رواية رفقا بي يا قاتلي الفصل العشرون 20 - بقلم سولييه نصار
رفقاً بي يا قاتلي
الفصل العشرون (خطة جديدة )
ها قد خطوت.خطواتي الأولى في التحرر من قيودك !
............
كانت منار لا تفهم شئ وهنا تصرخ بها وتشد شعرها بتلك الطريقة البربرية ...ولكن رغم عدم فهمها الأمر ... ضربها بتلك الطريقة من قبل هنا جعل براكين الغضب تشتعل داخلها ...أخرجت منار الشرسة من داخلها ...ما هي إلا لحظات الا واستطاعت منار أن تصل ليد هنا وتمسكها ثم تثني ذراعها وهي تمسكها من شعرها حتى تمزقت خصلاته في يدها...
هاجمت يد هنا الحرة وجه منار وخرمشته حتى ادمته...
-يا بنت الكلب ...
صرخت منار بها بغيظ ثم شدت شعرها بقوة أكبر حتي صرخت هنا وهي تشعر بمنار تدير وجهها نحوها ثم فجأة لكمتها في أنفها لتنفجر الدماء منه وصرخت بها :
-انا هوريكي يا تربية الزرايب أنتِ ..
وما كادت منار أن تلكمها مرة آخرى حتى أتى مراد وقال بصدمة :
-ايه اللي بيحصل ؟!
ثم ركض نحوهما وهو يبعد هنا عن منار ....
بكت هنا وقالت:
-ضربتني يا مراد ...شوف عملت فيا ايه ...أنا جيت عشان اسال عليك وفجأة لقيتها بتضرب فيا من غير ذنب !!
توسعت عيني منار وهي تنظر إليها وتقول :
-أنتِ بتقولي ايه يا ولية انتِ؟!أنتِ اللي جيتي تتهجمي عليا في بيتي من غير ما اعملك اي حاجة ...هي اي مصيبة عايزة تلبسيهالي وخلاص ...ايه الهم ده ياربي؟!...
-انتِ هجمتي عليا ودلوقتي بتشمتيني....شايف يا مراد ؟!
كانت هنا تبكي بعنف وهي تنظر الى مراد المصدوم من تصرفاتها ....
-لا حول ولا قوة الا بالله...أنتِ مجنونة رسمي صح؟!اتهجمت عليكي ايه ...مراد خدها من هنا بدل وديني أكمل عليها أنا مش ناقصة قرف ايه ده ؟!...دي بتقولي أنا خطافة رجالة ...ايه يا حبيبتي خير خطفت منك مين ؟!...هو مين اللي خطاف رجالة أنا ولا أنتِ ....مراد كان جوزي ...كنا مرتاحين سوا ومبسوطين .. وجيتي انتِ خربتي حياتنا ...وبسببك اهو مش هنرجع زي الأول وواقفين على الطلاق !!!
بهت مراد وهو ينظر إليها...
-هو انتِ فكراني بنافسك على مراد ...بجد انتِ تفكيري الغبي وصل لكده...أنا سيبتهولك من بدري يا حبيبتي اشبعي بيه وخديه ...أنا قاعدة هنا عشان اربي عيالي وبس ...جوزك آخر همي ...فمفيش داعي تعملي الشغل الرخيص زيك ده ...
أكملت منار وهي تصرخ بها لتمسح هنا الدماء التي تنساب من انفها بسبب لكمة منار لها ...كانت عاجزة تماما عن الكلام ...لو قالت حرف الآن سيكون موقفها سئ جدا امام مراد ...
زفرت منار بضيق وهي تنظر الى مراد وقالت:
-لو سمحت متجيش هنا تاني خليك مع مراتك ...وانا متنازلة عن الشوية اللي بتيجي تقعد معايا فيهم ...أنا مش على آخر الزمن اتهان ويتقال عليا خطافة رجالة ....
-منار ممكن تهدي...
قالها مراد وهو يحاول الاقتراب منها الا انها اوقفته بحركة من كفها وقالت وقد تجمعت الدموع بعينيها :
-خلاص كفاية كده يا مراد ...مش شايف اني اتهانت بما فيه الكفاية بسببك أنت وعيلتك ...أنتوا فاكرين اني عبدة عندكم...
هز هو رأسه ينفي ما قالته ..ألمها أحدث شرخ في قلبه...
تنهدت منار أخيرا وقالت:
-لو سمحت يا مراد ..خدها وامشوا من هنا ...يالا ...
ثم دون انتظار أغلقت الباب بوجههما!!
نظر مراد الى هنا وأمسك ذراعها وهو يعتصره ثم سحبها خلفه بعنف ...
-مراد اسمعني بس ...
قالتها هنا بصوت باكي وهي مرتعبة وهي ترى غضبه الشديد ...
ولكنه لم يستمع إليها ...لقد تجاوزت الحد انها تتصرف بجنون تام !!
ادخلها بعنف للمنزل...
وقفت في منتصف الصالة وهي تنظر إليه بخوف ...عينيه البنية تشتعل بالنيران... انها لم تراه غاضبا لهذا الحد ابدا ...
عندما اقترب منها رفعت ذراعيها لتحمي وجهها وقالت:
-متضربنيش ...متضربنيش ابوس إيديك !!!
تجمد وهو ينظر إليها...كانت تبدو وكأنها منفصلة عن الواقع وهي تردد تلك الكلمات ...
-مش هضربك ..اهدي ...
قالها وهو يبعد ذراعيها وينظر الى عينيها الحمراء من فعل البكاء ثم أكمل :
-ليه عملتي كده مع منار ...ليه يا هنا ؟!
-عشان بحبك ...عشان بغير عليك يا مراد...عشان عايزاك في حياتي ...ليه مش فاهم انت الوحيد اللي عاملتني كويس ...انت الوحيد اللي حسستني ان ليا حق احب واتحب ...عاملتني كأني انسانة مش واحدة ملهاش لازمة ...بس أنت برضه طلعت زيهم يا مراد ...وأسوأ منهم ...انت طلعتني لفوق في السما ووقعتني على جدور رقبتي ....
شعر بالذنب نحوها واقترب منها وهو يربت على كتفها وقال:
-هنا أنا مش هتخلى عنك ..أنا هساعدك عشان تبعدي عن كل اللي بيأذوكي ..وربنا هيكرمك بالاحسن مني و...
ولكنها أمسكت كفه وقالت بلهفة :
-انا مش عايزة غيرك ...صدقني مش عايزة غيرك ...
ثم اقتربت منه لتقبله ولكنه اوقفها وهو مغمض عينيه وقال:
-هنا أنا آسف ...عشان خاطري متعقديش الوضع أكتر ...أنا عارف اني غلطت بس أنا بحاول اصلح غلطي فساعديني ومتقفيش في وشي ...عشان خاطري ...
ثم ابتعد وقال :
-ارتاحي دلوقتي واتجنبي منار خالص
ثم تركها وذهب لتسقط أرضا وهي تبكي ...انها تفشل ....تخسره ...ومنار هي الرابحة الوحيدة !!ولكن هل تسمح بهذا !!!
.....
في اليوم التالي
رفضت منار أي فرصة لمراد لكي يتكلم معها ...كما انها رفضت ان يوصلها هي وبناتها الي رياض الاطفال وحتى انها خرجت باكرا قبل ان يستيقظ حمويها وذهبت بعد ان حاولت اخفاء اثر اظافر هنا بمساحيق التجميل ..ففشلت تماما ...وبعدها ذهب مراد متعكر المزاج حتى انها لم يتناول فطوره ...
.........
بعد انتهاء الدوام ...
جلست منار مع تقى يتحدثان ....
-انا مش قادرة اصدق انها عملت كده ...دي اتجننت.
قالتها تقى بصدمة وهي ترى آثار شجار الامس على منار ...
زفرت منار بضيق وهي تشرب العصير الخاص بها وقالت؛
-ربنا يتوب عليا وأمشي من البيت ده مبقتش طايقاه ...
لمعت عيني تقى وقالت :
-تعرفي يا منار ده يدل على ايه ؟!
عبست منار وهي تنظر إليها بحيرة فأكملت :
-يدل على انها غيرانة منك لان مراد بيحبك انتِ وبس ...
ابتسمت منار بسخرية وقالت:
-صدقيني مبقاش يهمني ...قولتلك مش هحارب عشان حد ...
هزت تقى كتفيها وقالت :
-ومين قالك حاربي بس ...هو دلوقتي اللي بيحارب عشانك وده. مضايق هنا ...بس البت دي طلعت مش سالكة خالص يا منار ..دخلت بدور المسكينة المكسورة وطلعت تعبان فعلا ...
-انا تعبت يا تقى ...كل اللي عايزاه اني امشي بجد من البيت ده ...الضغط عليا كبير اووي ..
أكملت وهي تتذكر شئ :
-صحيح الشغل اللي قولتي عليه امبارح ده
-ايوة صحيح ...ده أنا يا ستي عملت اللي ميتعملش عشان اشوفلك شغل وفضلت ورا يونس.لحد ما كلم حد من اللي يعرفهم هنا في مصر و قدر يجيبلك شغل في مدرسة خاص ...حلوة اووي ..وكده كده أنت مؤهلاتك عليا وعملتي دبلومة وماستر ...يوم الخميس اللي جاي هتاخدي ورقك وتقدمي زي الشاطرة ويونس عليه الباقي متقلقيش ...
ابتسمت منار وقالت :
-ربنا يخليكي ليا يارب وميحرمنيش منك ...
-اشكري يونس هو اللي سعى بصراحة ..
قالتها تقى وهي ترتشف العصير لترد منار :
-بس هو عمل كده عشانك...ملاحظة انه مهتم بيكي بشكل شخصي ..
ضحكت تقى بسخرية على تفكيرها وقالت:
-اوعى يروح تفكيرك بعيد أنا ويونس زي الاخوات...هو معتبرني اخته الصغيرة ...من صغرنا واحنا على توافق عكس عاصي تماما....
سكتت تقى قليلا وظهر عليها الحزن وقالت:
-معرفش عاصي ليه.دايما قليل الذوق معايا ...بحس دايما أني تقيلة على قلبه...
هزت رأسها بسرعة وهي تطرد تلك الافكار من عقلها وقالت :
-المهم جهزي نفسك يا حلوة يوم الخميس كده ماشي ...
هزت منار رأسها وهي تتنهد وتفكر ان تلك الخطوة الأولى للابتعاد عن مراد !!
........
في منزل والدي مراد
كان وائل جالس بجوار زوجته ويتكلم بغضب :
-عايز يطلقها يا صابرين ..عايز يبعد حفيدنا عننا....الولد الوحيد في أحفادي ...
-بصراحة يا حاج أنا اتمنى انه يطلقها ...
نظر إليها وائل بصدمة لتقول هي :
-البت دي مش كويسة يا حاج...احنا اتخدعنا فيها...أنا مع ابني في القرار ده!!
.... .
في منزل والد هنا ...
كان والدها مسافر ولذلك أخذت راحتها في الصراخ والبكاء امام والدتها وقالت:
-كل خططي فشلت...فشلت يا ماما ...خلاص منار كسبت وانا خسرت ..
أمسكت والدتها كفها وقالت:
-لا لسه ...لسه فيه ورقة هنلعب بيها ...خطة تانية خالص...
-ايه هي ؟!
قالتها بصوت مرتعش والدموع تنهمر من عينيها ...ابتسمت والدتها وقالت:
-انك.تبقي حامل !!!
يتبع
#رفقا_بي_يا_قاتلي
#سولييه_نصار
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية رفقا بي يا قاتلي) اسم الرواية