Ads by Google X

رواية زواج السوشيال ميديا الفصل الثاني 2 - بقلم سهام احمد

الصفحة الرئيسية

 رواية زواج السوشيال ميديا الفصل الثاني 2 - بقلم سهام احمد 

seham Ahmed:
البارت الثاني
شيطان بأجنحة ملائكية.

لا نختار من نكون وما نحن عليه، ولا نختار اقدارنا، لكن بالطبع لدينا حرية اختيار من يشاركنا إياها، فلنحسن الاختيار؛ لانه لا تبديل في الأقدار.


ذهبت سهيلة إلى منزل جدها والذي كانت تعيش فيه صديقتها الثالثة اسيل ابنة خالها، واجتمعت هي واسيل ورباب في غرفة اسيل كعادتهم للضحك والمرح واللعب والسهر، حيث كان الجيران يسمعون صوت ضحكاتهم في منتصف الليل واعتادوا على ذلك، لم يكن يزعجهم الأمر بل كان يحبون تواجدهم سويا ويحترمون صداقتهم وحبهم لبعضهم البعض الذي لا يقدر بثمن.


بعد تناول العشاء والضحك قفزت سهيلة إلى فراشها وقالت:
-حسنا كفى يا فتيات سيستيقظ جميع الجيران الان وخاصة والدك يا اسيل، سيلعننا حتى الصباح.

ضحكت اسيل وقالت:
-بالطبع اقسم لك أنه لن يرحمنا إن لم تصمت ونخلد للنوم، أنه ابي وأعرفه جيدا.

اثناء حديثهم سمعت اسيل صوت والدها ينادي ويسبهم اسفل تراث غرفتها، ركضت اسيل واطفأت الانوار ودخلت في نوبة ضحك هستيرية هي ورباب وسهيلة، قالت اسيل وهي تحاول كتم صوتها وتمالك نفسها:
-الم أخبركم، هيا اخلدوا للنوم بسرعة لقد استيقظ الوحش.

وضعت سهيلة رأسها على وسادتها وامسكت الهاتف تتفقد رسائل الفيس بوك والواتس آب، فرأت تلك الرسالة التي أرسلها آثر بصمت، حتى جعلتها تعتدل منتفضة متعجبة، وقالت:
-يا فتيات تعالوا الى هنا فوراً.

تسائلت رباب واسيل:
-ماذا هناك؟ ما الأمر؟
-اريد أن اريكم شيئاً غريب.

نظرا اسيل ورباب إلى بعضهم البعض باستغراب وقاموا مسرعين إليها، جلست إحداهما على يسارها والأخرى على يمينها، فتحت سهيلة الرسالة وقالت:
-اقرأوا.

قرأت رباب الرسالة بصوت جهور:
-سهيلة انا احبك حقا، لست ذلك النوع من الشباب الذي تعتقدينه، انا لا التلاعب بك فقط اريد المجيء والتعرف إلى عائلتك، وبعد ذلك لديك حق الإختيار تقبلين بي او لا تقبلين، من فضلك اعطني جواب.


تنهدت سهيلة وقالت:
-ما رأيكن يا فتيات أعتقد أن هذا حوار مدبر، ليس حقيقي، هو يفعل ذلك لاني لا اجيب على مكالماته واعره انتباه.

تسائلت رباب وهي تتفقد اسم المرسل:
-من هذا؟ اه يا الهي أنه آثر! ذلك الشاب الذي أعطيته رقم هاتفك ذلك اليوم.
-نعم أنه هو.

قالت اسيل بفضول:
-من هذا آثر انا لا افهم شيئاً، لم تخفون عني الأشياء؟

اشارت إليها رباب وقالت:
-ساخبرك فيما بعد ليس الآن، سهيلة أنا لا أعتقد أنه يمزح أو يخلق حديث، أعتقد أنه يريد ذلك فعلا، هو ليس مجبرا أن يربط نفسه بأحد.

قالت سهيلة باستغراب شديد:
-رباب هذا الشاب لم يراني قط، كيف له أن يغرم بي ويطلب طلب كهذا؟!

تنهدت بحزن والم قائلة:
-بالاضافة إلى اني لا اريد الارتباط بأحد، لا اريد التعلق بأحد لن استطيع تحمل كسرة قلبي مرة اخرى، فلننسى الأمر.

قالت رباب بجدية:
-لن تخسري شيئا يا سهيلة، جربي الأمر ربما يكون هذا عوض لك عن ذلك الحيوان الذي خزلك، هل ستظلين هكذا وحيدة بين العمل والجامعة والمنزل.

ابتسمت سهيلة وبحب وهي تضمهن إليها:
-لست وحيدة انتن هنا برفقتي ومعي ظائما لا اريد أكثر.

ضموها بقوة وقالت اسيل:
-سهيلة رباب لديها حق فيما تقول، لن تخسري شيئاً، لا تحبيه فقط اختبري صدق كلامه، إن كان صادقا فهي فرصة لم لا، وإن لم يكن فلن تندمي؛ لانك لن تقدمي له شيئاً.


دفعتهم سهيلة بمزاح من على فراشها وقالت:
-حسنا هيا لقد تخطيتن حدودكن، أعجبكم النوم على فراشي، اذهبن من هنا هيا.

ضحكت رباب بعدما اسقطتهم أرضا هي واسيل، قالت رباب بضحك:
-يا يا اسيل لقد بدأت تتحول، لنبتعد عنها قبل أن تأكلنا.
-هههههه أجل يا رباب لقد انتقلت العدوى إليها من أبي، أنه داء الوحش ربما ستهجم علينا الآن.

ضحكت سهيلة من أسفل الغطاء على وجهها وخلدت للنوم.

~~~

 
في غرفة مظلمة يضيء نورا ويطفء عدة مرات، وصوت ينادي آثر آثر، فتح باب الغرفة ودخلت منها شخص لم تتضح ملامحه إنه كالظل، يقترب اكثر فاكثر وهو يقول:
-آثر آثر استيقظ.
قام آثر فزعا من نومه، لقد كان غارقا في نومه:
-ماذا هناك يا اكرم لقد افزعتني؟
-استيقظ إنه صديقك أسعد ينتظرك اسفل، الم تسمع هاتفك؟ يحاول الاتصال بك عدة مرات.

اعتدل آثر وامسك هاتفه يتفقد المكالمات، قام بالاتصال ب أسعد وقال:
-ماذا هناك يا أسعد؟ ما كل هذه المكالمات هل قامت الحرب؟

عبر الهاتف يتحدث أسعد:
-اراك تمزح يا رجل، مستيقظ برواق،حسنا سأنتظرك على المقهى لا تتأخر.

-حسنا وداعاً.


قال اكرم واقفاً:
-ساسبق انا إلى اسفل، الحق بي ولا تتأخر.
-هل تناولت الفطور؟
-وهل تفعل شقيقتك ذلك في العادة، سنتناوله بالاسفل.
-لأ اعلم إلى متى سيظل هذا الامر، كل شيء تقوم بفعله تريد مقابله المال، لا طعام دون مال، لا شراب دون مال لا تنظيف ملابس ولا شيء دون مال، لقد اكتفيت يا رجل.

اخرج اكرم ملابسه واقدم يرتديها وهو يقول ببرود:
-اخفض صوتك يترجل ستسمعك أمك، وتتسبب في مشكلة بينهم.

زفر آثر بضيق وامسك هاتفه يتفقد رسائله الالكترونيه، يتصفح الرسالة إذا برسالة من سهيلة، تحمس إليها وفتح الرسالة، وجد بها:
-صباح الخير يا آثر كيف حالك؟ اردت فقط الاطمئنان عليك.


فرح آثر وانتفض من مكانه إلى الحمام، ارتدى ملابسه بسرعة البرق ونزل ركضا على الدرج، رفع الهاتف على أذنه يحاول الاتصال بها، رآه اسعد واكرم وهما جالسات على المقهى، نادى عليه اسعد:
-آثر نحن هنا.

اشار إليه آثر بيده وقال:
-قادم قادم.

نظر اسعد باستغراب إليه وقال:
-ماذا هناك يا اكرم؟ ما به آثر اليوم؟!
ابتسم اكرم بجانب ثغره ببرود وقال:
-اعتقد أن الأمر متعلق بتلك الفتاة التي تعرف إليها مؤخرا، دعك منه سيأتي الآن.

فرك اسعد جبينه باستغراب وتعجب:
-فتاة؟! لم يخبرني شيئا عن ذلك، ليس من عادته أن يخفي عني أمرا، حسنا سأنتظر حتى يأتي إلي.

بينما كانت سهيلة ترتدي ملابسها رن جرس هاتفها، امسكت الهاتف مبتسمة وأجابت:
-الو مرحبا آثر، كيف حالك؟
-انا بخير الان فقط؛ لاني سمعت صوتك.
-كم انك شاب متكلم بل تتلاعب بالكلام.
-لم تقولين ذلك؟ لقد أخبرتك بما أريده.
-لن اقتنع بانك هناك شخص يحب أحدا دون أن يراه، فأول ما يقال عن الحب أنه من النظرة الأولى انا انت فماذا يقال عنك؟ من السمعة الأولي.

-ههههه انت خفيفة الظل ايضاً، لم أكن اعلم بانك تحبي المزاح.
-حسنا لقد قرأت رسالتك، لكن لم اقتنع بكل كلمة بها.
-اريد منك فقط أن تعطيني فرصة لإثبات حسن نيتي.
-حسنا لك ذلك.
-حقا يا الهي لا اصدق، كدت اقفز فرحا الآن.
-هههههه حسنا سأذهب الآن نتحدث لاحقا وداعاً.
-لا تقولي وداعا بل إلى اللقاء.
-حسنا إلى اللقاء.

اغلقت سهيلة الخط تتأمل الهاتف مبتسمة بأمل، تتأمل أن يكون صادقا في حديثة ولا يكون سببا في جرح جديد بقلبها.

عاد آثر متحمساً وفرحا يجلس مع توأمه وصديقه المقرب أسعد، نظر إليه اسعد بصمت يرمقه بنظرات عتاب، ابتسم آثر وقال:
-كنت ساخبرك يا أسعد لا تنظر إلي هكذا،فقط كنت انتظر أن يتم الأمر.

قال اكرم بسخرية:
-وهل تم الأمر يا روميو؟ حسنا اتمنى أن لا اراك تجليدس باكيا جوار النافذة، وتندب حظك، لم يمر وقت طويل على فسخ خطبتك.


نظر إليه اسعد وقال بجدية:
-اكرم لديه حق ماذا يدور في رأسك يا آثر؟

تنهد آثر بتوتر عاد إلى الخلف يسند ظهره على الكرسي، عاقدا زراعية:
-لا اعلم يا أسعد، كل ما اعرفه انها ليست كباقي الفتيات التي عرفتهن.

~~~


وبدأت المحادثات بينهما عبر الهاتف والرسائل عبر الواتس والماسنجر، ليل ونهار، يرسل لها صوره وترسل له صورها في العمل وفي الجامعة، وهكذا ظل الحال بينهما حتى تسلل إلى قلبها واعترفت له بحبها، بالرغم من ذلك لم تكن تعلم أو تتوقع انه سيصدق في حديثه ويتقدم لخطبتها يوما، كانت فقط تعيش لحظاتها الجميلة معه دون تردد أو حسبان.


اقترب موعد زفاف رباب، واخبرتها رباب أنه الوقت المناسب لقدومه ولن يلاحظ أحدا تواجده كشخص غريب:
-سهيلة اخبارية أن يأتي كما اخبرك سابقاً، أنه الوقت الأنسب للتعرف على عائلتك ونتعرف عليه أيضاً.


وبالفعل أخبرته سهيلة بذلك لم تكن تتوقع قدومه لكنه خيب ظنها السيء به وأتى إليها في حفلة حنة رباب، تعرف الي سهيلة وجها لوجه والى عائلتها ولم يمض سوى اسبوع واحد على ذلك وطلب منها القدوم؛ للتعرف على والدها.

لم تتوقع سهيلة تلك السرعة، أيعقل حقا أنه كان صادقاً، استغل آثر تلك المواقف بحرفية شديدة، ومن هنا انطلقت تلك الثقة العمياء من سهيلة إلى آثر، آمنت بأن الله عوضها بآثر وأنها لن ترى الالم مرة أخرى، لم تكن تعلم أن تلك هي بداية معاناتها وعذابها الذي لم يسبق لها أن تراه من قبل.


أحبته سهيلة حد الجنون بل حد الموت، وتقدم لخطبتها وفي يوم تعرفه إلى والدها، لم يكن والدها على هذا القدر من الارتياح لتلك العلاقة، اخبر والدها زوج شقيقتها الاكبر أن يتصل بوالد آثر ليعلم أن كان والده على معرفة بمجيئه أم أنه يعتقد أن الأمر سهل وبسيط كما اعتاد شباب القاهرة.


كان والدها حاد الطباع بعض الشيء رجل صاحب فضيلة، لا يخشى في الحق لومة لائم، رجل ملتزم وصاحب مبادئ ثابتة وسامية.

عندما اتصل " عدي" زوج شقيقة سهيلة الكبرى بوالد آثر أخبره والده أن لا يعلم بوجوده لديهم ولا بنا يدور بينهم، أنكر آثر ذلك بشدة واخبرهم أن هناك خلاف بينه وبين والده في العمل؛ لذلك أنكر وجوده وأخبره أنه لن يساعده في شيء من تحضيرات الزواج خاصته.


بدأ يتلاعب الفأر في رأس والدها، وعلم إن هناك لغز مخفي وراء تلك الأحاديث المتداولة، بعد ذهاب آثر وأخاه قام والد سهيلة الاستاذ" بدر الدين سالم" بالاتصال بأحد معارفه، وأخبره باسم آثر وعائلته وطلب منه أن يتحرى عنهم بدقة.


بعد مرور فترة من الزمن قاربت الشهر، كانت سهيلة تزداد عشقا له في كل يوم عما قبله، رفض والدها الزواج منه وبشدة واخبرها انها لن تتزوج منه مهما حدث، وعندما تسائلت عن السبب كانت حجته أنه ليس لديه مستقبل، فهو مؤهل متوسط ولا يعمل بوظيفة دائمة، كيف سيلبي مطالبها بذلك.

لكن لم تتمكن سهيلة من تخطي الامر ومن هنا ظهر وجه آثر الآخر الذي جعلها تقف أمام اهلها، كان يظهر امامها أنه ملاك برئ وضحية لأفعال اهلها، فهم لا يريدونه لانه لا يمتلك المال الكثير او لانه فقير ويجلب قوت يومه يوما بيوم، استغل طيبة قلبها واستدرجها حتى جعلها ترى والدها قاسي القلب ووالدتها لا تريد زواجها حتى تبقا في خدمتها دائما.

يا له من مكر ليس بعده مكر، صدق من قال أن مرآة الحب عمياء، فالحب يجعلك ترى وجها آخر للشيطان، بل ويجعلك تغرم به تتعاطى عن كونه شيطان ليصبح بنظرك ملاك بأجنحة.

  •تابع الفصل التالي "رواية زواج السوشيال ميديا" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent