رواية مسك الليل الفصل الرابع 4 - بقلم سارة طارق
الفصل الرابع (المواجهة)
بسم الله الرحمن الرحيم
_____________________
تململت فى نومتها بعد أن غفت لفترة طويلة بسبب ذلك المهدأ الذى جعل جسدها وعقلها فى حالة خمول ، حاولت أن ترفع جسدها عن ذلك الفراش ولكنها فشلت أحست بثقل جسدها وتنميله
عندما رأتها والدتها ذهبت إليها لمساعدتها لتقوم و تجلس على الفراش حتى تستعيد توازنها
" اطمنى يابتى شويه بس وهتبقى بخير "
نظرت مسك لوالدتها بصعوبه بسبب ذلك الصداع الذى اجتاح رأسها بقوة بعد استيقاظها ولكنها كادت تتحدث ، لكن توقف لسانها عندما تذكرت اختها وما حصل لها أنتفضت برعب ونظرت حولها ونتطقت إسم اختها بطريقه مبعثره بسبب عدم اتذانها
" و وورد ، ووررد اخ ت ى "
أمسكتها والدتها من زراعها ، لكنها قاومت بكل ما أوتيت من قوة وهى تحاول أن تصل للباب لتخرج وتبحث عن أختها ولكن لم تتركها زينات
" أهدى يابتى اختك ورد ماحصلهاش حاجه عفشه بفضل ربنا ، هى بس اخدت بنج عشان خياطة الجرح بتاعها أصله كان عميق ونزفة دم كتير ، عشان أكده لما وصلتى اهنى جه الضاكتور يفهمك بس انتى ماسمعتيش ودخلتى فحالة هستيرية زى ماجالوا "
نظرت لها مسك بأمل كبير وهى تؤكد على حديثها
" صح بجد ياما ورد اختى زينه وماحصلهاش حاچه، يعنى هى عايشه ، يعنى ورد ماسبتنيش"
ابتسمت لها والدتها وربطت على ظهرها وهى تبكى على لهفة ابنتها تلك على اختها
" نحمد ربنا يابتى ، الحمدلله ربنا دايماً مع الولايا اللي زيينه ، ومارديش يوچعنا تانى عليها رغم اللي عملته فى روحها "
استغربت مسك من حديث والدتها الاخير
" اصدق ايه ياما ، أنا مفهماش حاچه ، وضح كلامك "
" أرتاحى الاول وانا هحكيلك على اللي قاله الضاكتور اللي لحجها ( لحقها) بس الأول انا عاوز اقولك على حاچه أكده ،. أنا مش هسألك انتى چيتى هنا ازاى عشان بعد ماشفت بلال فهمت كل حاچه .."
" أما أنا بس "
" أنا مش عاوز أسمع اى حديد (حديث أو كلام ) أنا بس عاوز أفكرك أنتى مين وعيشه فين وأنك من أهل الصعيد يابت بطنى يعنى فى عوايد وتجاليد ماينفعش نتخطاها أظن سامعانى كويس
وبعدين لولا الاختك فيه كنت عرفته غلطه لولا أنك تربيتى كنت شكيت فى انك فرطى فى اللى محالتناش غيره يامسك "
أحست مسك بغلطتها ولكن كان كل هما هى أختها لا أكثر ، تنهدت مسك وهى تتذكر علاقتها مع بلال التى لم تفقد الأمل فيها أبدا ، مهما يكون لن تكون لغيره أبدا ياهو يا لا ، ولكن هل سنظل كهذا ؟
_________________________________________
كانت السيارة تسير كأنها صاروخ يسير على الأرض من كثرة سرعتها لم يعبئ ،لتلك العاصفة الترابيه التى سببتها سيارته من قوة احتكاكها فى الارضيه الترابيه
ولم يكترث لصرخات الناس عليه لتعبئة ملابسهم النظيفه بلأتربه أو نظرة الهلع التى اجتاحت نظراتهم بسبب سرعتهم وابتعادهم عن طريقه
صرخ بصوت جهورى وهو يتذكر ما قالته والدته عن هروب أخيه وذهابه إلى جابر حتى يخبرهم بما حصل معه
" هقتلك ياحجاج نهايتك على أيدى ونهاية أى حد يحاول بس يقرب من شعرة واحدة بس من شعرك "
كان وجهه متهجم من كثرة الغضب كان يشبه قطعة اللهيب وهو يمسك هاتفه ويحاول أن يتصل بأخيه ولكن هاتفه كان مغلق ولم يعرف حتى الوصول له أو أين ذهب فقط كل ما كان يشغل باله هو أن يذهب إلى بيت لجابر لعله يصل قبل أخيه المعروف دائماً بأفعاله المتهوره
_________________________________________
كان يقف أمام تلك الغرفه الصغيره التى صنعت من الخوص التى قتل فيها أخيه بأبشع الطرق يكاد يصرخ هو يتذكر جسد أخيه الملقى أمامه ، تحامل على نفسه وقاوم رغبته العارمه فى الانهيار وحاول الصمود ، واقترب من باب تلك الغرفه وفتحها بقلب يكاد ينفطر من الوجع ، كان عقله يخبره أن يصمد حتى يأتى بحق أخيه من فاعل تلك الفاعلة الشنيعه وقلبه يترجاه أن يرحمه من هول المنظر الذى لن يتحمله مطلقا وان يتعد
ولكنه حسم أمره وفتح الباب وجد المكان معتم وبه بعض من نور الشمس البسيط الذى دخل من الباب
دخل للمكان وهو يشتم تلك الرائحة الكريهة التى جعلته ينفر بقوة من عفنتها ، اقترب من نافذه صغيره وفتحها ونافذه أخرى كانت أمامها فتحها مما جعل نور الشمس أضائ المكان كله و ليته لم يضئ ، ليته فقد البصر قبل أن يرى دماء أخيه التى ملأت المكان وشربت الأرض وترابها منه حتى أصبحوا نسيج واحد
لم يقدر على الصمود أكثر من هذا هو يتخيل أخيه ملقى أمامه وجروح جسده التى تنزف وتلك الأرض الملعونه ترتوى من دمائه أى عقل هذا يمكنه التحمل اى بشرى يمكنه تحمل ذلك المشهد الذى لن يقال عنه أنه أسوء انواع الكوابيس التى لا يتمنا أى احد أن يراها ، ولكنه ليس كابوس أنه حقيقه مؤلمه حقيقه ينفطر لها القلب حقيقه لا يريد اى عقل تصديقها
لم يخرج منه اى شئ أراد الصراخ أراد البكاء حاول بكل ما أتى من قوة أن يصرخ ولكن لم تسعفه أحباله الصوتيه ولم يستوعب عقله ما يراه الأن أراد أن يبكى فقط ولكنه حرم من تلك النعمه كما حرم من أخيه ، فقط كل ماصدر منه هو اسم أخيه الذى خرج بطريقه مرتعشه تهتز لها الأبدان شفقه على حال هذا المقهور على أخيه الوحيد رشاد
_________________________________________
تلك الأرتعاشه والعرق و الحزن والخوف من القادم كل هذا كان يدل على شعور غريب شعور قتله بعض الناس داخلهم ولكن يبقا من يحافظ عليه الشعور هذا هو الضمير ، الضمير الذى فكر أنه انتصر عليه وقتله ولكنه كان مجرد وهم أوهمه لنفسه حتى يستطيع السير على ذلك الطريق الموحش مع مجموعه من الرجال همهم الوحيد هو السيطره على كل شيء ، وحتى ينالو مرادهم يمكنهم فعل ما لايتخيله عقل
اعترف لنفسه أنه مخطئ فى حق نفسه وحق تلك العائلة التى خسرة ابنها بسببه ، نعم هو السبب فى تلك الجريمه هو كان شريكهم فى قتله
لم يستطع النوم ولو لدقيقة واحدة بسبب مافعله كيف سلم نفسه لهم بتلك الطريقة ، كيف أعطاهم الفرصه حتى يقوموا بعمل غسيل لعقله حتى أصبح يقتنع بكل معتقداتهم الوهمية
"يارب ، هموت ضميرى معذبنى جوى (قوى) خلاص ماعنتش جادر (قادر) أنا مش مصدق ولا جادر استوعب أنى ازاى جدرت اسلم نفسى ليهم لحد ما عملوا غسيل لدماغى و اقنعونى بمعتقداتهم الوهميه اللي كلها جبروت وتملك ، ازاى صدقتهم ومشيت معاهم فى نفس السكه دى ، دول ناس ماتعرفش غير أن هما يوصله للعاوزينه تحت اى ظرف حتى لو هيجتلوا مفرجاش معاهم اى حاچه ، وأنى خلاص ضميرى معذبنى جوى وهروح اسلم نفسى لجابر وهو يعمل فيا ما بداله عشان أبقا ريحت ضميرى ، حتى لو جتلنى يبقا عمل فيا معروف كبير وريحنى من الدنيا دى ...."
