Ads by Google X

رواية شبح حياتي الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم نورهان محسن

الصفحة الرئيسية

   

رواية شبح حياتي الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم نورهان محسن

 

‏إن وجودك سبب كافٍ لي لأعرف أن الحياة لها وجه آخر يستحق كل هذا العشق والمعاناة.



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ



بعد حوالي خمس عشرة دقيقة



رد بدر بسرعة على الهاتف ، وسأل بأنفاس المتلاحقة وهو يبحث عنها بعينيه : انتي فين يا حياة كل دا؟



رد عليه بنبرة متسلية : وحشك صوتي؟



اتسعت بؤبؤ عينه في دهشة ، وشحب وجهه للغاية ليتمتم تلقائيًا : كريم!!



ارتفع جانب فمه بابتسامة مختلة ، مجيبًا عليه بتحدي : هو بعينيه .. بهنيك قدرت تكسب مني جولة بس نسيت يا متر ان الحرب لسه قايمة بينا وفي الحرب كل شئ مباح



شعر بدر كما لو أن صاعقة قوية ضربت أعماق قلبه ، مما دفعه إلى ضخ الدم بعنف في جميع أنحاء جسده ليسأله بغضب نارى : تليفون حياة معاك ازاي!! عملت فيها ايه؟



أجاب كريم ببرود ، وهو يحدق بعينان داكنتان في النائمة على المقعد الخلفي للسيارة ، من خلال المرأة الأمامية : لسه معملتش .. بعتلك حاجة علي الواتس اب بتاعها شوفها و ارجعلي



اعتصر قبضته بعنف عندما شاهد مقطع فيديو لها وهي مخدرة بالكامل في السيارة ليصرخ بحدة : يا حيوان و ديني لو مست منها شعرة ..



قلب كريم عينيه متأففًا بنفاذ صبر ، قاطعًا حديثه بسخرية لاذعة : بلاش كلامك الخايب دا يا متر متقدرش تعمل حاجه .. تهديدك لواحد محكوم عليه بالاعدام مش هيأثر فيه



صاح بدر بصوت أعلى ، واحمر وجهه من الغضب ، وتعهد بإصرار على تنفيذه : طول عمرك جبان يا كريم .. صدقني هحرقك حى لو أذيتها هخليك تتمني الموت وماطلوش الا بمزاجي لو فكرت تأذيها



قهقه كريم ضاحكًا بلا خوف ، و تمتم بفظاظة : يا لدرجة دي بتحبها .. وانا مش عايز حاجة غير اني انتقم منك واحرق قلبك عليها يا بدر .. لو اول مرة ما أثرتش فيك ووقفت تاني علي رجلك .. المرة دي هموتهالك واخليك تعيش حياتك كلها متعذب بذنبها



شعر بنصل سكين حاد يخترق قلبه ، منغرزًا بأعماقه يمزقه ، ليصيح بصوت مختنق ممزوج بالقهر : كريم هي مالهاش دعوة باللي بيني و بينك .. انتقم مني زي ما انت عايز .. بس سيبها وماتستعجلش موتك اللي هيكون علي إيدي مش هستني ينفذو فيك حكم الاعدام



قال بدر جملته الأخيرة بنبرة شرسة ، ليتشدق صدغ الآخر بسخرية ، ليخبره بنبرة جافة قاسية لا تخلو من الخبث ، مما جعل الغضب يندلع كالنار في عروق الآخر مستعمرًا الخوف قلبه : في كل الاحوال انا ميت بس مش هروح للموت لوحدي حبيبة قلبك هاخدها معايا تونسني في قبرى .. بس طبعا مش قبل ما نتسلي شوية انا وهي في الدنيا

 
                
أنهى كلماته بضحكة لئيمة يشوبها الحقد ، ثم أغلق بوجهه دون انتظار إجابته ، وألقى بهاتف حياة من النافذة المجاورة ، واحتلت شفتيه ابتسامة كبيرة مختلة يملأها النصر ، فيما انهار بدر جالسًا على المقعد المجاور له داخل القاعة ، يشعر بضغط شديد في قلبه يمنعه من التنفس. 



★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••



بعد مرور دقائق قليلة



: الشرطة بتفرغ الكاميرات ويعرفو ايه اللي حصل بالظبط



التقط بدر أنفاسه السريعة بثوران ، و بيد واحدة قام بفك ربطة عنقه ، ثم استدار وألقى نظرة حارقة على أخيه وهتف بوعيد : مفيش غيرها .. انا مش هسيبها الا لما تقر بمكانه .. هروحلها حالا



أدرك جاسر على الفور مقصده ، وسار نحوه واقفًا أمامه واضعًا يديه على أكتاف الآخر قائلاً بجدية : اهدا يا بدر .. دا مش معاد زيارات و لازم تصريح هو انا اللي هقولك ؟



اصبحت ملامح بدر المحتقنة أكثر وحشية ، وغلي الدم في عروقه النافرة من رقبته ، متخيلًا كل السيناريوهات السيئة لوجود حياة مع هذا الشخص المختل وحدهما ، ليهدر غاضبًا وهو ينفض بشدة يدين الآخر عنه : اهدا !! عايزني اهدا ازاي .. دا واحد مجنون ماعندوش حاجة يبكي عليها واحنا دلوقتي تحت رحمته وهي في ايده



تراجع جاسر بضع خطوات إلى الوراء بسبب دفع الآخر له ، ليهتف بإمتعاض : كان لازم تسمعه و تتفاوض معاه مش تستفزه وتتخانق معه



زجره بدر بنظرة غاضبة وصرخ بزمجرة شرسة : دا مش عايز يتفاوض .. دا اتسعر خلاص عايز ينتقم وبس



أخذ جاسر نفسًا عميقًا ، محاولًا التفكير في توري وهو يخلل أصابعه فى شعره ، ويشدها بإزدراء ، قال بصوت أجش مشوب بالجدية : كدا مش هنعرف نتصرف لازم تسيطر علي نفسك عشان نعرف نرجعها



أدار بدر رأسه وزفر بحنق شديد ، تجمدت نظرته على المكان الذي كانت ترقص فيه معه منذ فترة وجيزة ، ليضغط على فكيه بقوة وخرج من المكان قبل أن تزهق أنفاسه ، وهو ينظر إلى الأمام بأعين مظلمة.



★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••



حركت رأسها بثقل ، وهى تهذي ببعض كلمات غير مترابطة ، ثم فتحت عينيها ببطء ، ورفرفرت برموشها عدة مرات متتالية.



نهضت واستقيمت في جلستها بفزع حينما استرجع عقلها أخر أحداث مرت عليها ، وهى تنظر حولها في رهبة وحيرة من هذا الظلام الذي يخترقه عدة شموع متناثرة في المكان.




        
          
                
: معلش لو الخدمة مش قد المقام .. مع الاسف مافيش كهرباء هنا



شعرت بالرعب عندما سمعت نبرة صوته الساخرة.



أنزلت حياة قدميها على الأرض ، متسائلة ، بحذر ، مشوب بالخوف : احنا فين و جايبني هنا ليه؟



لوى كريم شفتيه بابتسامة ماكرة ، وأجاب بهدوء شديد : دا مكان بعيد اوي صعب يوصله البطل بتاعك .. بس ماتخافيش مني على الأقل دلوقتي



صمتت حياة ولم ترد على ما قاله ، حيث كان قلبها يطرق مثل الطبول من شدة الخوف من ابتسامته المختلة ، بينما عقلها يدور بأفكار مشوشة لتجد طريقة للهروب منه.



سقطت نظرتها على الشرفة المفتوحة ، حيث تسلل بعض ضوء القمر منها ، لتهب على الفور دون تفكير ، مستغلة انشغاله بعد أن استدار إلى الزاوية المجاورة ، ليشعل شمعة أخرى ، فركضت هى نحوها سريعا بتعثر ، تزامنًا مع انتباه كريم لها ليركض خلفها ، تاركًا ما يفعله. 



سرعان ما قام بتطويق خصرها ليرفعها قليلاً عن الأرض ، بينما تركل بقدميها في الهواء ، وهو يعيدها إلى الأريكة وألقى بها بعنف عليها ، ليصعد بجسده فوق جسدها ، مقيدًا يديها مما منعها من المقاومة.



حاولت النهوض بجذعها ، لكنه ثبتها بقدميه ، فقالت بصراخ وهي تتحرك بشكل عشوائي : بتعمل كدا ليه ؟ سيبني حرام عليك..



نظر إليها بغضب ليضغط على فكها بقوة حتى تصمت ، و بيده الأخرى رفع سبابته أمام عينيها بتحذير ، هامسًا بهسيس الثعابين في تهديد : جربي تعملي عملتك دي تاني في لحظة هكون قتلك سامعة



أنهى كريم حديثه بنظرة مخيفة ، لتهز رأسها على الفور بالموافقة وهي تحدق فيه بخوف وذعر.



سرت قشعريرة مرتجفة في جسدها ، لأنها شعرت به يرفع راحة يدها ، وأطراف أصابعه تمتد لإخراج خاتمها من إصبعها عنوة.



حاولت حياة المقاومة وشدّت قبضتها عليه بقوة ، وهزّت رأسها برفض تام تصرّ على عدم خلعه ، فأرسلت له نظرات مترجية لم تؤثر عليه إطلاقاً.



زمجر كريم بحنق ونفاد صبر من مقاومتها له ، ليهمس بتحذير مخيف : افتحي ايدك احسن ما اكسرلك صوابعك



صرخت حياة في وجهه بعناد ، وهي تدفعه بقوة ضعيفة في محاولة لإبعاده عنها ، لكنه مثل جدار لا يتزحزح : لا .. ابعد عني 



تفاقم غضبه إلى حد السماء ، فضغط على عظام أصابعها بخشونة ، مما جعلها تطلق صرخة بتوجع ، وتقلصت ملامحها من الألم ، وعبراتها تتسابق على خديها ، وهي تنظر إليه بضعف ممزوج بالقهر ، بعد أن نجح في إزالة الخاتم من إصبعها ، و ألقى به بإهمال على الأرض.




        
          
                
تفاجأت حياة عندما أخرج منديلًا من جيبه ، ووضعه على أنفها لتتوسع عينيها في هلع. 



ما هى إلا لحظة واحدة فقط حتى سقطت يدها إلى جانبها بعد أن حاولت المقاومة دون جدوى ، حيث وقعت في بئر عميق ومظلم دون إرادتها.



★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••



فى صباح اليوم التالى



ذهب بدر إلى أميرة في السجن



اندفع نحوها بسرعة الفهد بمجرد دخولها الغرفة ، ممسكًا برقبتها من الأمام ، وخنقها بشدة وهو ينظر إليها بعينين تطلق شررًا. 



كان مثل المجنون فاقدًا عقله بعد أن أعماه غضبه كليًا ، بينما روحه تتلوى وسط جمر الغضب وتحترق من الغيرة والألم ، لا يعى سوى شيئًا واحدًا فقط ، ليهدر فيها بقسوة : الاعيبك الحقيرة انتي والو*خ التاني كوم و اللي عملو انهاردة كوم تاني بحساب تاني يا اميرة .. انطقي الاقيه فين؟



حاولت أميرة الكلام ، لكنها لم تستطع حيث انها تزهق أنفاسها حرفياً بسبب اختناقها من قبضة بدر على عنقها. 



سارعت أسماء إليهم ، التى تجمدت للحظة بصدمة ، وضربت ذراع بدر بقوة ، تحاول إفلات ابنتها من براثينه الوحشية ، لكنها فشلت لذا صرخت به فى هلع : بنتي ماتعرفش حاجة عن كريم .. ابعد عنها مش كفاية عمرها اللي ضاع علي ايدك



زمجر بدر فيها بشراسة ، وعيون دامية ، غير مبال على الإطلاق بمحاولاتها لإبعاده عنها : انتو ايه البجاحة بتاعتكو دي ؟ وصلتوني للموت و بعين قوية بتكلمي!!



دلف جاسر على الفور عندما سمع صوت أخيه يزأر من الخارج ، ليركض نحوهم ، ساحبًا إياه بصعوبة بالغة للخلف ، حتى يطلق سراح أميرة من يديه ، قائلاً بإستماته ، محاولًا جعله يستعيد سيطرته على نفسه ويتوقف ما كان يفعله : اهدا يا بدر انت ناسي واقف فين ؟ سيبها ماتوديش نفسك في داهية



انكمشت أميرة بين ذراعي والدتها ، ووجهها شاحب للغاية ، وهمست بصوت مبحوح مملوء بالذعر من جنون بدر الضارى عليهم : والله ما اعرف مكانه و لا أي حاجة عنه



تحركت يدى أسماء وربت على ظهر ابنتها في محاولة لتهدئتها ، قائلةً بحدة : انت مالك زي الطور الهايج علينا كدا ليه ؟ احنا اللي محبوسين وجاي تسألنا عليه ما البوليس بيدور عليه !!



حاول بدر أن يخطو خطوة نحوهما ، ونظراته لا تنذر بالخير ، لكن جاسر وقف بينهما ، موضحًا شرحًا موجزًا : كريم خطف حياة خطيبة بدر و هددنا بقتلها بعد مابقاش بيلزمو حاجة




        
          
                
جن جنونه مرة أخرى عند تلك النقطة ، والدم تغلي في عروقه بغضب لا ينطفئ منذ الليلة الماضية ، وثمة سعير يكوي أعماقه ، بمجرد أن تخيل أن شيئًا سيئًا حدث لها على يد ذلك الوغد ، ليزمجر بهم فى غضب جحيمي : خافو ربنا لو مرة في عمركو يمكن يخلصكو من القرف اللي رميتو نفسكو فيه .. مش دا اللي كان سبب في ضياع عمركم .. في الاخر سابكو تحاسبو علي المشاريب



التفت إلى أسماء ، مكملاً كلامه باشمئزاز : وانتي مبسوطة وضميرك مريحك بعد ماضيعتي بنتك بسبب ديونك .. ذنبها ايه حياة تتقتل عشان كانت واقفة جنبي وانتو بتتأمرو عليا .. ذنبها ايه؟



تأججت عيناه بنيران مشتعلة ، وهدر فيهم في نهاية جملته ، وكاد يندفع إليهما مجددًا حتى يفرغ غضبه بهم.



تحرك جاسر بسرعة نحوه ، وطوق ذراعه ، محاولًا إبعاده ، صارخًا في وجهه لاستعادة وعيه : خلاص يا بدر اتحكم في انفعالك يا اخي .. خلينا نمشي واضح اننا بنضيع وقتنا علي الفاضى معاهم



أنهى جاسر حديثه ، وجذب بدر إلى الباب للمغادرة ، لكنهم توقفوا عن التقدم حينما سمعوا صوتها ، بينما تتحدث بنوع من التردد : ....



★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••



تململت حياة من الملل لأنها استيقظت منذ ساعات ، لا تعرف كم عددهم ، ولم تبرح تلك الأريكة اللعينة ، وأسوأ شيء أنها مربوطة بحبال كثيرة تمنعها من التحرك تمامًا بسبب محاولتها الفاشلة للهروب ، وفوق كل هذا ، لا تزال الكهرباء مقطوعة كما قال لها ذلك الأحمق بالأمس. 



لا تعلم حتى ما إذا كان الوقت النهار أم الليل بعد أن أغلق جميع الشرفات والنوافذ.



المكان مضاء حولها بعدة شموع متناثرة في معظم الاتجاهات فقط.



بقيت بلا حراك ، على عكس عقلها ، الذي كان يدور مثل المكوك ، لإيجاد طريقة للهروب من براثن هذا المختل الذى لا ينفك عن شرب الخمر.



جاء صوت كريم من على الكرسي الجانبي ، يسأل بلا مبالاة : اكلتي لسانك ولا مابقاش عندك كلام تقوليه؟



برزت حياة فمها للأمام بعبوس ، لتقول بنبرة ساخرة : هيفيد بإيه الكلام ؟ انت اصلا معندكش نظر مربطني بمية حبل من خوفك مني لا أطير وماتعرفش تمسكني



أنهت كلماتها بقهر ، بينما الأخر لوى شدقه ، وقال بابتسامة متهكمة ، وهو ينظر إليها من زاوية عينه : ماعملتيها امبارح .. بس علي فين هتطيري المنطقة حوالينا مقطوعة يا قطة ؟



بررت بوجهها العابس وشعرها الفوضوي وهي تدحرج عينيها حولها : كنت مفزوعة وخايفة وانت خلاص سديت كل المنافذ عليا يعني مالهاش لازمة التكتيفة دي .. بس انت شكلك لسه خايف مني!!




        
          
                
قالت حياة الجملة الأخيرة وهي تنظر إليه بمكر ، فقال بحاجب مرفوع ، وقد شعر بالضجر من ثرثرتها : وطي صوتك وكفاية رغي مالوش داعي



نفخت الهواء من فمها لتبعد خصلة متمردة عن عينيها ، وهتفت بعناد طفولي وكبرياء أثناء تحريك أصابع قدميها : لا مش هوطي صوتي .. اوعي تكون فاكر اني هعيط و اترجاك تسيبني .. او اني مش خايفة منك .. لا انا خايفة منك بس متأكدة ان ربنا معايا ايا كان مصيري ايه



حدق كريم بها بتفحص مشوب بالإعجاب ، جعلها تبتلع بتوتر لعابها ، بينما هو يتجرع القليل من كأس فى يده ، ثم صاح بثملة : يا بختك يا بدر .. محظوظ في الستات اللي دخلو حياته



أضاف ، وهو يقوم من كرسيه ، ليتحرك بشكل عشوائي قبل أن ينظر إليها ببعض التشوش في رأسه : دايما كان احسن مني .. عارفة كلية الطب دخلتها بفلوس ابوه كان بيدفعلي المصاريف وكل حاجة نقصاني



أنهى كريم حديثه بابتسامة ساخرة من نفسه ، لترفع حاجبيها قائلة بازدراء : مش مكسوف من نفسك وانت بتقول الكلام دا!!



هز رأسه في نفى ، واستأنف حديثه بينما يبتلع بقية المشروب مرة واحدة : لا .. حتي البني ادمة الوحيدة اللي حبتها فضلته هو عليا



رفعت حياة أحد حاجبيها في عدم الرضا ، وهي تهز رأسها بقوة وقالت بتوبيخ : لو كنت صارحته من الاول ماكنش اتجوزها عشان صداقتكم عنده كانت اهم



صرخ كريم في وجهها بغير وعي مما جعلها ترتد ، وتغمض عينيها عند سماع صوته المزعج : ماعملتش كدا عشان انا جبان .. ماقدرتش اواجهه و اهين كرامتي قدامه واحسسه انه احسن مني‏



المشاعر المكبوتة لا تموت ، فهي تُدفن حية وتعود فيما بعد بطرق قبيحة.



فتحت جفنيها مرة أخرى ، وردت بحدة ونفور : لا دا مش موضوع جبن .. انت متأكد ان اميرة ماحبتكش عشان كدا فضلت ساكت وبتدبر الاعيبك الخبيثة عشان تنتقم منهم



ابتسامة عريضة تشكلت على فمه ، وحرك وجهه في إيماءة بسيطة ، وهو يسير باتجاهها جاثيًا أمامها وهو يمر بنظراته الوقحة على وجهها وجسدها ، مما جعلها ترتعد بتوجس ، ليقول بنبرة خافتة وعيناه تلمعان بنظرة مخيفة في ضوء الشموع : برافو .. انتي ذكية وقوية وكمان جميلة ومخلصة .. الفرق بينك و بينها ان هي تمثال رائع الجمال .. بس يا خسارة روحها من ازاز .. لكن انتي من اول لحظة شوفتك كنتي بتشعي حرارة وحياة علي عكسها باردة و جبانة



★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••



داخل زنزانة السجن



تحركت أميرة بسرعة ، لتجلس على السرير المقابل لسرير والدتها ، قائلة بغرابة : مش مصدقة انك بسهولة كدا قولتلهم علي مكان كريم




        
          
                
أضافت متسائلة بإلحاح : ازاي عرفتيه و امتي ؟



نظرت أسماء إليها من زاوية عينها وهي مستلقية على السرير ، ثم أجابت عليها بفتور : وحدة من صحباتي اللي كانو بيلعبو معايا .. فيلتها قريبة من فيلتنا لمحته هناك و جت تبلغني



اتسعت عيناها بدهشة وسألت بريبة : وليه ساكتة من ساعتها ؟



ردت عليها بمرارة ساخرة بعد أن استنشقت نفسًا عميقًا زفرته ببطء : عشان كان عندي امل انه هيتصرف و يشوفلنا طريقة نخرج بيها من هنا .. بس خلاص مابقاش ينفع هو فعلا اتسعر زي ما قال بدر ولازم نخلص من شره



