Ads by Google X

رواية مسك الليل الفصل السادس و الشعرون 26 - بقلم سارة طارق

الصفحة الرئيسية

   

 رواية مسك الليل الفصل السادس و الشعرون 26 - بقلم سارة طارق


٨_ جوازة فقر
                                    
                                          
 



_________________________________________



كان يجلس مع أبيه يرجعان بعض الأوراق كانت ذبلت عيناه وكان بلكاد يفتحهم بصعوبة شديدة من كثرة التعب فهو لم ينم منذ يومين إلا بضع ساعات فقط 



رأى جابر رضوان هو يثائب والأرهاق ظاهر جدا على وجهه ، لام نفسه لأنه ضغطه فى العمل معه هذا الأسبوع 



" رضوان جوم ياوالدى أطلع ريح كفاية شغل النهاردة وبكرة خده إجازة وارتاح يلا وأنا هخلص بجية. الورق الصبح "



مسج رضوان عيونه بأصابعه حتى يستطيع أن يفتحهم ليقراء الورق الذى بيده ورد عليه



" لا يابا أنا خلاص جربت أخلص أهو ، وبعدين أجازة ايه يابا اللى أخدها أنت نسيت اللى ورانا بكره ، دا بكرة يوم طويل اوى "



علم جابر أن رضوان لن يتحرك بسهولة فخطف من بين يديه الورق ليجبره أن يصعد ليرتاح 



" هات الورج ده كده ، يلا على فوق خلينى أطلع أنام أنا كمان أنا تعبان بجالى فترة "



انتفض رضوان من مكانه وذهب لأبيه الذى كان يجلس على الكرسي المقابل له وينظر له بخوف شديد



" مالك يابا ، فيك ايه أكلم الدكتور " قالها برعب على أبيه فصحة أبيه فى تلك الفترة أصبحت ضعيفة 



" لا يا والدى انا بخير بس أنا جصدى أنى تعبان من الشغل ومنهادة الفلاحين " 



رد. رضوان على والده بيأس منه ". ما أنا قولتلك يابا أنا موجود أهو بدالك وهباشر. كل الشغل بنفسي بس أنت ترتاح وبلاش تجهد نفسك "



وقف جابر وأمسك عكازه وأستند عليه وهو يخرج وخلفه رضوان ويقول 



" أنا لحد ماموت هفضل أشتغل وأتعب لحد ماموت ، لازم تبجا الأرض والطينه اخر ريحة اشمها يابنى احنا عمرنا ماجولنا على شغل الأرض دا شغل كده عشان الفلوس ، لاه الأرض دى الفلاحين اللى زى حالتنا أكده بيعتبرو أن الأرض دى هى بنتهم اللى لازم يخدو بلهم منها لتتلف أو زرعتها تبوظ منها ، دول بيهتمو بيها أكتر مايهتموا بنفسهم ، وفى حد يجدر يستغنى عن بنته "



" اه ياحج فيه ، فى ناس استغنت عن بنتها خلاص " نطقها بحزن وهو ينظر لعين والده يعلم أن جملته تلك ستصيبه فى مقتل 



نظر جابر له بنظرة تحذير توحى بعدم التحدث مره اخرى حتى لاتكون العواقب سيئه ، تركه جابر ليصعد ولكن تجمد فى مكانه عندما سمع رضوان يقول 



" مشتقتش ليها يابا لحد دلوقتي ، لسه جلبك مش عايز يرق ليها بعد كل السنين دى "



فرت دمعة من عيون جابر ولكن ازاحها بسرعة ونطق بنبره حازمه 


 
                
" اطلع لمرتك يا رضوان" 



" يابا سندس .. " 



ضرب جابر بعكازه على السلم ويقول بحزم



" جولت أطلع على أوضتك يا رضوان "



ابتلع الأخر غصته ونظر بحزم لأبيه الذى لن يتخلى عن عناده أبدا ولا حتى لأقرب الناس على. قلبه



" حاضر يابا ، اللى تؤمر بيه "



صعد رضوان للأعلى وترك أبيه ماذال يقف فى مكانه ينظر للبيت يتذكر ذكرياته معها 
وهو يركض ويلعب معها فى كل جزء من هذا البيت لقد كانت به حياة تلك الفتاة لقد كانت الشمس الذى ينير قلبه ولكنها تخلت عنه وهان عليها قلبه وأخذت نورها وأعطته لشخص أخرى غيره ، وجد زوجته تمسك كف يده بين راحتها وتربط عليه وعينها تدمع وتحسه على الصعود



نظر لها جابر وهو يدمع ويقول بغصة تألم قلبه 



" زى ماهان عليها جلبى تهون عليا يارجاء "



صعد مع زوجتة وهو تتكاء عليها ليصعد لغرفتة
_______________________________________



دخل غرفتة وجدها تضع يدها على خدها تزفر من ضيقها فهى تكاد تختنق ، فهى لم تخرج منذ ٣ أسابيع أخر مرة كانت عندما تشاجرت فى المستوصف وقضت اليوم كله عند زينه وأختها ورد



مسح على وجهه وتنهد بضيق هو الآخر وجلس بجانبها ووضع يده على خده مثلها وقلد جلستها كما تفعل ونظر أمامه مثلها وظل ينزفر فى ضيق 



" جايلك ياعبد المعين تعين لقتك ياعبد المعين عايز تتعان... أتخرى كده وأدى قاعده " نطق بسخرية وضيق 



ظل فى حالة البؤس تلك لمدة. طويلة حتى لم تتحمل مسك وصرخت فى وجهه 



" لاء أنا مش قادرة أتحمل ، أنا متجوزاك دلوك بجالى أكتر من شهرين ، ومخرجتش ، غير مرتين بس ، جوم خرچنى بدل ما أنت جاعد زى خبتها كده "



* أنا خبتها *



" لاه زيها " نطقتها لتصحح له الجملة 



اتسعت عينيه واتغاظ من لسانها اللى يقزف الكلمات ولا يبالى 



" تصدقى بالله أنا كنت ناوى أخرجك بكرة ، بس خسارة فيكى خليكى قاعدة بقا تكلمى الحيطان "



انتفضت بسرعة من مجلسها واتجهت له 



" لا ونبى يارضوان بالله عليك أنا بجد زهجانه ، ونفسي أشم هوا ، بالله ما تلغى الخروچة ، عشان خاطرى "



ابتسم له قائلا بحب " خاطرك غالى يامسك " 



اتسعت بإبتسامتها فرحت كثيرا



" شكرا جوى ، أنت بچد احلى زوج فى الدنيا ، ربنا يخليك ليا " 



" بجد أنتى شيفانى. كده "



هزت راسها بمعنى نعم ، سعد كثيراً بتصريحها هذا



" وعشان الكلمتين الحلوين دول تعالى نقعد فوق على السطح شوية ، مع بعض ومن بكرة الصبح نخرج وشتريلك هدوم "




        
          
                
اخذها من يدها وصعد على سطح البيت وكان السطح واسع جدا و كان السطح يحتوى على غرفة صغيرة بها سرير وأمام الغرفة طاولة وركنة صغيرة للجلوس ومن فوق الغرفه عرش صغير يملأه الورود 



فكانت تلك جلست رضوان المفضلة هو وأخيه رحمه الله



اقتربت من الركنة حتى تجلس ولكنه منعها وأمسك يدها



" هو أنا ممكن اطلب منك طلب صغير " هزت راسها له فنطق وعيونه تلمع فى تلك اللحظة 



" هو أنتى ممكن تقعدى وأنا أنام 
وأسند راسى على رجلك " نطقها ببعض الخجل وهو يحك يده فى رأسه ، ابتسمت له وجلست وأمسك يده تشده 



" تعالى يارضوان " سعد كثيراً بموافقتها تلك 



نام على قدمها  وظل ينظر للسماء ووجدها من تلقاء نفسها تمد يدها داخل خصلات شعره تمسچها له برفق 



" شعرك حلو اوى وناعم عجبانى لمعته وكان نفسى أسئلك بتحطله ايه عشان يلمع كده " 



" دا بس عشان أيدك لمسته " ظلت تضحك بقوة وهى تهز راسها بيأس 



" هتفضل طول عمرك كلامنجى. وبتعرف تثبت اللى قدامك " أثناء حديثها رفعت يدها عن شعره لأنها كانت تشير بيدها أثناء حديثها ، تضايق من هذا وعاتبها قائلا



" أنتى مش بتكلمى بإيدك يامسك " نظرت له بعدم فهم ، فأمسك يدها ووضعها داخل شعره وقال



" متبعديش ايدك عنى ، أنتى بتكلمى ببؤك مش بإيدك ، حتى لمستك متبعدهاش عنى يامسك " 



ظل يتسامران كثيرا حتى أخبرته أن يحكى لها قصة. قد سمعها وتعلم منها شئ فقال



" بصى أنا بحب قصص سيدنا محمد وزوجاته ، فى. كل مرة بقرأ حكاياته مع زوجاته كل ما بيزيد شوقى ليه وبتعلم أن أول مايبقا عندى زوجة أطبق عليها كل اللى اتعلمته من معملته لزوجاته "



" أنا كمان  بحب كحايتهم اوى وخصوصاً مع عائشة كنت بحب حبه ليها وأدبه وصبره عليها تعرف انه حبها لدرجة أنه كان عنده استعداد يصبر علشانها العمر كله ، انا كنت دائما بدعى واقول يارب أرزقنى حب كاحب سيدنا محمد لعائشة "



" احكيلك عنهم " هزت راسها بحماس 



قال هو يتذكر قصة كان يحبها من قصصهم 



" طب بصى ياستى ، صلى على. النبي ، كانت نقطة ضعف آمنا عائشة أنها فى شبابها مكانتش بتعرف تطبخ ، فا فيوم أتحدت نفسها وطبخت شوربة لحمة ، وخدت حبة شوربه وحطتهم فى طبق ، وجريت بيهم على آمنا سودة وكانت دى زوجة النبى برده بس كانت سيدة عجوز ، المهم آمنا عائشة اخدت الشوربة ، وراحت بيها لسودة عشان تدوقها عمايل ايديها ، لقت عند آمنا سودة حبيبنا وشفيعنا محمد ، وبكل حماس أدت آمنا عائشة الشوربة أو المرقة ، لآمنا سودة عشان تدوقها وتقولها رأيها ، بس آمنا سودة رفضت وخافت قالت أنها خايفة لبطنها توجعها من طبخ عائشة ، فآمنا عائشة اتحرجت جدا ، وصرخت فى آمنا سودة وحلفت أنها لازم تدوق الشوربة غصب عنها وهددتها أنها لو مشربتهاش هاتشيل الشوربة بإديها وتبهدل بيها وشها ، فضحك النبى عليه الصلاة والسلام على غضب عائشة الطفولى ، ولكنه وجد آمنا سودة ترفض أن تشرب الشوربة ولقى آمنا عائشة بتنفذ تهددها ليها ودلقت الشوربة عليها وغرقت وشها بيه 
فى اللحظة دى ضحك الرسول بشده وقام مكتف آمنا عائشة لآمنا سودة وقال ، ياسودة هى أحملى بعض المرق فى يدك وألقيه عليها مثل ما فعلت معك وهذا حقك ، بالفعل ردة ليها سودة عملتها وغرقتها بالشوربة ، فا آمنا عائشة فضلت تصرخ وتحاول تهرب من النبى عشان آمنا سودة متلمسهاش بس النبى كان مكتفها لحد ماخلى آمنا سودة متعادلة معها ، زعلت آمنا عائشة جدا ومشيت وهى زعلانة جدا شايفه أنها هى المظلومة مع أنها هي اللى بدأت فعلتها مع آمنا سودة ... وخلاهم متعادلين ،  أنا بحب الجزء دا من القصص لأنها اتعلمت فيه أكتر من حاجة بس قبل ما اقولك ايه هما انتى قولى كده أستفتى ايه من القصة الصغيرة دى 




        
          
                
" استفت أن الرسول رغم حبه الكبير لآمنا عائشة ، أنها عادل بين زوجاته وأنه خلا آمنا سودة تاخد حقها منها ،. ومستغلش حبه ليها بطريق غلط وخلى آمنا عائشة تغرق آمنا سودة وتمشى بدون ما آمنا سودة تاخد حقها رغم عشقه لعائشة الا أنه عادل مع زوجاته كلهم"



ابتسم لها رضوان لفطنتها وصفق لها لتشجيعها



" رافو عليكى. يامسك ، بس في حاجه كمان ، الرسول كان بيتعامل مع دلال وغضب وشقاوة زوجته بكل حب وابتسامه كان بيخلى زوجاته يمارسون أنوثتهم زى ما يحبه مش زى رجالة تانيه بدمر أنوثة الست وبيلغيها لدرجة أن ممكن الست تنسا أنها ست " 



" صح عندك حق ، بس دول مش رجالة دول يتقال عليهم أشباه الرجالة ، بس انا فراحنه بالوقت اللى قضناه ده الجو على سط٦ع تحفة لدرجة أنه عدل مزاجى جدا ، فاليك طلب عندى انفذهولك " 



اعتدل رضوان وقام من على قدميها وأمسك يدها التى كانت تداعب بها خصلات شعره ،ونظر له بشوق وأمل كأنه كان ينتظر منها اى شئ



" هى أمنية مش طلب .... نفسي فى عيل منك يامسك " قالها وهو ينظر فى عينيها يتمنى أن توافق



ولكن كس الإحباط على وجهه عندما أصفر لون وجهها ونزعت يدها من يده وارتعش بدنها بخوف وابتعدت عنه قليلاً فشعر هنا أنها لم تحبه بعد  ، فعلم أنه أمامه الكثير ولكنه سيتحمل لأجل حبه لها ، فهى تستحق أن ينتظر لأجلها سنوات ، فغير مجرى الحديث وأخفى حزنه داخل قلبه



" يلا ننام عشان عندنا يوم طويل ، وانا عارفك لما بتخرجى. بره البلد مابترجعيش الا لما تكونى متكيفة من الخروجة" قالها وهو يسحبها من كتفيها بيده وذهابا لغرفتهم لينام فهو أكثر شخص يحتاج لنوم 
فهو لم ينم منذ مدة طويلة ويحتاج على الأقل يوم كاملة لينامه ويعوض به تعب العمل به ، ولكنه سيتخل عن تلك الراحه لأجلها فهى قد ضجرت من الجلوس فى البيت فهو انشغل بالعمل ونسيها



فى الصباح 



أستيقظت مسك مبكرا وظلت كماهى نائمه على السرير لم تتحرك تتطالع وجه رضوان ، كا كل يوم 
ودار فى عقلها حديث رضوان لها أنه يريد أن ينجب منها ، رغم هذا الخوف الذى يتملك منها عندما تشعر 
أنه يريدها رغم علمها أنه يحبها ولكنها لا تريد فعل هذا الا وهى تشعر بحبه فى قلبها وهذا صعب فى. الوقت الحالى لأنها مازلت تتعافى من أثر حبها الأول ، نعم لم يتبقى غير الأثر فقط فهى تعافت من تلك العلاقة بنسبة ٩٠٪ ، ولكن هناك شئ هى نسيته ، حركت يدها على وجهه وظلت تحركها بهدوء 
وتقول فى بالها أنها ، تجاوزت كل هذا بفضله هو ، نعم لقد كان الدواء لكل جروحها ، لم تتوقع يوم أنها تتعافى بهذا الشكل السريع وهذا كان فضله هو ، رغم هذا لم يستغلنى ولم يفكر أن يستغل مساعدته لي حتى يرضى نفسه ، بل انتظرنى وأرى فى عيونه أنه سينتظر لأخر العمر لكن هى لم تجعله يشقى معها مجدداً يكفيه ما فعله لأجلها يجب عليها هى أن تفعل شئ لأجل وترضيه ، يكفيها انهو احبها وانتظرها فى الحلال لقد كانت مطلبه من الله ودعوته رغم معرفتها  منه مقدار. حبه لها إلا أنه خسر عليها من أن يعصى الله فيها ويفرقهما فنتظرها  وكانت النتيجه الان هى معه على. سنة الله ورسوله رغم كل الصراعات التى مرة بها إلا أنها معه فعلا أن الله قادر على كل شئ 




        
          
                
اقتربت منه ونزلت بمستوى رأسها على أذنيه وهمست فيها بشئ ما جعل رضوان يستيقظ و فتحى عينيه وتقابلت عيونهم معا وظل ينظر لها مدهوش ولكنها ابتسمت له حتى لا يندهش ، نظرة تخبره أن يطمئن وتجعله لا يخشى عليها 



" مسك ... أنا " نطقها بفرحه رف يده فى الهواء يحتضنها ولكن قطع تلك الفرحة طرقات الباب وصراخ أمه من الخارج وفجأة وجد أمه أمها تصرخ فى وجهه مباشرة حتى تجمدة حركته وهو إمام وجه مسك 



" ألحج يارضوان زينة مرات أخوك بتولد .... انتوا بتعملوا أيه "



رسم وجه باكى على وجهه ونطق بقهر 



" لسه ملحقتش ياما لسه محلقتش أعمل حاجه... الله يخربيت زينه على اليوم اللى شفتها فيه هى حبكت دلوقتى يعنى "



لم تتمالك مسك نفسها وضحكت ملاء فمها على تعبيره المغتاظة ، نظر له بغيظ شديد 



" بتضحكى ... أقول على حاجة انتى بنت فقر ولله فقر ،  يا عيلة يافقر وانا افقركم ، ماهو انا كده دايما مليش حظ  " قالها وهو يأخذ جلبابه ويركض للخارج حتى يكون مع أرملة أخيه ويقف بجانبها خرج وترك أمه تنظر لاثره بعدم فهم ومسك كادت تسقط من الفراش على الأرض من كثرة الضحك وتهز رأسها فى يأس فهو أقل الناس حظاً 
انقلب الموقف من لحظة رومانسيه للحظه درامامية حزينه بنسبة له 



هزت رأسها بيأس منه وانفاسها تكاد تتلاشى من كثرة الضحك 



" طول عمرك فقر يارضوان " وقامت من مكانها لتستعد لتذهب لزينة لتكون معها فى تلك اللحظة الصعبة 



_________________________________________



فى المشفى العام 



تنام على الترولي وتصرخ من الألم وأمها تمسك بيدها وتحاول أن تطمئنها وتهدأ من روعها فالخوف يكاد يقتل زينة مع ألام الولادة الصعبة تلك 



" متخافيش يا ضنايا ربنا يحميكى ويجومك بسلامة ، شهلو ونبى ... فين الضاكتور " 



ظلو يركضوا بفراشها حتى وصلت لغرفة العمليات فزينه لن تستطع أن تلد طبيعي لان رحمها لم يفتح ولهذا سيتم فتحه بجراحة ( قيصرى) 



ادخلوها العمليات ودخلت أمها معها حتى اخذت جرعة البينج الكلى وفقدت وعيها وبعدها خرجت وهى تبكى وتخشى على ابنتها من تلك الجراحة 



بعد خمس دقائق من دخول زينة وصل رضوان عند باب الغرفة وهو يلهث فهو أخذ المسافة كلها ركض لأن سيارتة تعطلت فى نصف الطريق



" طمنينى ياخالة بقالها قد أيه جوا ... حد طمنك طيب "



" لاه يابنى لسه محدش طمنى عليها أصلها لسه داخلها مكملتش العشر دجايج ( دقائق) ادعلها ياولدى ربنا يجبرها " قالتها وهى تبكى بخوف شديد 



" ادعلها  القيصرية دى انا مابحبهاش واصل ... دا بيفتحلها سبع طبقات من طبنها يابنى يعنى مش سلهة واصل ياحظك الجليل يابتى ياحظك الجليل ياضنايا" 




        
          
                
ربط على ظهرها يحاول تهدأتها بكل هدوء وحنو



" أهدى يا أمى أن شاء الله هتقوم بسلامه ، متخافيش دا القيصري بقا أسهل من الطبيعي بكتير دلوقتى"



صفقت ام زينة بيديها بصدمه " والله ياولدى احنا كنا جعدين مفيش حاچة ومش حطين فى بالنا موضوع الولادة ده لان الدكتور محددلها معاد كمان سبوعين ، بس يشاء ربك أن وجع الولادة يجلها مرة واحدة أكده من غير انذار "



نظر له بدهشة " انذار يا ايه ياما هى حريقة دى ولادة ، وبعدين ماتستغربيش أوى كده أن جلها الوجع بدرى دا عشان حظى الحلو بس النهارده ، أصل بعيد عنك مش مكتوبلى افرح مع بنت الحزمة اللى متجوزها دى ... والله كانت جوازة فقر. " قالها بعد أن يأس من زيجته من مسك 



" بقا أكده مش هى جوازتى فقر ، طب أنى بجا خليها فقر على طول يا ابن الحاج جابر وأبجا تف على خلجتى لو فرحتك حتى ، وانسى اى حاچه خلاص كان فيه وخلص " قالتها مسك و تضع يدها على خصرها وتنظر له والشرار يتطاير من عينيها 



نظر رضوان بإتجاه الصوت وجدها هى تقف بتلك الوضعية المستفزة وهى تصرخ فى وجهه وتضع يديها على خصرها ، فلم يتمالك نفسه ونظر لها بتحذير ونطق بهدوء 



" صوتك علي يامسك "



" أنا صوتى يعلى براحته وان... " ولكنها لم تكمل جملتها وبلغت ريقها بسبب اقترابه منها و نظراته التى احتدت أكثر قطعت الحديث خوفاً منه حتى خبأت وجهها بشالها الطويل حتى لا ترى عينيه 



" احنا فى مستشفى وأياكى اسمع حسك ، وبعدين مين جالك تخرچى من غير إذن ، انا مقولتش ليكى تخرجى ، بس هأجل الحساب بعدين احتراماً للمكان والظرف اللى احنا فيه " 



" استهدى بالله ياولدى محصلش حاچة ،. هى متقصدش " قالتها ام زينة لتجعله يهدأ ،ولكن الجميع صمت عندما لمح قدوم جابر ورجاء 



وبعد نصف ساعة خرجت زينة من العمليات وانجبت ولدان مثل القمر يشبهان أبيهم كثيرا وتم نقلها لغرفة عاديه وبعد ساعتين كان الجميع يلتف حولها بعد أن اطمئنوا عليها وعلى صحتها هى وأولادها 



أمسكت رجاء حفيدها الأكبر وجابر مسك أخيه الأصغر فابينهم أربع دقائق بكت رجاء وهى تحمل حفيدها وتنظر أيضا لحفيدها الآخر فى يد جابر 



" بسم الله ماشاء الله ، اللهم ملك الحمد ، أهو انى دلوك أجدر أجول أن نار فراج أبنى جلت كتير عن الأول وأن ربنا عوضنى بيه من چديد ، بص ياحابر بص كله رشاد الخالج الناطق كأن الزمن رجى بيا وانا شيلا رشاد بين ايديا بعد والدته ، سبحان الله مسابش حاچة من أبوه ، هو رشاد " قالتها وهى تبكى بفرحة كبيرة رد عليها جابر وعيناه تدمع يشاركها الفرحة أيضا 



" وأنا كمان حاسس أن الزمن رچع بيا بس الواد ده كله رضوان وهو صغير نسخة رضوان حتى بص يارضوان بص ولاد اخوك شبهك أنت وأخوك كأنى شيلكم بين أيديا ياولدى ، وكأن ربنا أراد أن يجمعكم من تانى " اقترب جابر من سرير زينة التى تحاول أن تتمالك ألام ولادتها ، اقترب منها وقبل رأسها ونظر لها نظرة أب نزلت عليه معجزة أعادة. له ابنه الذى حرم منه مبكراً أدمعت عيون زينة بحزن واخبرته




        
          
                
" كان نفسي يكون موچود معايا أوى ، كان نفسي اللحظة دى متعديش من غيره ، وحشني أوى " 



حزن الجميع لأجلها وانقلب الفرحة لحزن على ذكر رشاد الشاب الجميل فى الشكل والطباع فهو شخص يستحق أن يحزن الجميع لأجله طوال العمر ولكن أراد الله أمانته فسترادها 



مسح جابر على شعرها 



"أرادت ربنا يابنتى هنعترض ولا أيه أنتى هتكفرى ، وبعدين متجلبهاش محزنه بجا مين جالك أن رشاد مش معاكى رشاد روحه محوطانه كلنا دلوك وشايفك وشايف عياله وفرحان بيهم ، يابنتى الميت مبيفراجش أهله وبيبجا موجود معاهم وبيفرح لفرحهم وبيحزن لحزنهم ، يعنى لو عايزه يبجا فرحان افرحى بعياله وبعدين ربك عوضك بحته منه لاه حتة أبيه ربنا كريم وعوضك بعد منه انتين يعنى بدل الراجل رجلين أهم يسدو عين الشمس " 



نطقت رجاء 



" اسم الله عليهم عرسان زى القمر شبه ابوهم وعموهم ، متحزنيش يابنتى وأرمى حملك على الخالق هو أدرا الناس بحالك وحالنا وهيجبر جلبك بس انتى أصبرى " 



هزت زينة رأسها ومسحت دموعها ونظرت لجابر ورسمت ابتسامه صغير على محياها 



" محدش هيسمى عيالى غيرك ياحاج " نظر الجميع لها وابتسموا لذلك الخبر حتى أيضا سعد جابر كثيرة بهذا الاقتراح فهو كان يتمناه أن يسمى احفادة كثيراً



" دى وصية رشاد الله يرحمه ، دائما كان يجول محدش هيسمى ولادى غير أبويا ، وأنا دلوك مكانه فبطلب منك تسمي أحفادك " 



اقتربت رجاء من جابر وضموا الاثنين معا ونطق جابر بفرحة كبيرة



" الكبير هيبجا رشا لأنى عمرى ما انتمنا أن اسم ولدى يتقطع من بيتى ، والتانى هيبجا على أسم خليل رشاد وحبيبه رضوان لأن الأسمين دول لازم ميتفرجوش. مهما حصل " 



تفاجاء رضوان لهذا الخبر وفرحت مسك بهذا حتى ابدت زينة رضاها على الأسماء وسعدت بتسمية رشاد مجدداً وهنا ظل الجميع يهلل بفرحة كبيرة لحضور أول أحفاد عائلة النمر لدنيا 



وهنا أرادت مسك أغاظة رضوان ردا على ما قاله عنها وعن زواجه منها قالت بحزن مصتنع



" بس انت ملكش حق ياحاج تسمي رضوان هو احنا كنا خلصانين من الأول ولسانه الطويل لما هتجبلنا نسخة تانية منه ، دا كده الدنيا هتتهد ، أصل بعيد عنك الكبير حظه مقندل فشحاله الصغير بقا هيبقا حظه عامل ازاى اكيد هيورث حظ عمه الوحش" اندهش رضوان منها وأشار على نفسه بصدمه  
بينما الجميع ضحك لدعابتها 



" بقا أنا اللى حظى مقندل يا بنت الحاجة زينات ، وزعلانه اوى أن هيبقا فى رضوان صغير " 



ردت عليه تأكد ماقالت



" أى نسخة. منك لدنيا تانى هتبجا نهاية العالم ، ونهايتنا احنا كمان " 



رفع رضوان حاجبه بسخرية



" نهاية العالم ، انتى شايفة كده " 



ردت بتحدى 



" اه ومش شايفة غير كده " 



ابتسم رضوان بتحفز وشمر ساعديه ونظر إلى والدته 



أنتى ياما كنتى بتقولى على ولاد رشاد أيه من شويه " 



ردت رجاء 



" بجول اسم الله عليهم عرسان زى القمر " 



ابتسم بخبث وهو يقترب من مسك التى ظلت ترفع له حاجبيها بعدم فهم وتنظر له بغباء 



" طب وعد منى ياما أن عرايس العرسان عندى " قالها وهو يمسك مسك من لياقة عبائتها الخلفية ويجرها أمامه 



هنا نطق جابر  بدهشه وعدم فهم 



" رايح فين يابنى بس وسيبنا"



" الله ماقولنا ياحاج رايح اجيب عرايس للعرسان ولاد أخويا و أهو زيتنا يبقا فى دقيقنا " 



قالها وخرج من المشفى بأكمله تحت نظرات الجميع وأيضا صراخات مسك التى تستنجد بإى أحد تراه حتى يبعدها عنه ولكن لم يفلح كل هذا فقد اخذها غصب وذهب بها فى سيارة أبيه للمنزل 
لقد اقسم على أن يقطع لسان تلك الفتاة التى بعثها القدر له لتميحى ذنوبه  من الحياة 
صرخت فيه 



" انت ماسكنى كده ليه هو أنا دكر بط قدامك  ابعد عنى ياجدع  ، هو. أنت مش بتقول عليا فقر نزلنى بقا وروح شوفلك واحدة حظها حلو "



امسك يدها وقبلها وقال بعشق يذيب ثلوج القطب الجنوبى كله 



" أنتى الفقر اللى أتمناه قلبى عمرى كله ولايمكن أبدله بحظوظ الدنيا كلها " 
_________________________________________


 
        


google-playkhamsatmostaqltradent