رواية انا اولا الفصل العشرون 20 - بقلم براءة
Hou ya:
الفصل العشرين ...
مر الاسبوع الاول أخيرا رغم طوله بالنسبة لطلبة الطب .
ورغم ان ليلى قد انشغلت كليا بمذاكرتها فقد اصبحت تقضي جل يومها تحفظ وتعيد بسبب مشكلة ذاكرتها الا أن علاقتها بآدم كانت تزداد قوة .
فكم كانت سعيدة باهتمامه الكبير بها وممنونة له .
والذي كان رغم انشغاله مع مرضاه وعمله الا أنه كان يأتي للجامعة لرؤيتها والسؤال عنها حاملا في كل مرة علبة من الشوكولاته بنوعها المفضل و التي اخبرته سابقا انها بمجرد تناولها تصبح اكثر سعادة وطاقة
فقد كان يرى ان الرسائل وحدها لاتكفي ووجوده بجانبها مهم جدا خلال هذه الايام التي اخدت تمر يوما وراء الاخر .
في بيت آدم ...
حيث كان جالسا على الاريكة ينتظر شقيقه الذي يجهز نفسه امام المرآة المعلقة المقابلة له
" ماتعجل ياولد ! لو فاتك الامتحان ماتقومش تشتكيلي لاني مش رح احلهالك زي يلي قبلها "
اسامة وهو ينظر الى شقيقه عبر المرآة يمشط شعره" المرة يلي قبلها دي كانت قبل سنتين يااخوي !
" ثم تابع بخبث" ماتخاف رح نوصل في الوقت المناسب بوعدك !" وابتسم
آدم وقد فهم مايقصده لكنه ادعى الجهل " بتقصد ايه ياحبيبي؟"
هذه المرة التف اليه اسامة وهو يحاول ان يتمالك ضحكته "بقصد أنه عارف انك واخدني عذر لحتى تشوف الانسة مراتك ومع ذلك مسامحك وبحبك "
آدم بحرج " ماتبطل هبل يااسامة وتنجز " ثم تابع بحزم مزيف " وبعدين ايه الانسة مراتك دي ؟ صرت كبير ومش عارف تنتقي الفاظك !"
اسامة وهو يرفع يديه بقلة حيلة " ماقلتش حاجة . "
اقترب من شقيقه لياخد حقيبته السوداء ويرميها على ظهره بخفة .
قبل أن يقول وهو يتقدم للامام ناحية الباب بمزاح "يلا نعجل يااخوي لنلحق في وقتك المناسب "
ظن ان اسامة ان شقيقه قد ضربه على راسه بقبضة يده برفق على مزاحه السخيف الذي اخد يمزاحه به منذ معرفته بوقوع شقيقه في حب احداهن . ورغم أنه لاينكر تشككه بسبب كلام سهى عن علاقته بها آخر مرة الا أن هذا الشك سرعان مازال عندما اخبره آدم بانه سيتقدم لخطبة ليلى بعد اسبوعين .
ليتاكد بعد ذلك ان سهى مجرد كاذبة نذلة اتهمت شقيقه ظلما و دنست صورته امام زملائه وزملائها الذي اخدوا قصتها موضوع للحديث في كل مرة .
آدم وهو يفتح حقيبة اسامة الذي يعطيه بالظهر ويضع بها المال الذي اخرجه من محفظته
آدم بحنان" عايز تروح بدون فلوس ؟ دي مش عوايدك "
ادار اسامة راسه للخلف ليتمكن من رؤية وجه اخيه وقال برفض " مش محتاج ياادم ! الفلوس يلي عندي مكفياني "
آدم " مافيها مشكلة يكون عندك بالزايد بس مش معناها تبذر "
ابتسم اسامة خفية عن اخيه الذي لم يتغير .
تلك هي عبارته الدائمة في كل مرة يعطي المال له .
أنه بالفعل سعيد بوجود شقيق محب وحنون مثل آدم الذي كان يحاول منذ صغره بعد وفاة والديهما ولايزال الى الان رعايته وتوفير مايحتاج له .
لم يكن اسامة غافلا على تصرفات آدم الذي كان يرتب البيت في منتصف الليل بعد انتهاءه من عمله فقد كان يتكلف طيلة الوقت بغسل الأطباق والملابس ...
متحملا بذلك كامل المسؤولية على ظهره دون أن يطلب من شقيقه فعل شيئ واحد
وكلما جاء اسامة لعمل شيئ ما كان يمنعه من ذلك ويرسل لغرفته لمواصلة دراسته .
أنه لايريد منه شيئا واحد غير النجاح وانهاء تعليمه الجامعي
فبذلك يستطيع الاطمئنان عليه
كان ذلك مايردده على مسامعه دائما
____
تمكنت مروة من ركوب الحافلة رفقة سهى باتجاه الجامعة . ورغم ان سهى كانت متوترة قليلا بسبب الامتحانات كون هذه المادة مهمة واذا حصلت على علامة ممتازة فيها ان تعوض التي الامتحانات السابقة التي كانت قد دمرتها بمعنى الكلمة بسبب تفكيرها المتواصل بما قد يستطيع اسامة فعله بصورها وان كان حقا قد سأل شقيقه عن ماحدث .
الا أن مروة كانت تنظر بترقب الى الركاب وهم يتدافعون فيما بينهم للركوب على امل ركوب خالد .
لقد رأته كان يتقدم الى الداخل برفقة صديقه . لم يبتسم حتى في وجهها واو يهمس بصباح الخير لها كما اعتاد ان يفعل .
مالذي يحدث معه ؟
ظنته سيركب في المقعد الذي خلفها لكنها فوجئت به وهو يتجاوزه ويعود للخلف ليركب واقفا .
كانت تنظر اليه بتساؤل وهو يبادلها النظرات رغم أنه فمه كان يتحرك من أجل الحديث مع رفيقه .
هل جن هذا الشاب ؟
اخدت هاتفها وارسلت اليه رسالة على الفور ثم نظرت اليه بحدة وهي تشير لهاتفها .
انتبهت عليها سهى فاستدارت على الفور لتعرف هوية الشخص الذي غير مزاج صديقتها على الفور .
اا أنه خالد !
فمروة قد اخبرتها سابقا عنه وعن علاقتها به طالبة المشورة منها حول مسالة فرق العمر بينهما ورغم ان رد سهى لم يكن ايجابيا على الاطلاق كونها توقعت فشل العلاقة بينهما بسبب عدم تفاهمها بسبب العمر أولا وبسبب طباع كل منهما المختلفة عن الاخر فهما لم يكونا يشتركان باي صفة على الاطلاق . الا أنها لاتزال تترقب كيف ستؤول الامور بينهما وان كانت ستصل للخطوبة كما تقول مروة دائما .
اخد هاتفه على مضض ليقرأ رسالتها
( مالك ؟ ازاي تعبر كدة كانك ماتعرفنيش؟)
( مافي شي . البنت معاكي فما حبيتش ازعجكم )
( لا بجد ! ازاي نسيت اني مش لوحدي؟!)( خالد هي مش اول مرة اكون مع سهى)
( عايزة ايه من الاخر يامروة ؟)
( عايزة تحترمني وتحترم صورتي قدام البنت . ايه حبيبي يمشي من امامي بدون مايعبرني )
( لما اعمل كدة يبقى ماحترمتكش؟ )
كان على وشك ان يكتب المزيد لكنه مسح كل ماكتبه على الفور وارسل محله ( مش رح اتناقش معاكي يامروة لانك مش رح تسمعيني ورح تتعصبي زي كل مرة فبلاهة )
( مش عايز تبرر لي ؟ على راحتك بس اوعك تفكر تحكي معي بعدها )
كانت مستاءة جدا وهي تكتب له . قبل أن ترمي بهاتفها داخل حقيبتها .لاحظ هو ذلك فوجد أنه لافائدة من إرسال اي شيئ لها واحد يصطنع الحديث مع صديقه رغم ملامحه الباهتة .
منذ مدة سيطر على خالد احساس قوي بان مروة لاتحبه او لاتزال حتى الان غير قادرة على الوقوع بحبه . ورغم أنه انكر احساسه هذا في الكثير من المرات إلا أنها في كل مرة تؤكد ظنونه من خلال تصرفاتها التي توحي بانها لاتهتم به ولاتهتم بمشاعره. فلم يسبق لها المبادرة بالاتصال به والسؤال عن احواله او المبادرة بالصلح في كل مرة نشب بينهما شجار والتي كانت هي السبب فيه بسبب عصبيتها واصرارها على انها دائما على حق لاتريد السماع الى رائع . ورغم أنه كان يغض البصر على ذلك بحجة أنه يحبها وسيفعل لها كل ماتشاء الا أنه وجد كرامته تسحق من قبلها
لذلك قرر تجاهلها قليلا باعتقاده انها ستاخد هي الخطوة الاولى هذه المرة وتزيل شوقه إليها الا أنها تؤكد له مرة أخرى انها لاتحبه وليفعل مايشاء
كان واقفا ينتظر رؤيتها فبعد ان ودع شقيقه وتمنى له التوفيق . وجد نفسه يقف بعيدا في المكان الذي اعتاد رؤيتها فيه .
وحدها تتقدم ناحيته وابتسامة مشرقة زينت ملامحها . كم كانت سعيدة ومتلهفة لرؤيته
" روح آدم كويسة؟"
ردت بدلال وحب " الروح كويسة جدا وانت؟"
" حمدلله ...قوليلي ياليلى ذاكرتي كويس؟ متوترة ؟"
لما تشعر بانه يتحول أحيانا من دور الحبيب الى دور الاب عندما يتعلق الامر بدراستها
" كويسة ياادم وان شاء الله رح اعمل كويس "
" ان شاء الله ياروحي ...ركزي بس و ماتتوتريش"
هزت راسها بطاعة ثم اخدت تنظر اليه وتلك الابتسامة لم تستطع مداراتها عنه .
قال بحنان " شكلك فرحانة اوي لأنه اليوم آخر امتحان عندك "
ليلى بحب " فرحانة بس مش ده السبب بس"
رفع آدم حاجبه مستفسرا
ليلى بابتسامة خجولة وهي تنظر للارجاء متفادية النظر إلى عينيه التي اخدتا تقطران حبا بعد جملتها
" فرحانة اكثر أنه ماظلش وتجي لبيتنا تطلبني "
" انا بردو زيك ...انا بردو مستني اليوم يلي قابل فيه ابوكي واقوله حضرتك انا بحب بنتك وعايزها تكون مراتي ..." ثم تابع وهو يراها تنظر اليه بوهن وخداها قد تلونا بالحمرة " بس لو ظليتي تفكري فينا ياليلى رح يفوتك الامتحان وتنسي كل يلي حفظتيه امبارح "
شهقت ليلى بتذكر " معك حق ...يلا سلام ياادم ...اكلمك بعدما خلص "
وركضت مبتعدة عنه ...كانت كالطفلة في انظاره ...
كان على وشك ان يغادر هو الاخر باتجاه سيارته ليذهب الى عمله .
لكنه توقف عندما سمع صوت بكاء احداهن
كان الصوت قريبا منه .
سار قليلا وهو يحاول تتبعه وخلف سور الجامعة وجد فتاة منكمشة على نفسها تصيح بانفعال ومع كل صرخة منها تمكن من سماع شهقات بكائها . كانت تتوسط مجموعة من الفتيات .
كانت تلك سهى
حاول الاستماع لكلامها ولكنه لم يستطع . فكر في التدخل لكنه توقف عندما وجد.سهى تسير مبتعدة عنهم وهي تقول بعتاب وسط بكائها
" منك لله يارونق ! منك لله !!"
شك في ان الفتاة التي اسرعت تمسك بذراع سهى بقوة تلفها اليه هي رونق التي تمكن من سماع ماقالته بوضوح بسبب صراخها
" وانا ايه دخلني؟! ولابتعملي المصيبة ولما تتلبسي تلومي غيرك!! ...انتي يلي باعتة صورك للشب وهو فضحك ! يبقى انا دخلني ايه؟!"
" انتي السبب !! انتي السبب ...انتي يلي خربتي كل حاجة بينا ..."
" لسة بتتهميني !! ياحيوانة اسمعي اقولك حاجة ومش رح اعيدها . انا ماعنديش علاقة انا شفت الصور علالغروب وبعتهالك مش اكثر! اوعك تلبسيني تهمة ماعنديش دخل فيها !" ثم افلتت ذراعها ودفعتها بعنف . لتغادر وبجانبها الفتيات .
سقطت سهى على ركبها باكية فماكان من آدم الا أن يسارع ناحيتها .
شهقت سهى بصدمة عندما راته .
" ياانسة جرالكي ايه؟"
ربما كان سؤاله كفيلا بان تنفجر باكية هذه المرة بقوة اكبر مخرجة كل الخوف والحزن القابع قلبها .
رغم ان آدم كان متوترا جدا وجاهلا لطريقة مواساتها الا أنه وجد نفسه يردد " كل شي رح كويس ...هدي شوي ...,"
بعد لحظات توقفت سهى عن البكاء وقد اصبحت عيناها منتفختان وسال كحلهما .نظرت اليه باستحياء ولم تجد ماتقوله .
آدم وهو يقف " خلينا نروح من هنا ...مش كويس ضلي هنا "
نهضت هي الأخرى وبعد ان نفضت سروالها بيديها اخدت تسير خلفه
حتى اصبحا داخل ساحة الجامعة حيث كان العديد من الطلاب يسيرون هنا وهناك
سالها آدم مستفسرا" رح تعملي ايه بالامتحان ؟"
هزت كتفيها بجهل ولانها كانت متوترة وقلقة جدا بالاضافة الى حزنها الظاهر في عينيها اعتذر منها للذهاب لشراء الماء والعودة إليها وقد وجدها جالسة في احدى الكراسي تدقق بهاتفها تكبر وتصعر الشاشة باصبعيها السبابة والابهام ودموعها على وشك النزول من جديد
اغلقت هاتفها فور اقترابه منها .
جلس هو والاخر على نفس الكرسي ولكنه ترك مسافة لاباس بها بينهما وقال وهو يناولها قارورة الماء الصغيرة" تفضلي"
شكرته سهى التي لم تستطع حتى فتحها واجهشت بالبكاء . اخدها سريعا من يديها وفتحها لها قبل أن يعيدها إليها .
" اشربي شوية لتهدي "
نفذت أكره على الفوره ثم قالت بيأس شديد " انا تدمرت ...حضرتك انا دمرت خلاص ..."
فوجئ آدم بكلامها ...توقع منها الحديث مرة أخرى بان تشرح له ماقصدته لكن عندما لم تفعل بل استمرت في البكاء بصمت
سالها باسترسال وحذر " بتقصدي ايه ؟"
لم تكن سهى تعلم اذا كان بامكانها اخباره بما يحدث لها وماينتظرها .
هل تخبره انها قد تلقت ليلة أمس عدة رسائل من رونق وانها استغربت من هذه المراسلة كونهما لم تتحدثا منذ مدة طويلة.
ضغطت على المراسلة وإذ بها ترمي هاتفها بعيدا من شدة الصدمة
كانت تلك عبارة عن نسخ التقطتها رونق لمحادثات غروب الاصدقاء الذي التقت بهم منذ مدة في المطعم وفي تلك المحادثات مجموعة صور خاصة بها وصور اخرى لها مع اسامة .
ارسلت إليها العديد من الرسائل حتى أنها اتصلت بها بالامس تسالها عن ماحدث ؟
لكن رونق اكتفت بالقول أنه لاعلاقة لها وانها ارسلت لها الصور لتعلم بما يتحدث عنها الآخرين وانها أخطأت جدا في مواعدة اسامة .
لم تظن سهى أبدا ان اسامة قد يصل به الامر لارسال تلك الصور ...لم تتوقع حتى أنه قد ينفذ تهيده آخر مرة .هي لاتنكر انها كانت خائفة من فكرة بقاء صورها عنده وانه لم يمحها بعد لكنها لم تظن أنه سيكون بهذه الحقارة معها حتى لو كانت انفصلا و بينهما عداوة
حاولت بعد ذلك الاتصال به العديد من المرات لكنه لم يرد . ارسلت الرسائل لكنها اكتشفت أنه يحظرها من كل حساب تراسله به .
لذا لم تجد ماتفعله غير الذهاب والحديث معه ومع الآخرين على امل محو الصور .
كانت تنظر اليه بشك وقد لاحظ آدم ذلك فقال بهدوء شديد " فيكي توثقي فيني وتحكيلي ...رح اساعدك على قد مااقدر بوعدك " ثم هز راسه بتأكيد
" مش رح تحكي لاي حد ؟"
هز راسه وانتظر منها الحديث وبعد لحظات اخدت فيها سهى نفسا عميقا فقد كانت خجلة من نفسها للحديث وفي نفس الوقت أحتاج شخصا يقف الى جانبها وقد التمستها في الدكتور آدم
" دكتور ...زمايلي عندهم صوري وقاعدين يبعتهوها لبعض " ثم تابعت وهي تدقق في ملامحه التي ظلت هادئة كما كانت
"طلبت منهم يمسحوها من موابايلاتهم ومش راضيين ...اعمل ايه ؟! ...لو اهلي يعرفو بس ..."
كانت مرتعبة من هذه الفكرة اكثر من اي شيئ
اجفل آدم في البداية لكنه سألها
" الصور خاصة ؟ ...بقصد صورك وانتي في البيت حاجة زي كدة ...فاهمة قصدي "
اكتفت بهز راسها وهي تنظر لاسفل وجهها المحمر مغطاة بخصلات شعرها المتساقطة .
" وجابو الصور دي منين؟" سالها بهدوء مرة أخرى
" مش عارفة ..."
هل تخبره ان شقيقه هو الذي ارسل الصور؟
هل تخبره انها كانت على علاقة سابقة بشقيقه ولاغاظته ادعت بانها على علاقة واهمة به ؟
" مافيش حل غير انك تبلغي البوليس لو رفضو يمسحو الصور"
سهى بصدمة " البوليس؟!" ثم تابعت بخوف وهي تهز راسها بنفي"لامستحيل! اهلي لو عرفوا بيقتلوني ! "
حاول آدم طمانتها وقال " مافيش حد رح يآديكي انتي ماعملتيش حاجة " " اسمعيني كويس ياسهى انتي لازم تتكلمي معاهم مرة ثانية وهالمرة رح اجي معاكي ولو فضلو يعنادو فهم بلي رايحين يندمو بعدين "
سهى بهمس " ماينفعش "
" ليه؟"
" دكتور انا رح حاول كلمهم مرة ثانية ليمحوا الصور " حاولت سهى ان تبدو واثقة من كلاهما رغم انها كانت متاكدة ان الامر ليس بتلك السهولة
لم يقتنع آدم بما كان تقول وشعر بانها تخفي امورا اخرى عنه ولكنه رجح ذلك لعدم ثقتها به وقد عذرها على ذلك .
اكد لها مرة أخرى أنه سيساعدها ان أحتاجت التبيلغ للشرطة وان زاد الامر عن حده ولم يقتنع اولئك الشباب بمسح الصور .
تكاد تقفز من الفرح بعد ان انهت امتحانها لكنها توقفت عندما نادتها مروة التي تسالها بقلق" ماشفتيش سهى ياليلى؟"
" لا ...ماهي جت معاكي "
" شكلها البنت ماامتحنتش"
" يمكن تكون تعبت او حصلتلها حاجة اتصلي شوفيها يامروة احسن"
استجابت مروة سريعا واتصلت بسهى مرتين وحتى ثلاث لكنها لم ترد
نظرت مروة الى ليلى باستغراب وقالت" مابتردش"
ليلى بحزم وهي تنظر بالارجاء بحثا عنها " خليلها مسج وقوليلها بس تشوفه تتصل عليكي "
في تلك الاثناء كانت سهى تقف قبالة اسامة وهي تبكي ...
" حرام عليك والله العظيم حرام عليك ...ازاي تعمل فيا كدة ؟ ...هو انت ماحبتنيش ولو شوي ؟ لو احترمتني على الأقل !!"
كانت منهارة كليا امامه . ورغم ذلك لم تحرك به اي عاطفة اخد ينظر إليها ببرود شديد
" عايزة ايه ثاني ياسهى؟"
صرخت به بانفعال " عايزاك تمحي صوري يلي عندك ! عايزة تمحي كل حاجة ! كل حاجة سامع!"
قال بحدة لاذعة " وطي صوتك ياسهى ! "
صاحت به من جديد " مش عايزة!"
" انا يلي غبي جاي اتكلم معاكي عارفة" ثم سار مبتعدا تاركا إياها تصيح باسمه في يأس شديد
عادت الى البكاء مرة أخرى وهي تفتح هاتفها وترى الرسائل التي ارسلتها لها رونق وتعاليق الشباب عليها
كانت رونق جالسة على احد الكراسي بالقرب من هما وماان رأت اسامة يسير قبالتها وقفت وابتسمت بسعادة في وجهه قبل أن تقول باستغراب وهي ترى تعابير وجهه المستاءة والمدهوشة
" مالك؟ حصل ايه؟"
" ولايهمك .قوليلي انتي طلبتي تشوفيني ليه عايزة مني حاجة؟ "
رونق بدلع تدعي الحزن " اخص عليك يااسامة ...ده انت يلي بتعوزه مني مش انا "
اسامة باستغراب" اعوز ايه؟"
" تعال معاي وتشوف
الفصل العشرين ...
مر الاسبوع الاول أخيرا رغم طوله بالنسبة لطلبة الطب .
ورغم ان ليلى قد انشغلت كليا بمذاكرتها فقد اصبحت تقضي جل يومها تحفظ وتعيد بسبب مشكلة ذاكرتها الا أن علاقتها بآدم كانت تزداد قوة .
فكم كانت سعيدة باهتمامه الكبير بها وممنونة له .
والذي كان رغم انشغاله مع مرضاه وعمله الا أنه كان يأتي للجامعة لرؤيتها والسؤال عنها حاملا في كل مرة علبة من الشوكولاته بنوعها المفضل و التي اخبرته سابقا انها بمجرد تناولها تصبح اكثر سعادة وطاقة
فقد كان يرى ان الرسائل وحدها لاتكفي ووجوده بجانبها مهم جدا خلال هذه الايام التي اخدت تمر يوما وراء الاخر .
في بيت آدم ...
حيث كان جالسا على الاريكة ينتظر شقيقه الذي يجهز نفسه امام المرآة المعلقة المقابلة له
" ماتعجل ياولد ! لو فاتك الامتحان ماتقومش تشتكيلي لاني مش رح احلهالك زي يلي قبلها "
اسامة وهو ينظر الى شقيقه عبر المرآة يمشط شعره" المرة يلي قبلها دي كانت قبل سنتين يااخوي !
" ثم تابع بخبث" ماتخاف رح نوصل في الوقت المناسب بوعدك !" وابتسم
آدم وقد فهم مايقصده لكنه ادعى الجهل " بتقصد ايه ياحبيبي؟"
هذه المرة التف اليه اسامة وهو يحاول ان يتمالك ضحكته "بقصد أنه عارف انك واخدني عذر لحتى تشوف الانسة مراتك ومع ذلك مسامحك وبحبك "
آدم بحرج " ماتبطل هبل يااسامة وتنجز " ثم تابع بحزم مزيف " وبعدين ايه الانسة مراتك دي ؟ صرت كبير ومش عارف تنتقي الفاظك !"
اسامة وهو يرفع يديه بقلة حيلة " ماقلتش حاجة . "
اقترب من شقيقه لياخد حقيبته السوداء ويرميها على ظهره بخفة .
قبل أن يقول وهو يتقدم للامام ناحية الباب بمزاح "يلا نعجل يااخوي لنلحق في وقتك المناسب "
ظن ان اسامة ان شقيقه قد ضربه على راسه بقبضة يده برفق على مزاحه السخيف الذي اخد يمزاحه به منذ معرفته بوقوع شقيقه في حب احداهن . ورغم أنه لاينكر تشككه بسبب كلام سهى عن علاقته بها آخر مرة الا أن هذا الشك سرعان مازال عندما اخبره آدم بانه سيتقدم لخطبة ليلى بعد اسبوعين .
ليتاكد بعد ذلك ان سهى مجرد كاذبة نذلة اتهمت شقيقه ظلما و دنست صورته امام زملائه وزملائها الذي اخدوا قصتها موضوع للحديث في كل مرة .
آدم وهو يفتح حقيبة اسامة الذي يعطيه بالظهر ويضع بها المال الذي اخرجه من محفظته
آدم بحنان" عايز تروح بدون فلوس ؟ دي مش عوايدك "
ادار اسامة راسه للخلف ليتمكن من رؤية وجه اخيه وقال برفض " مش محتاج ياادم ! الفلوس يلي عندي مكفياني "
آدم " مافيها مشكلة يكون عندك بالزايد بس مش معناها تبذر "
ابتسم اسامة خفية عن اخيه الذي لم يتغير .
تلك هي عبارته الدائمة في كل مرة يعطي المال له .
أنه بالفعل سعيد بوجود شقيق محب وحنون مثل آدم الذي كان يحاول منذ صغره بعد وفاة والديهما ولايزال الى الان رعايته وتوفير مايحتاج له .
لم يكن اسامة غافلا على تصرفات آدم الذي كان يرتب البيت في منتصف الليل بعد انتهاءه من عمله فقد كان يتكلف طيلة الوقت بغسل الأطباق والملابس ...
متحملا بذلك كامل المسؤولية على ظهره دون أن يطلب من شقيقه فعل شيئ واحد
وكلما جاء اسامة لعمل شيئ ما كان يمنعه من ذلك ويرسل لغرفته لمواصلة دراسته .
أنه لايريد منه شيئا واحد غير النجاح وانهاء تعليمه الجامعي
فبذلك يستطيع الاطمئنان عليه
كان ذلك مايردده على مسامعه دائما
____
تمكنت مروة من ركوب الحافلة رفقة سهى باتجاه الجامعة . ورغم ان سهى كانت متوترة قليلا بسبب الامتحانات كون هذه المادة مهمة واذا حصلت على علامة ممتازة فيها ان تعوض التي الامتحانات السابقة التي كانت قد دمرتها بمعنى الكلمة بسبب تفكيرها المتواصل بما قد يستطيع اسامة فعله بصورها وان كان حقا قد سأل شقيقه عن ماحدث .
الا أن مروة كانت تنظر بترقب الى الركاب وهم يتدافعون فيما بينهم للركوب على امل ركوب خالد .
لقد رأته كان يتقدم الى الداخل برفقة صديقه . لم يبتسم حتى في وجهها واو يهمس بصباح الخير لها كما اعتاد ان يفعل .
مالذي يحدث معه ؟
ظنته سيركب في المقعد الذي خلفها لكنها فوجئت به وهو يتجاوزه ويعود للخلف ليركب واقفا .
كانت تنظر اليه بتساؤل وهو يبادلها النظرات رغم أنه فمه كان يتحرك من أجل الحديث مع رفيقه .
هل جن هذا الشاب ؟
اخدت هاتفها وارسلت اليه رسالة على الفور ثم نظرت اليه بحدة وهي تشير لهاتفها .
انتبهت عليها سهى فاستدارت على الفور لتعرف هوية الشخص الذي غير مزاج صديقتها على الفور .
اا أنه خالد !
فمروة قد اخبرتها سابقا عنه وعن علاقتها به طالبة المشورة منها حول مسالة فرق العمر بينهما ورغم ان رد سهى لم يكن ايجابيا على الاطلاق كونها توقعت فشل العلاقة بينهما بسبب عدم تفاهمها بسبب العمر أولا وبسبب طباع كل منهما المختلفة عن الاخر فهما لم يكونا يشتركان باي صفة على الاطلاق . الا أنها لاتزال تترقب كيف ستؤول الامور بينهما وان كانت ستصل للخطوبة كما تقول مروة دائما .
اخد هاتفه على مضض ليقرأ رسالتها
( مالك ؟ ازاي تعبر كدة كانك ماتعرفنيش؟)
( مافي شي . البنت معاكي فما حبيتش ازعجكم )
( لا بجد ! ازاي نسيت اني مش لوحدي؟!)( خالد هي مش اول مرة اكون مع سهى)
( عايزة ايه من الاخر يامروة ؟)
( عايزة تحترمني وتحترم صورتي قدام البنت . ايه حبيبي يمشي من امامي بدون مايعبرني )
( لما اعمل كدة يبقى ماحترمتكش؟ )
كان على وشك ان يكتب المزيد لكنه مسح كل ماكتبه على الفور وارسل محله ( مش رح اتناقش معاكي يامروة لانك مش رح تسمعيني ورح تتعصبي زي كل مرة فبلاهة )
( مش عايز تبرر لي ؟ على راحتك بس اوعك تفكر تحكي معي بعدها )
كانت مستاءة جدا وهي تكتب له . قبل أن ترمي بهاتفها داخل حقيبتها .لاحظ هو ذلك فوجد أنه لافائدة من إرسال اي شيئ لها واحد يصطنع الحديث مع صديقه رغم ملامحه الباهتة .
منذ مدة سيطر على خالد احساس قوي بان مروة لاتحبه او لاتزال حتى الان غير قادرة على الوقوع بحبه . ورغم أنه انكر احساسه هذا في الكثير من المرات إلا أنها في كل مرة تؤكد ظنونه من خلال تصرفاتها التي توحي بانها لاتهتم به ولاتهتم بمشاعره. فلم يسبق لها المبادرة بالاتصال به والسؤال عن احواله او المبادرة بالصلح في كل مرة نشب بينهما شجار والتي كانت هي السبب فيه بسبب عصبيتها واصرارها على انها دائما على حق لاتريد السماع الى رائع . ورغم أنه كان يغض البصر على ذلك بحجة أنه يحبها وسيفعل لها كل ماتشاء الا أنه وجد كرامته تسحق من قبلها
لذلك قرر تجاهلها قليلا باعتقاده انها ستاخد هي الخطوة الاولى هذه المرة وتزيل شوقه إليها الا أنها تؤكد له مرة أخرى انها لاتحبه وليفعل مايشاء
كان واقفا ينتظر رؤيتها فبعد ان ودع شقيقه وتمنى له التوفيق . وجد نفسه يقف بعيدا في المكان الذي اعتاد رؤيتها فيه .
وحدها تتقدم ناحيته وابتسامة مشرقة زينت ملامحها . كم كانت سعيدة ومتلهفة لرؤيته
" روح آدم كويسة؟"
ردت بدلال وحب " الروح كويسة جدا وانت؟"
" حمدلله ...قوليلي ياليلى ذاكرتي كويس؟ متوترة ؟"
لما تشعر بانه يتحول أحيانا من دور الحبيب الى دور الاب عندما يتعلق الامر بدراستها
" كويسة ياادم وان شاء الله رح اعمل كويس "
" ان شاء الله ياروحي ...ركزي بس و ماتتوتريش"
هزت راسها بطاعة ثم اخدت تنظر اليه وتلك الابتسامة لم تستطع مداراتها عنه .
قال بحنان " شكلك فرحانة اوي لأنه اليوم آخر امتحان عندك "
ليلى بحب " فرحانة بس مش ده السبب بس"
رفع آدم حاجبه مستفسرا
ليلى بابتسامة خجولة وهي تنظر للارجاء متفادية النظر إلى عينيه التي اخدتا تقطران حبا بعد جملتها
" فرحانة اكثر أنه ماظلش وتجي لبيتنا تطلبني "
" انا بردو زيك ...انا بردو مستني اليوم يلي قابل فيه ابوكي واقوله حضرتك انا بحب بنتك وعايزها تكون مراتي ..." ثم تابع وهو يراها تنظر اليه بوهن وخداها قد تلونا بالحمرة " بس لو ظليتي تفكري فينا ياليلى رح يفوتك الامتحان وتنسي كل يلي حفظتيه امبارح "
شهقت ليلى بتذكر " معك حق ...يلا سلام ياادم ...اكلمك بعدما خلص "
وركضت مبتعدة عنه ...كانت كالطفلة في انظاره ...
كان على وشك ان يغادر هو الاخر باتجاه سيارته ليذهب الى عمله .
لكنه توقف عندما سمع صوت بكاء احداهن
كان الصوت قريبا منه .
سار قليلا وهو يحاول تتبعه وخلف سور الجامعة وجد فتاة منكمشة على نفسها تصيح بانفعال ومع كل صرخة منها تمكن من سماع شهقات بكائها . كانت تتوسط مجموعة من الفتيات .
كانت تلك سهى
حاول الاستماع لكلامها ولكنه لم يستطع . فكر في التدخل لكنه توقف عندما وجد.سهى تسير مبتعدة عنهم وهي تقول بعتاب وسط بكائها
" منك لله يارونق ! منك لله !!"
شك في ان الفتاة التي اسرعت تمسك بذراع سهى بقوة تلفها اليه هي رونق التي تمكن من سماع ماقالته بوضوح بسبب صراخها
" وانا ايه دخلني؟! ولابتعملي المصيبة ولما تتلبسي تلومي غيرك!! ...انتي يلي باعتة صورك للشب وهو فضحك ! يبقى انا دخلني ايه؟!"
" انتي السبب !! انتي السبب ...انتي يلي خربتي كل حاجة بينا ..."
" لسة بتتهميني !! ياحيوانة اسمعي اقولك حاجة ومش رح اعيدها . انا ماعنديش علاقة انا شفت الصور علالغروب وبعتهالك مش اكثر! اوعك تلبسيني تهمة ماعنديش دخل فيها !" ثم افلتت ذراعها ودفعتها بعنف . لتغادر وبجانبها الفتيات .
سقطت سهى على ركبها باكية فماكان من آدم الا أن يسارع ناحيتها .
شهقت سهى بصدمة عندما راته .
" ياانسة جرالكي ايه؟"
ربما كان سؤاله كفيلا بان تنفجر باكية هذه المرة بقوة اكبر مخرجة كل الخوف والحزن القابع قلبها .
رغم ان آدم كان متوترا جدا وجاهلا لطريقة مواساتها الا أنه وجد نفسه يردد " كل شي رح كويس ...هدي شوي ...,"
بعد لحظات توقفت سهى عن البكاء وقد اصبحت عيناها منتفختان وسال كحلهما .نظرت اليه باستحياء ولم تجد ماتقوله .
آدم وهو يقف " خلينا نروح من هنا ...مش كويس ضلي هنا "
نهضت هي الأخرى وبعد ان نفضت سروالها بيديها اخدت تسير خلفه
حتى اصبحا داخل ساحة الجامعة حيث كان العديد من الطلاب يسيرون هنا وهناك
سالها آدم مستفسرا" رح تعملي ايه بالامتحان ؟"
هزت كتفيها بجهل ولانها كانت متوترة وقلقة جدا بالاضافة الى حزنها الظاهر في عينيها اعتذر منها للذهاب لشراء الماء والعودة إليها وقد وجدها جالسة في احدى الكراسي تدقق بهاتفها تكبر وتصعر الشاشة باصبعيها السبابة والابهام ودموعها على وشك النزول من جديد
اغلقت هاتفها فور اقترابه منها .
جلس هو والاخر على نفس الكرسي ولكنه ترك مسافة لاباس بها بينهما وقال وهو يناولها قارورة الماء الصغيرة" تفضلي"
شكرته سهى التي لم تستطع حتى فتحها واجهشت بالبكاء . اخدها سريعا من يديها وفتحها لها قبل أن يعيدها إليها .
" اشربي شوية لتهدي "
نفذت أكره على الفوره ثم قالت بيأس شديد " انا تدمرت ...حضرتك انا دمرت خلاص ..."
فوجئ آدم بكلامها ...توقع منها الحديث مرة أخرى بان تشرح له ماقصدته لكن عندما لم تفعل بل استمرت في البكاء بصمت
سالها باسترسال وحذر " بتقصدي ايه ؟"
لم تكن سهى تعلم اذا كان بامكانها اخباره بما يحدث لها وماينتظرها .
هل تخبره انها قد تلقت ليلة أمس عدة رسائل من رونق وانها استغربت من هذه المراسلة كونهما لم تتحدثا منذ مدة طويلة.
ضغطت على المراسلة وإذ بها ترمي هاتفها بعيدا من شدة الصدمة
كانت تلك عبارة عن نسخ التقطتها رونق لمحادثات غروب الاصدقاء الذي التقت بهم منذ مدة في المطعم وفي تلك المحادثات مجموعة صور خاصة بها وصور اخرى لها مع اسامة .
ارسلت إليها العديد من الرسائل حتى أنها اتصلت بها بالامس تسالها عن ماحدث ؟
لكن رونق اكتفت بالقول أنه لاعلاقة لها وانها ارسلت لها الصور لتعلم بما يتحدث عنها الآخرين وانها أخطأت جدا في مواعدة اسامة .
لم تظن سهى أبدا ان اسامة قد يصل به الامر لارسال تلك الصور ...لم تتوقع حتى أنه قد ينفذ تهيده آخر مرة .هي لاتنكر انها كانت خائفة من فكرة بقاء صورها عنده وانه لم يمحها بعد لكنها لم تظن أنه سيكون بهذه الحقارة معها حتى لو كانت انفصلا و بينهما عداوة
حاولت بعد ذلك الاتصال به العديد من المرات لكنه لم يرد . ارسلت الرسائل لكنها اكتشفت أنه يحظرها من كل حساب تراسله به .
لذا لم تجد ماتفعله غير الذهاب والحديث معه ومع الآخرين على امل محو الصور .
كانت تنظر اليه بشك وقد لاحظ آدم ذلك فقال بهدوء شديد " فيكي توثقي فيني وتحكيلي ...رح اساعدك على قد مااقدر بوعدك " ثم هز راسه بتأكيد
" مش رح تحكي لاي حد ؟"
هز راسه وانتظر منها الحديث وبعد لحظات اخدت فيها سهى نفسا عميقا فقد كانت خجلة من نفسها للحديث وفي نفس الوقت أحتاج شخصا يقف الى جانبها وقد التمستها في الدكتور آدم
" دكتور ...زمايلي عندهم صوري وقاعدين يبعتهوها لبعض " ثم تابعت وهي تدقق في ملامحه التي ظلت هادئة كما كانت
"طلبت منهم يمسحوها من موابايلاتهم ومش راضيين ...اعمل ايه ؟! ...لو اهلي يعرفو بس ..."
كانت مرتعبة من هذه الفكرة اكثر من اي شيئ
اجفل آدم في البداية لكنه سألها
" الصور خاصة ؟ ...بقصد صورك وانتي في البيت حاجة زي كدة ...فاهمة قصدي "
اكتفت بهز راسها وهي تنظر لاسفل وجهها المحمر مغطاة بخصلات شعرها المتساقطة .
" وجابو الصور دي منين؟" سالها بهدوء مرة أخرى
" مش عارفة ..."
هل تخبره ان شقيقه هو الذي ارسل الصور؟
هل تخبره انها كانت على علاقة سابقة بشقيقه ولاغاظته ادعت بانها على علاقة واهمة به ؟
" مافيش حل غير انك تبلغي البوليس لو رفضو يمسحو الصور"
سهى بصدمة " البوليس؟!" ثم تابعت بخوف وهي تهز راسها بنفي"لامستحيل! اهلي لو عرفوا بيقتلوني ! "
حاول آدم طمانتها وقال " مافيش حد رح يآديكي انتي ماعملتيش حاجة " " اسمعيني كويس ياسهى انتي لازم تتكلمي معاهم مرة ثانية وهالمرة رح اجي معاكي ولو فضلو يعنادو فهم بلي رايحين يندمو بعدين "
سهى بهمس " ماينفعش "
" ليه؟"
" دكتور انا رح حاول كلمهم مرة ثانية ليمحوا الصور " حاولت سهى ان تبدو واثقة من كلاهما رغم انها كانت متاكدة ان الامر ليس بتلك السهولة
لم يقتنع آدم بما كان تقول وشعر بانها تخفي امورا اخرى عنه ولكنه رجح ذلك لعدم ثقتها به وقد عذرها على ذلك .
اكد لها مرة أخرى أنه سيساعدها ان أحتاجت التبيلغ للشرطة وان زاد الامر عن حده ولم يقتنع اولئك الشباب بمسح الصور .
تكاد تقفز من الفرح بعد ان انهت امتحانها لكنها توقفت عندما نادتها مروة التي تسالها بقلق" ماشفتيش سهى ياليلى؟"
" لا ...ماهي جت معاكي "
" شكلها البنت ماامتحنتش"
" يمكن تكون تعبت او حصلتلها حاجة اتصلي شوفيها يامروة احسن"
استجابت مروة سريعا واتصلت بسهى مرتين وحتى ثلاث لكنها لم ترد
نظرت مروة الى ليلى باستغراب وقالت" مابتردش"
ليلى بحزم وهي تنظر بالارجاء بحثا عنها " خليلها مسج وقوليلها بس تشوفه تتصل عليكي "
في تلك الاثناء كانت سهى تقف قبالة اسامة وهي تبكي ...
" حرام عليك والله العظيم حرام عليك ...ازاي تعمل فيا كدة ؟ ...هو انت ماحبتنيش ولو شوي ؟ لو احترمتني على الأقل !!"
كانت منهارة كليا امامه . ورغم ذلك لم تحرك به اي عاطفة اخد ينظر إليها ببرود شديد
" عايزة ايه ثاني ياسهى؟"
صرخت به بانفعال " عايزاك تمحي صوري يلي عندك ! عايزة تمحي كل حاجة ! كل حاجة سامع!"
قال بحدة لاذعة " وطي صوتك ياسهى ! "
صاحت به من جديد " مش عايزة!"
" انا يلي غبي جاي اتكلم معاكي عارفة" ثم سار مبتعدا تاركا إياها تصيح باسمه في يأس شديد
عادت الى البكاء مرة أخرى وهي تفتح هاتفها وترى الرسائل التي ارسلتها لها رونق وتعاليق الشباب عليها
كانت رونق جالسة على احد الكراسي بالقرب من هما وماان رأت اسامة يسير قبالتها وقفت وابتسمت بسعادة في وجهه قبل أن تقول باستغراب وهي ترى تعابير وجهه المستاءة والمدهوشة
" مالك؟ حصل ايه؟"
" ولايهمك .قوليلي انتي طلبتي تشوفيني ليه عايزة مني حاجة؟ "
رونق بدلع تدعي الحزن " اخص عليك يااسامة ...ده انت يلي بتعوزه مني مش انا "
اسامة باستغراب" اعوز ايه؟"
" تعال معاي وتشوف
•تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية