رواية مسك الليل الفصل الثاني 2 - بقلم سارة طارق
الفصل الثاني
بلال بضحكه عاليه:". عندك حق وأنا خت حقى. وتمام التمام يالا سلام يا ممدوح بيه وأتمنا مشوفكش تانى وسلامى للمدام ، باى "
ركب بلال سيارته وممدوح أيضا وذهب كل منهم فى طريق مختلف عن الأخر بعد أن أخذ كلا منهم مايريده من الأخر ، ولكن لم يعبئ منهم بتلك الدموع والصرخان المكتومه لتلك السيدة التى بيع قطعه من روحها لأمرأه اخرى تعتنى به ، أه من هذا الفقر الذى يجعل الأهل يستغنيان عن أحد أولادهم لأجل أن يطعمه أخواته ، ولكن فعلا هل السبب الحقيقى فى الفقر أم السبب فينا أننا نتعامل مع أنفسنا كأرانب التى تلد دون أن تهتم بعدد أولادها ومن أين تطعهم
_________________________________________
كان يسير بسيارته فى طريقه لوجه معينه يعرف طريقها وكان يبتسم لأنه سوف يراها بعد غياب عندها لأسبوع بسبب عمله رغم أنه يراقبها من بعيد ، تنهد بحب وهو يتخيل أن القدر سيكون حليفه ويكتبها الله زوجة له ، وتذكر مقابلتهم فى مكانهم المخصص البعيد عن عيون أهل البلدة
كانت تجلس تحت شجرة التوت تنتظر قدومه وهى تغنى لتسلى نفسها قليلا إلى أن يأتى حبيب طفولتها ، بلال
وأثناء غنائها أنتفضت برعب وهى تنظر ليمينها ووجدته يجلس بجانبه ولم تشعر به
وضعت مسك يدها على قلبها بسبب تلك الانتفاضه
مسك بعتاب :" اخس عليك يابلال بجا أكده تخضنى ، يعنى مش هتبطل حركاتك دى غير لما جلبى يقف بسببك فى مره "
ضحك بلال على شكلها وابتسم بعذوبيه وحب كبير :" سلامة قلبك من الخضه يا مسك قلبى ، هو أنا أقدر برده على فراقك ، طب أحب مين من بعدك أنا بقا ها ، هلاقى فين واحدة زيك بتخطف قلبى من نظره واحده بس منها ها "
" أضحك عليا عاد بكلامك ده ، من ساعة ماروحت البندر عشان تكمل علامك وأنت اتشجلب حالك ، وبقيت أستاذ فى الكلام ، لاء وبقيت تكلم زييهم كمان ، أنا بقيت اقلق منيك يا دكتور ، كانوا بيعلموك ايه فى كلية الطب الشعر ولا الطب "
ابتسم لها بلال بعشق ونظر لها فى عيونها السمراء التى تخطف قلبه قبل عيونه وقال بعشق أبدي لن يغيره الزمان مهما طال
" ومن لايتعلم الشعر وهو معه المسك يامسك ،
يامسك ليالى وقمر أيامى يامن سميتى على اسم عطر رسولا الكريم ، يامن صنعتى فتنة بين العطور عندما اختاروا المسك لتسميتك به وتركوا باقى العطور ، يامن غار منك العنبر والياسمين ، كيف لقلبى أن لايحب مثلك وكيف للسان لاينطق بشعر عند رؤياكى يامسك قلبى "
رغم اهتزاز قلبها من صدق حديثة ولكنها شعرت ببعض الضيق لحديثه الناعم هذا ا يكفيها ذنوب
فحديثة هذا يشعر بذنب أكثر ويزيدها عليها
" بلاش الكلام ده يابلال ، عشان أنا مش ناجصة ، كفاية احساسي بذنب وانا بقابلك من ورا الناس ، كان هتجولى كلام حلو شعر ، مش هقدر استحمل ذنوب اكتر من كده يا ابن الناس ، لو حابب فعلا تتطلع اللى فى قلبك ليا يبقا فى الحلال على الأجل ضميرى ميأنبنيش "
أسند بلال رأسه على الشجره ونظر لها وقال
" عن قريب يامسك ، هانت وهاجى لأبوكى وأخطبك ونبقا مع بعض العمر كله "
تنهدت مسك بتعب وهى تنظر له ؛" أمتى يا بلال امتى بس ، أنا بقالى كتير بسمع منك حديثك ده ومابتعملش حاجه"
بلال :" خلاص يا مسك هانت و هاجى واتقدم لأبوكى ونتجوز على طول "
مسك :" وهتعمل أيه فى أهلك لو رفضوا انك تتجوزنى اكمنى فقيره ولا..."
" بس متكمليش ، أنا محدش يمشى عليا رأيه ، أنا بعمل اللي أنا عاوزه ، ولو أنتى فقيره دلوقتى فابعد الجواز هتبقى أغنى ست فى الصعيد كلها والكل هيجى لحدك ويقفلك انتباه ، أنتى هتبقى مرات الدكتور بلال المنسي يا مسك الليل ، يعنى ماحدش هيبقا أغنى منك هنا أنتى هتبقى ست الكل هتبقى مسك الصعيد كله وبكره تشوفى "
خرج منه أحلامه عندما سمع رنة هاتفه التي أخرجته من خياله الوردى مع عشق قلبه
ظهر معالم الضيق على وجهه عندما قرأ اسم غفير بيتهم على الهاتف
بلال بضيق :" عاوز أيه يامصلحى السعادى مكلمتك ليا مش بتريحنى خالص "
فتح بلال المكالمه وتحدث قائلا :" ألو ، أيه يامصلحى حصل حاچه ، عشان تكلمنى "
هنا تغيرت تعابير بلال وأصفر لون وجهه وظهر الخوف على وجهه لدرجة أنه أوقف السيارة بقوة بسبب أرتعاشة يده التى سيطرة عليه
صرخ بلال بكل قوته فى الهاتف :" أنت بتقول أيه ، جتل مين يامصلحى أنطق ، طب تقفل عليه الباب ومايخرجش من البيت ، أنا خمس دقائق وجى فاهم لو خرچ أنت المسؤول قدامي "
قذف بلال هاتفه فى السياره بقوة وظل يلعن ويسب فى أخيه بكل الألفاظ التى يعرفها ، ضرب الدركسيون الخاص بسيارة وهو يصرخ بشده قائلا
" غبى ، غبى ، غباااااااى ، وفتحت على نفسك طاقة جهنم مش هنعرف نقفلها إلا بدمك يا حجاج " قالها وهو يقود السيارة بسرعه ليتجه لبيته ليجد حل لأخراج أخيه من تلك الورطه التى أوقعهم فيها
_________________________________________
كانت ترتجف فى أحضان أختها وهى تتذكر ماحصل معها كلما تذكرت رائحة فمه الكريهه ينتفض بدنها
ولكنها زادت اتفاضة جسدها بسبب هجوم والدتها وفتحها لباب غرفتهم بتلك الطريقة المرعبه
اتجهت زينات لابنتها ورد وانتزعتها عنوه من بين أحضان أختها مسك ، وكان معالم وجهها لاتبشر بالخير أبدا
أمسكتها زينات من كلتا يدها بقوة ، ونظرت لها ولحالتها تلك ، وهى مطأطئ رأسها ولا تنظر لها
زينات وهى تجز على أسنانها :" بصى فى عنيا يابنت بطنى ، وجوليلى مين اللي عمل فيكى أكده أنطقى ، وألا والله العظيم أجتلك ، واشرب من دمك ، أوعاكى تكونى مفكره أنى هصدق كلامك الخايب اللي بتقوليه ده ، وأنك ماتعرفيش مين اللي ضيع شرفك ، لأن الكلام ده تضحكى بيه على أى حد مش أمك يابنت عوض ، أنطقى جولى معاشره مين فى الحرام ، مين ضحك عليكى وضيع عرضك وشرفك يابنت زينات "
كانت زينات تتحدث بصراخ وهى تهز جسد ورد بقوة وما زاد صراخها هو عدم قدرة ابنتها على النظر فى عيونها ، وأخبارها بما حدث
انهارت ورد في البكاء من جديد وهى مازلت تنظر رافضة النظر لوالدتها ، وحاولت مسك تخليص أختها من يد زينات
مسك بخوف :" أما بالله عليكى سبيها ، سبيها ياما وأوعى تظنى فيها السوء ، دى مهما كانت بتك وتربية يدك ياما ، على أخر الزمن هتشكى فى تربيتك لينا "
رمت زينات أبنتها على فراشها من جديد وهى تصرخ فى وجههم :" أنا بقيت أشك فى كل حاچه حواليه وطول ما أختك رافضه تجول مين عمل فيها أكده يبجا وياتره كانت راضيه بالحصلها وحطت راسنا فى الطين ، أختك فرطت فى الحاچه الوحيده اللي لو راحت عمرها ماهترجع تانى وعمر مافى حاجه بتعوضها ، وقدمها لحد شروق الشمس لو ماحكتش كل اللي عنديها يبجا جهزى الأسود اللي هتلبسيه على روحها "
خرجت زينات من الغرفه ومازالت نيران قلبها لم تهدأ على أبنتها التى ضيعت شرفها كما تظن
انكمشت ورد اليمن على نفسها وهى تبكى وتهمس بكلمات غير مفهومة من شدة خوفها
انقبض قلبى مسك بسبب انكماش أختها وسوء حالتها أكثر ، فهى. تشعر بنيران أختها فهما فى النهاية توأم وما تشعر به أختها يصلها
احتضنت مسك أختها وظلت ترتل عليها أيات الله لعلها تهدأ قليلا ، وتفكر كيف تخرج أختها من تلك الورطه قبل أن ينفضح أمرهم فالو علم خالها بهذا لن يصمت ألا هو يشرب من دمائها ولم يعبئ حتى بكونها مظلومه ، غير زوجته التى لن تصمت ألا وهى تفضحهم أمام البلدة ، ولن تستغنى عن بعض الأقاويل الكاذبة التي ستكون من اختراعها وخيالها المريض
تمسكت مسك بأختها بقوة ونظرت لسماء وهى تستنجد بربها وتدعوه بستر لها ولأختها و و الدتها
" اللهم ما أنك عفوا كريم تحب العفو فاعف عنا ، اللهم استر عوراتنا وأمن روعاتنا يارب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وعلى اله وصحبه اجمعين
ظلت هكذا طوال الليل تدعوا ربها فهى تخش من القادم فاقلبها يخبرها أن الأيام القادمة لن تكون هينه أبدا
________________________________________
أسرع حارس البوابه بفتحها عندما وجد سيارة بلال تأتى بتلك السرعه ففتح البوابه على مسرعيها و قف مسرعا بزوية ما حتى لا يدهسه بلال بسيارته هو يعلم أن بلال فى تلك اللحظه لا يرى أمامه بعد أن علم بتلك الكارثه التى فعلها أخوه
وقفت السيارة بطريقه مرعبه من كثرة سرعتها وتوقفها مره واحده مما أدى إلى وجود عاصفه ترابيه بسبب احتكاك الأطارات بتلك الأرضية الترابيه
خرج بلال من السياره ولم يعبئ لبابها المفتوح وتركها واسرع بكل طاقته فى خطوته ودخل المنزل وهو يصيح بكل قوته
" كل الخادمين اللي فى البيت يخرجوا بره مش عاوزه أشوف حد خالص يالا بره "
أمتثل الكل لطلبه وخرجوا من المنزل وأخبر العبض زملائهم حتى يذهبوا أيضا
ثم صرخ مره آخره وهو ينادى أخيه الصغير صاحب أكبر كارثه ممكن أن تأتى على رؤوسهم
بلال:" أنت فين يا حجاج ، اطلعلى من ادأوضة أمك اللي مستخبيلى فيها بدل ماجى أنا واطلعك بنفسى يا أبن صفيه
فى الأعلى
كان يقف فى منتصف الغرفه وينظر لوالدته برعب فهو يعلم أن أخيه لن يمرر ما فعله مرور الكرام ، هو فقط يريد الهرب إلى اى مكان قبل أن يتم أخذه من قبل الشرطه فى تلك الجريمه أو يتم قتله وهو مازال فى ريعان شبابه
كانت والدته تقف أمامه وهى تنظر له بحسره فهو بسب غبائه أوقع نفسه فى النار ولن يستطيع أحد أنقاذه مهما كان
صفيه وهى تنهره على فعلته :" ليه أكده يا حجاج يا ليه ياوالدى توقع نفسك فى المصيبه دى ليه ، حرمتك من ايه ولا حتى شاورت على ايه ومجالكش ها قولى دا انت كونت بتتمنى واحنا نفذ ، فابعد دا كله تروح تجتل لا يولد بطنى أنا مش هخسرك بسهوله أكده مش بعد ماحمل واخلف وأقعد أربى فيك ٢٦ عشرين سنه وف الآخر تموتلى مجتول وتحصرنى عليك أنت أنت لازم تسافر بره أيوه لازم تسافر ودلوك ، ...."
ولكنها صمتت أو تجمد لسانها عندما سمعت صوت صراخ بلال فى الأسفل
انتفض جسد حجاج وتمسك بأمه بعد أن سمع صراخ أخيه
حجاج برعب :" ألحقينى ياما دا جه تحت ، والله ممكن يموتنى من غير مايرمش حتى جفن واحد " وزادت رجفته وارتعاشة جسده بأكمله عندما سمعه ينادى عليه بتلك الطريقة المرعبه
لن تنكر صفيه أنها ترتعب من صوت بلال الأن ولكنها سوف تجاهد حتى تخفى أبنها وتحافظ عليه من براثن بلال ابن زوجها وظلت تجوب الغرفه بأكملها حتى تجد مخبئ لأبنها لتحميه فيه ، وبالفعل هداها عقلها لشئ ما
فى الأسفل ظل بلال ينادى على أخيه وعندما لم يأتيه الرد ، ركض إلى السلم ووصل لطابق الثانيه فى أقل من ثانيه فقد كان يقذ على الدرجات كانت كل فقزه يتخطى ثلاث درجات على الأقل ، كان غضبه يعميه عن اى شئ فقط يريد أخيه أمامه والأن ، لم يشعر بنفسه وهو يركل باب غرفة زوجة أبيه بقدمه
انتفضت وتملكها الزعر من فعلته تلك ، فقد كانت تقف فى منتصف الغرفه وهى تجحظ عينيها بخوف ولكنها حاولت تمالك نفسها وهى تقف أمامه كان يفق والشر يتطاير من عينيه وهو بيجوب الغرفه كلها حتى يرى اى أثر لأخيه ولكنه لم يجده ، لم يتحدث معها فقط تحرك بسرعه وهو يبحث فى الغرفه وفتح خزانتها وبحث فيها ولم يجده فتح المرحاض أيضا ولم يجد به أحد ، بحث فى كل أنش فى تلك الغرفه ولم يجده فيه
ذهب إلى مكان ما تقف وأمسكها من منتصف ذراعها ونظر لها بعيون جامده بكل علامات الثوران والهيجان
" ابنك فين ياصفيحه "
كانت تحاول الثبات وهى تنظر له حتى لايشك بها :" معرفش ، أنا مشفتوش من ساعة ما خرج امبارح "
زاد من ضغطه على يدها حتى تألمت :" قولت ابنك فين وبلاش ملوعه معايا ، حجاج فين ياصفيه احسلك ، والا أنا مش مسؤل عن اللي هعمله معاكى فانطقى وأشترى نفسك احسلك "
" جولتلك معرفش مشوفتوش من ليلة امبارح ايه احلفلك على مصحف عشان تصدقني " هكذا تحدثت معه بعد أن حاولت تجميع بعض من قوتها
" لاء وتحلفى ليه أنا هخليكى تروحى تحلفى فى الأخره أحسن من هنا عشان أنا كده كده مش هصدقك "، قالها وهو يرفع سلاحه فى وجهها ويضعه فى منتصف جبهتها ويعيد عليها سؤاله قائلا فى تلك المره بصراخ أكبر وأشد قوة
" حجاج فين بقولك ،. أنطقى وألا ورحمة أبويا أقتلك وارميكى لكلاب السكك تنهش فى عضمك لأن اللي زيك حرام فيه الدفن "
" برده معرفش ابنى فين " قالتها وهى ترتعش من شكله ووضعه لمسدسه بتلك الطريقة على رأسها
جحدها بلال بنظراته وكاد يتهور عليها ولكنه توقف عند سماعه لصوتها وهى توقفه
" أنت اتجننت يابلال بترفع المسدس على مرات ابوك ، اخس عليك هى دى التربيه اللي ربتهالك ، نزل المسدس ده ، بقول نزله فورا "
سمع بلال لحديث والدته ونظر لصفيه بعيون كلها احتكار وقال :" اقسم بالله ياصفيه لو حجاج ماجليش بنفسه لسلمه بإيدى دى وانسى أنه أخويا سامعه ، وعرفيه أنه مش هيقدر يخرج من البيت ده وخليه مستخبى مترح ماهو زى النسوان ، ماهى المره لما تعمل مصيبه بتستخبى زي ماهو متخبى منى كده "
كاد يقتلها لولا وجود والدته فى. تلك اللحظه ، تمسك بمسدسه بقوة وظل يضغط عليه حتى يخرج بعضاً من تلك الشحنه الغاضبه التى تملكته ، وتركهم ذهب من الغرفه بأكملها
وقعت صفيه على الأرض وهى تحاول أن تأخذ أنفاسه بعد أن شعرت أن وجوده فى الغرفه سحب كل الأوكسجين الذى بها
حاولت أن تهدأ نفسها قليلا ونظرت ل نجوان والدة بلال وايضا درتها ونطقت بغيظ :" شايفه ابنك وتربيتك الماسخه دا كان رافع عليا طبنجته وعاوزه يجتلنى ، أدى اخرت التربيه المصراوى بتاعتك "
اغتاظة نجوان من حديثها وأسائتها لها ولأبنها وردت عليها قائلا
" التربيه المصراوى بتعتى دى يا حبيبتى جابت دكتور البلد كلها بتحلف بيه وشهامته ورجلته دا غير مصايب ابنك اللي بتخلى الدور والباقى على ابنك اللي ربيته تربيه تخليه يقتل الناس ويقصف عمرهم زى ما عمل دلوقتى يا صفيه أفندى "
كادت تذهب ولكنها توقفت عندما سمعت صراخ صفيه :" مش هسيب أبنى يبقا تحت رحمتكم أبدا لاه ، انى هسفره بره وهخليه يبعد عنك أنتى وابنك وما حدش هيحل موضوع ولدى ده الا انى انى وبس وأن شاء الله ربنا مايحوجنى لناس زييكم "
نظرت لها نجوان بتهكم وقالت :" ربنا يشفيكي ياصفيه ، وياريت تسكتى وتفتكرى أن أبنك مستخبى فى أوضتى يعنى لو كنت عاوزه أئزيه كنت صوت ولميت عليه البيت كله بعد ما نطت من بلاكونتك لأوضتى ، فا ياريت تقفلى بؤك.ده ومسمعش حسك أحسلك "
قالت جملتها وتركتها وذهب لتبحث عن أبنها وتحاول تجعله يهدأ ليفكر بشكل صحيح دون أى تهور
_________________________________________
كان يجلس فى غرفة مكتبه لايصدق أنه اليوم دفن ابنه البكرى ، لايستطيع التصديق أنه هو من قام بدفنه اليوم كيف لرجل عجوز مثله أن يدفن شاب فى مقتبل العمر مثل أبنه رشاد كانت لحظه ليست صعبه بل مميته بنسبه له
كان ينظر لصورة أبنه وفرت دموع عينيه التى لم تجف أبدا إلا اذا أراح قلبه وهو يرى فاعل تلك الجريمه تحت قدمه يلقيه من العذاب ألوانه كلها دون أى رحمه أو شفقه ، وهاهو اهم عكازاته التى يستند عليها فى تلك الحياة قد رحل ولن يعود له مره اخرى
لم يشعر بأبنه رضوان الذى دخل إلى الغرفه و جلس فى الكرسي المقابل له ، فقط كان ينظر لصوره ابنه ولا يشعر بأى شئ من حوله ، ولكنه انتبه على صوت رضوان وهو يناديه
" ياحاج ، ياجاج مينفعش القاعدة دى كده ، أنت تعبان من الصبح ولازم ترتاح شويه أنت مانمتش من أمبارح يابا "
" وهتيجى منين الراحه وحج (حق) أخوك بايت بره يارضوان ، مفيش أى عزه هيتم الا بعد رجوع حق أخوك رشاد "
تنهد رضوان بحزن وحاول التماسك أمام أبيه وهو يتحدث
" من غير ماتقول يابا ، أنا نهيت كل حاجه ، وحق أخويا هيرجع ومين مكان اللي عملها هجيبه وهخليك تشوفه بعينك وهو متعلق على حبل المشنقه عشان ترتاح وتريح قلبك "
ضرب جابر عكازه فى الأرضه أعتراضا على حديث رضوان ونظر له بغضب شديد بعد كلماته التى ألقاها على أبيه لتو
جابر :" حبل المشنقه أيه وكلام فاضى ايه اللي بتجوله ده ، أنا مش مخلف مره عشان تجيب حق أخوها بقانون ، أنا مخلف راجل ، سامعنى راجل ، يعنى حق أخوك يجى بدراعك أنت مش بدراع الحكومه ، يا واكل ناسك "
أبدى رضوان اعتراضه على حديث والده :" يابا هى مش سابيه البلد فى قانون ، لو كل واحد جاب حقه بدراعه يابا فى البلد دى هتبقا مدبحه ومش هنعرفوا نلموها من كتر الدم اللي هيبقا لركب "
نهره والده وصاح فى وجهه :" خلى كلامك ده تنصح بيه المجرمين بتوعك أنا أهنه اللي بجول ايه اللي ينفع واللي ماينفعش لو مش هتعرف تجيب حج أخوك جولى وأنا أجيبه أنا بمعرفتى "
" يابا الكلام اللي بتقوله ده عيب فى حقى ، بس أنا عاوز أفهمك وجهة نظر ى عاد "
أشار جابر بعكازه فى وجه أبنه قائلا لينهى الحديث:" هى كلمه هتجيب حج (حق) أخوك زى ما قولتلك هتبقا راجلى و تربية أبوك واخوك رشاد ، مش هتعرف جولى وأنا اجيبه بنفسي ، على الأقل يكون فينا حد يقدر يريحه فى. تربته ، جدامك ( قدامك ) لحد بكره الصبح وتيجى تقولى الاخبار الزينه ، أظن فاهمنى عاوز الخبر الزين ، سلام يا أبن جابر النمر "
قالها وخرج من غرفة مكتبه وترك رضوان فى حالة تخبط شديده بين أن ينفذ القانون ويجعل العدالة تأخذ مجراها القانونى أو أن يرضى أبيه ويأخذ بطار أخيه بيده ويفتح سلسال من الدم لن ينتهى إلا عند اليوم العظيم ، جلس رضوان على الأريكه وتنهد بتعب وأخفى وجهه فى كف يده ولا يعرف ماذا يفعل
_________________________________________
كان ينفس كل غضبه فى دخان سجارته وهو يجلس على تلك الطاوله فى حديقة منزله ، كان يحاول أن يخرج كل شحنات غضبه مع كل مره يخرج فيها هذا الدخان السام من صدره ولكن دون فائدة ، فكلما تخيل أن من الممكن أن يقع أخيه بين برثان عائلة النمر ، يشعر بارعب يجتاحه ولكن ليس خوفاً عليه هو بل على أخيه الغبى الذى ضيع نفسه بسبب تلك المعتقدات الغبيه التى سيطرة على عقله وسوف تكون هى سبب هلاكه بدون حتى سابق إنذار
فاق من شروده على صوت والدته نظر لها وجدها تقف أمامه رمى السجارة من يده احتراماً لها ، ونظر فى عيونها علم ماذا تريد
فرد وهو يفرك وجهه ونطق بضعف قائلا :" معرفش ياما هعمل أيه معرفش ، انتى متعرفيش جابر وجبروته مش هيسيبه ياما طاقة الشر انتفتحت علينا وأنا مش هقدر لوحدى لازم يكون معايا عشان أقدر أخفيه قبل مايعرفه ان هو اللي عملها "
ربتت والدته على ظهره ولكنها تفاجأة بمعرفته بشخصية المقتول لأنهم حتى الآن لم يعرفه من هو
" بس أنت عرفت منين أخوك قتل مين واحنا هنا لسه معرفناش "
ارجع بلال رأسه خلف المقعد وتنهد بخوف جلى على أخيه
" اتبعتلى صوره على. التليفون وهو ماسك المسدس وبيوجه على رشاد أبن جابر النمر
قفزت نجوان برعب وشهقت بقوة بعد أن عرفت هوية هذا المقتول والأسوء هو والده الذى يعلم الجميع مدا صرامته وقوته بين الجميع الجميع يعرف من هو جابر النمر الذى يهاب الجميع اسمه عند ذكره فقط رغم أنه شخص يعرف ربه ويرجع حقوق الناس لها ألا أنه يصبح نمر وحش عند يمس أحد شخص ما وسلب منه حق من حقوقه ، فما بالك بأبنه ، ابنه البكرى الذى كان يتفاخر به فى كل مكان ، غير الحصانه التى معه والتى زادته قوة وهيبه أكثر من السابق
لمح بلال ارتعاشة والدته وتوترها عند ذكر اسم جابر ، فهو يعلم أن والدته تهاب هذا الرجل كثيراً ولا يعلم حتى الآن لما كل هذا الخوف منه
وقف بلال وأخذ أمه بين أحضانه وحاول تهدأتها
" اششش بس متفكريش فى حاجه كل شئ هيبقا كويس بس أنتى ادعيلى ياما ، ادعيلى بس "
خرجت نجوان من أحضان بلال ونتطقت بفزع قائلا :" أنت أنت ملكش دعوه خالص بالموضوع ده أنت تشيل ايدك ، أخوك اللي قتل مش أنت هو يتصرف ولا أمه تشفله حل أنت ملكش فيه انت سامع "
قالتها برعب ظاهر عليها ومشت بسرعه عندما رأت علامات الاستغراب على وجهه ابنها هربت قبل أن يسئلها عن سبب ردة فعلها
استغرب بلال كثيرة ردة فعلها ، ولكن لم يكترث فهو يعلم مدا خوفها عليه وعلى سلامته
" بلال بيه الحق حجاج بيه فى أوضة الست نجوان هانم فوق "
كانت تلك الكلمات كافيه لتجعله ينطلق كاصروخ لغرفة والدته ليرى مايحصل فيها
_________________________________________
كانت تتشبس بسريرها وهى تبكى بقهر على حالها وتحدث نفسها ، فقد انتهت كل شئ بنسبة لها بعد أن انتهك عرضها وشرفها بيد غير شريفه فافى ليله وضحها أصبحت بلا روح فهى الأن تشبه فتيات الليل نعم هى ترى نفسها تشبهم بعد أن نهكت برائتها على يد الذئاب البشريه التى لم يرحموا أبدا ضعفها ولا صراخها هى الأن لا تستحق هذه الحياة من مثلها لا ينفعه ألا الموت يجب أن تنهى حياتها حتى تخلص والدتها وأختها من ذنبها فهى خاطيه ويجب قتلها ولكنه لن تسمح لأحد أن يقتلها ثانيةً يكفيها المرة الأول ، الخطوة الثانية لقتلها ستصبح على يدها هى هى من ستنهى حياتها بنفسها
راقها هذا الحل كثيرا فهى. تظن أن بفعلتها هذه سوف تذيح أى شئ ممكن أن يلوث سمعت عائلتها
نظرت فى اتجاه أختها وجدتها قد غفت من كثرة التعب ، فبكت وهى تنظر لها واقتربت منها وقبلتها وهى. تحاول أن تمنع شهقاتها وبعد أن ودعتها قامت من مكانها وحاولت أن تتحمل ألام جسدها وخرجت من غرفتها وذهبت بأتجاه غرفة والدتها ونظرت لها من بعيد خافت أن تقترب منها فاتستيقظ أكتفت بنظر لها ملأت عينيها منها وبعد ها اغلقت الباب ونظرة للبيت وادمعت عينها وخرجت من البيت بأكمله لتنهى هذه الجريمه
_________________________________________
كان يقود سيارته وهو يحاول أن يجد حل تلك الكارثه التى وقعت عليهم دون سابق إنذار غير تهديدات والده له أنه سوف يتبرأ منه إن لم ياتى بحق أخيه بيده لايعلم ماذا يفعل ولكن لن يخون مهنته حتى ولو على موته غير أن الله وضع قوانين لهذه الحياة فا من هو ليخالف تلك القوانين ، لم بجد حل غير أن يذهب أن يذهب بعيدا عن بيته ليفكر فى حل يعصمه من الخطأ وفى نفس الوقت يأتى بحق بحق أخيه ويرضى أبيه
كان يسير بسرعه كبير فافى هذا الوقت المتأخرة يصبح الطريق خالى من اى. شخص وهذا ما سهل عليه التحرك بتلك السرعه
وأثناء سيره بسياره توقف بها وهو ينظر أمامه يحاول أن يهدأ فهو لم يتعافى بعد من موت أخيه ، لا أحد يشعر. بنيران التى تحرقه
خرج من السياره وسار على قدميه وهو يفكر فى حل ما يرضى أبيه ، أثناء سيره توقف بصدمه عندما لمح شئ غريب ما يحصل أمامه فى البحيره
انتفض بسرعه عندما لمح شخص يغرق فى تلك البحيره الممتلائه ، لم يفكر الثانيه واحدة وخلع حزائه وقفز فى المياه وحاول العوم بسرعه ليصل لذلك الغريق وبالفعل وصل له ولكنه تفاجاء. بأنها فتاة والأسوء من هذا أنه لن تموت بالغرق فقط بل هناك من قطع يدها بنصل حاد وجعل المياه تتلون بدمائها
________________________________________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية