Ads by Google X

رواية مسك الليل الفصل الرابع و الثلاثون 34 - بقلم سارة طارق

الصفحة الرئيسية

     

 رواية مسك الليل الفصل الرابع و الثلاثون 34 - بقلم سارة طارق

الخاتمة ( ختامها مسك الليل)
                              
                                    
بسم الله الرحمن الرحيم



اللهم صلى على سيدنا محمد عدد أوراق الشجر وعدد الرمال والحصى ، وعدد زبد بحارك وأمواجها 
عدد ما ذكره الذاكرون وغفل عن ذكره الغافلون



_________________________________________



تم القيض على اللصوص الذين اعترضوا طريق رحمة والدة يونس لسرقتها قبل وصولها لوجهتها 



وبعد ثلاثة أيام من موت رحمه وجدت جهاد زوجة يونس من يدق باب بيتهم فتحت وجدته رحل غريب يعطيها ظرف كبير واهب ها أنه من يونس وبعدها رحل دون أن يضيف كلمة أخرى



دخلت لغرفتها وبيدها هذا الظرف فتحته وجدة ورقة بها قسيمة طلاقها من يونس معها رسالة منه 



" لو كنت ظلمتك فأنتى كمان ظلمتى نفسك لما قبلتى انك تجوزى راجل متجوز ومهمكيش وجع مراته ، انا عن نفسي اتمنا تسمحينى ، وبإذن الله 
أكون سبب جوازك من راجل أفضل منى ميت مرة 
أنا عارف انك نفسك تكونى فوق ، وانا هنفذلك ده 
الظرف اللى معاكى ده فيه مؤخرك وبذيادة اعملى بيهم مشرع لنفسك ، وفى بيت كمان فى البلد انا كتبته بأسمك وعندك العقد بتاعه وعنوان بيتك الجديد ، اتمنا تسمحينى وتسمحي نفسك ، والأهم
تسامحى أمى  أنا برجوكى تسمحيها هى ملهاش 
حاجة دلوقتى هى بقت عند اللى خلقها ومش محتاجة غير مسمحتك وعدة حلوه ليها 



اتمنا تسمحينى 



يونس "



تلك هى الكلمات التى ارسلها لها حتى يستطيع أن يعوضها ولو بالقليل فهو أن تركها فى 
عصمته سوف يظلمها لأنه لن يقدر أن يعاملها كزوجة أو حتى يعاملها كزوجته نوارة سوف يفرق بينهم 
وهذا سيكون ظلم لها أيضا ، تبتسم بسخريه ورمت رسالته على الأرض ودهستها قائلا 



" هسامحك انت بس عمرى ماهسامح امك لازم تتعذب بذنبى ". ثم خرجت من غرفتها ونظرت لأبويها والقت أمامهم المال قائلا 



" خدوا فلوس اهى ، فلوس طلاقى وبزيادة كمان ، انبسطوا وهيصى ياما ، أدى الهانه اللى وعتينى اشوفه على ايد رحمة ، اهو بجيت مطلجة وانا عندى 
٢٠ سنه ، بس اجلوكم على حاچة العيب مش عليكم لوحدكم العيب عليا ، لما اتنزلت و وافجت على الجوازة الشؤم دى ، وجبلت انى اتجوز راجل البلد كلها عارفة أنه عاشج مرته وعمره ماهيفكر يشوف غرها " بكت وتركتهم وهربت لغرفتها تبكى على ضياعها لنفسها أصبحت مطلقة دون حتى أن تعيش 
أو تعرف معنى كلمة زواج تزوجت وهى تعيش مع اهلها وتم طلاقها وهى مازلت مع اهلها  نتطقت بقهر



" حسبي الله ونعم الوكيل فيك يا رحمه ، ربنا يجحمك عمرى ماهسمحك ابدا " ارتفعت شهقاتها وهى تلعن نفسها على غبائها ، ولكنها بعد فترة أزاحت دموعها وخرجت لامها وأبيها الذين مازالوا فى حالة صدمه وجدوها تقف أمامهم بوجه عليه أثر البكاء 
وعيون منتفخه ومازلت شهقاتها تخرج منها من حين لاخره فقالت بألم 

 
                
" اعمله حسابكم احنا مش هنعيش فى البلد دى تانى ، احنا هنروح مصر نعيش هناك ، عجبكم عجبكم مش عجبكم يبجا هروح لوحدى " قالتها ودخلت لغرفتها مرة أخرى 



وبالفعل بعد ثلاثة أيام ، كانت عائلة جهاد تحمل اغراضها على عربة نقل كبيرة بعد أن تركوا بيتهم 
وباعوا البيت الذى اشتراه لهم رضوان واشتروا بيت اخر فى القاهرة ليبدأ من هناك حياة جديدة



_________________________________________



صرخاتها تضوى فى المكان تجعل كل من يراها ويسمعها يركض ناحيتها ولكن ليس لمساعدتها بل لتخليص هذا المسكين من بين يدها تكاد تقتله 
بسبب امساكها لرقبته بتلك الطريقة التى تمنع الهواء 
عن الوصول لرئتيه وهو يحملها بين يديه لا يعلم
ماذا يفعل يشعر بالخوف عليها وعلى نفسه تلك المجنونه تخنقه بيد واليد الأخرى أمسكت بشعره تكاد يتقطع فى يدها  وبعدها شعر بنزول سائل دافئ منها على يده التى تحملها فلم يجد غير الوقوف فى منتصف المشفى ،  وقام بصراخ معها فنطق الاثنين فى نفس واحد 



" الحقوني هتموتنى .... بموت ياولاد الچذمة العيال هتنزل منى " 



هنا هرول  لهم مجموعة من الممرضين قاموا بتخليص رضوان منها بصعوبة كبيرة ووضعوها على الفراش المتحرك ليأخذوها على غرفة العمليات لتلد ولكنها انتفضت من على الفراش  وانقضت علي ذلك المسكين رضوان وهى تخنقه بكلتا يدها وتصرخ فى وجهه



" منك لله يارضوان ، ربنا ينتقم منك انت السبب فى اللى بيحصل ده أنت السبب  ربنا يخدااااااااك " اثناء خنقها له  قام بأمساكها هو أيضا مش شعرها بيديه وصرخ فى وجهه 



" بتدعى عليه ليه ، كنت غصبتك على حاجة مش عوزاها ، ابعدعى عنى والا هطلقك واتبرى من اللى فى بطنك دول ، واخلص منكم " 



قامت بتركه ثم صفقت بكلتا يدها له قائلا 



" ايوه كده أظهر على حققتك ، عايزة ترمينى انا وعيالى وتروح تچوز ، خلاص معادش ليا لازمة ،  اه يا واطى ، لكن لاء انا هدخل أولد  وأخرج انكد عليك واعيش على جلبك " ثم نظرت للممرضين من حولها 
وهى تستلقى على الفراش وتمسك بطنها 



" يالا دخلونى عايزة اولد  بسرعة واخرجله ، اه اااااه، العيال هتنزل منى يا رضوان الحق هات كرتونة بسرعة خد العيال فيها قبل مايقعوا على الأرض " 



قالتها وهى تبتعد عنه لغرفة العمليات 



" كرتونة ايه ، اللى هاخد فيها العيال ، ليه هخلف بح بلدى " نطقها وهو يصفق على يده من تلك الغبية التى تسمى زوجته ثم رفع يده فى السماء قائلا



" يامعين يارب ، عينى عليها وعلى العيال الجاية دى عشان اقسم بالله هى اعيل منهم ، ..... بس بحبها وكستى  أنى بحبها " 



وبعد دقائق وجد ممرضه تخرج من غرفة العمليات له فهرول إليها يسألها عن مسك  لكن وجدها تقول 




        
          
                
" استاذ رضوان مدام مسك تعبانة جدا وعيزاك معها جوه و..." لم يستمع لباقي حديثها فهرول ليدخل ولكن تلك الممرضة منعته وأخبرته أن يعقم نفسه ويبدل ثيابه اولا 



كانت تصرخ ودموعها تنزل كاشلال من ألم الولادة الذى يفتك بها وخصوصاً أنها سوف تلد طبيعى فنالت من الألم مايكفى  ولكنها تشعر بقبضة فى قلبها تشعر أنها لن تقوم من تلك الولادة ولكن توقفت عن التفكير عندما وجدته يهرول إليها وعيونه تنزل منها بضع قطرات  ويقبل رأسها ويحتضنها عند قلبه ويهمس لها ويحاول أن يداعبها لينسيها المها



" مسوكه ، مستكه ، مالك بس فيكى ايه " 



ردت عليه بنبرة ساخرة 



" لا ولاحاچة دا انا بولد بس متجلجش نفسك " شعر أنها تسخر منه ولكنه مارس تمثليته عليها حتى يفعل ما اتفقت عليه الممرضة معه ، فرد عليها وهو يرجع خصلات شعرها للخلف 



" طب وايه يعنى بتولدى ، دا حتى الولادة بقت سهلة جدا الايام دى مش زى زمان ، وبعدين متخافيش يامستكه انا جمبك ومش هسيبك "



رفعت عينيها الدامعه لخاصتة الكاذبة التي علمت من نبرة صوته أنه يخفي قلقه عليها فنطقت بألم 



" مش يمكن أنا اللى اسيبك " 



شعر برعب من تلك الجملة الغليظه واحتضنها على الفور لقد فهم مقصدها



" ايه اللى انتى بتقوليه ده ، انتى ولا أنا هنبعد عن بعض يامسك ، بلاش توجعى قلبى  ، انا مش حمل اى حاجه تحصلك " 



سالته وهى تتأمله بحب



" لو مخرجتش من هنا ، هتعرف تحب واحدة تانية غيرى ، تقبل واحدة تاخد مكانى فى قلبك وحياتك " 



" يامسك بس اسكتى بلاش الكلام ده بالله عليكى ، وبعدين مين دى اللى هتاخد مكانك دا محدش عملها قبل ماتكونى ملكي عشان حد يجى ياخد مكانك وانتى ملكى يامسك ، انا مهما دورت مش هلاقى حد زيك كنتى انتى الافضل دائما" وكأنه أخرج من فمه قنبله والقاها عليها لتشتعل عيونها وتمسكه من لياقة قميصه تخنقه بها  وتصرخ فى وجهه 



" مين دول اللى دورت ولقتهم واتعملت معاهم عشان تعرف اذا كنت أنا الاحلى  ولا هما ، انت بتخونى يا ابن جابر ، يعنى انت دورت  وقابلة وقارنة كمان "



هنا صرخ رضوان فى طبيب البنج 



" ماتخلص ياعم ، ولا انت عجبك  اللى بيحصل ده ، انتى هتديها الحقنه والا اجى ارشقها فى زورق



" طلقناااااااااااااااي "



هنا صرخت عليه بعد أن احتضنها بقوة ليثبتها لتأخذ الحقنة فهم قررو أنها سوف تلد قيصرى افضل لها فحالتها لا تستطيع الانتظار لطبيعى أكثر خصوصا بعد نزول الماء التى حول الاطفال 



*الحمدلله على نعمته التى لا تحصى ولا تعد ، ♥ اليوم من اجمل الأيام واغلاهم 🫂
اكتب بوست بمناسبة ولادة ابنائى  🥺
أسأل الله أن ينبتهم نباتا حسنا 😍🤲
وان يقر اعيننا  وان يجعلهم من حفظة كتابه الكريم 💜🤲
الحمد لله والمنه من الله اسميتهم ❤️❤️      عبدالله رضوان النمر ، 
جابر رضوان جابر النمر ،  
محمد رضوان جابر النمر 




        
          
                
كان يبتسم هو يقرأ لها البوست الذى رفعه رضوان على صفحته الشخصية رغم أنه حرم من أن يكون له طفل من صلبه إلا أنه كان سعيد وفرح جدا لصديقه 
أن الله مَن عليه بلأطفال 



أغلق هاتفه وهو ينظر لها وهى تلاعب متيم 



" غلبان رضوان شاف كتير فى حياته بعد وفاة اخوه وعاش وشاف اللى محدش شافه عشان يجيب حق اخوه بدراعه وبقانون برده ، شوفى سبحان الله ربنا عوضه خير وآداله بدل الولد تلاته ربنا يحميهم ويحفظهم ويجعله زرية صالحه .... " توقف لسانه عن الحديث عندما وجدها توقفت عن اللعب مع الولد وجد دموعها تنهمر وتمسحها بسرعه حتى لا يلاحظ 



وجدته يقترب منها ويمسح دمعاتها الهاربة ويبتسم لها ورفع رأسها بيديه وهو يقبل جبهتها قائلا 



" لو الدنيا بحالها بقوا ماليين بيتهوم عيال ، انتى عندى بدنيا ومافيها واشتريكى وابيع اى حاجه واى حد ، يا نوارة انتى ليه مش عايزة تصدقى انى راضي ومستكفي بيكى والله مستكفى بيكى ،                   أنتي الدنيا ومافيها يانوارة  " 



ابتسمت له وهزت رأسها له وجدته يلم شعرها للخلف 



" يالا قومى اغسلى وشك وأجهزى كده ولبسي متيم وهروح لنجاة اخليها تجهز ونروح نبارك لمسك ورضوان " 



تابعته حتى اختفى من أمامها وشهقت أكثر ونظرت لسماء تدعوا قائلا 



" والله يارب كان نفسي افرحه بس دا قدرك وانا راضيه بيه ، ولا حتى قادرة اخليه هو يخلف من غيرى بس بس انا لو حسيت أن فى حد هيقسمنى يونس أنا ممكن أموت ، مش قادرة اتخيل أن فى واحدة ممكن تخده  منى ولو لحظة واحدة ، يارب سامح اننيتي" 



**************************************



بعد حوالى ثلاثة شهور 



تنزلت من السيارة وهى تحمل صغيرها محمد ورضوان يحمل  جابر وعبدالله ، عند دخولهم لبيت يونس وجدوا بدر و ورد وهم يحملان بناتهم ورد تحمل فتاتها التى سمتها على اسم والدتها زينات ، والأخرى سمتها سدرة ، لأن مسك لم توافق أن تسمى أختها على إسمها لأن عندما اقترحت عليها ورد أن تسمي أحد  فتياتها على إسمها صرخت بها قائلا 



" انتى اتجننتى يا ورد ، عاوز تقصفى عمرى من الدنيا العمر الطويل ليا ، دا انا لسه عندى عيال لسه مشفوش الدنيا " 



اقتربت مسك  من أختها وقبلتها وقبلت ابنتها زينات وسلم رضوان على بدر ودخلا معا لحفل نجاح نجاة وعيد ميلادها أيضا فأصر يونس أن يعمل لها حفل كبير ويذبح به الكثير من الدبايح ليعبر عن فرحته بها ويكرم كل اهل البلدة وقد أهداها فستان جميل جعله يصمم لأجلها كان فستان واسع محتشم مصنوع من التول والأورجانزه ولونه أبيض وبيه ديل طويل من الخلف وكتب عليه من الامام  نجاة 




        
          
                
التف الجميع حول الطاولة ويغنون لها اغانى اعياد الميلاد نوارة تقف خلف نجاة وتحتضنها وتقبلها ويقف بجانبهم يونس يحمل متيم ويغنى معهم 



بعد الانتهاء من الغناء فقام يونس و رضوان بصفير بصوت  عالى جدا يحيونها به وصفق لها الجميع وبعدها اخذها يونس قائلا لها ولنوارة وللجميع



" يالا يانوجة  بسرعه نتصور كلنا ونخلص السيشن ، ونلف على بيوت البلد كلها نوزع اللحمة بنفسنا خلي الناس تدعلكم عشان ربنا يحفظك انتى واخوكى لينا ويحفظنا ليكم " 



هنا تأملت به نجاة وبكت وبعدها قامت بإحتضانه لاول مرة وبعدها نطقت له من وسط دموعها 



" ربنا يخليك ليا يايونس انت ونوارة " هزت راسها برفض قائلة



" لاء لاء ربنا يخليك ليا يابابا وانتى وماما ، انت اكتر حد يستاهل انى اجوله يابا ، ونوارة اكتر حد تستاهل تاخد مكان امى الله يرحمها " ضموا بعض فى لحظه عائليه وكان رضوان يحمل كاميراته ويصورهم فى تلك اللحظات الدافئة بينهم 



بعد جلسة التصوير التى كانت مليئة بالسعادة و الفرحة التى تخرج من القلب لقد. كانت ضحكاتهم صادقة نابعه من القلب 



وبعدها ذهب الجميع وكل فرد منهم يحمل كيس كبير مليئ باللحوم خرج يونس مع عائلته ورضوان ترك أولاده لأبيه وأمه وأخذ يوزع مع زوجته مسك على الناس ويتمازحان فى الطريق و بدر أيضا ترك أولاده لوالدته وذهب مع زوجته لجهه اخرى ليوزعوا أيضا على  الناس وكل مجموعة منهم يدق بيت ويعطى أهله كيس من اللحم ، يفرح به صاحب البيت ويدعوا لهم بالصحة والعافية ودوام الستر عليهم 



ذهبت نوارة لبيت قديم ومتهالك دقت عليه وبعد دقائق وجدت  سيدة تفتح لها وكانت سيدة عجوز يظهر عليها الإعياء فأبتسمت لها نوارة قائلا 



" السلام عليكم ياحاجة اتفضلى كيس اللحمة ده ليكى "  نظرت السيدة  لكيس اللحم وهى تلمسه بين يديها بفرحه كبيرة حتى بكت بشدة لدرجة اقلقت نوارة عليها 



" مالك بس يا امي بتعيطى ليه " 



نطقت السيدة من بين دموعها بألم 



" والله يابتى ، بجالى  كام يوم جعانين انى و عيال بنتى الله يرحمها واخر لجمه ( لقمة ) كانت فى البيت العيال كلوها امبارح بليل ، وكنت شحتها من واحد ماشي فى الشارع ، بعد مانامه امبارح وانا بصلي وبدعى  انه يكرمنى بإى حاچة تسد جوع اليتامه دول ومش مهم أني " قالتها وبعدها بكت 



" وشوفى ربنا يبعتلى بدل حتة اللجمة لحمة ، روحى ربنا يبارك فيكى ويسترها عليكى وميجوعلك عيل ولا حتى يرقدلك جته " 




        
          
                
احتضنت نوارة السيدة وبكت وبعدها سألتها عن سن احفادها وفأدخلتها السيدة بيتها لتريها أحفادها 



دخلت نوارة وصدمة من منظر البيت ، كان بيت صقفه متهالك صقفه من الأحطاب لا يستطيع أن يقاوم اى موجة امطار  متوسطة حتى  ولا يوجد أى مكان يصلح عليه الجلوس غير فرشة غير أداميه ينامون عليها دون حتى غطاء يحميهم من البرد 



وما صدم نوارة عندما رأت وجه الاطفال وبنيتهم الضعيفة وما المها أن سن هؤلاء الأطفال فى نفس سن أطفالها نجاة ومتيم وهذا جعلها لم تستطع الانتظار أكثر فركضت للخارج وظلت تبحث عن زوجها حتى وجدته بالقرب منها لانه كان يبحث عنها أيضا 



وما أن وجدته حتى انتشلت منه كيس اللحمه الكبير 
و ضعت يدها داخل جيب بنطاله وأخرجت محفظته اخذت منها كل المال الذى بها وركضت لتلك السيدة وهى بحالة صعبة جدا تبكى ولا تستطيع التوقف كأنها مصدومه أن هناك أحد يمكنه العيش فى هذا المكان الذى حتى لا يليق بأن يوجد به اى روح خلقها الله 



دخلت تلك السيدة وجدتها تحمل أيناء كبير على رأسها وأغلقت الباب خلفها وجدتها ذاهبه للخارج 



سألتها نوارة. 



" انتى رايحة فين " 



ردت السيدة 



" رايحة أجيب ماية ، عشان أوكل العيال واشفلى حد عنده حبة ملح "



" لاء متخديش من حد حاجة ، خدى دا كيس ، مليان لحمة بتاعك لوحدك ، ودول فلوس ، بصراحه مش عارفة كام بس كلها ليكى اشترى بيها ملح وسكر و رز و مكرونه وفراخ اشترى كل اللى نفسك فيه واشتريلك ماية اعملى كل حاجه انتى نفسك فيها " 



ابتسمت لها السيدة برضه 



" الله يباركلك يابتى بس ملوش لزوم ، انا معنديش حاجة أعين فيها كل ده انا كفاية عليا كيس اللحمه اللى اخدته فى الاول رضى جوى ونعمه من عند ربنا ، هو انى كنت طايله بلاش  طمع ، ممكن تروحى تشوفى حد محتاج زيي فى ناس كتير زى حلاتى فى البلد اهنيه محدش حاسس بيهم روحلهم واجبرى بخاطرهم زى ما جبرتى اليتامى اللى جوه دول " 



" حاضر والله انا هعمل اللى قولتى عليه وهروح لناس دى بس ارجوكى خديهم " 



" اعمل بيهم ايه يابتى والله ماعندى حته احطوهم فيها دا هو يدوبك حتة  بتوجاز بعين واحدة صغير اطبخ عليه متشيلنيش ذنب الحاجة والله هتبوظ " 



أتى يونس من خلف نوارة وهو يقول تلك السيدة بأدب 



" اسمع كلامها وريحيها ونبى ياحاجة ، واطمنى ساعة واحدة وهتلاقى كا حاجة ناقصاكى موجودة عندك " 




        
          
                
ردت عليه بابتسامة مليئه برضه 



". كتر خيرك يابنى بس انى مش عاوزة حاجه نصيبى واخته روح شوف غيرى ، بس لو حابب تسعدنى بجد شوفى شغله اشتغلها واصرف بيها على احفادى" 



وافقها يونس وبعدها أراح السيدة وتركها تذهب مكان ما تريد وبعدها أخذ نوارة التى كانت تنظر له ببعض الغضب ولكنها لم تستمع له وذهبت لبيت السيدة وفتحته رغم منع يونس لها أن هذا تصرف غير صحيح ولكنها عاندته ودخلت البيت ووضعت به اللحوم وذهبت للأطفال كانوا نائمين من كثرة الجوع 
انحنت لهم وقبلت جبينهم ، وأثناء تقبيلها للفتاة نزلت دمعه هاربة من عيونها على وجه تلك الفتاة التى فى عمر نجاة ابنتها فتحت تلك الفتاة عيونها ولكن مازال النوم مسيطر عليها وقالت بتوهان



" أنا جعانه ياستى ، چبتى الوكل " 



هنا لم تتحمل نوارة البكاء اكثر من وكتمة شهقاتها وخرجت ليونس الذى كان ينتظرها فى الخارج 
وضمته وهى تبكى وتقول برجاء 



" عشان خاطرى ساعدهم يا يونس " 



ربط عليها بحنان



" متقلقيش انا كلمت رضوان وهو هيعمل الازم متخافيش " 



وبعد ساعة ونصف كان رضوان يكركب فوق سيارة نقل كبيرة هو و بدر الذى كان يصفق ويغنى كأنه فى أحد الأفراح الشعبيه



" يالى على الترعة حود على المالح عندكم ترعه عندنا مالح ، وسطى بيوجعنى من ايه " 



هنا رد رضوان عليه بسخريه



" تلاقى ورد علمت و أيدها تقلت عليك بس "



هنا تهجم وجهه



" وهى تجدر  ،  دا انا بيسمونى فى الجيش بدر بتشان من كتر ما أنا مابخفش والكل يخاف منى " 



فلت من فم رضوان ضحكة صغيرة



" لا مواضح ، بأمارت وسط اللى بيوجعك " 



كاد يرد عليه بدر ولكن توقفت السيارة ونزل منها الاثنين ، وركض لهم يونس ليحمل مهم اغراض تم شرأها لتلك السيدة تفيد بيتها 



حمل رضوان الثلاجة على ظهره وحملها معه بدر من الخلف وحمل يونس كرتونه كبيرة بها طقم من اوانى  الطعام ، وبعد  ساعه كان جميع الاغراض داخل البيت 
وقامو الثلاث رجال برصها داخل البيت كل شىء فى مكان مخصص له وقاموا  بتشغيلها وفى الخارج 



كانت نوارة تجلس مع تلك السيدة التى أخبرتها أن إسمها جوهرة وكان معهم ورد. ومسك الذين أسرو على الحضور ومعهم نجاة التى جلست بجانب الفتاة حفيدة جوهرة التى تعرفت على إسمها وهو بسمة 




        
          
                
وكانوا يتحدثون مع بعضهم أتى رضوان ويونس الذى جلسوا  معهم 
س



الت ورد رضوان عن زوجها 



" اومال   فين بدر مخرجش معاكم ليه " 



رد عليها رضوان قائلا 



" جوزك واحنا بنرص اللحمة جوه شبط فى كيس لحمة وحلف ليطبخه وناكل كلنا مع بعض " 



ردت عليه ورد قائلا بفخر



" يبجا هتاكل احلى حتة لحمة وشوية شوربة فى حياتك كلها دا بدر جوزى طباخ درجة أوله  " 



هنا استأذن يونس السيدة جوهرة وأخذها ووقف  بعيدا عنهم 



" ست جوهرة ، انا عرفت مين صاحب الأرض اللى جمبك دى وكلمته وهشتريها منه ، وهبنيلك عليها بيت صغير وننقلك فيه كل حاجتك لما تجهز بإذن الله ، والاوضة هنهدها ونبنيها من الأول وهنعملك فيها مشروع صغير تسترزقى منه " 



دعت له السيدة جوهرة من قلبها 



" روح يابنى ربك يفرح جلبك ويعوضك خير انتى ومراتك  ويخليكم لعيلكم ويجبر بخاطركم فى  الدنيا والآخرة ، ومايبيتكم زعلانين ولا دمعتكم على خدكم ابدا ربنا يحبب فيكم خلقه " 



ابتسم لها يونس برضا فدعوتها تلك كانت مثل الدواء لقلبه 



" الله يكرمك والله دعويكى دى بدنيا ومافيها ، بس مش انا لوحدى اللى جبت الحاجة رضوان وبدر أسرو يشاركه فيها ويجبوهالك " 



أتى رضوان من خلفهم 



" ياست جوهرة كده البيت كامل من مجميعوا ومش ناقص  اى حاجة ، بس أنا طالب منك خدمة صغيره ، بعد الغدا تكتبيلى كل اسامى الناس اللى فى المنطقة هنا والمناطق المجاورة ليكم اللى ظروفهم صعبة وانا متكفل بيهم انا ويونس وبدر كمان " 



استغربت جوهرة طلبه هذا كثيرا 



" طب وانتى هتعمل كده ليه واحنا اصلا مش تبعكم ، انتم بلد واحنا بلد ومعروفة فى سلو كل حتة أن كل كبير بيخلى خيره لأهل بلده وملوش دعوة بإى حد غريب عن بلدهم ،. أنا افتكرت أن خدمتكم دى هتبجا ليه بس " 



هنا رد يونس عليها 



" ليكى ولغيرك ، ومتخافيش انا هستأذن كبير البلد ، وهنعمل كل حاجه برضاه ، بس انتى ارجوكى تركزى وانتى  بتملينا الأسماء عشان ماتنسيش حد ، ولو حاسه انك هتسقطى اسم ولا حاجه شوفى حد يساعدك ويكون له دراية بالبلد اكتر منك "



اكمل رضوان أيضا 



" وميهمكيش اى حاجه ، انتى بس شاورى واحنا علينا التنفيذ الخير كتير والحمد لله ، يمكن ربنا حطك فى طريقنا ، عشان نساعدك وندور  على غيرك ونوسع دائرة المساعدة بتاعتنا ، يمكن فى  ناس محتاجة اكتر منك وربنا عايز   يوصلنا ليهم  "




        
          
                
وافقت وهى تكاد تموت من السعادة 



" ربنا يخليكم للغلابة ، ويزيدكم يارب من نعيمه وميحوجكم لحد غير ربنا " 



________________________________________



بعد شهر كان رضوان ويونس يجهزان سيارات كبيرة بها مفارش بجميع انواعها وسيارة كبيرة تحمل جميع الأجهزة الكهربائية ، وأخريات يحملان جميع المواد الغذائية دون أن ينقص شىء ، وسيارات كبيره أيضا تحمل جميع الملابس بأشكالها وانواعها وكل حقيبة داخل السيارة يكتب عليها أسماء أصحابها ، وباقي السيارات متشابهات ويحملان مثل السيارات السابقة



أتى  بدر بعد أن تأكد هو والرجال أن كل شىء على ما يرام وان لا شىء ينقص ، وقف بجانب رضوان ويونس يخبرهم أن كل شيء تم كما خطط له



" الحمدلله كل حاجه ماشية تمام زى ماخططنا ، وربنا كرم ، انا مش قولتلكم أن الدعاية للخير بتجيب فلوس اكتر ، الصفحة اللى عملها رضوان على النت ، خلت ناس كتير بعتت لينا وانا صورت كل حاجة ونزلتها على الصفحه عشان الناس تطمن على فلوسها برضه وساعة التسليم هصور كل حاجه برده عشان  الكل يتاكد ، دا غير معارفكم الاغنيا اللى ساعدونا بصراحه يشكره ، يا اخى البلد دى مليانه ناس كتير قلبها ابيض ونفسها تساعد بس محدش بيعرف يوصلهم  " 



ابتسم رضوان برضا 



" الحمد لله ، ربنا كريم وعالم بعباده ، حتى فكرة نجاة عجبتنى قوى ، لما اتفقت هى وصحبها أنهم يلفه على بيوت البلد  يلمه من أهلها اى مساعدة ،. اللى بقا يدفع حنيه واللى خمسه واللى عشرة كل واحد بقا يدفع على قد مقدرته واتقفت مع زميلها اللى فى المدرسه اللى من البلد اللى جنبنا أنهم يعلموا من الناس  فى بلدهم ، وجايبه معانا أغلبية المواد الغذائية ، الرز والمكرونة والبقوليات كلها بأنواعها  وجايبه  لبس العيد بجزء التانى ، ربنا يباركلك فيها يايونس ، بنت بميت راجل بجد" 



ابتسم يونس له ربط على كتفه " شكرا يارضوان ، ربنا يخليك " 



"  معلش بس ممكن نطلع من مسلسل الاصدقاء ده ، ونشوف اللى ورانه الناس مستنيا على نار حاجتها وعيب نتأخر عليهم كده " نطق بدر 



ذهب كل منهم بإتجاه عربة وركب بجانب سائقها وانطلق كلنا منهم على. وجهة خاصة به ، معه مجموعة من السيارات التى بها متطلبات الناس جميعاً



فى البيت عند ورد كانت مسك ونوارة يجلسان معها فى غرفتها يتحدثان معهم أولادهم ونجاة تجلس معهم تخبره بأخر التطورات التى حققتها الصفحه التى انشأوها لتبرع ومساعدت الناس 



"الحمدلله بجد فى ناس كتير كانت متحفزة اوى ، وفى ناس اتكفلت ببنى السقف للبيوت وناس اتكلفت بالاسمنت وناس الرماله ونا الزلط ، وناس الدهان والسجاد البلاط ، كله بصراحه كان متحمس جدا ، اللى اتبرع بكرتونة زيت حتى اللى اتبرع بجنيه ، كنت فرحانه بيه كأنه جبلى  مليون جنيه ، وفى ست جمبلة اوى لقتها جايبة ربع كيلو رز. بتقولى خدى يابتى انا اشتريت ليا نص كيلو رز جسمته ليا وليكم  وربنا يسترها معاكم وويفتحها فى وشكم 




        
          
                
ساعتها حسيت أن اللى عايز يتبرع ويساعد غيره هيساعده بإى حاجة انشالله حته بشاربة ماية أو حتى ربع كيلو رز زى الست دى ماعملت أكده " 



وافقت الجميع رأيها وكانت نوارة سعيدة جدا بها وسعيدة لذكائها وتمنت لها زوج صالح يحبها كما تحب الناس وتحب مساعدتهم دائما



وبعد فترة استأذنت منهم نوارة ونجاة ليعود للبيت مع وعد أنهم سوف يتقابلون فى الغد 



وأثناء سيرهم سمعوا شجار زوجة وزوجها وكانت وكانت تلك المرأة تمسك بيدها عصا غليظه تركض بها خلف زوجها وهى تسبه وتلعنه وبأبشع الألفاظ 



وقفت نجاة ونوارة يتابعان المشهد ويضحكان وهم يشاهدان تلك المرأة السمينه التى تركض بصعوبة خلف زوجها بالعصه ورغم هذا لا يستطيع الهرب منها وكان يصرخ فى  اى  حد لينجده 



" الجحونى ياعلم الحجونى ياهو ، بعدو الولية دى عنى ، كان يوم اسود يوم ما اتجوزتك يابرميل الجلة انتى " 



ردت عليه زوجته 



" بجا انى برميل جله ، ياراجل خرفان  ، رايح تتجوز عليا بعد العمر دا كله ، هان عليك عشرة تلاتين سنه ، رايح تچوزلى بت من دور عيالك ياراجل يا ناجص "



وقع الرجل على الأرض لم يستطع الركض أكثر من هذا لكبر سنه حتى زوجته اقتربت منه وهى تلهس وكادت ان تنهال عليه بالعصا على رأسه ولكن وجدت نوارة تمسك يدها تمنعها 



" خلاص ، متوديش نفسك فى داهيه كل شئ يتحل ، ومتنسيش أنه مهما كان جوزك ابو عيالك "



نظرت  له تلك السيدة بازدراء ونطقت بسخط 



" وانتى مالك انتى واحدة و جوزها اش حشرك بعدى عنى " لم تبتعد نوارة وأصرت عليها أن ترحم الرجل كانت تخشى أن تتضربه ويموت ولكن غضبت منها السيدة امسكتها  بقوة والقتاها بعيدا عنها حتى جعلتها تنحدر للخلف ويرطتم ظهرها على شجرة كبيرة خلفها ويصاب رأسها أيضا وينزف وتسقط مغشيه عليها عندما رأت نجاة ماحصل ألقت الرجل على الأرض بعد ما كانت تحاول انا تجعله يقف على يقدمه تركته وركضت بإتجاه نوارة تراى مابها 



_________________________________________



كان يونس يقف أمام السيارات وهو يأمر الرجال ينزلون الاشياء وهو يمسك بيده دفتر كبير به اسماء الأشخاص وكل اسم بجانبه مايحتاجه وأثناء انشغاله 



وجد نجاة تتصل به وتخبره ماحصل لزوجته فترك مابيده لأحد رجاله وركض لزوجته التى تنزف فى المشفى ليرى  مابها 



وصل للمشفى بعد نصف ساعة وجدها تجلس على الفراش يلفون رأسها بشاش بسبب اصابتها 




        
          
                
هرول برعب يسألها عن سلامتها 



" متخافش انا كويسه ، هو الدكتور  قالى أن الوجع هيروح بعد ما المسكن بس يشتغل ، متقلقش دى تلات غرز  ، بسيطة الحمد لله" 



عاتبها لتدخلها فى شؤون غيرها



" وانتى مالك ومال الناس بس ، كل واحد يحل مشاكل بنفسه ، انتى ايه اللى يدخلك بين راجل ومراته ، احنا مالنا ومال حياتهم الشخصية يا نوارة " 



" الله يعنى أسبها تقتله وتروح فى داهيه ، انا كان قصدى الحقها والله ، والحق اللى الغلبان اللى كان هيموت فى أيدها ده ''



نطق بتحذير اخير لها وتصرفاتها تلك 



" نوارة دا اخر تحذير ليكى ، انا لو عرفت أنك ادخلتى لحد فى  اى مشاكل ولا حاولتى بس تدخلى حتى لو من بعيد ، انا مش عاوز اقولك انا هعمل فيكى ايه ، ودا اخر انزار" 



ثم نظر لنجاة قائلا



" جهزوا نفسكم عشان هنخرج من هنا وهروح أشوف الدكتور هيكتبلك على علاج ايه الاول " ثم ألقى مفاتيح سيارته فى وجه نجاة 



" اخلص الاقيكم مستنين فى العربية " ثم نظرة لهم نظر غاضبة جعلتهم يبتلعون ريقهم وينظرون لبعضم برعب مما سيحصل لهم فى البيت 



وأما أن فتح باب البيت حتى هرولت نجاة بسرعه لتختبئ فى غرفتها وأغلقت عليها نظرة لها نوارة بصدمه لهروبها وتركها وحدها 



" يابت الجذمة بتهربي وتسبينى لوحدى معاه " كادت تركض هى أيضا وتهرب مثلها ولكن وجدته يمسكها قبل أن تتحرك خطوة وكأنه قرأ ما تريد أن تفعله ووقف أمامها ونظر  لها نظر لا تبشر بإى خير ثم وجدته يقترب منها بعيون جامدة وحملها بين يديه وتحرك بها لأعلى لغرفتهم كانت تخبئ وجهها فى صدره حتى لا ترى وجهه الغاضب هذا ولكن وجدته يضعها على فراشهم ويريحها وخلع حذائها ودثرها 
بالغطاء ثم تركها وخرج ، هنا تنفست الصعداء ولكنها كتمت أنفاسها عندما وجدته يدخل مرة أخرى 



" متفكريش انى عديت الموضوع حسابك معايا بليل لما أرجعلك ساعتها هخليكى تلفى حوالين نفسك من صدمة اللى هعمله فيكى يا نوارة أفندى انا هخليه يوم عمرك ماهتنسيه عشان سهولة انك تعرضى حيات للخطر كده " 



اصفر وجهها بعد رحيله وسماعها لتهديده هذا ظلت تلعن اللحظة التى تتدخلت فيها تلك السيدة المجنونة هى وزوجها 



" الله يخربيتكم يابعده ، اللهى يفطسوا بعض ونخلص منهم مره واحدة ، دا ايه الغولب ده ياربى " 



***************************************



فى المساء رجع رضوان بعد يوم طويل جدا اليوم رغم ارهاقه الشديد ولكنه سعيد جدا بهذا الإنجاز الكبير الذى حققوه اليوم ويتمنا أن يديم الله عليهم هذا الشعور دائما ، فأجمل شىء أن تكون سبب فى راحة وسعادة غيرك ، يكفيه أن يكون رب العالمين راضى عنه وهو يشعر برضاه هذا فى قلبه 




        
          
                
دخل غرفته وجدها تنتظر وعلى وجهها بسمة كبيرة تستقبله بها وثم رفع نظره لأولاده وجدهم نائمين فهو أصر  أن يكونوا الثلاثة معه فى غرفة واحدة خشى أن يستيقظوا فى الليل يبكيان وحدهم ولا يسمعهم أحد 



سلم على مسك وبعدها أولاده  وطبع قبلة على خد كلا منهم وبعدها أخذ ملابسه ودخل المرحاض  ، بعد أن اغتسل وخرج وجدها تدخل عليه بصنية كبيره بها طعام له وضعتها على الطاولة وجلسوا ليتناولوا الطعام معا بعد أن انتهى خرج فى الشرفه وذهبت لتنزل باقى الطعام وتحضر له الشاى



أثناء وقوفه  تذكر أخيه وقرأ له الفاتحه وقام بعدها بأتصال على زينه التى سافرت مع والدتها عند خالتها منذ شهرين بسبب وفات زوجها فى حادث سير وأصبحت خالته بمفردها فهم لم يرزقوا بأولاد ، حدثها واطمئن عليها وعلى اولاد أخيه ، وبعدها اغلق بعد أن تأكد أنها لا تحتاج لأى شئ 



تزكر اول مرة شاهد فيها مسك وهى تقف بملابس المدرسه فى السوق مع والدتها وتتشاجر معها حتى لا تذهب للمدرسة وتحاول أن تقنع أمها وتقدم  لها مغريات كثيرة لتمنعها من الذهب للمدرسه ولكن أمها رفضت وأصرت أن تذهب لمدرستها 



كان هو يركب على حصانه سلطان ويسير به و قف به بعيدا بعد أن لفت نظره  بتصرفاتها تلك كان يتابعها بعينيه حتى حملت حقيبتها وذهب وهى تبكى لمدرستها لأن كل محاولتها فشلت وذهبت للمدرسه كانت فتاة صغيرة سمراء جميلة بها شئ جذبه وجعله يذهب ورأها حتى علم أين مدرستها رجع لبيته حتى تأكد أنها دخلت المدرسة ، ومنذ تلك اللحظة وهو يحاول أن يمنع نفسه من رؤيتها بأنها علم أن رؤيته لـ مسك مرة أخرى ستجعل قلبه يقع صريعاً لعشقها 



كان مازل شاب صغير لم يستطع أن يكون له زوجة أو حتى يكون له علاقة بإى فتاة  تلك كانت أحد شروط الجيش فتركها على الله ولكن فى كل مرة ينزل فيها إجازة كان يراها تجمعهم صدفه تجعله يراها أمامه  وهى تمشى بجانبه  دون حتى أن تراه رغم هذا لم يضعف امام  شيطانه وترك أمرها لله 



وجدها تنادى عليه وتعطيه الشاى أخذه منها وقبل يدها ونظر لها بحب وهو يضع كوب الشاى بعيدا 



" تعرفى يامسك ، انا من أول ماشوفتك وانا مش يدعى غير بدعوة واحدة بس فى كل مرة بفتكرك فيها ،او وانا بصلى " 



هزت راسها ينفى لعدم علمها 



ابتسم هو وينظر لسماء قائلا 



" كنت لما اقف هنا ابص لسما وارفع أيدى واحس جمال اللحظة الحلوة دى بينى وبين ربنا وقوله ، 
اللهم انى استودعتك فتاة انتى اعلم انها سكنت قلبى واحبتتها كثيرا ، فاللهم أن. كانت خير لى فى دينى ودنياى ومعاش وعقابة امرى فأرزقنى بها وإن كانت شر لى فى دينى ودنياي ومعاشى وعقابة امرى فاصرفها عنى وعن قلبى وارزقها خيرا منى وارزقنى يارب الصبر لفراقها عنى ،   انت  كنتى دعوتى فى كل لحظه فى حياتى يامسك دعوة  نطقها قلبى قبل لسانى ، وربنا بعد صبر كبير قوى اهدانى بيها لأنى استودعتك عنده ومهانش عليا اغضبه بقربى منك خفت تبعدى عنى فكان عندى أسهل  بُعد برضى ربنا احسن كتير من بُعد بغضب و جرح كبير الله اعلم امتى هيشفى ، فا زى مابيقوله صبرت ونالتك يامسك الليل ، صبرت و جيتى حياتى ملتيها عليا ودويتى قلبى من وجع كل اللى فات وعد فى عمرى " 




        
          
                
كانت مسك تستمع له وهى تبكى بفرحه لا تعلم ماذا ترد أو ماذا تقول تريد قولى الكثير والكثير له ولكن لم يسعفها عقلها لأيجاد مايليق  لقوله لرضوان فمهما كان جمال كلمات العالم  وجمال معانيها فأنها لاقيمة لها  أمامه لا يوجد شىء يوصف مقام رضوان فى قلبها فهو مقامه كبير جدا وأن كان هو عاشق لها فهى أصبحت أكثر عشقاً له 



نطقت  بعد محاولة كبيرة  منها لتقول اى شىء



" وانا مهما أقول ، مش هقدر اوصف قمتك عندى عامله ازاى ، انتى كنت احلى جبر جبره ربنا ليه انتى العوض انتى الأمان كنت طول عمرى نفسي احس بيه رغم أنه كان قدام عنيه طول الوقت ، بس رغم انى ماكنتش قريبة منك ، بس فى الوقت اللى كنت بشوفك فيه كان فى احساس جميل بيملا قلبى ويخلينى  أحس انى متأمنه ومخافش على نفسي ، انا مش عارفة اقولك ايه ولا ايه اللى يليق بيك أقوله 
بس بجد ومن كل قلبى انتى راجل ميتعوضش يارضوان وياهنايا انى عندى راجل زى ، انا حلمت بيك مرة وانت بطمنى وتقولى مخافيش يامسك 
أنا معاكى وكل شيء هيبقا بخير ، من ساعتها وانا مبخافش لأنى عارفة أن طول ما انت موجود فى حياتى كل شيء هيبقا بخير ، عشان انت أهل الخير 



بحبك يارضوان بحبك يا ابو عيالى ، بحبك لأنى اول مره فعلا احس يعنى ايه حب كامل معاك " 



ضمها له  وقال بتأثر 



" وانا لومت دلوقتى ، ودى آخر لحظة ليا معاكى ، هتبقا اجمل لحظة واجمل سنة عشتها معاكى 



وهيبقا * ختامها مسك الليل * "



★بحبك يامستكه★



بحبك يارضوان ★




************************************



يكاد الخوف يأكلها منذ الصباح لقد حل الليل منذ مدة  وجدته يدخل عليها ولا ينظر لها واغتسل وارتدى ملابس مريحة وخرج من الغرفة وتركها 
هكذا دون أن يعرف لها اى اهتمام 



ظلت هكذا  قلقه بشأن تصرفاته معها عدم اهتمامه بها تعلم انها مخطئه وأنه يفعل كل هذا لأنه يخشى عليها كثيرا ولكنها لن تقدر على بعده ،  وجدت نجاة. تدخل عليها الغرفة و وجهها عابس تخبرها بأنه ينتظرها فى غرفة مكتبه  ليتحدث معهم هما الاثنين بشأن ما حصل فى الصباح 



ابتلعت ريقها ونزلت معها بعد أن وضعت حجابها على  رأسها وخرجت من غرفتها وهى عند  وقوفها عند أول درجة من درجات السلم وجدت أمامها ماجعل فكها يسقط للاسفل لقد كان يونس يقف ويبتسم لها وهو يضع يده فى جيبه ودرجات السلم كلها مليئه بأوراق الورود الحمراء حتى آخر درجة حتى الارض ايضا ملئية بالورود الحمراء ومعها الكثير من البالونات الحمراء أيضا وجميع البيت فى الاسفل مزين بالوان الاحمر لا تستطيع أن تفهم مايحصل الا عندما اقتربت منها نجاة من أذنها تقول




        
          
                
" كل سنة وانتى احلى واصغر ماما فى الدنيا" هنا علمت أن اليوم يوم مولدها 



نزلت له للاسفل وقفت أمامه لا تعمل بماذا تعبر عن صدمتها وفرحتها  فقامت بإحتضانه كاطفلة وتشبثة به وهى تقوله 



" بحبك بحبك بحبك يا يونس ، انتى وقفت قلبى أنا قولت يونس هيموتنى النهاردة " 



" بعد الشر عليكى ربنا يديكى البركه فى عمرك ، كل سنة وانتى دائما فى حياتى ومـ نوراها يانوارتى ونوارة البيت كله " 



نظرة  له بخجل 



" وانت طيب ياحبيبى ربنا يخليك ليا يانيسو " 



قبل يده وهو يقول 



" ويخليكى ليا ، تعالى بقا شوفى الهدايا بتعتك ، ولا تطفى الشمع الاول " 



نطقت بحماس



" الهدايا الاول " 



هنا اخذت نجاة هديتها وقدمتها لها 



" كل سنة وانتى طيبه ياروح قلبى وربنا يخليك لينا " 



قبلتها نوارة 



" وانتى طيبه ياحبيبى " 



وهنا أعطاها يونس هديته ، فأمسكتها هى بحماس 



وكانت علبة كبيرة فتحتها وكانت مليئة بكرات صغيرة حمراء أيضا فوضعت يدها بها اخرجت علبة بها خاتم على شكل زهرة وكان خاتم ذهب جميل جدا محفور عليه إسمها ثم وضعت يدها مرة أخرى اخرجت بطاقة بها بعض كلمات الغزل لها فأخفتها بسبب شعورها بالخجل ، ثم وضعت يدها امسك شئ عريض أخرجته بصعوبة وكان ملف به بعض الاوراق ، فتحته وما أن قرأت ما به حتى صدمت ووقعت الاوراق من يدها اختل توازنها ولكن قبل أن تقع أمسكها يونس فتمسكت به بقوة وهى تبكى وبكى هو أيضا لاول مرة لا يستطيع أن يسكتها عن بكائها لأنها لم يستطيع أن يسيطر هو أيضا على دموعه  فنطق بين شهقاته 



" مش قولتلك جهزى نفسك لأن اليوم ده عمرك ماهتنسيه فى حياتك " 



تمسكت به  بقوة كأنها تدرك أن هذا كله حقيقة وليس حلم نطقت  بصدمة 



" دا بجد ، بجد صح انا صاحيه مش بحلم ، انا حامل ، حامل يا يونس ، مش كده ، دى حقيقة مش حلم مش كده ، انطق قول اى حاجه قول أيوة قولى انك بتقول الحقيقة مش بتكدب عليا ، اتكلم يا يونس ساكت ليه ، قول  انى حامل قول" 



تمالك نفسه وضمها له ونظر لسماء



" ربنا عوضنا يانوارة عوضنا بعد كل السنين دى كلها ربنا خلى المستحيل واقع ملموس بين أيدينا وانتى حامل فى شهر  حامل ربنا جبر بخاطرنا ، بجبر قلوبنا وفرحنا زى ماجبرنا قلوب الناس وفرحنها رضانا لأن نيتنا دائما كانت خير ، وعمرنا مأذينا حد ، الف مبروك ياروح قلبى يونس ، وربنا أن شاء الله هيكملنا على خير وتشيلى  عيالنا بين أيدينا ونبقا عيلة كبير 
الدكتور فى مستشفى عملك فحصلت كاملة عشان يطمن ولما قابلته قالى انك حامل ، ربنا يكملك على خير ويجعلهم زرية صالحه يانوارة زى نجاة ومتيم " 



خرجت نوارة من أحضانها ومدت يدها لنجاة ، تقدمت منها نجاة وبيدها أخيها وضمتهم نوارة فى أحضانها قائلا 



" ربنا يعلم فرحتى ، بحملى قد أيه ، بس انتوا هتفضلوا اجمل وأول حاجة حصلتلى فى حياتى انتوا اول  كلمة ماما تسمعها ودانى ويحسها قلبى كانت منكم ، هتفضلوا اول رزق ربنا بعتهولى  واول فرحتى فأنى ابقا ام حتى  ولو مش مكتوبين  بأسمينا بس هتفضلوا ولادى " ضمتها نجاة أكثر. ومتيم ضم يونس رغم صغر سنه ولا يعي اى شىء ولكنه يشعر بسعادة فذهب وحضن يونس كأنه يبارك له ولكن بطريقته الطفولية كانت نجاة سعيدة جدا بما قالته نوارة وهذا جعلها تشعر أن الله مازل يجعلها تكتشف أن تلك العائله اجمل ماحصل فى حياتى ، وأنها محظوظة أنها تعيش معهم 



مسحت نوارة دموعها قائلا بفرحه كبيرة وهى تسجد لله شكر 



" اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك حمدا كثيرا طيبا مباركا يليق بعظمتك ، وبإنك انت الله لا اله الا الله رب المستحيلات ورب العرش العظيم " وبعدها ضمتهم كلهم بين أحضانها 



ونظرت ليونس فى عيونه وتأمل هو أيضا فى عينيها  قائلين فى نفس واحد 



لقد منا الله علينا وجعل * ختامها مسك " 



________________________________________



والله العظيم هتوحشونى اوى🥺🥺🥺 ، زعلانه انى هسبكم وهسبهم هما كمان يعنى خلاص مش هيبقا فى رضوان ولا مسك الليل ، لا يونس  ولا ونوارة وبدر كمان هيوحشنى اوى و ورد كمان هتوحشنى 



اتمنا يكون ختامها مسك عليكم وانتوا كمان شكرا لكل حد دعمنى بڤوت أو بتعليق بجد شكرا ليكم واتمنا اكون عند حسن ظنكم واللى مكانش بيهتم أنه يعمل لرواية اظن يمكن تكون دى فرصتك تعمل ڤوت للفصول اللى سبتها وتودعنى بيها اتمنا اكون  كنت ضيفعة خفيفه على قلوبكم  ربنا يجعل كل حاجة بنتمنها من ربنا أن يكون ختامها مسك 



ولو حابين تتابعونى تانى أنا بكتب نوفيلا جديده هتعجبك جدا جدا جدا مختلفة تماما إسمها توبة غير مقبولة ، يارب تعجبكم ومنتظراكم هناك ، ونزلت منها تلات فصول 



سلام عليكم 🙋🏻‍♀️
فى حفظ الله ورعايته



ساره طارق ❤️🌟




        

google-playkhamsatmostaqltradent