رواية مسك الليل الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم سارة طارق
٤_ نصيبى وقسمتى
ابتسم لها بدر بهدوء وقام من مكانه وذهب لها وضمها إليه ليحاول أن يهدأ من روعها قليلا
" أهدى يا ورد ... أنا جولتلك أختك فى أمان وبعدين
رضوان هو اللى رفض انك تجى وكلمنى انى أمنعك عشان خاف لخالك يهلفط بكلام عليكى أنتى كمان ، وساعتها أنا مش هعمل أى اعتبار أنه خالك وممكن أروح فيه لعشماوى فصلى على النبى كده وخلى عندك ثقه فى كلامى لما أقولك محدش هيقدر
يحافظ على مسك غير رضوان .. هو قادر يرجعلها
حقها أديله فرصته يمكن قلب أختك يلين "
نظرة لزوجها بأمل اتمنا أن يكون لرضوان فرصه ما أختها لأنه عندها ثقه كبيره أنه الرجل الذى سوف يكون سند لمسك ليتها فقط تتمسك بتلك الفرصه
وتنسي هذا الملعون بلال... تخاف من فقدان مسك
لرضوان لأنها على علم بمادا عشق مسك لبلال
_________________________________________
يجلس فى غرفته لم يخرج منذ تلك الحادثه الذى خسره فيها أعز الناس على قلبه وعرف ما جعل قلبه ينشق لنصفين أن أخاه قائد تلك الجماعه الارهابيه
كان هو السبب فى كل الرعب الذى عشته طوال تلك
الأشهر الماضيه وكان يلومنى ويضربنى لأنى أدخلت
نفسي فى تلك المجموعه وهو كان السبب فى تدمير حياتى وقتلى أكثر من مره لقد رأبت عذاب طول تلك الفترة ولم يشعر بإى ذنب أم كان يشعر وخاف أن أعلم الحقيقة وأكتشفها مبكرا ...... ثم ضحك بسخريه وهز رأسه بيأس .. لا تلومه يا حجاج لو هو
كان أخ خائن فأنت خائن مثله أيضا فأنت كنت أحد
أسباب تسليمه للجيش .. وموته كان بسببك أيضا
فلا تحزن منه فأنتم تشبهون بعضكم البعض خائنون
فاق من شروده على دخول والدته التى تنظر لهئيته بحزن شديد هو شاحب الوجه لم يأكل إلا بعض القميات الخفيفه بعد ألحاح شديد منها و ذقنه التى امتلأت بشعر الكثيف المتفرق حولها
اقتربت منه جلست بجواره على الفراش ووضعت يده أسفل ذقنه وأدارت وجهه لها ونطقت بيأس
" وبعد هالك يا أبن بطنى خلاص اللى راح راح فى داهيه الحمد لله أن ربنا نچدنا منيهم بدل ما تجعد تندب على خبتك فى أخوك روح صلى وأحمد ربك أنه خلصك منه هو وأمه صلى على النبى كده وأسمعها من أمك .... الدنيا دى فيها الوحش
وفي والحلو وفيها وحش يبينلك أنه حلو
وبعدها تتفاجئ أنه أوحش خلج الله بس
ساعتها أعرف أن مش كل جريب يتأمنله
لأن الضربه مبتجيش غير من الجريب
فاهم ياحبيبى... يالا جوم اغسل وشك أكده
عشان فى ضيف مستنيك تحت
" مش قادر أجابل حد ياما خليه يروح "
" لاه هتجوم دا جايلك مخصوص من مصر وعنده أمانه ولازم يسلمهالك "
استغرب حجاج هذا الضيف الذى أتاهم فى منتصف الليل وايضا جاء من مصر ولديه امانه له
فى الأسفل فى غرفة المعيشه ينتظر هذا الضيف
نزول حجاج بفارغ الصبر حتى يعطيه الامانه ثم يذهب لأنه لديه سكة سفر طويله .. وكل دقيقه ينظر فى ساعته لتأخر لحجاج عليه ... لم يمر دقائق الا و وجد حجاج ينزل على الدرج ويتجه له .. فرحب به حجاج بحفاوة لأنه يعرف هذا الضيف
فهو يعد من أحد الرجال الذى يأتمنهم بلال أخيه على كل شئ يخص ماله فهذا الرجل هو محامى بلال ويعتبر هو أهم رجاله فهذا الرجل يعرف كل كبيرة وصغير تخص مال بلال كله وكل ممتلكاته
رحب به حجاج مره أخره " أهلا يا استاذ عيس نورت الصعيد كله "
نطق عيسى بإبتسامه صغيره قائلا بإحترام
" الصعيد منورا بيكم يا أستاذ حجاج أنت و والدة حضرتك و البقاء لله ربنا يصبرك ... معلش لأنى وقتى ضيق فاهدخل فى الموضوع على طول دا لو تسمحلى "
نطق حجاج بفضول قائلا " ياريت ولله لأنى أنا آسف يعنى هو البيت بيتك وكل حاچه بس مچيتك فى الوجت ده أهنه وأصرارك أنك تشوفنى فى الحال من غير ما نستنا لصبح جلجنى "
نطق عيسى بأطمئنان " لا قلق ولا حاجه وبعتذر كمان مره على مجيتى ليكم من غير معاد مع أنى حاولت أكتر من مره أتواصل مع حضرتك بس تليفونك مقفول فاحبيت أجى بنفسي وأديك الأمانه "
أمسك عيسى حقيبته وأخرج منها ملف كبير يحتوى على بعض الأوراق ووضعه أمامه وأخرج بعدها ظرف كبير مكتوب عليه خاص جدا وضعه أمام حجاج
نطق عيسي بعمليه " أستاذ حجاج الملف ده فيه وصية أخوك المرحوم الدكتور بلال ودى يعتبر أول أمانة بلال يسلمهالك "
" وصية بلال ليا أنا وأمانة ايه اللى. عاوز يشيلهالى "
أمسك عيسى الملف وفتحه وقرأ محتواه المكتوب
" أقر أنا بلال وأنا بكامل قواي العقليه أن أقسم تركتى على كلا من أخى وشقيقى الصغير ورفيقى الأقرب حجاج المنسي وأمى نجوان عثمان و مسك الليل حبيبتي و بنت خالتى تيا وهذا لأنى كنت أحد أسباب أذيتها وتعويضن عن كل شئ سببته لها سابقاً
أنص على أن تكون القسمة كالأتى ٣٠٪ لأخى حجاج المنسي ولأمى مثلهم و٢٠٪ لمسك الليل و٢٠٪لتيا أبنت خالتى وأريد أن يكون حجاج أخى هو المسؤول لتوصيل الميراث لكل من ذكر أسمه كما كتبت بنسب المطلوبه
فى النهاية أتمنا أن أكون قد أقسمتها عليكم بالعدل واتمنا أن تغفرولى كل خطأ قد سببته لكم بقصد أو بدون قصد فأنا لا احتاج منكم غير الدعاء لى بالرحمه
بلال المنسي
" اتفضل أدى الوصية بتاعته ودى النسخه الأصليه ودا كمان جواب لحضرتك " نطق اخر جمله وهو يخرج من الحقيقة الجواب الخاص بحجاج من أخيه
وتابع عيسى حديثه " ودا كمان ظرف بس مش لحضرتك دا لبنت هو يعرفها اسمها مسك الليل واللى ليها ٢٠٪ من ورث المرحوم ودى الأمانة التانيه وأهم واحده بس مش مطلوب منك غير حاجه واحده
كان حجاج يتابع حديث حديث المحامى بدهشة هو لم يتوقع أن أخيه كتب وصية وأيضا أعطى مسك وبنت خالته تيا منها وأيضا يحمله أمانة توصيل أرث كل واحده منهم الا لتلك الدرجة يثق فيه أخيه ، ولكن مادام يحمل لى كل تلك الثقة لما وضعنى فى تلك الكارثه التى نفد منها بصعوبة
بفضل الله ومن بعده رضوان النمر
قاطع تفكيره صوت عيس كأنه يعرف بما يفكر " الدكتور بلال بيقولك أى سؤال بيدور فى عقلك
هتعرف أجابة من الجواب اللى سبهولك مع الوصية
هز حجاج رأسه بحزن ونزلت بعض الدمعات من عينه
" أيه المطلوب منى أعمله يا استاذ عيسى "
_________________________________________
أتى الصباح ومازلت على حالتها كما تركها بلأمس تبكى على نفسها فاهى فى ليلة وضحاها فقدت أمها وفقدت الخائن الذى أحبته وفقدت معه أغلى ما تملك قلبها الذى فقد معه كل مشاعره الجميلة التى نبعت بداخلها من أجله مات وأمات معه كل شئ يجعلها تشعر أنها حية وأمامها حياة أخرى جعلها تشبه الاموات ولكنها مازلت على قيد الحياة
تبكى بعد أن تركها وغادر وكأنه رمى عليها قنبلة وركض للخارج لتحترق هى بنارها وتموت بشظياها تبكى بقهر لا تصدق أن بلال الذى كانت تظنه أطهر خلق الله الذى يتمنا السلام لكل البشر يعمل تحت أيدى مانعين السلام وهادمين الأمان يعمل مع هؤلاء الجزارين مجرمين الحرب ضدنا
لا تستطيع أن تصدق كيف انخدعت بوجهه البشوش الملائكى كيف أستطاع هو الكذب عليها طوال تلك السنوات التى قضوها مع بعضهم كيف لم تستطع كشفه أو أمساك اى حركة غير طبيعية منه
شعرت بذنب لما قالته أمام رضوان دون أن تعبئ بمشاعره أو احترمها ولم أهتم أيضا بمشاعر والديه بعد سماع كذبتى فهى تعلم أنها سببت له مشكله
كبير مع والديه كانت تريد كل هذا أن يحصل حتى تبعده عنها لا تعرف أن ما فعلته سوف يدينها أكثر منه ولكنها قررت أن تعتذر منه ولكن بطريقتها
خرجت من الغرفة وهى تمسح وجهها بيدها تمسح ما تبقا من دموعها ولكنها فشلت لأنها ليست بمجرد محو الدمعات سوف يخفى أثرها
تنزل من على الدرج بأقدام مرتجفه تخشى من تلك المصارحه فهى سوف تتعامل مع أناس لأول مره تعرفهم وتتحدث معهم تخشى من ردة فعلهم عليها
بعد ما قالته عنها هى ورضوان ... حاولت أن تهدأ من روعها وأخذت نفس عميق وذهبت بإتجاههم ولحسن الحظ أو لسوءه لا تعلم وجدتهم يجلسون مع بعضهم
ونظرت لهم ومن ملابسهم ومن علمت أنهم والدى رضوان .. فعلمت أن رجاء والدته من الشبه الكبير بينها وبين رضوان وايضا عرفت جابر من هيئته أنه صاحب البيت وأيضا أن جسده وطوله يشبه رضوان ولكن خاصة رضوان أقوى وشعر رضوان أنعم وأجمل من شعره وأسود ولكن العيون متشابه بنيه ولكن خاصة رضوان افتح قليلا ولون وجهه الذى اكتسب السمرا البسيطه من الشمس فعلته يبدو لونها كما يقولون قمحى مابين الاسمر والأبيض .... نفضت كل تلك الأفكار عن رأسها وسبت نفسها على ما تفكر به أهى هنا أمامهم لتتحدث ام لتتغزل فى جمال رضوان ونظرات عيناه الواثقة ضربت يدها على بجبهتا فها هى تتغزل فيه من جديد
اقتربت منهم حتى وقفت أمامهم تفرك يدها من الخوف
رفع الاثنين رؤوسهم سويا لتلك الواقفه أمامهم تنظر للأرض وتفرك يديها ببعضهم ... نظر جابر لهيئتها فهى مازلت ترتدى جلباب رضوان كان الجلباب متسخ يملأه الغبار ووجهها الذى به بعض الجروح والتى ألتهبت من أثار التراب عليها ولوثها فذاد من ألتهابها كانت حالتها لايسر لها وشكلها هذا جعل جابر يرق لها فهى رغم هيئتها تلك رأى الشبه بينها وبين أبنته سندس وأنها أيضا بمثل سنها وهذا ما جعله يتراجع عن أى تصرف عنيف قد يفعله معها
فاق من تفكيره على صوت زوجته
" وجفا ليه يا حبيبتى اجعدى " نطقتها رجاء بأسف وهى تنظر لحالتها وهشكلها الغير نظيف بالمره
ترددت مسك فى الجلوس ولكنها حسمت أمرها وجلست وبدأت بالحديث ولكن صمتت عندما سبقتها
رجاء وسالت ببعض العطف والحنان
" جعانه ياحبيبتي أجبلك تفطرى "
هزت مسك رأسها بلا رغم جوعها الشديد فهى لم تأكل لقميات بسيطه جدا بعد موت والدتها ولم تذوق طعم الذات منذ صباح أمس
" شكرا يا حاچة أنا مش جعانه"
نظرت لجابر قائلا بهدوء حاولت خلقه فى نبرة صوتها حتى لا يظهر خوفها
" يا حاج جابر أنا كنت عايزة أجول أن أنا كدبت لما جولت أنى مرات أبنك . ا اا احنا كنا فعلا هنتجوز بس... بس يعنى محصلش نصيب أنها تكمل عشان ساعتها " لم تكمل وأمتلأت الدموع بعينيها
نطق ودموعها تنهمر على خدها " عشان أمى مات "
ابتسم جابر لها وأتسعت عين رجاء فهى لم تعد تفهم شى بلأمس كانت تقول زوجته واليوم تقول ليست زوجته وما زاد من دهشتها أن زوجها يبتسم وينظر لها كأنه يعرف ما تقوله فنطقت بتسأول
' أنت تعرف حاچه عن اللى بتجوله ده يا جابر "
هز رأسه للاسفل بمعنى نعم أعرف
" أيوة يا رجاء كنت عارف رضوان حكالى كل حاچة وجالى أن جوازه من مسك هى وصية أمها جبل ما تموت عشان تطمن عليها مع راجل .. كأنها كانت حاسه انها هتفارق الدنيا الله يرحمها ويغفر لها "
استغربت رجاء من حديثه " وأشمعنا اختارت رضوان يكون عريس بنتها ليه رضوان بذات اللى شافته چوز بنتها "
كادت مسك أن ترد. عليها ولكن رد جابر قبلها
" عشان عارفه أن أبنك بيحب بنتها وعنده استعداد يعمل أى حاچه عشان تكون فى أمان وكمان عشان والدك راچل ويعتمد عليه وعاقل و تقدر تضمن لبنتها الراجل اللى بيحبها ، الست كانت حاسه انها هتفارج الدنيا فحبت تفارجها وهى مطمنا على بتها مع راچل يصونها ، بس أمر الله كان أسرع وملحجتش تحجج أخر أمنية ليها وهى أنها تتطمن على بتها... مش كده يابنتى "
نظرت أرضاً لم تعرف ماذا تقول وكادت رجاء تتحدث ولكن وجدت مسك تخفى. وجهها بين يديها وتبكى وتشهق بقوة فرجعت عما كادت تقوله وذهبت لها وجلست بجانبها فقد رق قلبها لها وخصوصاً بسبب ما تقوله مسك
" أنى خلاص معدش ليا حد كل حاچه راحت منى فى لمح البصر يوم واحد جلب حياتى أنا مكنتش يوم اتوقع أن يحصل معايا أكده وليه أنا حتى أ مى راحت منى على غفله وسبتنى لوحدى " قالت أخر كلمة وبعدها اجهشت فى البكاء على حالها
رق قلب رجاء لها ولم تعرف ماذا تقول لها فلم تجد غير أنها تضمها للأحضانها وتربط عليها وكأن ضمتها تلك كانت كل ما تحتاجه مسك الأن فما هى إلا ثوانى
وبادلتها مسك الضمة وتشبثت بها حتى تفرغ كل ما بداخلها وجابر يتابعها وفرت دمعه من عينه فمسحها بسرعه شعر أن تلك الفتاة تحتاج لعون وسند فى حياتها فلم يعد لها أحد وعلى مسافة بعيدة عنهم كان يقف يتابع كل مايحصل بقلب مفطور دون أن يشعر به أحد
ترقرت عينيه ولكن أبى أن تنزل دمعه منهم ولكن كانت دمعه خائنه نزلت على خده فمسحها بيده ونظر
لأثر تلك الدمعه على يده لا يعرف أيبكى لأجلها ام يبكى على حاله هو ... ولكن خرج من شروده على صوت والده وهو يقول
" تقبلى نكون أهلك وابننا يبقا جوزك بس بجد بقا المرادى واعتبرى من النهاردة بقا لكي عيلة تانيه "
لم يصدق رضوان ما قاله والده فهو ظن أنه لم يوافق على وجودها فى البيت بعد ما حصل وكان يستعد مع مشاجر مع والده حتى رجاء وجدها تبتسم وزادت من ضم الفتاة وقبلتها من رأسها تحثها على الموافقة
ظلو هكذا لفترة ينتظران رد مسك على. ما قاله جابر ولكنها مازلت تختبئ فى صدر رجاء لم تنطق
ابتسم رضوان بسخرية على نفسه فهل كان ينتظر منها الموافقة سب نفسه وذهب بأتجاه والده ليخرجها من هذا الموقف المحرج ويرد بنيابة عنها ويرفض طلب والده
" أبا مسك مش ...."
" أني موافقة "
وبسرعة البرق تحول نظره من والده إليها يريد أن يعرف هل موافقتها تلك نابعة من داخلها ام أنها وافقت حتى لا تحرج والديه
ولكن لم يعرف أن يقرأ وجهها فقد ضمتها والدته لها مره اخرى تبارك لها وتخبرها أنها ستكون أسعد فتاة بينهم وأنها ستكون ابنتهم الثانية وأنهم سيعوضوها عن كل شىء حصل لها وما جعله يصمت ويتلجم لسانه أن أمه اخبرته أن مسك ستعوضها عن غياب سندس ابنتها وانتبه لوالده الذى قال
" رضوان روح وصل مراتك لأوضة أختك وخليها تلبس من هدومها وتجهز نفسها عشان نروح نكتب الكتاب "
نظر له رضوان باستنكار ورد بغيظ " لسه مبقاتش مراتى يابا "
فتحت مسك فمها ببلاهه ونظرت له بحاجب مرفوع فهو قد اهانها لتو وحاولت الرد
" ولا انت بقيت جوزى "
_________________________________________
لا حول ولا قوة الا بالله عدد خلقه ورضا نفسه وزنه عرشه ومداد كلماته
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية