Ads by Google X

رواية ما لا تبوح به النساء الفصل الثالث 3 - بقلم عبير حبيب

الصفحة الرئيسية

 رواية ما لا تبوح به النساء الفصل الثالث 3 - بقلم عبير حبيب 

الفصل الثالث
"شغف"
حال الصمت لدقائق قبل أن تطلب جنى منها أكمل ما بدأت، 
كانت دموعها تتساقط  واحدة تلو الآخرى بكاء بلا ضجيج لا يشعر به.. ..دموع قاسيةً جدًا. 
جنى: سلمى، ممكن تكملي؟ 
سلمى: هتسمعي وبس يا دكتورة مش عايزة تقولي حاجة. 
جنى: قولتلك أنا هنا عشان أسمع وبس، أكيد لما يجي الوقت المناسب هتكلم.. كملي ياحبيبتى. 
سلمى: إللي جاي جائز يصدمك بس حصل، ولو الأيام رجعت بيا كنت هعمل كدا تاني.
في هذه اللحظة بدأت سلمى تبتسم أبتسامة هادئة بدت وكأنها أحبت تلك الذكريات وتشبثت بها جيدًا. 
سلمى: عارفة يا جنى في الأول حاربت فكرة تفكيري في حد تاني غير جوزي، كنت بستحقر نفسي جدًا. 
تابعت سلمى حديثها بتوتر ملحوظ صوت يعلو؛ فينخفض، عيون تملؤها الدموع، كأنها تود إخبار جنى ما حدث كان رغمًا عني.
سلمى: لما كنت بقعد وأفكر وأسأل نفسي ليه كدا أنتِ مش كدا ولا ينفع تفكري في حد تاني، كنت بفكر نفسي قد أي جوزي تعبان في الغربة بعيد عننا، بيحاول ميحرمنيش من حاجة أنا وأولاده، 
ميستحقش مني غير الأمتنان والحب. 
بشوف كتير حواليا كتير يتمنو ربع إللي أنا فيه. 
العطاء دا من أسمى معاني الحب أن حد يديك حاجة من غير ما يحاسبك عليها هو دا الأمان وهي دي الثقة. 
سليم جوزي كان بيعوضني بدأ، نفسك في أي هاتيه
لبس، آكل، مكياج، كنت بشوف كل دا
بيزوقنى لغيروا هو هيدفع وغيره هيملى عيني. 
تخيلي أوقات كنت أمسك موبيلي وأتصور بلبس البيت عشان ابعتهملو بس كنت بتكسف، كان نفسي في مرة يقولى أبعتيلي صورتك وحشتيني. 
- سلمى بغضب واضح. 
بس مكنش بيطلب، كان مكتفي بالعشر دقايق.
مش ببرر لنفسي إلى عملتو بس دا الجسر إللي مشيت عليه عشان أوصل للي في بالي. 
عارفة يا جنى الغيرة في الجواز دلالة حب، أنا شايفه كدا حاسة لو جوزي كان غار عليا كنت هضم دا لخانة الحب والأهتمام
لو كان طلب مني اتنقب كنت اتنقبت لو حسيت بحبهُ فعلًا كنت هعمل كل حاجة يطلبها مني. 
جنى: أفهم من كدا أن الحب عندك غيره وأهتمام.
سلمى بأستهزاء
ايوا وهو بقى لا غار ولا أهتم ولا في بالهُ غير المستقبل والدنيا بتغلاء ولازم نأمن مستقبلنا. 
بتنهيدة قوية كأنها تخرج من باطن بركان تابعت سلمى حديثها قائلة: 
عدا يومين وجه معاد الدرس..
المرادي في حاجة مختلفة، فاكره لما قولتلك الأيام كلها شبه بعضها؟
دا كان زمان، 
المرادي بقى قومت لبست أجمل ما عندي، حطيت مكياجي بعناية أكتر
خدت بالي من نفسي وأنا ببص في مرايتي، دي مش أنا!
خلصت وخدت الأولاد الدرس بعدها ودعتهم بحب
لقيت رجلي بتخودني لعنده، النية أنتقام على قلة زوقهُ لما عاكسني
بس إللي حصل كان غير كدا.
جنى: الشاب دا اسموا أيه يا سلمى؟ عنده كام سنة؟ كلميني أكتر عنه. 
سلمى: اسمه حمزة شاب في الثلاثينات من عمره، مش هقولك أجمل من جوزي بس عيني معرفتش تشوف غيره، 
قلبي مدقش من تاني إلا ليه.
تابعت سلمى بابتسامة حائرة..
عارفة حسيت فجاءة أنى بنت ١٨ سنة براهق من تاني، فرحانة من جوايا اوووى مش خايفه من حاجة. 
المفروض كنت أخاف الناس هنا كلهم يعرفون بعض كويس أوي، 
وبيركزو مع بعض جدًا؛ 
لكن حالة الحب إللي دخلت قلبي قوته على الناس وعلى نفسي وعلى سليم بقىت واحدة عايزه تعيش اللحظة وكأني بعوض قلبي عن حرمان السنين إللي فاتت. 
جنى: سلمى أنتِ روحتي لحمزة؟
سلمى ايوا روحت. 
كان عنده محل بن بيحمص فيه القهوة ويصحنها وكان بيعمل قهوة (مشروب). 
دخلت عنده بكل ثقة وطلبت ربع قهوة محوج. 
أتوتر جدًا وبأن عليه، حسيت
عايز يسألني أنتِ جايه ليه. 
وقفت ابص للولا شيء جوا المحمص
كنت مكسوفة ابصله، ويمكن خايفه عيني تفضحني
خلص القهوة وادهالي واديتو حسابها ولفيت بكل غرور ومشيت. 
متستغربيش من كلامي حبي ليه حسسني بالغرور حسسني قد أي قوية.
لم يمضي الكثير من الوقت وكانت سلمى قد أصطحبت أولادها إلى منزلهم، فور دخولها من باب شقتها ألقت الكيس من يديها على أقرب طاولة وكأنها تدفع توتر الساعة الماضية عن عاتقها. 
تابعت سلمى بتمعن شديد.
سلمى: اليوم دا بالذات كنت بحاول أخلص كل حاجه ببطء
طبخ، مذاكرة، تنضيف، كأن جوايا بيبعدني عن إللي عقلي ناوي عليه.
زي متكون نفسي بتديني مهلة أتراجع
أزاي أترجع؟ 
كنت عارفة هعمل أي من أول ما رميت الكيس من أيدي. 
فعلًا خلصت كل حاجة. 
لقيت نفسي بجيب الكيس بتاع المحل وبدخل رابط الصفحة الخاصة به على الفيس بوك. 
هنا كانت لحظة المتعة
صور كتير ليه قدامي، معلومات أكتر عنه، حياته، شغلوا، دراسته، هواياته، أهله، حرفيًا عرفت كل حاجة. 
قاطعت جنى حبل ذكريات سلمى بسؤالها المليء بالفضول، وبعينين متسعة قالت: أنتِ إللي راسلتيه الأول؟
سلمى: ايوا، لقيت نفسي بكتب تعليق تحت منشور للمحل وقولت: "البن بتاعكم جميل جدًا إن شاء الله مش آخر تعامل"
ممرش وقت طويل لقيتو رد "دا من زوء حضرتك يا فندم نورتي المكان".
- من هنا بدأت الحكاية عندما أستيقظت سلمى في اليوم التالي لتجد رسالة جديدة واردة على تطبيق التواصل الأجتماعي
تابعت سلمى: 
سلمى: صحيت تاني يوم يا جنى لقيتهُ باعتلي من صفحته الشخصية، أنا بقى في الوقت دا أتوترت، فرحت، خوفت، أبتسمت خليط مشاعر في وقت واحد، 
بس دا ممنعش إني أفتح الرسالة وبسرعة كمان. 
"حضرتك نورتي المكان على فكرة عندنا أنواع كتير من البن لو تحبي تجربي حاجة غير المحوج"
سلمى: "أكيد لو عوزت حاجة هطلب من حضرتك شكرًا"
حمزة: "في عندي قهوة فرنسي حلوة جدًا"
سلمى: "خلاص يا أستاذ حمزة مكنش ربع قهوة دا" 
قاطعتها جنى بأنفعال: بتهزري أنتِ احرجتيه؟! 
طب ازاى وليه قربتي من الأول؟
جنى: هو عقلك كان رافض إللي بيحصل؟
سلمى: هو دا بالظبط، عقلي رافض جدًا بس قلبي بيدق أوي 
حالة كنت بخاف على نفسي منها شعور عظيم بالحب مقابله شعور بالعظمة، نفسه بالرهبة وجلد الذات.
جنى: دا وقفك؟
سلمى: لا لا موقفنيش أنا حد مغامر جدًااا لما بتجيلو الفرصة.
جنى: تفتكري المغامرة مش كان لازم تخوفك؟
مغامرة يعني تتحرري من القيود كلها ودا ناقوس خطر بالذات أنتِ ست متجوزة. 
سلمى: أنا كنت مقيدة فعلًا، بس الفرق أن أنا إللي كنت مقيدة نفسي مش حد مقيدني، كان نفسي سليم جوزي يحكمني أكتر من كدا، يحاول يوازن بين الثقة والغيره وبين الدلع والحب والأهتمام بس كان دائمًا يختار حاجة واحدة من الحاجات كلها
مثلًا اختار يحبني ويثق فيا.
جنى بأنفعال مكتوم: تفتكري دا مش كفاية يا سلمى إللي بتقوليه دا حلم أي ست كلهم بيحلمو بالراجل إلى يديهم الثقة والأمان.
سلمى بأنفعال: كل ست بس مش أنا، أنا قوية من جوايا بقالي ٨ سنين متجوزة عمري ما شاكيت لحد عمري ما اعترضت على حاجة ست شايله بيت وتوأم لوحدي، فراغ عاطفي متحملاه ومكملة، كنت بطلب الأهتمام ولما مش ألاقيه بكمل عادي. 
كنت واقفة على أرض صلبة وقد وقفتي
كنت ست مبتذلة جدًا أنا كنت حاسة بكدا
رغم الكل شايفني ست الستات، في ستات صحابي بيقولولي يا بختك بس أنا كنت قويه أكتر من اللازم ياجنى يمكن لو كنت ست ضعيفة كانت حياتي هتبقى أفضل.
* * *
بداخل كل شخص قوي شخص آخر ضعيف جدًا.

  •تابع الفصل التالي "رواية ما لا تبوح به النساء" اضغط على اسم الرواية 

google-playkhamsatmostaqltradent