Ads by Google X

رواية انا اولا الفصل الثالث 3 - بقلم براءة

الصفحة الرئيسية

 رواية انا اولا الفصل الثالث 3 - بقلم براءة 

 .

الفصل الثالث

مر اسبوعان منذ بداية الدوام الجامعي
تمكنت ليلى من الاعتياد على الأجواء في الجامعة .
ورغم صعوبة السنة بسبب اكتظاظ المحاضرات والزامية حضور المستشفى الجامعي حاولت المواكبة .

اما بالنسبة لموضوع السكن فكانت تشتاق لغرفتها القديمة ولشريكتها ايضا .

انها تشعر بالملل وعدم الراحة مع هدى ونور
هما شقيقتان تفعلان كل شيئ معا ...تطبخان معا تاكلان معا تتحدثان معا فلم تجد هي ماتقول او تفعل وربما كان هذا لصالحها .

فقد كانت ماان تعود من الجامعة الا وتستحم وتصلي فروضها تنام وتشرع في المذاكرة .

لكن كم كان السكن مزعجا فيما يخص الموضوع
فالطالبات لاتتوقفن عن الضحك والغناء ليلا

وفي كافيتيريا الجامعة ...
حيث كانت ليلى مشغولة بحفظ المعلومات على عجل بينما تشرب مروة قهوتها

مروة " على القليل كليلك لقمة ! "
اكتفت ليلى بهز راسها ودفنت راسها من جديد

مروة تنهد " مش فاهمة عليكي يابنتي مادرسي بغرفتك بدل العجل يلي نتي فيه . "

ليلى " مافيني ركز ." ثم اخدت كوب القهوة من يد مروة وارتشفت منه . ارتسمت على ملامحها علامات الانزعاج " ممم ...مرة"

مروة ضحكت" عاملة دايت ياروحي مش حاطة سكر " وبجدية تابعت " بدك قوم جيبلك كافيه ؟"

ليلى بابتسامة " لا شكرا ...بعدين اليوم رح اعمل تورن على المشفى . "

مروة بدهشة" هو دور غروبك اليوم ؟!"

ليلى باستغراب" ايه . ..ليه ؟ "

مروة تضحك بخبث" لا ماني عم قول حالتك يلي زي الزفت هالصبح بان سببها "

ليلى باستنكار " لابجد ! "

ثم نظرت ليلى الى الطاولة لتبحث " هوا الفون بتاعي وين راح ؟"

مروة تبحث معها واثناء البحث تنزع حقيبتها الكبيرة السوداء من على الطاولة " تفضلي !"

ليلى تاخد منها وتنظر للساعة" شكلي رح قوم دلوقتي مش عايزة تاخير اليوم . "

مروة بابتسامة سعيدة" الله معك والله يبعتلك دكت..."

ليلى تقاطعها " وانتي ؟!"

مروة تاخد رشفة من القهوة ثم ترد" يمكن رح ضل شوي ...مافي ورايا شي ..."

ليلى" اوك يلا سلام "

حملت ليلى حقيبتها ودفاترها التي ضمتها للذراع وسارعت بخطواتها رغم اعاقة حجابها العريض ذي اللون الازرق الملكي .

توقفت امام المستشفى الجامعي تاخد انفاسها قبل الدخول .

دفعت بنفسها نحو الامام لترتدي بلوزتها وتبحث عن القاعة

ليلى تحدث نفسها بصوت عال " هوا ماجاش حد لدلوقتي ولاايه . "

نظرت بهاتفها تبحث عن رقم الغرفة
" هالغروب معمول على الفاضي "

ثم ضحكت على صورة مروة التي ارسلتها لها . كانت مروة جالسة كما تركتها وقد وضعت امامها العديد من الاكلات . كاب كيك . كريب . عصير ...

كانت ليلى على وشك ان ارسل لها رسالة تقول " وينو الدايت يلي مررلي حياتي قبل شوي "

لكنها توقفت في المنتصف عندما رات طالبتين من غروبها تتراكضن في الممر .

اغلقت هاتفها وسارعت باللحاق خلفهما .

كان الباب مغلقا . والطالبتان تقفان خلفه وهي تقف خلفهما .

ليلى باستغراب " هو لي الباب مسكر ؟"

التفتت إليها احداهما وقالت و علامات الخوف مرسومة على ملامحها " الدكتور غلقو . مستحيل يدخلنا يلهوي انطردنا . "

ليلى بصدمة " دكتور مين دا ؟" " والدكتور ة مي وين راحت؟!"

ردت الفتاة الثانية بانزعاج " انت معانا ولالا ؟ ماهم قالو الصبح انو الدكتورة واخدة شهر اجازة ورح يعوضها  دكتور تاني "

ليلى تهز راسها نافية ببراءة " مش عارفة . "

لعنت ليلى غبائها ودخلت صفحة الغروب عبر الهاتف وإذ بها تؤكد كلام الفتاة قبل قليل .

ليلى بصدمة " هوا انا لي كل حاجة مهمة مابشوفهاش "

" حانعمل اي ؟ ندخل يعني ..."

" لا اوعك ! رح يبهدلنا !"

ليلى بمواساة" يمكن يتفهمنا ماتدري ..."

" الله يهديكي ياختي ! يتفهمنا ...هالدكتور مشرف على غروب1 ورفيقي خبرني انو دكتورهم حازم جدا و مستحيل يسامح حد على غطلو!"

ليلى باستنكار" والحضور ! "

" والله مش عارفة ..."

فكرت ليلى قليلا ثم  استجمعت شجاعتها " انا رح ادخل !"

كانت على وشك دق الباب رغم محاولة الفتاتان لايقافها الا أن الباب فتح لحظتها
عادت ليلى وخلفها الفتاتان المرتعبتان للخلف .

رجل ذي قامة طويلة يرتدي بلوزة بيضاء يبدو أنه في أواخر العشرينات .
بشعر اسود طويل قليلا عن المعتاد  شكله مبعثر  وذقن غير محلوقة  .
ولكن رغم ذلك كان وسيما جدا

عدل من نظاراته الرقيقة حول عينيه الكبيرتين وقال بحدة " هوا ياانسات مش حاتسمحو النا نكملو الدرس ولاايه ؟"

كان يقف الى جانب الباب المفتوح يقعد ذراعيه الى صدره

تاركا لنظرات الطلاب الآخرين تتجمهر ناحيتهن .

ليلى تبتلع ريقها ثم تقول بنبرة حاولت جعلها محترمة قدر الامكان " بنعتذر يادكتور . حضرتك خربطنا رقم القاعة فتاخرنا "

عدل نظارته مرة أخرى وحدق بليلى الواقفة امامه

" مش عارفة انو احترام المواعيد مهم جدا . وبعدين كل حد يحكي عن حالو يادكتورة "

نظرت له ليلى بصدمة " ايه؟!"

عدل الدكتور من وقفته ليعود الى الخلف ويغلق الباب في وجوههن . تاركا الفتيات مصدومات ومدهوشات من تصرفه

الفتاة بوجه غاضب وبصياح  " مش قلتلكم هالدكتور مجنون !"
" خفضي صوتك ياختي ! يلا تعي نقعد نندب حظنا سوا"
كانتا على وشك المغادرة لكن تذكرتا خلفهما الفتاة التي ظلت واقفة بنفس الوضعية منذ مدة

" انتي ياختي حتضلي واقفة كدة ؟! مش حيدخلك على فكرة بو ضليتي للمساء"

____

ظلت ليلى واقفة قرابة الساعة ونصف تنتظر نهاية الحصة وخروج الدكتور . فقد قررت مطالبته بمعروف . وهو ان يسمح لها بحضور الحصة مع الغروب الاول .
هي لايهمها تشطيب غيابها بقدر مايهمها فهم الدرس منه .

" هوا ازاي يعمل فينا كدة؟! هوا ازاي مش متفهم ؟! ...( باستنكار ) احكي عن حالي! هوا احنا بقاعة محاكمة ولاايه !! "

انفتح وخرج طلاب غروب ليلى . كانوا يتحدثون فيما بينهم .

انتظرت ابتعادهم ثم تقدمت بثقة بعد ان اخدت نفسا عميقا وحاولت السيطرة على ارتعاش يديها .
الذي ياتيها كلما تتوتر او تشعر بسعادة عارمة .
ان ليلى لاتستطيع كبت مشاعرها مهما حاولت .

دقت الباب المفتوح
" دكتور ينفع افوت؟" قالت بهدوء

انتبه إليها الدكتور الذي كان يخلع بلوزته ثم نظارته التي استبدلها بنظارة اخرى بنية اللون ذات زجاج مستطيل عريض على عكس السابق

" تفضلي ياانسة"

تقدمت الى الداخل .
" دكتور هوا انا بعتذر على الموقف يلي حصل . "
ثم تابعت بحدة خافتة بعد ان راته يستمر في ترتيب اشيائه وكأنه لايهتم لما تقول

" .ينفع اطلب من حضرتك معروف "

هذه المرة نظر إليها باهتمام

" عايزة أحضر معك ...بقصد أحضر حصتك مع غروب اول "

" مافيش مشكلة " قال بجدية

ابتسمت ليلى بتلقائية " بجد ؟!"

ثم تابع" بس ماتطمحيش في اكثر من كدة !"

تغيرت ملامح وجه ليلى في ثانية " نعم؟؟ بتقصد ايه؟"

قال وهو ياخد حقيبته الجلدية التي من الواضح انها قديمة

" بقصد اني مش رح احطلك الحضور ! يعني تحضري وتطلعي عادي بدون اي اضافات !"

ليلى باستياء وبنبرة عالية لم تستطع السيطرة عليها" ومين قالك انو أساسا عايزة حضور !!"

رفع الدكتور حاجبه
" مش تنتبهي على نبرتك معايا يادكتورة . "

ليلى باسف مزيف " المعذرة مش مقصودة "

القى الدكتور بنظرة اخيرة ناحيتها ثم غادر الغرفة تاركا ليلى على وشك الانفجار .

اا لو لم يكن دكتورها!!

لا ياليلى شو حصلك ؟! نسيتي اخلاقك و تربية اهلك ليكي ...انتي مش بنت الكلام دا!
انتي بنت ناس !

حاولت تمالك غيظها وقررت المغادرة بحثا عن غروب الاول .

ليلى بدهشة" سهى؟! "

سهى باستغراب" هوا نتي معانا بالغروب ومانتبهتش !"

ليلى تضحك برقة ثم ترد" لاياروحي . اجيت أحضر معاكم الدرس وبس . "

سهى بابتسامة مرحبة صغيرة" يااهلا يبكي "

ليلى وهي تسارع بارتداء بلوزتها " هوا فيكي تشوفيلي مكان حدك . مش عارفة حد غيرك بصراحة ومش عايزة اقعد لحالي . "

سهى بترحيب" اكيد تعالي معايا "

اخدت ليلى مكانها الى جانب سهى وطالبة اخرى .
في انتظار الدكتور .

ليلى تحدث نفسها بخبث وهي تنظر للساعة في هاتفها " هوا لو أتأخر دقيقة بس رح..."

" السلام عليكم يادكاترة!"

تقدم الدكتور بخطواته الصغيرة المتناسقة . وضع حقيبته على المكتب بعد ان سمع رد الجميع عليه
القى بنظرة خاطفة الى تلك الجالسة بمزاج معكر .

ثم شرع سريعا في الشرح .

مر الوقت سريعا على ليلى التي نصبت جل تركيزها على شرح الدكتور الممتاز . فقدكان بسيطا و باللغة العربية . كان نادرا مايستعمل مصطلحات باللغة الانجليزية ماعدا المصطلحات الطبية طبعا .
ماجعلها تشعر بان تعليمه غريب ولكن مميز .
متناسية بذلك غيظها  منه قبل ساعة

الدكتور " حاناخد استراحة خمس دقائق ونكمل . " ثم اخد يشرب من قارورة الماء الصغيرة التي اخرجها من حقيبته .

رفع احد الطلبة يده للسؤال " هوا احنا دكتور مش حانعمل تورن على المرضى ؟"

الدكتور " مش دلوقتي .هشوف مع الدكاترة الثانيين ونحدد امتا تبلشو زيارات "

بعد خمس دقائق بالضبط .عاد للشرح مرة أخرى .
كانت يتحدث في عجل هذه المرة .
و المعلومات كثيرة حاولت ليلى اللحاق عليه ومتابعته .
لكن اصابع يدها آلمتها بشدة من الكتابة .
اخدت تحركها فلم تستطع التسجيل وعندما شعرت بالراحة قليلا همست لسهى بان تناولها دفترها لتنقل منها الملاحظات .

لكن نبرة السخرية الحادة التي تحدث بها الدكتور فاجأتها وجعلت تتسمر في جلستها .

" هوا حانكي اثنين مع بعض ...ماهي مش زابطة يادكتورة "

ليلى مبررة " ماانا كنت ...بطلب منها الدفتر بس ."

" ماني شايفو في ايدك ( يشير بيده اليه) اهو شفتو "

ليلى تشرح" إيدي وجعتني لهيك مالحقت اكتب شرح حضرتك "

" مش كل حاجة نسمعها نكتبها . سجليها بدماغك وبعدين اكتبيها بطريقتك . "

" بس انا بنسى لو ماكتبت لحظتها ..يعني .."

الدكتور بجدية " لوذاكرتك ضعيفة وبتنسي بسرعة الي جابك لتخصص الطب . "

كم  تمنت ليلى الرد عليه لحظتها ! كم تمنت لو توبخه وتسمعه اسوء الكلام !!! من هو كي يسخر منها ومن حلمها ؟!!

من هو ؟!!

لكنها اكتفت بالصمت وتجاهل النظر اليه لكن قلبها لم يتوقف عن الدق من شدة الغضب والتوتر

الدكتور بحدة لاذعة وهو يتحدث الى جميع الطلبة " هوا انا مش فاهم عليكم . شكلكم مفكرين انو هالسنة مثل يلي قبلها سهلة نكتب ونحفظ بس.
ياجماعة في ناس كتير بتوقف دراستها بمجرد ماتكتشف انو هي مش اد التعب والجهد واد التخصص يلي دخلتو.
لهيك بلاش ضيعوا وقتكم ووقت الناس معاكم ! يلي مش قد الشغلة بلاش يعملها !"

انتهت الحصة ولكن لم ينتهي الغضب .
خرج جميع الطلاب من الغرفة بسرعة وعلى وجوههم ملامح الوجوم .
لكن ليلى ملامح اخرى ارتسمت على وجهها
سهى وهي تاخد.حقيبتها بعد ان انتهت من نزع البلوزة
" ليلى رح انطرك برا "
ليلى بابتسامة مضطربة " اوكي "

حاولت ليلى خلعة بلوزتها بسرعة ثم حملت اشياءها بعجل حتى كادت ان توقع دفترها .
اختبأت وسط الطلاب الخارجين من الغرف على امل ان لايراها .
ثم تسللت خارجة بكل هدوء غافلة عن ذلك الذي ابتسم ابتسامة مرحة مع حاجب مرفوع على حماقتها .

ليلى وسهى تسيران

سهى بمواساة " ليلى ماتاخدي على خاطرك من الدكتور هوا كدة على طول . "

ليلى باستنكار" ليه ياختي ؟! بحياتي ماشوفت دكتور يطفش طلبته بتخصصه ."

سهى تضحك" لاياروحي عندك ماتشوفي . هوا في كتير زيو وفي يلي اسوء منو . "

ليلى بمناداة" هوا دكتورة مي وينك ؟! والله العظيم اشتقتلك "

رن هاتف ليلى التي ردت سريعا بعد ان اعتذرت من سهى التي ابتسمت

مروة بحماس" بتعرفي شو لقيت ؟!"

ليلى " شو؟"

مروة باستغراب" هوا نتي لساتك برا ؟! ايه الفوضى يلي عندك !"

كانت تلك اصوات الأطباء والممرضات ...
كان المستشفى الجامعي مكتظ على اخره

ليلى " ماانا بالمستشفى دلوقتي ومعي سهى ."

مروة بدهشة " هوا الدرس إستمر ثلاث ساعات !!"

ليلى تضحك وهي تنظر لسهى التي تنظر إليها هي الأخرى وتبتسم " قصة طويلة حزينة بعدين احكيلك عنها . انا دلوقتي راجعة للسكن بعدين احاكيكي ."

مروة بتفهم" اوكي يلا باي "

سهى" هي مروة ليه صوتها لطيف ومتغير كدة بالفون ."

ليلى تضحك " مش عارفة."

قضت ليلى طيلة الليل في الدراسة وهي تصنع سماعات الأذن متجاهلة الفوضى في غرفتها وخارج الغرفة .
وذلك بعد ان تحدثت مع اهلها الذين استغربوا بقائها مدة طويلة نوعا ما بالسكن على عكس العادة .
فهي ليست معتادة على البقاء ايام عطلة نهاية الأسبوع
لكنها تحججت بدراستها الكثيرة وانها لاتريد تضييع وقتها مع حركة المواصلات .
واعدة اياهم بالنزول هذه المرة .

حاولت ليلى ان تتمالك الوضع مرات عدة .
لما لايمكن تلك المدعوة نور ان تشاهد مسلسلها بصوت منخفض او تضع السماعات .

ليلى بعد ان طفح الكيل لكنها حاولت انتقاء كلماتها لتبدو اكثر احتراما

" نور ! "

رفعت نور عن انظارها بكسل عن شاشة التابلت

" فيكي توطي الصوت ياروحي او البسي سماعات والله مش قادرة اركز "

نور" سماعاتي خربانة "

ليلى" اا ...بس وطيه شوي "

نور" بس مش حقدر اسمع حاجة "

ليلى " ماهو مش بالعربي دا مسلسل تركي .انتي بتفهمي تركي ؟"

نور باستياء" قصدك ايه ؟"

ليلى تحاول أن تبقى هادئة " ماقصديش حاجة بس عم اقلك مش قادرة اركز "

نور ببرود" واعملك ايه يعني ؟"

ليلى في نفسها" هوا البنت ذي ماتفهمش ولاايه ؟!"

ليلى بابتسامة صفراء" توطيلي الصوت مثلا "

نور بتافف " خلاص رح وطي قفلتيلي الفرجة ياختي!"

ليلى بحدة " شكرا "
ثم استدارت لتكمل دراستها التي لاتنتهي
عند وصولها لنهاية محاضرة اليوم تذكرت انها لم تنقل ملاحظات سهى
فاخدت تدعو على ذلك الاستاذ الذي تجسدت صورته امام عينيها

  •تابع الفصل التالي "رواية انا اولا" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent