Ads by Google X

رواية جوازة ابريل الفصل الثاني و العشرون 22 - بقلم نورهان محسن

الصفحة الرئيسية

    

رواية جوازة ابريل الفصل الثاني و العشرون 22  - بقلم نورهان محسن

 



تقودها قوة الجاذبية إلى رماديتيه المليئة بالأسرار ، وتصرفاتها لغز كبير له تستفزه إلى معرفة المزيد من الإجابات عنها ، أما عن حركاته تجعلها تشعر بالحيرة والفضول الشديدين تجاهه.



تتلألأ السماء بميلاد قمر حب جديد ، حيث من هنا ستبدأ فترة من الإثارة والبدايات الجديدة ، وسيكون هذا البدر كالمولود الجديد ، الذى توفرت له كل الإمكانيات والفرص والأحلام والخطط وأيضاً العواطف.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



_يا جماعة ممكن تسمعوني .. عندي خبر مهم عايز اقوله .. انا قررت الليلة في وجود عيلتي وحضور ضيونا الكرام اني انتهز الفرصة واطلب ايد الانسة إبريل الهادي من والدها الاستاذ فهمي الهادي قدامكم كلكم



✾قبل هذا الحدث ببضعة دقائق✾



تحديداً ، قبل دخول باسم وأبريل إلى الحفل



وقفت وسام بجانب صديقتها ، لتتساءل بنبرة مستنكرة : معقولة يا هناء انتو لحقتوا دا انتو لسه جايين من شوية؟



ردت السيدة التي تبدو في أواخر الخمسينيات من عمرها ، وتدعى هناء ، بضحكة مبررة : معلش يا وسام يا حبيبتي .. انتي عارفة نبيل من اخر ازمة حصلت له واحنا مش بنسهر خالص برا البيت دي اوامر الدكاترة ..



وجهت وسام نظرها إلى زوجها صلاح الذي كان يقف بجانبها ، تحثه على الرد ، فقال بنبرة مرحة موجها حديثه لصديقه : ما تسيطر شوية و تقعد لسه اليوم في اوله يا نبيل



رسم نبيل على ابتسامة فخر على شفتيه لزوجته المحبة ، ثم رد بنبرة هادئة تتخللها ضحكات : ماقدرش اعترض يا صلاح دي اوامر عليا .. عايز اقولك مصطفي قعد يقنع فيها علي التليفون ساعة ونص عشان المجية دي



قهقه صلاح معه واضعا يده في بنطاله جيب قائلا بهدوء : طيب خلاص تعرف مصطفي ابنك اجدع منك .. اتصل بيا الصبح من بانكوك وباركلي .. انا عارفوا لو هنا كان جه من غير تردد



تدخلت هناء في الحديث بنبرة لطيفة ، استعدادًا للرحيل : يلا عن اذنكم احنا هنروح نسلم علي فهمي وسلمي 



غمغمت وسام مبتسمة : اتفضلوا



قبلت هناء خدها مودعة إياها بنبرة ودودة : سهرة سعيدة حبيبتي



غادرت والدة مصطفى وأبوه الحفلة قبل دخول باسم وأبريل.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼


 
✾عودة إلى الوقت الحاضر✾



جحظت عينا إبريل الفيروزية ، حالما نطق باسم هذه الكلمات ، وامتزج بسماعها صوتاً طفولياً تعرفه جيداً ينادي باسمها ، فخرجت من بين شفتيها شهقة مصدومة ، مدركة حرفياً أنها وقعت في فخ من صنعها ، فهى لم تفر هاربة من قدرها كما إعتقدت ، بل أنها إنساقت بقدميها إلى قدرها مباشرة ، تزامنًا مع ملامح الدهشة والحيرة التي انطبعت على جميع الحاضرين ، إلا أن ذلك لم يكن بالأمر الهين مقارنة بفجعة ريهام الواضحة على ملامحها ، بعد أن كانت في الحمام تجمع شتات نفسها بعد ما حدث بينهما ، لتخرج مباشرة على صدمة منه أشد مما سبق.



في هذه الأثناء 



كانت وسام واقفة في المنتصف بين ابنتيها كارما وهالة ، التى همست في أذن والدتها بسؤال حائر : ايه اللي باسم قالوا دا مش ابريل دي مخطوبة؟!



أومأت لها وسام برأسها في إرتباك مؤكدة صحة كلامها ، مشيرة إليهما ، وحثهما على التحرك مغمغمة في همس مماثل : حد يلحق اخوكي يا كارما قبل ما يحرج نفسه قدام الناس



جعدت هالة حاجبيها بآسى على شقيقها ، إذ كان من الصعب التدخل في الأمر الآن ، خاصة عندما رأته يمشي نحوهم ، فقالت بوشوشة : شكله مايعرفش انها مخطوبة يا ماما 



حركت وسام عينيها يمينا ويسارا ، وسألت بقلق : فين ابوكو؟



هزت كارما كتفيها ، مما يدل على جهلها ، لتجيبها على عجل ، وتحثهم على التزام الصمت ، حالما جاء باسم ليقف أمام أبريل : مش عارفة استنوا خلينا نسمع بيقول ايه!!



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند باسم



_انا مبعرفش الف وادور كتير .. رغم اني مش عارف ازاي هقدر اعبر عن اللي جوايا.. الصدفة جمعتنا في كذا موقف من غير ترتيب لا مني ولا منك



خرج صوته العميق مرة أخرى بكل جرأة ، حينما تأكد من الحصول على إهتمام الاخرين ، دون أن تتلاشى ابتسامته الساحرة ، إذ كان يوجه عينيه مباشرة إلى أبريل ، والتي أحست أن قلبها يعدو بسرعة تضاهي سرعة قطار الموت داخل ضلوعها ، وهي شاهدته ، وهو يسير نحوها بخطوات متوازنة ، واتسعت عيناها من الدهشة عندما وقف أمامها وقال هذه الكلمات بنبرة غريبة عنها. 



تلقائياً تحولت نظرتها نحو أمه وأخواته في إضطراب قبل أن تنظر عليه ، وهي تتمتم من بين أسنانها بتحذير وصل إلى أذنيه فقط  : ايه اللي بتقوله دا .. انت زودتها اوي بلاش جنان؟!



لم يهتم باسم بنظراتها الصارمة إليه ، بل أمسك بيدها ، وسحبها نحوه ، فلم تتمكن من المقاومة أمامهم ، وسار معها ليقف على بعد مسافة ممن حولهما ، ثم واصل حديثه في الميكروفون ليسمع الجميع كلماته التالية : انا مجنون بيكي يا ابريل وبعترفلك قدام كل الموجودين اني بحبك .. لا مش بحبك .. انا بموت فيكي .. انتي عشقي وعمري كله




        
          
                
التقطت أذن ريهام تلك الكلمات ، واعترافه بحبه لأختها ، فشعرت وكأن سكاكين حادة تطعن في جميع أنحاء جسدها.



ابريل احمر وجهها حرجاً من وقوعها في هذا المأزق الكارثي ، فمن المضحك أنها حاولت جاهدة الاختباء ، فكشف بسلاسة أمر وجودها أمامهم جميعاً ، لذا تمتمت في تعجب بالغ : انا مش فاهمة!! انت عايز توصل لإيه بكلامك دا بالظبط!!



تطلعت أبريل في عينيه مغناطيسية مباشرة ، محاولة معرفة ما يدور في ذهنه من أفكار وخطط خبيثة تجاهها ، لكنها فشلت في تحليل ما يخفيه عنها من النوايا السيئة ، متسائلة داخلها هل من الممكن أن يكون صادقاً معها ، خاصة أنه لم يرمش ولو مرة واحدة ، أما هو كان محدقاً في عينيها بملامح يغلب عليها الجدية ، ليجيب على أسئلتها الصامتة بنبرته العميقة ، وكأنه اخترق أفكارها : عارف بتفكري في ايه .. مش معقولة يكون حبني في فترة بسيطة زي دي!! بس دا فعلا اللي حصل حبيتك .. ومش هقولك حبيتك من لحظة ما شوفتك .. رغم انها كانت مميزة جدا بالنسبة ليا وانطبعت في روحي واتحفرت جوا عقلي قبل حتي ما توصلي لقلبي وتخليه ينبض بجنون.. 



هدر قلبها بجنون ، حينما أشرقت عيناه الرماديتان بالعاطفة الجارفة ، واتسعت ابتسامة مهلكة على شفتيه ، فكان من الصعب عليها مقاومة سحره إذ حاولت أن تخرج أصابعها من قبضته ، لكنه تشبث بها بقوة ، وإستأنف حديثه بتصميم : عارفة امتي اتأكدت ان احساسي بيكي حب حقيقي مش مجرد اعجاب عابر وهنساكي..؟



انعقد لسانها عن الرد ، وهزت رأسها له بالنفي ، تتأمله ملياً بارتياب شديد ، وعيناها ترسلان له إشارات بعدم مواصلة هذا الحديث ، وكأنها بكلماته التالية ستقع في شرنقة سحره ، ولقد فهم ما كانت ترنو إليه بنظراتها الرافضة ، لكنه تجاهلها متابعاً حديثه بمنتهى السلاسة : وقت ما انقذتيني ورديتي فيا روحي وانا بين ايدك .. اتكتبلي عمر تاني علي ايدك و اتولدت من جديد بسببك .. خوفك عليا هزني وخلاني اتعلق بيكي اكتر واكتر ومعرفش انساكي او ابطل تفكير فيكي



أنهي باسم كلامه مستقراً براحة يده على خدها برقة ، جعلت كل خلية في جسدها ترتجف من لمسته.



وبعينين تلمعان بالدموع الحارقة ، تابعت ريهام هذا الحديث المليء بالعاطفة والرومانسية ، مصاحب بنظرات شغوفة منه تجاه شقيقتها ، بقلب يحترق بالغضب الأعمى والكراهية والاستنكار.



شعرت ابريل بالخجل يكتسيها كلياً ، فأخفضت جفنيها هربا من نظراته المليئة بالعاطفة نحوها ، لا تدري ما الذي أصابها ، لماذا قلبها يخفق بسرعة كبيرة ، بل يكاد ينخلع من قوة ضرباته ، هل هو خوف أم خجل حقيقى ، لذا همست بصوت مرتبك : انت فعلا اتجننت رسمي!!



وضع باسم أصابع يده تحت ذقنها ، ليجبرها على رفع وجهها إليه ، فحملقت في عينيه الرماديتين بفيروزيتها المتسعة ، وهو يخبرها بصوت رجولي دافئ : تقبلي تديني فرصة اكون فيها ليكي كل حاجة .. تقبلي تكملي حياتك معايا .. تقبلي تكونى شريكتي ونصي التاني .. تقبلي تتجوزيني يا ابريل




        
          
                
أقرن باسم حديثه ، بدس يده في جيب سترته ، ليخرج علبة مخملية زرقاء داكنة ، فتحه ببطء ، فظهر بداخله خاتم رقيق شديد الجمال تتوسطه ماسة صغيرة ذات بريق مذهل ، مكررا سؤاله بنفس النبرة الجذابة الأجش : هتقبلي



فغرت ريهام فمها بصدمة شديدة من كلامه العاطفى وعرضه الزواج على أختها ، فانهمرت الدموع من مقلتيها دون وعي لشعورها بألم حاد في قلبها ، وهذا الحدث القاسي جرحها حد النخاع ، والحقيقة أنه صدمها بالفعل ، ودهش جميع الحاضرين الذين شاهدوا هذا الحدث بمشاعر مختلفة ، فمنهم من نظر إليهم بعيون مشرقة من التأثر العاطفي والصدمة والاستهجان والغيظ والدهشة والكراهية والحسد والاستنكار والغضب العارم. 



حدقت أبريل في الحلبة بمفاجأة ورهبة ، فـ بالطبع لم تأخذ هذا الأمر في الاعتبار في خطتها المتهورة ، فوزعت نظراتها حول المكان مبتعدة عنه ، فخرجت حروفها مشتتة من توترها الزائد : لسه بدري ودي الخطوة يعني سابقة لأوانها .. احنا لسه منعرفش بعض كويس؟!



أدار باسم وجهها إليه ، يعمق عينيه في عينيها ، وهمس بنبرة هادئة لا تخلو من إصرار : هنعرف بعض اكتر في فترة الخطوبة



غمز لها باسم من زاوية عينه ، وارتفع طرف فمه بابتسامة عابثة ، محاولاً أن يعطيها إشارة لتذكيرها بكلامه السابق بأن عليها أن تجاريه فيما سيفعله ، لتتأكد على الفور من صدق حدسها ، فلم يكن هذا كله سوى عرض مسرحي منه ، لا يمت للحقيقة بصلة ، وما أغضبها هو أنها كادت أن تنخدع ببريق نظراته الصادقة ونبرة صوته العميقة ، أما باسم عندما لاحظ انشغال أفكارها سألها ، وهو يحثها على التركيز معه : ساكتة ليه؟!



ابتسمت ابريل بسخرية داخلياً ، لأنه يستحق أن يأخذ الأوسكار على كذبه الذي يتعامل معه كهواية مسلية ، لذا دمدمت بتقلقل ، وهى تعقد حاجبيها الرفيعين في عدم رضا : مش .. عارفة اقول .. ايه..؟



باسم عازم على الوصول إلى هدفه ، ومفتاح نجاحه في هذا الأمر هو مرونته : انا بحبك يا ابريل .. بصي في عيني حاسة بحاجة نحيتي ولالا



عندما طرح عليها هذا السؤال بمنتهى الصدق الكاذب ، إتجهت عيناها تلقائياً نحو والدها وزوجته اللذين يقفان كالتماثيل من الصدمة على مسافة قصيرة منهم ، وهم غير قادرين على فعل أي شيء لها أمام هذا الكم الهائل من الناس ، مما دفع بفكرة شيطانية إلى ذهنها ، بوضعهم أمام الواقع ، وكما آذوها وخدعوها ، جاء دورها أيضًا ، حتى تنتقم لكرامتها بنفس السلاح وتثبت لهم أنها تتفوق عليهم في القدرة على الكذب والتمثيل والخداع ، فهى لديها الجرأة الكافية لترويج أكاذيبها بسهولة متى أرادت ، والآن سينالون منها ما يستحقونه.



كان الجميع ينتظر ردها بحماس وترقب ، بينما يقف أمامها باسم بثبات وثقة ، فلم يكن يشعر بالرهبة من الأضواء والزحام من حوله ، فقد اعتاد على هذه الأجواء على عكس حالتها ، لكنها استمدت منه بعض الطاقة ليتغلب جانبها الجريء فيها في اللحظة الحاسمة.




        
          
                
عادت ابريل إلى التحديق عليه لثواني ، وهى تبتسم بحب ، فارتفع أحد حاجبيه ، وبدأت أفكاره تتشتت بابتسامتها ، هزت رأسها له بالإيجاب وهي تخفض رأسها إلى الأرض ، لتجيبه بصوت رقيق ممزوج بالخجل ، وهو في الحقيقة ارتباك ، لكنها حاولت احتوائه قدر الإمكان : باسم انا حاولت اهرب من احساسي ليك بعصبيتي وانفعالي عليك .. بس كل مرة قلبي كان بيغلبني وبرجع افكر فيك من تاني



اتسعت ابتسامة باسم تلقائيا ، ليعاود التركيز على إكمال ما بدأه معها ، متابعًا بنبرة مفعمة بالإحساس : مهما حاولتي تهربي من قدرك هتلاقيني قدامك عشان انتي مكتوبة ليا انا من البداية .. وانا كل اللي اقدر اوعدك بيه من اللحظة دي اني هعمل كل حاجة تخليكي مبسوطة ومرتاحة



أضاف باسم متسائلاً بإلحاح محب ، عندما صمتت لفترة طويلة  : ها موافقة علي طلبي ..!! 



ارتفعت حاجبيها ذهولاً من إتقانه لعب دور العاشق ، وبعذوبة ارتسمت ابتسامة جميلة على شفتيها ، وقالت بصوت متلاعب يتسم بالدهاء الشديد الذي أخفته خلف قناع الخجل الزائف : بعد موافقة بابا الاول



أدارت ابريل وجهها نحو والدها في نهاية جملتها وحدقت في عينيه بتحدي ، فرفع باسم نظره إلى حيث كانت تنظر ، هاتفاً بجسارة : يبقي خلينا ناخد الموافقة حالا..



ختم باسم حديثه ممسكاً بكفها يحثها على التحرك ، فاكتفت أبريل بالصمت ، وبينما كان الجميع يراقبهم المشهد بذات الحماس ، ولم تتمكن لميس من البقاء بعد ما حدث ، فانسحبت بهدوء من وسط الجميع دون أن يلاحظها أحد باستثناء منى التي ذهبت خلفها ، وكانت هناك عيون أخرى لم ترف جفن لها ، وهى تتبعها حتى اختفت عن الأنظار.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



خلال ذلك الوقت عند لميس



سارت لميس في الحديقة الخلفية بعيداً عن أعين الجميع ، ثم جلست على المقعد الخشبي ، جاءت منى من خلفها ، لتجلس بجانبها ، وسألتها بهدوء  : اتصدمتي مش كدا؟



أنكرت لميس بكذب : لا ابدا .. انا بس حسيت بشوية صداع قولت اجي اريح دماغي من الدوشة



صوتها تقطع في نهاية جملتها ، فابتلعت الغصة التي في حلقها بحزن تنكس رأسها ليغطى شعرها جانب وجهها ، فإستفسرت منى بنبرة واثقة وهى تدفع خصلات لميس للخلف : لا في سبب تاني وانا عارفاه .. هو اللي في بالي مش كدا؟!



هطلت عبراتها على خديها ، وكأن عقلها وقلبها ينتظر هذه الجملة حتى تنفجر ، بكت وانهارت وخبأت وجهها بين يديها ، وهمست بصوت مكتوم من قلب جريح : بعد كل السنين دي ماقدرتش الفت نظره .. ليه مش شايفني ولا حاسس بيا يا مني ليه؟




        
          
                
مسدت منى على ظهرها المنحني بلطف ، وكان قلبها يتألم من منظرها الحزين ، ثم خاطبتها بعطف ممزوج بالمنطق : الراجل اللي مايحسش بحبك له حرام تعذبي قلبك عشانه بالطريقة دي .. ليه معلقة قلبك ورافضة تتجوزي وتعيشي حياتك؟! باسم ماينفعش تستني احساس منه .. لانه لو مش موجود الاحساس من الاول عمره ما هيحصل يا لميس .. القلوب بتولف علي بعضها بتلقائية مش بالعافية يا حبيبتي



رفعت لميس يديها عن وجهها ، ونظرت إليها بعيون حمراء ،  عضت على شفتها ، وتمتمت بصوت أجش : عارفة انه هو لا كان ولا هيكون ليا بس دا غصب عني



أردفت تنتحب والقهر ارتسم علي محياها بغيرة واضحة : بس هجنن واعرف .. لحق يعرفها امتي عشان يحبها .. تعبت من وجع قلبي دا والله



قالت كلماتها الأخيرة بصوت واهن ، ساد الصمت قليلا قبل أن تقطعه مني قائلة بجدية : اللي انتي فيه دا اسمه حب من طرف واحد .. علي قد ما مشاعرك صادقة بس مش كاملة .. الحب لازم يكون متبادل بين طرفين عشان يكون اسمه حب حقيقي .. بس اقولك علي حاجة عن اقتناع هتنسيه بسهولة لأنك ماعيشتيش معاه حب وسابك .. انتي حبيته لوحدك لما تلاقي اللي يبادلك شعورك هتنسيه



حملقت بها لميس ، لتجيبها باستهجان ونبرة ألم ، فهي لا تملك أزرارا إلكترونية حتى تتحكم في مشاعرها بهذه السهولة : انساه انا مابفكرش في حد غيره .. من لما عرفت يعني ايه حب .. كنت برسم واحلم انه هيجي يوم وممكن يكون من نصيبي .. لحد ماجه عمي صلاح ورفض ارتباط عز وهالة ووواااا



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى تلك الأثناء



عند باسم



اتجه باسم نحو فهمي وسلمى ، وهو يمسك بيد أبريل الباردة بين كفه الدافئة ، لكن استوقفه صوت والدته التي اتجهت نحوه وسألته باستنكار : ايه اللي انت عملته دا يا باسم؟



رد باسم على سؤالها بسؤال آخر بنبرة مرحة ، وكأنه لم يتسبب في كارثة كبرى : ايه رأيك في المفاجأة اللي كلمتك عنها يا ست الكل .. ابريل هي البنت اللي...



قاطعت وسام بقية جملته مشيرة له بالصمت ، ثم صاحت في ارتباك موجهة سؤالها إلى أبريل : استني يا باسم لاني مش فاهمة حاجة .. ابريل انتي مش كنتي مخطوبة لمصطفي الترابلسي



ضيق باسم عينيه مذهولاً من ذكر ذلك الاسم ، فيما عقدت إبريل حاجبيها ، وهي تخفض نظرها بشكل عفوي ، وكأنها تتأكد من تحررها من هذا القيد الذي حول إصبعها ، ثم ردت بصوت حاسم مليئ بالثقة ، تزامنا مع وصول فهمي وسلمى إليهم : كنت .. موضوع الخطوبة دا انتهي من فترة وانا حاليا مش مخطوبة لحد




        
          
                
نظر باسم إلى فهمى بنفس الابتسامة ، وتكلم بصوت رجولى جاد : انا بحب ابريل يا عمي فهمي وشرف ليا اناسب حضرتك .. وبعد اذنك عايز اجي مع اهلي لحد بيتك واطلبها منك بشكل لائق ورسمي



بادرت ريهام ، لتقول باستخفاف بعد أن وقفت بينهما ، وداخلها يحترق على جمر الجحيم : مش الاول تاخد موافقة باباك يا باسم



رمى عليها باسم نظرة عايزة ليكمل كلامه ، واكتسبت لهجته حزما واضحا ، نال إعجاب إبريل نوعاً ما : وهو انا عيل صغير قدامك يا عمي واكيد لما نتفق هفاتح والدي بالموضوع ومظنش هيعترض علي قراري



حمحم فهمى يصلح ما قالته ابنته ، قائلا بنبرة هادئة : اعذرنا يا باسم بس الامور دي حساسة والاحسن كان المفروض الكلام يكون بينا علي انفراد مش قدام الناس كدا 



عقبت وسام بتأييد لزوجها علي الفور : فعلا انت فجئتنا كلنا يا باسم كان طلب مش متوقع خالص .. ياريت كنت اخدت رأينا بينا وبين بعض قبل ما تعلن دا قدام الناس كلها مش دي الاصول ولا ايه؟



وجهت وسام حديثها إلى سلمى بقوة رقيقة ممزوجة بالكبرياء : احنا فيها يا سلمي اهو .. وطالما ابريل مش مخطوبة يبقي ايه المانع!! ولا انتو ماتحبوش تنسبونا؟!



اتسعت عينا سلمى من الارتباك ، ومن المؤكد أنها لن تخسر سنوات من الصداقة مع تلك العائلة بسبب هذا السلوك المتهور من هذه المجنونة ، لذلك تحدثت بأسلوب عتاب : يا خبر ابيض يا وسام ازاي تقولي كدا دا احنا نتشرف بيكو ومش هنلاقي احسن منكو .. بس احنا مكنش عندنا اي علم بحاجة واتفاجئنا اوي



مطت سلمى شفتيها إلى الخارج غير مصدقة لتبريرها ، لكنها ردت بهدوء ، ووجهت نظرها نحو أبريل التي كانت واقفة بجوار باسم يتابعان الحديث في صمت تام : كلنا اتفاجئنا بس قبل كل حاجة عايزين نعرف رأي العروسة ايه؟



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى الحديقة الخلفية



عند منى وهالة



_لحد ماجه عمي صلاح ورفض ارتباط عز وهالة ووواااا



تلاشت الحروف من لسان لميس عندما أدركت ما قالته ، ومع من قالت ، لتحاول إصلاح الموقف ، وتمتمت بصوت باكٍ معتذر : مني انا اسفة والله العظيم من تعب اعصابي شايفة الدنيا كلها ضباب و مش عارفة انا بقول ايه عشان خاطري ماتزعليش مني .. الموضوع دا الكل نسيه اصلا واولهم عز انتي بقيتي كل حياته من ساعة جوازكو



ربتت منى على كتفها بفهم ، لكنها لم تستطع أن تصد عن قلبها نغزة الألم التي أصابته ، ففي كل مرة تهرب من هذا الآمر ، تفتح صفحاته من جديد بطريقة أو بأخرى ، لكنها استطاعت أن ترسم ابتسامة باهتة على شفتيها ، وقالت بهدوء : من غير ماتبرري انا مقدرة اللي بتمري بيه .. عارفة في بداية جوازي من عز كنت خايفة من دنيتي الجديدة و كنت بغير من هالة مش هنكر لاني كنت عارفة انه حاول يتقدملها وانكل صلاح ماوفقش و رفض تماما موضوع نسب القرايب دا .. وكنت حاسه انها هتخطفه مني رغم ان عز بنفسه فهمني الموضوع كله و انه من يوم ماعرفني وحبني و مابقاش في قلبه غيري .. 




        
          
                
تنهدت مني نفثت الهواء في صدرها ، مضيفة بصدق : بس عارفة بعد كدا لاقيتني حبيتها لما حسيتها طيبة وتعاملها حلو معايا وانهاردة فرحانة من قلبي عشانها وبتمنالها تعيش مبسوطة .. رغم ان موضوعها مش مريحني وخايفة عليها



تمتمت لميس بحزن طاغي ، واستنكار تغضنت به ملامحها : بس انا مش هقدر اتقبلها خالص .. من لحظة ما شوفتها ماحستش نحيتها بأي بقبول



هزت مني رأسها بنفس متكلمة بتشجيع : مش مطلوب منك تتقبليها خالص .. بس لازم تفوقي لنفسك انتي اهم لنفسك عن اي حد



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى غرفة المكتب داخل فيلا صلاح الشندويلي



_انت فين يا صلاح؟!



صدح نبرة الصوت الأنثوي الناعم بتساءل ، حينما وضع صلاح الهاتف على أذنه ، حيث يجلس أمام مكتبه ، وأجابها بهدوء : معاكي يا قلبي .. معلش روحت المكتب اعمل شوية مكالمات مهمين



غمغمت بإصرار : طيب انا عايزة اشوفك دلوقتي



حذرها صلاح بنبرة هامسة : والضيوف ووسام اصبري شوية؟



احتدمت لهجتها غيظاً وهتفت بإنفعال : صلاح بقولك عايزة اشوفك تقولي ضيوف ووسام .. خلاص خليك معاهم وانا همشي



زفر صلاح بقوة ماسحا علي وجهه بإرهاق ليقول بإستسلام : استني ماتزعليش خلاص هجيلك



عاد صوتها إلى طبقته الناعمة الحنونة قائلة بحب : طيب يا روحي تعالي علي المكان بتاعتنا ماتتأخرش



ابتسم صلاح منهيا المكالمة : خلاص جاي هخرج من الجنينة الورانية .. سلام



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عودة عند ابريل



_كلنا اتفاجئنا بس قبل كل حاجة عايزين نعرف رأي العروسة ايه؟



نطقت أبريل بنبرة ناعمة خجولة ممزوجة بالتحدي عندما اتجهت كل الأنظار إليها : اللي يشوفوا بابا ماقدرش اعمل حاجة هو معترض عليها .. بس انا متأكدة انه مش هيعترض .. هو مايهموش اي حاجة في الدنيا غير انه يشوفني مبسوطة مع اللي اختاره مش كدا يا بابا .. وكمان ان طنط سلمي هتفرحلي من جوا قلبها لانها بتعتبرني بنتها وانا بحبها جدا عمري ماحسيتها مرات اب لان فيها حنية الدنيا كلها



ضيقت سلمى عينيها عليها ، وفهمت ما ترمي إليه ، لكنها كظمت غيظها منها ، وابتسمت بإصفرار قائلة بلطف كاذب : طبعا يا حبيبتي بس دا جواز مش لعبة تفسخي خطوبة وتدخلي بخطوبة تانية .. في ترتيبات كتير قبل الخطوة دي وانتو كدا حطتونا كلنا قدام الامر الواقع




        
          
                
أخفضت ابريل نظرها إلى الأسفل متظاهرة بالإحراج ، وخرج صوتها مطابقا لتعابيرها المتغضنة بآسى : فعلا دي غلطتي .. انا كنت مكسوفة اقولكم بس لازم تعرفوا .. انا فسخت خطوبتي امبارح لإني اكتشفت انه متجوز وعنده اطفال وكان مخبي عني



انذهلت وسام مخاطبة إياها : معقولة مصطفي يعمل حاجة زي كدا احنا كلنا كنا فاهمين انك عارفة بالموضوع



ردت ابريل بنفى : لا ابدا



تدخلت سلمى في الحديث محاولة إنهائه ، لتقول بابتسامة مضطربة : احنا مستعجلين علي ايه الليلة بتاعت هالة وياسر الايام جاية كتير وهنقعد مع بعض في اقرب فرصة كلنا نتكلم في الموضوع علي راحتنا



ابتسم باسم ابتسامة عريضة ، وما كان يهدف إليه قد تم إنجازه بالفعل ، فهتف بارتياح : مفيش مشكلة بس المهم اننا اخدنا منك يا فهمي بيه موافقة مبدأية علي الموضوع



هز فهمي رأسه بالإيجاب قسرا ، وقال مبتسما : شئ يشرفنا نسابكم يا بني .. احنا اكتر من اهل مش بس اصدقاء لعيلتكم



تبادلوا الابتسامة بمشاعر مختلفة ، قبل أن يعود كل منهم إلى طاولته ، ولم يتبق سوى باسم وأبريل وهالة وياسر وريهام. 



غمغمت هالة مبتسمة بإندهاش : دي اغرب و اسرع ارتباط شوفته في حياتي



تساءل ياسر بنبرة شبه مرحة : يعني كنتو حاسين بحاجة ناحية بعض من فترة .. اتفقتو تصرحوا بحبكو الليلة قدام الكل يا نمس



إستولى باسم بحنان على كفها الرقيق في قبضته رغماً عنها ، وأجابه بصراحة لأول مرة هذه الليلة : لا الموضوع جه من غير ترتيبات



خرجت ريهام من شرنقة صمتها الذي يغلفه الصدمة والخيانة وخيبة الأمل منه ، وقالت بابتسامة باهتة : ممكن لحظة يا ابريل؟!



أومأت إبريل برأسها موافقة ، بينما التقت عينا ريهام بعينيه بنظرات قاتلة منها ، قابلها هو بإستهتار قبل أن تغادر معها ، حتى يتمكنوا من التحدث على انفراد.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند لميس



نظرت لميس إلى الأرض ، وخرج صوتها بألم معترفة : حبي الخيالي دا اتحول لمرض خبيث بياكل في قلبي كل يوم اكتر من اليوم اللي قبله وعارفة لازم افوق بقى من مرضي بيه .. هو عمره مافكر فيا ولا شافني غير اخته .. 



نظرت مني إليها بأعين ضيقة حزينة عليها ، وقالت بمواساة : ماتزعليش مني بس انتي اللي معشمة نفسك علي الفاضي وموقفة حياتك .. عارفة حالتك دي عاملة زي واحد جالو شوية برد وفاقد حاسة التذوق مهما داق الحلويات علي لسانه ليها مكنش اي طعم .. فإتعقد وبقي رافض ياكل منها تاني رغم انه رجع طبيعي .. و دا غلط مش من تجربة واحدة هنرفض نعيش ونتمتع بالدنيا




        
          
                
رفعت لميس عينيها الباكيتين إليها لتقول بـ حرقة وبحة في الصوت : ليه بتلوميني يا مني !! و كأني اخترت اني اكون بحب واحد مش حاسس بيا



قالت مني بجدية : عشان الانسان دايما عنده اختيارات بس هو زي مايكون الاعور دايما بيبص للدنيا بعين واحدة .. انتي في ايدك تغيري حياتك تفتحي عينك وقتها يمكن تشوفي وتحسي باللي بيحبك وشاريكي بجد



أضافت بصوت هادئ : ماسمعتيش الجملة اللي بتقول اتجوزي اللي بيحبك عشان هيقدر يسعدك ويحببك فيه و ماتتجوزيش اللي بتحبيه عشان هيتعبك و يبكيكي .. ومهما فضلتيه علي نفسك مش هيحس بيكي .. بطلي تكرري جوا عقلك جملة انا عايزة انساه كل ما هتفكري كدا هيفضل اسمه يتردد جوا دماغك ومش هتنسي .. وبطلي كل ماتصلي تقولي يارب انساه .. لا قولي يارب اكرمني بالانسان الصالح اللي يحبني ويحترمني ويقدرني ويحببني فيه ويصوني ويكون امين عليا ويتقي ربنا فيا ويملي قلبي بحبه و املي قلبه بحبي



واصلت حديثها بإبتسامة دافئة : مجرد انك تغيري الحروف هيتغيرلك معاني الكلمات و هتفرق معاكي جدا و دا اللي لازم تعمليه الفترة الجاية



شعرت لميس بشيء من الراحة بعد سماعها هذه الكلمات ، فردت بكل عزم ، ومسحت عينيها بأطراف أصابعها : لازم انساه مفيش حل غير كده هو خلاص مش هقدر اتعب ف نفسي اكتر من كدا



اتسعت ابتسامة منى ، ودفعتها بكتفها بلطف ، وتمتمت بنبرة متحمسة مرحة : دا الكلام العاقل كفاية عياط بقي .. بوظتي الميكاب بتاعك تعالي معايا اغسلي وشك



أمسكت مني بيدها تحثها على النهوض معها ، فاعترضت لميس برقة : لا انا هدخل اغسل وشي في الحمام اللي في صالة الجيم مش عايزة حد يشوفني كدا .. ارجعي انتي زمان عز بيدور عليكي وانا هخلص واحصلك



قالت لميس ذلك بابتسامة بسيطة ، فبادلتها مني الإبتسامة ، وهي تخاطبها بحنان : طيب بس عشان خاطري ماتزعليش نفسك وانبسطي بالدنيا احنا عايشينها مرة واحدة



شكرتها لميس بكل امتنان ، وهي تحتضنها محبة : تسلمي يا مني كلامك فعلا فرق معايا واستريحت لما فضفضت ومعاكي



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند ابريل



وقفت ريهام أمامها ، لتحذرها بنبرة هادئة : ابريل يا حبيبتي بلاش تتسرعي .. قرار زي دا ماينفعش يتاخد بالسرعة دي .. خصوصا انك لسه مصدومة من مصطفي



أخبرتها ابريل بإستياء : انتو ليه مش عايزين تقتنعو ان صفحة مصطفي قطعتها من حياتي الموضوع انتهي بالنسبالي




        
          
                
نفت ريهام برأسها ، ولوت شفتيها بإستنكار محاولة إقناعها بالتخلي عن قرارها : ازاي بس انتي ماتديش نفسك فرصة تفهمي الموضوع منه .. وازاي ترتبطي تاني يوم بباسم وانتي ماتعرفيش حاجة عنه خالص



_مين قالك انها ماتعرفنيش احنا نعرف بعض اكتر ما انتي متخيلة



قال باسم ذلك بثقة تامة ، وهو يتقدم منهم ، لتتدفق الدماء من وجه إبريل بإستحياء ، وهو يلتف ذراعه حول خصرها بجرأة وتملك ، ليبتسم بمكر خفى ، لأنه شعر بجسدها يرتعش نتيجة تلامسه بها ، أما إبريل فاستجمعت قواها بصعوبة وبلهجة هادئة لملمت شتات حروفها قائلة : ماتقلقيش .. يا ريهام .. ااانا متأكدة من قراري .. وعندي وقت افكر كويس .. احنا يعني مش هنكتب كتابنا دلوقتي



اختتمت إبريل حديثها بإبتسامة ، وابتعدت عنه بشكل عفوي ورمقته بنظرة حارقة قابلها بابتسامة جذابة ، وتحدث على الفور : عن اذنك يا ريهام هاخد خطيبتي المستقبلية ونرقص مع بعض شوية قبل الحفلة ماتخلص واتحرم منها باقي الليلة



أنهى باسم حديثه ، وهو يسحبها بسرعة من ذراعها لتمشي معه ، فيما كان الغضب والجنون يتزايد داخل ريهام على شكل جمر أحرق قلبها ، ونهب خلايا جسدها مع بقوة حادة ، وهى تراهم يمسكون بأيدي بعضهم البعض أمام مرأي عينيها ولا تستطع فعل شيئاً.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى نفس الوقت



عند منى



كانت منى واقفة تنظر إلى البدر وسط السماء في شرود تام ، فهي بطبيعتها الفطرية حالمة وتحب الطبيعة الخلابة جداً. 



مرت لحظات قليلة فى الهدوء عليها ، قبل أن يشق الصمت شهقة مذعورة ومتألمة منها ، عندما أحست بقبضة خشنة تمسك بذراعها من الخلف ، وتسحبها بقوة عنيفة ، لتجد نفسها تقابل نظرات عز الحادة فصرخت بعدم إستيعاب : ايه دا!! حاسب دراعي بتشدني كدا ليه!!



رد عز علي سؤالها بسؤال أخر فى همس غليظ من بين أسنانه ، بينما هو جاحظ العينين بشكل مخيف : كنتي فين يا مدام؟!



سحبت مني ذراعها منه حتى انفتح الشال تلقائيًا ، وانزلق عن كتفيها العاريتين ، وبدأت تفرك بالألم مكان قبضته ، وهى تطالعه بغضب ، وأجابته بتبرم ساخط : هكون فين يعني كنت بتكلم انا ولميس؟!



حملق عز في هيئتها المغرية بشدة بعينين تتلألأ بلهيب الغيرة النارية ، فعض على شفته بغل يكبت بتلك الحركة غضبه منها ، وسألها باستنكار شديد : وايه اللي لابسة دا يا مدام



أجابت منى على سؤاله بسؤال عفوي أخرى وقد نسيت ما فعلته : ايه ماله الفستان؟!



تطاير الشرر من مقلتيه بشراسة ، فسحبها إليه بقوة وصرخ بخشونة : ايه اللي ماله انتي اتعميتي ولا الادوية اللي بتاخديها مؤثرة علي نظرك مش شايفة صدرك كله طالع برا؟!



خفضت مني نظرها إلى حيث كان يشير ، لترى نهديها يبرزان من مقدمة الفستان ، قأغلقت الشال بحركة عفوية ، مصيحة بتبرير : ماخدتش بالي .. خلاص مابقاش في حاجة باينة اهو .. وبعدين دي موضة الفستان هو كدا 



تابعت مني بنبرة معترضة : وايه الاسلوب اللي بتكلمني بيه دا؟!



صر عز على أسنانه بقوة ، ووجهه قريب جدًا من وجهها وأنفاسه الحارة تحرق بشرتها الناعمة ، وزمجر بصوت حاد : اكلم بالشكل اللي يعجبني وماتجننيش عليكي يا مني احسنلك



نظرت منى إليه بخوف من غضبه الكبير ، ففتحت فمها الوردي ، محاولة الشرح بكلمات مشتتة : ما الفستان عليه شال اهو ومغطي المنطقة اللي فوق كلها .. انت ليه بقيت بتكبر الامور اوي كدا؟!



أنهت منى حديثها بتنهيدة ناعمة من حرارة جسده المشتعل التي انتقلت إليها لتربك حواسها ، فيما اعتبر عز ما قالته استخفافاً منها ، فتقلصت ملامحه بالاشمئزاز ، وهو يهدر بغضب وغيرة عمياء : دا انا اللي مكبر الموضوع ولا انتي اللي مابقتيش حاسة بنفسك يا مدام مش ملاحظة انك تخنتي مش شايفة شكل بطنك وصدرك بقو عملين ازاي وفي حاجات مابقاش ينفع تتلبس ولا تليق عليكي



بصق عز بكلماته القاسية ، وهو يشاهدها ، وقد اتسعت عيناها من الصدمة بعد أن وجه لها إهانة مباشرة فى جوهر أنوثتها.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

 
google-playkhamsatmostaqltradent