رواية حصونه المهلكة الفصل الثاني العشرون 22 - بقلم شيماء الجندي
“مواجهة ج2 !”
وقفت “ندي” بهدوء خارج غرفه المكتب و هى تفرك أصابعها بتوتر طفيف تنظر حولها قبل أن ترتفع يدها و تطرق بابه بهدوء لحظات و هى تحاول أن تلتقط انفاسها برويه واضعه يدها أعلي قلبها حيث تعالت دقاته من فرط قلقها ، تنتظر أن يطل عليها و هى تتمني داخلها ألا يخذلها و تنهال عليه ذكرياته السيئه نحو أفعالها المشينة تحاول أن تتذكر كلمات “يزيد” طبييها المعالج جيداً أغمضت عينيها و هى تهمس لحالها أنها أتت من أجل إصلاح الأمور و ليس افسادها معه !!!!
أتى صوته القوي الصارم يأمر الطارق بالدخول فتحت الباب بيد مرتعشه و هى تنظر إليه بتوتر واضح ثم بللت شفتيها تحاول تجميع كلماتها لتجده يطالع تلك الأوراق باهتمام بالغ غير مكترثا بتواجدها لتستمع إلى صوته يقول بهدوء :
– تعالى يا أسيف كنت هجيلك عشان امضتك .. !!
رُباه كيف عليها أن تتحدث الآن هى علي يقين أن رؤيتها آخر ما يريده بتلك اللحظه ، طال صمتها و طال انتظاره لاجابه شقيقته أو تقدمها منه ….
رفع رأسه عاقداً حاجبيه بدهشة ينظر إلى الطارق الصامت، لتكون أولى مواجهاته معها فور أن أتمت علاجها النفسي تجمد بمحله و هو يطالعها بصدمه ينتظر حديثها لكنها صامته ، ساكنه .. تراقبه بتوتر استند إلى ظهر الكرسى خلفه و هو ينظر إليها بهدوء يحاول التماسك و الاحتفاظ بملامحه الجامده حتى لا يتسبب بسوء حالتها و هو غنى عن ذنب تلك الفتاه التى كادت تقضي على حياه شقيقته بلا مبرر واضح ، تلك من قتلت ابنه و هو بعلم الغيب تلك من نزعت ثقته بجنس حواء ، من جعلته يكره النساء عدا شقيقته البريئه التى كادت أن تُزهق حياتها ثمناً لنفوس مريضه ….
لم يكن صمتى ضعفاً يوماً ما ، لطالما كانت الغوغاء و الأحاديث الباطله ملاذ الضعفاء … لم أعد اخدع نفسى بتلك الصور اللامعه لطالما خبأت تلك الصور الأسوأ خلفها !!!!
#حصونه_المُهلكه
#شيماء_الجندى
اقتربت منه بخطوات حذره للغايه حيث تتوقع طرده لها شر طرده بأي لحظه من اللحظات تخشاه لأول مره بحياتها .. تخشي صمته و هدوءه اخيرااا خرج صوتها الهادئ تقول بحزن :
– أسفه لو عطلتك …
لم يجيبها بل أغمض عينيه بقوه و هو يجز على أسنانه منكساً رأسه بغضب ، يالَّ جراءتها تلك اللعينه التى دمرت حياته ، تعتذر عن دقائق ضيعتها ؟!! ماذا عن مشاعره التى اهدرتها و دعستها أسفل قدميها ! ماذا عن ثقته و محبته؟! ماذا عن خيانه العهد ؟!! ماذا و ماذا ؟!!!
همست بتوتر و قد بدأت عينيها تلمع بدموع ندمها تكاد تجهش بالبكاء :
– أنا عارفه إنك مش هتسامحني و عارفه إن غلطي كبير أوي ياتيم و عارفه إن أسيف مش هتسامحني أنا مش هكون خياليه و اطلب تسامحني و نرجع بس كفايه عليا إننا نبقي ولاد عم مش هستحمل اسلوبكم معايا كده أنا عارفه إن غلطاتي كتير بس انا كنت خايفه .آآآ
لم يتحمل أكثر من ذلك لقد ضغط نفسه بما يكفى من أجل تراهات تهذي بها الآن …
قاطعها و هو يطرق بيده مكتبه بغضب يصيح باستنكار :
-خااايفه ؟!!! خايفه من إيه عملتلك ايييه عشان تخااافي هاااا ، الغلبانه اللى كانت هتموت دي عملت اييييه يخوفك ؟!!! مخوفتيش و أنتِ بترفضي استنجادها بيااااا مخوفتيش و أنتِ رايحه حاره ** زي دي عشان تسلطي عليها اللي يقتلهاااا ، مخوفتش و أنتِ بتنامي في حضني و هى يتتعذب كل يوم و أنتِ عاااارفه ؟!!! أنتِ جايه و واثقه إني مقدرش احاسبك على اللى فات مش كده هقول مريضه و أختى كانت مريضه أنتِ مخوفتيش ابداا ياندى ، تعالي اكلمك عن الخووووف فعلا … الخوف اللى اتملك من أسيف لما كانت عيله و كنتِ هتدفعيها تمن برائتها لولا ربنا حماها الخوووف لما أسيف كانت لوحدها فى مكان متعرفوش بتتعذب كل يوووم علي ايد اخوكِ المريض الخوووف كان لما قتلتي آخر امل ليهاااا إنى أوصلها و انقذها ، ياريتك كنتِ خبيتي عليا و ساعدتيها و لا قولتى لاخوكِ حرام دى معملتش حاجه .. لاااا ازاااي أسيف لازم تموووت عشان أخد تيم لوحدي صح ؟!!!! ياريتك كنتِ بعدتيني عنها من غير ما تأذيها كده ، أنتِ لا صونتي جوزك و لا صاحبتك إللي وثقت فيكِ و جايه تقولى خوف !خوف ايه ياندى اللي شوفتيه ؟!! ليه تقارني نفسك بأسيف ، ليه ما تخلقيش محبه ليكِ لوحدك فى قلبى ؟!!! كنت فاكر إني هقدر اعوضك عن أهلك بجوازى منك مخدتش منك غير اهانه ..
رفعت وجهها الغارق بالبكاء تهمس بصوت مبحوح مستنكره كلمته :
– اهانه ؟!!
وقف يواجهها صارخا بها مستنكرا صدمتها :
– ايييه صدمتكككك ؟!! طبعااا اهانه لما اسمع صوت أختى و هى مرعوبه و مراتي بمنتهي القسوه بترفض مساعدتها دي اهااانه و لما الاقي أختي غرقانه في دمها و روحها مش فيها مرميه على الأرض مسحوله تبقا اهاانه لما حسستيني إنى عاااجز مش قادر ادافع عن أختى اللي المرعوبه دى اهانه ، لما خونتيتي و طعنتيتي في ضهري و اتفقتى على أختى اهاااانه تحبي تعرفي تاني و لا كفايه .. ؟!!!
تشنجت عضلاته بشده و هو يتصببا عرقا ، صدره يعلو و يهبط بقوة و عينيه تصرخ بوجع شديد لم يدركه سواه ..
إنها قلوب منهكه ياسيدى تلقت الصدمات القاسيه ببأس شديد و إرادة صلبة ، توالت عليها الصفعات و الأوجاع لتقف صامده بوجه من خاض حرباً غير عادله بالمره أمامها …
تُحزننى تلك الأوجاع التى كانت بمثابه سكين حاد النصل طعننى بلا هواده !! يؤسفني أن أرى من كان الأقرب إلىَّ بتلك الصوره المخزيه !! إن أتيت إلى حقيقه الأمر لا أحد يدرك مدى سوء ما يحدث لك إلا إن وقعت عليه تجربه مشابهه يحترق داخلها لكن حينها عليه مواجهه العالم السيئ بوجه هادئ و ابتسامه لامعه مماثله لما فعلت … فلا تبتأس لهيئتك أمام من حولك ، لطالما كان قلبك الأفضل فيما بينهم ….
انسحبت من أمامه مسرعه وهي تجهش باكيه بشهقات مرتفعه و لأول مرة يشعر بانهيارها الجاد و حزنها الفعلى .. لأول مره منذ شهور يُخرج ما يجيش بصدره لها ، لأول مره ينفث عن غضبه هكذا استند براحتي يده إلي مكتبه يحاول تهدئه أنفاسه اللاهثه و ضربات قلبه الصاخبه لكن بلا فائدة ، هى وحدها من تنتشله من تلك الحالة هي وحدها من تمتص غضبه و اشتعاله ببراءتها المتناهية ..
أسرع إلي الأعلى متجهاً إلى غرفه شقيقته بخُطى سريعه ليصل إليها و يُفضي ما في جعبته بأحضانها و يهدأ لتُخمد ثورته تلك الجميلة الحنون ..
طرق الباب بلطف و هو يهتف باسمها منتظراً إجابتها بتلك الساعه الباكره من النهار …
-*-
بالداخل …
حدقت “أسيف” بصدمه من شرفتها لذاك الذى يرمقها بنظرات هادئه بشكل مُبالغ به ثم نظرت إلى ذاك الواقف أمامها بهدوء تام مبتسماً ببرود يقول مشيراً إليه بنظراته العابثه بنبره يشوبها المكر:
– الثقه اهم حاجه في العلاقات ياسوفي اسمعي مني .. لو مصدقش إنك كنتِ بتعالجينى يبقي انعدام ثقه متناهي بينكم …
راقبت أسلوبه الجاد و هو يشير بيديه كأنه ينصحها بجديه و ليس سخريه منها كادت أن توبخه لكنها استمعت إلى طرقات أعلي الباب و صوت أخيها المتحشرج يناديها لتتسع عينيها و هى تنظر إلى جسده العاري أمامها بتوتر و أعين مرتعبه صوت أخيها يدل على حزنه كيف تستقبله بذاك الكارثه المتنقلة ماذا فعلت بنفسها ؟!!
أتتها النجده منه حين همس لها :
– هششش … اوعى يعرف إنى هنا شكله مش طايق نفسه لو شافنى هتبقي مشكله صح ؟!!
هزت رأسها بالإيجاب بتلقائية و عفوية منها جعلته يبتسم لها بلطف ثم تحرك مبتعداً لتتسع عينيها برعب من مكره و هى تتوقع أنه سوف يستغل ذلك لكنه خالف جميع توقعاتها حين أشار لها بالصمت و اتجه إلى مرحاض الغرفه بهدوء يشير إليها بالتحرك ناحيه الباب ، أيعاونها ؟!!
ذاك الشرس يعاونها ؟!!! نفضت رأسها و هى تهرع إلى الباب تفتحه على الفور فما كان من شقيقها إلا أن دلف يحتضنها مغمضاً عينيه اتشعر بتلك الدمعات الخفيفه تسقط من مقلتيه علي كتفها ؟!!
أصابها الحزن و القلق و رفعت يديها تربت على ظهره بهدوء و هى تهمس له بتساؤل عن سبب حالته مرت لحظات على تلك الوضعيه الصامته فقط يحتضنها يبثها حزنه و بكائه الصامت الموجوع ، أمسكت بيده تقوده إلى اريكتها تجلس فوقها و هو يجاورها تحتضنه بهدوء تربت على خصلاته الناعمه بهدوء هى تعلم أنه يفضل الصمت بتلك الحاله فقط تكون رغبته أن ينعم ببعض الهدوء و الراحة أحاطت كتفيه بقوه و قبلت خصلاته بحنو رقيق و همست له بلطف فى حين قد أصبح تفكيرها فقط معه تريد الإطمئنان على حالته و نست تماماً ذاك القابع داخل مرحاض غرفتها !! :
-مالك ياحبيبي ؟!! في حاجه حصلت !!
هز رأسه بالإيجاب و زفر أنفاسه بارهاق لترتفع أنامها النحيله تمسح دمعاته بهدوء و هى تستمع إلى صوته المبحوح يقول بهدوء و قد استعاد بعضاً من سلامه النفسى محاولاً تجنب أية أحاديث عن تلك الأحداث المخزيه :
– مش قادر اهدي ياأسيف ، نار جوايا مش راضيه تهدي عقلي واقف … و تعبت …
ربتت علي جسده بلطف و هدوء تهمس له باندهاش :
-ايه اللي زعلك طيب ؟!! أنت كلمت ندى ؟!!
اعتدل بجسده ينظر إليها لحظات بتوتر طفيف ثم هز رأسه بالإيجاب و هو يقول :
– جاتلي المكتب من شويه …
حدقت به باهتمام تنتظر سرد ما حدث لكن ارتفعت دقات غير هادئه بالمره فوق باب الغرفة و صوت “نائل” المتسائل باختناق واضح :
-أسييييف أنتِ صااااحيه ؟!!!
اندهشت و اتجه “تيم” إلي الباب يفتحه مسرعاً مندهشاً من تلك الضوضاء التى يشنها ابن العم علي باب غرفه شقيقته ما أن فتح الباب اندفع “نائل” مسرعاً و هو يصيح بغضب مُفعتل :
– إيه ياأسييف ك .. هو أنت … ؟! عايز إيه م البنت ع الصبح ؟؟!
اندهش “تيم” و أشار إلى صدره باستنكار واضح يقول :
– اناا اللي عايز إيه من اختي ؟؟!
تركه “نائل” و هو يتجه إلي المرحاض الخاص بها و عينيها تتسع أخيرا تذكرت القابع بالداخل ؟!!! لتستمع إلي كلمات ابن عمها قبل أن يفتح الباب :
– ياااعم هعوز إيه محتاج الحماام غالبا في مشكله في حمامي ..
فرغت فاهها بخوف تغمض عينيها حين أغلق الباب بقوه و سمعت صوت صرخته ليصيح أخيها بصدمه :
-ايه يلاا فيه ايه ؟!!
-*-
بالداخل ….
دلف “نائل” إلي الداخل و أغلق الباب ليصرخ حين وجد ذاك الفهد ينقض عليه مكمماً فاهه ليحدق به بأعين متسعة و يصطدم بالحوض و هو مذهول يستمع إلي همس ابن عمه قائلا بخفوت :
-اخرس يامتخلف ولا نفس …
هز رأسه بالإيجاب على الفور ليرفع “فهد” يده عنه مشيراً بعينيه الغاضبه إلي الباب حيث ارتفع صوت ابن عمه بتساؤل عنه ليرد عليه “نائل” و هو ينظر حيال فهد بخوف :
-مفيش ياتيم اتخبطت بس أصل متعود على حمامي …
ليستمع إلي صوت ابن عمه يقول باستنكار :
– متعود ايه ؟! بيقول إيه المتخلف ده ؟!!
لم يهتم إنما حدق بذلك الكائن الماثل أمامه يقول بخوف :
-لا تأذيني ولا أأذيك أنت أكيد متسلط على أسيف و أنا ابن عمها و حظي الأسود جابني هنا ..
عقد “فهد” حاجبيه باندهاش ينظر إليه بغضب حين تعالى صوت “تيم” يقول بغضب و هو يطرق الباب :
-أنت يلااا أنت بتكلم نفسككك ؟!!!
صاح “نائل” بعنف و قد بدأ جبينه يتعرق :
– يااخي سيبني في حاالي بقااا …
أمسك “فهد” تلابيبه بغضب و كمم فاهه يهتف بخفوت :
– أنت بتقول ايه يامتخلف أنت ألبس ايه واقلع ايه ؟!! اخرس خالص هتفضحنا ..
هز رأسه بالإيجاب و هو يهمس بخفوت مماثل خوفا من اغضابه :
– تقلع ايه أكتر من كده ، هو أنا بس عاوز افهم أنت ليه بتظهرلي أنا مش أسيف ..
لكزه “فهد” بغضب و قال :
-اظهر ايه و اختفي ايه أنت بتقول ايه ياغبي ؟!! انا فهد ..
نظر له بتشكك و هو يقول بتكذيب :
-مانا عارف إنك تبع فهد ياعم أنا عاوز اعمل زى الناس اللى أنت متسلط عليها واقفه بره مع أخوها ..
تأفف “فهد” بغضب و قال بصوت خافت :
-ياااغبي بقولك انااا فهد أنت مش بتفهم ؟!!
حاول الاعتدال و الابتعاد عن قبضته و هو يهمس بخفوت و اندهاش :
– و بتعمل ايه هنا ع الصبح .. ؟! لا بتعمل ايه هنا اصلا أنت نطيت من الشباك تغتصب أسيف حرام عليك ياااخي كنت فاكر ..اممم ؟!!
كمم فاهه مره أخرى بغضب يهزه بعنف و هو يهمس جازاً على أسنانه :
-شباك إيه يا متخلف اللى هنط منه هو ده يعدي واحد زيي .. أسيف عارفه إني هنا اخرس بقااا …
جحظت عينيه بصدمه لكنه تلوى بجسده ، تركه بهدوء ليهتف “نائل” بصدمه :
-نهاار اسود أنت بتشتلغني صح دى لسه زعلانه مني عشان حوار الچيم و إني أنا اللي قولتلك مكانها متعرفش أن الچيم بتاعك و أنت هناك ٢٤ ساعه تقولى إنها دخلتك هنااا ؟!!!
استمر بالتلوى بجسده و هو يقول بغضب :
– و بعدين انا عايز اتنيل دلوقت استخدم الزفت اعمل إيه و أنت واقفلي كده ؟!!
نظر إليه باشمئزاز و هتف باستنكار واضح :
-تعمل ايه يامقرف أنت و بعدين أنت جاي عندها تستخدم الحمام ليه اصلاا ؟!!
ابتلع رمقه بخوف حين وجده يقترب منه بغضب و قال بصوت مرتفع :
-يااعم حمامي باظ اغنيهالكمم
اتسعت أعينه حين صاح “تيم” بغضب :
– لاااا أنت اتجننت بقااا .. أنت ياحيوااان بتكلم مين ؟!!
وضعت “أسيف” يدها أعلى قلبها بخوف و هى لا تصدق ما فعلته إلي الآن لقد أتت به إلي غرفتها بنفسها ؟! لتهدأ حين سمعت صوت ابن عمها الصائح يقول :
-يااخي سيبني فى اللي اناا فيه بقااا بغني بغنيييي ..
نظر “تيم” باندهاش لها وقال باستنكار :
-ماله المتخلف ده على الصبح كده ؟!! هو اتجنن ؟!!
ابتسمت بتوتر و كادت تتحدث لكن دخول الخادمه أوقف كلماتها لتسمعها تقول باحترام :
-دكتور يزيد تحت عاوز حضرتك تنزلي و كان عاوز حضرتك برضه …
ارتبكت للغايه بالطبع قد فسر ما حدث بشكل خاطئ و سوف يتركها الآن أمام أخاها .. بهتت ملامحها على الفور و أمسكت رأسها و قد بدأ الخوف يطرق أبواب عقلها بتلك اللحظات المرعبه التى تعايشها الآن ، ليقترب منها “تيم” على الفور ينظر إليها بخوف قائلاً بقلق :
– أسيف أنتِ بخير ؟!!
حاولت ضبط أنفاسها المضطربه وهي تنظر إليه بهدوء تستنشق بعض الهواء تقول بلطف مطمئنة إياه :
– ما تقلقش دوخت بس شويه ..
نظر “تيم” إلى الخادمه و هو يأمرها بصوت خشن :
– خليه يطلع احنا مستنيينه …
لتنصرف الخادمه تلبي رغبته بهدوء و تنظر إليه “أسيف” لحظات قبل أن تتنهد بارهاق و هى تنظر إليه بحزن قائله بتوتر :
– تيم !! هقولك حاجه بس متزعلش … نائل مش لوحده جوا …
وجدت الباب ينفتح و يخرج منه ابناء عمها معاً ليبتسم “نائل” بسماجه و هو يقول :
– بصوا أنا عارف أنكم هتولعوا الجناح ده دلوقت بس أنا محتاج الحمام ده جداا هدخل بسرعه و أخرج تكون الخناقه قاامت تمام …
ثم تركهم و انصراف إلى داخل المرحاض يصفع الباب بقوه ، لينظر “تيم” حيال شقيقته باندهاش و أعين متسعه مصدومه و هو يشير إلى ذاك الفهد الواقف بهدوء أمامه و قد ارتدي تيشرته الخاص أخيراً و قال باستنكار فى حين يتجه ناحيته بغضب :
– أنت بتعمل إيه هنااا ؟!!!
هتفت “أسيف” تتجه إليه مسرعه تدفعه بلطف من صدره تقول بخجل من فعلتها :
– تيم هو عمل كده لما أنت خبطت أنا كنت بساعده عشان حرقته بالكوبايه السخنه من غير ما اقصد و هو لما سمع صوتك متضايق دخل جوا عشان متتعصبش ..
نظر إلي شقيقته باندهاش و همس بصدمه :
– كوبايه إيه و سخنه إيه ؟!! أنت بتقولي ايه يا أسيف ؟!
كادت أن ترد عليه لكن دخول “يزيد” و هو يقول بهدوء ناظراً إليها أثناء تقدمه منها :
-انا هقولك بتقول ايه ……
نظرت إليه بحزن و زفرت أنفاسها بارهاق تشعر أنها مرهقه للغايه و قد استهلكت تلك المواجهات جميع قواها ..
لست تلك الضعيفه التى تُرهقها الحروب ، فأنا أمتلك من العزيمه و القوة ما يكفي جيشاً بأكمله لكن رغبتى الجائعه للسلام و إنهاء الحرب تنهش عقلى و قلبى معاً ، تعاند قوتى بإشهار سيف مثابرتي أمام الأعين المتربصه لإنهياري ، أيتها القلوب المشتعلة هلا قصصتم لذاك القلب الشريد تجاربكم ، عله يعود للحرب ، عله يقوى عليها ليس ضعفاً إنما بثاً للقوة داخلى لمجابهة تلك الخناجر الطاعنه لروحي قبل جسدى …
- يتبع الفصل التالي اضغط على ( رواية حصونه المهلكة) اسم الرواية