ولكنه صدم وانحدر بسيارته على جانب الطريق قبل اصتدام تلك السيارة التى كانت تقصده هو كأن سائقها تعمد الاصتدام به
توقف بسيارة بسبب انحرافه المفاجئ ونظر خلفه وجد تلك السيارة الأخرى توقفت وترجل منها رجلا يعرفهم حق معرفه ، اتسعت عينيه بعدما رأهم لقد كادو يقتلوه
بكل دم بارد
_________________________________________
كان يقف ببدلته العسكرية الخاص بالجيش العسكرى أمام البيت وظل يطرق الباب ولكن لارد ولكن أخذ يطرق بقوة لعلا أهل المنزل نائمون
زفر بضيق وهو لايجد أى رد على كل تلك الطرقات
" أيه ده لو ميت كان صحى ، والله ياخاله زينات شكلك أنتي اللي مش عاوزه تفتحى ليا .. طب أروح أشوفهم فى السوق كده يمكن راحوا على هناك "
قالها وكاد يرحل ولكنه توقف عندما سمع صوت جارتهم هناء
" بدر ، واد يا بدر أنت چيت متا يا واد طولت الغيبه والله لك وحشه كبيره جوى ياولدى "
نظر بدر تلك السيدة البشوشه والجميله كحديثها
" والله انتى اكتر ياخاله هناء وحشانى انتى والبت زينه والواد جرجس عامل ايه فى الشهاده بتعته "
امتعض وجه الست هناء عند ذكر اسم ابنها الذى لا يعي عن أى شئ في هذه الحياة غير هاتفه المحمول
" كته خيبه عليه وعلى المخروب بتاعه ده عمال يلعبلى عليه فى الزفت النت ده ، هو دا هامه شهادة ولا غيره بس هعمل ايه يابنى أدى الله وأدى حكمتها اهو ابتلاء من ربنا وادينى صبرا عليه "
" معلش ياخاله ربنا هيهديه وبكره تشوفى "
اشارة له بعدم اقتناع لحديثه قائلا " يالا قطعوا النت وسنينه ياولدى. ، صحيح لو كنت بدور على خالتك زينات فاهى فى المستوصف بتاع البلد روحلها على هناك دى هى من الفجريه هناك "
انقبض قلب بدر ونظر له بخوف :" ليه هى تعبانه ولا حاچه ولا حد من بنتها تعب "
هنا نطقت هناء بحزن قائلا " حسره عليها البت ورد بيجوله حد ضربها وأخدوها على المستوصف عشان ..."
قطع حديثها وهو يصرخ عليها :" أنتى بجولى أيه مين ده اللي هجم على ورد اليمن ، ولسه جايه تجوليلى دلوك ، الله يسامحك يا ست هناء الله يسامحك " قالها وهو يركض على المستوصف ليطمئن على ورد ويعرف ما الذى حصل لها كان يدعوا الله أن تكون بخير ولم يصيبها أى شئ
أمتعض وجه هناء قائلا :" الله مش كنت بسلام عليك يالا چيل مهبب والله ،. اما أروح اشوف الموكوس ابنى بيهبب أيه فى البيت وربنا يسهل للمنيله أخته وترجع من السوق بدرى "
_________________________________________
دخل إلى المستوصف بأقص سرعه وهو يلهث من كثرة الركض ووقف أمام ممرضه ما وسألها عن مكان ورد
" لو سمحتى ، خطيبتى هنا مع أمها أسمها زينات هنا ومعها بنتها إسمها ورد ال"
لم تدعه الممرضه يكمل حديثه قائلا له بكل قرف
" اه جاصدك البت اللي اغتصبوها أهى متلجحا عندك جوا مع أمها واختها ، خشلها ، بلا خيبه بنات عاوز الحرج (الحرق)"
قالتها بلا شفقه لهذا الواقف أمامها وكلماتها تلك اصابته بسهم حارق فى قلبه، ولكن سمعت صراخ الطبيب عليها قائلا
" سناء أنا لو سمعتك بتكلمى بطريقه دى ساعتها هتصرف معاكى تصرف مش هيعجبك ، وساعتها هطلعك بره ، انتى ايه مفيش اى شفقه على الغلبانه اللي جوه دى يعنى هو كان بخطرها اللي حصل لو كنتى مكانها هتحبى يتقال عليكى كده اخصى بجد دا المفرود انتى بنت زيها يعنى تحسي بيها وبوجعها لا أنتى ازاى كده بجد ، مقرفة "
" الله وأنا مالى يا ضاكتور ، هى دلوقتى كده فى حكم الخاطيه هو دا سلو بلدنا هنا ، انت بس عشان لسه جاى جديد أهنه متعرفش حاجه ، الصعيد غير مصر ياضاكتور " قالت تبريرا على حديثها عن ورد
هز رأسه برفض لحديثها :" لاء يا سناء المشكله مش فى مصر ولا الصعيد ، المشكله فى عقولكم المتخلفه والرجعيه المشكله هنا فى عدم الوعى العقلى لبعض الناس هنا زيك كده ياسناء انتى و اللي زيك عاوزين الحرق عشان ماتكسروش وترموا الناس بالباطل " كاد يذهب لكنه نظر لها بقرف قائلا
" وعلى فكره مش هى الخاطيه ، انتى وكل اللي زيك اللى بيرمه الناس بالمحصنات هما الخطايه فى حقهم قبل مايبقوا خطايا فى حق الناس ، بجد ربنا يشفيكى عشان أنتى بتسوقى سمعت بلدك وأهلها واكيد فى ناس كتير فى الصعيد عندها وعى أنها تقف مع بنت زى دى وتجبلها حقها مش زيك على فكرة الدكتور بلال قال أى حد هيفتح بوقه عن البنت دى يعنى لوحد عرف هو هيتصرف معاه بنفسه "
تركها وذهب خلف بدر حتى يخبره بحالة ورد الحقيقة ، بشكل راقى أكثر وبطريقه يجعله لا ينفر منها أو يشك فيها أو يحملها ذنب ماحصل لها
كان يقف أمام غرفتها وهو يراها تنام بهذا الوجه الشاحب وكان لونه أصفر مثل قطعة الليمون
هو الأن يرى الورده الحمراء التى يعشقها أثر عليها الخريف مبكراً وأصفرت ووقعت على الأرض ودهستها الأقدام بلا شفقه أو رحمه بها
دهسوهاحتى أصبحت هى والتراب واحد ، حتى رائحةعبيرها أختفت كما اتخفى منها أهم شئ كأنثى
وهو شرفها
لم يشعر بتلك الدموع الحارقه التى تنهال على وجهه
فاليس من السهل عليه أن يرها بتلك الحالة
" لا ياورد لا ، فوقى وقولى انك بتهزرى ، أنا كنت جاى اكمل فرحتنا سوا ''
دخل الطبيب الغرفه وجد بدر بحاله لا يسرى لها تنهد بقوه وحاول التصرف بشكل عقلاني حتى يساعده
" يا استاذ ، ممكن اتكلم مع حضرتك شويه فى حاجه مهمه فى حالة الأنسه ورد ، بعد اذنك اتفضل معايا "
سمع بدر كل ما قاله الطبيب ولكن لم يقدر على حمل عيونه عن ورد
امسكه الطبيب من زراعه وأخرجه عنوه من الغرفه
وأدخله إلى غرفة مكتبه ليتحدثا
جلس بدر أمام الطبيب وهو مازال ينظر فى الاشئ وهو يتخيل مشهد ورد وهى نائمه بهذا الشكل جعله يشعر بشلل كلى فى جميع اجزاء جسده
أشفق الطبيب عليه وعلى حالته وهنا أخذ نفس عميق وأخرجه ببطئ
" ممكن اعرفك حضرتك مين وتقرب للانسه أيه "
تحدث بدر وهو يشاور على نفسه ويتحدث بوجع من تلك الغصه المؤلمه
" أنا بدر بدر خطيبها وكنت لسه چاى من الجيش ووبدل ما لقيها مستنيانى وهى فرحنا ومبسوطه ومشتاجه لرچوعى ، لقتها مجبلانى بس وهى روح ميته وبدل ماكان شكلها يشبه الورد زى إسمها دلوقتى بقت شبه الأموات بعد ما أغتصبوا شرفها ، أستغلوها فى غيابى ، ليه ورد ليه لاء لاء هى ملهاش ذنب أنا السبب أنا اللي سبتها وسفرت انا اللي مشيت وسبتها من غير راچل ، أنا مش راچل أيوه مش راچل عشان عشان مجدرتش أحميها ، أه أااااه ياوردة جلبى "
أدمعت عين الطبيب بسبب حالته وحديثه الذى يملأه الألم ، ودموع عينيه التى تشبه الشلالات من كثرة انهمارها من عينى التى أصبحت هى اللون الاحمر واحد
" انا عاوزك تهدى يا بدر ، ومتحملش نفسك ذنب حاجه ملكش يد فيها ، ولا تحملها هى كمان ، حضرتك كنت بعيد لتؤدى عملك الوطنى كاعسكرى فى الجيش ، وهى كمان ملهاش ذنب أن فى ديابه أتكترو عليها وأغتصبوها "
نظر له بظر بصدمه قائلا :" أغتصبوها ، هما كانوا "
" ايوه كانوا اكتر من واحد ، ودا اللي قاله الدكتور بلال بعد ماكشف عليها ، للاسف اللي قاله أنه أثناء الاغتصاب فى حد ضربها على دماغها لأننا لقينا جرح فرسها ،وبعدها تم اغتصابه لاكتر من مره بعد مافقدة الوعي من الضربه ، أنا لما لقيت الجرح فى دماغها انا و الدكتور بلال قولنا اكيد حد خبطها على دماغها بعد كده عمل اللي عمله لكن هى كانت بتكلم بطريقه غريبه كأنها كانت حضره موقف الاغتصاب فاهنا شكينا أن فى حد اغتصبها وهى صاحيه وبعد كده خبطها من مقاومتها ليه وبعد ما فقدة الوعى أتكترو عليها وبعد كده رموها "
جحظت عين بدر بعد ما سمع حديث الطبيب وعرف ماحصل مع خطيبته ، شعر أن الغرفه أضيقت به وبدأت أنفاسه تخرج بشكل عشوائي وضئيل جدا
احس ببرودة تسرى فى جسده بالكامل كأن الكون
كله ضاق عليه هو فقط
رأى الطبيب التغيير الملحوظ على وجهه بدر نظر. له بقلق قائلا :" استاذ بدر أنت كويس ......"
لم يستمع بدر لأى كلمه من حديث الطبيب كان فى عالم أخر لم يشعر بقدمه التى كانت تجره للخارج لم يشعر. بإى شئ نهائيا حتى أنه ارتطم فى كتف فتاه لم يشعر بها
خرجت من الغرفه التى كانت فيها بعد أن رحلت والدتها لتجلب بعض الملابس والطعام لها ولاختها ، أحست أنها تريد أن تذهب لها لتجلس بجانبها وتطمئن عليها
ذهبت بأتجاه غرفة أختها ولكنها ارتطمت بكتف احد ما لفت نظرها لباسه الميرى
صدمت عندما رأت أنه بدر خطيب اختها ورد اليمن
وجدته يسير بطريقه غريبه كأنه تائه شعرت مسك ببعض الخوف أن يكون عرف ما حصل لأختها ، كادت تنادى عليه ولكنها تراجعت ونظرت له نظره اخيره وذهبت لأختها وهى تدعى الله أن يهونها على اختها المسكينه ، فحالة خطيبها لا تبشر بالخير أبدا
_________________________________________
وقف بلال السياره أمام منزل جابر ودخل للبيت بعد أن عرف بوجود جابر هنا
أدخلته الخادمه غرفة الصالون وذهبت لتخبر رب عملها بوجود بلال
كان يفرك يده من التوتر فهو يحاول أن يكون على طبيعته حتى لا يشك فيه احد ، هو جاء إلى هنا حتى يرى أنهم عرفوا بموضوع أخيه ام لا وكل هذا سوف يظهر من استقبالهم له أو حديث جابر معه هو ما سيشعره أما أن كان اتى أخيه ألا هنا أن لاء
ولكنه خرج من شروده على صوت الترحيب به ولكن ليس من جابر ولكنه من هذا البارد برود الثلج رضوان
وقف بلال بصدمه وهو يراه أمامه فهو قد ظن أنه بالخارج الأن ولكنه أمامه ونظراته له ليست مبشره بأى خير أطلاقا ، وسمع منه تلك الكلمه الصفراء مثله
نظر له رضوان بتفرس لتعبيره المتوترة وقلقه وابتسم بسخريه وهو يراه بهذا الشكل ولكنه أراد اللعب معه قليلا
"أيه يا غالى ، مبتعرفش ترد السلام ولا أيه ، أنا أعرف أن لما حد يتقاله نورت ، يرد يقوله بنورك ، بس الظاهر أن أنا مش نور بيتى باين ، ولا هى كلمة نورت بتقلق وتخلى الواحد يعرق كده"
حاول بلال التحدث بطريقه عاقله وهائده فخصمه ليس بالهين أبدا
" لا ابدا بس استغربت انك نسيت أنى قولتلك انى هاجى للحاج جابر أعزبه واشرب معاه القهوه "
رد عليه رضوان بمكر قائلا " واظن انك فاكر كلامى ليك كويس ساعتها ، بس انت مستعجل على شرب القهوة ليه عندنا ، ما أنا والحاج كنا هنجيلك نشربها عندك ولا أنتوا بخله ، بس متقلقش احنا هيجى نشربها سادة مش هنكلفكم سكر "
ابتلع بلال ريقه وهو ينظر له بعدم فهم كاد يسأله عن مغزى حديثه ولكن هربت الكلمات وهرب كل شئ معها وهو يرى أخيه فى يد جابر كان أخيه منتكس الرأس ويقف زليل بين يد جابر
شعر أن كل شئ قد هدم وأن أخيه الوحيد سيكون ضحية تلك الجريمه ، شعر. أن كل حلول العالم لم تعد تنفع فى تلك اللحظه حتى قدمه لم تسعفه وهو يقع على المقعد و ينظر لأخيه كأنها آخر نظره له
جاء صوت صراخ من الخارج وكان أحد رجال رضوان
" ألحجنا ياحاج جابر بيه الحجنا يارضوان بيه ، الشيخ عبدالله ماسك البنت زينه بنت عم حنا فى السوق هى وأمها ومبهدلهم على اخر ، وحالف يمين أنهم لازم ينطقوا الشهاده ويعلنوا إسلامهم يا أما هيقتلهم جدام السوق كله "
________
- يتبع الفصل التالي اضغط على (رواية مسك الليل) اسم الرواية