رواية حصونه المهلكة الفصل العشرون 20 - بقلم شيماء الجندي
“حيره!”
قبل أي حاجه شكرا لكل حد سأل عليا او دعا ليا حقيقي شكرا جدااا ليكم وربنا يبارك في صحكتم وصحه احبابكم ♥️♥️♥️
أغلقت الباب بإحكام خلفها ثم اتجهت إلى مكتبها تعبث بهاتفها لحظات قبل أن تضع سماعات أذنيها الخاصه و تفتح هاتفها على تلك المشاهد المخزيه لذلك الطفل البريء و تلك سيده الوقور التى احطت من شأنها بلا داعٍ .. و دون أن تشعر سالت دموعها و هي لا تصدق إلى الآن أن ذلك الطفل الصغير الواقف بزاويه ما يبكي بعنف و قهر هو ذلك الفهد المفترس الذي نهش برائتها و افترسها بعنف ضارى متوحش ….
أغمضت عينيها و هى تتذكر ذلك الكابوس بالأمس الذي لم يتركها و شأنها حيث ذلك الطفل الصغير المُقيد بالأغلال يبكي و يصرخ مستغيثاً بها و هى تطالعه بأعين باكيه عاجزه تحاول فك قيدها لتتجه إليه لكنها فشلت مرة و مرة و هى تشعر بتلك القيود تشتد عليها كلما حاولت ؛ ليزحف الطفل إليها و نهر دموعه يغرق وجنتيه الجميله فور تدفقه من رماديتيه يحاول مد يديه إليها و الاستغاثه بها مره أخرى و لكنها كما هي عاجزه تماما تبكي بقهر لحاله ذاك البرئ …
مؤلم ذلك الشعور حين مددت يديك لأنتشلك من أوجاعك و لكن كيف و أنا المكلومه ذات القلب الجريح هل ليَّ أن اعاونك ؟!!
أنا لا أميل للعزله و الإنطواء بل أميل لإرضاء ذاتى الجائعه للهدوء و استعاده سلامها … أميل إلى الإكتفاء بها تجنُباً للخيبات ليس إلا …
حاولت تنظيم أنفاسها و صدرها يعلو و يهبط بقوه إثر تلك الشقهات التى تندلع من شفتيها الجميله انتشرت الحُمره لتكسو وجنتيها و أنفها الصغير ، بدت كطفلة صغيره حائره لا تعلم ما السبيل لإرضاء ذاتها كيف لها أن تتصرف الآن ؟!! هى لا تستطيع العفو عن الفهد القاسي و لن تفعلها لكن ماذا عن ذاك الصغير داخله الذي يناجيها منذ أمس ، كيف له أن يتحمل ما رآه و هو لازال طفل صغير يفتقر المحبه و التآلف ، لقد نشأ نشأه خاطئه ليست سويه بالمره و ذاك كله نتيجه أب مريض اعتبر نفسه من الآلهه يُحيي هذا و يقتل هذه شنًَ محكمته على الجميع و كان القاضي و الجلاد …
انتفضت بمحلها حين وصلت إليها طرقات أعلي الباب الزجاجى الخاص بالمكان لتمسح عينيها بسرعه و هى تُغلق هاتفها تحاول هندمه ثيابها و الاعتدال لتتسع عينيها حين وجدت أخاها يطالعها باندهاش من خلف الزجاج ابتلعت تلك الغصه بحلقها واتجهت إلي الباب تُدير المفتاح بهدوء وهي تنظر له اثناء عبثها بخصلاتها لتغطي بها إحدي عينيها المنتفخة إثر نحيبها و هطول دموعها ..
فتحت الباب ليدلف “تيم” ناظراً إليها بدهشه و هو يقول بصدمه جليه علي ملامح وجهه المستاء :
-ايه ده ياأسيف ؟!! مالك ؟!! و قافله على نفسك ليه حصل ايه ؟!!
حمحمت و هى تحاول السيطره علي حروفها و نبرتها و قالت بهدوء :
-فيه ايه ياتيم أنا لسه واصله من شويه و حبيت بس اعمل شويه حاجات قبل دوشه الشغل و قبل ما تيجي فرح ..
