رواية الأمانة الفصل الثاني والعشرون 22 - بقلم نرمين قدري
الفصل الثاني والعشرين
وعند اكرم كان يجلس و يضع يده علي كتف أمل أمام الجميع وكأنه يجهر بها امام الكل و هي سعيده جدا فا هي تعشقه جدااا و حاضنة يده بقوه كأنها مالكه العالم بأسرة
وفجأة أطلقت حياة شقهت عالية وجرت تسحب امل من يدها مسرعة تحت نظرات اكرم المستعجبة من فعل حياة ولكنه انتبه اللي نظرات حياة فقام واقفا
كانت ماجدة و ماجي يستعدان للنزول من السيارة
ج اكرم من السيارة وقال مستعحبا :
اده انتم ايه اللي جابكم هو احنا في فسحة هنا
رفعت ماجدة حاجبها وقالت بحده :
خير يا اكرم ما كنتش عاوزنا نيجي ليه عارفة انكم في شغل بس أحمد اخوك جايب معاه جنة يعني محدش اتكلم ولا هي لناس و ناس ولا اية غير أن ماجي بتشتغل في الشركة ليه تبقي الشركة كلها هنا وهي لاء اشمعنا
جاء صوت من خلفها وقال :
انا اقولك يا مرات اخويا ليه ماجي مش هنا بس هي للاسف مافهمتش انا و أكرم وأحمد سايبين احنا الثلاته الشركة محدش فينا موجد المفروض مين بقا اللي حئتمنه علي الشركة وانا واخواتي مش موجودين غير حد انا بثق في بس هي للاسف
ثم التفت إلى ماجي وقال:
هي مطلعتش قد الثقة دي حتي ما كلفتيش نفسك تليفون تقوليلي انا حقفل الزريبة اللي انت فاتحها واجي
لسة ماجي حتتكلم سبقها وقال:
خلاص خلاص مش عاوز اسمع صوتك اتفضلي مش جيتي استمتعي بوقتك و فاضي دماغك و ملكيش دعوة باي حاجة استجمي بس انت ومتفكريش غير في نفسك وانا ليا تصرف تاني
وسابها ومشي وهو جز علية الضحك من منظرها
التفت عيونه بحياة التي كانت تحاول اخفاء أمل عن أنظار ماجدة
ذهب إليهم وكانت حياة تأخذ امل اللي الشاليه عندها كي تهدي من روعها
دخل أسر ورأهم الشاليه والتفت لامل التي كانت الدموع عالقة فيها وقال لها :
في ايه يا امل انتي عارفة أن اكرم اد ايه بيحبك وهو غصب عنه معذور لازم كان يعمل كده علشان يحافظ عليكي و علي الاولاد
ضحكت امل نصف ضحكة و قالت وعينها تذرف للدموع :
انا حاسة بإهانة كبيرة قوي حاسة أن انا حعيش و اموت في الضلمة
قامت حياة وقفت و التفت اللي امل وقالت:
متزعليش مني يا امل انتي اللي اختارتي تكوني في الضلمة و بمزاجك ولا انا غلطانه محدش جبرك علي الوضع ده
هزت امل رأسها وقالت بحسرة :
عارفة يا حياة الست اللي اتوجعت كتير اوي في حياتها ..
تلاقيها بتنسى كتير اوي
بتموت في الوحده وبتحبها ،، عيونها بتلمع علشان فيه ديما دمعه محبوسه جواها ...
اوقات كتير تلاقيها سرحانة
بتعدى حاجات كتير مبتتعداش بس لما بتزعل بتبقى قاسية ..
دمها خفيف بس ضحكتها مش من القلب حتي لو صوتها عالي اصل دا بتدارى بيه اللى جواها
ومع ذلك هى اللي بتدى امل وتفاؤل للي حواليها .
بس ياريتها تتعلم لان محدش يستاهل ثقتها دي
اوقات كتير بنام ودموعي علي خدي مستنية الساعة اللي أكرم حيسرقها علشان يعرف يقضيها معايا و كأننا بنسرق من العمر اجمل سنين عمرنا
قربت منها حياة وقالت : عارفة يا امل ان كل ده كان غصب عنك و أن الوضع هو الي حاطك كده يبقي مافيش داعي للزعل ده كله
بس انتي اكيد اتغيرتي و اتعلمتي
ضحكت أمل بصوت عالي وقالت:
- ومين مابيتغيرش؟؟
أيوة اتغيرت وعرفت قيمة نفسي، بطلت أجي عليها بزيادة عشان خاطر حد، بطلت أجي عليها أصلا لأن ببساطة محدش هينفعني وقت ما أقع من كتر ما بحملها فوق طاقتها،
قدرت أعمل خطوط حمرا واشطب من حياتي اللي يعديها أو يسمح لنفسه إنه يقلل مني ومن أحلامي سواء بهزار بقااا ولا بجد، اتعلمت أقول لأ وقت ما أكون فعلا رافضة،
اتعلمت أفارق وقت ما يكون اللي قدامي مش مقدّر قيمتي ولا عامل لزعلي حساب بدل جملة عادي مش مشكله لأن زعلي مش عادي وأيوة فيه مشكلة ..
عرفت واتأكدت إن مش كل اللي بيضحك في وشي ضحكته صادقه، ولا كل اللي بينصحني بيبقى عايز مصلحتي
أوقات كتير نصيحته بيبقى قاصد يضيعلي بيها حياتي،
بطلت أدّي الأمان والثقة الكاملة وقدرت أقوّي قلبي وابعد عن ناس كتير مكنتش اتخيل في يوم أعيش من غيرهم، يمكن لسه معرفش انا عايزة ايه بالظبط بس عارفة ومتأكدة أنا مش عايزة ايه ..
اتغيرت فعلا بس لمصلحتي
علشان كده كررت اواجه و انا اللي حقف قدام ماجدة و بقوة و ححارب علشان بيتي وجوزي وعيالي
شعرت حياة بمرراة احساس امل و شعورها بالقهر فاهي لا تَعي بمرارة هذا الشعور، لا تُدرك معني أن يُصبح الأنسان فارغًا تمامًا بداخِله، يُصبح ضحية لأفكاره، فتفترس عقله كل ليلة وتأكل من رأسه وتُمسي فريسة لأنيابها، لا تُدرك معني أن تُحاصرك خواطرك ولا تستطيع الفِرار، أن لا يُحالِفك النوم إلا بعد نِزاع بينك وبين كل ما مررت به وكل ما أستوطنك من آلآم، أن تستيقظ كل صباح وأنت مُجبر على تجاوز الأمر وأن تستمر في المسير وأنت غاضض الطرف عما يحدث داخلك، أن ينطفئ شغفك وتزول رغبتك تجاه كل شئ حتى ما كنت تترقبه يومًا، أنت لا تَعي معنى أن تنطفئ روحك
طبطبت حياة علي ظهر أمل وقالت لها :
الواحد لما بيّمُر بفترة صعبة بيلجأ لأكتر ناس قويّة في حياته؛ والقوّة هنا مش قوّة العضلات لأ قوّة النفوس، الناس اللي مبادئها قويّة، حنيّتها قويّة، طيبتها قويّة، رحمتها قويّة.. الناس اللي قادرة تحتويك وتلملم وجعك، وبالنسبة ليا الصِفات دي هي القوّة الحقيقية اللي قادرة تحتوي أي إنسان على وجه الأرض وتطمنه.
•تابع الفصل التالي "رواية الأمانة" اضغط على اسم الرواية