رواية على القلب سلطان الفصل الثالث والعشرون 23 - بقلم آية العربي
ربما ندرك اعدائنا لهذا لا نخاف .ولكن الصدمة عند اكتشاف حبيبٌ خائن ..&&&&&&&&&&&&يجلس مستنداً على الوسادة ويضع ذراعه الايمن فوق عيناه المغمضة ويفكر …خرجت سيلين من المرحاض بعدما ارتدت ملابسها واتجهت تطالعه بترقب مردفة بجسد مرتعش بارد وانفاس لاهثة _ سلطان ! … انت تعبت تانى ؟
رفع ذراعه يطالعها بصمت يخفى عنها ما علمه ثم تزحزح قليلاً يردف وهو يشير بيده _ تعالي .
اتجهت اليه تتمدد بجواره تكتسب من جسده الدافئ حرارة … فَرَد هو على جسدها الغطاء وضمها بقوة حانية لا تؤلم ولكن تدفئ .تنهد وهو يستند بذقنه الرجولية على مقدمة رأسها وهى تستكين فى عناقه مردفاً بأنفاس متسارعة وارهاق _ تعرفي يا سيلين … ان ربنا بيحبنا اوي … مهما واجهنا مصاعب بس فعلاً بنخرج منها متمسكين ببعض اوى … بنخرج اقوى … اقوى ببعض .لفت ذراعيها حول خصره بأمان تردف وهى مغمضة وانفاسها لاهثة بوهن _ حقيقي يا سلطان … الضربة اللى مش بتموت … بتقوى … المهم اننا نفضل مع بعض … ونخرج من هنا على خير ..قبل جبينها بحنو مردفاً بترقب وقلق _ حاجة بتوجعك ؟اومأت بدموع مردفة وكأنها طفلة تشتكى لوالدها _ جسمي كله يا سلطان واجعنى … وصدرى كمان حاسة بضيقة كدة .اغمض عينه بألم … نفس تشخيص حالته تماماً … زاد من احتضانه لها واردف مهدئاً _ متخافيش يا عمرى انتى … هنخرج من هنا زى الفل … هي بس اعراضه لسة فى اولها علشان كدة شديدة … بس انا متأكد ان كلها كام يوم وجهاز المناعة عندنا هيقوى وهيقدر يطرد الفيرس ده ..
ابتعد قليلا يردف مسترسلاً وهو يلتقط شيئاً ما على الكومود المعدنى بجواره _ الاول ناكل الاكل اللى الدكتور قال عليه وبعدين ناخد المسكن سوا وهنبقي تمام .
اومأت تعتدل بهدوء وجلسا الاثنان يطعم كل منهما الآخر من تلك الوجبة التى احضرتها الممرضة .&&&&&&&&&&مر يومان فى العزلكانت حالة سلطان وسيلين تشبه المد والجزر … الذهاب والعودة … تارة بخير وتارة مرهقان جدااا … ولكن ما يهون الامر على كليهما انهما سوياً … فى السراء والضراء … فى المرض والصحة … فى الفقر والغناء .لم يهدأ عقل سلطان ثانية عن أمر ذلك السُم الذى ظهر فى نتائجه … لا يريد ظلماً لاحد ولكن مؤكد ان الفاعل هى زوجة والده .لا احد غيرها …. كل الطرق الشائكة تؤدى اليها … تنهد بضيق فهو يخشى على مكوث والدته هناك … لذلك قرر الآتى .
تنهد وهو يجلس على الفراش مستنداً على الوسادة وذراعيه تلتف حول جسد حبيبة قلبه بحنو وتنام هي بعمق …رفع يده ببطء ليلتقط هاتفه من جواره وضغط ازراره بترقب وهدوء يهاتف عمه محمود .فتح الخط واردف محمود بحنو _ سلطان ! … كيفك يا ولدى ؟ … طمنى عنيك وعن مرتك … محتاجين اي حاجة ؟اردف سلطان بهدوء وصوت شبه مسموع _ سلامتك يا عمى … بس انا عايز اكلم جدى فى موضوع مهم اوى … ياريت تروح اوضته وتخليه يكلمنى … ومن غير ما حد يعرف … وكمان عايزك تاخد امى وتوديها عند فاطمة اختى تقعد عندها لحد ما ارجع .ضيق محمود عيناه مردفاً بتعجب _ وه وه … كيف ده يا ولدي ؟ … كيف والدتك هتجعد عند فاطمة وبيتك موجود ؟
تنهد سلطان يردف بقلق _ معلش يا عمى … لما اكلم جدى وتعرف الموضوع هتعزرنى … المهم دلوقتى علشان خاطرى اعمل زى ما قولتلك … قول ان امى زعلانة على عدم وجودى وعايزة تخرج شوية برا البيت … وانا هكلم فاطمة وافهمها وهى مش هتقول حاجة … وكدة كدة جوزها مسافر وامى هتكون مبسوطة معاها .تنهد محمود وهو يقف ويتجه لغرفة والده _ ماشي يا ولدى … كيف ما بدك … انا رايح لبوي اهو .اومأ سلطان يتطلع الى سيلين بحذر وينتظر مهاتفة جده بترقب ..&&&&&&&&مر اربعة ايام آخرون على نفس وتيرة الاحداث مع سوء حالة سلطان بسبب ذلك السم الذى اضعف جهازه التنفسي وقل من مقاومته للفيرس المستجد .تنظر له سيلين بألم وحزن وهو متمدد يأخذ جلسة جديدة من الأوكسجين حتى يعدل من تنفسه .اردفت تتسائل بتعجب وحزن للطبيب الذى يعاينه _ طب ليه هو تعبان اوى كدة ! … مش احنا بناخد نفس الادوية وبناكل من نفس الاكل … يبقى فيه ايه بقى ؟ .تنهد الطبيب الذى يخفى الامر عنها بناءاً على رغبة سلطان مردفاً _ متقلقيش يا سيلين هانم … الاستاذ سلطان بيتحسن … حاولي تتمالكى عن كدة .نظرت بحزن لسلطان الذى يطالعها من تحت القناع بعيون واهنة وكأنه يطمأنها بينما رن هاتفها فتناولته ونظرت لشاشته وجدتها وداد .ابتعد قليلاً تجيب مردفة بترقب _ وداد … ازيك … ايه الاخبار فى الشركة ؟تنهد وداد تجيب بتهكم _ على فكرة يا سيلين انتى عندك عم ظالم بجد … انسان معندوش ضمير … سايب الاسهم تنخفض ولا همه ولا على باله … وده بيأثر على مستوى الشركة وهو قاعد فى مكتبه باشا .
ابتسمت سيلين بحزن مردفة بسخرية _ هو انتى لسة عارفة ان عمى كدة ! … ده لو معملش كدة انا هستغرب … هو مسألش عن ادم ابنه ؟اردفت وداد متسائلة بتعجب _ ايوة صحيح يا سيلين هو فين ؟ .. انا انشغلت بيكي ونسيت اسألك عنه .التفتت سيلين تطالع سلطان الذى ينظر لها بتمعن وقد سمعها فأردفت متجاهلة _ خلينا فى المهم يا وداد … انا متابعة ع الفون وضع الشركة … وفعلا الاسهم نزلت بطريقة تقلق … بس انا اخرج من هنا وهحاول ارجع كل حاجة ان شاء الله … وفيه صفقة من المفترض انها تتم بينا وبين شركة فرنسية معروفة … هما بعتولي ايميل بكدة وانا هحاول أأجل ده لحد ما اخرج من هنا انا وسلطان باذن الله ..اومأت وداد مردفة _ تمام حلو اوى يا سيلين … بس هتعملي ايه فى الاسهم اللى بتنزل دى ؟ … انتى كدة ممكن تحتاجى شريك لاسهمك .نظرت سيلين الى سلطان بترقب ثم اردفت بغموض _ هنشوف يا وداد … هنشوف … هبلغك بأي جديد ..اغلقت معها ونظرت لسلطان فوجدت ان جلسته قد انتهت واستعاد تنفسه قليلاً .بينما اردف الطبيب مبتسماً _ احب اطمنك يا استاذ سلطان ان سيلين هانم عدت مرحلة الخطر يعنى لو تحب تطلع من هنا على غرفة تانية .اومأ سلطان مؤيداً وكاد ان يتحدث فاندفعت سيلين تردف بقوة _ مستحيل طبعا …. انا مش هخرج من هنا الا مع سلطان .استجمع هو انفاسه واردف بهدوء _ سيلين ! …. علشان خاطرى يا حبيبتى … اطلعى انتى فى اوضة تانية وانا كلها يومين وهحصلك ..اتجهت اليه تجلس بجانبه وتتمسك بيده بين راحتيها مردفة بتصميم وثبات _ بس يا حبيبي … متتعبش نفسك فى كلام مالوش لازمة … انا مش هغير رأيي يا سلطان .اومأ الطبيب مردفاً لينهى هذا الجدال _ خلاص … مافيش مشكلة يا سيلين هانم … انا بس كنت بقترح فكرة مش اكتر .اومأت له فاستأذن مغادراً بينما هى نظرت لسلطان بعتاب مبتسمة _اهون عليك انام فى اوضة تانية لوحدى ! .
رفض عقله تلك الفكرة ولكن قلبه اردف _ خايف عليكي يا حبيبتى ..ابتسمت بحنو تردف بهدوء _ طول مانا فى حضنك متخافش عليا ابدااا .تناولت الطعام الخاص بالمشفى وكشفت عنه وبدأت تطعم سلطانها بدلال وحنو وهو يطالعها بعشق … يعشق حنوها عليه …. يعشق رقتها … يعلم انه معها تكتمل حياته ..بدأ يأكل من يدها بحب وهى تبتسم له وتطعمه كطفلٍ صغير … انتهت من اطعامه ومسحت عن فمه بالمناديل الورقية ثم بدأت تأكل هى الآخرى تحت انظاره .كانت ترتشف الحساء بملعقته وتبلل شفتاها تحت انظاره التى اشتاااقت اليها … اما هى فتفكيرها برئ لم يصل الي تفكير سلطان السوهاجى الذى ارتفعت حرارته ليس بسبب التعب بل بسبب قربها وطريقتها المغرية في تناول الحساء … مثل حلوى مغلفة ثمينة وضعت داخل صندوق زجاجى لحمايتها من التذوق .تنهد يردف بخبث وقد استعاد القليل من عافيته _ سيلين .توقفت عن تناول الحساء والتفتت تطالعه ببراءة مردفة بقلق _ نعم يا حبيبي .نظر لها بتلاؤم مردفاً _ انا سخنت .انتابها القلق وتحسست جبينه بترقب ثم اردفت بتعجب _ بس حرارتك كويسة يا سلطان ! … انت حاسس بإيه ؟هز رأسه يردف بعناد طفولي _ لاء انا سخن … ومحتاج اخد دش علشان حرارتى تهدى ..بدأت تفهم معزى حديثه فضحكت فأشرق وجهها امام عينه العاشقة فأردف بمشاعر متضاربة _ بسم الله ماشاء الله … الجمال ده بتاعي ؟ .. معقول ! .اقتربت بوجهها منه وطبعت قبلة ناعمة على خده مردفة بنعومة هزت عروقه وزعزعت استقراره _ عيون حبيبي هي اللى جميلة … بس مش هينفع تاخد دش يا سلطان …. علشان متتعبش زيادة .
اعترض متذمراً كالاطفال يردف وهو يمط شفتاه _ مانا كدة تعبان بردو ..هزت رأسها بقلة حيلة ثم اقتربت وبجرأة لم تعهدها بادرت هي بوضع قبلة ناعمة وخاطفة على شفتيه المتذمرة فتفاجأ هو بها ولكنه اسرع قبل ان تبتعد وامسك رأسها بكفه يثبتها ثم يتذوق دواؤه وشهد شفاؤه وسر سعادته … يقبلها بحب واشتياااق وحنو … حتى انها اندمجت معه فى طوفان مشاعره فنسيا اين هما وظلا على حالهما الا ان رن هاتف سلطان الذى ايقظ سيلين من دوامتها فحاولت الابتعاد بصعوبة عن ذلك الغارق فى دوامة مشاعره … نجحت فى الابتعاد قليلا واردفت لاهثة من بين انفاسها _ سلطان موبايلك بيرن .ابتعد يتذمر بضيق فضحكت على هيأته …. تناول هاتفه ونظر فوجدها شقيقته فاطمة .اعتدل متحمحماً ثم اجاب مردفاً بثبات عكس اهتزاز مشاعره _ احم … فاطمة … ازيك يا حبيبتى عاملة ايه ؟ولكنها لم تكن فاطمة بل كانت والدته التى اردفت باشتياق _ سلطان يا عمرى … عامل ايه يا نور عيني … وحشتنى اوى .اعاده صوت والدته الحنون الى واقعه فأردف باشتياق _ امى حبيبتى … عاملة ايه يا ست الناس ؟ … وحشتيني اوى ياما … وحشنى حضنك اوى ؟ادمعت منيرة تردف بحب واشتياق وحزن _ وانت كمان يا نور عيني … طمنى عنك وعن سيلين … عاملين ايه ؟نظر لحبيبته الخجولة واردف بحب _ سيلين جنبي اهى وكويسة الحمد لله ..وانا بقيت زى الفل لما سمعت صوتك … كلها ايام يا غالية وهنكون عندك انا وهي .اشارت له سيلين بأنها تريد مهاتفتها فأومأ مردفاً _ سيلين عايزة تكلمك اهى .ناولها الهاتف فأردفت منيرة بسعادة _سيلين يا حبيبة قلبي … عاملة ايه ؟ … الواد سلطان ده عامل معاكى ايه ؟فرح قلب تلك اليتيمة وسعدت كثيراً مردفة بحنو ونعومة _ الحمد لله يا ماما منيرة … انا كويسة جدااا وسلطان كمان .اردفت منيرة بسعادة من منادتها مردفة _ ترجعولنا بالسلامة يا نور عيني … خدى بالك من سلطان … ده روحه فيكي .
نظرت سيلين الى سلطان بحب واردفت _ سلطان فى عنيا وفي قلبي … سلطان هو كل حاجة ليا … اطمنى يا ماما .ناولت سلطان الهاتف فأردف بسعادة _ شوفتى بقى يا ست الناس … سوفتى ان دعواتك قبلت وربنا رزقنى ببنت الحلال وست الحسن والجمال زى ما كنتى بتقولي .اومات منيرة بسعادة وراحة مردفة _ الحمد لله يا سلطان … ربنا عالم ان انت طيب وحنين وجدع .اردف سلطان متسائلاً _ طمنيني عنك … فاطمة عاملة معاكى ايه ؟اردفت منيرة بصدق _ فاطمة عاملة معايا اللى متعملوش بنتى … ربنا يبارك فيها يابنى وفى عيالها … بس انا مش فاهمة انت صممت اجى هنا ايه … يعنى انا محروجة يا سلطان وانا قاعدة هنا بردو .اردف سلطان بحنو وهدوء _ معلش يا ست الناس …اتحملي بس لما اخرج من هنا وانا هاجى اخدك … وبعدين فاطمة طيبة وهى قالتلي انها فرحانة بقاعدتك معاها ..اردفت منيرة بصوت منخفض وترقب _ ايوة يابنى … بس علشان امها اكيد زعلانة … وانا مش عايزة اعمل بينها وبين امها مشاكل .اومأ سلطان متفهماً _ متقلقيش يا ست الناس … كلها كام يوم وهنخرج من هنا ان شاء الله وانا هحل الموضوع … بس خليكي معاها علشان اكون مطمن عليكي اكتر .اومأت منيرة تردف بحنو _ ماشي يا عمرى … خد بالك على نفسك وعلى مراتك .اردف سلطان قبل ان يغلق _ مع السلامة يا غالية .اغلق معها وجلس شارداً فى امره مجدداً بينما سيلين تسائلت بترقب _ هو انت قلقان من حاجة يا سلطان ؟
ابتسم سلطان يسحبها لعنده ويردف بمراوغة وهو يغمز لها _ سيبك من كل ده وخلينا نكمل كلامنا .ضحكت مردفة بتعقل _ كلام بردو ؟ … اسمعنى الاول … انا عيزاك فى موضوع .تنبهت حواسه واردف متسائلاً _ قولي يا حبيبتى … عايزانى في ايه ؟تنهدت تردف مستفسرة _ هو فعلا اللى قلته بخصوص الشركة ده يا سلطان … انت فعلاً عايز تشترى جزء من اسهمى ؟تنهد يردف مؤكداً _ ايوة طبعا … بما ان كدة الشركة هتتلحق وهتقدرى تحافظى على اسم والدك يبقى انا عند كلامى … انا هشترى جزء من اسهمك فى الشركة بجزء من المبلغ اللى جدي حولهولي بأسمى … وطبعا مش هظهر فى الصورة … يعنى انا هدعمك من ورا الستارة .تمسكت بيده واردفت بنبرة مؤثرة _ ويرضيك تسيبنى فى وسطهم لوحدى ؟ … مش انت عايز تاخد حقك من عمى … دي فرصتك … تظهر معايا ونكون انا وانت فى الشركة سوا وهنقوى ببعض وهو مش هيقدر علينا … ده غير ان لازم الاستاذ ممدوح يحضر عقود واوراق ولازم هتيجي الشركة تمضيها فى اجتماع بيضم اعضاء مجلس الادارة … صدقنى هتكون صدمة ليه … انا مبقتش متقبلة افعاله … عمى تنادى اوى ولازم حد يقفله .تنهد سلطان يردف بقلق _ يا سيلين انا معاكى طبعا … انا هدفي من كل ده مش الاسهم ولا الشركة انا هدفي انك تنقذى اسم والدك اللى انتى وعدتيه بكده … وتقدرى ترفعى راسك قدام الشركة كلها وعمك اللى بيحاول يوقعك … انا معنديش مانع اكون معاكى داخل الشركة بصفتى شريك وادعمك … بس انا مش عايز يتقال انى استغليتك .هزت رأسها تردف باعتراض _ بالعكس بقى … انا شايفة ان اللى عملته ده هيتقدر جدااا وهيتشاف انك متخلتش عنى وهيتعرف انك دعمتنى … بس اوعى تسبنى … خليك جانبي … وانا هبلغ الاستاذ ممدوح يحضر الاوراق من غير ما حد يعرف … وهافجئهم بقرارى اول ما نخرج من هنا ان شاء الله … تمام ؟رفع كف يدها يقبله مردفاً بحنو وقبول _ تمام يا حبيبتى ..
&&&&&&&&&&فى الصعيدتحديدا فى منزل السوهاجىتجتمع العائلة حول المائدة لتناول الغداء .اردف الجد وهو يتطلع للجميع بترقب _ الحمد لله …. كلها كام يوم وسلطان ومرته ينورونا ويرجعوا بالسلامة .اردف محمود بحماس _ الحمد لله يا بوي … اخيراً هيعاود … البيت مبجالوش حس من غيره .اومأ توفيق مؤيداً بينما اردفت بدرية برتابة _ عارف يابا الحج … انى حاسة ان سلطان كانه ولدي من بطنى … جدع وشهم ووجف لجوز سهيلة وجفة راجل … ربنا يحميه يارب .غضبت روايح ولم تتمالك نفسها مردفة بحقد _ ما ابنك الا ابنك يا بدرية … بلاش تتلهفي على اي حد اكدة … وبعدين هو غلط فى حج محروس ده مهما كان ابوه احفادنا وواخد مننا ٢٤ ضلع ولازم نحترموه .اردفت سهيلة بهجوم وعتب _ اهو كسرهم ياما … كسر ال ٢٤ ضلع وضربنى وهاننى ولحد دلوجيت مشفتش منك حزن على حالي وعلى حتى خوف على عيالي اللى من وجت ماجينا ماسألتيش فيهم ومرت عمى بدرية هى اللى بتاخد بالها منيهم …. خليني ساكتة ياما لاحسن انى جلبي شايل ومعبعب .نظرت لها روايح بغضب ووقفت مندفعة تغادر فأردف توفيق بحدة متسائلاً _ على وين يا روايح ؟نظرت له روايح بتمعن واردفت بعلو _ راحة عن فاطمة شوي يا بوي ..اردف توفيق بصرامة وقوة _ مافيش خروج من الدار … اجعدى وبتك تجيلك اهنة .
نظرت له بصدمة واردفت بتعجب _ وه … حديت ايه ده يا بوي ! … انت هتمنعنى اروح اشوف بتى ؟اردف توفيق وهو يقف بصلامة وثبات _ ايوة همنعك … ومن اهنة ورايح مافيش خروج من الدار … تجعدى وتشوفي بتك واولادها محتاجين ايه وتجومى بدورك كأم … ولو سمعت منك حديت ماسخ تانى هيكون ليا تصرف عمرك ما شوفتيه .نظرت له بزهول لا تستوعب طريقته الجديدة معها بينما نظرت للجميع فوجدتهم منشغلين بطعامهم وكأن شيئاً لم يكن ..اندفعت تتجه لغرفتها التى دلفتها واغلقت الباب بقوة واتجت تجلس على الفراش تفرك فى جسدها بعنف وتردف بغل _ مااشي … ماشي يا ولد منيرة … مبجاش روايح ان ماحرجت جلبهم عليك ..&&&&&&&&&&&فى منزل نبيل يجلس وتجلس بجانبه ابنته شمس تتصفح هاتفها الخلوى بينما هو ينظر له وعقله شارداً فى غياب ابنه الغير مبرر وحتى انه اغلق هاتفه فلا يستطيع الوصول اليه .اردف بترقب _ ادم مختفي من وقت ما الهانم رجعت من الصين … قال انه رايح معاها ووافقت علشان يقرب منها بس بعدها مش عارف عنه اي حاجة … تفتكرى ممكن يكون فين ؟هزت كتفيها بقلة معرفة واردفت بلا مبالاه _ لو كان عايزنا نعرف كان قالنا …. ريح دماغك يا نبيل بيه وخليك فى المهم … وصلت لفين مع الهانم … انا سمعت انها بتتحسن … كل مرة بتخرج من الازمات اقوى … بقت شبه القطط بسبع ارواح .نظر لابنته واردف بخبث _ اومال لو عرفتى ان الحارس اللى كنتى معجبة بيه معاها فى المستشفي .اتسعت عيناها واردفت بتعجب _ سلطان ! … مش هما اتطلقوا ! … هو رجعلها تانى ؟
اومأ نبيل مردفاً بغل _ ايوة رجعلها الكلب … وشكل الهانم مقدرتش على بعده وسامحته الرخيصة … بس وحيات شرفي مانا سايبه … ولازم افعصه واخد منه الفلوس اللى لهفها منى .تعجبت مردفة بتساؤل _ رجعوا ازاي ! … هو بيحبها ولا ايه ؟ .نظر لابنته بقلق واردف _ يحب مين ! … ده كلب طماع عايز يلهف كل حاجة لوحده وملقاش واحدة اسهل ولا ارخص منها … بس انا مش هسيبهم … فلوس الحلوانى مش هتروح لكلب زي ده … كله من اخوكى اللى قال ايه هرجع ثقتها فيا … ههه اهى زحلقته … تلاقي بياكل فى نفسه فى اي زبالة من اللى بيروحلهم .نظرت لوالدها بضجر ثم اكملت ما تفعله علي هاتفها بينما هو ظل يحاول الاتصال على ولده ولكن دون جدوى .&&&&&&&&&فى منزل ودادتجلس بتعب على الفراش بعد عناء فى تنويم طفلها المشاغب آسر بينما يجلس مصطفى منفرداً على الوسادة يتابع هاتفه النقال .تنهدت تنظر له واردفت بشرود _ انا قلقانة على سيلين اوى يا مصطفي … موضوع الصين اتحل بس نبيل مش ساكت وعايز يوقعها … ده بيروح يتفق مع اعدائها عليها … وكمان الاسهم انخفضت خالص … تفتكر هتقدر تلاقي حل ! .لم يأتيها جواب فأردفت صارخة _ مصطفاااااا .انتفض بفرغ يردف _ بسم الله … ايه يا وداد فيه ايه ؟رآى النيران في عيناها وهى تجيب _ فيه انى بكلمك وانت ولا هنا وملبوخ فى التليفون … مش انا قولتلك لما اتكلم معاك تفضالي ! .
اغلق هاتفه ووضعه على الكومود ثم التفت لها يردف معاتباً _ لا يا شيخة ! … مانا قاعد متحنط بقالي يطلع ساعتين كدة ومش راضي انام زي ما قولتى علشان متزعليش … قولت اشغل نفسي فى الفون .نظرت له بدلال مردفة بعتب انثوي _ اللا … مهو ابنك يا مصطفي اللى مكانش راضي ينام … واول لما نام جيت علطول اهو .اومأ مردفاً بحنو _ ماشي يا قلبي … كنتى بتقولي ايه بقى .تنهدت تردف بهدوء وترقب _ كنت بقولك انى قلقانة على سيلين … عمها مش سايبها في حالها واسهمها بتنخفض بشكل يقلق .اقترب منها يحتضنها بحنو مردفاً بتعقل _ هقولك على حاجة ومن الآخر … متقلقيش على سيلين خالص طول ما سلطان معاها …. سلطان مبقاش الحارس الفقير الوحدانى …. لااا ده بقى سلطان السوهاجى حفيد اكبر عائلات سوهاج … يعنى مال وسلطة وقوة … وده اللى نبيل ميعرفوش وكويس اوى انه ميعرفش بكل ده … وده طبعا لانه غبي …. يعنى سلطان دلوقتى باشارة منه يودى نبيل ده ورا الشمس … واكيد هو ناوي على كدة … بس هو مستنى الوقت المناسب … اما بقى بالنسبة لسيلين فهى بجد ربنا بيحبها انه عوضها بسلطان … ومكنتش غلطانة لما وثقت فيه وحبته لانه يستاهل … هو يفديها بحياته لو طلب الامر ..تنهد ينظر لها بتعمق مردفاً بخبث _ الحاجة الوحيدة اللى تقلقي عليها هي مستقبل آسر .ضيقت عيناها متسائلة بقلق وتلهف _ ماله آسر يا مصطفي !.مال عليها يردف بجرأة _ محتاجين نخاويه طبعا .ضحكت ضحكة انثوية مغرية فأردف باعجاب _ اااالعب يا بطل .مال عليها حتى يقبلها ولكن قاطع خلوتهم دلوف ابنهما آسر الذى فتح الباب واتجه مندفعاً اليهما ينام فى الوسط مردفاً بطفولة _ قولتلك يا مامى نامى معايا وثيبك من مثطفى … فكرك يعنى كدة انا هثيبك .
نظرت لزوجها بعيون متسعة وفاه مفتوحة بينما اردف مصطفى بضجر وهو يتمدد ويغطى رأسه بالفراش _ لاء ياخويا متثبهاش … اثبها انا .بينما وداد انفجرت ضاحكة على تقليد زوجها وعانقت صغيرها وتمددت تنام وهى تقبل جبينه باستسلام .&&&&&&&&بعد يومان فى العزلتسحب سلطان الذى ساءت حالته من جانب سيلين ليتجه الى المرحاض سريعاً فهو يشعر بالاختناق وعليه ان يسعف نفسه سريعاً .وقف واتجه اليه ودلفه وبدأ يسعل بشدة ويضع يده على صدره بألم بينما استيقظت سيلين منتفضة على سعاله .اتجهت الى المرحاض بزعر وهى تراه يستند بساعديه على ركبيته ويسعل بشده وفجأة نزلت منه بقع دماء على الارضية الرخامية للمرحاض نظر هو لها بصدمة بينما شُل جسد سيلين التى تقف امامه متسعة العين من هذه الدماء التى لا تعلم سببها ..اما هو فلم يستطع الصمود اكثر فسقط فاقداً للوعى امامها وقبل ان ترتطم رأسه اسرعت تسقط معه وتلتقط هي رأسه بين احضانها صارخة بأسمه بقوة ورعب حتة بُح صوتها _ سلطااااااان ..
ربما ندرك اعدائنا لهذا لا نخاف .
ولكن الصدمة عند اكتشاف حبيبٌ خائن ..
&&&&&&&&&&&&
يجلس مستنداً على الوسادة ويضع ذراعه الايمن فوق عيناه المغمضة ويفكر …
خرجت سيلين من المرحاض بعدما ارتدت ملابسها واتجهت تطالعه بترقب مردفة بجسد مرتعش بارد وانفاس لاهثة _ سلطان ! … انت تعبت تانى ؟
رفع ذراعه يطالعها بصمت يخفى عنها ما علمه ثم تزحزح قليلاً يردف وهو يشير بيده _ تعالي .
اتجهت اليه تتمدد بجواره تكتسب من جسده الدافئ حرارة … فَرَد هو على جسدها الغطاء وضمها بقوة حانية لا تؤلم ولكن تدفئ .
تنهد وهو يستند بذقنه الرجولية على مقدمة رأسها وهى تستكين فى عناقه مردفاً بأنفاس متسارعة وارهاق _ تعرفي يا سيلين … ان ربنا بيحبنا اوي … مهما واجهنا مصاعب بس فعلاً بنخرج منها متمسكين ببعض اوى … بنخرج اقوى … اقوى ببعض .
لفت ذراعيها حول خصره بأمان تردف وهى مغمضة وانفاسها لاهثة بوهن _ حقيقي يا سلطان … الضربة اللى مش بتموت … بتقوى … المهم اننا نفضل مع بعض … ونخرج من هنا على خير ..
قبل جبينها بحنو مردفاً بترقب وقلق _ حاجة بتوجعك ؟
اومأت بدموع مردفة وكأنها طفلة تشتكى لوالدها _ جسمي كله يا سلطان واجعنى … وصدرى كمان حاسة بضيقة كدة .
اغمض عينه بألم … نفس تشخيص حالته تماماً … زاد من احتضانه لها واردف مهدئاً _ متخافيش يا عمرى انتى … هنخرج من هنا زى الفل … هي بس اعراضه لسة فى اولها علشان كدة شديدة … بس انا متأكد ان كلها كام يوم وجهاز المناعة عندنا هيقوى وهيقدر يطرد الفيرس ده ..
ابتعد قليلا يردف مسترسلاً وهو يلتقط شيئاً ما على الكومود المعدنى بجواره _ الاول ناكل الاكل اللى الدكتور قال عليه وبعدين ناخد المسكن سوا وهنبقي تمام .
اومأت تعتدل بهدوء وجلسا الاثنان يطعم كل منهما الآخر من تلك الوجبة التى احضرتها الممرضة .
&&&&&&&&&&
مر يومان فى العزل
كانت حالة سلطان وسيلين تشبه المد والجزر … الذهاب والعودة … تارة بخير وتارة مرهقان جدااا … ولكن ما يهون الامر على كليهما انهما سوياً … فى السراء والضراء … فى المرض والصحة … فى الفقر والغناء .
لم يهدأ عقل سلطان ثانية عن أمر ذلك السُم الذى ظهر فى نتائجه … لا يريد ظلماً لاحد ولكن مؤكد ان الفاعل هى زوجة والده .
لا احد غيرها …. كل الطرق الشائكة تؤدى اليها … تنهد بضيق فهو يخشى على مكوث والدته هناك … لذلك قرر الآتى .
تنهد وهو يجلس على الفراش مستنداً على الوسادة وذراعيه تلتف حول جسد حبيبة قلبه بحنو وتنام هي بعمق …
رفع يده ببطء ليلتقط هاتفه من جواره وضغط ازراره بترقب وهدوء يهاتف عمه محمود .
فتح الخط واردف محمود بحنو _ سلطان ! … كيفك يا ولدى ؟ … طمنى عنيك وعن مرتك … محتاجين اي حاجة ؟
اردف سلطان بهدوء وصوت شبه مسموع _ سلامتك يا عمى … بس انا عايز اكلم جدى فى موضوع مهم اوى … ياريت تروح اوضته وتخليه يكلمنى … ومن غير ما حد يعرف … وكمان عايزك تاخد امى وتوديها عند فاطمة اختى تقعد عندها لحد ما ارجع .
ضيق محمود عيناه مردفاً بتعجب _ وه وه … كيف ده يا ولدي ؟ … كيف والدتك هتجعد عند فاطمة وبيتك موجود ؟
تنهد سلطان يردف بقلق _ معلش يا عمى … لما اكلم جدى وتعرف الموضوع هتعزرنى … المهم دلوقتى علشان خاطرى اعمل زى ما قولتلك … قول ان امى زعلانة على عدم وجودى وعايزة تخرج شوية برا البيت … وانا هكلم فاطمة وافهمها وهى مش هتقول حاجة … وكدة كدة جوزها مسافر وامى هتكون مبسوطة معاها .
تنهد محمود وهو يقف ويتجه لغرفة والده _ ماشي يا ولدى … كيف ما بدك … انا رايح لبوي اهو .
اومأ سلطان يتطلع الى سيلين بحذر وينتظر مهاتفة جده بترقب ..
&&&&&&&&
مر اربعة ايام آخرون على نفس وتيرة الاحداث مع سوء حالة سلطان بسبب ذلك السم الذى اضعف جهازه التنفسي وقل من مقاومته للفيرس المستجد .
تنظر له سيلين بألم وحزن وهو متمدد يأخذ جلسة جديدة من الأوكسجين حتى يعدل من تنفسه .
اردفت تتسائل بتعجب وحزن للطبيب الذى يعاينه _ طب ليه هو تعبان اوى كدة ! … مش احنا بناخد نفس الادوية وبناكل من نفس الاكل … يبقى فيه ايه بقى ؟ .
تنهد الطبيب الذى يخفى الامر عنها بناءاً على رغبة سلطان مردفاً _ متقلقيش يا سيلين هانم … الاستاذ سلطان بيتحسن … حاولي تتمالكى عن كدة .
نظرت بحزن لسلطان الذى يطالعها من تحت القناع بعيون واهنة وكأنه يطمأنها بينما رن هاتفها فتناولته ونظرت لشاشته وجدتها وداد .
ابتعد قليلاً تجيب مردفة بترقب _ وداد … ازيك … ايه الاخبار فى الشركة ؟
تنهد وداد تجيب بتهكم _ على فكرة يا سيلين انتى عندك عم ظالم بجد … انسان معندوش ضمير … سايب الاسهم تنخفض ولا همه ولا على باله … وده بيأثر على مستوى الشركة وهو قاعد فى مكتبه باشا .
ابتسمت سيلين بحزن مردفة بسخرية _ هو انتى لسة عارفة ان عمى كدة ! … ده لو معملش كدة انا هستغرب … هو مسألش عن ادم ابنه ؟
اردفت وداد متسائلة بتعجب _ ايوة صحيح يا سيلين هو فين ؟ .. انا انشغلت بيكي ونسيت اسألك عنه .
التفتت سيلين تطالع سلطان الذى ينظر لها بتمعن وقد سمعها فأردفت متجاهلة _ خلينا فى المهم يا وداد … انا متابعة ع الفون وضع الشركة … وفعلا الاسهم نزلت بطريقة تقلق … بس انا اخرج من هنا وهحاول ارجع كل حاجة ان شاء الله … وفيه صفقة من المفترض انها تتم بينا وبين شركة فرنسية معروفة … هما بعتولي ايميل بكدة وانا هحاول أأجل ده لحد ما اخرج من هنا انا وسلطان باذن الله ..
اومأت وداد مردفة _ تمام حلو اوى يا سيلين … بس هتعملي ايه فى الاسهم اللى بتنزل دى ؟ … انتى كدة ممكن تحتاجى شريك لاسهمك .
نظرت سيلين الى سلطان بترقب ثم اردفت بغموض _ هنشوف يا وداد … هنشوف … هبلغك بأي جديد ..
اغلقت معها ونظرت لسلطان فوجدت ان جلسته قد انتهت واستعاد تنفسه قليلاً .
بينما اردف الطبيب مبتسماً _ احب اطمنك يا استاذ سلطان ان سيلين هانم عدت مرحلة الخطر يعنى لو تحب تطلع من هنا على غرفة تانية .
اومأ سلطان مؤيداً وكاد ان يتحدث فاندفعت سيلين تردف بقوة _ مستحيل طبعا …. انا مش هخرج من هنا الا مع سلطان .
استجمع هو انفاسه واردف بهدوء _ سيلين ! …. علشان خاطرى يا حبيبتى … اطلعى انتى فى اوضة تانية وانا كلها يومين وهحصلك ..
اتجهت اليه تجلس بجانبه وتتمسك بيده بين راحتيها مردفة بتصميم وثبات _ بس يا حبيبي … متتعبش نفسك فى كلام مالوش لازمة … انا مش هغير رأيي يا سلطان .
اومأ الطبيب مردفاً لينهى هذا الجدال _ خلاص … مافيش مشكلة يا سيلين هانم … انا بس كنت بقترح فكرة مش اكتر .
اومأت له فاستأذن مغادراً بينما هى نظرت لسلطان بعتاب مبتسمة _اهون عليك انام فى اوضة تانية لوحدى ! .
رفض عقله تلك الفكرة ولكن قلبه اردف _ خايف عليكي يا حبيبتى ..
ابتسمت بحنو تردف بهدوء _ طول مانا فى حضنك متخافش عليا ابدااا .
تناولت الطعام الخاص بالمشفى وكشفت عنه وبدأت تطعم سلطانها بدلال وحنو وهو يطالعها بعشق … يعشق حنوها عليه …. يعشق رقتها … يعلم انه معها تكتمل حياته ..
بدأ يأكل من يدها بحب وهى تبتسم له وتطعمه كطفلٍ صغير … انتهت من اطعامه ومسحت عن فمه بالمناديل الورقية ثم بدأت تأكل هى الآخرى تحت انظاره .
كانت ترتشف الحساء بملعقته وتبلل شفتاها تحت انظاره التى اشتاااقت اليها … اما هى فتفكيرها برئ لم يصل الي تفكير سلطان السوهاجى الذى ارتفعت حرارته ليس بسبب التعب بل بسبب قربها وطريقتها المغرية في تناول الحساء … مثل حلوى مغلفة ثمينة وضعت داخل صندوق زجاجى لحمايتها من التذوق .
تنهد يردف بخبث وقد استعاد القليل من عافيته _ سيلين .
توقفت عن تناول الحساء والتفتت تطالعه ببراءة مردفة بقلق _ نعم يا حبيبي .
نظر لها بتلاؤم مردفاً _ انا سخنت .
انتابها القلق وتحسست جبينه بترقب ثم اردفت بتعجب _ بس حرارتك كويسة يا سلطان ! … انت حاسس بإيه ؟
هز رأسه يردف بعناد طفولي _ لاء انا سخن … ومحتاج اخد دش علشان حرارتى تهدى ..
بدأت تفهم معزى حديثه فضحكت فأشرق وجهها امام عينه العاشقة فأردف بمشاعر متضاربة _ بسم الله ماشاء الله … الجمال ده بتاعي ؟ .. معقول ! .
اقتربت بوجهها منه وطبعت قبلة ناعمة على خده مردفة بنعومة هزت عروقه وزعزعت استقراره _ عيون حبيبي هي اللى جميلة … بس مش هينفع تاخد دش يا سلطان …. علشان متتعبش زيادة .
اعترض متذمراً كالاطفال يردف وهو يمط شفتاه _ مانا كدة تعبان بردو ..
هزت رأسها بقلة حيلة ثم اقتربت وبجرأة لم تعهدها بادرت هي بوضع قبلة ناعمة وخاطفة على شفتيه المتذمرة فتفاجأ هو بها ولكنه اسرع قبل ان تبتعد وامسك رأسها بكفه يثبتها ثم يتذوق دواؤه وشهد شفاؤه وسر سعادته … يقبلها بحب واشتياااق وحنو … حتى انها اندمجت معه فى طوفان مشاعره فنسيا اين هما وظلا على حالهما الا ان رن هاتف سلطان الذى ايقظ سيلين من دوامتها فحاولت الابتعاد بصعوبة عن ذلك الغارق فى دوامة مشاعره … نجحت فى الابتعاد قليلا واردفت لاهثة من بين انفاسها _ سلطان موبايلك بيرن .
ابتعد يتذمر بضيق فضحكت على هيأته …. تناول هاتفه ونظر فوجدها شقيقته فاطمة .
اعتدل متحمحماً ثم اجاب مردفاً بثبات عكس اهتزاز مشاعره _ احم … فاطمة … ازيك يا حبيبتى عاملة ايه ؟
ولكنها لم تكن فاطمة بل كانت والدته التى اردفت باشتياق _ سلطان يا عمرى … عامل ايه يا نور عيني … وحشتنى اوى .
اعاده صوت والدته الحنون الى واقعه فأردف باشتياق _ امى حبيبتى … عاملة ايه يا ست الناس ؟ … وحشتيني اوى ياما … وحشنى حضنك اوى ؟
ادمعت منيرة تردف بحب واشتياق وحزن _ وانت كمان يا نور عيني … طمنى عنك وعن سيلين … عاملين ايه ؟
نظر لحبيبته الخجولة واردف بحب _ سيلين جنبي اهى وكويسة الحمد لله ..وانا بقيت زى الفل لما سمعت صوتك … كلها ايام يا غالية وهنكون عندك انا وهي .
اشارت له سيلين بأنها تريد مهاتفتها فأومأ مردفاً _ سيلين عايزة تكلمك اهى .
ناولها الهاتف فأردفت منيرة بسعادة _سيلين يا حبيبة قلبي … عاملة ايه ؟ … الواد سلطان ده عامل معاكى ايه ؟
فرح قلب تلك اليتيمة وسعدت كثيراً مردفة بحنو ونعومة _ الحمد لله يا ماما منيرة … انا كويسة جدااا وسلطان كمان .
اردفت منيرة بسعادة من منادتها مردفة _ ترجعولنا بالسلامة يا نور عيني … خدى بالك من سلطان … ده روحه فيكي .
نظرت سيلين الى سلطان بحب واردفت _ سلطان فى عنيا وفي قلبي … سلطان هو كل حاجة ليا … اطمنى يا ماما .
ناولت سلطان الهاتف فأردف بسعادة _ شوفتى بقى يا ست الناس … سوفتى ان دعواتك قبلت وربنا رزقنى ببنت الحلال وست الحسن والجمال زى ما كنتى بتقولي .
اومات منيرة بسعادة وراحة مردفة _ الحمد لله يا سلطان … ربنا عالم ان انت طيب وحنين وجدع .
اردف سلطان متسائلاً _ طمنيني عنك … فاطمة عاملة معاكى ايه ؟
اردفت منيرة بصدق _ فاطمة عاملة معايا اللى متعملوش بنتى … ربنا يبارك فيها يابنى وفى عيالها … بس انا مش فاهمة انت صممت اجى هنا ايه … يعنى انا محروجة يا سلطان وانا قاعدة هنا بردو .
اردف سلطان بحنو وهدوء _ معلش يا ست الناس …اتحملي بس لما اخرج من هنا وانا هاجى اخدك … وبعدين فاطمة طيبة وهى قالتلي انها فرحانة بقاعدتك معاها ..
اردفت منيرة بصوت منخفض وترقب _ ايوة يابنى … بس علشان امها اكيد زعلانة … وانا مش عايزة اعمل بينها وبين امها مشاكل .
اومأ سلطان متفهماً _ متقلقيش يا ست الناس … كلها كام يوم وهنخرج من هنا ان شاء الله وانا هحل الموضوع … بس خليكي معاها علشان اكون مطمن عليكي اكتر .
اومأت منيرة تردف بحنو _ ماشي يا عمرى … خد بالك على نفسك وعلى مراتك .
اردف سلطان قبل ان يغلق _ مع السلامة يا غالية .
اغلق معها وجلس شارداً فى امره مجدداً بينما سيلين تسائلت بترقب _ هو انت قلقان من حاجة يا سلطان ؟
ابتسم سلطان يسحبها لعنده ويردف بمراوغة وهو يغمز لها _ سيبك من كل ده وخلينا نكمل كلامنا .
ضحكت مردفة بتعقل _ كلام بردو ؟ … اسمعنى الاول … انا عيزاك فى موضوع .
تنبهت حواسه واردف متسائلاً _ قولي يا حبيبتى … عايزانى في ايه ؟
تنهدت تردف مستفسرة _ هو فعلا اللى قلته بخصوص الشركة ده يا سلطان … انت فعلاً عايز تشترى جزء من اسهمى ؟
تنهد يردف مؤكداً _ ايوة طبعا … بما ان كدة الشركة هتتلحق وهتقدرى تحافظى على اسم والدك يبقى انا عند كلامى … انا هشترى جزء من اسهمك فى الشركة بجزء من المبلغ اللى جدي حولهولي بأسمى … وطبعا مش هظهر فى الصورة … يعنى انا هدعمك من ورا الستارة .
تمسكت بيده واردفت بنبرة مؤثرة _ ويرضيك تسيبنى فى وسطهم لوحدى ؟ … مش انت عايز تاخد حقك من عمى … دي فرصتك … تظهر معايا ونكون انا وانت فى الشركة سوا وهنقوى ببعض وهو مش هيقدر علينا … ده غير ان لازم الاستاذ ممدوح يحضر عقود واوراق ولازم هتيجي الشركة تمضيها فى اجتماع بيضم اعضاء مجلس الادارة … صدقنى هتكون صدمة ليه … انا مبقتش متقبلة افعاله … عمى تنادى اوى ولازم حد يقفله .
تنهد سلطان يردف بقلق _ يا سيلين انا معاكى طبعا … انا هدفي من كل ده مش الاسهم ولا الشركة انا هدفي انك تنقذى اسم والدك اللى انتى وعدتيه بكده … وتقدرى ترفعى راسك قدام الشركة كلها وعمك اللى بيحاول يوقعك … انا معنديش مانع اكون معاكى داخل الشركة بصفتى شريك وادعمك … بس انا مش عايز يتقال انى استغليتك .
هزت رأسها تردف باعتراض _ بالعكس بقى … انا شايفة ان اللى عملته ده هيتقدر جدااا وهيتشاف انك متخلتش عنى وهيتعرف انك دعمتنى … بس اوعى تسبنى … خليك جانبي … وانا هبلغ الاستاذ ممدوح يحضر الاوراق من غير ما حد يعرف … وهافجئهم بقرارى اول ما نخرج من هنا ان شاء الله … تمام ؟
رفع كف يدها يقبله مردفاً بحنو وقبول _ تمام يا حبيبتى ..
&&&&&&&&&&
فى الصعيد
تحديدا فى منزل السوهاجى
تجتمع العائلة حول المائدة لتناول الغداء .
اردف الجد وهو يتطلع للجميع بترقب _ الحمد لله …. كلها كام يوم وسلطان ومرته ينورونا ويرجعوا بالسلامة .
اردف محمود بحماس _ الحمد لله يا بوي … اخيراً هيعاود … البيت مبجالوش حس من غيره .
اومأ توفيق مؤيداً بينما اردفت بدرية برتابة _ عارف يابا الحج … انى حاسة ان سلطان كانه ولدي من بطنى … جدع وشهم ووجف لجوز سهيلة وجفة راجل … ربنا يحميه يارب .
غضبت روايح ولم تتمالك نفسها مردفة بحقد _ ما ابنك الا ابنك يا بدرية … بلاش تتلهفي على اي حد اكدة … وبعدين هو غلط فى حج محروس ده مهما كان ابوه احفادنا وواخد مننا ٢٤ ضلع ولازم نحترموه .
اردفت سهيلة بهجوم وعتب _ اهو كسرهم ياما … كسر ال ٢٤ ضلع وضربنى وهاننى ولحد دلوجيت مشفتش منك حزن على حالي وعلى حتى خوف على عيالي اللى من وجت ماجينا ماسألتيش فيهم ومرت عمى بدرية هى اللى بتاخد بالها منيهم …. خليني ساكتة ياما لاحسن انى جلبي شايل ومعبعب .
نظرت لها روايح بغضب ووقفت مندفعة تغادر فأردف توفيق بحدة متسائلاً _ على وين يا روايح ؟
نظرت له روايح بتمعن واردفت بعلو _ راحة عن فاطمة شوي يا بوي ..
اردف توفيق بصرامة وقوة _ مافيش خروج من الدار … اجعدى وبتك تجيلك اهنة .
نظرت له بصدمة واردفت بتعجب _ وه … حديت ايه ده يا بوي ! … انت هتمنعنى اروح اشوف بتى ؟
اردف توفيق وهو يقف بصلامة وثبات _ ايوة همنعك … ومن اهنة ورايح مافيش خروج من الدار … تجعدى وتشوفي بتك واولادها محتاجين ايه وتجومى بدورك كأم … ولو سمعت منك حديت ماسخ تانى هيكون ليا تصرف عمرك ما شوفتيه .
نظرت له بزهول لا تستوعب طريقته الجديدة معها بينما نظرت للجميع فوجدتهم منشغلين بطعامهم وكأن شيئاً لم يكن ..
اندفعت تتجه لغرفتها التى دلفتها واغلقت الباب بقوة واتجت تجلس على الفراش تفرك فى جسدها بعنف وتردف بغل _ مااشي … ماشي يا ولد منيرة … مبجاش روايح ان ماحرجت جلبهم عليك ..
&&&&&&&&&&&
فى منزل نبيل يجلس وتجلس بجانبه ابنته شمس تتصفح هاتفها الخلوى بينما هو ينظر له وعقله شارداً فى غياب ابنه الغير مبرر وحتى انه اغلق هاتفه فلا يستطيع الوصول اليه .
اردف بترقب _ ادم مختفي من وقت ما الهانم رجعت من الصين … قال انه رايح معاها ووافقت علشان يقرب منها بس بعدها مش عارف عنه اي حاجة … تفتكرى ممكن يكون فين ؟
هزت كتفيها بقلة معرفة واردفت بلا مبالاه _ لو كان عايزنا نعرف كان قالنا …. ريح دماغك يا نبيل بيه وخليك فى المهم … وصلت لفين مع الهانم … انا سمعت انها بتتحسن … كل مرة بتخرج من الازمات اقوى … بقت شبه القطط بسبع ارواح .
نظر لابنته واردف بخبث _ اومال لو عرفتى ان الحارس اللى كنتى معجبة بيه معاها فى المستشفي .
اتسعت عيناها واردفت بتعجب _ سلطان ! … مش هما اتطلقوا ! … هو رجعلها تانى ؟
اومأ نبيل مردفاً بغل _ ايوة رجعلها الكلب … وشكل الهانم مقدرتش على بعده وسامحته الرخيصة … بس وحيات شرفي مانا سايبه … ولازم افعصه واخد منه الفلوس اللى لهفها منى .
تعجبت مردفة بتساؤل _ رجعوا ازاي ! … هو بيحبها ولا ايه ؟ .
نظر لابنته بقلق واردف _ يحب مين ! … ده كلب طماع عايز يلهف كل حاجة لوحده وملقاش واحدة اسهل ولا ارخص منها … بس انا مش هسيبهم … فلوس الحلوانى مش هتروح لكلب زي ده … كله من اخوكى اللى قال ايه هرجع ثقتها فيا … ههه اهى زحلقته … تلاقي بياكل فى نفسه فى اي زبالة من اللى بيروحلهم .
نظرت لوالدها بضجر ثم اكملت ما تفعله علي هاتفها بينما هو ظل يحاول الاتصال على ولده ولكن دون جدوى .
&&&&&&&&&
فى منزل وداد
تجلس بتعب على الفراش بعد عناء فى تنويم طفلها المشاغب آسر بينما يجلس مصطفى منفرداً على الوسادة يتابع هاتفه النقال .
تنهدت تنظر له واردفت بشرود _ انا قلقانة على سيلين اوى يا مصطفي … موضوع الصين اتحل بس نبيل مش ساكت وعايز يوقعها … ده بيروح يتفق مع اعدائها عليها … وكمان الاسهم انخفضت خالص … تفتكر هتقدر تلاقي حل ! .
لم يأتيها جواب فأردفت صارخة _ مصطفاااااا .
انتفض بفرغ يردف _ بسم الله … ايه يا وداد فيه ايه ؟
رآى النيران في عيناها وهى تجيب _ فيه انى بكلمك وانت ولا هنا وملبوخ فى التليفون … مش انا قولتلك لما اتكلم معاك تفضالي ! .
اغلق هاتفه ووضعه على الكومود ثم التفت لها يردف معاتباً _ لا يا شيخة ! … مانا قاعد متحنط بقالي يطلع ساعتين كدة ومش راضي انام زي ما قولتى علشان متزعليش … قولت اشغل نفسي فى الفون .
نظرت له بدلال مردفة بعتب انثوي _ اللا … مهو ابنك يا مصطفي اللى مكانش راضي ينام … واول لما نام جيت علطول اهو .
اومأ مردفاً بحنو _ ماشي يا قلبي … كنتى بتقولي ايه بقى .
تنهدت تردف بهدوء وترقب _ كنت بقولك انى قلقانة على سيلين … عمها مش سايبها في حالها واسهمها بتنخفض بشكل يقلق .
اقترب منها يحتضنها بحنو مردفاً بتعقل _ هقولك على حاجة ومن الآخر … متقلقيش على سيلين خالص طول ما سلطان معاها …. سلطان مبقاش الحارس الفقير الوحدانى …. لااا ده بقى سلطان السوهاجى حفيد اكبر عائلات سوهاج … يعنى مال وسلطة وقوة … وده اللى نبيل ميعرفوش وكويس اوى انه ميعرفش بكل ده … وده طبعا لانه غبي …. يعنى سلطان دلوقتى باشارة منه يودى نبيل ده ورا الشمس … واكيد هو ناوي على كدة … بس هو مستنى الوقت المناسب … اما بقى بالنسبة لسيلين فهى بجد ربنا بيحبها انه عوضها بسلطان … ومكنتش غلطانة لما وثقت فيه وحبته لانه يستاهل … هو يفديها بحياته لو طلب الامر ..
تنهد ينظر لها بتعمق مردفاً بخبث _ الحاجة الوحيدة اللى تقلقي عليها هي مستقبل آسر .
ضيقت عيناها متسائلة بقلق وتلهف _ ماله آسر يا مصطفي !.
مال عليها يردف بجرأة _ محتاجين نخاويه طبعا .
ضحكت ضحكة انثوية مغرية فأردف باعجاب _ اااالعب يا بطل .
مال عليها حتى يقبلها ولكن قاطع خلوتهم دلوف ابنهما آسر الذى فتح الباب واتجه مندفعاً اليهما ينام فى الوسط مردفاً بطفولة _ قولتلك يا مامى نامى معايا وثيبك من مثطفى … فكرك يعنى كدة انا هثيبك .
نظرت لزوجها بعيون متسعة وفاه مفتوحة بينما اردف مصطفى بضجر وهو يتمدد ويغطى رأسه بالفراش _ لاء ياخويا متثبهاش … اثبها انا .
بينما وداد انفجرت ضاحكة على تقليد زوجها وعانقت صغيرها وتمددت تنام وهى تقبل جبينه باستسلام .
&&&&&&&&
بعد يومان فى العزل
تسحب سلطان الذى ساءت حالته من جانب سيلين ليتجه الى المرحاض سريعاً فهو يشعر بالاختناق وعليه ان يسعف نفسه سريعاً .
وقف واتجه اليه ودلفه وبدأ يسعل بشدة ويضع يده على صدره بألم بينما استيقظت سيلين منتفضة على سعاله .
اتجهت الى المرحاض بزعر وهى تراه يستند بساعديه على ركبيته ويسعل بشده وفجأة نزلت منه بقع دماء على الارضية الرخامية للمرحاض نظر هو لها بصدمة بينما شُل جسد سيلين التى تقف امامه متسعة العين من هذه الدماء التى لا تعلم سببها ..
اما هو فلم يستطع الصمود اكثر فسقط فاقداً للوعى امامها وقبل ان ترتطم رأسه اسرعت تسقط معه وتلتقط هي رأسه بين احضانها صارخة بأسمه بقوة ورعب حتة بُح صوتها _ سلطااااااان ..
•تابع الفصل التالي "رواية على القلب سلطان" اضغط على اسم الرواية