حدقت أميرة بها فى ذهول حينما سمعت تلك الكلمات منها ، ووضعت قبضتها تحت ذقنها ، مستفسرة بتهكم : وايه خلي ضميرك يصحي كدا فجأة ؟



ضمت أسماء شفتيها بضيق لتمنع تلك الغصة المتصاعدة من أعماق جوفها ، ونبست بندم : ايام السجن طويلة يا اميرة خليتني غصب عني افوق من السكينة اللي كانت سرقاني ولما اخيرا فوقت لاقيت اني اجرمت في حقك وحق نفسي و ضيعتنا



★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••



خارج مديرية الأمن



ركض جاسر خلفه بقلق وهو يصيح بصوت عال : بدر .. يا بدر استني رايح علي فين؟



فتح الباب الأمامي للسيارة ، وانحنى إلى الداخل وهو ينظر في أحد الأدراج ، بينما يجيب عليه بإيجاز : علي بيت المنصورية



صرخ جاسر بعصبية فوق رأسه : انت مجنون عايز تروح لوحدك .. افرض انها بتكذب عليك وهو مش هناك



هز بدر كتفيه وأجاب بلا مبالاة ، وهو ينتصب بظهره خارج السيارة : لازم اروح و اتاكد بنفسي



اتسعت عيون جاسر بصدمة قائلا بشك مشيرًا إلى ذلك السلاح في يدي بدر : البتاع دا بيعمل ايه معاك؟



وضع بدر السلاح في بنطاله من الخلف ، صارخ في غضب عاصف : و رحمة امي هاخد بيه روحه لو عمل فيها حاجة؟



هتف جاسر بحدة ، محتجًا على هذا الكلام : بدر .. ايه اللي بتقوله دا ؟ انت اجننت!! هات الزفت دا



أنهى كلامه ، متزامنًا مع اندفاعه إليه ، محاولًا أخذ السلاح ، لكن بدر تصدى له ودفعه من صدره بقوة.



تراجع جاسر بسببها عدة خطوات ، ليهتف بدر بشراسة : ابعد عني مش هسيبو غير وانا مرتكب فيه جريمة



ألقى جاسر نظرة خاطفة على أحد جنود الشرطة على مسافة ليست بعيدة منهم ، ودمدم من بين شفتيه : بالله عليك اهدا شوية احنا قدام المديرية خلينا نفكر بالعقل




        
          
                
مد كفه إليه ، مضيفًا بترجى محاولًا إقناعه بأهدأ نبرة يمتلكها ، لكن يبدو أن أخيه يرفض الاستماع من نظراته الجامدة : هات المسدس اللي معاك الشرطة متعاونة معانا و هنرجعها 



حدق بدر فيه بعيون دامية ، ثم صرخ بعصبية وهو يجر على أسنانه : لو مخلصتش عليه بنفسي عمري ماهرتاح فاهم



زفر جاسر بإرهاق وتلف أعصاب وهو يقف أمامه : استني يا اخي الشرطة هتتحرك حالا وان شاء الله هنوصلها قبل مايحصل حاجة



هز بدر رأسه احتجاجا ، ليقول بإصرار قاطع وهو يبتلع غصة من الألم الضارى في قلبه : انا اللي هرجعها مش هستني حد .. ولا هسيبو عايش بعد كل اللي عملو دا هندمو على اليوم اللى فكر فيه يقرب منها



اردف في جمود ممزوج ببعض الهدوء النسبي ، ليطمئن أخيه بينما يتجه إلى الجانب الآخر ويصعد إلى سيارته : جاسر لو مراتك كانت في نفس الظروف دي ماكنش هيكون دا موقفك .. ماتقلقش عليا المسدس مرخص و هنبقي علي اتصال



ارتفع صدر جاسر متنهدًا ، وقال بقلة حيلة يشوبها القلق شديد : ماشي .. ربنا يسترها .. خد بالك علي نفسك



★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••••★•••



فى منزل المنصورية



صاحت حياة بصوت عالٍ ، مليئ بالتذمر ، لجذب انتباهه وهو جالس على الأرض يشرب الكحول بشراهة : انا عايزة اروح الحمام و لا دا كمان ممنوع .. اكيد مش هفضل كتماها كدا وانا معرفش هتنيل هنا قد ايه؟



وضع كريم يده على أذنه منزعجا قائلا بلسان ثقيل : خلاص كفاية زن عايزة انفذلك طلبك انتي كمان لازم تنفذي طلبي



ارتجفت من الخوف حينما لاحظت بريقًا خبيثًا يمر في حدقتيه ، لتلعن نفسها داخليًا على اللحظة التي فكرت فيها أن تفتح فمها ، لتسأله بترقب وضيق : اللي هو ايه؟



مد كريم يده إليها ، وابتسم بعبث ظهر جليًا على قسمات وجهه ، ليغمغم : تاخدي تجربي بوق من الكاس دا



دب الرعب جدران روحها بمجرد سماعها لكلامه ، فقررت تنفيذ خطة مجنونة قد تؤدي بها إلى التهلكة أو تجعلها تهرب من يديه إذا حالفها الحظ ، ثم ردت بتهور دون تفكير : ماشي بس يلا اوام



نهض كريم من الأرض ببطء ، وهو يغمز لها ، على فمه ابتسامة ملتوية ، قائلاً بمكر ، مملوء بالرضا : شكلنا هنتبسط و نتفاهم مع بعض .. يلا يا حلوة



قرب الكأس من فمها ، فأشاحت برأسها بعيدًا بتعبيرات وجه مشمئز ، وازدردت لعابها بصعوبة ، في حين تشكلت ابتسامة أنثوية على شفتيها ، ورفرفت رموشها في غمغمة مراوغة : هشرب ازاي وانا متكتفة كدا فكني الاول



هز رأسه في تفاهم بابتسامة جانبية ، ووضع الكأس جانبًا وانحنى لفك الحبال التي قيدها بها ، وبعد دقيقتين مد الكأس إليها مرة أخرى وهو يميل إليها بجزعه العلوي ، فأمسكته بيدها المرتجفة.



تفاجأ كريم بأنها ألقت محتوى الكأس في وجهه على الفور ، دون أن تمنحه فرصة لأي رد فعل ، كونها باغتته بركلة قوية بين ساقيه ، ليتراجع للخلف وهو يطلق صرخة مدوية بألم.



سقط كريم على الأرض وبدأ يتلوى بعنف ، وهو ينعتها بأفظع الشتائم.



هرعت حياة بعد أن قفزت من الأريكة إلى باب المنزل محاولة فتحه ، لكنه كان مقفلاً كما توقعت.



لم تفكر كثيرًا ، بل ركضت إلى الممر الجانبي لتجد المطبخ أمامها ، دخلت بسرعة وتهللت اساريرها حالما وجدت بابًا خلفيًا به 



انطلقت إليه لفتحه ، لكنها شعرت بالإحباط يسيطر عليها كليًا عندما اكتشفت أنه مغلق أيضًا.



ارتجفت أطرافها ، واتسعت مقل عينيها ، عندما سمعت صوت هذا البغيض من عتبة المطبخ : ماكنتش ناوي اذيكي .. بس انتي جبتي اخرك معايا بعملتك دي



أطبقت شفتيها خوفًا من نبرة صوته الواضحة فيها الغضب النارى ، وبدت نظراته مثل سهام سامة تخترق جسدها ، شعرت بالقليل من الثبات عندما وجدته يترنح من الإفراط في الشرب.



أسرعت حياة دون تردد ، وألقت عليه كل الأشياء التي تضع عينيها عليها من حولها ، لعرقلة محاولاته للإمساك بها.



ظل يتفادي الضربات بصعوبة مع بعض الألم ، لكنه أصر على التقدم منها وعيناه تحترقان بنار الكراهية.



لم يعطها فرصة لفعل أي شيء آخر ، كونه أمسك بشعرها بعنف لدرجة أنه كاد أن ينزعه من الجذور ليسحبها نحو الباب ، بينما بدأت تضرب قبضته ، محاولة التراجع بضراوة للخلف ، وهى تصارع لفك حصار يده القاسية على خصلات شعرها وتصرخ من الألم : سيبني يا حيوان 



ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 

  
google-playkhamsatmostaqltradent