عقد حاجبيه و هو يُمسك يدها بهدوء متجهاً بها إلى الأريكة يجلس و هي بجانبها دست نفسها بأحضانه هاربه من نظراته التي تحاول استنباط حالتها ليقول بتساؤل :
– فرح اللي كانت ساكنه في العماره اللي قعدنا فيها ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب و هى تهمهم بهدوء تمسح تلك الدمعات العالقه بأهدابها بأطراف أصابعها لتجد يده ارتفعت إلى خصلاتها يربت عليها بلطف و هو يتساءل بحزن :
– مالك ياحبيبتي من امبارح مش عاوز اتكلم عشان يزيد كان موجود و العيله كلها كانت حوالينا ، مش هتحيكلي و احنا لوحدنا برضه ؟!! أنتِ عاوزه يزيد ياأسيف متأكده ؟!
تنهدت بضيق شديد هى لا تريد أسئلة ألا يكفي عقلها الذى لا يرحمها منذ أن دفع إليها بتلك المشاهد الداميه التى شنت حرب بعقلها تُعيد عليها ذكرياتها معه .. كيف لها أن تشارك أخاها ما رأته هو رغم كل شيئ ائتمنها على سره و الذي أوضح كم هو نفيس لديه هل لها أن تفشى عنه و تفضح أمره ؟!! لكنها حائره مُرهقه للغايه اعتدلت بجسدها و هى تحدق لحظات بشقيقيها المنتظر إجابتها ثم بللت شفتيها و هى تهمس بصوت مبحوح متوتر :
-تيم هو انا بقيت وحشه ؟! يعني .. آآآ .. يعني لو فى حاجه كنت بعملها بسهوله زمان و دلوقت مش عارفه اعملها .. ده معناه إنى اتغيرت للأوحش ؟!! يعني لو مش قادره اعمل ده .. أنت فااهمنى ؟!!
اعتدل بجسده ليقابلها بجلسته فور أن رأي تلك الدموع تلمع بمقلتيها الحائره ليُمسك كتفيها بقبضتيه يضغط عليهما برفق و هو يقول بهدوء :
– ممكن تهدي حبيبتي أنا بحاول افهمك .. تحبي اكلم يزيد ..
ارتفعت رأسها تهتف بسرعه و أعين متسعه :
-لاا بلاش يزيد ..
ضيق “تيم” عينيه يطالعها باندهاش يصرخ من مُقلتيه لتضع خصلاتها خلف أذنيها و هى تدحرج رماديتيها بالأرجاء بتوتر طفيف تهمس موضحه بخجل :
– أصل انا اتعالجت خلاص يعني مش حابه المعامله بينى و بينه تبقي .. دكتور ومريض .. يعني .. خلاص يا تيم اعتبرني مقولتش حاجه ..
نكست رأسها بهدوء و كادت أن تستقيم بوقفتها لكنه أمسك يديها بلطف و هو يقول بهدوء يمد أنامله ليضع تلك الخصلات الشارده خلف أذنيها :
– أنتِ عاوزه تسامحيه ياأسيف ؟!!
ارتفعت مُقلتيها علي الفور و تحولت إلى الغضب و هى تردف بتشنج واضح و اقتضاب :
– قصدك مين ؟!!!
تنهد و هو يهز رأسه بالسلب موضحاً بنبره صارمه طفيفه :
– أنتِ عارفه قصدي مين !!! عاوزه تسامحي فهد ياأسيف و ده اللي موترك من امبارح طيب و يزيد ايه دوره فى حياتك قبلتي الخطوبه ليييه ؟!!
دمعت عينيها حين وجدته يحدثها بما تخشاه هكذا بوضوح بل ويريد إجابات أيضاً لم يكن عليها أن تثير جدل بتلك النقطه تحديداً معه الآن رق قلبه حين رأي تلك الحيره مره أخرى تندلع من مقلتيها ليقربها إليه محتضناً إياها يقول بهدوء :
-أسيف حبيبتي أنتِ عارفه أنا بحبك قد إيه و خايف عليكِ ازاي .. مش عايزك تفضلي حيرانه كده أنا حاسس بيكِ من امبارح و جايلك هنا مخصوص عشان نبقي لوحدنا و تبقي براحتك مش عشان اضغط عليكِ ياحبيبتي ، أنا واثق فيكِ و فى اختياراتك و خليكِ متأكده مهما كان اختيارك عمرى ماهتخلي عنك فمتخافيش أنا فى ضهرك دايما …
أحاطت خصره بقوه و دفنت وجهها بعنقه تستمد قوتها و طاقتها من ذلك الرجل الذي برع بأداء دور الأب لها فكان نِعم العوض و خير سند لم يكن يوماً ثقل عليها أو على روحها ، دست جسدها به بقوة ليبتسم رابتاً علي خصلاتها بلطف و هو يشعر بتلك الراحه التى تسللت لقلبها الصغير هى ليست بحاجه إلى نصحه الآن هي بحاجه لدعمه و هو بارع بذلك قبل خصلاتها لتهمس له بنبره خافته :
– أنا بحبك أوي ياتيم …
همس لها و هو يشدد من ذراعيه حولها :
– و أنا بحبك أكتر ياقلب أخوكِ ….
