Ads by Google X

رواية اسد الصعيد الفصل العشرون 20 - بقلم إيمي عبده

الصفحة الرئيسية

   

رواية اسد الصعيد الفصل العشرون 20 - بقلم إيمي عبده

 الفصل العشرون
          
                
❈-❈-❈



لقد كانت مفاجئه صادمه لجميع الفتيات اللائي سخرن منها يوما أنها من تزوجت أسد بالفعل لكنها لم تبالى من غيرتهم ولا تملقهن لا شيء يسعد قلبها الحزين سوى عشقه الذي لن تناله يوما



لقد فاجئها حقا أنهما سيقيمان بنفس الغرفه فإذا أقاما بغرفتين منفصلتين سينشر الخدم الخبر فى القريه وسيتسبب في بلبله لا داعى لها وودت حقا لو كانت هذه بدايه ليتقاربا لكن أسد أخبرها حين
أصبحا بمفردهما ألا تسيء الظن فلن يقربها مطلقا فأومأت بصمت بينما هناك غصه مؤلمه بصدرها لقد تزوجها بداعى الشفقه لحالها حين مرضت بعد علمها بما فعله بها لقد ظنها لاهيه وصدمته براءتها لا أكثر لكنه لا يحبها لا يريدها



كان من الواضح أن محبة الناس له حقيقية بترحابهم الحار الصادق به الذي لا يوجد به أى رياء وهم محقون فمن لا يعشقه ومازالت النسوه تتأملنه على إستحياء وترى به الفتيات فارس أحلامهن ومازالت هي الحمقاء الوحيده التي يحسدنها على ما ليس لها



رأته يحي الجميع ورأت سعاده بوجهه هنا لم ترها منذ توفى والده منذ سنوات كذلك هي قد أحست بإرتياح جميل بتواجدها بين من تعرفهم وترتاح لهم
لكن لم يعجبها تلميحات هذه وتلك وغمزاتهن الماكره كانت لتخجل وتسعد بهذا لو أن زواجهما حقيقى لكن كل ما يحدث يزيد ألمها فقط فغادرت متسلله بصعوبه من الزفاف وأخذتها قدميها إلى منزلها القديم ولم تعلم أن عيناه لم تفارقها وقد إعتذر وغادر خلفها حيث وقفت تمسح بكفها برقه على باب المنزل ثم فتحت مِسَكه الخشبي بسهوله ودخلته لقد كان دوما الأمان هنا لقد هجرت هذا المنزل منذ سنوات ولم يكن عليه أى أقفال حديديه لكنه لم يتعرض للتعدي مطلقا



إستنشقت عبير هوائه المترب الذي أعاد حنينها لأرضها التي ذهبت بلا رجعه ثم تصلبت فجأه حين أحست بأحدهم خلفها



ولحظها كانت قريبه من فأس أباها فحملته بسرعه لا تصدق وإستدارت رافعه إياه فأمسك بقبضتيها بسرعه يمنعها من قسم رأسه فتمتمت بتفاجؤ



- أسد!



- عارف إنك مش طيقانى بس مش لدرجة تفتحى نفوخى



إتسعت عيناها بتفاجؤ أكبر لما يقوله ثم نظرت إلى الفأس المعلقه بين أيديهما وأنزلتها ببطأ وحين ارادت منه ترك يدها جذبها نحوه وهمس بإشتياق



- لساكى كارهه الأفراح وبتهربى منيها



- أنا مش كارهه الافراح انا بس مش عاجبنى الكلام اللى بسمعه والظاهر ان كل فرح بنحضره سوا بيتنكد عليا فيه



تركها كمن لسعته النار : قصدك وجودى هو المشكله مش كده



قبل ان تعترض لسوء ظنه تابع بلا إهتمام وقد اختفى أى أثر منه لذاك المشتاق منذ لحظات : عالعموم لو حابه تيجى هنا براحتك بس بالنهار واكون بعت حد ينضف المكان ومتقلقيش كل حاجه
هتفضل ف مكانها زى ما سيبتيها بس من غير عفار وعنكبوت والله أعلم ايه تانى الدار مهجوره من زمن ويمكن تكون غاويه بلاوى مخفيه




        
          
                
قفزت فزعه حين فهمت مقصده ثم ركضت مسرعه للخارج فيكفى عيدان القش المتراكمه فوق سطح المنزل فمن المؤكد انها ليست خاليه مما قد يرعبها
بينما كان أسد يجاهد ليكبح أضحكته على هيئتها الطفوليه الخائفه وتبعها بهدوء



❈-❈-❈



مر إسبوعين منذ عادا من القريه وقد ساءت أحوال ورد فقد أصبحت أكثر شرودا تكاد تكون غائبه عن الحياه بينهم حتى أصبح الأمر أكثر من مزعجا



إلتفت الأسره حول المائده مستضيفه فهد الذي أصبح دائم الزياره هنا فبعد إلحاح شديد ومتواصل من فيروز لدعوته وبعد أن إستطاع أسد بمكالمه هاتفيه واحده أن يقنعه بحضور حفل زفافه بعد
أن فشل صخر لسنوات بإقناعه برؤية عمته جعلت أسد هو من يهاتفه دوما وبكل مره يخبره إذا لم يأتى سيذهب إليه ويجره أمام موظفيه زاحفا حتى يضعه بين يدى عمته التي صرعت رأسه من أجله وبدلا من
مهانه لا ضروره لها فأسد يمكنه تنفيذ تهديده بالفعل كان يأتي مرغما لكنه بدأ يعتاد التواجد بينهم 



تذكر صخر ما أراد قوله منذ ساعه مضت لكن فيروز لم تكف عن الثرثره ترحابا بفهد



- فى فيلا قودامي كويسه للبيع



تنهد أسد بضيق فأكثر ما يزعجه مناقشة العمل أثناء تناول الطعام : ولما هيا كويسه هتتباع ليه؟



- عشان صاحبها ابنه الوحيد هاجر وهو ملوش حد هنا بعده فقرر يحصله فهيبيعها وصراحه موقعها ممتاز هنستفاد منها اوى ممكن مثلا نأجرها
للأجازات



وأشار برأسه تجاه ورد فقضب جبينه متعجبا مما جعل صخر يتنهد بيأس : قصدى ان الفيلا حلوه للى عاوز يقضى اجازه كويسه للعرسان الجداد مثلا فاهم
ولا اوضح اكتر من كده



حينها تنهد بإنزعاج ونظر اليها : ورد



- هاه



- ايه رأيك؟



- ف ايه؟!



- ف اللى صخر بيقوله



- وهو كان بيقول ايه؟



- كان بيكح ويعطس واحتمال يرجع كمان شويه



تجعد وجه فهد بتقزز وتركت الطعام بينما نظرت ورد بإشفاق إلى صخر : ألف سلامه عليك لازم تروح للدكتور قبل ما الحكايه تزيد عن كده



إتسعت عينا فهد بذهول وكأنه يرى فضائيه بينما صفع صخر جبهته بيأس فتدخلت فيروز قبل أن ينفجر أسد



- حبيبتى أسد بيهزر صخر كان بيتكلم عن فيلا حلوه عاوزين يشتروها وأسد عاوزك تروحي معاه تشوفيها ولو عجبتك ممكن تقضوا يومين هناك أجازه هناك



- اجازه ليه هو العيد قرب؟!



- دا أنا اللى قربت اطلع من هدومى منك



صرخ أسد بغضب ثم نهض تاركا المائده بسخط فنظرت ورد خلفه للحظات ثم تساءلت ببراءه : هو أسد ماله؟!




        
          
                
تنهدت فيروز بحزن : انتى اللى مالك يا حبيبتى دايما تايهه وف دنيا تانيه بعيده عنا ليه؟



- لا مفيش حاجه عن إذنكم



نهضت فسألتها فيروز بقلق : على فين؟



- هطلع أوضتى ولا تحبى اساعدك



قضبت جبينها متعجبه : تساعديني ف ايه؟!



- ف شيل السفره



نظرت إلى صخر الذي بدى على وجهه اليأس والقلق مثلها ثم عادت تنظر إلى ورد بإشفاق : حبيبتى واحنا من امتى بنشيل السفره الخدم بيعملوا ده من زمان
وانتى متجوزه هنا من فتره طويله وشوفتى ده مالك يا ورد فيكى ايه؟!



- هاه.. مفيش



غادرت فنظرت فيروز بغضب الى صخر وفهد : لازم تلاقوا حل البت بتضيع كده ومحدش فاهم هيا مالها لا هيا بتتكلم ولا هو عاوز يحاول يساعدها حتى او
يفهمنا جرالها ايه



نظر فهد اليها بتفاجؤ فهو حتى لا يعلم ماذا يحدث بينما رفع صخر كتفيه بإستسلام : وانا بإيدى ايه



- بإيدك تكلمه مادمت انا مش قادره عليه



- حاضر من عينيا بس انتى متزعليش نفسك



لم تهدأ ثورتها بل أدارت الدفه عليه : وانت



- انا ايه؟!



- شوفلك حل ف الهبله التانيه فاضلها شويه وتبقى مجذوبه هيا راخره بسببك اعتقد هيا اتربت بما فيه الكفايه كده واتصالحوا بقى عشان انا مرارتى فرقعت منكم كلكم



أومأ بصمت فعلى ما يبدو فيروز تبحث عمن تنفجر به وأتى الدور على فهد الذي دون إنذار صرخت به



- وانت يا استاذ مش هتتزفت بقى



- هاه.. اتزفت ازاى؟!



-صخر: قصدها تتجوز



فهد: ايدى على كتفك بس العروسه ترضى



تهلل وجه فيروز فجأه : ايه ده يعني في واحده



- آه بس انا عكسهم خالص حبتها فطلبت ايدها فرفضت بلا أى سبب مفهوم وشويه تبقى تمام وفل معايا وشويه تعاديني بلا اى مبرر واول ما بقول
هانت والامور بينا هتتظبط تنقلب عليا وتقفل مره واحده من ناحيتى ولا بتفهمنى فى ايه ولا عاوزه تريحني



زوت فيروز جانب فمها بسخريه : اتلم المتعوس
على خايب الرجا كلكم محدش عاوز يفرحنى بحفيد دا غلب ايه ده



صخر: اذا كنا مش عارفين نسلك بطولنا هنجيب عيال تشلنا



فيروز: بتقول ايه



- مفيش حاجه دا انا بكح



- بحسب



نهضت فيروز غاضبه وتركتهما فنظر فهد اليه متعجبا من تحول فيروز المفاجئ وحين استفسر عن الأمر زوى صخر جانب فمه بسخريه



- يا غلبان وانت لسه شوفت حاجه طب دا ابوك كان كل ما ييجى يزورها بيحضر عفاريتها معاه كل مره يقومها علينا ويمشى وهيا تقلب قالبه منيله لما كرهنا
عيشتنا دلوقتى قليل اما بتنهطل كده وغالبا حاليا بيبقى عندها حق



فهد: والمفروض انك كده بتطمنى



- لأ انا بعرفك اللى فيها بس



❈-❈-❈



لقد عادت ورد من القريه وعقلها مضطرب فالجميع يسألها متى ستأتى بوريث العائله فأصبحت ترى كوابيسا بهذا الشان فأسد لم يمسسها منذ تزوجا لكن
ماذا لو كان هناك حمل نتيجة ما حدث بينهما ولا تذكره سيكون طفلا غير شرعى مما جعلها فى رعب تام فلن تتحمل ان تأتى بطفل هكذا للحياه ليعاني ففيروز وصخر والخدم هنا يعلمون أنهما يحيان
منفصلين ولن تقبل فيروز بطفل تشك بنسبه وسينفضح أمرها أمام الجميع لن ترحمها أمها وقد يجدها إبن عمها فرصته لينتقم منها لن ترفع رأسها بين الناس هذا إذا ظلت رأسها مكانها وماذا سيفعل أسد بها يا للهول فكل فكره تأتيها أسوأ من الأخرى حتى كاد رأسها ينفجر فكل تخيلاتها بشعه والأسوأ لا يمكنها التأكد من صحة أو خطأ هذا
الهاجس فلو خرجت لزيارة طبيبه نسائيه ستثير أسئله ليست بصالحها وما زادها بؤسا حين ظلت ذات يوما جالسه بأرجوحة الحديقه شارده حتی آلمت
رأسها حرارة الشمس فأحست بدوار مزعج فنصحتها فيروز ألا امكث بالحراره كثيرا لكى لا تمرض وتمنت لو انها وأسد علاقتهما طبيعيه كأى زوجين لكان
دوارها من الحمل وليس من حرارة الشمس مما أرسل رعده خفيه الى جسد ورد ماذا لو كان بالفعل دوارها من الحمل فإزدادت هواجسها عن الطفل القادم الذى سيحيا بائسا طوال حياته حين يعلم حقيقته حتى أصبحت طوال الوقت بعالم آخر



❈-❈-❈



جلس فهد شاردا بأمر نور المحير فقد عادت لرسميتها البارده معه مجددا دون سبب مقنع ومهما حاول معها تصده حتى غمم على قلبه اليأس ثم تذكر حال
أسد فهمس بسخريه بإسمه فلا مفر الجميع لابد وأن يعاني لسبب ما حينها سأله أمجد عما يقوله فتمتم بلا مبالاه



- أسد الجبل



- ماله؟



- شكل الجبل اتهد فوق دماغه



ضرب أمجد راحتيه ببعضهما : لا حول ولا قوة الا بالله وهو لسه عايش ولا اتكل؟



نظر فهد اليه بسخط : عارف انا مراتك دى انا هاجى اولع فيها كل ما بتنيمك عالكنبه فيوزاتك بتلسع والتعامل معاك بيجيبلي الضغط



قضب جبينه متعجبا : وانت عرفت منين انی نمت عالكنبه امبارح؟!



صفع جبهته بيأس : مش محتاجه مفهوميه ثم انت كل اللى فارق معاك انى عرفت وانی اولع فيها عادى



- هيا ايه دى... الكنبه؟!



أمسك فهد بمنفضة السجائر يهدده بها بغضب : اخرج من هنا بدل ما اولع فيك انت ومراتك والكنبه



حينها طرقت نور الباب بأدب فأذن لها بالدخول فتفاجأت بهيئتهما وقد نهض أمجد متوجه الى الباب يسألها : هو ماله عصبى النهارده كده ليه؟!



- لأ هو بس انت اللى مش مركز



- طيب انا هروح



فهتف فهد بغيظ : يكون أحسن



خرج أمجد فنظر نحوها بتجهم : يا أهلا سمو السكرتيره الهمامه افتكرت ان في مدير هتعطف عليه بأوراق طلبها من ساعه فاتت




        

google-playkhamsatmostaqltradent