رواية مسك الليل الفصل الثامن و العشرون 28 - بقلم سارة طارق
١٠_ضاعت طفولتى
تحركت من مكانها وذهبت عند جثة أبيها تنظر لدمائه من حوله وتبكى بقهر ليس عليه ولكن على طفتولتها التى ضاعت وهو حي وضاع الباقى حتى بعد موته
الا تلك الدرجة حظها سيئ حتى يرزقها بأب مثل هذا
الجاحد ، كم مرة تمنت له الموت والأن أصبح موته فرحة كبيرة لو كان مات وأمها على قيد الحياة ولكن لقد رحلت وبعدها هى من أرحلته ، ولكن الفرق أنها على يقين أن والدتها فى الجنة ام هو فا فهجنم ال ...."
" اه ، اه دماغى " جحظت عينيها عندما استمعت لتأوه أبيها ، هل مازال على قيد الحياة لا مستحيل
كان هذا ما يتحدث به عقلها عندما رأت وسمعت تأوه ورأسه الذى يتحرك ببطئ
ألتفت بتعب والألم يسيطر عليه وجد نجاة بجانبه تنظر له بصدمه وجسدها يرتعش حاول التحرك ولكن ألمه جانبه الذى طعتنه فيه نجاة بزجاجه وأيضا يشعر بداور بسبب الدماء التى نزفها وضربة الرأس التى تعرض لها لم يكن غيرها هنا ليستنجد بها فحاول استعطافها كأب يحتاج لفتاته لأول مرة
" نجاة الحجينى ، هموت يابتى ، نادى حكيم ولا شوفى حد يساعدني يودينى اى مستشفى ، بسرعة يابتى " لم تتحرك ظلت كماهى تنظر له بعيون جامده لأول مره يرها على تلك الهيئة هز جسدها بضعف لتتحرك وتفعل اى شىء لتنقظه ولكن كانت كماهى جامدة فحاول خلق اى قوة به وأمسك شعرها ولفه على يده ناطقاً بغل وحقد
" أن كنتى فاكره يابنت وفاء أنك بالعملتيه ده هتخلصى منى تبجى بتحلمى أنا هفضل على جلبك العمر كله " كانت فى تلك اللحظة تمدد يدها ببطء دون أن يشعر حتى أمسكت قطعة الزجاج من جديد ورفعتها فى الهواء وانهالت بقوة على رقبته تقطعها له وتشقها نصفين ، ولكن وجدت من يمسك يديها فى الوقت المناسب لأن لم يكن بينها وبين الرقبة غير بضع سنتيمترات ، لم تنظر لمن يمسك يدها ولم تهتم من الأساس ، كل ما كان فى بالها أنت تشق عنقه نصفين وتشرب من دمائه القذر لترتوى ، حاولت كثيرا أن تقرب الزجاجه من عنقه ولكن كان أقوى منها وكتف يدها
هنا صرخ والدها هو يسعل بوهن وألم شديد
" الحجنى يارضوان بيه البت المچنونه دى عاوزه تجتلنى ياباشا حوشها عنى احب على رچليك "
كانت تحاول أن تفلت من بين يد رضوان لنتقض على أبيها ولكن كانت قوتها لاتقارن بنسبة لبنية رضوان القويه وطوله الفارع ، حملها رضوان رغمنا عهنا لم يهتم بصرختها المهينه والمهدده لوالدها
" هجتلك يابا ، هجتلك وهشرب من دمك وهنسر من لمحك نساير أكده ، روحك هتطلع على يدى دى هتطلع على يدى دااى خليك فاكر " ظلت تصرخ وتسب والدها حتى ألقاها رضوان فى السيارة
ظلت تضرب على زجاج السيارة لتخرج منها لوالدها ولكن ضعفت ضرباتها وهلك جسدها وتشوشت الرؤية قليلاً ولكن كان آخر شخص رأته كانت هى
نسيم جارتهم ، وبعدها فقدة وعيها ولم تدرى لما يحصل من حولها
حمل رضوان علون بمساعدة أحد رجاله وأدخله فى سيارة آخره وأمره أن يتحرك إلى مشفى البلد العام بسرعة ويتصل به عندما يحدث أى جديد
_________________________________________
كانوا يجلسون يشاهدونها وهى تيسير ذهاباً وايابان وتمسك بيدها الهاتف تحاول الاتصال عليه ولكن هاتفه مغلق كان جابر ورجاء يجلسون ويتابعون تحركاتها فمسك منذ أن علمت أن رضوان لم يعد معهم وهى ستجن وكان برج من عقلها سيطير أو بلأحره هو طار بالفعل
ظلت تزفر بضيق والقلق ينهشها عليه
" يعنى يابا هو مجالش رايح فين ومين اللى كان هيخبطها دى " رد عليها جابر بقلة حيلة
" والله يابنتى ماعرف حاجه ، ولو عارف هخبيى عليكى ليه ولا هجعد معاكم اصلا ليه وماكنت وصلت الچماعة ورحتله "
جلست مسك بجانبه وقالت " طب معلش يابا، أحكيلى تانى اللى حصل معاكم بظبط "
" احنا كانا رجعين بالعربية فجأة لقينا واحدة جدامنا على الطريق شكلها غريب وعامله زى التايه اللى مش عارف يروح فين ولا يعمل ايه ، ولولا ستر ربنا كان زمان رضوان هرسها تحت العجلة "
أثناء شروده سمع صراخ والده عليه يجعله يفقيق ووجد والده ينقض عليه وحرك السيارة فى اتجاه معاكس وهنا انتبه رضوان بسرعه وأوقفها بسرعه ونزل من السيارة وتبعه والده هرول رضوان بسرعة ناحية الفتاة ليرى ما أصابها ، كانت فتاة صغيرة فى العمر الخامسة عشر ذات جسد ممتلئ ، جث رضوان على ركبتيه ليتفحصها إذا كان حصل لها اى ضرر ولكن لم يجد بها اى شىء ، كان والده يقف خلفه يسأله بتوجث
" حصلها حاجه ياولدى "
اجابه " الحمد لله يابا ، هى بخير ونبضها كويس بس هى اغما عليها من الخضه بس " ظل يضربها ضربات خفيفه على وجهها حتى تفيق ، وبالفعل أفاقت من أغمائتها وما أن وعت لما حولها ورأت من يمسك بها وأمامها وكأنها رأت توق النجاه أمامها
تمسكت برضوان بكلتا يدها بقوة من لياقة قميصه حتى كادت توقعه عليها
نطقت تلك الفتاة نسيم بصدمه مرعبة " ألحج يابيه نجاة ،... جتلوهم ، والدم مغرق كل مكان... نجاة بتعيط وخايفة"
" بس يابنتى هو دا كل الكلام اللى. جالته ومن هنا رضوان ركب البت معانا و ساق العربية بسرعة جدا وجابنا كلنا على هنا ومشىي مع البت دى ونادم على راجل من الرجالة بره وخلاها جرى وراه بعربية كمان "
ماقاله لم يهدأ بالها أبدا بل أشعل به الحريق بسبب ماتفوه به من هى تلك نجاة ودم من ومن قتل عن ماذا يتحدثون أو يقولون وما شأن رضوان بهم
حاولت مره آخرى الاتصال به ولكن مازال مغلق ، رفعت نظرها لسماء تدعوا الله
" جيب العواقب سليمة يارب ، يارب ترجعه بسلامه بس الاول "
_________________________________________
بكائه يملأ البيت كله وهى لا تعرف ماذا تفعل فهى تحمله بين يديها وتهزه حتى يصمت ولكن هو لايقبل اى شئ ولا حتى يقبل أن يكمل الرضاعه
ضجرت منه ونطقت بيأس
" مالك بس يامتيم ، ياحبيبى أهدى شوية حرام عليك حنجرتك كده هتنجرح " حاولت بكل الطرق حتى لم تعد تعرف ماذا تفعل فكل ما فعلته هو البكاء معه ، دخل عليها يونس وجدها على تلك الحالة تحمل الطفل الذى لم يكف عن الصراخ وهى تبكى معه ولا تعرف ماذا تفعل
هز رأسه وتقدم منها وحمل عنها الطفل وظل يهدأ فيه ولكن لم يصمت تلك المرة فجلس على الفراش وأراح الصغير بين قدميه وظل يمسج معدته بحركات دائرية حتى أطلق الطفل الهواء الذى دخل معدته أثناء رضاعته ظل يونس يداعبه حتى ثقل جفن الصغير ونام و ماذال يونس يمسج بطنه حتى غفى وذهب فى ثبات عميق نقله يونس على فراشه الصغير ولم يتركه حتى تأكد من أن نومته مريحة وفراشة أيضا دافئ
نظرت له نوارة بدهشة ، فى أقل من خمس دقائق اسكته يونس بسهولة وأيضا جعله ينام ، هو فعل كل هذا وهو رجل وهى أمراة لم تعرف حتى ما يؤرقه وجعله يتألم ، وهذا جعلها تحزن على نفسها كادت أن تخرج وتتركه ولكن وجدته يمسكها من يدها ويلقيها فى أحضانه ويربط عليها برفق كأنه يربط على طفلة صغير وليس زوجته... قبلها من رأسها
تمسكت به ودفنت رأسها عند قلبه وماهى إلا ثوانى وسمع شهقة مكتومة تخرج منها شهقة شقت قلبه نصفين ونطقت من بين شهقاتها بتلعثم
" ك ك كان نفسي .. ا أ ا أجبلك العيل ال الي بتحلم بـ
بيه ... أنا انا خلاص م مابقتش نفعاك انا ا انا معيوبه ..." اسكتها وظل يمسح على رأسها كالدميه
"هشش ، بس أنا ميلزمنيش غيرك يانوارة ، كل الكلام اللى بتقوليه ده ملوش اى معنى أنتى الروح اللى عايش بيها وعلى استعداد تام أن احارب الدنيا ولادمعة تنزل من عيونك " أخرجها من أحضانه
ونطق بحُسن الحديث وحلاوة لسان صنعوا لأجلها فقط
" تقول ان بها عيب يعيقها على العيش وانا أقول لوتجمعت بك كل عيوب العالم لا يميزها الا أنها بكي"
تعلقت عينيها بخاصته تقول بألم
" عمر العقم مايبقا ميزة يا يونس "
اخفض جبهته لمستوى جبهتها وابتسم وهو يمسح دمعاتها الدافئة ناطقا بصدق
" انتى أجمل من أن يكون عندك عيوب ، اللى بيحب حد بصدق عمره عيونه ماتشوف فيه عيب ، وأنا عمر عينى ملحمت فيكى عيب ، هفضل طول عمرى كده أشوف عيوبك كلها مزايا... كفاية أنك نوارة "
" أنا بس كان نفسي فى حتة منك "
ارجع خصلات شعرها يشتم عبيرهم
" في حتة منى موجودة على الدنيا دى " نظرت له بصدمه وارتعش بدنها ، فوجدته يحرك رأسها ناحية جزء فى الغرفة
فوجدت ما جعل عيونها ترقرق من الحزن وجدته يشير على انعكاس صورتها فى. المرأة ويهمس فى أذنها بصدق أهلك قلبها وقلبه ههههه ذط
". زى ماربنا خلق حواء من ضلع أدم ، خلق نوارة من قلب يونس "
_________________________________________
يقف خارج الغرفة ينتظر خروج الطبيب ، تائه لا يعرف ما الذى يحصل ومن هذه وماذا حصل من الأساس ولكن يخشى أن تكون تلك الفتاة هى من فعلت كل هذا وحدها لا يعرف كيف اتتها الجرأة لقتل أبيها وما هو الدافع الذى يجعلها تريد ذبح والدها
توقف عقله عن التفكير عندما وجد الطبيب يخرج
" هى بقت كويسه "
اجابه الطبيب بعملية
" هى اغمى عليها نتيجة صدمة كبيرة وعقلها غايب تماما عن الوعي ودا بيحصل نتيجة أن الحالة ممكن توصل لمرحلة عقلها ينهار فيها ، فاهنا أغمى عليها ودخلت للاسف فى غيبوبة "
صدم رضوان من حديثه
" غيبوبة ، انهيار ، طب وهى هتفوق امتى ""
"الإجابة دى بقا فى علم الغيب ، ممكن تفوق بعد مده طويله وممكن تفوق على طول محدش يقدر يحدد فى الوقت الحالى عن اذنك "
اغمض رضوان جفنيه من التعب لكن تذكر علون أراد الاطمئنان يتمنا أن يكون بخير فأخرج هاتفه فوجده مغلق لعن نفسه فى تلك اللحظه على تكاسله على شحن هاتفه
سمع نداء جلال عليه
" يابيه يا رضوان بيه ، علون مش لقيه "
_________________________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية