Ads by Google X

رواية مسك الليل الفصل التاسع و العشرون 29 - بقلم سارة طارق

الصفحة الرئيسية

   

 رواية مسك الليل الفصل التاسع و العشرون 29 - بقلم سارة طارق


أنا معك
          
                
تنهد بتعب شديد ، وآثار النوم ظاهرة جدا عليه 



" الكاميرات كانت واقفة ، بس وانا خارج لقيت الممرضة ادتنى الحاجة اللى كانت فى جيب السديرى بتاع علون وكان من ضمنهم محفظة ولقيت فيها تليفون و وكارت تعريف بتاع واحد من أهل البلد " 



أستغربة مسك حديثة وسألت بسخرية



" مين يابنى اللى هيبجا معاه كارت تعريف له من أهل البلد ، دول آخرهم فى الكروت ، الكارت الفكة ابو ١١ جنية " 



ضحك على مزحتها وقبل رأسها 



" طب بقولك ايه تصبحى على خير بقا عشان مش قادر أنا من امبارح وانا بره ولسه ورايه يوم طويل أوى بكرا وعايز أروح اشوف البنت اللى فى غيبوبة دى بكره ، واطمن عليها " 



هزت مسك رأسها ونطقت بحرج 



" أنا كمان مانمتش من أمبارح ، فازيح شوية عشان نعسانه "



غفا الاثنين معاً فكل منهم كان جسده يشتاق لنوم والراحة فى تلك اللحظة فكلا لم ينم يوم وأكثر ، لأنهم لم يستطيعوا النوم دون. بعضهم البعض 



_________________________________________



يصرخ من الوجع ولا يعرف ما يحصل حوله ومن أتى به إلى هنا ، جث بيده على مكان جرحه وجده لاينزف بحث برفق شعر بوجود خيط الجرح وأن أحد قد خيطه له و بيده الآخرى محلول يوصل له الدم لجسده وأيضا رأسه تم علاجها 



ظل ينادى بكل ما اوتيه من قوة. حتى يستمع له أحد يشعر ببعض القلق ولا يعرف أين ومتى جاء إلى هنا هو. كان برقة رضوان وبعدها قد غفا من المعقول أن رضوان أتى به إلى هنا هل صدق تلك الفتاة ابتلع ريقه وعقله توقف عن التفكير كاد يموت خوفا فهو يعلم رضوان أنه لايمزح فى الحق وأن من يستنجد به فى شىء يأتي به ولو على رقبته ولكن خيب ظنه عندما وجد الباب يفتح ويدخل منه شخص لايشله رضوان ولا تلك البنيه تشبه بنيته واستغرب كثيرة فهذا الشخص يغطى وجهها والإضاءة أمام الباب ضعيفة ولكنه وجد هذا المجهول يتقدم حتى وقف فى الإضاءة ابتسم علوان بسخرية
وعلم من يقف أمامه ، وتحدث بسخرية



" الظاهر أن الخوف بيخلى الناس اليومين دول يخطفوا خوفا من الفضيحة ، وانتوا طلعته مش بس بشتروا العيال ، تؤ طلعته خاطفين كمان ، بس على. العوم شكرا على إنفاذ حياتى ، اصل ولو مكانش ده حصل كان زمان رضوان بيه عارف كل حاجة ، وطبعا دا كان ظابط يعنى يعرف يجيب الكلمة من بوق الأسد " 



وقف هذا الشخص أمامه ونزع الشال الذى يربطه على وجهه خوفا من أن يتعرف عليه أحد وينظر لعلوان بشر فهو يعلم أنه لولا فعلته تلك لكان قال كل ماحدث معهم وانه اشترى منه الطفل 



ضحك علوان عندما وجد وجهه يتطاير منه الشر هكذا 



" على مهلك بس ياست هانم ، ايه خايفة اوى كده ، ما أنتى برده حطى نفسك مكانى لو جت واحدة اتفقت معايا أنها تشترى ابنى ، وجت بنتك حاولت تقتلك واعترفت عليكى قدام ابن كبير البلد ، هيكون رد فعلك ايه ما اكيد هقول على كل حاجة ، ما أنا مش هتعك فى كل ده لوحدى برده ياست نوارة "




        
          
                
صرخت به هى أيضا 



" لاء اعترف عليا ، وافضحنى انا وجوزى ،اننا اشترينا ابنك ، يا متخلف انا مش قيلاك ، أن أنا قايله ليونس أن أنا متبنيا الواد ده من دار ايتام فى القاهرة ، تجى انت تتصرف بغباء وتبوظلى حياتى كلها وطلعنى ، حرامية قدام جوزى ، اسمع يا كلب أنت هتفضل هنا لحد ما تتحسن حالتك وبعد. كده ، تاخد بعضك وتطلع من البلد كلها وماشوفش وشك تانى ، خدت نص الفلوس قادى النص التانى ، أهو أحمد ربنا انى كنت بعتالك الفلوس وساعتها عرفت كل اللى حصل و عرفت أهربك ، بس قسماً عظما لو عرفت أنك فضلت فى البلد بعد ما تتحسن لكون أنا بنفسي اللى قتلاك ومطلعه روحك بنفسي " ثم ألقت فى وجهه حقيبة بلاستيكية كبيرة 



" دول بقيت الحساب ، كده يبقا وصلك كل اللى انت عاوزه ، وأنا هعرف اهربك لبلد تانى غير مصر واهو ترحمنا من خلقتك دى لبقيت العمر "



" طب وبنتى اسبها لمين "



نطقت بسخرية



" أنت هتسطعبط ياراجل انت ، بنت مين دى اللى خايف عليها دا انت كان عندك استعداد تموتها ياكلب " 



" ازاى دى شرفى ، دى ضنايا انا كنت بخوفها بس " 



" طب لو على بنتك متخافش عليها ، أنا كده كده لو عليا كنت لميت عيال الدنيا كلها فى حضنى ، متقلقيش عليها فى عينيه علوان هى و أخوها "



نظر لها بغرابة فهو لحد الان لم يفهم تلك المرأة هل هى فعلا فتاة طيبة أم مرأة مستبدا ووليس لها قلب ، اشترت طفل لتهدا بها غريزة الأمومة لديها ولم يهما من ماتت بسبب ضياع طفلها ، ام هى. تلك العطوفة التى سوف تتكفل بفتاة لتربيتها ولن ترضى أن تتركها فى الشوارع 



" انتى ايه ، انا لحد دلوك مش جادر افهمك منين حرمتى ابنى من أمه ، ومنين صعبان عليكى البت بتى لدرجة أنك هتخديها عندك تربيها ، ايه مش خايفة تعرف أخوها وتفضحك " 



بكت بوجع وأحساسها بذنب يقطعها إلى أشلاء 



" أنا محرمتهاش أنت ضحكت عليا وقولتلى أن مراتك بنسبة كبيرة هتموت من عملية الولادة لأنها هتبقا صعبة لأن عندها القلب أنا كان نيتى خير وأنت ضحكت عليا ، جبتلى متيم وقولت أنها بين الحيه والموت ، وقعدت تتمحلس عليا وعرفت ازاى تضغط على جرحى صح ياعلوان ، انا كنت والله كنت عاوزة أعيش الإمومة وأحسها ، أنا كنت هجلها والله العظيم أنا كنت جيالها اخدها القصر تعيش مع ابنها وأعلجها والله ماكانش قصدى أموتها ، والله نيتى كانت خير هى اللى ماتت فى نفس اليوم. اللى كنت جيلها فيه والله كنت هخدها عندى والله " 



ظلت تهذى بالكلمات حتى اغرقت الدموع وجهها وصوت شهقاتها المتقطعة عالية لدرجة أنها كانت تختنق وتفقد أنفاسها 



" ست هانم انا مليش جعاد فى البلد دى انى خلاص مش نافع لأكون زوج لا حتى نافع أكون أب يحب ولاده ويحابى عليهم ، البت نجاة فى عنيكى وانا يومين وهمشى من هنه ، اتوكلى على الله وسرك فى بير ، وعلى رقبتى أن شاء د عرف حاجه متخافيش على سمعت جوزك، خلى بالك على الواد والبت دول أمانتك خلاص معادش ليهم غيرك يارب تجدرى بس تعوضيهم عننا ، اهو تكفرى عن الذنب اللى فى رقبتك ، وانا متأكد من أنك هتحافظى عليهم لأن ضميرك صاحى مش ميت " 




        
          
                
_________________________________________



يجلس فى غرفة مكتبه يشاهد صور الخيول التى تعرض فى مزاد علنى فى القاهرة فهو مهنته هو تجارة الخيول فتلك ليست مهنته فقط بل هواية حبيبة لقلبه ، رفع هاتفه يتصل على أحد ما 



" الو ، أيوة ياشريف ، انا هشترى الحصان الاسود رقم ٧، وهشترى ٩ أيوة البنى ، وكنت عاوز كمان الحصان ٦ ودا بذات تخلص فيه قبل الباقيين ، ايه شكله عيان " ضحك بسخرية 



" هاتلى انت بس العيان ده وملكش دعوة وحياتك هخليه رهوان وهيبقا احسن والباقيين ..... يابنى دا نوعيته نادرة يابنى ميعرفش المهرة غير فارس عربى ، ودى مهرة متسابش كل اللى هى عايزاه شوية اهتمام " أثناء حديثه مع شريف وجد زوجتة تفتح عليه الباب وحالتها صعبة جدا عيونها المنتفخة وملابسها الغربية الغير مهندمة ، حتى هو لم يعلم متى خرجت ، لم ينتظر إلا ثوانى عند رؤيتها حتى اغلق الخط فى وجه شريف ، وذهب إليه ولكن هى من تقدمت اسرع منه ورمت نفسها فى أحضانه وظلت تبكى وتتشبث به كاطفلة المخطئة التى تخشى عقاب والدها ، لايعلم ماذا جرا لها ولما كل هذا البكاء يؤلمه قلبه كثيرا أن يراها هكذا ، أهون عليه أن يبكى العالم كله الا هى ، مسح على شعرها يحاول بص بعض الطمأنينة فى قلبها ، ولكن ظلت هكذا لفترة تحتضنه تضمه بطريقه غربية كأنها ستفقده أو هو من سيفقدها لا تعلم 



" نوارة ، أهدى ، أهدى عشانى يانوارة ، انتى عارفه انى مقدرش أشوفك كده ، نوارتى لاتبكى فظلام يحل على قلبى عندك بكائك ، وضحكتك وأرنى ابتسامتك حتى يهل النور على قلبى كما يهل علينا هلال العيد "



ظل يغازلها ويقول أجمل كلمات الحب حتى تهدأ ، فكل ماتحتاجة الأنثى وقت ضعفها كلمة تشعرها أنها الافضل والاحسن فى قلبك ، كلمة تجعل القلب ينبض بسعادة وينس الهم والحزن 



ظل معها حتى هدأت وبعدها حملها لغرفتهم ، وأراحها على فراشها ودثرها بالغطاء ، وتركها ليجلب لها العشاء هو عرف انها لم تتناول الطعام منذ الصباح ، ذهب للمطبخ وأعد لها كل ما تحب و 
وضعه على حامل الطعام وصعد به لها و ضعه أمامها
وظل يطعمها بنفسه ، ولكن كانت حالتها لاتسره ولكن
أراد أن يجعلها تهدأ اولا وبعدها يسألها مابها ويتمنا أن تجيبه ، لأنها أن رفضت الحديث لن يستطع الضغط عليها أثناء حالتها تلك 



اطعمها لقمتان وهى تتابعه بعينيها وتنهمر دموعها فهو يفعل كل مايريح قلبها ، ام هى لم تفعل لأجله اى شئ حتى احساس الأبوه حرمته منه ، وهو لأجلها قتل غريزة الأبوة بداخله لأجلها ، واختارها هى وقتل أحساس الابوة ، لقد فعل لها كل جميل ، ولكن هى. لم ترد له أى شئ من هذا بل فقط تزيد همه وتجلب له المصائب وكم أنا سيئه لا يكفى أنه يعاشر امرأة عقيمة وليس هذا فقط بل و جلابة مصائب وقاتلة وسارقة وخاطفة و 
وكل شئ سئ فى تلك الحياة ستكون هى وليس غيرها ، وجدته يمسح دموعها ويبتسم لها ويقطع لقمة آخرى ويضعها فى فمها وهنا جعلت يده تتوقف 
عند شفتيها وهى تقول 



" أنا قتلت أم مُتيم" 
" عملتى ايه "
انهمرت دموعها أكثر وقالت بهسترية 



" قتلتها ، انا كدابة ، أنا مبخلفش عشان كده خت ابنها ليا ، مفكرتش فيها ومفكرتش فيك ، كدبت عليك ، بس انا كنت كنت هجبها تعيش الباقى من حياتها مع ابنها ، بس هى ماتت قبل ما اجبها ، بس ذنبها فى رقبتى ، ومتيم ، مش جيباه من ملجأ لاء دا ابن علوان الغفير بتعنا ، هو كان عارف انى مبخلفش وجابلى ابنه وقال إن أمه هتموت وكان عايزنى اخده اربيه عشان هو مش هيقدر يربيه لوحده عشان فقير ، هو استغل ضعفى وضغط على جرح جوايا عمر ماهيشفا ، وانا استغليت فقره واديته فلوس ، بس ، بس نيتى خير انا نيتى. خير ، انا مش وحشه
أنا ، انا بحبك ، وكنت عو عوزاك تكون بابا وأتا أكون ماما ، خوفت تزهق منى وتجوز ، امك قالتلى هتجوزك ، وهتخلينى أشوف بعنيه فرحك على غيرى واشوفها حامل منك وانا لاء انا لاء ، مش هتروح لغيرى انا هموت من غيرك انا مليش غيرك ، انا انا نوارة مراتك انا وبس صح مش كده مش كده يا يونس مش انت مش هتجوز وتسبنى ، مش انت بتحبنى انا وبس قول اتكلم ماتسكتش" قالت وهى تضربه وتصرخ به حتى يرد عليها لقد فقدة عقلها فى تلك اللحظة وكأنها جنت وهو يقف كتمثال لايتحرك 
_________________________________________

 


google-playkhamsatmostaqltradent