رواية مسك الليل الفصل الحادي و الثلاثون 31 - بقلم سارة طارق
عوض الله لي
بسم الله الرحمن الرحيم
صلى على الحبيب قلبك يطيب فصلاة عليه نورا وطيب
اللهم صلى على وسلم على سيدنا محمد عدد ما ذكره الذاكرون وصل اللهم وسلم على سيدنا عدد ماغفل عن ذكره الغافلون
_________________________________________
ضحكتها ترن فى البيت من كثرة علوها
" خلاص بجا يازينة شيلى عيالك من قدامى انا لو دخلت تانى مش هحلهم وهفضل ابوسهم من خدودهم الحلوة دى " قالتها وهى تقف على عتبة الباب تضحك وتغازل أولاد زينة
" طب متخليكى معانا اهو متسلية بينا لحد ما جوزك يرجع ، اهو نتوانس ببعض لسه العيال مش هتنام دلوقتى لسه سهرتهم طويلة جوى "
" لا ياختى أنا هروح لسه المطبخ احضر عشا لرضوان هو من الصبح مع الحج فى الارض ،و فى المجلس بيشوف مظالم الناس وزمانه راجع هفتان "
شعرت زينة بوخزة بسيطة فى قلبها
" طب روحى حضريله كل اللى نفسه فيه وبيحبه ، ربنا يباركلك فيه ويجعل حسه دائما حوليكى يامسك"
شعرت مسك بتقلب مزاجها وفهمت حزنها ولكنها لم ترد التحدث اكثر لتحزنها فإبتسمت لها وخرجت وهى تدعى لها أن يعوضها الله بالخير دائما
انهمرت دمعاتها على وجنتها وهى تحرك يدها ناحية برواز صغير به صورتها هى و رشاد وتمسح بيدها على وجهه من فوق الزجاج وهى تجهش بالبكاء قائلا
"فاكر يارشاد ، لما كنت ترجع تلجينى محضرالك كل الوكل اللى بتحبه ، كنت بجعد طول اليوم من أول ما افتح عينى الصبحية لحد معاد ماتيجى وانا بحضرلك الوكلة ، كنت ببجا ،مبسوطة وفرحانه وانا شيفا فى عنيك علامة الرضا وفرحك بالوكل " مسحت دموعها وهى تتذكر مدحه لطعامها
امسك يدها وقبل باطنه بإبتسامة عازبة
" تسلم يدك ، يا أحلى زينة حياتى ، و أحلى واحدة تعمل بامية " نطقت بسرعة
" هى البامية بس اللى عجبتك ، طب الوكل التانى والله حلو المشحى أنا عملاه زين والله "
.ضحك عليها وقبل يدها مرة أخرى
" ياحبيبة جلبى ، البامية والمحشى ، وطاحن اللسان عصفور ، والرز والفراخ المحشية والحمام ، كله زي زبدة ، زى أيد صحبتهم كده " احمرت وجنتيها وتحدث
" تسلميلى ياسيد الرجالة " أمسكت قطعة حمام أمامها تناولها له
" طب خدى دى من أيدى ، وجولى رأيك " رفض أخذها بسبب انتفاخ معدته من كثرة الطعام
" لا أبوس يدك. ، دا انا على اخرى ، دا أنا لو باكول فى اخر زادى ماكنتش أكلت الكمية دى " تحدثت بدلع
" تعدمنى لو ما اكلتش منها حتة صغيرة "
" بعد الشر عنك " قالها وهو يقطع منها قطعة صغيرة وبعدها قام بسرعة ، حتى لا تتمسك به وترغمه على الطعام أكثر ، لم يعد فى معدته مكان آخر لقد أمتلأت لأسبوع قادم
اغتسل وجلس على الفراش ويحرك يده على معدته يشعر بثقل الطعام على معدته كأنها لم تستطع أن تهضم كل هذا الطعام مرة واحدة ظل يمسح بيده عليها ، حتى وجد الباب يفتح وتدخل منه زينة بيدها حامل صغير به كوب من الشاي والأخر من الماء وتضع أمامه أمسكت كوب الماء وفضت فى محتواه كيس من الفوار حتى يساعده على هضم الطعام بسرعة
