناك.... هو يشرح و هي مبتسمه أوي و هي بتبص عليه بكل حب و هيام و شوق و هي مش سامعه ولا مركزه ف شرحه ولا ف أي كلام هو بيقوله عن المذاكره...
يرفع عينه من الكتاب و يبصلها... يلاقيها سرحانه فيه و ف ملامحه و ف طريقة كلامه من غير تركيز ف أي حاجه تانيه.....
فضلوا قاعدين يفتكروا و يضحكوا و يهزروا لغاية ما الأمن مشاهم عشان يقفلوا....
مشيوا علي واحده بالليل.... بس آسر مكتفاش ب الخروجه دي... خدها و راحوا كلوا آيس كريم و قعدوا ع الكورنيش لغاية الفجر ما أذن عليهم...
《 باااااااك 》.......
آسر بص حواليه لقا النيل و لقا البينچات و لقا عمال الكافيتريا... بس مكانهم المعتاد كان فاضي.... فارغ... كل حاجه حواليه بهتانه.... مالهاش لون و لا ريحه و لا طعم... المكان مش هو المكان.... هو نفسه مابقاش هو.... من ساعة ما حبيبته مشيت و سابته يعيش علي أحلي ذكريات و أحلي أيام سنين عمره عاشها معاها... هي و بس... عمر عدي و سنين فاتت مش هيعرف يعيشه تاني و لا هيعوضه.... مرحله.... مستحيل ترجع من تاني... لا معاها و لا مع غيرها...
بص علي مكانهم ال فارغ... كل حاجه فيه مطفيه.... و للأسف مش المكان بس هو إللي كان مطفي... هو نفسه بقا مطفي.... دلوقتي بس عرف معني الوجع... معني الألم.... معني الندم.... خسر أجمل و أحلي حب عاشه ف حياته.... أحلي حب ب عفويته و براءته.... أول حب إللي دق و لمس القلب من غير إستئذان... الحب إلي خطف القلب و العقل ببرائتهم و طفولتهم و بساطتهم.... أي أغنيه أو موقف أو مكان لازم يكون للذكريات نصيب فيه.... ذكريات إتحفرت و إتعلمت جوانا.... من رابع المستحيلات إنها تتمحي... لا ب فوات العمر... و لا ب غياب حد.... و لا حتي ب مو^ته.....
غمض عينه بتعب و وجع و حسره.... و غصب عنه دموعه نزلت منه بغزاره و بدأ يتأوه بصوت عالي من كتر وجعه و شوقه و حنينه لوجود ندي ف حياته من تاني...
شويه و فتح عينه و دموعه لسه بتنزل منه.... حط إيده ف جيب بنطلونه و طلع سلسله فضه شكلها غريب.... أو نقدر نقول سلسله سحريه....
الدلايه إللي موجوده ف السلسله كأنها عمود منقوش عليها زخرفه بسيطه.... بس لما بتتلف بطريقه معينه ب تتحول لقلب و كمان بيتفتح....
آسر طلع السلسله و فتح القلب كانت صورته هو و ندي لما كانوا صغيرين.... هو كان ف آخر سنه ف ثانوي عام و ندي كانت ف تانيه إعدادى.... إبتسم من ورا دموعه غصب عنه أول ما شاف الصوره... كان بقاله كتييير أوي ماشافش الصوره دي... كان حاطط إيده علي كتفها ب تملك و إكمنها ب طبيعة الحال كانت أقصر منه ف باين كأنه واخدها ف حضنه.... آسر أدي الصوره للراجل يقصها و يظبطها علي مقاس القلب... بحيث تبان إنها جوه حضنه....
طبعآ لو حد لبسها و أي حد تاني شافه بيها عمره ما يتخيل إنها بتتفتح أو بتتحول لقلب.... ولا يخطر علي بال حد نهائي... هتبان كأنها سلسله علي شكل عمود و خلاص....
خد نفس جامد وخرجه بالراحه و باس صورتها بمنتهي الحب و الحنان.... لحظات.... و قفل القلب و غيره للوضع العمودي و لبس السلسله ف رقبته و مشي.... و كأنه مصر إن ندي تفضل موجوده جوه نفسه و حياته و كأنها جزء لا يتجزء منه... و مش هتخرج منه إلا بمو^ته.....
بعد ما فات كام يوم و تأكد خلاص من جواه إن مفيش أي أمل إنهم يرجعوا ل بعض و يبقا معاها من تاني... قرر إنه يقفل صفحتها و يطويها للأبد و يروح ل شهد يتكلم معاها....
بعد ما فات سنه و نص علي أبطالنا كلهم....
ف أمريكا.....
ندي كانت خلصت كليتها و بدأت تركز ف شغلها مع أبوها و بتحضر معاه إجتماعات و مقابلات و ماجي طبعآ مش سيباها ف كل صغيره و كبيره.... و ساعات بتحضر معاها الاجتماعات ف غياب أبوها....
وائل حاول يرجع مصر بعد ما ندي خلصت كليتها بس هي رفضت.... و أصرت إنهم يفضلوا ف أمريكا.... و أمها و أبوها ماحبوش يضغطوا عليها لما حسوا إنها لسه محتاجه تفضل هناك.... ف إمتثلوا لرغبتها ف إنهم يفضلوا ف أمريكا.... و خصوصآ إنهم نوعآ ما أتأقلموا و نهي كمان كانت مستقره ف شغلها الجديد و مبسوطه فيه....
بعد ما ندي خلصت كليتها و إشتغلت مع أبوها بشكل جدي.... كانت نوعآ ما قوت علاقتها ب چاكلين و أصحاب يوسف.... و من الوقت للتاني كانت بتخرج معاهم بس طبعآ بعيد عن الأماكن المغلقه و النايت كلوب...
كانت تعتبر چاكلين أقرب واحده ليها و خصوصآ إنها بتتكلم معاها عن يوسف بكل آريحيه... و هي عارفه و متأكده إن چاكلين هتسمع منها بدون ما تفرح أو تشمت فيها.... بالعكس... كانت بتحاول تخفف عنها على قد ما تقدر... و بتحاول تفكر معاها ف الأماكن إللي ممكن يوسف يروحها.. يمكن يلاقوه... بس طبعآ... كانت النتيجة واحده... مش عارفين يوصلوله ولا عارفين أي حاجه عنه....
كانت من الوقت للتاني تروح السينما إللي كان بيروحها و تتفرج ع الأفلام إللي موجوده.... و بعد كده تروح ع البحر زي ما كان بيعمل و تخرج فيه كل إللي جواها.... تفضل تعيط و تصرخ لغاية ما تهدي.... أو تبتسم و تتخيله موجود و تكلمه و تحكيله عن الفيلم و إللي حصل فيه.... و لما تخلص.... تكتب ع الصخره اليوم و التاريخ و إسم الفيلم إللي دخلته....
و لسه برده زي ماهي تروح بيته كل يوم تقعد فيه شويه و بعدين تنزل... و كل فتره تنضف و تغير الأكل....
و طبعآ وائل و نهي سايبنها وهما عارفين إنها بتعمل كل ده....
و ف يوم من الأيام ف الشركه...
ماجي دخلت لوائل مكتبه بهدوء بس بتوتر شويه و خوف: مستر وائل.... مستر باتريك محامي مستر چو عايز يقابل حضرتك؟؟؟
وائل بلع ريقه بتوتر و قلق: خليه يدخل بسرعه يا ماجي....
ماجي هزت راسها ب تمام و دخلته...
أول ما دخل وائل وقف و سلم عليه و طلب له حاجه يشربها بس هو رفض...
وائل قعد وهو قلقان: خير مستر باتريك؟؟؟
باتريك بهدوء نسبي: مستر وائل.... من كام يوم إتصلت ب ميس ماجي تاخد لي ميعاد مع مستر چو عشان نراجع مع بعض شويه أوراق بخصوص الضرايب... باتريك بزعل: بس بصراحه إتفاجئت لما عرفت إن محدش يعرف عنه حاجه بقاله فتره طويله....
وائل بضيقه و خنقه وحزن و زعل ظهر ف نبرة صوته و ملامحه: ده حقيقي... و لغاية دلوقتي محدش عارف عنه حاجه.... وائل بوجع: بس... بس إن شاء الله تعالى يكون كويس... مايكونش حصله حاجه وحشه...
باتريك بهدوء وهو بيفتح شنطته و بيطلع منها ورق و بيديه ل وائل: ف الحقيقه مستر وائل... مستر چو كان كاتب وصيته ف حالة إنه يحصله أي حاجه...
يتبع....
•تابع الفصل التالي "رواية و للنصيب رأي أخر الجزء الثاني 2" اضغط على اسم الرواية