رواية جوازة ابريل الفصل الحادي و العشرون 21 - بقلم نورهان محسن
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
فى الحفلة
عند لميس
اقترب منها أحدهم ، وهي واقفة تنظر إلى من يرقصون على ساحة الرقص أمامها ، أخرجها صوت رجولى من حالة تشتيت الأفكار العالقة بها : تسمحيلي ارقص معاكي الرقصة دي
التفتت لميس إليه ، فرأت شخصًا واقفًا مبتسمًا ينتظر إجابتها ، فرفضت بلباقة : متأسفة مش بحب ارقص .. عن اذنك
انصرفت بسرعة الرياح من أمامه ، فجاء شخص آخر من خلفه وربت على كتفه ، وهو يضحك بشدة عليه ، وقال بإستهزاء مليء بالشماته : مش انا قولتلك مش هتوافق
حدجه بنظرة نارية ، ودمدم بسخط : هجنن دي مش اول مرة تعملها .. كأنها متبرمجة علي نفس الجملة كل مرة
كف صديقه عن الضحك ، وهو يلوح بكفه في عدم اهتمام ليرد عليه : خلاص يا عم فكك دي وحدة معقدة وشايفة نفسها
أخبره بنبرة مغتاظة : لولا انها تخص باسم كان زماني ..
علق بقية كلماته في الهواء ، ثم زفر بحنق ليقول غير مبالٍ حفاظاً على ماء وجهه أمام صديقه : ولا علي رأيك فكك خلينا نروح نرقص احنا
توجهوا إلى حلبة الرقص ، فيما ظهرت ابتسامة راضية على فم خالد الذي كان يقف على مسافة قصيرة ، ويشاهد ما يحدث دون أن ينتبه إليه أحد.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
فى نفس الوقت
على احدي الطاولات
كان صلاح جالسًا متمسكًا بهاتفه المحمول وبدا أنه مركز بشدة ، جاءت إليه وسام وجلست بجانبه لتسأله بعتاب ناعم : ايه يا صلاح هتقضي الحفلة كلها ماسك التبلت كدا!!
ابتسم صلاح ، وهو يرفع عينيه نحوها ، مبرراً بصوت رخيم : معلش يا حبيبتي كنت بخلص حاجة مهمة
بادلته وسام الإبتسامة ، وقالت بنبرة رقيقة : طيب ممكن تركز معانا بقي .. الشغل انهاردة مش هيحمض لو سيبته شوية
ضحك صلاح من تعليقها ، ثم أغلق شاشة الموبايل ووضعه على سطح الطاولة وأخبرها بموافقته : خلاص ماتزعليش نفسك
همهمت وسام برضا : ايوه كدا
أمسك صلاح بيدها اليمنى ، ووضع قبلة رقيقة على ظهر كفها الناعم وتحدث بابتسامة : تسلم ايدك يا حبيبة قلبي .. الليلة جميلة جدا .. ربنا يخليكي لينا يا بنت الأصول احنا من غيرك ولا حاجة والله
لمعت عينها بحب ، وهمست بنعومة : ايه الكلام الحلو دا يا صلاح..؟
غمز لها بشقاوة ، متمتما بنفس النبرة : الحلو للحلو يا روح صلاح
ضحكت وسام بسعادة واضعة كفها فوق كفه ، وقالت برقة : يا حبيبي ربنا يخليكو ليا انتو كل حياتي
_ولا يحرمنا منك يارب .. يلا تعالي نقوم نرقص شوية ولا مش من نفسنا يعني
_يلا يا قلبي
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
خلال ذلك الوقت
في الخارج باحدي شوارع المجمع السكنى
قام حرس الأمن بمراقبة سيارة باسم التي انطلقت منذ لحظات ، فسأل أحدهم وهو فاغر فاهه بانشداه : هو ايه اللي حصل دا؟
هز الآخر كتفيه إلى الأعلى مشيراً إلى جهله بالأمر ، وأجاب دون فهم متعجباً : والله ما انا فاهم حاجة!!
وزع أسامة نظراته بينهم ، بعد أن أعطى أوامره للصحفيين بمغادرة المجمع السكني ، ثم قال بلهجة حاسمة أسكتهم جميعًا : مالناش دعوة خلينا نرجع علي شغلنا وانت يا علي كلم عم سعيد .. وقوله علي اللي حصل
بـ--ـقـ-❥-ـلـ--ـم نـ-❥-ـورهـ-❥-ـان مـ--ـحـ-❥-ـسـ--ـن
فى ذات الوقت
داخل سيارة باسم
تجاهل باسم كل كلماتها التي ألقتها عليه ، وهو ينظر إليها بطرف عينه ، ثم أشار إليها ويتمتم بنبرة آمرة : اربطي الحزام مبحبش حد يقعد جنبي ومايحطوش
ضيقت إبريل عينيها عليه بدهشة ، ثم صاحت مكررة ما قالته بنبرة غاضبة لا تخلو من الغيظ : انت يا حضرت .. سامعني !! .. بقولك طريق بوابة الكومبوند من الناحية التانية .. انت راجع بينا ليه .. لف و اخرجني من هنا
رفعت أحد حاجبيها مستغربة من تجاهله لها ، صرخت بإصرار : وقف العربية دي و نزلني بقولك
وضع باسم سبابته على فمه ، ليوقفها عن الثرثرة الفارغة بالنسبة له ، واهتمامه كله على الطريق.
مرت ثواني من الصمت ، ثم قال ببرود : احنا راجعين علي الحفلة
سألته ابريل بإندفاع ، غير مستوعبة كلماته : حفلة ايه!! مين قالك اني فاضية عشان احضر معاك حفلات .. ايه البرود دا!!
جفلت أبريل ، وارتدت إلى الخلف والتصقت بباب السيارة ، عندما ضرب بقبضته عجلة قيادة السيارة بغضب ، ثم نظر إليها وقال بحدة بين أسنانه المطبقة بقسوة : هو انتي مش حاسة باللي عملتيه ولا بتستهبلي ولا ايه حكايتك!!
رمقت إبريل هذا الأحمق بذهول ، ثم أخفت الخوف الذي شعرت به منه ، وأسرعت بالحديث ، وهي تفكر في تبرير مقنع : لا عارفة اللي عملته وماكنش قصدي اني ورطتك في اللي حصل .. بس مكنش قدامي غير اني اكدب قدامهم عشان السيكيورتي يبطلوا يجروا ورايا واقدر اخرج من الكومبوند
توترت ملامحها بمجرد أن فاجأها باسم بسؤال مباشر : كانوا بيجروا وراكي ليه؟!
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
بعد مرور عدة دقائق
عند خالد
وقف يراقبها من بعيد وهي واقفة متكئة على إحدى الأشجار في مكان ما بالحديقة ، لكنه كان بعيدا قليلا عن الضجيج الذي سبب لها الصداع لأنها لم تكن معتادة على الأجواء الصاخبة.
رفع خالد كفه ومسح وجهه بتوتر يريد للذهاب إليها لكنه متردد ، فوقعت عيناه على يده المضمدة بالشاش الأبيض ، جال عقله قبل ليلتين عندما جاء لمساعدتهم في تعليق أغصان الإضاءة في الحديقة مع العمال ، وقتها كان باسم مريضا طريح الفراش طوال الليل ، ولم يستطع أن يمنع نفسه من القدوم لرؤيتها فور علمه بوصولها إلى منزل عمها.
ابتسم على نفسه بغباء ، حالما تذكر عندما حمل غصن الإضاءة على كتفيه وصعد الدرج ، وبين الحين والآخر كان يقلب عينيه عليها ، ويستمع إلى صوت ضحكتها العفوية مع هالة ، هذا كان كفيلاً لتشتيت عقله وإرتباك نبضه ، وفقد توازنه مما أدى إلى سقوطه من على الدرج فجرح يده لكنه لم يكن بالغ الخطورة كما إدعى ، ليتنعم بإهتمامها حتى اذ كانوا دقائق معدودة.
_ينفع اللي بتعمليه معايا دا؟
استدارت برأسها إلى الجانب نحو مصدر الصوت الرجولي ، لتجد خالد واقفاً على بعد مسافة قصيرة منها ، واضعاً يديه في جيوب بنطاله.
رفعت لميس رموشها ، ونظرت إليه بدهشة متسائلة دون أن تفهم : قصدك ايه!!
_نسيتي اني مريض عندك يا دكتورة؟!
صمت خالد برهة يتأمل مظهرها ، إذ كان الهواء يحرك شعرها الذي تداعب خصلاته وجهها بنعومة ، فأعادته خلف أذنها بحركة عفوية وهي تنتظره يواصل حديثه ، فأغض بصره عن تلك المرأة الفاتنة ، وتابع بصوت أجش : كنت مستني منك اهتمام اكتر من كدا بمرضاكي وتسألي عليا
ضحكت لميس رغماً عنها ، فأرهقت قلبه أكثر بعذوبتها وهي تجيبه بإستغراب رقيق : مكبر للموضوع اوي .. هو خلاص عشان قطبتلك خدش بسيط وانت بتعلق الزينة من يومين في جنينة الفيلا .. بقيت مريض عندي
تصنع خالد الدهشة ، وسألها بمزاح : حرام عليكي بقي الجرح اللي بطول دراعي دا خدش بسيط
عقبت بصوت ناعم مملوء بالمرح الذي دغدغ حواسه : شكلك انت ناسي انا دكتورة ايه؟ ودي عيبة في حقك تقول انك مريض عندي وانا بعالج الاحصنة
_والاحصنة يعني الاصالة والعنفوان يعني مافيش احسن من كدا وانا راضي ومبسوط كمان
شعرت بنظرات عينيه الخضراوين ، التى تبتسم لها بدفء محبب يشبه نبرة صوته ، كما لو كان يحتضنها ، وهذا الشعور أربكها ، فقالت بسرعة برقة قبل أن تهم بالتحرك ، أو بالأحرى بالهروب : طيب عن اذنك لازم ارجع عندهم
_لميس
نطقه لأحرف اسمها بنبرة مشحونة بالمشاعر ، بهمسه الرجولي الساحر ، جعلها تدير رأسها ، وتنظر إليه ، وهى تزدرد ريقها بارتباك شديد.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
عند باسم
انحرف باسم بالسيارة وهو يدخل من بوابة كبيرة إلى الفناء للمنزل ، وصفها جانباً أمام المدخل ، الذى يعكس مدى الرقي والذوق الرفيع في تصميمه الإبداعي ، بينما توجد على الجانبين شلالات حائطية ويعتمد الماء في تصميمه على وجود أنبوب معلق بإستخدم عمودين خشبيين ، يتدفق الماء من الجانب السفلي للأنبوب بشكل مستمر ليظهر وكأنه ثابت بلمسة ساحرة وملفتة ، ويتجمع الماء في حوض مستطيل في أسفل الأنبوب ليتم ضخه مراراً وتكراراً ، وصوت جريان مياهها هادئ ومريح للأعصاب.
تمتم باسم بهدوء دون النظر إليها : وصلنا .. خلينا ندخل
لوت ابريل شفتيها بانزعاج من لهجته الآمره ، ونظرت إلى الأمام ، وعقدت ذراعيها أمام صدرها ، لتقول برفض : مش جاية معاك في حته..
ترجل باسم من السيارة ، والتفت إلى الجانب الآخر ، ليفتح بابها ومد يده إليها محاولاً التصرف بلباقة : انزلي
_مش...
حدجها باسم بسخط ، ثم قطع جملتها بسرعة في مهدها ، ليهتف بنفاد صبر وهو يسحبها بقوة من ذراعها حتى نزلت من السيارة : مش وقت شغل العيال دا خلصيني
خرجت عنوة من السيارة ، وهي تنظر إليه بازدراء سافر ، لم يهتم بها ، وأغلق الباب بالقفل الإلكتروني ، ممسكًا كفها بيده ليحثها على السير بجانبه.
دخلا الحديقة الفسيحة ، فنظرت حولها في المكان المليء بالناس والأضواء الساطعة ، على أمل ألا تقابلهم هنا ، بينما هناك حدس مقلق بداخلها ، يحذرها من أن المستقبل سيكون أسوأ بكثير من الحاضر.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
عند خالد
أكمل خالد حديثه بصوت جاد : مش عايزك تحسي اني بتخطي حدودي وعارف ان انا وانتي مش بينا كلام يشجعني علي اللي هقوله لكن انا..
ظلت بقية كلماته معلقة في الهواء بتردد ، فنظرت إليه لبضع لحظات من الصمت ، مدركة ما يرمي إليه ، لكنها لم تستطع الصمت لتسأل بنبرة متوترة : عاوز تقول ايه؟
استجمع خالد شتات نفسه ، وأجابها بنبرة مليئة بالجدية ، تتطابق مع الصدق المتلألئ فى عينيه الخضراوين العميقتين : حابب تعرفي اني جد جدا في طلبي وعايزك تكوني شريكة حياتي عشان كدا كلمت باسم في الموضوع دا الاول
بلّلت شفتها بطرف لسانها ، واستفسرت بضيق فيه لمحات من الإحراج : باسم كان عارف من امتي انك عايز تطلب ايدي؟!
أجابها خالد موضحاً بذات النبرة العميقة الأجش : من فترة وكان مستني فرصة انك تيجي خطوبة اخته عشان ياخد رأيك بالموضوع .. يعني بإعتباره صحبي وابن عمك كنت عايزو يمهدلي الطريق مع باباكي .. بس هو اللي شجعني نشوف رأيك ايه الاول قبل اي كلام مع باباكي عشان ما احرجش نفسي لو رفضتي
خفضت لميس نظرها تارة ، ثم نظرت إليه لثواني تارة أخرى ، واجتاح الخجل ملامحها بقوة عندما أدركت أنه كان يفكر فيها منذ فترة طويلة ، وهي لا تعرف شيئاً عن ذلك ، تابع خالد بنفس النغمة التي تملأ القلب بالدفء ، وهي تستمع إلى كلماته المتأنية ، وتشعر أن قلبها سيخرج من مكانه مع ازدياد نبضها بشكل غير منتظم ، لتغمغم بصوت خجول : صلي استخارة وشوفي هتحسي بإيه .. خدي كل وقتك في التفكير لاني بجد عايزك تديني مساحة من وقتك دا وتعرفيني فيه كويس اذا طبعا حسيني بقبول وراحة مبدأية من ناحيتي
استمعت إلى كلماته المتأنية ، وهى تشعر بقلبها سيخرج من مكانه مع تصاعد نبضها بغير انتظام ، وغمغمت بصوت خجول : اللي ربنا عايزو هيكون .. بعد اذنك
قالت لميس ذلك ، وغادرت سريعا دون انتظار رده ، ترافقها نظراته العاشقة حتى اختفت تماما من عينيه ، فابتسم رغما عنه ، على أمل أن يفوز بحبها.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
على جانب أخر فى الحفلة
عند منى
أنا بعشق الغنا قدام عينيك
أنا عايشة العمر ليك أنا روحي فيك
وإنت جنبي هنا أنا بحلم بيك
أنا وأروح منك إليك
بحبك قد عمري قبل عمري بعد عمري حبي ليك
فوق المشاعر والحدود
بحبك قد روحي قبل روحي بعد روحي مش هلاقي زيك
إنت في الوجود
مستحيل أستغنى عنك مستحيل ده أنا كلي منك
يا حبيبي إن سيبت حضنك يوم هموت
إنت أكثر من حبيبي إنت كل ما فيك حبيبي
نفسي أقول لك إني عاشقة وذايبة موت
خليني جنبك
في حضن قلبك
خليك معايا دايما قريب
قرب في حضني
من روحي خذني
إنت ملاكي وأجمل حبيب
كانت منى واقفة أمام الضيوف تغني في عالم آخر ، لتعبر بهذه الكلمات عن مشاعرها ، وما تجيش أحاسيسها التي كانت تتصاعد وتنمو بداخلها اتجاهه رغم مرارة الألم ولوعة الحب ، أنه فى كل نبضة قلب تنبض بداخلها ، فهو إمتلكها روحاً وقلباً وجسداً وإحساساً.
انتهت من الغناء بابتسامة جميلة تزين ثغرها ، ودموعها عالقة بين ثنايا رموشها ، وصدرها يرتفع وينخفض انفعالاً ، فضج المكان بالتصفيق الحار مع هتافات تشجيعية من الضيوف ، بعد أن أبهرهم صوتها العذب بطبقاته الرائعة التي ترفرف على المشاعر بخفة وانسيابية ، تأخذك إلى عالم مليء بالأحاسيس المرهفة ، لتجد من يأخذ كفها اليمنى في يده بلمسات رقيقة ، ليقربها من شفتيه المشتعلتين بنار الغيرة من نظرات الإعجاب التي تحيط بها ، ويدمغ أناملها بقبلة ، مودعاً بها كل كلمات العشق والهيام بطريقة حسية مثل التى كانت تغنيها له منذ قليل ، قبل أن يرفع عينيه العسلية ، ويحدق بها بنظرات غامضة ، فحدقت إليه تبادله نظراته بشجاعة حاولت الحفاظ عليها ، رغم ارتعاش قلبها الرقيق داخل ضلوعها من فهم تلك النظرات المتلألئة بالشرر عليها.
قالت إمرأة من الضيوف بإبتسامة واسعة مليئة بالإنبهار الشديد : روعة يا مني .. ماشاء الله عليكي يا منوش صوتك حلو حلاوة حاجة خطيرة
_حقيقي كنتي مبدعة جدا و صوتك روعة ومميز
_ميرسي اوي
شكرتهم منى بخجل عفوي ، وهي في داخلها سعيدة جداً بهذا الثناء الجميل من الجميع
قالت إحدى صديقاتها بلهجة مترجية : كوبليه كمان يا مني عشان خاطري
كادت أن تستجيب لها بعد أن ابتلعت محتوي كوب العصير من شدة عطشها ، فتفاجأت بأن عز يغمرها بين ذراعيه ، ويحتضنها من الخلف بقوة أمامهم ، وبسبب غيرته الشديدة عليها ، ليخرج صوته متمهلاً هادئًا ، عكس السعير المحتدم في قلبه : لا كفاية كدا عايز انفرد شوية بحبيبتي انتو بقالكو حبه مستولين عليها
_بجد خسارة انك حارمة الناس من الجمال صوتك يا مني حاولي ترجعي تاني للأوبرا .. او حتي اعملي مقاطع ع التيك توك بجد هتكسري الدنيا ناس كتيرة عاملين محتوي وناجحين جدا ومشهورين
كانت على وشك الرد بحماس على صديقتها ، أرادت أن تقول إنها تفكر بالفعل في العودة إلى الأوبرا ، لكن عز سبقها بقوله نافياً بصوت حنون لا يخلو من السيطرة : لا مفيش الكلام دا صوتها دا انا احتكرته ليا لوحدي وقافل عليها برموش عينيا وبخليها تغنيلي انا وبس
لم يلاحظ كيف تغيرت ملامحها إلى أخرى شاحبة ، فلم تكن هذه هي المرة الأولى ، وبالتأكيد لن تكون الأخيرة التى يجيب نيابة عنها ، لكنها ظلت صامتة ، ووعدت نفسها بأنها ستتكلم لاحقا ، بينما قال الرجل بنبرة ضاحكة : الله يكون في عونك علي غيرته
اعترضت زوجته تقول بصوتاً ممتعضاً : بس دا اسمه حب تملك علي فكرة
أعطى عز المرأة نظرة نارية مغلفة بالبرود الذي تناسب مع برودة صوته الجليدي ، ولم يعجبه تشجيعها لزوجته على العودة للغناء ، فيما قبل شعر منى بشكل رومانسي ، وأجاب بنبرة مليئة بالتملك : وهو في احلي من الحب دا .. لازم حبيبتي تكون ليا لوحدي ولا ايه!! ما تقول حاجة ترد بيها علي مراتك
خاطب عز صديقه باستياء خفي في نهاية عبارته ، لم ينتبه إليه الآخر ، الذي تحدث بصوت مرح ، وهو حاوط كتف زوجته : والله لو عليا انا مش عايز اشوف غيرها ولا اخليها تشوف غيري .. بس للضرورة احكام مقدرش افرض عليها حاجة غصب عنها
ابتعدت مني قليلا عن صدره ، تشعر وكأنها على وشك الاختناق بسبب ذلك الشعور الذي أصابها بعد سماع كلماته المتكررة عليها ، بينما رأت المرأة الأخرى تنظر إلى زوجها وهي تبتسم ممتنة قائلة بكل حب : ربنا مايحرمنيش منك يا زوز ..
خرجت كلماتها تخاطب صديقتها بنبرة هادئة ناعمة ، وتبتسم بسخرية خفية : احنا بقي مختلفين خالص عنكم .. عندك انا مثلا بقوله حاضر علي اي حاجة مهما طلب مني وبسيبو يقررلي اعمل ايه ومعملش ايه .. مش كدا يا حبيبي؟!
قالت مني الجملة الأخيرة بمرارة هازئة ، وهى تنظر في عينيه ، لترى بريق الغضب يتطاير في سماءه العسلية مثل نيزك ناري ، دون أن ينطق بتعليق.
اتسعت ابتسامتها الساخرة أكثر عندما رمقها بنظراته النارية ، وهو يشتعل غضباً كلما رأى نظرة الإعجاب في عيني من رآها بذلك الفستان الجميل ، وزادت الطين بلة باستفزازه ، كل ذلك على شكل ابتسامات ولمسات لا يترجمها إلا كلاهما ، دون أن يدرك أحد من حولهما مدى خلافاتهما خلف الكواليس
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
فى نفس الوقت
عند شخصية جديدة
داخل احدي النوادي الليلية
فتح الباب ليخرج من المكان حتى يتمكن من استقبال المكالمة بتركيز ، ثم ضغط على زر الإجابة ليسأل مباشرة بصوت رجولى به لمحة جذابة : ها طمني ايه الأخبار .. عملت اللي اتفقنا عليه؟
أتاه الرد من الطرف الأخر بنبرة مشتتة : ايوه بس حصلت حاجة غريبة اوي مش فاهمها!!
تابع سؤاله بحيرة : ايه اللي حصل ماقدرتش تدخل الكومبوند ولا ايه؟
نفى الأخر سريعا موضحا له : لالا دخلنا .. كانوا الأمن مشغولين في حاجة وعرفنا نخش من غير شوشرة علي اساس اننا هندخل الحفلة ولاقيت طبعا كام مراسل من مجلات ومحطات فضائية .. دخلو معانا وشوفنا باسم كان واقف قريب من فيلته .. ومعاه بنت .. اللي مستغربله انه اعلن قدام الكاميرات انها خطيبته .. وزمان الخبر نزل علي المواقع وهيكون رسمي بكرا في الاخبار
قطب بين حاجبيه بدهشة ، وصدح صوته بإندهاش حائر : بنت مين اللي خطيبته يا رامز!! ما طيارتها طلعت من حوالي ساعة مش دا كان كلامك
غمغم رامز مؤكدا صحة كلامه : ايوه واتأكدت من اسمها اللي اديتهولي موجود علي الطيارة من حبايبي هناك
واصل رامز حديثه بتيه : بس معرفش مين المهندسة خطيبته دي
زادت حيرته أكثر مرددا كلماته ، ثم تنهد مكملا بإصرار : هي كمان مهندسة .. طيب اعرفلي تطلع مين دي يا رامز ضروري ؟
طرح رامز عليه سؤالاً : طيب تحب امنع نشر الخبر في الجريدة عندنا ؟
حدق إلى الأمام بنظرات جامدة ، وأخبره بذهن شارد : مش هتفرق لو منعت الخبر من النشر المواقع التانية هتنشره
تمتم رامز بإحباط : طيب والعمل!! كل اللي عملناه دا راح في الفاضي .. دا عملت فرقعلوز عشان اخش الكومبوند بس اللي حصل دا بوظ كل الترتيب..
_عارف اني تعبتك معايا انت عملت اللي عليك وزيادة
_ماتقولش كدا انت عارف اني اتمني اخدمك كفاية جمايلك عليا .. يلا نهايته السيكيورتي خرجونا يعني مش هينفع ندخل الحفلة زي ما كنت عايز
_مابقاش مهم خلاص .. بس زي ماقولتلك اعرفلي كل حاجة تخص البنت اللي معاه زي اللي قبلها مش هوصيك يا رامز ..
رد رامز ببساطة : ربنا يسهل .. ماتقلقش اعتمد علي الله و عليا
ابتسم شاكرا اياه بإمتنان : عارف انك قدها ومابتقصرش متشكر علي وقفتك الرجولة دي معايا خصوصا وانك عارف اني مش حابب اظهر في الصورة خالص دلوقتي
_دا اللي مستغربلو اشمعنا الشخص دا للي مصمم ترازي فيه ومهتم بفضايحه بقالك فترة .. ماترسيني علي الحوار
ضيق عينيه بعدم رضا ، وهو يستمع لسؤاله المفعم بالحيرة ، ثم قال له بنبرة جدية : احنا اتفقنا من الاول مافيش اسئلة يا رامز
_خلاص يا عمنا ماتقفش .. عارف فضول الصحفي اللي جوايا هو اللي بيحركني .. يلا هقفل دلوقتي هكلمك لما اوصل للي طلبته
_تمام .. متشكر اوي يا رامز .. سلام
بـ--ـقـ-❥-ـلـ--ـم نـ-❥-ـورهـ-❥-ـان مـ--ـحـ-❥-ـسـ--ـن
عند ابريل
أبريل تسير بجوار باسم في الحديقة ، وكان لا يزال ممسكًا بيدها ، لكن من توترها الزائد توقفت فجأة ، مما جعله يقف أيضًا ، وأدار رقبته لينظر إليها مستفهماً ، لتسأله بامتعاض : انت واخدني علي فين .. سيب ايدي
حملق باسم بها دون تعبير مقروء على وجهه ، مما أثار غضبها وتابعت بسؤال مستاء : فاكر نفسك مين عشان تسحبني وراك بالشكل دا من غير ماتفهمني ايه اللي ناوي عليه؟!
حرك باسم نظره يمينًا ويسارًا للتأكد من عدم ملاحظة أحد من حولهم بسبب صوتها العالي ، مهسهساً بتحذير : في ايه!! اهدي ووطي صوتك
رمقته أبريل بسخط ، من برودة أعصابه ، وهو يأخذ نفسا عميقا ، ليسيطر على نفسه أمامها فهى دائما ككتلة نيران مستهجنة معه منذ أول لقاء بينهما ، مسح فمه بالسبابة والإبهام ، وواصل حديثه بنبرة هادئة لا تخلو من الحدة : شوفي انتي خلاص اتورطتي معايا .. سواء كنتي قاصدة للي عملتيه أو لا .. وحاليا انا مش مستحمل اسمع اي كلمة من لسانك الطويل دا .. خليكي هادية .. كل المطلوب منك تسايريني في اي حاجة هتحصل تمام
همت بفتح فاهها بغرض الاعتراض ، فزجرها بنظرة حاسمة منهياً النقاش : تمام!!!
بقيت صامتة ، وأشاحت بنظرها إلى الطرف الآخر ، متجنبة رماديتيه التي أصبحت تشرق بوميض مخيف بعض الشيء ، ثم أمسك بكفها مرة أخرى في قبضته وواصل سيره معطياً ابتسامة زائفة لكل من ينظر إليهم ، بينما صرت ابريل على أسنانها في توتر من رؤية أحد من عائلتها في المكان ، ومشت بجواره فى هدوء ظاهري ، بينما كان قلبها ينبض بخوف وتشعر بأنها ستنهار في أي لحظة.
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
عند شخصية مجهولة
كانت تجلس على إحدى الطاولات مع صديقتها ، تتحدث معها في مواضيع مختلفة ، لكنها بين الحين والآخر كانت تنظر لا إرادياً إلى شاشة هاتفها ، لعله يتصل بها أو يرسل لها رسالة تحتوي على جملة رقيقة تطفئ لهيب غيرتها المجنونة عليه ، لتهتف لنفسها بحنق : طبعا مشغول معها وانا ولا علي باله اخر اهتماماته
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼
فى مكان قريب بالحفلة
تحديدا فى المكان المخصص لجلوس العروسين
جاءت لميس بخطوات هادئة ، شاردة الذهن في حديث خالد معها ، فرغم إرادتها إحتل مساحة في دماغها كونه معجب بها لهذه الدرجة ، لتقف بجانب هالة التي كانت تجلس على الأريكة ، نظرت إليها وقالت بإستغراب مرح : لميس كنتي فين يا بنتي مني كانت ملعلعة من شوية
ابتسمت لها من بين شرودها ، وأخبرتها بتيه : كنت سامعها صوتها جميل اوي
عادت لميس إلى أرض الواقع ، عندما استمعت لسؤال ياسر الذي كان يجلس بجانب هالة : اومال فين باسم بيختفي فين دا؟!
هزت وسام كتفيها دلالة على عدم معرفتها ، فهتفت منى بنبرة متحمسة : انا متشوقة اشوف البنت اللي قال هيعرفنا عليها
ضحكت هالة بنعومة ، قائلة بمزاح : قلبي بيقولي طالما غطس ومش باين يبقي لا في بنت ولا يحزنون .. او يمكن رجع في كلامه انتو عارفينو بيعشق عيشة الحرية
قهقه عز هازئاً وهو يدس يديه في جيوب بنطاله ، ثم علق بسخرية متهكمة : قصدك عيشة السرمحة
_طول عمرك بتقول كلام عني زي الفل في غيابي
نطقها باسم من خلف عز في صوت ساخر ، جعل عز يبتسم له ابتسامة لزجة ، بينما سألت وسام وهى تعقد حاجبيها : ايه يا باسم كنت فين..!!
ابتسمت وسام على الفور في دهشة عندما لاحظت وجود أبريل بجانبه وألقت التحية عليها بحرارة : ابريل!! ايه المفاجأة الحلوة دي يا حبيبتي نورتينا ..
اقتربت منها أبريل وسط توترها ومدت يدها لتصافحها بأدب : ازي حضرتك يا طنط وسام
ضغطت وسام على كفها بلطف ، وهي تتحدث بوجه بشوش : الحمدلله طمنيني عنك انتي صحتك اخبارها ايه دلوقتي
_احسن الحمدلله
انحنت لميس إلى أذن هالة التي كانت تجلس على الأريكة، وسألتها في همس فضولى : هي مين دي يا هالة؟!
أجابتها هالة بنفس الهمس : دي بنت اونكل فهمي ابو ريهام هو عزمها لما كان عندهم بيطمن عليها بعد ما باسم عمل الحادثة معها من يومين
ضيقت لميس عيناها على ابريل ، قائلة بتعجب : اول مرة اسمع ان ريهام عندها اخت!!
هزت هالة كتفيها للأعلى ، ثم همست موضحة لها : عادي احنا ماتقبلناش معاها الا صدفة مرتين تلاتة .. هي كانت مشغولة بدراستها طول الوقت
استقامت لميس مغمغمة بعدم اكتراث : فهمت
نهضت هالة بعد حديثها مع لميس ، وصافحت أبريل بابتسامة ودودة ، فقالت أبريل بنبرة لطيفة مبتسمة : الف مبروك يا هالة .. ما شاء الله شكلك قمر والفستان حلو اوي عليكي
_دي حلاوتك انتي .. ميرسي اوي يا حبيبتي
سأله عز بضجر : اومال فين مفاجأتك اللي قولت عليها!! ماشوفناش حاجة لحد دلوقتي والحفلة قربت تخلص
رفع باسم حاجبه ، وهو ينظر إلى أبريل بنظرة غامضة فيها وميض شيطاني لم تلاحظه ، ثم هتف بثقة وسأل : هتشوف حالا .. هو بابا فين؟!
ردت وسام بجهل : معرفش والله يا حبيبي كان هنا مش شوية دي يظهر
أومأ لها برأسه متفهما ،وقال بسرعة قبل أن ينصرف من أمامهم : طيب لحظة
نظرت إليه أبريل بنظرات مرتبكة ، ثم مررت أطراف أصابعها على خصلات شعرها بحركة متوترة ، وهي تكذب بنبرة محرجة : سوري يا طنط اني مالبستش فستان .. بس مابحبهمش اوي ومش بيريحوني
عضت ابريل على شفتها ، مع كلماتها الأخيرة ، فابتسمت لها وسام ، ولقد أعجبها حقاً ذوقها في اختيار الملابس البسيطة والأنيقة في نفس الوقت ، لذا أجابت بإعجاب : لا بالعكس جدا يا حبيبتي عايزة اقولك لبسك شيك وحلو جدا
زفرت أبريل أنفاسها بارتياح في ذلك الوقت بعد كلماتها ، وأعطتها ابتسامة جميلة ، وبالفعل ، بدأ توترها يخف تدريجياً مع اندماجها في الجو ، لكنها ظلت تنظر حولها بحذر ، لا تريد أن يراها والديها وزوجته.
بـ--ـقـ-❥-ـلـ--ـم نـ-❥-ـورهـ-❥-ـان مـ--ـحـ-❥-ـسـ--ـن
على احدي الطاولات
جاءت سلمى لتجلس على كرسيها بجانب زوجها ، والتوتر يخيم على ملامحها ، ثم سألته بقلق : فهمي !! شوفت ريهام وفين عمر؟!
رد فهمى غير منتبهاً لحالتها : عمر هناك بيلعب مع ولاد كارما .. وريهام معرفش فينها كلميها..
تحدثت سلمي مسرعة : طيب احنا لازم نرجع علي البيت بسرعة
سألها فهمي بدهشة : في ايه!! اللي حصل يا سلمي
ردت سلمي عليه بإبتسامة يملأها التوتر : في مصيبة
اتسعت عيناه من الذهول مكررا كلماتها بخوف : مصيبة ايه!! ماتكلمي علي طول .. قلقتيني
بللت سلمي شفتيها ، وتابعت بنبرة منخفضة لكى لا يسمعهم أحد : ابريل هربت من البيت
صاح فهمى رغماً عنه ، وهو فى قمة انشداهه : ايه اللي بتقوليه دا ازاي يعني هربت!!
أمسكت سلمي بيده ، وأخذت نفسا عميقا حتى تمكنت من السيطرة على نفسها من الهلع الذي أصابها ، وهمست بهدوء زائف : ومش بس كدا .. في حريقة كمان في اوضتها .. لسه خديجة مكلماني وقالتلي اللي حصل بس قدروا يطفوها الحمدلله
انتفض فهمى من مكانه هاتفاً بقلق بالغ : يا خبر اسود .. طيب يلا مستنية ايه خلينا نروح نشوفها ايه اللي جرالها
نهضت سلمى ببطء ، تحس أن قدميها لن تدعمها ، فقالت بصوت غاضب : هيكون ايه جرالها !! بقولك هربت مش لاقينا في البيت كله ومولعة في بيتي
استفهم فهمى بعقل مشتت للغاية : طيب بس هتكون راحت فين يعني؟!
_معرفش معرفش
نادت سلمى على عمر بسرعة : يا عمر تعالي هن...
تلاشت الحروف من لسان سلمى التى تفاجأت بمجرد أن صاح الصبي باسمها بصوت عالٍ بعد أن رآها من بعيد : ابريل!!
وقبل أن يتثنى ، لكل من فهمي وسلمي ، التفكير في كيفية حدوث ذلك أو فهم الأمر ، استمعوا إلى صوت باسم العالي عبر الميكروفون الذي جعلهم يقفون متجمدين فى الأرض.
بـ--ـقـ-❥-ـلـ--ـم نـ-❥-ـورهـ-❥-ـان مـ--ـحـ-❥-ـسـ--ـن
قبل دقيقة
عند باسم
ذهب باسم إلى الفرقة العازفة ليخاطب أحدهم قائلا بإبتسامة : اديني المايك دا لحظة!!
_يا جماعة ممكن تسمعوني .. عندي خبر مهم عايز اقوله .. انا قررت الليلة في وجود عيلتي وحضور ضيونا الكرام اني انتهز الفرصة واطلب ايد الانسة إبريل الهادي من والدها الاستاذ فهمي الهادي قدامكم كلكم
جحظت عينا إبريل الفيروزية ، حالما نطق باسم هذه الكلمات، وامتزج بسماعها صوتاً طفولياً تعرفه جيداً ينادي باسمها ، فخرجت من بين شفتيها شهقة مصدومة ، مدركة حرفياً أنها وقعت في فخ من صنعها ، فهى لم تفر هاربة من قدرها كما إعتقدت ، بل أنها إنساقت بقدميها إلى قدرها مباشرة ، تزامنًا مع ملامح الدهشة والحيرة التي انطبعت على جميع الحاضرين ، إلا أن ذلك لم يكن بالأمر الهين مقارنة بفجعة ريهام الواضحة على ملامحها ، بعد أن كانت في الحمام تجمع شتات نفسها بعد ما حدث بينهما ، لتخرج مباشرة على صدمة منه أشد مما سبق.
خرج صوته العميق مرة أخرى بكل جرأة ، دون أن تتلاشى ابتسامته الساحرة ، إذ كان يوجه عينيه مباشرة إلى أبريل ، التي شعرت أن قلبها يعدو بسرعة تضاهى سرعة قطار الموت داخل ضلوعها :....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية جوازة ابريل) اسم الرواية