ناولته كوب الشاى وهى تتأمل به كثيرا وكأنها ترسم كل قطعة فى وجهه فى رأسها
" مالك بتبصيلى أكده ليه ، اول مرة تشوفينى " قالها وهى يُلمس على شعرها بحنو كاطفلة الصغيرة
" كل مرة بشوفك فيها كأنى بشوفك لاول مرة سيد الرجالة ، حتى شكلك حلو "
" شكلى عجبك يازينة "
" انت كولك عاچبنى ياسيد الناس ، انت جوزى وحبيبي ، عمر عينى ماتشوف غيرك واصل "
فاقت من شرودها على صراخ أبنائها فوضعت الصورة أمامها وذهب لتطتعمهم
________________________________________
عد شهر كامل كأنه مر عليها كادهر بدون غيث ولا حتى نظرة تريح قلبها رغم مجيئه كل يوم لينام فى أحضانها بعد محاولاته الفاشلة كل مرة فى تشجيع نفسه على النوم بدونها ولكن يأتى كل يوم لعندها يحتضنها ويفغو ، ورغم شعورها الجميل بهذا اللى أنها تشعر بجفائه منها وكل مرة تحاول أن تتحدث معه يصدها ولا يريد محادثاتها فى اى شئ
ارجوك يونس هذا العقاب قاسى جدا على لا تتركني هكذا دون حديث لوشئت صرخ علي افعل ما تريد ولكن لاتهجر قلبى هكذا فهو أصبح كالمريض الذى يعافر للحياة لأجل كلمة منك ، لأجل خاطرى لا تقسوا على اكثر من هذا وعاتبنى حتى يرتاح عقلى ويرتوى قلبى بسامع صوتك يناديني
تلك الكلمات التى كتبتها وبعثتها فى رسالة له على هاتفها لتطبيق واتس آب ، ولكن كالعادة يراها ولا يرد
ظلت تفكر فى أى شئ حتى تجعله يرجع لها مرة أخرى ، حتى لمعت فى عقلها فكرة ما بتأكيد ستجعله
يعود لها من جديد ، اترتدت ملابس مناسبة لتنفيذ خطتها وبعدها خرجت من غرفتها تتجه للأسفل خطت بخطوات هادئة دون أن تصدر صوت حتى وصلت لغرفة مكتبه وابتسمت لنجاح جزء مهم من خطتها وبعدها ذهبت للخارج وذهبت لوجهتها. خطت بقدمها وهى تنظر له وتبتسم بخبث لحصانها وتلمس جسده الأسود الناعم بيدها وتتمشى يدها على ضفيرته الكبيرة التى صنعته من أجله حتى يبدو شكله جذاب أكثر ، أقترب نوارة أكثر من الحصان وأمطتعته وهى تقول
" ونبدأ بسم الله ، مرتضى بالله عليكى ماتكسفنى المرادى خلينى اطير ، خليه بتجنن عليا ، اهو يمكن لما يشوفنى بجرى بيك كده يمكن يزعق ويخرج اللى جواه احسن ماهو كاتم فى قلبه كده وساكت اكيد هيشوفنا دلوقتى فى الكاميرات "
تحركت خارج الاستطبل بحصانها الذى سمته مرتضى
وذهبت بإتجاه الأرض المخصصه للاحصانه وتنفست بعمق وبعدها انطلقت بمرتض بعد أن أعطته الإشارة
يمسك بيده بعد الارواق التى تخص مشروع بيع الاحصانه ، وأثناء اندماجه لمحها وهى تخرج بمرتضى مرة. أخرى بعد أن كان هذا الحصان سيتسبب فى قتلها فى آخر مرة ولم يستغرق دقيقه
حتى رما مابيده ، وهرول بسرعة للخارج لعله يلحقها قبل أن تتهور كاسابق تتهور وتؤذى نفسها ، تلك الغبية كانت ستتثبب فى كسر رقبته فى المرة السابقة أتريد الموت وتركى وحدى بدونها ، وصل لها وجدها تكاد فعلا تطير بالحصان يعلم أنها ماهرة وأنه دربها جيدا ولكنه يخش عليها عندما تسرع بتلك الطريقة
" نوارة واقفى الحصان فورا " ظلت كما هى ولم ترد عليه وتابعة ماتفعله
" نوارة بقولك واقفى كل ده انتى سمعانى ، اقفى انتى بدل ما اقف انا قصاد الحصان وأخليه يدهسنى واخلص "
التفتت بنصف جسدها قائلا " بعد الشر أن شالله ...... " مال جسدها للخلف أكثر كادت تقع من قفز الحصان على السياج
هلع يونس عليها " خلى بالك يانوارة " وقفز لعندها ، ولكن الآخرة تمالكت نفسها بمهارة كبيره وبعد لحظات أوقفت الحصان ، كان وجهها شاحب جدا
لول فضل الله كانت أسفل قدم الحصان وجدت يونس يحمل جسدها من على الأرض يأخذها فى أحضانه ودفنت نفسها فى صدره كاطفلة وجسدها
يرتعش من الخوف لأنها فى لحظها كادت تموت ،. بل هو من وقع قلبه أسفل قدميه بعد ذلك المشهد
ظل كهذا حتى أستكانت فى أحضانه وهدأت ، عاد لغضبه من جديد واحمر وجهه وبعدها عنه وامسكها من زراعها هو ينوى على الكثير تلك الغبية التى كادت تهلك نفسها ، رأت نوارة عين الشر لها من
يونس فارتجف بدنها وبلعت ريقها ثم لمع فى عقلها فكرة حتى تبعد بركان غضبه عنها ، وضعت يدها على رأسها وأغلقت عيونها ووقعت بين يديه تمثل الاغماء
وهو عندما وجدها بهذا الوضع تقع بين يديه حملها بسرعة خاف عليها ، وحملها وهرول بها إلى دخل البيت وهو يصرخ على أحد عمال البيت أن يجلب له طبيبة
" عتمان بسرعة أجرى هاتلى دكتورة بسرعة الهانم تعبانة " قالها وهو يركض بها لداخل وتخطى تلك التى دخلت منزله وكانت أمامه ولكنه كالعاده لايراها
ولا يشعر بها ، كانت جهاد زوجته الثانية تقف أمامه ولم يراها من كثرة خوفه على زوجته تلك التى سرقت كل كيانه ،ولم تترك لها شئ حتى أنها احيانا تشعر أنها تزوجة من الهواء
انتهت تلك الطبيبة من الكشف على نوارة التى مازالت تدعى أنها فاقده للوعى ، نزعت تلك الطبيبة سماعتها
وابتسمت ليونس الذى كاد يموت من القلق على زوجته
" متخافش يا يونس بيه الست نوارة بخير بس هى شكلها بتتدلع عليك عشان تهتم بيها وتاخد بالك منها أكتر "
" بتدلع عليا .... يعنى ايه بس ، عشان دماغى متروحش لبعيد "
ضحكت الطبيبة
" لا بعيد ولا قريب ، مراتك زى الفل ومفهاش حاجه عن اذنك "
خرجت الطبيبة وهو مازال ينظر لزوجته وجد جفونها تتحرك ببطء فرفع قدمه وخلع حذاء
" قومى يابنت ..... دا انا هجبلك غيبوبة دلوقتى" قفزت من على السرير وهى تصرخ وتلف حول نفسها فى الغرفة لا تعرف أين تختبئ وجدته يلقيها بالحذاء
ولكنها اخفضت رأسها وتفادت الحذاء
" وحيات أبوك ياشيخ لتهدى ،. دا انا كنت خايفة منك والله يعنى كنت عاوزنى أعمل ايه "
صرخ بها وهو يمسكها من زراعها
" تقومى رعبانى عليكى ، بتكدبى عليا تانى يا نوارة شكلك حبيتى اوى فكرة انك تلعبى بيا وتفضلى تكدبى عليا ، اظاهر انى مبقاش ليا قيمة ايه مبقتيش شايفانى راجل قدامك "
بكت وهى تحتضنه وتهز رأسها برفض
" والله العظيم ابدا ، ابدا انت راجلى يا يايونس وعمرى مهشوفك غير راجلى وسندى فى الدنيا ،
أنا والله مقصدتش أنا كنت حابه أرجعك ليا تانى "
ابتعد عنها وهو يدير ظهره لها
" انتى اللى بعاتينى عنك بعملتك السودة دى ، انتى بعمله زى دى كنتى ممكن تودى نفسك فى دهيا
وتقللى منى قصاد الناس ، ليه عملتى كده ليه ،
ايه اللى خلاكى تتصرفى من دماغك ، احنا مش
حسمنا موضوع الخلفه ده وقلنا هنسبها لربنا ،
ليه عملتى كده فى نفسك وفيا يا نوارة ليه "
صرخت فى وجهه لأول مرة
" يعنى كنت عاوزنى أعمل ايه ، انا واحدة كل يوم بتصحى على كابوس أنها مش أم ولا عمرها هتكون ام فى يوم من الأيام ، وبتنام على كابوس أن جوزها ممكن فيوم يبعد عنها ويتجوز عليها ، أنا بخاف اصحى فى يوم ملقكش جمبى أنا وتكون مع واحدة تانية ، بخاف يجى اللى يخدك منى ويقولى انك حقها هى مش أنا ، كنت عاوزه طفل يكون بينا أنا
وانت ويفضل ربطنا ببعض العمر كله ، أنا والله العظيم عمرى مافكرت فى لحظة انى اكدب عليك أو اقلل منك ولا كنت ناوية أعمل كده ، بس أنا لما شلت مُتيم بين أيديا حسيت
أحساس عمرى مافى يوم كنت اتوقع انى أعيشه فى الحقيقة يا يايونس ، يا أخى أعذرنى أنا ست ناقصة
عارف يعنى ايه واحدة تحس انها مش ست كاملة
وأنها دائما حاسة أنها ممكن تصحى تلاقى جوزها
فى حضن واحدة تانية غيرى "
تنفس بعمق وحاول التحدث بهدوء
" بردو ، انتى اتصرفتى غلط ، وكان ممكن ترجعيلى الأول ، غير كده انتى عارفه أن عمر ما فى واحدة هتاخد مكانك فى قلبى ، لأنى انتى الست الوحيدة. اللى اتخلقت عشنها وعمرى ماهكون غير ليكى وبس "
اقتربت منه ونظرت له بعيون حمراء من كثرة البكاء
ونطقت بنبرة مرتعشة خائفة
" أوعى تتجوز عليا يا يايونس ، أنا قلبى وجعنى ومش مرتاحة " قالتها وبعدها أختفت فى أحضانه
تحاول كتم شهقاتها ولكن لم تستطع فأخرجت كل ما فى قلبها وكأن قلبها كان يشعر منذ مدة بوجود غيرها ولكنها تكذبه ، لأنها لا تصدق أن يونس حبيب الطفولة الذى تربت على يده يفعل بها مثل تلك الفاعلة ابدا
ابتلع لعابه رعباً من حديثها ، فحالتها تلك تدل على أنها تشعر أنه يوجد غيرها ، ألمه قلبه لظلمه لها ، فهو لذلك اليوم لا يعرف كيف فعل هذا بها واين كان عقله فى تلك الليلة ، لكن يجب أن يتخلص من تلك الفتاة التى تزوجها حتى لو هذا سيكلفه عصيان والدته
_________________________________________
استفاقت من غيبوبتها التى قضت فيها أكثر من شهر ، وكان يتابع حالتها بشكل مستمر من الأطباء عند زيارته لها كل يوم ليرى ماتحتاجه
" ألف سلامة عليكى ، انا الدكتور طمنى عليكى قبل ما جيلك وقال ان ممكن تخرجى كمان يومين " قال رضوان وهو يجلس أمام نجاة الجالسة على فراش المشفى أمامه
" كتر خيرك يابيه ، على كل اللى عملته معايا ومع أخويا ، الا هو فين صحيح يابيه كل مرة أجولك هاته معاك اشوفه مش بتجيبه ليه ،، بالله عليك ، نفسي اشوفه وأملى عينى منه " قالتها بشوق كبير لأخيها
ابتلع الأخر لعابة
" انتى كده كده هتشوفيه قريب ، بس انا كنت عاوز اتكلم معاكى شوية لو تقدرى يعنى "
ابتسمت له نجاة
" طبعا يابيه اتفضل ، انا سمعاك "
" بلاش يابيه دى قوليلى ياعم رضوان "
هزت راسها مواقفه
فتحدث هو
" انتى هتعملى ايه لما تخرجى من هنا "
" متجلجش عليا بيه ، انا اول ما اخرج من هنا هشتغل فى أرضنا واصرف على نفسي وعلى أخويا ، وربك الحافظ يابيه جصدى ياعم رضوان "
هنا تنهد رضوان قائلا
" كل اللى انتى قولتيه ده انسيه وانا هعمل نفسي مسمعتش حاجه ، مفيش حاجة اسمها اعيش واشتغل واصرف على أخويا انسي وبعدين النص قيراط اللى عندكم ده هيجبلك ايه ولا هتشتغلى فيه ازاى دا انتى مجبتيش الستاشر سنه حته ، أسمعى وركزى فى اللى هقولك على ومتقطعنيش ، اخوكى عند يونس بيه زى ماقولتلك الراجل كتر خيرة ، أتكفل بأخوكى بعد موت امك وهروب أبوكى وانا وعدتك ألقيلك اخوكى و لقيته و يونس كتر خيره اخده عنه بيرعيه هو ومراته كأنه ابنهم بظبط ، وبصراحه هما قلبهم اتعلق بأخوكى جدا ، هما يعنى بيتمنوا أنهم لو تشرفي ....... استنا انت يارضوان خليني انا اكلمها " قالها يونس وهو يدخل عليه وبيده نوارة التى تحمل الطفل متيم اخو نجاة
رفعت نجاة بصرها لهم ونظرت ليد نوارة وتعلقت عينيها على هذا الطفل الذى بين يديها
ذهبت لها نوارة و وضعته على قدمى نجاة وهى تقبلها من رأسها بحنان وتقولها
" متيم أخوكى " رفعت نجاة عينيها عليها بدهشة شعرت بدقة قلبها وانزلت بصرها لأخيها وتحمله بين بيدها وتنظرت لوجهه غير مصدقة ، لقد ظنت أنها لن تراه ولكن كان لطُف الله بها اكبر بكثير مما ظنت
فرت دمعه من عينيه ، كم يشبه أمها كثيرا حتى ان عينيها الرماديه لقد ورثها عنها هى و والدتها ياليتها
كانت موجودة لتراك كانت ستفرح بك كثيرا لكن انت ستعوضنى عنها لانك تشبها كثيرا نسخة متطابقة ، هكذا كانت تتحدث فى عقلها
عند يونس نزلل بمستوى جسده لرضوان وهمس له بإذنه أن يخرج ويتركه مع نجاة قليلا ، وافق رضوان وأخبره أنه سيرحل للمنزل وأخبره أنه سيتصل به ليخبره ما حصل ، وافق يونس وسلم عليه و ودعه وبعدها رجع لنجاة ليخبرها بقراراه ويتمنا أن توافق ، وتكون معهم للأبد ، كابنتهم الكبيرة
_________________________________________
" ألحجى ياست هانم ، ياست رحمة ألحجى ، فى ايه " رفعت الآخر عينيها لتلك التى تناديها
فنطقت رحمة ببعض الضيق
" فى ايه ، يامرة انتى ، صوتك عالى ليه ، الدنيا اتهددت والجيامة جامت "
فنطقت فردوس " جامت ياستى جامت ، سي يونس والست نوارة راجعين ومعاهم نجاة بنت علوان الغفير اللى كان شغال عندنا ، وشكلها تعبان اوى وسندا على الست الصغيرة نوارة "
جحظت الآخرة عينيها من الدهشة وابتلعت ريقها و
كانت جهاد زوجة يونس الثانية تجلس معها بالغرفة لكن استغربت بشدة اصفرار وجه رحمة والعرق الذى يتصبب من وجهها بهذا الشكل بعد سماعها اسم تلك الفتاة هناك سر ، تلك المرأة شى تخبئه تلك الحية ثم ضحكت بسخرية ناطقا فى داخلها ، أهناك من ظلمته تلك الحية أيضا فسألتها لترضى فضولها
" مالك ياست رحمة ، فى حاچة ، أيه اللى مخوفك أكده "
ردت الآخرى وهى ترتجف
" امشى جهاد بسرعة قبل مايونس يشوفك "
هنا طفح الكيل عند جهاد وصرخت فى وجهها
" وأمشى ليه ، هفضل لحد امتى مستخبيه منه لحد مايتا ياست رحمة هفضل غريبة جدام جوزى ، يرضى مين ده انى ابقا متجوز وجوزى مشفنيـ .... "
"مش وجته يا بت انتى حديدك ده ، غورى من وشى يا بومة وشك وجدمك عليا كان فقر من ساعة ماشوفتك فكرتك هتكونى سبب فى طرد البومة التانية من هنا بس طلعتى بت خايبة والمصايب بتيجى من ورا جدمك المحنى زى الهوا غورى " قامت بدفعها للباب ثم حدثت خادمتها فردوس
" غوريها من الباب التانى وش البومة دى وأياكى يونس يشوفها لتفضحنا يلا انتى لسه هتبحلجى فيا غور من أهنا لما أشوف المصيبة التانية "
ظلت تلف حول نفسها وبعدها خرجت من غرفتها ونزلت للاسفل لترى هل علم مافعلته حتى الأن
ولكن من اين عرف أن تلك الفتاة اخت الولد الذى
معه هى التى كانت تريد أن تخبره بطريقتها هى كما خطتت ، هى تشعر بالحيرة والخوف ولا تعرف ماذا
تفعل أو تقول ولكن كل شىء سيوضح لها من ردة فعله عندما يراها
وجدت يونس يجلس بجانب زوجته و على قدمه الصغير ويداعبه وينظر لنوارة من الحين للآخر وهى تجلس بجانب تلك الفتاة تحدثها وتلعب بشعرها
هنا زادت النيران بداخل رحمة عندما وجدت نوارة تعيش مع ابنها بتلك الراحة ومعها اطفال وتجلس بتلك الأريحية وكأنها فى تلك اللحظة أصبحت ملكة
البيت وأصبحت هى لاشئ ، هنا جزت رحمة على أسنانها وهى تهمس بداخلها بغل
" اه يابنت الراقصة ، اقسم بالله لو اخر يوم فى عمرى مش هسيبك تتهنى فى العز ده ، وتملكى ابنى تانى ، ابنى هاخده منك زى ماختيه منى "
رأت نوارة نظرات رحمة لها ورأت النيران التى تخرج من عيونها كسهام تتجه ناحيتها
لمحت نوارة بطرف عينيها يونس وجدته يلعب مع متيم ولا يرى أحد غير الصغير
فوجهت نظراتها بإتجاه رحمة وابتسمت لها ابتسامة صغيرة مستفزة ورفعت حاجبها الأيسر وأخذت نجاة فى أحضانها كأنها تبعث لها رسالة، أنها إن لم يمن الله عليها بنعمة الاطفال من رحمها ، فقد ارسلهم لها من السماء وعوضها بدال الطفل اثنين وأصبحت أم لولد وفتاة
" ايه ياماما واقفا عندك ليه ، تعالى وشوفى عوض ربنا ليا ، عوضى بدال العيل اتنين ، وادانى الولد والبنت تعالى ياتيته سالمى على أحفادك"
هنا اشتعلت نيران رحمة أكثر لدرجة عمت عيونها
" احفاد مين يابنت الراقص.... "
" أما ... متكمليش ومتنسيش أن هيا مراتى "
_________________________________________
دخل رضوان بيتهم وصعد لغرفته وبمجرد أن فتح الباب وتقدم خطوتين وجد مسك تنقض عليه وتدخل فى أحضانها وتتمسك به وتبكى كاطفلة الصغيرة وهى تشعر كأنها ملكت العالم كله بين يدها وأتى عوض الله لها
" أنا بحبك اوى يارضوان " وكأن العالم كله وقف عند جملتها تلك شعر بتجمد جسده من صدمة ماسمعه منها ولكن شعر بحراره تغذو جسده عقب جملتها الأخرى له
" عوض ربنا جه ، أنا حامل فى حتة منك يارضوان ، انا بحبك اوى اوى "
_________________________________________
تفاعلكم ياقراء وتعليقاتكم وتواقعتكم بالقادم
ارجو متنسوش الڤوت 🌟
سلام عليكم
فى حفظ الله ورعايته
سارة طارق ❤️
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية