Ads by Google X

رواية وابقى بدون لقاء الفصل الثالث 3 - بقلم حور طه

الصفحة الرئيسية

  

 رواية وابقى بدون لقاء الفصل الثالث 3 - بقلم حور طه


«بعد مرور أسبوع »
*****************
أسر اقترب منها بحذر، صوته كان خافتًا ومليئًا بالحزن::طفلنا عند ربنا…يا بشري..”
بشري::إزاي تجرؤ تقول عليه طفلنا؟! وإنت اللي أمرت
بقتلـ ـه… بـ ـدم بارد!”
أسر، يتذكر تلك الليلة وكأنها حدثت البارحة؟!
«فلاش باك»
****************
صوت خطواته المتسارعة وهو يتجه نحو غرفة بشرى، وهو يحمل العلبة التي اسلمها من الرجل. قلبه كان مثقلًا بالتردد، لكنه أخفى شكوكه وحزنه تحت ملامح جامدة.
حين دخل الغرفة، وجد بشرى نائمة بسلام، كل شيء بدا هادئًا، وكأنها لم تكن تعرف ما ينوي فعله. قرب منها، فتح العلبة، وأخذ نفس عميق قبل أن يهمس لنفسه::”ما فيش حل تاني.”


بدأ يدس المخدر في كوب من الماء، ثم قرّب الكوب منها وناداها بلطف، كأنه يريدها أن تستفيق لشربه. بعد لحظات، شعرت بشرى بالعطش، فأخذت الكوب من يده وشربت، وهي تبتسم له بابتسامة تعب. لم تمر لحظات حتى بدأت تشعر بدوخه قويه، عيناها تثقلان، وكأن عالمها ينسحب ببطء.

عندما اطمأن أنها لم تعد تدرك شيئًا مما حولها، حملها بهدوء، ووضعها في السيارة وانطلق بها إلى الطبيب. كل لحظة وهو يقود السيارة، كان الصمت يحيط به، إلا من صوت أفكاره المتصارعة وصدى قراره القاسي الذي لم يكن منه مفر.


وصل إلى العيادة، ووقفت السيارة. تنهد بعمق، ثم همس لنفسه مرة أخرى، بصوتٍ مبحوح وحزين::سامحيني يا بشرى، سامحيني.”
«عوده من الفلاش باك»
*****************
عيناها التقتتا بعينيه، كانت الدموع تكاد تخنق صوتها، لكنها انفجرت فجأة، وكأن الألم لم يعد يحتمل الانتظار. صرخت بقوة، صوتها يمزق
جسمها ارتعش وهي بتتراجع خطوة لورا، وكأنها بتحاول تبعد نفسها عن الوجع، أو تحمي نفسها من الحقيقة اللي بتواجهها::”ليه؟ ليه قتـ ـلت ابني؟!” عيونها كانت متعلقة بوجهه، تدور في ملامحه اللي فضلوا صامتين وقاسيين، كأنها بتبحث عن أي علامة توضح دواخله المظلمة.
صوتها بدأ ينكسر، يتراجع من الغضب للعذاب اللي قاعد جواها، لكن القوة رجعت لها فجأة وهي تجمع نفسها بصعوبة::إنت… إنت اللي ودتني مركز الإجهاض غصب عني! كأني ماكنتش غير أداة في إيديك، تنفذ اللي إنت عايزه من غير أي اعتبار لمشاعري أو لحياتي.”
لفّت وشها عنه، صوت أنفاسها المتسارعة كان مالي المكان، كأنها بتحاول تستجمع القوة اللي فاضلة فيها::ماعدتش عاوزه أشوف وشك… مش قادرة أبص في وش اللي قتـ ـل ابني…”


اسر ينفجر بعينين مليئتين بالدموع وصوته يرتجف من الألم وهو يصرخ، وكأنه يحاول إقناع نفسه كما يحاول إقناعها::”كنتي هتمـ ـوتي لو الطفل عاش! انتي صحتك ماكنتش هتتحمل، الحمل والخلفة كانوا هيكسـ ـروكي… كنتي هتمـ ـوتي!”
بشرى، وقد احمر وجهها من الغضب والقهر، صرخت بوجهه بصوت ممزق:”أنت مـ ـوتني لما قتلـ ـت طفلي!

اسر. قلبه قد تحطم بين ضلوعه، يرتجف وهو يحاول استجماع أنفاسه، يهمس. بهدوء ممزوج بالذنب:”كنت بحاول أحميك…”
بشري،::مش هتعرف تحميني… لانك قتلـ ـت روحي
سكتت لثواني، لكن الصمت كان بيضغط عليها أكتر. فجأة، رجعت تلتفت له، عينينها كانت مشتعلة.بالغضب اللي نابع من عمق روحها المجروحة::إنت عمرك ما حبيت تبقى أب! ولا عمرك فكرت في اللي جوايا، ما كنتش حابب تكون اب،عمرك ما هتصبح اب في يوم.من الايام! مبروك عليك… دلوقتي تقدر تعيش زي ما دايمًا كنت عايز، من غير طفل، من غير حياة، من غير أي حاجة تربطنا.”
وقفت للحظة، وهي تحس بأنفاسها اللي بقت أسرع وكأنها بتحاول تهرب من دوامة الألم اللي هو جرفها فيها. سبته غارق في صمته، لكن الصمت ما كانش مريح، كان زي ظلام بيغطي كل شيء، ومهما حاول هو يتكلم أو يدافع عن نفسه، الحاجز اللي بنيته بينها وبينه كان أعلى من إنه يقدر يهدّه.


أسر يقف في مكانه، عينيه محملتين بالحزن والأسى، يحاول إيجاد الكلمات لكنه عاجز::بشري، اسمعيني… ما كانش قصدي… ما كنتش عايز ده يحصل.”
بشرى بنبرة ساخرة، تقطع كلماته بحدة::مش قصدك؟! إزاي مش قصدك وإنت اللي خدني غصب عني، وإنت اللي وقفت هناك وشوفت روحي بتتاخد قدامك؟! إنت ما كانش فارق معاك أي حاجة غير اللي إنت عايزه.”
أسر يحاول التقدم نحوها خطوة::أنا كنت خايف، خايف على صحتك… ما كنتش عارف إنك هتشوفيها بالطريقة دي.”
بشرى تلتفت له بعيون مليانة غضب ودموع::خايف على صحتي؟ ولا خايف على حياتك اللي كنت عايزها من غير قيود؟! إنت كنت دايمًا بتفكر في نفسك، في مستقبلك، وما فكرتش في قلبي اللي اتقطع! مش هقدر أسامحك… مش هقدر أنسى.”
أسر يتحدث بصوت متكسر:”أنا خسرت زيي زيك يا بشرى… أنا كمان كان نفسي فيه، كنت عايزنا نكون عيلة.”
بشرى تضحك بسخرية مريرة::عيلة؟ عيلة إيه اللي بتحلم بيها بعد ما قتلـ ـت الطفل الوحيد اللي كان ممكن يحقق الحلم ده؟! إنت ضيعت كل حاجة، إنت دمرتني.”

أسر يخفض رأسه، صمته ثقيل::أنا أسف… ما فيش كلام يقدر يعبر عن اللي جوايا، بس أنا بحاول أصلح غلطتي.”
بشرى تهز رأسها بأسى::مفيش حاجة ممكن تتصلح. مش هقدر أبصلك زي الأول، مش هقدر أحبك زي ما كنت بحبك. كل مرة أبص في وشك هفتكر إني خسرت أعز حاجة في حياتي… بسببك.”
أسر بصوت متهدج::بشرى، أنا بحبك… مش عايز أخسرك.”
بشرى تتراجع خطوة للوراء، تحاول تحافظ على مسافة بينها وبينه::الحب ما بيصلحش اللي اتكسر. مش هقدر أكمل معاك…إنت حرقت بينا كل حاجة.”
أسر يتحرك نحوها بخطوة يائسة::أرجوكي، ما تسيبنيش… إحنا نقدر نتجاوز ده.”
بشرى تقف مكانها بثبات، عينيها مليئة بالحزن الحاسم::إنت تقدر تكمل لوحدك… لكن أنا لأ. دي نهاية كل حاجة بينا.”
تدير بشرى ظهرها لأسر، تتركه وحيدًا وسط ظلام الصمت الثقيل. يظل واقفًا، يحاول استيعاب اللحظة، لكن الألم يغمره.
**********************
«في منزل خديجة. ام سامر»
**********************
يسود التوتر بينما تجلس أمام سامر ورحمة، وقد بان الحزن على ملامحها. بصوت مليء بالانكسار::أنتم ليه عايزين توجعوا قلبي عليكم؟ مش كفاية اللي راح؟”
سامر محاولًا تهدئتها::يا ماما، من فضلك اهدي.. اسمعينا بس. في حاجات كتير غريبة بتحصل في حياتنا، ولازم نلاقي لها حل.”
رحمة بتصميم::والحل الوحيد إننا نرجع للطريق اللي مشيناه تاني، يمكن نلاقي فيه إجابات تفسر اللي بيحصل معانا. أرجوكي، حاولي تفهمينا.”
خديجة بقلق::حاولوا أنتم تفهموني.. أنا مش هقدر أتحمل إني أخسر حد تاني منكم.”

سامر بصوت هادئ لكنه جاد::عارفين قد إيه تعبتي عشاننا،لكن الموضوع أكبر مننا كلنا. إحنا محتاجين نحط حد للي بيحصل.”
رحمة تمد يدها لتمسك بيد خديجة، بعينين تملؤهما الرجاء::إحنا محتاجينك جنبنا، مش ضدنا.
خديجة بنبرة حازمة وعينيها تلمع بالإصرار::طول ما فيا نفس، مش هسمح لكم ترجعوا للطريق ده تاني. فاهمين؟”
تشعر بالتعب فجأة وتجلس ببطء،يركض نحوها.سامر ورحمة بقلق.
رحمة تمسك يدها برفق، وبصوت هادئ ومليء بالرجاء::خلاص يا ماما، هنعمل اللي يريحك.. بس عشان خاطري، اهدي.”
سامر يجلس بجوار خديجة ويحاول يطمنها بصوت هادئ::احنا جنبك يا ماما،هنعمل اللي يريحك بس اهدي وما تتعبيش نفسك.
خديجة بنظرة حزينة، وكأنها تراجعت للحظة::أنا قلبي موجوع يا ابني انتم مشيتوا مره في الطريق ده وخسرته ابنكم وانا خسرت حفيدي.. مش عايزة اخسركم زي ما خسرته.
رحمة بتنهيدة، تمسح دمعة تنزل على خدها::احنا هنفضل جنبك، ومش هنرجع لأي حاجة من الماضي.
خديجة تنظر إليهم بإعياء، وتحاول الابتسام رغم الألم::أهم حاجة عندي سلامتكوا، ما يهمنيش غير كده.”
سامر ينظر إلى رحمة نظرة تفهم وصمت عميق، ثم يلتفت إلى والدته ويقول بهدوء::اطمني يا ماما، هنعمل اللي يريحك دلوقتي… لكن في الآخر، لازم نواجه كل حاجة حتى لو كان الطريق صعب.
رحمة تضع يدها على كتف خديجة، تبتسم بلطف وتقول::احنا عارفين إنتِ خايفة علينا، بس في حاجات لازم نعرفها ونفهمها مهما كلفنا الامر”
خديجة تنظر لهما بعيون قلقة، ولكن لم تستطع أن تقول شيئًا، وكأنها أدركت أن مهما حذرت، سامر ورحمة لا ينويان التراجع.
*************************

«في منزل عفاف »
***************
عفاف،جالسة على الكرسي في منتصف الصالة، يعلو وجهها ملامح الترقب والغضب المكتوم. ما إن سمعت صوت باب الشقة يفتح، حتى رفعت رأسها بحدة.بنبرة مليئة بالاستياء والحنق: “رجعت أخيرًا؟ كنت فين؟ مع بشرى برضه؟”
أسر يدخل ببطء، وجهه منهك وعيناه تعكسان حزنًا عميقًا. يجلس على الأريكة متثاقلاً، يحاول كبت مشاعره. بصوت منخفض، ممزوج بالحزن::كنت بحاول أتكلم معاها… كنت فاكر إني أقدر أفهمها.”
عفاف، ساخرة، وهي تميل بجسدها نحو أسر ك:::تفهم إيه؟ هي اللي اختارت تسيبك، وإنت لسه بتحاول تفهم؟ لو كانت بتحبك بجد، كانت هتفضل معاك مهما حصل. اللي يسيب ملوش عذر.”
يتنهد أسر بعمق، يميل برأسه إلى الخلف محاولاً الهروب من كلمات والدته، لكن الألم أعمق من أن يتجاهله.::هي ما سابتنيش كده وخلاص… كانت خايفة على نفسها. وأنا كنت خايف عليها. قرار الإجهاض كان أصعب حاجة عملتها، بس كنت بحاول أحميها.”
عفاف، بنبرة صارمة لا تخلو من محاولة الإقناع::خايف عليها؟ وإنت اللي قررت تتخلى عن الطفل؟ الطفل اللي كان ممكن يبقى رابط بينكم! هي ما قدرتش حتى تفكر في اللي ضحيت بيه. لو كانت بتحبك، كانت هتقدر خوفك عليها.”
أسر ينزل رأسه، وعيناه تتوهان في الأرض، كأنه يبحث عن معنى وسط الفوضى.::كنت فاكر إنها هتفهم… كنت فاكر الحب هيغطي على الألم.”
عفاف، بغضب مكتوم، وهي تضرب على ذراع الكرسي::الألم؟ هي سابتك في أصعب لحظة، يا أسر. انت شايف ده حب؟ لازم تفتح عينيك. هي اللي اختارت تمشي، وانت لازم تختار تنساها.”

أسر بصوت مبحوح وهو ينظر إلى والدته::أنا مش قادر… بحبها، يا أمي. الحب ده مش حاجة نقدر نمحيها بكلمه.”
تتنهد عفاف، بحزن مخلوط بالغضب، تحاول أن تهدأ لتسيطر على الحديث.بصوت أكثر هدوءًا وحزمًا::الحب اللي بتتكلم عنه هو اللي هيدمرك. هي مشيت عشان ما قدرتش تواجه المسؤولية. ما تشيلش هم اللي حصل، فكر في نفسك، ومستقبلك من غيرها.”
يرتجف أسر وهو يتنفس بعمق، كلماته تخرج بصعوبة وكأنها مثقلة بالوجع::أنا اخذة القرار ده،عشان أحميها… بس دلوقتي مش قادر أستوعب إنها راحت. كل حاجة كانت عشانها.”
تقترب عفاف، منه ببطء، تحاول أن تخفف من وطأة الحديث::إنت عملت اللي كان لازم تعمله، وهي اللي اختارت تسيبك. دلوقتي لازم تفكر في مستقبلك، وتنسى اللي حصل.”
أسر يغمض عينيه لحظة، ثم يفتحها ببطء وكأنه يحاول كبت دموعه،بحزن مكبوت::أنا… مش عارف إزاي أعمل كده.”
تقترب عفاف منه، وتضع يدها على كتفه بحنان ممزوج بالعزم::هتقدر. الزمن هيعلمك النسيان.”
أسر يقف فجأة، متألمًا، يمسك يد والدته ويضعها على صدره صارخًا، وكأنه يحاول إخراج وجعه::لو تقدري تخرجي القلب ده من ضلوعي، وترميه في الزبالة… يمكن ساعتها أقدر أنساها.”
عفاف، ترفع صوتها بغضب وهي تسحب يدها من صدره::يبقى اختر يا أسر أمك، ولا واحدة سابتك وتخلت عنك؟!”
أسر ينظر إليها بعينيه المتسعتين بالألم، ثم يمشي نحو الباب. قبل أن يخرج، ينظر لها نظرة تحمل كل ما بداخله من وجع،بلهجة حزينة ومحددة::آخر مرة اتحطيت في اختيار كان،بينها وبين ابني… اخترتها هي. وضحيت بابني. ما تحاوليش تحطيني في نفس الاختيار تاني، لانها هتفضل اختياري طول ما انا عايش.”
يغادر أسر المكان ويصعد إلى شقته، تاركًا والدته تقف في منتصف الصالة، جسدها يرتعش من الغضب.بصوت مليء بالوعيد::طول ما أنا عايشة… مش هسمح لبشرى ترجع لحياتك، يا أسر.”

***********************
«في شقه اسر»
*****************
يجلس أسر على الكنبة، وعيناه تتجولان في كل زاوية من الشقة، وكأنها ستظهر فجأة من خلف الأثاث لتحتضنه. يشعر بفراغ البيت يلفه، ويستنشق هواءً أثقل من المعتاد، وكأنه يحمل ذكرياته معها. يمسك الريموت بأصابع متوترة ويشغل التلفاز على أي قناة عشوائية، لكن لا شيء في الشاشة يمكنه ملء الصمت. يسند رأسه للخلف على الكنبة بتعب واضح، فتسقط دمعة ثقيلة من عينه ببطء على خده. يغرق في شروده، وذكرياته معها تجتاحه بلا رحمة، وكأنها شريط سينمائي لا ينتهي،
«فلاش باك»
**********************
بشرى::أسر، ممكن نتكلم شوية؟”
أسر يبتسم ويغلق التلفاز::طبعًا يا حبيبتي، قولي.”
بشرى تقترب منه وتجلس بجواره بتوتر::أسر…”
أسر بنظرة حب وهو يبعد خصلات شعرها عن عينيها::يا عيون أسر، قولي لي إيه اللي شغلك.”
بشرى بتردد::أسر، ليه بقالك فترة بعيد عني؟”
أسر بدهشة::بعيد عنك إزاي؟ أنا كلي ملكك، حياتي كلها ليكي.”

بشرى بخجل::هو أنا وحشة؟ ما بقتش أعجبك زي زمان؟”
أسر يبتسم::إنتِ أجمل ست شافتها عيني في حياتي كلها.”
بشرى بتوتر وحياء::طب ليه مش عايز تقرب مني؟ وحرمني من لمستك.”
أسر يمسك بيدها بلطف::يا بشرى، مفيش حاجة في الدنيا تبعدني عنك. أنا بس كنت بفكر في شوية حاجات تخص الشغل، لكن ده مش معناه إني بعيد عنك. إنتِ كل حاجة ليا.”
بشرى::تعرف إني بفهمك من نظرة عينك وببقى عارفة إمتى بتبعد عني بسبب الشغل وإمتى بتبقى متعمد إنك تبعد. وللأسف، أنت دلوقتي بتبعد متعمد، مش بسبب الشغل.”
أسر بقلق يظهر على وجهه، يحاول إخفاء توتره::بشرى، الموضوع مش زي ما إنتِ فاكرة. أنا بس خايف عليكِ… وعلى صحتك.”
بشرى تنظر إليه بعينيها اللامعتين::خايف عليّ؟ من إيه؟”
أسر يتنهد بعمق، محاولًا أن يبقى هادئًا::الدكتور قال إن لو حصل حمل دلوقتي ممكن يكون فيه خطر عليكِ. أنا بحاول أحميكِ، مش بُبعد عنكِ.”
بشرى بصوت مرتعش::يعني إنت مش متضايق مني؟ مش زعلان؟”
أسر يمسك يدها بلطف، ينظر في عينيها بجدية::مستحيل أكون زعلان منكِ. إنتِ كل حاجة بالنسبة لي. أنا بس مش عايز أخسرك.”
بشرى تبتسم بخجل ودمعة تلمع في عينيها::وأنا كمان مش عايزة أخسرك. بس كنت محتاجة أفهم.”
أسر يمسك يدها ويقبلها بحنان::أنا ما كنتش حابب أقول لك علشان ما تتوتريش… وكمان علشان عارف إنتِ قد إيه متعلقة بموضوع الأولاد ده.”
بشرى بنبرة حزينة::كان نفسي أخلف منك طفل… أشوف جزء منك في حياتي، يكبر قدام عيني ويكون دليل على حبنا.”

أسر يتنهد بتأثر::وأنا كمان كنت بحلم بكده… بس دي حكمة ربنا ولازم نقول الحمد لله.”
بشرى بعينين ممتلئتين بالدموع::مش عارفة أعمل إيه… مش عارفة أتخطى الشعور ده.”
أسر يحتضنها برفق::إحنا لسه مع بعض، وده أهم حاجة. هنكمل مع بعض مهما كانت الظروف.”
بشرى بحزن وقلق::تفتكر هم هيسيبونا نكمل حياتنا عادي كده؟”
أسر بحزم وثقة::أنا ما يهمنيش أي حد غيرك إنتِ. مش هسمح لحد يبعدك عني، أنا بحبك.”
بشرى بخوف وتردد::وأنا علشان بحبك مش قادرة أتخلص من الشعور ده، إني عاجزة ومش قادرة أكون أم لطفلك.”
أسر بحنان ودعم::أوعي تقولي كده، دي حكمة ربنا. وإحنا مهما حصل هنرضى بقضائه. ليه بتسبقي الأحداث؟ أكيد ربنا شايل لنا حاجة أحسن. خلي إيمانك قوي، خلي عندك ثقة في ربنا دايمًا وما تتهزيش.”
بشرى بتنهيدة عميقة::أنا عارفة، بس الخوف مالي قلبي. حاسة إني مش هقدر أتحمل لو ما قدرتش أكون أم.”
أسر برقة وإصرار::إحنا في رحلة مع بعض، مهما كانت التحديات. أنا هنا علشانك، علشان نواجه أي حاجة مع بعض. ممكن يكون الطريق صعب، لكن إيماننا بربنا وبعض هيخلينا نعدي كل حاجة.”
بشرى بتردد::إنت دايمًا بتعرف تطمني، بس ساعات بحس إن الدنيا ضدنا.”
أسر بثقة::مفيش حاجة في الدنيا هتقدر تهزمنا طول ما إحنا مع بعض. كل تحدي بيقوينا، وكل عقبة بنعديها بتقربنا أكتر من اللي ربنا كاتبه لنا. أوعدك، هفضل جنبك مهما حصل.”
بشرى بتأثر::أنا محظوظة بيك، إنت الدعم والسند اللي دايمًا محتاجاه.”

أسر بابتسامة::وأنا مش ممكن أكون غير كده معاكِ. إنتِ نصي التاني، وهنكمل مع بعض مهما كانت الصعوبات. ثقي في ربنا وفي حبنا، وإن شاء الله الخير جايلنا.”….
******************
«عوده من الفلاش باك»
*****************
أسر، بعد أن غرق في ذكرياته مع بشرى، يُفيق فجأة من شروده وكأن الهواء عاد ليتحرك من جديد. يمسح دموعه سريعًا، ينظر حوله بارتباك، ثم يحدث نفسه بصوت منخفض::ليه عملت كده؟ ما كانش المفروض أسيبها تمشي.”
يقف ببطء ويتوجه نحو النافذة، ينظر للخارج وكأنه يبحث عن إجابة،بغصة::كنت خايف عليها… بس هي ما فهمتش… ما فهمتش إني كنت بحاول أحميها.”
يصمت لبرهة، ينظر إلى الهاتف على الطاولة، يفكر للحظة قبل أن يهز رأسه.بحزم::لا… لازم أرجعها… لازم أحارب عشانها.”
 

google-playkhamsatmostaqltradent