للرجال شيم رأيتها حين غلفني أبى بأحضانه يهمس لى أن كل شيئ علي مايرام و تأكدت منها حين حاوطني أخى بذراعيه يُعلمني كيف يكون السند و أحبتتها حين رأيتك تراقب ما أنقصني منهما لتجرعني كأس المحبه بيديك ..
أنا تلك الطفله التائهه الشارده التى تلاعب بها القدر لتسقط و تقف علي أرض صلبه أقوي من ذى قبل ، أنا تلك التى تأملتُم ضعفها ذات يوماً بابتسامه ساخرة ؛ اشتد عودى و صنعت قوتى من بقايا ضعفي لأتأملكم الآن بابتسامه انتصارى علي ضعف نفوسكم الباليه !
*
عاد “نائل” على الفور إلي ذاك الفهد الذى وقف مندهشاً من سرعه عودته و أردف بصدمه :
-ايه ده لحقت تعرفها ؟!!
نظر “نائل” حوله بتوتر و أغلق الباب جيداً خلفه و هو يسرع إلى زر الستائر الإلكترونى يغلقه و هو يردف بابتسامه سمجه :
-لا فى الحقيقه ، احم احم مروحتش اصلااا …
رفع “فهد” إحدى حاجبيه و هو يحدق به بغضب شديد لتندلع النظرات القاسيه من عينيه فاتسعت أعين “نائل” و هو يتقهقر عنه صارخاً به بغضب :
-ياعم أنت بتبصلي كده ليييه حرام عليك الرعب اللى معيشني فيه ده … كان يوم أسود يوم ماشوفتكمم …
انقض عليه “فهد” يقيد حركته و هو ينظر إليه بغضب هامسا بصرامه :
-مروحتش ليه ؟!!!!!
ابتلع رمقه و هو ينظر بخوف للباب قائلاً بارهاق :
– هي موته و لا أكتر ؟!! لو أنت سيبتني تيم هيقتلني علي اللي بهببه منكم لله ياولاد البراري واحد وااحد إلا سوفى الغلبانه …
اعتدل “فهد” و هو يعدله مُضيقاً عينيه يردف بدهشه :
– هو تيم هنا ؟!! هي كلمته ؟!!
وقف “نائل” يعدل من هندامه وهو يردف بغيظ واضح :
– و أنا اعرف منين كلمته و لا لا مش متلقح معاك هناا .. و بعدين شكل كلامهم مهم اصل الصوت واطى و معرفتش اسمع ..
لم يستطع “فهد” كبح ضحكاته التى انطلقت تملأ الارجاء و هو يردف من بينها :
-أنت زعلان عشان معرفتش تتصنت عليهم ؟!!!
ابتسم “نائل” و هو يحمحم قائلاً :
-احم احم لا يعني كنت حابب اساعدك اكيد …
نظر إليه “فهد” رافعاً إحدي حاحبيه بسخرية واضحه ثم أردف ببرود و هو يمسكه من تلابيبه :
– و أنت بقي جاي فاكرنا هنستخبي لحد ما البيه يمشى ؟!!
أمسك “نائل” يديه و هو يردف بنفاذ صبر و قلق :
-ياااعم ارحمني بقااا أنت بتتحول مش كنت لسه بتضحك ، أنت يعنى مش عارف أن تيم مش بيطيق يشوف وشك ؟!!
نظر بخوف إلي نظراته الثاقبة الصارمه و أردف مُصححاً :
اقصد يعني مفيش بينكم توافق … ايه ده صوت عربيه تيم اهوه ده مشي ، بعد أذنك بقاا أشوف سوفي …
أمسك “فهد” فكيه بغضب و هو يردف من بين أسنانه بعنف :
-اسمها أسيف …
هز رأسه بالإيجاب علي الفور و هو يعتدل مبتعدا عنه بخطوات غاضبه يهمس لنفسه بغضب :
-الله يلعنكم عيله معفنه …
*
على الجانب الآخر
وقفت “أسيف” و هى تتجه مع أخيها إلى الباب لتودعه إلى عمله دلفت حينها “فرح” و هى تلتقط أنفاسها واضعه يدها أعلي صدرها تنظر أرضاً تتفقد حذائها تقول بحماس لطيف و هي ترفع بوجههم تلك الحقيبه التى تحوي علب الطعام داخلها :
– أسفه اتأخرت عليكِ أكيد جعانه ..
اتسعت عينيها بخجل حين دفعت الكيس إلى صدره الصلب و هي تعتقد أن “أسيف” من تقف أمامها لتصيح بصدمه :
-ايه ده تيم والله مااخدتش بالي أنا أسفه جدااا …
ابتسم بهدوء لها و هو يتناوله منها واضعاً اياه أعلى المنضده المجاورة و هو يقول بلطف حاسم :
– و لا يهمك مفيش مشكله ….
ابتسمت له بخجل و هى تعتذر مره أخري :
-لا ازاي ده الحمدلله أنه جوا الكيس كان زمانك بتدعى عليا أسفه ليك جداا …
احتفظ بابتسامته اللطيفه هو يردف بعقلانية و لطف :
-متقلقيش مفيش حاجه حصلت لكل ده .. هسيبكم مع بعض بقااا …
ثم مال على شقيقته يُقبل وجنتيها و اعتدل واقفاً يعدل من سترته و قد ولى خارجاً ينصرف إلي أعماله ، تبعته أعين “فرح” لتقول فور ابتعاده بحزن :
-دلوقت يقول عليا هبله …
نظرت لها “أسيف” بهدوء و هى تقول :
-فرح أنتِ عارفه تجربه تيم كان شكلها إيه ليه تعلقى نفسك بيه ؟!! متزعليش منى أنتِ صحبتي و عشان بحبك بقولك تيم مشواره صعب شويه عليكِ ..
نكست رأسها بحزن و هى تزيح خصلاتها خلف أذنها تقول لها بخجل :
– و هو بمزاجي ياأسيف ، أنا عارفه إنها تجربه صعبه و بصراحه كنت خايفه أعرفك مشاعري عشان ماتحسيش إني بكرر عليكِ زعلك بس بجد مش بإيديا ..
تنهدت “أسيف” و هى تبتسم بسخرية من تلك الصديقه التى وثقت بها يوماً و ما كانت بالنسبه لها سوي سُلم ترتقى درجاته لتنال رغباتها فقط .. شتان بينها و بين تلك الجميله التى دعمتها بأسوأ وقت لها و أصبحت صديقه لها بوقت كانت تخشي به الجميع بل و ظلت تكتم مشاعرها بخجل إلى أن لاحظت ذلك هي و استدرجتها بالحديث .. على عكس الأخرى تماماً ..
أفاقت على يد “فرح” الصغيره فوق كتفها تهزها بلطف و تعتذر بخجل :
-أنا شكلى بوظت الدنيا أسفه …
ابتسمت بلطف و هى تهز رأسها بالسلب قائله بهدوء :
– لا مفيش حاجه شوفي بقا هتفتحي العلب ولا إيه انا جعانه اوي ، هتتحاسبي علي تأخيرك ده …
ضحكت “فرح” و انصرفت تلبي رغبه صديقتها تغيب داخل ذاك المطبخ تُعد وجبه فطورهم …
كادت أن تجلس ليرتفع صوت تعرفه جيداً صارخا بحماس:
– سووووفي !! حبيبه الكل أناا جيتتت …
اتسعت مُقلتيها تحدق به بصدمه تقول باندهاش :
-هو ايه الحكايه النهارده تيم لسه ماشي …
نظر إليها باندهاش مصطنع و هو يقول :
-معقوله ايه ده تيم كان هنا أنا محدش قال ليه .
رفعت كتفيها و حدقت باندهاش تقول :
– محدش قالك ايه يا ابني أنت بتقول ايه ؟!! أنت كنت عايزه يعني ؟!!
نظر إليها بصمت لحظات لتهتف بسأم و إرهاق :
-بقولك ايه يا نائل بتعمل ايه هنا خلص ، انا مش فاضيه ..
ابتسم بسماجه و برود و هو يقول بسخريه :
-اه طبعا بقيتي سيده اعمال و مش عارفه حتى تبصي على ابن عمك الغلبان اللى بيفتح قدامك جيم و أنت ولا معبراه ..
اندهشت ثم حدقت به بصدمه و أعين متسعه و هى تردف :
– هو أنت اللي اخدت المكان ده ؟!! لا لحظه كده .. جيم !! جيم إيه اللى فتحته أنت مقولتليش خالص إنك ناوي تعمل كده اصلا ؟!!
نظر إلي أظافره يتلاعب بها قائلاً بتوتر طفيف :
– اه ما هو اصل كل حاجه جت فجأه يعني فكرت فى الصبح وعملته من شويه ..
حدقت به بصدمه أشد من ذي قبل و هى تقول :
– أنت بتقول ايه يا نائل أنت كويس يا ابني ؟!!
نظر لها بحزن و هو يقول بغضب و ملامح مكفهره :
-ايه ياأسيف ده بدل ما تقوليلي مبروك ؟!!
هزت رأسها بارهاق تقول بلهجه غاضبه :
-نائل قول من الآخر عملت إيه عدل أنا مش فاهمه كلمه منك ؟!!
أردف مسرعاً بلهجه مقتضبه :
– بقولك ايه المكان اللي قدامك ده أنا اخذته الصبح هعمله جيم كده تمام واضح كلامى و لا مش واضح ؟!! الأجهزة هتوصلنى على بكره الصبح كده ، يعني هتلاقيني على بكره بدير الجيم بتاعي قصادك يااسوفي يااقمر ، كده تمام مفهوم الكلام ولا ايه ؟!!!
تساءلت بصدمه :
طيب وشغلك ؟!! هتسيب الشركات ؟! عمو مراد عارف الكلام ده و وافق عليه ؟!!
أردف مسرعاً و هو يصيح بوجهها :
– لاااا و اوعي تقوليله …
عقدت حاجبيها و قالت بغضب :
– مش هتبطل عمايلك دي ؟!! لازم تقوله دي مش خروجه هخبى عليك فيها …
زفر بنفاذ صبر و هو يقول بحزن بعد أن القي بثقل جسده فوق الأريكة :
– والله حرام اللي بيحصل فيا ده ….
رق قلبها له و جلست مقابله و هي تردف بتوتر ظناً منها أنه حزن من كلماتها :
-طيب فهمني عاوز تخبي عليه ليه ..
هز رأسه بحزن وهو يردف بتلقائيه :
-عشان ف..
اتسعت مُقلتيه وتوتر حين أدرك أنه كاد يفشي أمرهم لهاا ليضيق عينيه ناظراً إليها ساخراً داخله من تلك النبره التى تملكها تلك الجميله التي تجعل الجميع ملك لهاا كيف لذلك الفهد أن يضيعها من يديه ! من حقه أن يعض أنامله من الندم .. ليقول متنهدا و هو يستنشق تلك الرائحه الشهيه :
– عشان في كذا ترتيب هعمله الأول ، هي ريحه الأكل دي هنا ؟!!!
ابتسمت “أسيف” لأسلوبه و قالت و هى تهز رأسها بيأس منه :
-اه جعان ؟!!
هتف مسرعاً :
– ده انا هموووت من الجوع …
خرجت “فرح” بذاك التوقيت تحديداً لتتسع عينيه من تلك الفاتنه التى طلت عليهم بفستانها الأرزق القصير حيث يصل إلي ركبتيها مظهراً قوامها الممشوق ليرفع عينيه ببطء إلى تلك الخصلات التى لملمتها جانباً برقه ناسبت ملامحها الجميله البريئه ، تأوه حين تلقي لكزه من يد ابنه العم تردف بغضب ناظره إليه بتحذير :
-نائل دي فرح صاحبتي … و ده نائل ابن عمي مراد يافرح!
ابتسمت له تومئ بتحيه خفيفه من رأسها و هى تضع فطورهم علي المنضده الخشبيه هامسه بهدوء :
-اهلا يانائل ..
ابتسم و هو يعتدل قائلاً بصوت أجش :
-يامليون أهلا ، تعرفي يافرح إني بحب الفرح اوووي …
كتمت “أسيف” ضحكاتها علي حديثه وتلون وجه “فرح” بخجل شديد وهي تردف بتوتر ناظره لأسيف :
– أنا هعمل مكالمه مهمه و اجي ياأسيف ..
لتتسع أعين “أسيف” حين وجدت ابن عمها ينصرف خلفها يتشدق قائلاً :
-طيب أنا افتكرت مشوار مهم هعمله و اجي .. سلااام …
ضربت كف بالآخر أثناء اتجهاهها إلي الطعام قائله بتعجب :
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حصونه المهلكة) اسم الرواية