Ads by Google X

رواية جوازة ابريل الفصل الرابع و العشرون 24 - بقلم نورهان محسن

الصفحة الرئيسية

    

رواية جوازة ابريل الفصل الرابع و العشرون 24  - بقلم نورهان محسن

 
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



فى مكان أخر



داخل ملهى ليلي



بخطواتها الرشيقة اقتربت من طاولة كان يجلس فيها شخص واحد ، يحدق في شاشة الهاتف بهدوء يتناقض مع صخب المكان من حوله ، فجلست على كرسيها المقابل له ، لتسأل مبتسمة بنعومة : فريد مش هتيجي ترقص معايا؟



رفع فريد عسليته إليها ، مجيبًا عليها بتوبيخ هادئ : ماتشبعيش من التنطيط دا انا صدعت يا هدير



هزت هدير كتفيها بلا مبالاة ، مازحة معه بضحكة : عشان انت مش متعود يا دوك .. خلاص هروح ارقص انا



قالت هدير كلامها الأخير تزامناً مع قيامها عن الكرسي ، لكن فاجأها فريد بقوله الحازم : اقعدي كفاية كدا يا هدير



نظرت إليه هدير واعترضت بعبوسة ناعمة : اقعد اعمل ايه؟ ما انت مش بتسيب موبايلك ومش راضي تقفلوا .. معرفش جاي معايا عشان نسهر ونتبسط ..ولا تكلم وتبحلق في الموبايل طول الوقت؟!



ما إن انتهت من جملة المتذمرة حتى رن هاتف فريد ، مما جعلها تضع قبضتها أسفل خدها بإمتعاض ، وهى تنظر إليه بنظرة سخرية تشبه نبرة صوتها اليائسة قائلة وهي تنهض : هقوم ارقص احسن مع صحابي



لم تنتظر رداً منه ، بل راحت ترقص وتتمايل على أنغام الموسيقى الصاخبة التي ملأت المكان ، وسط مجموعة من صديقاتها على حلبة الرقص بمرح وجنون ، فهى محبة لتلك الأجواء ، على عكس شخصية فريد الرزين.



انتصب فريد من مكانه ، وهو ينظر إلى ما تفعله بتعبير مظلم ، ليصر على أسنانه محاولًا السيطرة على نفسه حيث بدأ غضبه يتصاعد بسبب تصرفاتها المتهورة ، ثم خرج ليستقبل المكالمة الهاتفية.



اقترب شاب ممن كانوا يرقصون تجاه هدير وصديقاتها ، وهو يضحك مع إحداهن وعينيه مسلطة على هدير. 



بعد قليل



نظرت هدير إليه حينما وجدته مقترباً منها ، فابتسمت له بمرح أثناء رقصها ، فتجرأ بوضع يديه على خصرها ، وهو يرقص معها ليقربها منه. 



(فريد عبد العزيز) يبلغ من العمر 33 عاماً ، له جاذبية فريدة وملامح حادة ووسامة ، تتشابه مع نظرة عينيه العسلي الفاتحة ، مثل الشهاب المحترق ، ويتميز ببشرته البرونزية  وشعره البني الكستنائي ، كما أنه يتمتع بجسم رياضي طويل ، وأكتاف عريضة وقوية ، متحدث جيد ، يتقن إخفاء مشاعره عن الآخرين ، يعشق التحدي ، يسعى وراء معرفة المجهول ، يمتاز بقوة الملاحظة وذاكرته الممتازة ، يتميز بشخصية عطوفة تسعى إلى حماية الأشخاص المقربين منها ومساعدتهم ، كما أنه ملتزم بكلمته.
 
  

      (هدير سراج) خطيبة فريد ، تبلغ من العمر 25 عاماً ،صاحبة الضحكة العالية والابتسامة المشرقة المفعمة بالحياة ، طائشة ، حساسة بدرجة مبالغ فيها ، ترى نفسها دائما أفضل من غيرها ، شكاكة ، تحب الهدايا الثمينة ، وتجذبها الكلمات الرقيقة المتغازلة ، كما أنها ...
  
     

(هدير سراج) خطيبة فريد ، تبلغ من العمر 25 عاماً ،
صاحبة الضحكة العالية والابتسامة المشرقة المفعمة بالحياة ، طائشة ، حساسة بدرجة مبالغ فيها ، ترى نفسها دائما أفضل من غيرها ، شكاكة ، تحب الهدايا الثمينة ، وتجذبها الكلمات الرقيقة المتغازلة ، كما أنها تتمتع بعيون بنية داكنة جميلة ، وجسم رشيق متناسق ، وشعر بني طويل وناعم.




  

      (هدير سراج) خطيبة فريد ، تبلغ من العمر 25 عاماً ،صاحبة الضحكة العالية والابتسامة المشرقة المفعمة بالحياة ، طائشة ، حساسة بدرجة مبالغ فيها ، ترى نفسها دائما أفضل من غيرها ، شكاكة ، تحب الهدايا الثمينة ، وتجذبها الكلمات الرقيقة المتغازلة ، كما أنها ...
  
 

☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



خلال ذلك الوقت



عند عز



تابعت منى صائحة بثورة غضب كثيفة الدخان : انت ايه يا اخي!! مابتحسش!! نازل فيا انا اتهامات وعمال تحاسب وتلوم فيا وانت مابتعملش حاجة .. خلاص انا تعبت ومابقتش قادرة استحمل العيشة .. مش قادرة تعبت منك و جبت اخري خلاص



ظل عز واقفًا بجسد متيبس وصدمة قوية نالت من قلبه الذي اهتاج داخله بعد سماعه حديثها الثائر ، ووجهه متصلب غير مصدق هامساً بإنشداه حزين : انتي لدرجة دي مابقتيش طيقاني .. اخر حاجة كانت تخطر علي بالي اني اسمع منك اللي بتقوليه رغم كل حاجة بتحصل بينا .. كل دا في قلبك من ناحيتي؟!




        
          
                
إنعقد لسان منى عن الرد ، بينما سيطر عز على نفسه وتنحنح وهو يردد بهدوء مريب ، نيران الغضب المشتعلة بداخله ، الممزوجة بألم هائل استهدف قلبه بلا رحمة ، تحولت إلى رماد يتطاير في الفضاء من حولهم :  حاضر يا مني .. هبطل كل حاجة ولو بعد حبك هتقف حياتي كلها .. هعملك اللي هريحك..!!!



رمشت منى بإضطراب ، وبدأت نبضات قلبها تتزايد بعنف من التوتر ، وشعرت بعدم الارتياح من نبرة صوته الجليدية ، وتردد داخلها صوت يشبه نعيب الغراب ، كما لو كان حدسها يتنبأها بأن كارثة ستحل بهم ، متأكدة أن ما سيخبرها إياه بعد لحظة هى ليست على إستعداد له.



_انتي طالق يا مني 



صعقت منى بما سمعته للتو منه ، وإغتالتها تلك الجملة فى الصميم ، فاغرورقت عيناها بالدموع ، ولم تصدق كيف أطاعه لسانه ونطق بهذه الكلمة ، كيف له بكل هذا البرود والبساطة أن يفعل هذا بها؟ 



شعرت أن الصدمة تمزق قلبها لنصفين ، وبأن أنفاسها تحبس وتنسحب ببطء من رئتيها ، وكأن هذه المساحة التي كانوا يقفون فيها تطبق وتضيق حولها ، خاصة عندما أدار لها ظهره ، وابتعد عنها بسرعة جنونية دون أن ينطق بكلمة واحدة أخرى. 



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى تلك الأثناء



عند صلاح



رفعت دعاء رموشها لتنظر في عينيه ، مستغربة من دهشته ، لتقول باللوم والغيرة الشديدة المصحوبة بالسخرية من النفس : عادي يعني هزعل ليه المفروض أني اتعودت .. مش انا اللي وافقت على كدا من الأول يبقي لازم افضل ساكتة .. وكالعادة هي اللي بتحضر معاك الحفلات وايدها في ايدك قدام كل الناس وانا واقفة اتفرج عليكو من بعيد .. مش برده دي حدود العشيقة



كل هذا الحديث دار بينهما دون أن يعرفا شيئاً عن لميس التي اتسعت عيناها البنيتان من الصدمة القوية وهى تستمع إلى كلامهم ، ، شاهدة على هذه الجريمة المنشودة ، والخيانة المأساوية فى حق الجميع.



تابعت دعاء قائلة بكل كبرياء ، وهي تدفعه من صدره بخفة : يلا روح لا تتأخر .. مش هخليك تكون معايا وانت مش عايز يعني



أسر صلاح كفها بين أصابعه الكبيرة يرفعه نحو فمه أمام عينيها ، وينثر قبلات رقيقة على باطن كفها ، مرسلاً فى جسدها قشعريرة لذيذة ، قائلاً بلهجته الهادئة ، محاولاً إضفاء البهجة على الجو المشحون بينهم : دعاء .. بلاش تبقي حماقية كدا دايما بقول عليكي انتي مراتي اللي عقلها كبير وبتفهميني بسرعة يا روحي يا عمري كله



لانت ملامحها من محاولته لإرضائها ، فيما تلوت جانب شفتيها بابتسامة صغيرة لتقول بأنوثة رائعة : فاهمة .. بس صدقني من اشتياقي ليك كنت ملهوفة افضل في حضنك يا صلاح




        
          
                
اتسعت ابتسامته الجذابة على شفتيه ، وهو يسند جبهته على جبينها ، معقبًا بهمس ساحر : وانا هجنن عليكي وطول عمرك سحراني بجمالك ومعذباني بحبك المجنون دا



أنهى صلاح كلامه ، وهو يقرص خدها بخفة ، لترتفع ضحكتها بنعومة من مداعباته الرقيقة لها ، فغمز لها بعبث وأردف بحنان : ومدوباني بضحكتك دي اللي بتخطفني من الدنيا بحالها



همست دعاء بلهفة ، وهي ترفع أطراف أصابعها لتداعب خصلات شعره بلطف : بموت فيك .. معقوله طول السنين دي مع بعض ومش بشبع منك



رفعت دعاء وجهها تقرب إليه ، وهي تتحدث بخفوت ، فتلامست أنوفهما ، ولم يبق بين شفتيهما إلا مسافة بسيطة ، لتنظر إلى شفتيه الغليظتين ، فمرر إبهامه على شفتيها برقة ذابت معها مؤكدا كلامها : ولا انا بشبع من حلاوتك ودلعك دا خالص



ابتسمت دعاء فور سماعها كلماته ، ثم غابت معه في قبلة طويلة شغوفة أذابت كل ذرة حزن سكنت بداخلها منذ أن أغضبها قبل قليل.



تمتمت دعاء بأنفاس مرتجفة بعد أن فصلت عناقهما بلطف : اخ منك سارق مني عقلي بكلامك الحلو دا



تجمدت الابتسامة على شفتيه ، وهو ينظر إلى الهاتف الذي ملأ صوته المكان ، وهو يقول بنبرة مرتبكة : دي وسام بتتصل



تمتمت دعاء بتأفف : طب ماترد عليها



وزع صلاح نظراته بينها وبين الهاتف ، ليرد عليها بصوت متردد : مش هرد .. اسمعي انا هخرج اروحلها زمانها قالبة عليا الدنيا .. وشوية انتي وحصليني ماتجيش ورايا علي طول اتفقنا يا روحي



خفضت دعاء رأسها ، وتحدثت بإقتضاب : ماشي .. روح خلاص



وضع صلاح راحة يده على قمة رأسها ، قائلا بخفوت باسماً : ماتزعليش مني



أبعدت دعاء يده عن شعرها في رفض تام لمجرد لمسة له الآن ، حتى لا يحترق بنار غيرتها وغضبها في تلك اللحظة ، و دمدمت بغضب : خلاص يا صلاح قولتلك امشي بعدين لينا كلام تاني



باغتها صلاح بطبع قبلة على خدها ، وهمس بصوت حانى بالقرب من أذنها : بموت فيكي



قالها صلاح ، ثم تحرك ليغادر المكان بخطوات سريعة ، فيما تتبعه دعاء بعينيها الدامعتين في صمت ، تهز رأسها بقلة حيلة و إنكسار ، فهذه ليست المرة الأولى ، ولن تكون الأخيرة التي تحدث فيها هذه الفقرة السخيفة ، وما تتعجب منه أنها في كل مرة تشعر بنفس الشعور البشع.



فاقت دعاء بسرعة من تشتتها ، وتحركت خلفه بخطوات منزعجة ، بينما كانت لميس لا تزال متجمدة مكانها ، وتضع كفها على فمها لمنعها شهقاتها الباكية من الظهور بعد أن شاهدت ، واستمعت إلى كل كلمة نطقوا بها ، واحتلت الصدمة جوارحها بقسوة ، وغيب عقلها للحظة ، فأغلقت جفنيها بإحكام تتنفس بقوة.




        
          
                
شدت خصلات شعرها بشدة قبل أن تدور كالمجنونة ، أنها في غاية الحيرة والارتباك كبيرين ، ماذا عليها أن تفعل الآن؟ 



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى نفس الوقت



عند فريد



_متشكر جدا لإهتمامك يا حبيبي .. 



_تمام مع السلامة



أنهى فريد مكالمته الهاتفية ، ثم عاد إلى الداخل ، متجهًا نحو الطاولة التي كانت لا تزال فارغة ، ليتأفف من إستهتار خطيبته ، حيث أنها كل مرة تصر عليه للخروج معها ، وينتهى الأمر بقضاءها الوقت في الرقص والاستمتاع ، وتجعله ينتظرها بضجر. 



نظر فريد حوله تحديداً إلى حلبة الرقص ، وتجهمت ملامحه الرجولية الوسيمة استنكارًا ، عندما رآها قريبة من شخص ما بشكل حميمي ، وترقص معه بينما يحرك الشاب يده على جسدها بشكل غير لائق. 



اعتصر قبضته لا إراديًا ، وتسارعت خطواته الواسعة نحوهم بغضب. 



فزعت هدير من القبضة الملفوفة حول ذراعها ، وقبل أن تدرك الأمر ، سحبها إلى الخلف ليقف وجهًا لوجه بأكتافه العريضة أمام ذلك الشاب الذي كانت ترقص معه ، فقالت بإستغراب : فريد..؟



ابتلعت هدير باقى كلماتها في جوفها ، حالما أوقفها فريد بإشارة من يده ، وهو يهسهس بحزم : اخرسي



أنهى كلامه في نفس الوقت الذي مر فيه نادل ، وهو يحمل صينية عليها بعض الطعام ، فرفع فريد يده ، يضرب بها الصينية ، فتناثرت محتوياتها على ملابس الشاب الذي تراجع على الفور إلى الوراء بصدمة ، تعادل صدمة جميع الواقفين ، وخرجت شهقة من فم هدير ، فنظر الشاب إلى فريد ، وقال في دهشة : ايه يا مان دا انت اعمي مش تاخد بالك؟!



بادرت هدير بالقول فى ارتباك : سوري يا حاتم اكيد مايقصدش



تجاهل فريد حديثها ، وأمسك حاتم من ياقة قميصه ، ليخاطبه بخشونة : اللي محتاج ياخد باله هو انت يا حيلتها



نظرت هدير يمينًا ويسارًا ، ثم تدخلت بسرعة ، ووضعت كفها على ذراع فريد ، الذي دفعها بعيدًا عنه بحدة ، ققالت بقلق ممزوج بالحيرة : فريد!! ايه اللي بتعمله دا؟



نفض حاتم ذو الجسم العضلي يد فريد عنه بقوة ، ثم سأل بسخرية ممزوجة بالتحدي : دا انت قاصد بقي و جاي تعمل مشكلة .. هو تعرفي الاشكال الهمجية دي منين يا ديرو!!



نفث فريد النار من فمه مبتسماً بهدوء ، ليرد عليه بسخرية لاذعة : معلش شكلها كانت مشغولة ونسيت تعرفك علي الهمجي خطيب الانسة




        
          
                
رمقه حاتم من أعلى إلى أسفل ، ثم تمتم بنفس النبرة المستفزة : اهه تشرفنا .. مش يلا نكمل رقصتنا يا هدير



قال حاتم ذلك استخفافًا به ، ثم مد يده كان ينوي سحب هدير إلى جنبه ، لكن يدًا صلبة كالحديد منعته من الوصول إليها.



كانت نظرات هدير مرتكزة على الشهب الذهبي في عيون فريد ، الذي منعتها قبضته الأخرى من التحرك بوصة واحدة من مكانها ، متحدثً بضحكة غامضة مليئة بالشر : باين عليك مافهمتش الرسالة بالذوق .. وحتي الذوق مش هياكل مع امثالك.



قال فريد ذلك ، ثم اختفت عنه الابتسامة ، وباغته بلكمة أطاحت بوجه حاتم فسقط على الأرض ، وهو يتأوه بألم حاد من شدة الضربة ، فصرخت هدير رعبًا : فريد!! بتعمل ايه سيبوا!!



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند باسم



استمع باسم إلى صوت تيمور عبر المكالمة الهاتفية ، وهو يقول بصوت هادئ محذر : ماتستبعدش ان ريهام تكون ورا وجود الصحافيين يا باسم .. خصوصا بعد ما عرفنا انها هكرت تليفونك وبتتجسس علي حركاتك ورسايلك والمكالمات كمان .. لا وكمان عن طريقها طفشتلك رزان ومش بعيد تكون بعتت اختها تعمل الفيلم الهندي دا كمان عليك



باسم بإعتراض واثق : لا ماظنش .. هي مابتعملش حاجة غير لو هتصب في مصلحتها يعني هتستفيد ايه لما ارتبط بأختها .. دا بعيد كل البعد عن اللي هي عايزاه



وافقه تيمور الرأي قائلا : كلام منطقي



لوى باسم شفتيه قائلا بصوت ثابت : اعرفلي ابريل دي حكايتها ايه؟ حتي التفاصيل التافهة تعرفهالي



تنهد تيمور مجيباً اياه بثقة موجزة : اعتبر اللي طلبته حصل



ردد باسم مؤكدا عليه مجدداً : تمام تيمور انا عايز قبل الحفلة ماتخلص تكون فكيت شفرة الهكر دي من علي التليفون وتتأكد انه في الامان



_سلام



وضع خالد يديه على خصره ، قائلا في دهشة : معقولة دا كله يحصل من ريهام .. ازاي جتلها الجرأة تعمل حاجة زي دي!!



عقد باسم ذراعيه على صدره وهتف متهكماً : في اكتر من محاولة قتلها ليا .. لا وكمان راكبة تليفوني وكل حاجة عني بتعرفها بنت ال...



_كويس انك رسيت تيمور علي الحوار هو هيتصرف .. والواد ابن اخته ماكملش 20 سنة بس عوقر



هز رأسه موافقاً حيث أن تيمور جدير بالثقة دائمًا ، ولم يخذله من قبل في أي مسألة ، وقال مؤكدا  : الواد حوت تكنولوجيا ودماغه نضيفة وانا كنت محتاج واحد زيه و قولتلك هينفعنا




        
          
                
استفسر خالد بلوم : وكان لزومو ايه تورط نفسك الورطة دي؟



_دا السبب!! 



فتح باسم شاشة هاتف خالد ، وهو يتصفح أحد التطبيقات ، وسرعان ما ظهرت على فمه ابتسامة ساخرة ، وهو يقول ببرود بينما يعطي خالد الهاتف : لسه ماكملنش ساعتين ومواقع كتير ناشرة الخبر وبقي ترند كمان .. انا لو مكنتش طلبت ايدها قدام الكل بسرعة كنت دخلت نفسي في حوارات اكتر



تمتم خالد بعدم رضا : شكل في مشاكل مهببة ورا البنت دي .. ومافتكرش هتقدر تقنعها باللي في دماغك!!



ارتفع طرف فم باسم بابتسامة واثقة ممزوجة بالغطرسة ، قائلاً بسخرية وبلهجة شديدة الغرور : بالعكس الموضوع سهل .. هي اللي جت في ملعبي و بمزاجها .. بس بتتمنع من باب تقل وكبرياء البنات اللي انت عارفو .. بعد شوية هتشوف ازاي هخليها تسمع وتنفذ كلامي بحزافيره



هز خالد رأسه غير مقتنع ، فقال باسم بسرعة وهو يربت على كتفه : يلا خليني اروح اشوفها بتعمل ايه دا كله؟!!



غادر باسم على الفور دون أن ينتظر رده ، وتركه يحدق في أثره ليتمتم بعدم ارتياح : خلينا ماشيين وراك اما نشوف اخرتها



وصل باسم إلى الحمام ، ورفع قبضته استعدادا للطرق علي الباب حتى يحثها على الخروج ، لكن يده تعلقت في الهواء ، وهو يستمع إلى أصوات الضجيج القادمة من الداخل ، فأضاءت عيناه بنظرة غريبة ، قبل أن يهرول بخطوات واسعة أشبه بالركض إلى الخارج.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



خلال ذلك الوقت بداخل الحمام



عند ابريل



اندفعت أبريل نحو النافذة على الفور ، رافعة ساقيها فوق مقعد المرحاض بحرص ، ثم شرعت في فتحها على مصراعيها. 



أطلت برأسها ، فرأت أن المسافة إلى الأسفل لم تكن كبيرة جداً ، فانتظرت لحظات ، وكأنها تحسب الخطوة التالية ، وتراقب سكون المكان بقلب يتمنى أن يكون القدر فى صالحها هذه المرة ، ويزيل من طريقها هذا الوقح الذي يظهر لها من حيث لا تدري ويعرقل خططها تماما.



أخذت نفسًا عميقًا وهادئًا ، لتتمسك بحواف النافذة بإحكام قبل أن تصعد إلى حافة النافذة ببطء ، وأخرجت قدمًا واحدة ، لتتبعها الأخرى. 



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند فريد



_خلاص يا فريد سيبوا



رددت هدير بخوف ، قبل أن يتدخل أحد حراس المكان ، ويسحب فريد بالقوة من على حاتم الذي كان وجهه ملطخا بالدماء.




        
          
                
رمقه فريد بنظرة اشمئزاز وسخرية ، قبل أن يسير مع الحارس حتى أخرجه من المكان ، فيما سارت هدير خلفهم بخطوات سريعة.



ترك الحارس فريد عندما أصبح بالخارج ، فلاحظت هدير الجرح النازف بجوار حاجبه ، لكنها لم تعلق بل نظرت حولها قبل أن تقول بشكوى ولوم : عجبك اللي حصل دا!! خليت الناس كلها بيتفرجوا علينا!!؟



على الفور جعد حاجبيه ، وأدار وجهه نحوها ، فسقطت نظراته فجأة على يدها ، فالتهبت عيناه بنظرات نارية ، وهتف بصوت أجش حانق : همك الناس اوي دلوقتي!! 



أضاف فريد سؤالا بذات النبرة : هي فين دبلتك .. مش لابسها ليه؟



أخفضت هدير نظرتها ببطء ، حيث يشير بإصبعه ، ووضعت يدها تلقائيًا فوق حقيبتها التي بها الخاتم الذي خلعته في الحمام عندما وصلوا إلى المكان ، فإبتلعت لعابها ، متلعثمة في حديثها وهى تقول : نسيتها في البيت قبل ما نخرج ..



ضيق فريد عينيه عليها ، يستشعر من الارتباك الواضح عليها أنها تكذب ، تبلورت نظراته كفوهة سلاح يهددها بعدم إكمال هذا الحديث معه ، فأكثر ما يكرهه هو الكذب ، ليغمغم بجمود ، وفكه مشدوداً بقوة : امشي قدامي



اختتم كلامه بسحبها من ذراعيها حتى سارت خلفه ، فسمع منها أنينًا مليئًا بالاعتراض : براحة .. ايدي



تمتم فريد بصرامة دون أن يبالى بألمها : امشي من سكات



أوصلها إلى سيارته التي كانت متوقفة أمام الملهى ، لتقف في مواجهته ، وتصرخ بحنق : انت بتتصرف معايا كدا ليه وازاي تمسكني بالطريقة الهمجية دي كأنك ساحب معزة مش بني ادمة!!؟



ضاق ذرعاً من أسلوبها الاستفزازي ، وسلوكها المتهور ، وارتفعت نسبة الغضب أكثر في عروقه التي نفرت من جبهته ، فزمجر بصوت مستنكر : مش عجبك اني ماسكك كدا .. بس عادي تسيبي الو..سخ اللي جوا يحضن وسطك وهو بيرقصك .. ويقربلك بالمنظر المقرف دا



أنهى كلامه بتعبير سيطر عليه الاشمئزاز ، فعقدت هدير حاجبيها غيظاً ، ولأنها لم تر أنها أخطأت قالت بشكل دفاعي : احنا كنا بنرقص مع بعض بس .. مفيهاش حاجة عشان تعمل دا كله!!



: اركبي



تمتم فريد بإقتضاب ، وهو يفتح باب السيارة ، متجاهلاً كلامها الأحمق ، ليدفعها للدخول ، فأطاعته على مضض.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند ابريل



مطت شفتيها بتفكير ، وهي في نفس الوضعية ، ونظرت إلى الأسفل بتردد ، خوفاً من أن تقفز من تلك المسافة التي تفصلها عن الأرض الصلبة ، خاصة أنها كانت ترتدي حذاءً. ذات الكعب العالي ، لكنها لن تستطيع البقاء أكثر من ذلك حتى لا ينكشف أمرها ، فرفعت ساقها بسرعة وقبل أن تبدأ في خلع الحذاء ، كان آخر صوت تريد سماعه في هذه اللحظة يصدح فى المكان ، وكأنها رسالة خفية من القدر الذى لم يستجب لمناشدتها ، بل أرسله إليها ، ليؤكد مخاوفها ، وهو ارتباط مصيرها بهذا الشخص رغماً عن أنفها.




        
          
                
_تحبي اجيبلك سلم!! ولا استني اشبكلك وتنزلي علي كتفي احسن؟



سألها باسم بإستنكار بعد أن أظلمت سماءه الدخانية بعواصف رمادية ممتزجة ببريق ساخر ،ف تسارع نبضها بينما ارتفعت نظراتها المصدومة تدريجياً نحوه ، فأعطاها ابتسامة باردة متشبعة بالغطرسة ، فصحيح أنه لم يعرفها جيداً ، لكن حدسه أخبره بأن هذه العنيدة حتماً هدوئها مجرد ستار يختبئ خلفه خداع جديد ، وعندما سمع حركة مريبة في الحمام ، أيقن أنها عازمة على الفرار كالجبانة ، وبالفعل صدقت توقعاته.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



فى سيارة فريد



أدارت هدير رأسها ، تتطلع إليه وهو يقود السيارة وأشارت بإصبعها ، هاتفة بنبرة منزعجة : اسمع يا فريد انا مش هسمحلك تتعامل معايا بالعنف دا وتمارس رجولتك عليا بالهمجية دي



صاح فريد مزمجرا بعنف فجأة : اسكتي .. انا مش طايق اسمع صوتك



جفلت من صراخه ، وضربه لمقود السيارةبقوة ، لكنها لم تبالى لحالته الثائرة ، إذ واصلت بعناد : مش هسكت مش علي مزاجك



دوى صوت ضحكة خشنة مليئة بالذهول من إصرارها على الدخول في مناقشة تكون فيها هي الطرف الخاسر ، ثم سألها بعتب ساخر : والله طيب تمام .. خليني اسألك دبلتي ازاي تنسيها؟ و ازاي تسمحي لراجل يحط ايده علي وسطك ويرقص معاكي بالمنظر المقرف دا؟!



التفت فريد إليها في نهاية حديثه ، وحدجها بنظرة خاطفة قبل أن يركز نظره على الطريق وتابع بازدراء غليظ : فاكرة نفسك مخطوبة لكاورك ولا ايه نظامك بالظبط؟



زمت هدير شفتيها بانفعال قبل أن تقول بإندفاع : كنت فاكرة اني مخطوبة لدكتور open mind "شخص متفتح" .. بس انت يا فريد كل يوم بتثبتلي انك toxic "شخص سام"



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند ابريل



_ممكن بدل تريقتك دي تيجي تساعدني عشان مش عارفة انزل



ابتعد باسم عن الشجرة التي كان يتكئ عليها بجسده ، ويتحرك نحوها على مضض ، وأخبرها بإيجاز : قربي شوية



سألت ابريل بشك : انت متأكد من اللي بتعمله؟!



نصب عوده الفارع أمام النافذة ، وقدميها المتدليتين بجانب كتفيه رافعا رأسه وذراعيه إليها قائلا بصوت رجولى واثق : قربي اكتر متخافيش .. حطي ايدك علي كتافي هنا .. ومالكيش دعوة بالباقي



فعلت إبريل ما قاله بتردد ، فأمسك خصرها جيداً ، وأنزلها ببطء على الأرض دون أن يحررها من يديه.




        
          
                
تحرك بؤبؤها على ملامحه القريبة بإضطراب بسبب التصاق أجسادهم ببعضهم البعض. 



توازنت أبريل ، لتقف على قدميها ، ودفعته بعيداً عنها بتوتر ، وتراجعت خطوة إلى الوراء ، وهمست بنبرة مرتعشة تجانست بإحساسها : متشكرة .. هو انت كنت واقف هنا بتعمل ايه؟



قالت ذلك بأنفاس لاهثة دون أن تنظر إليه ، فابتسم بسخرية ، وهو يتفحص المنطقة المحيطة بهما بعينيه ، ثم رد عليها بالهمس نفسه : بشم هوا.. 



سرعان ما اقترب باسم منها ، ووضع يده تحت ذقنها ، ورفع وجهها إليه ، يواجهها بنظرات تفيض بالعتاب العبثي ، الذي ظهر في نبرته الماكرة عندما سألها : كنتي عايزة تهربي وتسيبي عريسك .. تؤ تؤ أحنا متفقناش على كدا يا بندقة



غاص قلبها بين ضلوعها من حديثه اللئيم ، ونظراتها المتوترة دارت يمينا ويسارا بعد أن ابتعدت قليلا ، ثم عقفت ذراعيها أمام صدرها ، لتقول بنبرة متغطرسة : انا ماتفقتش معاك علي حاجة



رفع باسم أحد حاجبيه تهكماً ، فنظرت إليه أبريل مرة أخرى بنفس القوة المرتعشة ، محاولة أن تكون شجاعة ، وأضافت بنبرة باردة : الحقيقة كويس انك جيت .. ممكن تيجي معايا تديني شنطتي اللي في عربيتك عشان عايزة امشي



تزايد الغضب داخل باسم ، واستفزه استخفافها به ، فأمسك بذراعها على الفور ، وسحبها نحوه بقوة ليخاطبها بنفاذ الصبر : هتفضلي تستعبطي كتير!!



شهقت أبريل مستغربة ، وبدأت نبضات قلبها تدق مثل الطبول ، وشعرت بأنفاسه الساخنة على جانب وجهها الذي تلون باللون الأحمر من الحرج ، وبصوت حائر ممزوج بالحنق ، تساءلت : ايه قلة الادب بتاعتك دي ابعد ايدك عني!!؟



صرخت ابريل فى خاتمة جملتها ، مشيرة بإصبعها إلى مكان قبضته على ذراعها.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند فريد



أصبحت ملامح فريد مستاءة ، وتجلت الحيرة في صوته ، وهو يقول باستنكار : هو عشان عايزك محترمة وتصرفاتك عاقلة ابقي مش اوبن مايند و كمان توكسيك ..



زفرت هدير بحنق ، لتقول بلهجة ناعمة متذمرة : دي مشكلتك بتقلب كل حاجة ضدي .. مش واعي علي تصرفاتك معايا .. انا عايزة اعيش شبابي وانبسط بحياتي وانت محبكها في كل حاجة .. خلاص بقي اتخنقت وزهقت مش قادرة استحمل عصبيتك وهمجيتك الاوفر دي .. 



أشاحت بيدها فى الهواء مضيفة بحسرة : ياريتني ماسيبت لندن وسمعت كلامكو .. وانت السبب انت اقنعت مامي بكدا




        
          
                
تغاضي عن كل كلماتها الغاضبة ، باستثناء الجملة الأخيرة التي نطقت بها ، مما زاد من حدة غضبه الذي حاول كبته لفترة طويلة معها ، وقال مستاءً : يعني كنتي عايزة تقعدي هناك لوحدك واهلك نازلين مصر عشان تصيعي علي راحتك مش كدا ..!!



أشارت هدير له محذرة إياه بصوت حاد : watch your language "إنتبه لألفاظك"



تحدث فريد بتهكم : اومال مطلوب مني افضل ساكت واتفرج علي مرقعتك مع صحابك كل ليلة .. فوق دا كمان مش مراعية اني المفروض ارتاح زي البني ادمين .. عشان هبدأ شغل في المستشفي بعد كام يوم و بحضر لفتح عيادتي الجديدة .. 



أضاف ساخطاً : اتفقنا لا في سهر ولا الكلام دا تاني .. عشان عارفة شغلي مالوش مواعيد والثانية بتفرق فيه .. وبرده صممتي ان الكام يوم دول اخدك كل ليلة نسهر برا مع صحابك ووافقت عشان ارضيكي بس لحد هنا واستوب شايفاني مركب اريل ولا خدعك عيشتي في لندن وافتكرتي اني هقبل عادي ان كل واحد من شلتك التافهة يرقص معاكي بالمنظر المقزز دا



لون الاستياء محياها لتقول احتجاجاً : دول اصحابي الاتنيم مفيش بينا حاجة عشان تديني lecture "محاضرة" دي كلها



هز فريد رأسه رفضاً ، ليقول جازا علي اسنانه بغضب : سبق وفهمتك ان مفيش صداقة بين شاب وبنت .. انا راجل شرقي حتي لو عشت برا بلدي فترة طويلة .. بس هيفضل دمي حر .. ومستحيل هقبل علي كرامتي ان خطيبتي يبقي ليها اصدقاء شباب فهمتي !!



صاح فريد بحدة عند آخر كلمة ، مما جعل هدير تتأفف بإنزعاج وبصوت غاضب قالت : وانا نفسيتي تعبت من المعاملة دي .. علي طول خناق واعتراض علي كل حاجة دي مش حياة.. 



استأنفت حديثها بعد أن رفعت خصلات شعرها عن عينيها بحركة متوترة مما ستقوله : فريد .. انا شايفة اننا ناخد بريك من بعض شوية الفترة دي .. عشان كل واحد فينا يهدي ويقدر يفكر كويس في علاقتنا



تجمد فريد للحظات أثناء سمعه لها ، ثم ردد بخفوت : بريك!! وقبليها قولتي توكسيك!!



زفر انفاسه بقوة ، وتحدث ببرود قاتل : براحتك يا هدير .. خدي الوقت اللي انتي عايزاه مش هضغط عليكي



حل صمت بينهم لبضع دقائق ، ثم أوقف فريد السيارة أمام أحد العمارات السكنية قائلا بإيجاز هادئ : وصلنا يلا انزلي



تساءلت هدير بصوت مندهش : مش هتطلع شقتك



هز رأسه بالسلب وأخبرها بإختصار : لا هتمشي شوية بالعربية



قالت بصوت هادئ هدير ، أثناء نزولها من السيارة : اوك علي راحتك .. جود نايت




        
          
                
انتظر فريد بصبر أن تدخل المبنى ، ويداه تضغطان على عجلة القيادة بقسوة ، ثم قاد السيارة بأقصى سرعة دون أن يعرف إلى أين سينتهي به المطاف.



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند ابريل



صرخت ابريل فى خاتمة جملتها ، مشيرة بإصبعها إلى مكان قبضته على ذراعها.



بدا الاستياء على ملامحه جلياً ، وهو يشد على ذراعها بقوة أكبر ، وركز نظره على فيروزيتها في صمت للحظات ، وكانت أفكار كثيرة تجتاح عقله المشوش من فرط الغضب ، إذ تجاوزت أحداث هذه الليلة الغريبة حدود قدرته على استوعبها ، بدءاً من عدم مجيئ رزان التي تخلت عنه من أجل فرصة عمل ، يليها محاولة قتله على يد ريهام ، وصولاً إلى هذه الشقراء الحمقاء التى ورطته أمام الناس ، ليجن جنونه تمامًا في النهاية بسبب إصرارها على الهروب منه ، وكأنه وباء تريد التخلص منه في أسرع وقت ممكن.



عند وصوله لهذا الحد من التفكير ، تألقت عيناه اللامعتان بغيظ شرس قائلاً بإحتقار جلي : لمي لسانك و ردي عدل .. عايزة تروحي فين وايه حكايتك بالظبط يا بتاعة انتي؟



رفعت أبريل حاجبها في استياء ، ورغم أنها ترغب في تحطيم رأسه بسبب إسلوبه المتعجرف معها ، إلا أنها يجب أن تنهي هذا الحديث الثقيل علي قلبها ، لذلك قالت سريعًا باستخفاف بعد أن سحبت ذراعها بالقوة : مش عايزة الشنطة من وشك .. ومش مضطرة اضيع وقتي مع واحد زيك ابعد عن طريقي احسن ما..



تلاشت باقي عبارتها بالهواء ، وهي تنوي المغادرة من أمامه ، لكنه سرعان ما أمسك بمرفقها ودفعها على الحائط ببعض القوة ، لتتسع حدقتاها بدهشة من قربه منها ، وأنفاسه الحارة عادت تلفح بشرتها الناصعة ، بينما كان ينظر إلى ملامح وجهها الغاضب ، ليرسم ابتسامة على جانب فمه ، قبل أن يسألها بنبرة لاذعة يتخللها الاستهتار : هتعملي ايه؟ وريني احب اشوف يا شبر ونص



أنهى باسم كلماته بغمزة من رماديتيه المضيئة بسبب تسلل بعض الضوء من المصابيح العالية فوقهم ، أشعل فتيل غضبها بحركاته الاستفزازية ، ولم تعد تستطيع تحتمله ، فإستجمعت قوتها ، ورفعت قدمها ، لتهبط بكعبها العالي على قدمه بقوة ، وكأنها تنفث عن القهر الكامن في أعماق قلبها به. 



صرخة الألم التي انطلقت من فم باسم ضاعت مع صوت الموسيقى الصاخبة في الحفلة ، ليغلق عينيه بشدة ، وهو يشعر وكأن عظامه اخترقت بسكين حاد وليس كعب حذاء ، ليحمد ربه علي عدم تمكن احد مدعوين سماعه ، متراجعًا عنها بخطوتين قبل أن يهتف بها بسخط عارم يتخلله الألم : يا بنت المؤذية ايه اللي هببتيه دا .. انتي مجنونة يا بت ولا شكلك كدا؟!




        
          
                
انكمشت ابريل علي نفسها ، مرتعدة قليلاً من نبرته المرتفعة ، وعيناه تبرقان بعدوانية نحوها ، لكنها حاولت التمسك بينما تميل بظهرها على الحائط ، وبدأت تشعر بتناقص طاقتها من التوتر ، ثم قالت عابسة : ما هو مش عشان برد بأدب تستقل بيا وتتجرأ وتمسكني بالشكل دا يا قليل الرباية



حدق في وجهها المحمر في الضوء الخافت ، بعيون ضيقة من الغيظ بسبب كلماتها الوقحة ، وهو يضغط علي قبضته بقوة ، ليقول بإمتعاض سافر : لولا اني ماتعودتش امد ايدي علي ستات كان زماني رقدتك في تربتك الليلة



نظرت ابريل إليه بتعجب ، سرعان ما تحول إلى ابتسامة ساخرة ، ورفعت حاجبيها الجذابين ، وقالت باستهزاء : ماتقدرش تعملي اي حاجة .. سيبني امشي انا مش نقصاك انت كمان



أنهت ابريل كلامها بانزعاج واضح من إعتراضه طريقها ، لتتراقص حدقتيه بسخرية ، شعت بنظراته إليها ، وقال بضحكة حادة : شوفي سبحان الله .. ربنا واخد من طولك وحاطط في خيالك .. لا وفاكرة نفسك هتعملي عملتك وهسيبك تخلعي وعشان تصغريني قدام الكل وتفضحيني .. 



☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



في الحفلة



عند يارا



يارا تجلس على الطاولة بمفردها ، وعيناها تحترقان من الكراهية ، ترمق المكان الذي يجلس فيه ياسر وهالة ، حاولت قدر الإمكان أن تأخذه منها حتى يبقى معها أطول فترة ممكنة ، لكن في النهاية استطاعت هالة أن تأخذه منها ، حتى يجلس بجانبها يمزح ويضحك بسعادة ، وأصبحت هي التي تجلس لحالها ، وموجات الغضب والسخط ترتفع وتنخفض بداخلها.



اقترب منها أحدهم بروية ، فأخرجها من أفكارها صوت حمحمة خشنة ، أعقبها صوته اللبق : اسف لو بتطفل بس ليه قاعدة لوحدك؟!



ساد الصمت وهي تحدق في هذا الشاب طويل القامة الذي قال جملته ، ثم جلس على الفور ليحمحم مرة أخرى ، وقال بابتسامة خافتة : اسف اني سمحت لنفسي اقعد .. اذا ضايقتك ممكن اقوم



همست يارا بخفوت أخيراً ، وهى تشيح ببصرها عنه : عادي



تساءل الشاب باسماً : انتي من قرايب العريس ولا العروسة؟



_العريس



_طيب تحبي ترقصي؟!



كادت أن تهز رأسها بالرفض لعرضه ، لكنها سرعان ما لمعت فى ذهنها فكرة خبيثة وهي تنظر إليهما بطرف عينها ، ثم تزينت  شفتيها الساحرتين بإبتسامة رائعة ، وهى تومئ له بالموافقة ، فأشرق وجهه بالسرور ، بينما تنهض معه ، لتمشي بجانبه إلى ساحة الرقص الأرضية ، وتدعى أن يراها ياسر الآن.




        
          
                
☼بـ-ـقـ-❥ـلـ-ـم نـ-❥-ـورهـ-❥ـان مـ-ـحـ-❥-ـسـ-ـن☼



عند باسم



أكمل باسم بإشمئزاز مقتضب : الهروب سياسة الجبناء .. و حتي لو مستتقلك خلاص مابقاش ينفع نغير كلامنا .. بعد ما شبه خطبتك من اهلك .. واي حركة طايشة دلوقتي منك مش هتبقي في مصلحتك



ضربت ابريل بقدمها على الأرض في حالة من اليأس ، من الإصرار الواضح في عينيه بأنه لن يدعها تذهب فرفعت ذراعيها بحيرة وهتفت بإنكار : بس انا مقولتلكش تعمل كدا .. انت اللي ورطت نفسك معايا .. كان الموضوع هيخلص لو ماجبتنيش لحد هنا وعملت اللي عملته



أخرج باسم هاتفه من جيب بنطاله وأشار إليها به ، وقد لاحت على فمه ابتسامة مخيفة لم تصل إلى عينيه ، وهو يجيبها بتأكيد : اهلا بيكي بتوقيت الترند .. الدنيا كلها خلاص عرفت باللي انتي ورطينا فيه



سئمت ابريل من أسلوبه الساخر ، حيث كانت تجاهد من أجل الحفاظ على هدوء أعصابها ، لكنه لا يساعدها على ذلك ، والآن يوجه الاتهامات إليها ، لذا بمجرد أن أنهى حديثه زمت شفتيها بملامح متوترة للغاية ، وصاحت في وجهه بحدة : مايهمنيش كل اللي بتقوله دا ومش هقف اكتر من كدا اسمع تريقتك عليا .. وسع من قدامي وسيبني اروح لحال سبيلي يا بارد



اختتمت حديثها بعدم الاهتمام به ، وهمت بالابتعاد عنه ، لكنه سرعان ما تحرك للوقوف أمامها بعيون واسعة ، وحاجبيه مجعدان ، ليتمتم باستنكار : هو انتي فاكرة ان دخول الحمام زي خروجه .. بقي هي دي كلمة شكرا بعد ما انقذتك من الموت وبعدها من فضيحة



حدقت ابريل به ، وهي تلوي شفتيها بما يشبه الابتسامة التي لا علاقة لها بالمرح ، ثم أجابته بهدوء على أمل إنهاء هذا الجدال السقيم : يا سيدي متشكرة اوي علي انقاذك ليا من الموت اشبعتلك غرورك كدا.. 



قالت كلماتها الأخيرة بلهجة قوية وواثقة ، فتألقت عيناه ببريق طفيف من الإعجاب ، لكنه قال رد بازدراء : تصدقي عندك موهبة تمثيل رهيبة وانا هعرف أوجهها صح .. ورغم ان عدي عليا كتير .. بس تصدقي دخلت عليا للحظة انك كنتي بتموتي بجد .. لكن بعد اللي قولتيه قدام الصحافيين لقطت دغري انك حورتي القصة دي كلها عشان ليكي غرض تاني



تجعدت ملامحه بإحتقار في نهاية كلامه ، ممَ زاد من غضبها فهتفت بضيق : بتخرف بتقول ايه!! لا فيها حوار ولا قصة .. وياريتك سيبتني اموت كان زماني مرتاحة وخلصت من عالم المنافقين دا



أنهت كلامها بنبرة يأس ، ليقابلها الأخر بتأفأف ممزوج بالإنزعاج في نبرة صوته : دخلنا علي الدراما المؤثرة اللي هتخليني اسمعك وادمع من الشفقة عليكي ..



إلتهبت عيناه غضباً ، وهو يقترب منها بحركة مفاجئة ، ليمسك فكها بأطراف أصابعه حتي يرفعه ، ممَ يجعل وجهها مقابلاً لوجهه...



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



نهاية الفصل الرابع والعشرون
جوازة ابريل
نورهان محسن



_ايه رأيكم بشخصيات فريد و هدير .. وايه توقعاتكم للي جاي؟



_باسم و ابريل حديث شرس تفتكروا نهايته ايه في الفصل الجاي والاخير من بالجزء الأول؟



_لميس هتفشي سر صلاح و دعاء ولالا؟



_ريهام فين ؟



_نهاية عز و مني وطلاقهم .. تفتكروا ليهم استأنف معانا بالجزء التاني؟

 
google-playkhamsatmostaqltradent